|
الهابطون من السماء
|
موضوع يستحق القراءة
http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&v...-08-18-11&Itemid=55 د. محجوب الباشا الهابطون من السماء يحتل موظف الخدمة المدنية في اليابان موقعاً رفيعاً في المجتمع ، فقد ظلت نظرة اليابانيين عامة لموظفي الخدمة المدنية خليطاً من الغبطة والإعجاب. لم يكتسب موظف الخدمة المدنية الياباني هذه المكانة المرموقة حديثا ، بل هي ميزة ظل يتمتع بها تحت النظام الاقطاعي الذي ساد في اليابان منذ العصور الوسطى وحتى عام 1868 عندما وقع ما يعرف بثورة الميجي الإصلاحية فقد كان لموظف الخدمة المدنية في ذلك الزمان موقعاً متقدماً داخل المجتمع الطبقي الصارم الذي تميزت به تلك الفترة من تاريخ البلاد. ولعل اللفظة التي يستعملها اليابانيون حالياً لوصف موظفي الخدمة اليابانية المتقاعدين الذين يبدأون حياة عملية ثانية في بعض الشركات تقف دليلاً ساطعاً على هذه المكانة الرفيعة. يطلق اليابانيون على هؤلاء الموظفين لفظة "أماكوداري" وهي تعني حرفيا الهابطون من السماء. يرى الكثير من علماء السياسة والاجتماع أن ذلك يعود للاستقرار الذي تعيشة أعراف وقوانين الخدمة المدنية اليابانية مهما اختلفت النظم والأحزاب السياسية التي حكمت البلاد ، ويذهب البعض إلى أن الموظفين كانوا دائما صمام الأمان في الأوقات التي شهدت اضطرابات سياسية. ويضرب بالخدمة المدنية اليابانية إلى جانب رصيفتها الإيطالية المثل في مقدرة الإدارة المدنية الرشيدة على توفير الاستقرار في بعض الدول الديمقراطية التي تعاني من خلل في نظامها السياسي يؤدي إلى تبادل السلطة بوتيرة أسرع مما ينبغي. كان من الطبيعي أن تثير هذه الحقيقة غيرة وحنق السياسيين الذين يرون أن الأمور في البلاد يجب أن تكون في أيديهم دون غيرهم. ويرى الكثير من السياسيين اليابانيين خاصة نواب البرلمان أن الخدمة المدنية يجب ألا تتجاوز حدودها علماً بأن أعضاءها معينين ولا يتم اختيارهم بواسطة الناخبين. غير أن سيطرة موظفي الخدمة المدنية على مفاصل العمل في بعض الوزارات الهامة مثل وزارة المالية ، ووزارة الصناعة والتجارة الخارجية تجعل اعتماد السياسيين عليهم كبيراً. فبالرغم من أن البرلمان هو الجهة التي تحدد كيفية توزيع الموارد المالية على المشاريع المختلفة ، إلا أن لموظفي وزارة المالية أساليبهم التي تجعل منهم المرجع الأخير في هذا الأمر وهو ما يجبر بعض النواب للسعي نحو خطب ود هؤلاء الموظفين حتى يتمكنوا من تنفيذ الوعود السخية التي يبذلونها عادة خلال حملاتهم الانتخابية. ومن الطرائف التي تؤكد نفوذ الخدمة المدنية أن أحد الوزراء سئل في البرلمان عن مسألة مهمة فأشار إلى أن هذا الموضوع من الأهمية بحيث لا يستطيع أن يفتي فيه إلا وكيل الوزارة المعنية. من جهة أخرى ، فإن حادثة الجدل الشهيرة بين إيساكو ساتو وأحد موظفي الخدمة المدنية في ستينات القرن الماضي تؤكد مدى الحساسية التي تكتنف العلاقات بين الطرفين. يروى أن النقاش احتد خلال أحد الاجتماعات بين النائب إيساكو ساتو الذي أصبح فيما بعد من أشهر رؤساء الوزارة في البلاد ومدير مكتب التمويل بوزارة الداخلية فصرخ ساتو قائلا: "يمكنك الحديث فقط عندما تضع على صدرك بطاقة نائب برلماني". لم يكن من المستغرب