عبد العزيز الفاضلابي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-10-2010, 12:23 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبد العزيز الفاضلابي

    الأخ: عبد العزيز الفاضلابي
    تحياتي

    أحبذ أن نفتح بوستاً خاصاً للناقش فيه ما جاء من أفكار في بوست الأستاذة عشة بت فاطنة [التعدد برؤيتهن ...] حتى لا نشغل الآخرين بحواراتنا الخاصة؛ لاسيما وأن يبدو ظاهرياً بعيداً عن موضوع البوست. الحقيقة أن أغلب القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية مرتبطة بالدين لأن الدين أقحم نفسه فيها فأصبحنا لا نرى أيّ فاصل حقيقي بينهما. قلتُ من قبل أن وظيفة الدين الأساسية هي وظيفة فردية تتعلق بتنظيم العلاقة بين الفرد وبين إلهه، بينما القضايا الاجتماعية محكومة بطبيعة المجتمع نفسه، وحركة الإنسان داخله سواء من ناحية نمط الإنتاج أو أشكال علاقات التبادل التي تنشأ داخل كل مُجتمع على حدا. ولا ضير عندي أن يختار الإنسان أيّ شيء ليعبده أو يقرر ألا يعبد شيئاً على الإطلاق، طالما أن هذا القرار سوف يظل في حيّزه الفردي ولن يتجاوزه إلى الآخرين. في مداخلتيك الأخيرتين تعرّضت لبعض النقاط الهامة والتي سأحاول الرد عليها في هذا البوست المنفصل، وأتمنى أن ننجح في إدارة حوار هادئ وهادف بعيداً عن التعصّب للرأي؛ وليكن المنطق والعقل هو الفيصل بيننا.
                  

02-10-2010, 12:24 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: هشام آدم)

    قلتَ:
    Quote: نحن لايستفزنا ان يؤمن الإنسان او يكفر فتلك حرية شخصية , ولكن نرجو من الذى يختار الكفر ان يحترم اننا اخترنا الإيمان
    هذا الكلام على المستوى النظري جيّد ومجاني للغاية، فالاحترام ليس مُجرّد شعار ترفعه، وإنما احترام الرأي الآخر هو سلوك، ينبع في أساسه من يقين داخلي بحق الآخر في الاختيار. فكما أنك تملك الحُريّة الكاملة للإيمان والاعتقاد فالآخر يملك نفس الحُريّة في اللااعتقاد. وطالما أننا على المستوى النظري متفقان من حيث أن الاعتقاد واللااعتقاد هما [حُريّة شخصية] وبهذا موافقتك على المباشرة على فردانية الدين؛ فإن محورنا التالي في النقاش سوف يكون في معنى هذه الحرية واشتراطاتها. فما معنى حُريّة شخصية؟ الحُريّة الشخصية كما أفهمها غير منفصلة عن مفهوم الفردانية أي أن الإنسان نفسه هو المُحدد الأول لاختياراته وأهدافه، ويكون هو نفسه مقياساً لهذه الحُريّة. وحتى عندما يُضطر الإنسان إلى تقييد حُريته ضمن إطار ديني أو اجتماعي فإن ذلك في الحقيقة لا يكون إلا بمحض إرادته الشخصية وبقراره الشخصي، وإلا فإنه سوف يُعتبر مضطهداً. وبناءً على هذا التعريف فإنه بإمكاننا وضع مُحددات لهذه الحُرية: الدين – المجتمع – السياسة – الاقتصاد؛ فالشخص الذي يتنازل بمحض إرادته عن خيارٍ ما من خياراته الفردية لاعتبارات دينية أو اجتماعية أو حزبية أو اقتصادية؛ فهو حُر، وعكس ذلك هو المُضطهد والمقموع.

    وإذا كان الاعتقاد حُريّة شخصية، فما الذي [برأيك] يجعلنا نسعى إلى التبشير بما نعتقد به؟ لماذا هنالك حملات تنصيرية، وحملات دعوة إسلامية إذا كان التديّن والاعتقاد حُرية شخصية متعلقة بالفرد؟ الحقيقة أن هذا الأمر هو قوام الفردانية والحُرية الشخصية، فالتبشير بمعتقدٍ ما هو جزء من ممارسة حُرية الاعتقاد، إذن فهو أحد اشتراطاته، فلا قيمة لحريّة التدين، إن لم يُتح لك حرية التبشير له والدعوة إليه. ولكن مهلاً؛ ألا تتعارض حُرية التبشير بدعوة دينية معيّنة مع احترام معتقدات الآخرين؟ أعني كيف لا يُمكننا اعتبار الدعوة إلى الإسلام في بلد مسيحي مثلاً تجاوزاً لحريات هؤلاء المسيحيين وتعدياً على معتقداتهم وعدم احترام لمقدساتهم واختيارهم؟ أقول بأن الأمر لا يتعارض، ولا يُمكن اعتبار الدعوة إلى ديانةٍ ما أو اعتقاد ما مساساً بمعتقد آخر أو عدم احترام لمقدس آخر، لأن الأمر لا يخرج عن حدود التبشير إلى حدود الفرض كما حدث في الأندلس عندما فرض المسيحيون ديانتهم على الأقليات اليهودية هناك؛ إذن فالتبشير بمعتقد ما لا يُمكن اعتباره مخالفاً لاحترامنا لبقية المعتقدات، أو طعناً في مقدساتها؛ ومن هنا فإن التبشير بالإلحاد لا يُمكن اعتباره طعناً في المقدسات أو عدم احترام لمعتقدات المتدينين؛ لأن التبشير بالمُعتقد هو جزء أصيل من حُرية الاعتقاد، وكذلك فإن التبشير باللامعتقد هو جزء أصيل من حُرية اللااعتقاد.
                  

02-10-2010, 12:27 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: هشام آدم)

    تقول:
    Quote: وان بدا لك تناقض فمرده الى قصور فهمك وقصور الفهم لايرجع الى الله انما سببه انك اقبلت على فهم النص وفى بالك اثبات ان الله متناقض
    في الحقيقة؛ لا أرى في كون النصوص مفتوحة على احتمالات كثيرة ميّزة للنص المقدس، وصلاحيتها لكل زمان ومكان كما تقول. وبصرف النظر عن اعتقادي في هذا الأمر؛ فإن هذه النصوص من المفترض أن تكون نصوص إلهية، والله في الفهم الديني له معرفة مُطلقة، وكان من شأن هذه المعرفة والمطلقة والأزلية أن تعرف مدى قصور العقل البشري عن إدراك مقاصد النص ومعانيه؛ فإذا عرف الله بقصور العقل البشري فلماذا لم يُخاطب هذا العقل بما يتناسب مع قصوره بحيث لا يُمكن تأويل النص على محمل آخر؟ النصوص الدينية هي نصوص تشريعية في المقام الأول، والنص التشريعي يشترط لإلزاميته ألا يحتمل التأويل، ومن أجل هذا فإن صياغة العقود القانونية والاتفاقيات الدولية تتم بلغة بالغة في الدقة وباستخدامات أقل للكلمات الإنشائية الشاعرية التي في مقدورها تحريف نص العقد وبالتالي إيجاد ثغرات قانونية فيها، وهذا ما لا نجده في القرآن هذا إضافة إلى كثير من المتناقضات التي توضح بشرية النص القرآني ولنعط أمثلة على ذلك:

    + {إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}
    يتناقض مع صفة الله بأنه [غفار] و [غفور] فقصر الغفران على نطاق مهما ضاق فهو قصور في صفة الغفران وانتقاص من مُطلق الصفة. فإذا كنا نؤمن بأزلية صفات الله فإن هذه الآية تتنافى مع أزلية صفة الغفار والغفور لأنه ليس غفوراً على الدوام، وليس غفوراً بالمُطلق

    + {والله لا يهدي القوم الكافرين}
    {والله لا يهدي القوم الفاسقين}
    {والله لا يهدي القوم الظالمين}
    تتناقض مع معنى الهداية وضروراتها، فالهداية في الأساس هي للكفار والفاسقين والظالمين، فإن لم يكن الله ليهدي هؤلاء فمن سوف يهدي؟ وصدق الشاعر حين قال:
    إن كان لا يدعوك إلا مُحسن *** فبمن يلوذ المُجرم

    + {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم}
    تناقض قوله
    {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ}
    ومن يقرأ تفسير الآية الأخيرة يضحك ويبكي للتبريرات التي ساقها وأوردها المفسّرون، وقد قلنا أن القرآن نزل بلسان عربي {مبين} فماذا نفهم من قول أحدنا [فلان توفاه الله] سوى أنه أماته؟

    + {ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون}
    تناقض قوله:
    {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسون ألف سنة}
    فهل اليوم بخمسين ألف سنة أم بألف سنة مما نعد؟

    + {ثلة من الأولين وقليل من الآخرين}
    تناقض قوله
    {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين}
    فهل عدد الداخلين في الجنة من أمة محمد مساوٍ لعدد الداخلين فيها من الأمم الماضية أم أقل؟

    + {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليهم القول فدمرناهم تدميرا}
    هذه الآية تحمل جملة من المتناقضات داخلها، فهل الله يأمر بالفسوق ويُيسّر له؟ ولماذا يُعاقب الله قوماً هو الذي أمرهم بالفسوق وأراد لهم ذلك؟ ولماذا أراد الله أن يُهلك القرية قبل أن يفسق مترفوها؟
                  

02-10-2010, 12:29 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: هشام آدم)

    هذا إضافة إلى آيات كثيرة متناقضة ومبهمة وغير مُحكمة، لاسيما المختصة بالتشريعات كتشريع الحجاب، وما زال الجدل دائراً بين المسلمين على صفة هذا الحجاب، ولو كان التشريع واضحاً لما اختلف الناس حوله. أما فيما يخص موضوعنا الأساسي وهو التعدد فإني لن أحوجك إلى نظريات اجتماعية أو اقتصادية وإنما أدعوك إلى التأمل في هذه الآيات القرآنية؛ وإن أخطأتُ فأرجو أن تصوّبني:

    + {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا}
    هذه الآية تدل بوضوح على الحِكمة من مشروعية التعدد ألا وهي [الخوف من عدم القسط في الأيتام] وهذا التشريع محكوم بشرط {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} إذن فإننا نفهم من هذه الآية ما يلي:
    1- الحكمة من مشروعية التعدد هو شيء واحد فقط وهو [الخوف من عدم العدل في الأيتام]
    2- مشروعية التعدد محكومة بشرط واضح وصريح وهو العدل بين الزوجات [وإن خفتم ألا تعدلوا]
    ولكن هل فعلاً بإمكان الرجل أن يعدل بين زوجاته؟ فلنقرأ ما يقوله القرآن في هذه الآية:
    + {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم }
    هذه الآية تدل بوضوح تام أنه من الاستحالة العدل بين النساء حتى مع وجود الحرص.

    يُفهم من هذا الكلام أن التعدد مُحرّم، وحُرمته هذه نابعة من عدم إمكانية توفر شرط الإباحة على الإطلاق، فهو مُباح ولكن بشرط عصي على التحقق، إذن فهو في حُكم المُحرّم. السؤال هنا: لماذا تعدد الرسول والصحابة إذن؟ علماً بأن الآية ليس فيها أيّ استثناء بل هو يتكلّم عن معشر الرجال بصفة عامة {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم}
                  

02-10-2010, 12:30 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: هشام آدم)

    تقول:
    Quote: اول ما يلاحظ هنا ان تلك الجماعات التى ذكرتها تتعبد كلها بكتاب واحد على عكس الجماعات الغير مسلمة
    هذا أدعى إلى ألا يكون هنالك اختلاف، فإننا قد نجد مُبرراً لأصحاب الديانات الذين يعتمدون على عدّة كُتب أن يختلفوا باختلاف الكُتب التي يعتمدون عليها، ولكن ما الذي يجعل المسلمين يختلفون طالما أنهم غير مختلفين في مصدر تشريعهم؟

    وتقول:
    Quote: اذن المذاهب والفرق الإسلامية لم تختلف على الأصل وهو القرآن
    أقول إنك بهذا القول تنافي الحقيقة، فهنالك اختلافات كُبرى بين الطوائف الإسلامية على القرآن، فالشيعة مثلاً يقولون بتحريف القرآن، وحتى أولئك المقتنعين بعدم تحريفهم فإنهم يختلفون اختلافات بيّنة وواضحة في تفسير وتأويل النص القرآني عمّا يذهب إليه كثير من الطوائف الأخرى. كما أننا نجد طائفة مثل القرآنيين، يُنكرون ما يُسمى بالحديث النبوي، ولا يُعدونه مصدراً من مصادر التشريع.

    تقول:
    Quote: ولاتنسى ان تلك الجماعات ما تفرقت الا لإتباعهم الهوى ولتحقيق مآرب دنيوية منها السياسي ومنها دون ذلك
    أنا أتفق معك تماماً في هذا الأمر؛ ولكن السؤال المُلح الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف لكَ أو لي أن أعرف أيّ الطوائف أصوب؛ لاسيما إذا عرفنا أن كل من هذه الطوائف والشيع تعتمد وتحتج على ما تذهب إليه بنص قرآني هو نفسه الذي يستدل به أصحاب الطوائف الأخرى؟ كيف أعرف أن مذهب أنصار السنة هو الأصح وليس مذهب الوهابية مثلاً؟ كيف لي أن أعرف أن أهل السنة والجماعة هم الأصح وليسوا الشيعة مثلاً؟
                  

02-10-2010, 12:31 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: هشام آدم)

    تقول:
    Quote: اما اختلاف المذاهب فى استنباط الأحكام من الأصل الثابت كما قلنا فهو امر محكوم بالزمان والمكان ,, كل حسب حاجته وكان يجب ان يحسب ذلك اعجازا للنص القرآنى وليس عيبا فيه
    أنتَ بقولك هذا تتبع منهج المعتزلة في القول بمخلوقية القرآن، وبالتأكيد فأنت تعلم [محنة خلق القرآن] في التاريخ الإسلامي ومُسببات هذه المحنة؛ إذ أن القول بخلق القرآن كان أحد المُخارجات التي لجأ إليها المعتزلة في تبرير التناقض في القرآن، فالبحث في تناقضات القرآن لم يكن اجتهاداً إلحادياً أو منهجاً اتبعه المستشرقون كما يزعم البعض، ولكن التاريخ الإسلامي نفسه توقف كثيراً أمام هذه التناقضات؛ فكان لابد لحل هذه التناقضات أن ينزع بعض المسلمون عن القرآن صفة الأزلية أو الأبدية وبذلك نفي قدمه وإحلال مبدأ التقديم والتأخير، وربما تعلم كذلك أن القول بخلق القرآن يستصحب القول بنفي الإعجاز عنه بالضرورة. وحتى لا ندخل في الجدل اللاهوتي الذي ابتدعه المعتزلة فإنني سأحاول مناقشة ما جاء في كلامك أعلاه بشكل مُبسّط.

