|
Re: ذكريات اللقيط فى مشروع الجزيرة ... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
الله عليك يا محمد عبدالرحمن أخوي كانوا يستعدون للقيط من وقت مبكر فور زراعة القطن ، يستقطعون قطعة أرض صغير وتظل جافة ولا تصل إليها الماء يطلقون عليها ( التقاة) ، وتنظف مرارا بعناية ويتم تسويتها كذلك ، بعضهم لزوم دلع القطن يضع عليها سورا من جوالات القطن القديم حتى يمنع تسرب الأتربة لهذا الذهب األأبيض ، في شهر يناير تقريبا تبدأ العملية ، وتجييش لها الجيوش من الجزيرة وخارجها ، كل نمرة تقريبا بمقربة منها كمبو ، وياسلام عندما ترى النساء والرجال يغزون الحواشة بنظام متناهي من أول ( إنقاية) لآخر رباط ، وياسلام عندما تغازل تلك الأيدي الكريمة زهرات و لوزات القطن التي تغزو تلك الشجرة المباركة في كل الآتجاهات حتى التي سقطت أرضا يتم رفعها بعناية ، وحركة لا تنقطع بين الإنقاية والتقاة كل واحد يفرز كومو لزوم الوزن ، طبعا أغلبهم يعملون بنظام الكوم الواحد وبنفس طيبة وراضية مرضية ، ورائحة القطن لها نكهة خاصة المغيرب ، وكلما تقدم اللقاط في غزو الحواشة كلما كبرت أكوام القطن ، حتى تصبح جبالا ناصعة البياض براقة وزاهية ، ومع نهاية الحواشة تبدأ عمليات الوزن وسداد حساب ( اللقاط) ويدخل المزارع في عملية ( الكبس) ولها عمال يجيدونها لزوم الوزن وهو بالقنطار ، وبعد الإنتهاء من ( الكبس) كنا نكتب أسماءؤنا ورقم المكتب على الشوالات المعبأة ، وبعدها في وداعة الله إلي أقرب محطة ومن ثم الوزن النهائي وتسليم إيصال التوريد .... ومن تلك المحطات ينقل بعناية إلي المحالج سواء في الحصاحيصا أو مارنجان قرشي أو الباقير .... وكل ذلك العمل العملاق نظير حفنة من الجنيهات ، بس كانت مبروكة بركة لأبعد الحدود . ما أجملها وأروعها من مواسم خلت ... لعنة الله على من جعلها أحلام أخوكم الشفيع إبراهيم
|
|
|
|
|
|
|
|
|