إذن أن تشهد العلاقة بين السياسيين والموظفين بعض التوتر حتى أصبحت تمثل واحدة من القضايا العامة المتصلة بالاصلاح السياسي في البلاد. ولا غرو كذلك أن يقول رئيس الوزراء الياباني الجديد يوكيو هاتوياما خلال أول مؤتمر صحفي له بعد أداء القسم في 16 سبتمبر الحالي أن حكومته ستعمل على جعل اليابان دولة ذات سيادة شعبية حقيقية ترسم فيها السياسات بواسطة السياسيين وليس الموظفين. وبهذا التصريح لرئيس الوزراء يكون الصراع بين الحكومة الجديدة والموظفين قد أخذ منحى جديدا قد وأتخذت الحكومة بعد تصريحات رئيس الوزراء بعض القرارات التي تهدف لتقليص سلطات موظفي الخدمة المدنية وعلى رأسها القرار بمنع الموظفين من عقد المؤتمرات الصحفية ، وبدء التحقيق في المعلومات التي تقول أن موظفي وزارة الخارجية أخفوا منذ ستينات القرن الماضي عن بعض القيادات السياسية معلومات سرية للغاية عن العلاقات الأمنية بين اليابان والولايات المتحدة الأمريكية. ويبدو أن القرار الأخير قد أثار قلق الحكومة الأمريكية خاصة وأن برنامج حزب رئيس الوزراء يشير إلى ضرورة قيام علاقات متوازنة بين البلدين ، كما أن الحكومة الجديدة أبدت رغبتها في تحويل مواقع بعض القواعد العسكرية الأمريكية. وكرد فعل على هذا القرار قامت الحكومة الأمريكية بابتعاث مساعد وزيرة الخارجية لشئون شرق آسيا والباسفيكي على جناح السرعة إلى طوكيو حيث التقى بوزير الخارجية الياباني ، غير أن هذا موضوع آخر لا يتصل بمحور حديثنا هنا. كانت مسألة النفوذ الكبير لموظفي الخدمة المدنية من القضايا الهامة في الحملة الانتخابية التي قادها رئيس الوزراء هاتوياما والحزب الديمقراطي الياباني ، غير أن الحكومة لم تطرح حتى الآن تصوراً شاملاَ حول الأمر مما جعل بعض الصحف وأجهزة الإعلام تقابل تصريحات رئيس الوزراء بالكثير من الشك. في افتتاحيتها بتاريخ 17 سبتمبر الحالي أشارت صحيفة الجابان تايمز إلى أن حديث رئيس الوزراء يشخص الداء ولكنه لا يقدم العلاج المتكامل بما يهدئ قلق المواطن في هذا الظروف الاقتصادية المضطربة. لم تكن محاولة الحكومة الجديدة للحد من نفوذ الخدمة المدنية هي الأولى من نوعها بالطبع ولكنها كانت ولا شك الأكثر جدية ، ولعل القرارات التي اتخذتها الحكومة حتى الآن وبصفة خاصة قرارها بمنع الموظفين من عقد المؤتمرات الصحفية تؤكد هذه الجدية. من غير المعروف ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستتمكن من تحقيق الهدف الذي أعلنته أم أن الخدمة المدنية ستنحني للعاصفة حتى تمر ثم تعاود دورها التاريخي ، علما بأن بعض الأصوات قد ارتفعت لتحذر من المواجهة بين الحكومة والموظفين في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ البلاد. من الواضح أن رئيس الوزراء هاتوياما يسعى لتغيير صورة الواقع السياسي في البلاد ، وقد كان انتصار حزبه الباهر في الانتخابات العامة في أغسطس الماضي دليلاً على رغبة المواطن الياباني الحقيقية في التغيير. غير أن الحقيقة تبقى وهي أن هذا التغيير لا يمكن أن يتم إلا بخطوات جريئة وشجاعة ومحسوبة في نفس الوقت على الساحتين الداخلية والدولية وهو أمر قد لا يكون سهلا. ولا شك أن الخطوات والسياسات التي ستتخذها الحكومة في الأشهر القادمة تكتسب أهمية بالغة وهي التي يمكن أن تحدد ما إذا كان بالأمكان حسم المعركة لصالح السياسيين أم الموظفين. ولعل حساسية الأمر تكمن في أن القضية اكتسبت أبعاداً جعلت سمعة الحكومة معلقة على مدى مقدرتها على حسمها لصالح المواطن الياباني ، واعتقادنا أن حلا وسطاً يقوم على الإرث الياباني في السعي لتحقيق الاجماع قد يكون المخرج المناسب.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهابطون من السماء (Re: Gaafar Ismail)