    السؤال المبدئي الذي يطرح نفسه في هذه المناقشة هو: [هل القرآن هو كلام الله؟] إذا كانت الإجابة بنعم، فهو يشتمل على عدّة حقائق مستخلصة من حقيقة معرفتنا بالله وبصفاته. فهل الله مُطلق أم هو نسبي؟ إذا قلنا بأنه مطلق، فإن السؤال الذي يطرح نفسه مباشرة هو: صفاته مُطلقة أم نسبية؟ فإن نحن قلنا بأن صفاته نسبية ناقض ذلك إطلاقه هو نفسه، وإن نحن قلنا أن صفاته مُطلقة فإن هذا يتناسب مع إطلاقه، ولكنه يضعنا في حرج آخر. فالقول بإطلاق صفات الله يعني أنه مطلق في كل صفاته وليس بعضها، فهو عليم بالمطلق، وفعّال بالمطلق، وغفور بالمُطلق وشديد العقاب بالمُطلق وسريع الحساب بالمُطلق ورحيم بالمُطلق، وإطلاق كل الصفات تجعل ذات الإله في تناقض فكيف من الممكن أن يكون رحيم بالمُطلق وشديد العقاب بالمُطلق؟ ولكن دعنا من هذا الآن ولنناقش كونه عليماً بالمُطلق وقادراً بالمُطلق.

    العِلم المُطلق والقدرة المُطلقة تحتم على صاحبهما وهو الله أن يكون كلامه مُطلقاً لأن كلامه الذي يقوله هو نابع من صفات مُطلقة في الأصل، وبالتالي فإن كلامه هذا سوف يكون ثابتاً لا متغيراً، ومن هنا تأتي قداسة الكلام أصلاً. فما معنى الثبات وما معنى التغيّر؟ ثبات الكلام هو إطلاقه معنى ودلالة فعندما يقول الله مثلاً {الزانية والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} فإن هذا الكلام ثابت معنى ودلالة، فحُكم الجلد على الزانية والزاني ثابت لا يتغيّر، وعدد الجلدات ثابت لا يتغيّر؛ إذن فهل بإمكاننا اليوم أو بعد مائة عام أن نطالب بتخفيف عدد الجلدات؟ أو نطالب بإلغاء عقوبة الجلد عن الزاني والزانية؟ إذا قلتَ [لا] فهو دليل الثبوت الذي نتكلّم عنه، وإذا قلت [نعم] حسب الحاجة ومقتضى الحال؛ فإن هذا يُزعزع ثبات النص الديني المقدس، وبالتالي يطعن فيما أثبتناه لله من صفات مُطلقة. الأصل في الحُكم الشرعي هو جلد الزانية والزاني مائة جلدة، فكيف يُمكن أن يُستنبط من هذا الحُكم الثابت شيء آخر متغيّر حسب مقتضى الحال والحاجة؟ والأمر نفسه ينطبق على كافة الأحكام التشريعية الأخرى.

    نخلص من هذا: أن الأحكام التشريعية تتخذ صفة الثبات وبالتالي فإن القول بصلاحية النص لكل زمان ومكان هو قول خاطئ أو أن يكون المقصود إخضاع الزمان والمكان للحُكم الشرعي وليس العكس. فلن يأتي الزمن الذي نحاول فيه إباحة الزنا، أو إباحة الخمر، أو إباحة الربا، أو أو أو أو. وهذا يعني أيضاً ثبوت النص التشريعي، فكيف يكون صالحاً لكل زمان ومكان؟ وكيف يُمكن استنباط الأحكام من الأصل الثابت؟

    في القرآن آيات تحض على قتال الكفار والمشركين وتخرجهم عن دائرة الملكوت الإلهي، وهذه الآيات جاءت متوافقة مع حوادث تاريخية مُحددة بعينها، وفي القرآن كذلك آيات تحض على التسامح الديني والمناصحة والالتفات إلى الذات دون الغير، وهي أيضاً آيات جاءت متوافقة مع حوادث تاريخية مُحددة بعينها. حسناً، ماذا عن واقعنا الحالي؟ هل واقع عدائي مع الآخر غير المسلم؟ أم هو واقع متسامح مع الآخر؟ إذا قلنا بأنه واقع متسامح مع الآخر، فهل نعطّل آيات الجهاد والتحريض على القتال؟ وإن قلنا أن الواقع هو واقع عدائي بحجة أن العداء بين الإيمان والكفر هو عداء أزلي مستمر يُبرر له العداء الأزلي بين الخير والشر، فكيف نعطل آيات التسامح؟ بل وكيف يُمكننا الاعتماد على آيات نزلت في مناسبات خاصة ونعممها على وقائع أخرى؛ لاسيما إذا علمنا أن تجارب البشرية مختلفة ومتباينة حتى مع تشابه عنصر الحدث نفسه؟

    خلاصة القول في هذا الأمر: النص القرآن نص مُقدّس، وطالما أننا نقر بقداسة النص، فإن هذه القداسة تشترط ثبوته، لأن قداسة النص مرتبطة بقداسة المُشرّع لهذا النص، والقول باستنباط أحكام حسب مقتضى الحال في كل زمان ومكان هو قول مستحيل لأنه يمس مباشرة بقداسة المُشرّع، بل ويُعتبر تحايلاً على هذه القداسة في الأساس.
                  

02-10-2010, 12:32 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: هشام آدم)

    تقول:
    Quote: فالإحكام غير التفصيل والمعنى مختلف
    للأسف هذا الكلام غير سليم على الإطلاق، فطالما القرآن يتكلّم عن إحكامه لآياته ومن ثم تفصيله لها، فهو يُثبت أنه لا حاجة لنا إلى أيّ شرح أو تفصيل خارجي، وهذا الأمر غير صحيح، لأن كثير من أحكام القرآن لم تعرف إلا بالرجوع إلى الأحاديث والسنة النبوية سواء القولية أو الفعلية، فأين هذا التفصيل؟ فالصلاة مثلاً ورد حُكمه في القرآن ولكن لم يرد تفصيله [كيفيته] على الرغم من ورود تفصيل الوضوء والتيمم، وكذلك لم يرد تفصيل حُكم الزكاة في القرآن. فهل تريد أن تقول أن الحديث والسنة النبوية مُكمّلة للقرآن وشارحه له؟ إذا قلتَ نعم؛ فهذا أول طعن يُمكن أن يُقدم للقرآن فكيف يقول القرآن أنه مُحكم ومفصّل ونحتاج معه إلى السنة النبوية لشرحه وتفصيله؟ ثم ما الذي يُدرينا أن ما يأتينا من أحاديث وسنة نبوية هي فعل النبي وقوله فعلاً؟ ألا ترى مدى التحريف الذي تمّ في الأحاديث النبوية حتى طالت الكُتب الصحاح؟ فإذا كان القرآن يعتمد على الأحاديث والسنة النبوية في الشرح والتفصيل، ألم يكن من الواجب أن يتدخل الله بحماية الأحاديث والسنة النبوية من التحريف؟ ولكن هذا لم يحدث، وطالما أن الله لم يحم الحديث النبوي من التحريف فهذا يعني أنه ليس أصلاً من التشريع، ولكن إذا لم يكن أصلاً في التشريع فكيف نعرف كيفية الصلاة ومقدار الزكاة وأحكام الحج والعمرة؟ إنه كوجيتو غير منتهِ على الإطلاق، يجعلنا نقول وبكل اطمئنان أن القرآن ليس من عند الله بل هو قول بشري.
                  

02-10-2010, 12:33 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: هشام آدم)

    تقول:
    Quote: والحق تبارك وتعالى عندما يضع كلمة فى مكان ما فى القرآن فلن تجد انسب منها لتؤدى لك المعنى
    القرآن استخدم اللغة العربية، واللغة العربية عبارة عن مفردات، ومفردات اللغة العربية واسعة المعاني المعجمية، وما تعتقد أنه صحيح بالضرورة، قد لا يكون كذلك ولتقرأ معي هذا الكلام {كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مُصفراً} كيف لك أن تجزم بأن كلمة [كفار] هنا تعني بالضرورة مفهومك لها؟ إذا عرفتَ أن الكافر في اللغة هو المزارع فبإمكانك أن تقول أن المثال منطبق على المزارع فعلاً لاسيما وأنه يتكلّم عن الزراعة: {مزارع فرح بالمطر لأنه سوف يسقي زرعه ولكنه سرعان ما يتيبّس ويموت} ولكن ما أدرانا أنه يقصد ذلك، لاسيما أن الكلام في أساسه مبني على ما قبله وما قبله كان يتكلّم عن المؤمنين والكفار فيكون بذلك يقصد الكافر ضد المؤمن؛ لاسيما وأنه يقول في نفس الآية {وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله} فهل كفار هنا تعني الكافر ضد المؤمن أم الكافر المزارع؟ فلو أنه قال {كمثل غيث أعجب الزُرّاع نباته} للوفر علينا هذه الحيرة ولقطع الشك باليقين. وكذلك في قوله {قلنا اهبطوا منها جميعاً} فهل اهبطوا هنا تعني النزول من أعلى إلى أسفل أم الخروج؟ لاسيما وأننا نقرأ {اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم}؟ أُريد أن أقول أن اللغة العربية نفسها لا تساعد أصلاً في جعل الكلام مُحدداً وفاصلاً وقاطعاً.
                  

02-10-2010, 12:34 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: هشام آدم)

    تقول:
    Quote: اقول لك سلسلها الى ان تصل الى الإنسان الأول الذى ليس له اب ولا ام , وهو آدم فمن الذى اوجده.?
    إذا كنتَ ترى أن الله هو من أوجد آدم [مع عدم اتفاقي معك على وجود آدم أصلاً] فالدور يأتي عليك لتتابع التسلسل: ومن أوجد الله؟

    تقول:
    Quote: اذن مالذى استجد وغير المرأة من انسان ليس له مصالح الى انسان له مصالح?
    إن ما تطالب به المرأة اليوم لا يُعتبر من المصالح؛ بل هو من [الحقوق] وفارق كبير بين المصالح والحقوق.

    تقول:
    Quote: ولكن نحن هنا نتحدث عن دورها كزوجة فهل يكون انكار الذات والتضحية من اجل الأسرة والمجتمع شاملة الزوج ام ان التضحية وانكار الذات بسبب وجود الأبناء ,, وكثيرا مانسمع عبارات مثل (نحن لسه فى البر) بمعنى انها تطلب الطلاق فى حال عدم وجود اولاد يجبرونها على التضحية
    أقول: إن واقع الحال اليوم في كثير من المظاهر الاجتماعية واقع تحت تأثير ظروف اقتصادية قاهرة تجعل من الصعوبة التعميم؛ فكثير من الموازين الإنسانية اختلت بسبب الأزمات الاقتصادية، ولقد أوضحتُ من قبل دور العوامل الاقتصادية في التأثير على الظواهر الاجتماعية بل وأكثر من ذلك فإنه يُحدث خللاً في المعايير الأخلاقية، ولكن من هو المتسبب في هذه الأزمة الاقتصادية؟ أنا أرى أن الرجل هو المسئول عن ذلك بكل تأكيد، ولكن دعنا نتكلم بشكل عام. المرأة عندما تقرر الزواج فإنها تفعل ذلك بفهم يختلف تماماً عن فهم الرجل له، وعندما تحب المرأة فإنه تفهم الحب بشكل مختلف عن الرجل، فقد تبقى المرأة مع زوجها العقيم والمُقعد وتكون سعيدة ببقائها إلى جواره، في حين أن الزوج قد لا يُفكر في الأمر بهذه الطريقة، فعندما تصاب زوجته سواء في عدم قدرتها على الإنجاب أو بمرض عضوي آخر فإنه سوف يفكر مباشرة بالزواج من أخرى؛ قد لا يعني ذلك أنه سوف يطلق الأولى أو أنه كرهها، ولكنه ينظر إلى نفسه في المقام الأول بكل تأكيد وهذه هي الأنانية التي لا تتوفر في المرأة.
                  

02-10-2010, 12:36 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: هشام آدم)

    تقول:
    Quote: فماهو مفهومك للروح ومن اين استقيته ,, وثمة سؤال آخر : لماذا تنكر وجود الله ?
    يبدو أنك لم تكترث كثيراً بقراءة المقال الذي أفردت لك رابطه عن الروح، وإن كنتَ فعلتَ لعرفتَ فهمي للروح، ولكنني سوف أختصر لك الموضوع: الروح هو تعبير لغوي عن مُجمل العمليات الكهروكيميائية التي يُجريها الدماغ، وهو كذلك تعبير عن مجموعة من العمليات العضوية في جسد الكائن الحي، ولكن الروح من حيث هي جسم غير مادي يدخل ويخرج في جسد الكائن الحي وبدخوله يحيى الإنسان وبخروجه يموت فهو لا وجود له مثله مثل بقية المخلوقات الخرافية: شياطين وملائكة وجن. سؤالي لك الآن: هل النبات كائن حي؟ هل للنبات روح؟ أما عن سبب إنكاري لوجود الله فهنالك أكثر من سبب في الحقيقة سوف أحاول اختصارها فيما يلي:
    • لا يوجد دليل على وجوده.
    • لا توجد أهمية لوجوده.
    • لا يُمكن إثبات وجوده.
    • قناعتي بأن الله مجرّد فكرة متطوّرة.
    • فكرة الله غير مقنعة لي.
    • وجود الله غير ممكن.
    • وجود الله يجعله متناقضاً.
    • وجود الله يجعلنا متناقضين.
    • وجود الله يخلق أزمات كبرى.
                  

