|
Re: ( هواية ) فوق العادة ... (Re: منتصرمحمد زكى)
|
التواجد بالمقابر بغرض الزيارة والترحم على الموتى .. من الأشياء المألوفة .. والطقوس الراسخة في ثقافتنا الشعبية والصوفية .. اما غير المألوف فهو التواجد بالمقابر لممارسة أغرب هواية .. وهي كتابة أسماء الموتى وتاريخ وفاتهم .. تلك هي المهمة التي تكفل بها المواطن عامر مصطفى أبوعمار الشهير ب ( الحاوي ) .. دون ان يكلفه بها أحد .. فقط من باب الهواية .. ويا لها من هواية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( هواية ) فوق العادة ... (Re: منتصرمحمد زكى)
|
عرفته مدارس عطبرة الابتدائية في سبعينات القرن الماضي هو وزميله كمال .. عبر جولاتهم الموسمية بالمدارس .. لتقديم عروض فن الألعاب السحرية .. لا زال يمتلك الخفة والمهارة اللتان لطالما رسمتا الدهشة والانبهار على وجوه التلاميذ آنذاك ... سألته عن سر هوايته الغريبة وكيف بدأها ؟ .. يقول عامر : الصدفة وحدها قادتني الى ممارسة تلك الهواية التي ترونها غريبة .. وأراها غير ذلك .. ذات نهار كنت أنا وصديقي (ع) نمر بالمقابر في طريقنا من حي الدرجة الى حي المربعات .. نادى أحدهم على (ع) فتوقف لتحيته .. بينما تقدمت أنا نحو المقابر التي يفصلها عن الشارع الترابي الذي نسير عليه بضع خطوات .. وقفت أتأمل في شواهد القبور .. لتقع عيني على اسم شخص أعرفه .. كان جارنا في حي الحصايا .. وبما أنني لم أكن ساعتها أحمل معي سوى قلم BIG قمت بتدوين الاسم وتاريخ الوفاة على راحة يدي .. تمهيدا لنقله في كراسة أو دفتر .. فشعرت بدافع خفي يحثني على مواصلة هذا العمل .. حضرت في اليوم التالي ومعي دفتر .. وقمت بتسجيل كل الأسماء والتواريخ التي صادفتني .. ومنذ تلك اللحظة صرت أتردد على المقابر من وقت لآخر .. لحصر أسماء الموتى وتواريخ وفاتهم .. وما يحزنني ان الكثير من القبور ليس بها شواهد .. أو تعرض بعضها للتلف وطمست بياناتها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( هواية ) فوق العادة ... (Re: منتصرمحمد زكى)
|
من الأشياء الغريبة التي صادفتني وجود قبر يفوق طوله المترين .. وكذلك أربعة أفراد من أسرة واحدة دفنوا جوار بعضهم والأغرب من ذلك أن الفاصل بين تاريخ وفاة كل واحد منهم عن الآخر عام واحد .. ومن الأشياء التي هزتني اكتشافي لقبر صديق كنت أظنه طوال تلك الفترة متواجد خارج السودان .. لم أشعر في أي وقت أن ما أقوم به فيه تعدي على حرمة الموتى .. أو اساءة لذويهم من الأحياء .. بل على العكس تماما .. كان ينتابني احساس بأن ما أقوم به أنا اليوم .. سيستفيد منه آخرون غدا .. كيف ؟ لست أدري .. فقط أنا مهموم بالتوثيق أيا كان نوعه .. وما يؤسف له أنني فقدت بعض دفاتري الهامة بسبب انتقالنا المستمر من منزل الى آخر .
| |
|
|
|
|
|
|
|