|
Dear Uncle Jaafar, here to ask how are you and everyone doing? and all Sudanese in Tokyo, specially brother Haider ? Will be back in Arabic in shaa Allah
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الهابطون من السماء (Re: Sana Khalid)
|
حبيبنا عم جعفر سلامات
Quote: الهابطون من السماء |
كنت عاوز اقول ليك دي بتتحملم الواطة!! فعلا موضوع "الاماكوداري" وعلاقتهم بالسلطة المركزية في اليابان موضوع جدير بالقراءة ومحفز على النقاش ومستفز لروح الحوار.
بجيك راجع
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الهابطون من السماء (Re: Sana Khalid)
|
إبنتنا العزيزة سناء نتمنى أن تكوني وخالد والعيال بخير وصحة جيدة. شكرا جزيلا على السؤال عن حالنا ..نحن جميعا وناس طوكيو بخير والحمد لله..حيدر بخير وصحة جيدة وكنا معاً بمنزل بهاء قبل حوالي ثلاثة أيام ...يديكي العافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الهابطون من السماء (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: سيواجه رئيس الوزراء يوكيو هاتوياما وضعا بالغ التعقيد إن لم نقل شديد الخطورة على مستقبل حزبه، في حال أن دخل في مواجهة مع الجهاز البيروقراطي لتطبيق وعوده الإنتخابية ومن بينها:تحجيم نفوذ البيروقراطية في السياسة اليابانية، ناهيك عن إتخاذ سياسة مستقلة عن الولايات المتحدة!.
|
حبيبنا الفاتح شكرا جزيلا على المداخلة القيمة
أتفق مع ما أورده د. محجوب الباشا ومع ما تفضلت بالإشارة إليه في الاقتباس أعلاه بأن محاولة تحجيم نفوذ الخدمة المدنية اليابانية واتخاذ سياسة مستقلة عن الولايات المتحدة أمران لن يستطيع هاتوياما او أي رئيس وزراء تغيير مسارهما في المستقبل القريب . والشواهد على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال الرحلات المكوكية لكبار المسئولين الأمريكيين إلى اليابان عقب تصريحات هاتوياما بانه سيعمل على اتخاذ سياسة مستقلة عن الولايات المتحدة الأمريكية وإعادة النظر في بعض القرارات التي اتخذتها الإدارة السابقة في ما يتعلق بأمريكا .. كما أن المواجهات التي جرت بين السياسيين وكبار موظفي الخدمة المدنية تنتهي إلى صالح البيروقراطية اليابانية وليس ببعيد عن الأذهان أيضا المواجهة التي وقعت بين السيدة ماكيكو تناكا وزيرة الخارجية الأسبق - (إبنة رئيس وزراء اليابان الأسبق القوي كاكوي تناكا الذي ظل يمارس نفوذا كبيرة على الحزب الليبرالي الديمقراطي حتى قبل وفاته) - مع كبار الموظفين بوزارة الخارجية وانتهى بها المطاف بتقديم استقالتها ... وحادثة النائب البرلماني سوزوكي ، أحد أعضاء الحزب االديمقراطي الليبرالي مع موظفي وزارة الخارجية وواجه بسبب ذلك نفس مصير السيدة ماكيكو تناكا . ومما لا شك فيه أن البيروقراطية اليابانية تمتاز بأرضية صلبة لعدة أسباب من بينها أن معظم موظفي الخدمة المدنية من النخبة وذوي المواهب من خريجي أعرق الجامعات اليابانية الحكومية وعلى رأسها جامعة طوكيو ومن اشهر الجامعات الخاصة (جامعة Keio وجامعة Waseda ) ويؤدون اختبارات صارمة قبل التحاقهم بالعمل . هذا إضافة إلى ما عٌـرف عن اليابانيين حبهم للعمل والتفاني والإخلاص والسعي إلى الإبتكار والإتقان.