02-10-2010, 12:48 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: هشام آدم)

    تقول:
    Quote: نحن نريد معارضا يقول انا خلقت الكون ,, ويقول انا حى لاأموت ويقول انا احيي واميت ويقول انا آت بالشمس من المغرب

    أولاً: إذا وجد هذا الشخص أو الإله فهل سوف تصدّقه؟
    ثانياً: هل بالضرورة أن يكون هنالك خالق أصلاً؟
    ثالثاً: كيف صدّقت بأن الله هو من خلق الكون وبأنه هو من يأتي بالشمس من المشرق؟ هل رأيته يفعل ذلك أم أنك اعتمدت على قوله هو بذلك؟

    تقول:
    Quote: اما هؤلاء الذين ذكرتهم فهل ثبت لهم انهم خلقوا ? هل دامت لهم الحياة ?

    أولاً: وهل ثبت أن الله خلق؟
    ثانياً: ألم تقرأ {فتبارك الله أحسن الخالقين}؟ ألا يدل ذلك على أنه هنالك خالقين غير الله، ولكنه فقط أحسنهم؟
    ثالثاً: هل أنت متأكد من وجود الله؟ ما هو دليل؟
    رابعاً: معظم القبائل في الهند والتبت وبعض القبائل الأفريقية مازالوا يعبدون آلهاتهم، وهي بالنسبة لهم مازالت وسوف لن تبقى. وكثير من هذه الآلهات يحمل صفات كصفات الله؛ فما الفرق؟
    خامساً: لو قلتُ لك أن الإله براهما [إله الهندوس] هو من خلق الكون، فكيف بإمكانك أن تثبت عكس ذلك؟

    تقول:
    Quote: واذا كانت قد دامت فأين هم الآن ومازال الله يقول انا خالق كل شئ? هل ثبت انهم احيوا ميتا? وحتى الذين احيوا ميتا هل ادعوا انهم احيوه دون اذن الله? (عيسى عليه السلام)
    أولاً: وأين هو الله الآن؟
    ثانياً: أمازال الله يقول أنه خالق كل شيء فعلاً؟ أم أنه قال ذلك قبل 1400 سنة ثم توقف الوحي وتوقف كلامه؟
    ثالثاً: هل ثبت أن الله أحيى ميتاً؟ حتى في قصة إبراهيم المشهورة التي أراد أن يختبر فيها قدرة الله على إحياء الموتى لم يستطع إبراهيم نفسه رؤية هذا الأمر وهو يحدث أمامه، فكانت تجربة فاشلة.
    رابعاً: فلنكن صادقين مع أنفسنا؛ إيمانك بالله لا يحتاج إلى دلائل بقدر ما يحتاج إلى يقين قلبي، وكذلك كفرك ببقية الآلهات، فما الداعي من وراء مثل هذه الأسئلة؟

    قبل أن أختم هذا الجزء أنوّه إلى الآية {يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} هذه الآية يُقال إنها نزلت عندما مرّ جماعة من اليهود على محمد فسألوه [ما الروح؟] فأجابهم بهذه الإجابة. سؤال اليهود لمحمد لم يكن من حيث هو بشر ولكن كان من حيث كونه نبي يُوحى إليه من السماء، فلو كان كذلك فعلاً فإن الله سوف يُريهم ما هي هذه الروح من باب إخراس المتشككين. ولكن النتيجة أن محمد قال {قل الروح من أمر ربي} طيّب! ما السؤال أساساً كان لربك! ثم هل كان السؤال: [الروح أمر من يا محمد؟] وهل إخفاء كنه الروح له حكمة كحكمة إخفاء الساعة مثلاً؟ إن إجابة محمد {الروح من أمر ربي} هو أحد الأدلة التي تدل على بشرية القرآن وتأليفه، لأنه كان كلام الله لكانت الإجابة غير ذلك، وربما كان السؤال فرصة لتأتي الإجابة داحضة لكل الإدعاءات، ولكن كل ذلك لم يحصل.

    إن توفر لي الوقت والجهد سوف أعود لما تبقى من مداخلتك
                  

02-11-2010, 04:57 AM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: هشام آدم)

    لم أر هذا البوست الاً مساء اليوم ولما كانت ظروفى لاتسمح بالرد الآن , سكتفى بنقل مداخلاتى ومداخلاتك من البوست المشار اليه لهذا البوست لسببن.
    السبب الاول : هو اننى لاحظت انك أشرت الى بعض خطابى الوارد فى بوست الأخت عشة ونقلته الى هذا البوست بصورة فيها اجتزاء أراه مخلا وقد يكون الأحتزاء غير مقصود. ثم لاحظت ايضا أنك كتبت فى البوست الجديد هذا مايوحى للقارئ بأن الذى طلب اثبات وجود الله هو أنا وسأبين كل ذلك فى حينه باذن الله.
    السبب الثانى : هو اتاحة الفرصة للمتابع ليقف على كيف بدأ النقاش ومادار فيه لتعم الفائدة.
    ختاما أرجو أن يمكننى الله من تلبية طلبك فى أن يسير الحوار بيننا بروح بعيدة عن التشنج وادخال العنصر الشخصى وأن تكون مساهمات المتداخلين أيا كان معسكرهم بنفس الروح.
    والآن سابدأ بولى مداخلاتى فى ذلك البوست المشار اليه وكانت ردا على مارددت انت به على مداخلتى حيث كتبت أنت.
    Quote: هنا يأتي الإلحاد ليكشف زيف فكرة الإله الصانع هذه، والتي كانت هي المُتسببة في تغييب العقول لتكون مطيّة ذكورية يحاول بها تمرير مصالحه بقوة فوقية يُحيطها بهالة من القداسة الشرسة يُصبح معها مناقشة القضايا الحياتية المُلحة طعناً مباشراً في الذات الإلهية المُختلقة؛ فأيّ قمع هذا؟

    عليك أولاً أن تثبت وجود هذا الإله الذي تنسبون إليه هذه التشريعات الذكورية الأنانية

    وكان ردى عليك.
    رغم ان مداخلتك هذه تخرج البوست عن الموضوع الذى قصدت اليه صاحبته وهو مناقشة التعدد من حيث قبول المرأة به من عدمها الا اننى سأقوم بالرد على بعض ما جاء فيها معتمدا على عدم اعتراض صاحبة البوست على مداخلتك بدليل انها تداخلت معك بعدها ولم تشر الى ان المداخلة خارج نطاق البوست ويفهم من هذا موافقتها الضمنية على تناول ما ادليت به انت. وقبل الرد عليـك اود ان ابدى لك اننى لاحظت من كتاباتك السابقة فى سنوات خلت انك تؤمن بوجود الله وتفهم القرآن وتنكر ذلك لانك تعتقد ان غيرك يخوض فى الدين وهم لايفقهون شيئا لذلك تستفزهم باراء صادمة ليس لأنك غير مقتنع بها انما لإثبات جهلهم, وكأنك تريد فقط اثبات جهلهم وانا لا اتفق معك فى ذلك لأنه حتى لو صح هذا الرأى منك فى حق البعض فإنه لايصح فى حق كل الناس. فأنت هنا مثلا تطالبنى بإثبات وجود الله ليس لأنك تنكر وجوده انما تريد امتحانى وإثبات جهلى وهذا اسلوب فيه تعالى وفخر بعلم انعم به الله عليك ولكنك تنسي المنعم وكأنك تقول ماقاله قارون: (أوتيته على علم عندى) قد اكون غير صائب فى فهمى هذا وانت ادرى بنفسك منى ,, ولكنى ارجو ان اكون صائبا. وقبل الرد عليك ايضا اسألك فى بعض ماورد فى ماكتبت: لقد كتبت انت:
    Quote: هنا يأتي الإلحاد ليكشف زيف فكرة الإله الصانع هذه، والتي كانت هي المُتسببة في تغييب العقول لتكون مطيّة ذكورية يحاول بها تمرير مصالحه

    سؤالى لك هو : وما الذى منع النساء من اتخاذ مطية انثوية لتغييب العقول وتمرير مصالحهن? وكتبت انت ايضا
    Quote: فالدين ليس وسيلة لتنظيم الحياة الاجتماعية الدنيوية بل هو وسيلة لتنظيم الحياة الفردية الآخروية، فلا نعطي الدين حجماً أكبر من هذا الحجم، وليظل على قداسته في هذا الإطار، يهدف إلى منح الإنسان الطمأنينة والصفاء الروحي،

    انت هنا ذكرت ثلاثة مفردات هى: الحياة الدنيوية. اذن انت تعرف ان هناك دنيا. الحياة الأخروية. إذن انت تعرف ان هناك آخرة ,, ولاحظ ان الآخرة غيب , فكيف اعترفت بها وهى عالم غير مشهود لك. ومن اين لك ان هناك آخرة. المفردة الثالثة التى ذكرتها هى (الصفاء الروحى) إذن ان تعرف ان هناك شئ اسمه الروح والروح شئ يوجد فى جسدك وانت لاتراه وهو غيب ولاتستطيع تعريفه ورغم ذلك لاتنكر وجوده فمن اعلمك ان هناك شئ اسمه الروح ولم تنكره, بدليل استدلالك به لإثبات انه من متعلقات الدين ,, فكيف جاز لك الإيمان بكل تلك الغيبيات وانكرت وجود الذى اوجدك فى الدنيا واعلمك بالآخرة واعلمك بوجود الروح ? افضل ان تكون مداخلتى هذه مدخلا للرد على طلبك اثبات وجود الله وفى مداخلتى القادمة بإذن الله سأتناول ما ورد فى مداخلتك ولكن قبل ذلك اود ان انبهك الى ان محاولة اثبات وجود الله لا يتصدى لها الا الذى يشك فى وجوده ..اما الذى يؤمن بوجوده فهو غير معنى بالأمر الا فى حالة من يواجه بمشكك مثلك وفى هذه الحالة اقوم بذلك لك انت لأنك طلبت الإثبات بدليل . اذن انا اقوم بذلك من اجلك انت لا من اجلى انا . والى حين ميسرة بإذن الله.
    تلك مداخلتى الأولى وسأقوم بايراد المداخلات تباعا حفاظا على التسلسل.
                  

02-11-2010, 05:38 AM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)

    تنبيه: هذه مداخلة هشام آدم فى البوست السابق
    كتب هشام آدم ,,
    Quote: عليك أولاً أن تثبت وجود هذا الإله الذي تنسبون إليه هذه التشريعات الذكورية الأنانية بل والمبالغة في أنانيتها. لكَ أن تعلم أن الله ما هو إلا مُجرّد فكرة ذهنية مُختلقة اختلقها الإنسان لأسباب كثيرة تطوّرت هذه الفكرة عبر الزمن وانتقلت هذه الفكرة من مرحلة التبرير في حقبة تاريخية إلى مرحلة التمرير في حقبة تاريخية أخرى، فبعد أن كان الإله فكرة لتبرير الظواهر الطبيعية: [زلازل – براكين – فيضانات – حرائق الغابات ... إلخ]

    قبل الإجابة اسألك : متى اختلق الإنسان هذه الفكرة الذهنية? بعد كم من الوقت على وجوده? وبإنكارك لوجود الله نريد ان نعرف من الذى اوجد الإنسان ومن الذى منحه قدرة الإختلاق? ونأت الآن على طلبك اثبات وجود الله. نبدأ اولا بالخلق لانه دليل ظاهر ومحسوس ,, ولاشك ان هذا الكون قد وجد اولا قبل وجود الإنسان ,, فالإنسان طرأ على كون معد له سلفا ومسخر له اذ لايمكن تصور العكس. فلايمكن القول ان الإنسان خلق ولم تكن هناك ارض يعيش عليها, ولاشمس تشرق وتغيب ,, فيكون الليل والنهار. وجاء الإنسان وعلى الأرض هواء يتنفسه . كل ذلك سابق لوجود الإنسان. يقول الله تعالى: ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم ) اذن تلك قضية ثابتة ,, وتثبت ان الإنسان ليس له يد فى خلق الكون لأنه لايمكن القول بنسبة عمل له قبل ان يوجد ويخلق. وعندما قال الله تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الأرض خليفة) لفتنا الى ان الإنسان طرأ على كون اعد له قبل ان يخلق هو ـ اى الإنسان ـ . ونكون بذلك قد وصلنا الى المطلوب الأول وهو ان الله خلق واوجد هذا الكون ونظمه غير مستعين بأحد من خلقه ,, ولا محتاج لأحد من عباده. ولكن الكون ومافيه اكبر من قدراتنا ولايخضع لما نملكه من قدرة ,, فالشمس مثلا اكبر من قدرات البشر جميعا, فلا يستطيع الإنسان السيطرة عليها ولا التحكم فى نظام جريها ,, وكذلك الأرض وسائر الأفلاك والبحار والجبال. فكل هذه الأشياء لابد ان تكون أخضعت لنا بقدرة من خلقها وليس بقدرتنا نحن. ولاتستطيع البشرية كلها ان تدعى ان لها دخلا فى نظام هذا الكون ومهمته. لأنه لاخلق هذه الأشياء ولا استمرارها فى عطائها يخضع لإرادة البشر. ولايقدح فى ذلك ان الله خلق اشياء اخرى وسخرها للإنسان تعطيه ما يشاء ولكنها محتاجة الى جهد الإنسان وعمله حتى تتم عمارة الأرض. فاذا جئنا الى الإنسان وجدناه هو الآخر لابد ان يشهد بأن له خالقا وموجدا,, فلا يوجد من يدعى انه خلق انسانا ,, ولا من يستطيع ان يدعى انه خلق نفسه. اذا فقضية الخلق محسومة لله سبحانه وتعالى لأنه ادعاها ولم يوجد له معارض ,, ومعلوم ان الدعوى اذا لم يوجد لها معارض تثبت لصاحبها الى ان يوجد المعارض وهذا المعارض لم يظهر بعد ,, واذا نظرنا الى المخترعين من بنى البشر نجد الواحد منهم يبادر الى تثبيت نسبة الإختراع اليه ويقاضى من ينازعه فى ذلك . فإذا اخذنا مثلا مخترع المصباح الكهربائي , تجد الناس يؤرخون له وينسبون اليه الفضل فى النقلة التى احدثها اختراعه واذا ظهر له معارض سارع هو او ورثته الى اثبات حقوقه . فإذا كان ذلك كذلك بالنسبة للبشر ,, الايستحق خالق الشمس التى لم تنطفئ مذ خلقت وتنير الكون كله بينما المصباح ينير حيزا يدرك بالحواس ويحترق وينطفئ الايستحق ان نقدره حق قدره ونسلم له بالدعوى وهو الذى لم يظهر له معارض. الذى خلق الكون ومافيه قال انا خلقت والذين يقولون لنا هو لم يخلق ,, لم يقولوا لنا من الذى خلق. بعضهم قال لنا الكون خلق مصادفة , وبعضهم قال لنا الطبيعة هى التى خلقت . نقول لهم : الطبيعة مامجموعها ,, والمصادفة بماذا امرتك وبماذا نهتك ,, منهج افعل ولا تفعل قال به الله ولم نسمع يوما احدا جاءنا بمنهج قال انه من عند الطبيعة اوالمصادفة . وهل يمكن للطبيعة او المصادفة انشاء نظام بهذه الدقة التى نراها فى الكون وفى انفسنا? الله قال انا خلقت ,, فلا الطبيعة ولا المصادفة نازعتا فى تلك الدعوى. ولا احد غيرهما. إذن اين ذلك الإله الذى تدعون من غير الخالق? أعلم بأن هناك الها اسمه الله قال انا خلقت ? اذا كان قد علم فلماذا لم ينازع الدعوى.? أم لم يعلم بأن هناك الها اسمه الله ادعى بانه هو الخالق? إذن الذى لايعلم لايصلح ان يكون الها. فأين هو الهكم? نواصل بإذن الله الرد حين ميسرة .المراجع: * كتاب الله (القرآن الكريم) * الأدلة المادية على وجود الله (للإمام الشعراوى)
    لأخ: عبد العزيز الفاضلابي تحياتي جاء ردك على مداخلتي في مداخلتين منفصلتين، وسيكون ردي عليك بمداخلتين منفصلتين كذلك؛ فاحتملني حتى أفرغ من تفنيد ما جاء في مداخلتيك الموجّهتين إليّ تقول:
    Quote: سأقوم بالرد على بعض ما جاء فيها معتمدا على عدم اعتراض صاحبة البوست على مداخلتك بدليل انها تداخلت معك بعدها ولم تشر الى ان المداخلة خارج نطاق البوست ويفهم من هذا موافقتها الضمنية على تناول ما ادليت به انت.

    لستُ بحاجة إلى تحميل أحدٍ تبعات ما أقول، أنا وحدي مسئول مسئولية كاملة عمّا أقوله، وما ذهبتَ إليه منافٍ للحقيقة لأن لي مداخلة أخرى سكتت عنها صاحبة البوست رغم اختلافها الجوهري معي، ولم يكن بإمكاني اعتبار سكوتها عن تلك المداخلة موافقتها الضمنية على ما جاء فيها؛ بل يحق لصاحبة البوست أن تتجاوز عن المداخلات التي ترى أنها تفرغ بوستها من مضمونه وتحيد به عن جوهره، ورغم اتفاقنا على رفض التعددية إلا أننا نختلف في تفسيرنا لهذا الرفض وفي حججنا التي نسوقها من أجل ذلك؛ فلا تتكئ على هذا الأمر كثيراً، فهو غير صحيح.
    تقول:
    Quote: ان ابدى لك اننى لاحظت من كتاباتك السابقة فى سنوات خلت انك تؤمن بوجود الله وتفهم القرآن وتنكر ذلك لانك تعتقد ان غيرك يخوض فى الدين وهم لايفقهون شيئا لذلك تستفزهم باراء صادمة ليس لأنك غير مقتنع بها انما لإثبات جهلهم, وكأنك تريد فقط اثبات جهلهم وانا لا اتفق معك فى ذلك لأنه حتى لو صح هذا الرأى منك فى حق البعض فإنه لايصح فى حق كل الناس.

    قبل سنوات خلت كنتُ مُسلماً متديناً، وهذا لا يمنع أن أكون الآن مسيحياً أو مُلحداً أو لادينياً أو أيّ شيء آخر، فأفكار الإنسان تتغيّر على الدوام، وكلما قرأ الإنسان أكثر كلما ساعد ذلك على عدم ثبات أفكاره سواء بترسيخها أو زعزعتها. أمّا عن القرآن؛ فإنني أرى أن النصوص الدينية عموماً هي نصوص مفتوحة بإمكاننا قراءتها وتفسيرها على مناحٍ مختلفة ومتباينة بل ومتناقضة، وهذا يُفسّر انقسام المتدينين أنفسهم داخل العقيدة الواحدة فنجد في المسيحية: الكاثوليكية والپروتستانتية والأرثوذكسية والغنوصية والكالفينية والانغليكانية والميثودية والإنجيلية وغيرها من الطوائف والمذاهب، وفي الإسلام نجد: السنيّة والشيعية، والخوارج والصوفية والمرجئة والمعتزلة والإباضية والأحمدية والقرآنيين والعلويين والأزارقة والجهمية والمرجئة والمُجسّمة وغيرها وداخل كل طائفة هنالك عشرات المذاهب والنحل، وكل ذلك يدل على مفاهيم مختلفة لنص ديني واحد، والغريب أننا نقرأ {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } ولا أدري كيف يكون الاختلاف إن لم يكن مثل هذا الاختلاف والتباين بين الطوائف والمذاهب المتعددة؟ والغريب كذلك أننا نقرأ {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } وكذلك {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } ثم نجدنا بحاجة إلى الأحاديث لتفصيل وشرح ما أُجمل في القرآن، كما أننا نجد الاختلافات الواضحة بين المُفسّرين رغم أنه {بلسان عربي مُبين} ولا أدري أين هو البيان إن كانت العرب عاجزة عن الاتفاق حول تفسير آية واحدة منه؟
    تقول:

    Quote: فأنت هنا مثلا تطالبنى بإثبات وجود الله ليس لأنك تنكر وجوده انما تريد امتحانى وإثبات جهلى وهذا اسلوب فيه تعالى وفخر بعلم انعم به الله عليك

    لا يا عزيزي؛ أنا أنكر وجوده تماماً ولا أريد امتحانك أو امتحان قدرتك، هذا فهم خاطئ منك ولستُ مسئولاً عنه. أنا غير مؤمن وغير مقتنع بوجود إله على الإطلاق، فإنك كانت لديك أدلة وحجج على وجوده فأرجو أن تزوّدني بها ولنتناقش حولها. إن الدعوة لمناقشة وجود أو عدم وجود الله يترتب عليه كثير من النتائج، أحد هذه النتائج هو تحييد أولئك الذين يعتمدون في دعمهم لحجة التعددية على أدلة قرآنية واعتقادهم بأن ذلك نهج رباني لا يُمكن الاعتراض عليه أو نقده، ولقد أشرت إلى هذا الأمر في مداخلة سابقة. علماً بأن وجود الله لا يعني على الإطلاق القول بأن القرآن أو أيّ كتاب مقدس آخر هو كلام الله، وهذا ما يقول به اللادينيون؛ فهم يقولون بوجود الله، وفي ذات الوقت يرون أن الأديان بشرية صرفة، ولا علاقة لهذا الإله بهذه الأديان على الإطلاق، وهذا أمر آخر.
    تقول:

    Quote: وما الذى منع النساء من اتخاذ مطية انثوية لتغييب العقول وتمرير مصالحهن?


    الإجابة على هذا السؤال تتطلب إجراء جولة سريعة ومتعمقة في تاريخ البشرية لنقف على طبيعة الصراع الذكوري والأنثوي عبر التاريخ [المجتمعات الأمومية والمجتعمات البطرياركية]، ومدى ارتباط الصراعات الدينية بهذا الصراع البشري؛ وربما من المفيد كذلك في هذا الصدد التطرّق إلى تاريخ الديانات لنعرف أن الديانة الأنثوية هي أصل الديانات الحالية بما فيها الديانات الإبراهيمية المُسماة بالديانات السماوية. وبعد هذه الجولة والقراءة المتعمقة في التاريخ البشري وتاريخ الديانات سوف تكتشف بسهولة بالغة أن سبب عدم اتخاذ النساء مطية أنثوية لتغييب العقول وتمرير مصالحهن هو ببساطة: أن المرأة ليست لها مصالح، وأن مصلحتها الأولى والأخيرة تصب في خدمة الأسرة والمجتمع، وليست كالرجل الذي تعتبر مصالحه تعبيراً عن أنانية وذاتية مفرطة، وهذا الأمر ليس من قبيل المدح والإطراء بل أن واقع المجتمعات الأمومية توضح ذلك بجلاء فالمرأة بطبعها ليست أنانية، وهي فوق ذلك منكرة لذاتها شديدة التضحية من أجل الأسرة والمجتمع؛ ولكي تقف على حقيقة هذا الأمر فإنني أنصحك بقراءة كتاب [لغز عشتار – الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة] لفراس السوّاح، يُمكنك قراءة الكتاب بتحميله من هـنـــا أو بإمكانك [إن أردت] قراءة ملخص الكتاب كما بإمكانك التزوّد من المعلومات الأساسية حول أصل الدين وتاريخه عبر قراءة كتاب [دين الإنسان] لنفس المؤلف، فقط انقر هـنـــا لتحميل الكتاب والاستمتاع بقراءته.
    تقول:


    Quote: انت هنا ذكرت ثلاثة مفردات هى:
    الحياة الدنيوية. اذن انت تعرف ان هناك دنيا.
    الحياة الأخروية. إذن انت تعرف ان هناك آخرة ,, ولاحظ ان الآخرة غيب , فكيف اعترفت بها وهى عالم غير مشهود لك. ومن اين لك ان هناك آخرة.
    المفردة الثالثة التى ذكرتها هى (الصفاء الروحى) إذن ان تعرف ان هناك شئ اسمه الروح والروح شئ يوجد فى جسدك وانت لاتراه وهو غيب ولاتستطيع تعريفه ورغم ذلك لاتنكر وجوده

    فيما يتعلّق بالروح فلديّ رأي واضح تجاهه ولك أن تقرأ مقالي بعنوان [الــــروح] أما عن الحياة الآخروية، فمفهوم الحياة الآخروية مفهوم قديم للغاية ربما أقدم من تاريخ الديانات السماوية نفسها، وقد عرفتها الديانات المصرية القديمة وكذلك حضارات كالحضارة السومرية والآشورية والهندية، وتتباين المفاهيم حول هذه الحياة الآخروية وهو مفهوم نابع من خوف الإنسان من الفناء وحبه الشديد للبقاء والخلود، واستخدام مثل هذه المصطلحات يأتي في سياق [الخطاب] وليس في سياق التقرير. وهذا أسلوب يُقصد به صياغة الكلام ليتناسب مقتضى الحال لدى المُخاطَب فلا يستحيل عليه رفضه أو الامتناع عنه، ومن ذلك نجد {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ } فالواقع الديني يقول أنه لا آلهة ولا إله إلا [الله] ولكن الخطاب القرآني يُخاطب هؤلاء من واقع حالهم الوثني، فهو أسلوب خاطبي لا أكثر ولا أقل، وقد لا يُفيدك كثيراً الاعتماد على لي عنق الأسلوب للاستدلال به على شيء.
    ولي عودة لمناقشة مداخلتك الثانية.
                  