وتعتبر وزارة الخارجية من أعرق وأقوى الوزارات فقد تم تأسيسها عام 1869 م وكان مقرها في منطقة Tsukiji)) بطوكيو ثم انتقلت إلى بناية كبيرة في منطقة (Kasumigaseki) عام 1871م في قلب طوكيو وهو المكان الذي ما زالت تزاول نشاطاتها فيه حتى اليوم ولهذا السبب يشار في بعض الاحيان للدبلوماسية اليابانية بدبلوماسية (كاسوميجاسيكي)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الهابطون من السماء (Re: Gaafar Ismail)
|
الحبيب العم جعفر.. لك وللدكتور محجوب وزوارك في هذا البوست كل الشكر.. على هذه النفحة التثقيفية .. ما حققته اليابان من طفرة اقتصادية وتقنية باذخة.. دون إخلال بتقاليد بنيتها الإجتماعية.. يمثل الأنموذج المحفز للشرقيين بصفة عامة.. بالتأكيد لم تكن تلك الطفرة دون مؤسسات متفوقة ومنضبطة من الخدمة المدنية.. تقيد بل تزعج أحيانا بانضباطها وبروقراطيتها الطموحات السياسية.. .. التحايا عبرك للجالية.. والسؤال موصول للأخ الحبيب حيدر وقلمه الغائب عن المنبر..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الهابطون من السماء (Re: محمد على طه الملك)
|
إبننا الحبيب محمد علي طه الملك شكرا جزيلا على المرور والإضافة الثرة ما حققته اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية عام 1945 من طفرة اقتصادية وصناعية تعتبر معجزة بكل المقاييس وجديرة بالدراسة والاحتذاء والاقتداء ..تسلم يا حبيب. الجميع هنا بخير ..حيدر بخير وصحة جيدة تحياتي ومحبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الهابطون من السماء (Re: الفاتح ميرغني)
|
استاذنا جعفر
لك منى اعظم التحايا
شكرا على المقال التنويري
تصفحته كاملا وكنت ابحث في ثناياه عن خطوط تعرج بناالى ماكنت عليه خدمتنا المدنية في السودان ايام زمان .
وافر احترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الهابطون من السماء (Re: الطيب شيقوق)
|
يا لفطنة فاقت عين الصقر حدة.. سبرت غور دواخلي وعبرت عني تماما أخي الفاتح..
Quote: رأيت أن استحضر الحوار الذي دار بين أنتوني إيدن وزير خارجية بريطانيا واحمد ماهر باشا رئيس وزراء مصر.وكانت حكومة احمد ماهر باشا قد قامت بطرد المئات من الموظفين بحجة انهم من مؤيدي حزب الوفد!. فقال انتوني لرئيس وزراء مصر آنذاك انه يريد ان يقدم نصيحة خالصة لمصر كصديق مؤداها" أن التعامل مع موظفي الخدمة المدنية بمعيار الثقة الحزبية ، يكسر هذه الخدمة المدنية عمليا ويفقد موظفي الدولة ثقتهم بانفسهم، وإلتزامهم بالصالح العام، وهو امر ضروري لمؤسسة الدولة لأن موظفيها المسؤولين ينبغي ان يظلوا بعيدا عن التقلبات الحزبية والهوى السياسي، وإلا فإن نظام الخدمة المدنية في مصر سينهار بمعيار الكفاءة والأخلاق"!( |
ياله من نصح صادق وقوييم.