02-11-2010, 05:46 AM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)

    الأخ: عبد العزيز الفاضلابي تحياتي أعود لتفنيد ما جاء في مداخلتك الثانية، وبها كثير من المعلومات الغريبة والمبنية على ربط غير منطقي وغير عقلاني أصلاً، فأنت تقول مثلاً:
    Quote: اذا فقضية الخلق محسومة لله سبحانه وتعالى لأنه ادعاها ولم يوجد له معارض، ومعلوم ان الدعوى اذا لم يوجد لها معارض تثبت لصاحبها الى ان يوجد المعارض وهذا المعارض لم يظهر بعد

    هذا الحسم الذي تدعي به مبني على أساس هش للغاية وهو أنه لم يوجد له معارض، وقد أفهم على هذا أنه إن وجود معارض فإن هذا الحسم سوف يختل. وربما تعلم أن هنالك آلهات قديمة [أقدم من فكرة الإله الواحد في الديانات الإبراهيمة] ادعت الخلق، فبراهاما آله هندوسية بل هو إله الخلق عندهم كما أن الديانات الوثنية القديمة كانت تعتقد بوجود آلهات مختلفة كل منها متعلق بنواحي مختلفة عن الآخر فعرفنا آلهات للحرب وللحب وللخصوبة وللرزق وللحظ وللمطر وووو إلخ. فمن قال أنه [الخلق] لم يتعرض عليه أحد من قبل؟ ثم ما هو الفارق بين هذه الآلهات و [الله]؟ الفارق الوحيد هو أن فكرة الله قامت بجمع وظائف كل هذه الآلهات ليتكوّن بذلك مفهوم الإله الواحد الذي يجمع كافة الصفات حتى المتناقضة منها، وربما يأتي تفصيل هذا الأمر لاحقاً. الشاهد من هذا الكلام هو أن حجتك في هذا الأمر هي حجة ضعيفة بل وفاقدة للمنطق، وإذا عرفنا أن فكرة الآلهات في الحضارات السومرية والآشورية والحضارات الهندية القديمة هي أقدم من فكرة [الله] عرفنا [بنفس فهمك] أن هذه الدعوة قائمة قبل قيام فكرة الله أصلاً، وبهذا تسقط الحجة من أساسها.
    تقول:

    Quote: واذا نظرنا الى المخترعين من بنى البشر نجد الواحد منهم يبادر الى تثبيت نسبة الإختراع اليه ويقاضى من ينازعه فى ذلك

    في الحقيقة أستغرب كثيراً من ميل كثير من المتدينين إلى خلق مقاربات بين مفهوم الخلق والتصنيع، فهذه مقاربة غير متكافئة على الإطلاق، فالخلق [أو ما أُسمّيه أنا بالتخلّق، وهو مختلف تماماً عن مفهوم الخلق] مخالف تماماً لمفهوم التصنيع، ولقد أوضحتُ هذا الأمر في مقالي لي بعنوان [الإنسان: بين المطلق والمقيد] قلت فيه ما يلي: {إن من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون: الاعتقاد بمسألة الخلق وكيفيته، بل وربط هذه العمليات البيولوجية الحيوية بعمليات التصنيع الميكانيكية، متجاهلين نقطة أساسية جداً وهي أن الاختراع يأتي نتيجة لحاجة إنسانية مُلحة، بينما الخلق أو التخليق لا يأتي نتيجة لرغبة أو حاجة؛ وإنما نتيجة لتطوّر حتمي من ناحية، ولتوفر عوامل مناسبة من ناحية أخرى. وعلى هذا فهم يرون أن عملية تخليق مثل عمليات تخليق الأحياء الدقيقة والمكروبية قد تكون مشابهة لعملية تصنيع آلية ميكانيكية، وذلك للوصول إلى نتيجة مفادها أن "الصناع" هو من يضع خيارات التصنيع وبالتالي هو من بيده التحكم في قصر أو إطلاق محدودية العقل، وهذه حجة باطلة من وجوه، أولها أن تصنيع آلة قاصرة هو قصور في حدّ ذاته، فماذا يعني أن يصنع الإنسان آلة لثقب طبقات الأرض ويستخدم في ذلك (مثلاً) مواد قابلة للصدأ؟ وماذا يعني أن يصنع الإنسان جهاز إشعاعي إذا كانت مواد هذا الجهاز غير متوفرة؟ ثم إنه إذا ارتضينا المقارنة بين التخليق والتصنيع فإننا سنخوض مُكرهين إلى قياس هذه المقارنة على مناحٍ كثيرة؛ لاسيما تلك المتعلقة بإرادة الابتكار؛ وأعني بذلك تضاد الخيرية والشرية في الابتكار، فإذا كان الإنسان الذي يصنع المعدات الطبية، ويصنع الآلات السلمية والمخترعات المفيدة للإنسانية والبشرية وحتى مفيدة للطبيعة نفسها، هو نفسه من يصنع الأسلحة ويُطوّرها يخترع المواد الكيميائية الضارة والقاتلة فإن هذا بالضرورة يعود إلى تضاد الإنسان الذي يجمع بين الخير والشر في آنٍ معاً، فهل هذا الأمر ينطبق على الخالق؟ لأننا نرى مخلوقات مسالمة ومستأنسة ومخلوقات أخرى مؤذية وضارة بالمقابل. وبعض المخلوقات مفيدة للإنسان وبعضها الآخر لا يستفيد منها في شيء على الإطلاق، بل ولا يضره أن تنقرض وتختفي عن الوجود، فماذا يُفيد الإنسان أو يضره إن انقرض هرّ الجبال المفترس مثلاً أو إن انقرض الأخطبوط أو فرس النهر؟ لا شيء على الإطلاق. إذن فلم كان وجودها؟ إنّ عمليات التخليق ليست مشابهة أبداً لعمليات التصنيع التي تأتي نتيجة لحاجة مباشرة متعلقة بحياة الإنسان ورفاهيته وصراع مع الطبيعة وظواهرها من أجل البقاء، فعمليات التخليق تتم لحاجة متعلقة بالكائن نفسه، بينما عمليات التصنيع تأتي لحاجة إنسانية وطبيعية عامة.} إذا أردنا القول بأن الله هو خالق هذا الكون وهو خالق الكائنات، وأردنا أن نخلق مقاربة بين هذا التخليق وبين عمليات التصنيع، فإنه كما يُمكننا القول بقصور المُصنّع لآلة قاصرة، فإن خلق الله لكائنات قاصرة يعني بالضرورة قصوراً فيه هو نفسه، فوجود كائنات مشوّهة ما هو إلا قصور في خلق الله! فهل يُمكننا قول ذلك؟ الحقيقة أن هذا القصور هو قصور في الطور الجيني للتخلّق، وهي ليست مرتبطة بإله أو غيره، وإنما هي عمليات كيميائية عضوية شديدة التعقيد تدخل فيها عوامل كثيرة للغاية وتضافر هذه العوامل أو عدم تضافرها هو ما يجعل الكائن سوياً أو مشوهاً. وما نراه الآن من اختلال موازين الطبيعة: ارتفاع درجات حرارة الأرض وبالتالي ذوبان الجليد القبطي وتأثير ذلك في المناخ هل هو من عند الله؟ أم هو نتاج تفاعل عوامل طبيعية؟ إذا كان من عند الله فلاشك أن الله قد فقد السيطرة على مخلوقاته، ولم يعد قادراً على إحكام صناعته، مما أدى إلى كوارث طبيعية مميتة راح ضحيتها آلاف الأبرياء من نساء وأطفال فهل أراد الله ذلك فعلاً؟ تسونامي وكارثة هايتي وغيرها العديد من الكوارث الطبيعية هل هي فعلاً من فعل الله وصنعه؟ أم هي من عوامل الطبيعة المُحايدة تماماً تجاه الإنسان، فالأعاصير عندما تنشأ فهي إنما تنشأ لعوامل طبيعية وحتمية، وهي بذلك لا تفرّق بين إنسان ونبات وجماد، ولكن القول بأن الله هو الخالق يجعلنا حتماً نتساءل عن أخلاقية هذا العمل: كيف يقوم الله بعمل كارثة يروح ضحيتها آلاف الأطفال؟ تقول:
    Quote: منهج افعل ولا تفعل قال به الله

    هذا كلام غير صحيح على الإطلاق، فمنهج افعل ولا تفعل قائم في أساسه على معيار أخلاقي متغيّر على الدوام، فهو معيار اجتماعي تتحّكم فيه عوامل كثيرة للغاية منها الاقتصادية ومنها السياسية؛ ولذلك فإننا نجد أن الخير والشر مختلفان باختلاف طبيعة المجتمع الإنساني وشكل الروابط بين الأفراد والتي تتحكم فيها عوامل أخرى. حتى أن قانون افعل ولا تفعل كان موجوداً قبل وجود فكرة الله أصلاً، فالمجتمعات البدائية كان بإمكانها سن قوانين تستطيع من خلاله تنظيم العلاقات بين الأفراد، وحفظ الأمن والحفاظ على سلامة القبيلة وسلامة الأفراد داخل هذه القبيلة، ولم يكونوا بحاجة إلى إله حتى يُنظم لهم حياتهم أو يسن لهم التشريعات. تقول:
    Quote: : إذن اين ذلك الإله الذى تدعون من غير الخالق?

    نت تقول بذلك لأنك مُهجّس بضرورة وجود إله، أما أنا فلا أرى ذلك ولا أؤمن به على الإطلاق، بل وأرى أن وجود إله بهذه المواصفات غير ممكن على الإطلاق، فهذا الإله متصف بصفات متناقضة فهو [رحيم] وهو [شديد العقاب] فكيف استطاع الجمع بين هاتين الصفتين؟ ثم لديّ سؤال آخر: هل صفات الله هذه أزلية أم عرضية؟ إذا كانت أزلية فكيف يجتمع أن يكون رحيماً منذ الأزل وإلى الأزل، وفي نفس الوقت يكون شديد العقاب منذ الأزل وإلى الأزل؟ وإذا كان عرضياً فهل يعني هذا أنه في حقبة ما من تاريخه لم يكن رحيماً وأصبح رحيماً فجأة بعد طارئ بعينه؟ إذا كان ذلك صحيحاً أفلا يعني هذا أن الله نفسه طارئ ومتغيّر؟
    تحياتي
                  

02-11-2010, 05:57 AM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)

    الأخ هشام ,,
    من باب رد التحية بمثلها او بأحسن منها
    تحياتى .
    Quote: ولم يكن بإمكاني اعتبار سكوتها عن تلك المداخلة موافقتها الضمنية على ما جاء فيها؛

    انا لم اقصد انها وافقت على ماجاء فيها اقصد انها وافقت ضمنيا على ابداء وجهة نظر اراها غير متعلقة مباشرة بموضوع البوست. ولم اقل ان مداخلاتك افرغت البوست من مضمونه انما مداخلاتك تحتاج لبوست منفصل لأن موضوعها يدخل فى اطار الدين فى المجمل وصاحبة البوست يهمها رأى الناس فى التعدد. ونحن لانعترض على اقحامها وبعض المتداخلين مسألة الدين فى موضوع البوست ولكن اعترضنا على الطريقة التى تناولوا بها الدين .. نحن لايستفزنا ان يؤمن الإنسان او يكفر فتلك حرية شخصية , ولكن نرجو من الذى يختار الكفر ان يحترم اننا اخترنا الإيمان ,
    Quote: : فإنني أرى أن النصوص الدينية عموماً هي نصوص مفتوحة بإمكاننا قراءتها وتفسيرها على مناحٍ مختلفة ومتباينة بل ومتناقضة،

    وهذه ميزة لهذه النصوص تجعلها صالحة لكل زمان ومكان ,, وليس ميزة ضدها , وان بدا لك تناقض فمرده الى قصور فهمك وقصور الفهم لايرجع الى الله انما سببه انك اقبلت على فهم النص وفى بالك اثبات ان الله متناقض ,, ولم يكن فى بالك الإضطلاع على الكنوز التى بداخل النص ,, لأنك ابتداءا لم ترض بمنهج الله لأنه يقيد رغباتك وهوى نفسك ,, فأخذت تبحث عما يقنعك بأن هذا المنهج ليس من عند الله ولذلك اغمضت عينيك عن الشواهد الكثيرة التى تمتلئ بها تلك النصوص والتى تخبرك ان هذا القرآن من عند الله. ـ وسنبينها لك لاحقا بإذن الله ـ فلجأت الى النظر الى القرآن بشكل مجزأ ونسيت او تناسيت ان القرآن يفسر بعضه بعضا ولايصح ان تتخذه عضين. وسنثبت لك بإذن الله انك تفسر الآيات على غير مؤداها وتجعل من فهمك لبعض الآيات عقيدة لاتقبل اثبات العكس وهذا اول الخيط المؤدى للعناد .
    Quote: السنيّة والشيعية، والخوارج والصوفية والمرجئة والمعتزلة والإباضية والأحمدية والقرآنيين والعلويين والأزارقة والجهمية والمرجئة والمُجسّمة وغيرها وداخل كل طائفة هنالك عشرات المذاهب والنحل، وكل ذلك يدل على مفاهيم مختلفة لنص ديني واحد،

    اول ما يلاحظ هنا ان تلك الجماعات التى ذكرتها تتعبد كلها بكتاب واحد على عكس الجماعات الغير مسلمة والتى ذكرتها آنفا فى مداخلتك حيث تجد بعضها كالمسيحيين مثلا لديهم اكثر من سبعين نسخة لكتاب يفترض انه واحد من عند اله واحد وانزل على رسول واحد ولايتفق احدها مع الآخر. فعلى ماذا يدلك هذا? اذن المذاهب والفرق الإسلامية لم تختلف على الأصل وهو القرآن ,, ولايقوم تفرقهم دليلا وحجة على بطلان القرآن ولاينفى كونه من عند الله لأن القرآن ورد فيه ماينههم عن التحزب والتشيع والرسول الذى انزل عليه القرآن نهاهم عن ذلك . فلايعقل ان تسحب فعل البشر المخالف لتعاليم رب البشر وتجعله حجة على المنهج ,, لأن المنهج حجة على الناس وليس الناس حجة على المنهج . ولاتنسى ان تلك الجماعات ما تفرقت الا لإتباعهم الهوى ولتحقيق مآرب دنيوية منها السياسي ومنها دون ذلك فصاروا كالجن طرائق قددا.
    Quote: والغريب أننا نقرأ {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } ولا أدري كيف يكون الاختلاف إن لم يكن مثل هذا الاختلاف والتباين بين الطوائف والمذاهب المتعددة؟ والغريب كذلك أننا نقرأ {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } وكذلك {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } ثم نجدنا بحاجة إلى الأحاديث لتفصيل وشرح ما أُجمل في القرآن، كما أننا نجد الاختلافات الواضحة بين المُفسّرين رغم أنه {بلسان عربي مُبين} ولا أدري أين هو البيان إن كانت العرب عاجزة عن الاتفاق حول تفسير آية واحدة منه؟


    هذا ماوعدتك به ,, وهو انك فهمت هذه الآيات على غير مؤداها ,, فالإختلاف المقصود فى هذه الآية هو الإختلاف بين آيات الكتاب وتضادها مع بعضها البعض وما استشهادك بالآية : {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } والآية: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } وربطهما بالآية : {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } لتخلص الى اثبات تناقض القرآن الا اكبر دليل على ان فهمك للقران يعوزه التمكن . فكما قلت لك الإختلاف فى الآية الأولى يقصد به الأختلاف بين آيات القران وتصادمها, كأن تقرر آية حكما يتناقض مع حكم ارسته آية أخرى وذلك يدخل فى اطار الشبهات التى حاول قبلك الكثيرون اثباتها على القرآن ولكن خاب سعيهم وظل القرآن كتاب الله وحبله المتين الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.اما اختلاف المذاهب فى استنباط الأحكام من الأصل الثابت كما قلنا فهو امر محكوم بالزمان والمكان ,, كل حسب حاجته وكان يجب ان يحسب ذلك اعجازا للنص القرآنى وليس عيبا فيه. فالمذاهب لم تختلف فى توحيد الخالق ولم تختلف فى ان القرآن من عند الله ولم تختلف فى ان محمد رسول الله انما الإختلاف جاء فى استنباط احكام من اصل ثابت غير مختلف فيه ,, وانت هنا تريد ان تجمع بين هذه الآيات لتقول ان هذا الكتاب متناقض والآية جاءت تحديا لك :{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } فما الذى يجبر الرسول على التحدى بشئ لايضمن انه غالب به ,, وهل انت تفقه اللغة العربية كما فقهها من انزل القرآن بلسانهم ? الم يعجزوا عن تكييف القرآن واخذوا يتخبطون بين وصفه بالسحر تارة وبالشعر اخرى? والى ماذا انتهوا? التحدى الآن ماثل امامك ونحن نقول لك الربط بين تلك الآيات لايثبت لك قضية فالإحكام غير التفصيل والمعنى مختلف . والدليل على ان هناك فرق بين الإحكام والتفصيل تجده فى الآية نفسها{ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} بدليل ثم الفاصلة بين أحكمت وفصلت فالإحكام حدث اولا ثم جاء بعده التفصيل ليدلك على ان الحدثين مختلفين فى الغرض وفى الأثر. أما الإحكام فهو الإتقان بحيث يمنع عنه الفساد بلا خلل فيه ولاتعارض او تناقض. والإحكام يعنى نزول القران من اللوح المحفوظ جملة واحدة محكما الى سماء الدنيا ,, ثم بعد ذلك نثر أحكاما وفصولا ونجوما . فهو بذلك أحكم ثم فصل. والتفصيل يكون اما فى اللفظ بمعنى هذه آية ثم تجئ بعدها آية تفصلها عن الأولى أو سورة ثم تجئ بعدها سورة تفصلها عن السورة الأولى ,, فالفواصل الكبيرة سور والفواصل الصغيرة ايات . وقد يكون التفصيل فى المعنى : كما قلنا أحكم يعنى نزل مجتمعا متضمنا لمنهج واحد هو منهج الله وعندما تنظر اليه تجده منوعا ,, هذا يتكلم فى العقيدة وقمتها, وهذا يتكلم فى النبوة , وهذا يتكلم فى المعجزة , وهذا يتكلم فى الأحكام , وهذا يتكلم فى القصص , وهذا يتكلم فى الأخلاق, وهذا يتكلم فى الكونيات ,, فهو بهذا مفصلا فى المعنى كل فصل فيه يغطى مافصل من اجله. ويتناول كل معنى تتطلبه العقيدة من قمتها فى شهادة لا اله الا الله الى صياغة الأخلاق حتى اماطة الأذى عن الطريق بهذا يمكن ان نقول ان التفصيل يعنى جعل الشئ مناسبا لما اعد له ملبيا لحاجته فانت تذهب الى الترزى مثلا وتطلب منه ان يفصل لك قميصا. فماذا يفعل الترزى ? يقوم بأخذ المقاس لكى لايكون القميص اوسع منك او اضيق. وهكذا فصل الله الآيات . ولما كان تفصيل الله غير تفصيل البشر ولما كان لله طلاقة القدرة فصل الآية لتكون صالحة لكل زمان ومكان وصالحة لكل من آمن بها وطلب حاجته فيها. والتفصيل معناه التبيين فتلك الآيات فصلت لتبين للناس الحق والباطل فالبست الحق قميصه ليستدل عليه به والبست الباطل قميصه ليستدل عليه به فلبس كل من الحق والباطل القميص الذى يناسبه. هكذا يتبين انك تجمع بين ايات احتوت على مفردات وضعت لمعان معينة فخيل اليك انها متناقضة نسبة لأنك نظرت اليها بعين الباحث عن العيب ,, ولم تستصحب ان الذى انزلها اعلى منك مرتبة وحكمت عليها بقوانينك انت لا بقوانين من خلقك . انت هنا خلطت بين الإحكام والتفصيل والإختلاف وقد اوضحنا لك الفرق بينها. والحق تبارك وتعالى عندما يضع كلمة فى مكان ما فى القرآن فلن تجد انسب منها لتؤدى لك المعنى.
    Quote: لا يا عزيزي؛ أنا أنكر وجوده تماماً ولا أريد امتحانك أو امتحان قدرتك، هذا فهم خاطئ منك ولستُ مسئولاً عنه. أنا غير مؤمن وغير مقتنع بوجود إله على الإطلاق، فإنك كانت لديك أدلة وحجج على وجوده فأرجو أن تزوّدني بها ولنتناقش حولها. إن الدعوة لمناقشة وجود أو عدم وجود الله يترتب عليه كثير من النتائج، أحد هذه النتائج هو تحييد أولئك الذين يعتمدون في دعمهم لحجة التعددية على أدلة قرآنية واعتقادهم بأن ذلك نهج رباني لا يُمكن الاعتراض عليه أو نقده، ولقد أشرت إلى هذا الأمر في مداخلة سابقة.

    وانا لم اطلب منك ان تكون مسؤلا عن فهمى ان كان خاطئا ,, لو تذكر اننى قلت لك قد اكون مخطئا فى فهمى لك. انت تقول انك تنكر وجوده تماما ,, ولم تخبرنا حتى الآن من الذى اوجدك. فاذا قلت انك وجدت من تلاقى ذكر وانثى اقول لك سلسلها الى ان تصل الى الإنسان الأول الذى ليس له اب ولا ام , وهو آدم فمن الذى اوجده.?
    Quote: علماً بأن وجود الله لا يعني على الإطلاق القول بأن القرآن أو أيّ كتاب مقدس آخر هو كلام الله،

    هذا الموضوع , بالإضافة الى اثبات ان الله موجود هو ما بدأته معك وسأكمله بإذن الله. وماتوقفت الا للرد على مداخلتيك ومن بعد ذلك ساواصل فى تصدير الأدلة واحدا تلو الآلآخر واذا رغبت فى نقل هذا الحوار الى بوست منفصل فلا مانع ويمكن نقل ماكتبنا حتى الآن الى البوست الجديد.
    Quote: وبعد هذه الجولة والقراءة المتعمقة في التاريخ البشري وتاريخ الديانات سوف تكتشف بسهولة بالغة أن سبب عدم اتخاذ النساء مطية أنثوية لتغييب العقول وتمرير مصالحهن هو ببساطة: أن المرأة ليست لها مصالح، وأن مصلحتها الأولى والأخيرة تصب في خدمة الأسرة والمجتمع،

    ذن مالذى استجد وغير المرأة من انسان ليس له مصالح الى انسان له مصالح?
    Quote: بجلاء فالمرأة بطبعها ليست أنانية، وهي فوق ذلك منكرة لذاتها شديدة التضحية من أجل الأسرة والمجتمع؛ ولكي تقف على حقيقة هذا الأمر

    اتفق معك فى ان الله اختص المرأة بإيثار يفوق ايثار الرجل وينعكس ذلك فى دورها كأم ,, ولكن نحن هنا نتحدث عن دورها كزوجة فهل يكون انكار الذات والتضحية من اجل الأسرة والمجتمع شاملة الزوج ام ان التضحية وانكار الذات بسبب وجود الأبناء ,, وكثيرا مانسمع عبارات مثل (نحن لسه فى البر) بمعنى انها تطلب الطلاق فى حال عدم وجود اولاد يجبرونها على التضحية . فإذا وضعنا الظروف الملجئة الى التضحية فى الإعتبار, هل مانزال نصر على ان صفة التضحية صفة ذاتية فيها ,, ام ان المسألة لايصدق عليها التعميم ,, فتصح فى حق بعض النساء ولاتصح فى حق البعض? عموما,, اطمع فى ان تتولى الأخوات فى المنبر تناول هذه الجزئية فانا اثق فى امانة وموضوعية الكثير منهن. وأخيرا اتوجه اليك بالسؤال : هل تعنى ثورة النساء الآن مغادرة لتلك الصفات التى ذكرتها فى مداخلتك?
    Quote: أما عن الحياة الآخروية، فمفهوم الحياة الآخروية مفهوم قديم للغاية ربما أقدم من تاريخ الديانات السماوية نفسها، وقد عرفتها الديانات المصرية القديمة وكذلك حضارات كالحضارة السومرية والآشورية والهندية، وتتباين المفاهيم حول هذه الحياة الآخروية وهو مفهوم نابع من خوف الإنسان من الفناء وحبه الشديد للبقاء والخلود،

    هذا مفهوم الأقدمين انا اريد مفهومك انت لأننى احاورك انت ولا احاور الأقدمين ولن يفيدهم ان اثبت لهم انهم على باطل لأنهم ماتوا. فماهو مفهومك للروح ومن اين استقيته ,, وثمة سؤال آخر : لماذا تنكر وجود الله ?
                  

02-11-2010, 06:02 AM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)

    هذا كان آخر رد لى على هشام فى البوست السابق
    تحياتى مرة اخرى
    Quote: هذا الحسم الذي تدعي به مبني على أساس هش للغاية وهو أنه لم يوجد له معارض، وقد أفهم على هذا أنه إن وجود معارض فإن هذا الحسم سوف يختل. وربما تعلم أن هنالك آلهات قديمة [أقدم من فكرة الإله الواحد في الديانات الإبراهيمة] ادعت الخلق، فبراهاما آله هندوسية بل هو إله الخلق عندهم كما أن الديانات الوثنية القديمة كانت تعتقد بوجود آلهات مختلفة كل منها متعلق بنواحي مختلفة عن الآخر فعرفنا آلهات للحرب وللحب وللخصوبة وللرزق وللحظ وللمطر وووو إلخ.


    Quote: : فمن قال أنه [الخلق] لم يتعرض عليه أحد من قبل؟


    الكلام فى الأقتباس لهشام آدم
    نحن نريد معارضا يقول انا خلقت الكون ,, ويقول انا حى لاأموت ويقول انا احيي واميت ويقول انا آت بالشمس من المغرب. اما هؤلاء الذين ذكرتهم فهل ثبت لهم انهم خلقوا ? هل دامت لهم الحياة ? واذا كانت قد دامت فأين هم الآن ومازال الله يقول انا خالق كل شئ? هل ثبت انهم احيوا ميتا? وحتى الذين احيوا ميتا هل ادعوا انهم احيوه دون اذن الله? (عيسى عليه السلام) هل نجحوا فى قبول التحدى فأتوا بالشمس من مغربها? القضية مازالت محسومة لله الواحد القهار . فرعون قال انا ربكم الأعلى فأين هو ? إذن المسألة ليس مجرد ادعاء. نريد مدعيا يثبت حقا فهل وجد ,, وجودك انت فى هذا الكون وماتكتبه هنا دليل على وجود الله . فالله قال لنا فى كتابه العزيز : ( ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وماكنت متخذ المضلين عضدا) فلو لم يأت مثلك ويقول لنا مثل هذا الكلام او لم يأت غيرك ويقول لنا ان اصل الإنسان قرد اذن لقلنا يارب اين هؤلاء المضلين الذين اخبرتنا عنهم. الإنسان لم يشهد ساعة ان نزل من صلب ابيه الى رحم امه , ولايتذكر من امر ولادته شيئا فكيف يمكن له ان يخبرنا بقصة الخلق . انت عندما ذهبت الى الجامعة اخذت الأدب من استاذ الأدب ولم تذهب الى استاذ الرياضيات ليدرسك الأدب , لماذا? لذلك نقول لكم خذوا علم الخلق ممن خلق.
    Quote: ثم ما هو الفارق بين هذه الآلهات و [الله]؟ الفارق الوحيد هو أن فكرة الله قامت بجمع وظائف كل هذه الآلهات ليتكوّن بذلك مفهوم الإله الواحد الذي يجمع كافة الصفات حتى المتناقضة منها،

    عندما تقول فكرة الله قامت بجمع وظائف الآلهة فإنك تنسب لهذه الفكرة فعل ,, فهل هذه الفكرة (فكرة الله) كائن حى ? واذا كنت تقصد انها مجرد افكار تم تجميعها لتنتهى الى فكرة الإله الواحد , فمن الذى قام بتجميعها ومتى بدأ تجميعها ولماذا توقفت عند هذا الحد ? ويلاحظ على صياغة كلامك هذا انه يتحدث عن ثلاثة اشياء , الآلهة , الله , وفكرة الله فما الفرق بين الثلاثة?
    Quote: وربما يأتي تفصيل هذا الأمر لاحقاً. الشاهد من هذا الكلام هو أن حجتك في هذا الأمر هي حجة ضعيفة بل وفاقدة للمنطق، وإذا عرفنا أن فكرة الآلهات في الحضارات السومرية والآشورية والحضارات الهندية القديمة هي أقدم من فكرة [الله] عرفنا [بنفس فهمك] أن هذه الدعوة قائمة قبل قيام فكرة الله أصلاً، وبهذا تسقط الحجة من أساسها.


    كيف تكون فكرة الآلهة موجودة قبل فكرة الله ? فمن المعروف ان فكرة الآلهة اوجدها البشر والبشر اوجدهم الله فكيف يكون الموجد {بفتح الجيم} سابقا للواجد .والمعلوم ايضا ان آدم هو اول البشر , وان الله اعلمه بنفسه واعلمه بانه الخالق وامره قبل ان يسكنه الأرض قبل ان يسكنه وزوده بالمنهج وهو يرسله الى الأرض ليصبح خليفة فى الأرض , وهذا يقتضى ان آدم سكن الأرض وهو يعرف الله حقيقة وليس فكرة ,, ومعلوم ان الذين جاءوا بفكرة الآلهة هم من ابناء آدم وابناء آدم ولدوا من آدم وهذا يقتضى انهم جاءوا بعده وليس قبله, اذن فكرة الآلهة لايمكن ان تكون سابقة لمعرفة الله الذى عرفه ابوهم قبل ان يهبط الى الأرض.
    باقى مداخلتك ساتعرض لها غدا بإذن الله.
                  