Quote: في سياق آخر، يحكى بأن الإنجليز عندما تمت تصفية مستعمراتهم وغربت شمس إمبراطوريتهم تباهوا بأنهم تركوا في كل من السودان والهند إرثا لخدمة مدنية متميزة، |
ويا لها من ثقة اضعناها وتنكبنا الطريق.. ترى كم جيل نحتاجه ان بدأنا اليوم ؟ يبدو أن محاسبة خروقات الأنظمة السياسية لا تقف عند حد الاعتذار للشعب السوداني. .. مازالت شهيتنا مفتوحة لاستقبال المزيد منكما مقرونا باوضاعنا كما اقترح الاستاذ شيقوق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الهابطون من السماء (Re: محمد على طه الملك)
|
Quote: لفت إنتباهي الزميل الفاضل محمد طه الملك بوصفه الخلاَب للخدمة المدنية اليابانية واهميتها في صعود اليابان |
الحبيب الفاتح إبننا الحبيب محمد علي طه الملك معذرة لردي المتأخر فقد شغلتني بعض الظروف خلال الايام الماضية شكرا على مشاركتكما المقدرة. من خلال اطلاعي على مذكرات الأخ الحبيب والصديق العزير د. محجوب الباشا ذكر أن أحد أسباب احتفاظ الخدمة المدنية اليابانية بوضعها المستقر المميز هو أن موظفي الخدمة المدنية اكتسبوا هذا الوضع منذ العهد الاقطاعي حيث كان موقعهم متقدما للغاية في السلم الاجتماعي إذ كانوا يمثلون الطبقة التي تأتي في الدرجة الثالثة مباشرة بعد النبلاء وجنودهم من السامراي ، بينما كانت طبقة التجار ورجال الأعمال تحتل موقعا متدنيا في السلم الاجتماعي آنذاك. ورغم أن الصراع يضطرم بين الحين والآخر بين السياسيين ورجال الخدمة العامة حول مسألة نفوذ الموظفين الزائد عن الحد إلا أنه يٌعتقد أن نفوذ الموظفين لن يتغير بالرغم من جهود السياسيين لتقليص هذا النفوذ. ولا شك أيضا أن التعليم الحديث في اليابان الذي بدأ مع اصدار قانون التعليم في عام 1872 وهو القانون الذي اتسم بالتركيز على تنمية حب الوطن والولاء التام كان له أكبر الأثر في وضع أساس متين للخدمة المدنية. لقد ترك لنا الإنجليز خدمة مدنية ممتازة ولكن السياسيين بدلا من تعزيزها او الحفاظ عليها- على الأقل - قد ساهموا كثيرا في افسادها باهمال التربية الوطنية ( كان المقرر لنا في أيامنا في مادة التربية الوطنية هو " القضية الفلسطينية !! ").أيضا أدخل السياسيون الولاء الحزبي في الخدمة المدنية ، وكان من شعارات ثورة أكتوبر ( التطهير واجب وطني ) وبدأت منذ ذلك الحين يد العبث بالخدمة المدنية حتى وصلت إلى ما عليها الحال الآن من تدهور رهيب ..أذكر في أول صباح يوم لثورة مايو دعا احد الزملاء من اليساريين لاجتماع وطلب من الموظفين إرسال برقية تأييد لثورة مايو في يومها الأول وفي الاجتماع اعترض احد الإسلاميين على الاقتراح بحجة أن ليس لنا كخدمة مدنية علاقة بارسال برقيات الولاء ..كان من نصيب ذلك الإسلامي الإحالة للمعاش في نشرة الثالثة بعد الظهر.
| |
|
|
|
|
|
|
|