02-11-2010, 10:07 PM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)

    الأخ هشام ,,
    قبل البدء فى الرد عليك لى ارجو ان تقوم بمخاطبة الأخ بكرى وتعديل اسم البوست ليحمل اسما غير اسمى .
    كما ارجو يكون الحوار تبادليا بمعنى انك سبقتنى بكتابة حوالى عشرة حلقات فى موضوعك هذا ولما كنت غير متفرغا لسودانيز اونلاين فارجو الإنتظار حتى استوفى حقى فى الرد على ماكتبت حتى اللحظة ومن هناك يسير الحوار مداخلة بمداخلة حتى نسهل على المتابع التسلسل وتعم الفائدة.
    نأت الآن للرد عليك من البداية.


    Quote: فكما أنك تملك الحُريّة الكاملة للإيمان والاعتقاد فالآخر يملك نفس الحُريّة في اللااعتقاد
    .

    اولا لا اتفق معك فى التعبير بصيغة النفى (اللا إعتقاد) فلايوجد شئ اسمه اللا إعتقاد فمجرد عدم اعتقادك فى شئ هو اعتقاد فى عدم وجوده.



    Quote: فما معنى حُريّة شخصية؟ الحُريّة الشخصية كما أفهمها غير منفصلة عن مفهوم الفردانية أي أن الإنسان نفسه هو المُحدد الأول لاختياراته وأهدافه، ويكون هو نفسه مقياساً لهذه الحُريّة. وحتى عندما يُضطر الإنسان إلى تقييد حُريته ضمن إطار ديني أو اجتماعي فإن ذلك في الحقيقة لا يكون إلا بمحض إرادته الشخصية وبقراره الشخصي، وإلا فإنه سوف يُعتبر مضطهداً.



    ليس بالضرورة ان يكون الإنسان مضهدا لتنعدم عنده حرية الإختيار ,, الإنسان تنعدم عنده حرية الإختيار دون ان يكون مضطهدا ,, فالإنسان خلقه الله حرا وخيره بين الكفر والإيمان ولكنه لم يخيره فى اختيار يوم ميلاده ولا يوم وفاته فهل نقول ان الله اضهده ? وقد يجبر الإنسان على الإختيار بين شيئين يريدهما جميعا ولكن لسبب ما يختار احدهما ويتنازل عن الآخر اما تغليبا لمنفعة او طمعا فى سلطة او جاه الخ . فإذا كان هناك رجل يحب امرأة لجمالها مثلا , ولكنها فقيرة ورأى اخرى دميمة لكنها ذات حسب وجاه فاختارها على التى يعشقها قلبه , هل نقول ان حرية الإختيار انعدمت عنده لأنه مضطهد? وهل كان اختياره للدميمة اختيارا صادرا عن ارادة حرة ام تدخل عامل المصلحة كمؤثر خارجى فأثر على حريته فى الإختيار?
    صحيح انه اختار الدميمة بمحض ارادته , لكن الم يؤثر الطمع فى الجاه على ارادته وجعلها معيبة ? فلو اجتمع للتى يحبهاالمال والجاه , أكان يختار الدميمة.
    نخلص من ذلك الى ان الإنسان مخير فى أمور ومسير فى اخرى وإليك هذه القصة البسيطة التى توضح ذلك.
    جلس احد الأئمة فى حلقة العلم لتلاميذه ,, فدخل عليهم رجل فسأل الإمام قائلا:
    * يا إمام, كيف تؤمن بالله ولاتراه?
    * وكيف يعذب الله ابليس بالنار وهو ـ اى ابليس ـ مخلوق من النار?
    * وهل الإنسان مخير ام مسير?
    عمد الإمام الى قلة (إناء من الطين يستعمل للشرب والوضوء) فقذف بها السائل لتصيبه على رأسه.
    حاول السائل الهجوم على الإمام لكنه انتبه الى التلاميذ فلجأ الى القاضى.
    أحضر الإمام امام القاضى فاقر بفعله وقال مدافعا عن نفسه:
    سألنى كيف أؤمن بالله ولا أراه ,, وبضربى له بالقلة اجبته حيث يشعر بالألم ولايراه فالألم موجود وكذلك الله موجود ولايلزم رؤيته لإثبات وجوده.
    سألنى كيف يعذب الله ابليس بالنار ,, وابليس مخلوق من النار وبضربى له بالقلة اجبته لأنه مخلوق من طين والقلة كذلك مصنوعة من طين فكما تعذب هو بالم الطين الله قادر ان يعذب ابليس بالنار وقد خلقه منها.
    سألنى ان كان الإنسان مسير ام مخير ,, فلما ضربته بالقلة وقد كان مخيرا فى ان يقتص لنفسه فلما رأى التلاميذ اصبح مسيرا فى اللجؤ اليك , فكذلك الإنسان مخير فى امور ومسير فى أخرى.
    انت تجد الرجل مثلا متزوجا من امرأة فيها كل صفات الأنثى المحببة الى الرجل , ولكنه رغم ذلك يختار ان يتزوج باخرى ,, فاذا نظرنا الى اختياره نجده مذموما لدى شريحة من المجتمع على الأقل وربما مورس عليه ضغطا اجتماعيا وقد يكون من اهله انفسهم ويستهجن اختياره ,, بينما يطالبنا البعض ان نحترم رغبة نفس الرجل اذا اختار ان يكون مثليا مثلا او اذا دعا الى الفجور ,, بينما يعيبون عليه فعل شئ مباح استعمله بشروطه لا لشئ الا لأنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض . ويقولون لك هذه حرية شخصية . اذن لماذا اهتجتم عليه هناك ولم تهتاجوا وتهيجوا عليه هنا?
    نخلص من ذلك ان الإنسان لايملك ان يكون هو المحدد لإختياراته واهدافه , فهو كما قلنا لايملك ان يحدد تاريخ ميلاده ولا تاريخ وفاته ولانوعه والا لاختار الحياة .



    Quote: وإذا كان الاعتقاد حُريّة شخصية، فما الذي [برأيك] يجعلنا نسعى إلى التبشير بما نعتقد به؟ لماذا هنالك حملات تنصيرية، وحملات دعوة إسلامية إذا كان التديّن والاعتقاد حُرية شخصية متعلقة بالفرد؟ الحقيقة أن هذا الأمر هو قوام الفردانية والحُرية الشخصية، فالتبشير بمعتقدٍ ما هو جزء من ممارسة حُرية الاعتقاد، إذن فهو أحد اشتراطاته، فلا قيمة لحريّة التدين، إن لم يُتح لك حرية التبشير له والدعوة إليه. ولكن مهلاً؛ ألا تتعارض حُرية التبشير بدعوة دينية معيّنة مع احترام معتقدات الآخرين؟ أعني كيف لا يُمكننا اعتبار الدعوة إلى الإسلام في بلد مسيحي مثلاً تجاوزاً لحريات هؤلاء المسيحيين وتعدياً على معتقداتهم وعدم احترام لمقدساتهم واختيارهم؟

    هناك فرق بين ابلاغ امر تعتقد فى صحته ومنفعته وتريده ان يصل الى علم انسان آخر لم يسمع به او سمع به ولكنه لم يدرك حقيقته (اقصد الإبلاغ بـطريقة سلمية ) وبين ان تقسر ذلك الإنسان على قبول اعتقادك هذا. وفى الأحوال التى يكون فيها الداعية المسلم او المبشر المسيحى مخلصا فى ايمانه يكون دافعه ارادة الخير للناس الذين يظن انهم لا يعلمون حقيقة مايعتقد هو به وتنتفى هنا ارادة سلب المبلغ اليهم حريتهم الشخصية ,, الا اذا استغل ظرفا او ميزة لديه لايملكها المبلغ اليه ,, كأن يستغل ظروف مجاعة او حرب مثلا ويقوم باطعام الطعام او مايسمى بالإغاثة بشرط الإيمان بمايدعو اليه.
    انت وغيرك فى هذا المنتدى تأتون بمعلومات فى شتى ضروب المعرفة معتقدين فى فائدتها وتفترضون ان كل او بعض الناس لايعلمونها وتقولون اتينا بها لتعم الفائدة . فلماذا لا نقول لكم انتم تحجرون على حريتنا? فكذلك الدعوة الى الدين ,, وانت حر فى ان تقبلها او ترفضها , فالأصل فيها ان تتم بالتى هى احسن ولا جبر ولاإكراه عليها , واتوقع انك ستقول لى ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلام قال : (أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله .. الخ.) فأقول لك سارد على ذلك فى حينه .
    واما ماترى من اناس آلت اليهم السلطة فشنوا حروبا تنصيرية او باسم الإسلام لإجبار غيرهم على اعتناق دين ما ,, فاقول لك ذلك لايعد مطعنا على دين الإسلام ولا على دين المسيحية ,, لأن دوافع تلك الحروب معروفة ولايسندها دين على الرغم من لجؤ البعض لتفسير النصوص بمايخدم اغراضهم غير المشروعة . ولايجب ان نحمل الدين اخطاء البشر وكون بعض الناس فسرت الدين لتبرير العدوان هذا لايجعل العيب فى الدين وكل ذى عقل يعرف ان الدين لايدعو الى العدوان .


    Quote: ومن هنا فإن التبشير بالإلحاد لا يُمكن اعتباره طعناً في المقدسات أو عدم احترام لمعتقدات المتدينين؛ لأن التبشير بالمُعتقد هو جزء أصيل من حُرية الاعتقاد، وكذلك فإن التبشير باللامعتقد هو جزء أصيل من حُرية اللااعتقاد.

    اولا ماهو التبشير ?
    التبشير والبشرى والبشارة مادة واحدة وتعنى الأخبار السارة .. وانت تدعو الى الإلحاد ولاتبشر به لأن الإلحاد لايأتى منه شئ سار حتى نسمى الدعوة اليه بشرى. الإلحاد يدعو للتمرد على منهج الله وابداله بمنهج البشر ومنهج البشر
    قاصر لانهم كما بينا يعيشون بالأسباب التى خلقها الله ولايملكون من امرهم الا ما ملكهم الله . وما ملكهم الله لايمكنهم من انشاء منهج يضاهى فى دقته دقة منهج الله ولو كانوا يملكون منهجا لماوقفوا عاجزين امام آيات الله فى كونه. من زلازل وبراكين وأمراض وغيرها.التمرد على منهج الله يدعو الى ماتسمونه انتم حرية شخصية ونسميه نحن فجور ,والفجور يهدى الى النار التى لاتؤمنون بها ولكنها ستكون حق يقين كمااخبرنا الله ونحن عندما نتصدى لكم لانقول لكم لاتكونوا ملحدين , ذاك اختياركم ولكن نقول لكم احتفظوا بالحادكم لأنفسكم ولاتتعرضوا لعقيدتى لتشنؤها دون علم ,, صحيح انك قد تقول لى ونفس الشئ مطلوب منك فأقول لك:
    الفرق بينى وبينك , انا ادعو الى سبيل ربى على بصيرة بينما تدعو انت الى سبيل الشيطان بغير بصيرة . وانا لدى كتاب منير وانت لديك كتب مظلمة.
    انا كلفنى الله ان ادعوك الى سبيله, وانت لم يكلفك الله بل نهاك وتوعدك بالعقاب ان انت دعوتنى الى سبيل الشيطان. وكلفك ابتداءا عندما دعاك الى الإيمان به. الفرق بينى وبينك , انا مأمور بالدعوة وانت منهى عما تدعو اليه.فإذا انت اخترت ان تكون ملحدا فما شأنك بعقيدتى ,,انا لايهمنى اختيارك الإ اذا تعدى ضرره ليمسنى او يمس من يهمنى امرهم. وانا فى نفس الوقت ملتزم بأن لايمسك من دعوتى اى اذى , فلن ادعوك لتطرف , ولن ادعوك لقتل انسان اختار الكفر . ولكن دعوتك تؤذينى جملة ومع ذلك لا احرمك من اتباعها.فإذا كنت تعترف لى بحريتى فى اختيار الإيمان ,, اعلم ان هذا الإيمان من مقتضياته ان على واجب ابلاغك وان انا لم اقم بابلاغك اثمت والإثم يؤدى الى النار .فلماذا تجعل عدم ايمانك سببا فى عقابى فإذا انا استجبت لنظرياتك التى لايسندها دليل وتركتك وشأنك , صرت مقصرا فى ما أمرنى به الله ولن ينفعنى يوم القيامة انك لم تؤمن ولن تأت انت يوم القيامة لتقول له يارب انا طلبت منه ان يتقاعس عن امر الدعوة اليك.
    الدعوة ياهشام امرها ماض الى يوم القيامة ,, ولايغرنكم علو كعب الكافرين والمشركين ,, ولا تنس ان الباطل جند من جنود الحق ,, يستشرى الباطل فيستيغظ المؤمنون والحرب بين الحق والباطل دائما محسومة لصالح الحق ,, وإذا رأيت حربا لم تحسم فاعلم انها بين باطل وباطل ولاتوجد حرب بين حق وحق لأن الحق واحد.

    (عدل بواسطة عبدالعزيز الفاضلابى on 02-11-2010, 10:16 PM)
    (عدل بواسطة عبدالعزيز الفاضلابى on 02-11-2010, 10:40 PM)

                  

02-13-2010, 05:56 AM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)

    Quote: في الحقيقة؛ لا أرى في كون النصوص مفتوحة على احتمالات كثيرة ميّزة للنص المقدس، وصلاحيتها لكل زمان ومكان كما تقول. وبصرف النظر عن اعتقادي في هذا الأمر؛ فإن هذه النصوص من المفترض أن تكون نصوص إلهية، والله في الفهم الديني له معرفة مُطلقة، وكان من شأن هذه المعرفة والمطلقة والأزلية أن تعرف مدى قصور العقل البشري عن إدراك مقاصد النص ومعانيه؛ فإذا عرف الله بقصور العقل البشري فلماذا لم يُخاطب هذا العقل بما يتناسب مع قصوره بحيث لا يُمكن تأويل النص على محمل آخر؟ النصوص الدينية هي نصوص تشريعية في المقام الأول، والنص التشريعي يشترط لإلزاميته ألا يحتمل التأويل، ومن أجل هذا فإن صياغة العقود القانونية والاتفاقيات الدولية تتم بلغة بالغة في الدقة وباستخدامات أقل للكلمات الإنشائية الشاعرية التي في مقدورها تحريف نص العقد وبالتالي إيجاد ثغرات قانونية فيها، وهذا ما لا نجده في القرآن هذا إضافة إلى كثير من المتناقضات التي توضح بشرية النص القرآني ولنعط أمثلة على ذلك:

    منذ أن بدأنا هذا النقاش أراك تخلط بين معانى الكلمات وعلى سبيل المثال انت تخلط بين التأويل والتفسير والتبيين وبناءا على هذا الخلط تنسب قصورا للقرآن وتظن أن لغة القرآن غامضة . هناك فرق بين التفسير والبيان والتبيين والتأويل. قال الحق تبارك وتعالى فى سورة الفرقان .( الآية )33 : (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) وقال تعالى فى سورة النحل الآية (44) : (بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) اذن لدينا كلمتين . تبيين وتفسير ولكل كلمة دلالتها.
    التفسير: هو اظهار المعنى الخفى لكى يكون جلى والتفسير يكون للكلمة. يقول أبن الجوزى: التفسير هو أخراج الكلمة من مقام الخفاء الى مقام التجلَى . مثال على التفسير: يقول الله تعالى فى الآية 89 من سورة المائدة: ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) فكلمة اوسط فى هذه الآية والمميزة باللون الأخضر لاتعنى الوسط كما يظن البعض انما تعنى الأحسن . اذن هذا هو المقصود بالتفسير . المعنى خفى عليك وغيرك يعلمه وباظهاره له يعلمه الذى كان خفيا عليه. وهذا للمحكم فقط. والمحكم هو الذى ليس له الاَ معنى واحد. أى معنى ثابت لايتطور. ولايكشف الزمن عن معنى جديد بخصوصه. مثال ذلك (وأقيموا الصلاة) ماذا سيكشف الزمن عن معنى آخر غير أن الله فرض علينا أن نصلى . ونفس الشى عندما نقرأ قوله سبحانه وتعالى: (ولا تقربوا الزنا) وعلى هذا قس سائر التكاليف الشرعية المحصورة فى أفعل ولاتفعل. هذه كلها من المحكم التى لايؤثر الزمن فيها فلايمكن ان يأتى زمن يقال ان الخمر قد شاع بين الناس فلنجعله حلالا ولايمكن أن نقول ان مشاغل العصر كثيرة وأن اليوم والليلة لايكفيان للقيام بالأعمال لذا سنجعل الصلاة وقتين بدل خمس. لأن هذا محكم وليس لأحد الحق فى أن يتصرَف فيه. ومن هنا نفهم معنى (أطيعوا الله ورسوله) بدون وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فذكر الطاعة بدون الواو يدل على انها طاعة واحدة لأنه تبليغ من رب العالمين. وليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم دور فيه. وهذا هو الذى يكون فيه الصحابى حجة على من بعده من حيث أنه رأى النبى صلى الله عليه وسلم يقول ويفعل - السنة القولية والفعلية - رواها النبى صلى الله عليه وسلم كما قال : صلَوا كما رأيتمونى أصلَى فالصحابى هو الذى نقل الينا الحديث ونقل لنا تطبيقه . والصحابى حجة فى المحكم فقط وليس فى المتشابه. هذا معنى التفسير كما فى حديث عائشة رضى الله عنها: (ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفسَر القرآن الا آيا تعدعلَمه اياهن جبريل عليه السلام) هذا هو المحكم الذى يفسَر. وتفسير المحكم هو عمل الفقيه فقط ولايحق له ان يدَعى فيه غير هذا. أما التأويل فلم يسنده الله للفقيه . أسنده للراسخين فى العلم. يقول الحق تبارك وتعالى فى الآية (7) من سورة آل عمران: ( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ) فهى اى المحكمات هى أساس هذا القرآن. جاء لكى نعبد الله سبحانه وتعالى . التكليف هو الأساس لذلك العبد اذا عاش ومات ولم يعرف شيئا من المتشابه لا يسئل عنه يوم القيامة. نخلص من ذلك الى أن المحكم هو الذى يفسَر.
    الكلمة الأخرى هى التبيين:
    يقول الحق تبارك وتعالى فى الآيات (43)(44) من سورة الأنبياء : ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) ( بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) والتبيين هو تبيين المجمل . تجئ الآية مجملة ولانعرف كيف نطبقها فنلجأ للنبى صلى الله عليه وسلم ومثال ذلك: عندما يقول الله: (وأقيموا الصلاة) هذا مجمل . نحن لانعرف كيف نصلى , فيقول الرسول : صلَوا كما رأيتمونى أصلى. وهذا التبيين ليس من عند رسول الله ولكنه موحى له بمعناه. يقول الله الحق تبارك وتعالى فى سورة القيامة الآيات 17 و18 : ( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) اذن التبيين ليس من عمل الرسول ببشريته فعندما يقول الحق تبارك وتعالى ( وأقيموا الصلاة) ينزل جبريل فيقول له : يامحمد ربَك يقرؤك السلام ويقول لك الصلاة كذا, وكذا, وكذا. لمَا قال (وآتوا الزكاة) قال: يامحمد ربك يقرؤك السلام ويقول لك الزكاة كذا , وكذا , وكذا. على الغنم والبقر والأبل ...الخ. هذا مايحيلنا الى قول الرسول صلى الله عليه وسلَم : أوتيت القرآن ومثله معه. وهذا وجه من وجوه قوله تعالى: (وأنزل عليك الكتاب والحكمة) . الكتاب منطوق النص والحكمة معناه وفلسفته وتفسيره وتبيينه. والكتاب لو جاء كما تطلب ياهشام لما ثبتت له معجزة أن الله تحدى به العرب أن يأتوا بسورة من مثله ومع ذلك يسَره ولايقدح فى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلَم بيَنه للناس فالتبيين كما ترى ليس من عند الرسول مباشرة كما أسلفنا. فالتفسير كما قلنا للكلمة أما التتبين فمختص به المحكم لأن المحكم مجمل . (أقيموا الصلاة) مجمل. ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) مجمل . فاليد تمتد من الكف الى بداية الكتف فكيف لنا أن نعرف موضع القطع لولا أن أعلم الله الرسول فبيَن لنا ما أجمله الله. وكلمة تبيين تطلق على المبين والمبيَن وترد بمعنى البلاغ. (هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ) نعم قد يختلف المسلون فى بعض الجزئيات ولكن لايختلفون فى أن الصلاة خمس وأن العصر أربعة ركعات والمغرب ثلاثة ركعات فالتكليف جاء توقيفا . ولكن قد يختلفوا فى بعض الجزئيات ولا يختلفون الاَ فى المتشابه. فكل شئ قابل للأختلاف فهو متشابه وليس علما . أنا أعلم أن الصلاة خمسة أوقات فى اليوم والليلة . أعلم أنه لا أله الا الله .
    نأت الآن الى التأويل:
    التأويل هو المعنى الذى له أوَل وليس له آخر فتبدأ فى التفاعل معه أوَليا فتبدأ معه بمعنى ثم يظهر لك معنى ثان وثالث ورابع وخامس وهكذا . وهذا الذى يتفاوت فيه الناس وأناطه الله بالراسخين فى العلم كما ذكرنا آنفا . يقول الحق تبارك وتعالى فى سورة آل عمران: ( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) والرسخون فى العلم لاتقتصر على علماء الدين فقط بل تشمل كل عالم فى مجاله فآيات القرآن لاتنحصر فى موضوع واحد . هناك آيات تتحدث فى الكون واخرى فى الأنسان وأخرى فى الحيوان وأخرى فى النفس البشرية وهناك آيات تتحدث فى النبات والزراعة وآيات تتحدث عن الأمم السابقة ...الخ. فمن الذى يستنبط المعانى ؟ وهذا من حكمة الله أن جعل مواهب البشر مختلفة. اذن مقتضى التأويل أنك تبقى وراء اللفظ جيلا بعد جيل تطوَر معانيه على قدر معارف زمانك والمعطيات المتاحة لك. اذن يتطوَر الفهم وتتطوَر مدلولات المعانى الى يوم القيامة. ويوم القيامة سوف نكتشف أن هناك أمورا كثيرة لانعرفها. ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى فى سورة الأعراف آية (53): (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ) فهناك يكون التأويل النهائي . اذن التأويل له أوَل ولاتنتهى تطوراته. تبقى أنت وراءها الى أن تصل الى المعنى الذى يناسب زمانك وظروفه. وهذا هو التدبر والذى معناه ان تبقى دبر الشئ حتى تدرك كنهه وحقيقته. فتبقى وراء ألآية جيلا بعد جيل حتى تكتشف منها معنى جديدا . ولذلك ترك النبى صلى الله عليه وسلَم تأويله للزمن لتخرج لنا عجائبه جيلا بعد جيل. ولذلك القرآن صالح لكل زمان ومكان ولاتنقضى عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد. ولو أن الرسول صلى الله عليه وسلَم اخبرنا بآيات الكون والأنسان مثلا ماكان لأحد أن يقول بعده كلمة. اذن الراسخون فى العلم المناط بهم التأويل كل فى مجاله تشمل الطبيب الذى يبيَن لنا اعجاز الله فى مجاله عندما يحدثنا عن آيات السمع والبصر والفؤاد وتخليق العلقة واطوار الجنين ..الخ. وكذلك الجيولوجى عندما يحدثنا عن قول الله تعالى فى سورة فاطر: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ) ويحدثنا عن اختلاف الوان التربة وطبقات الأرض الخ. هكذا كل ذى علم راسخ فى علمه يخرج لنا المعانى تأويلا حسب الزمان ومعطياته. وبهذا نعرف ان فى التأويل ليس أحد اكبر من أحد وليس فيه كبير . ومن علم يكون حجة على من لم يعلم. وفى ذلك اجابة على سؤال هشام السابق والمتعلَق بأن الله أنزل القرآن عصيا على فهم الكافة , ولكن ذلك غير صحيح والصحيح هو أن الله خلق البشر وأعطاهم مواهب مختلفة ليتكاملوا ولو أعطى كل واحد نفس المواهب التى عند الآخر لما أحتاج أحدنا للآخر ولتعاندنا بدل أن نتعاون ولفسدت الحياة. وهذا يحدث فى واقع الحياة فالأنسان يطلب المعرفة فيسعى اليها وعندما يذهب الى المدرسة لايجد كل المدرسين يعلمون كل العلوم , فهذا مدرس رياضيات وهذا مدرس لغة وذاك مدرس جغرافية . فلماذا لانقول ينبغى أن يكون كل انسان عالما بكل شئ . لذلك نقول أن مجموع كل انسان يساوى مجموع كل انسان. بمعنى أن هذا أوتى نصيبا فى الصحة وذاك أوتى سعة من المال وهذا أوتى بسطة فى الجسم والآخر فى الذرية ...ألخ وبذلك يتكامل الأنسان ويحتاج بعضه بعضا. وعدم فهمك للمتشابه كما قلنا لاتسئل عنه مالم يصل الى علمك سواء وصل الى علمك عن طريق الرسول أو عن طريق من علم عن الرسول. ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى :(وما كنا معذَبين حتى نبعث رسولا) والرسول ليس فقط النبى محمد فلله القدرة فى أن يعلمك مراده بوسائل منها مانعلمه ومنها مالانعلمه. وهو القائل جلَ شأنه: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) والوحى قد يكون عن طريق سيدنا جبريل عليه السلام أو عن طريق النفث فى الروع أو الهام خاطر أو رؤيا (سيدنا ابراهيم عليه السلام) ومن وراء حجاب كما حدث مع سيدنا موسى عليه السلام. أو يرسل رسولا كما حدث مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ومعروف أن القرآن جاء عن طريق واحد فقط هو الوحى المنزل مع جبريل عليه السلام. والتأويل مجاله كبير ولكن نكتفى بهذا القدر وننتقل لنذكر شيئا عن البيان فى القرآن لنلفت الى عظمة القرآن وكيف أن الله سبحانه وتعالى يعلمنا ويلفتنا الى الأرتقاء بالخطاب ونلفت الى دقة التعبير فى اللفظ القرآنى حتى لايقال أن هذا كلام بشر وحتى نقف على سحر البيان القرآنى وبلاغته .ولنميَز بين البيان وباقى الكلمات التى تعرَضنا لها آنفا وذلك فى آية واحدة وهى تكفيكم ان شاء الله . يقول الحق تبارك وتعالى فى سورة المائدة : (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) أين البيان والبلاغة هنا ؟ قد يمر كثير من الناس على هذه الآية ولكن لايدرك الجمال فيها ليس لأنها صعبة وتحتاج الى شرحها . عدم ادراك المعانى والبيان فى القرآن يعود الى قراءته دون تدبر. وهذا يرجعنا للقول أن القرآن اذا قرئ بتدبر يقود صاحبه الى السؤال والسؤال يقود الى العلم وطالما هناك سائل فهناك مجيب وطالما هناك سائل ومجيب هناك تعاون اذن لايصح أن تبنى عقيذتك وتحكم بأن القرآن ليس كلام الله لأنه عصى على فهم الكافة فنبى الأسلام قال لك : طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ومعروف ان ألانسان لايطلب الا ما ينقصه فالحق سبحانه وتعالى لم يغلق الأبواب فى وجهك ولم يتركك تتحجج بصعوبة فهم القرآن فأمرك بطلب العلم . والآن نعود الى الآية ونتأمل فى قوله تعالى: ((كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ) هل المقصود هو اخبارنا أن سيدنا عيسى وأمه كانا يأكلان الطعام وحسب . كلنا يعلم أن كل البشر يأكلون الطعام. اذن ماهو المعنى الخفى وراء النص ولماذا اعرض الحق تبارك وتعالى عنه وعبر عن المراد بقوله (((كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ) ؟ المراد ليس اكل الطعام . المراد هو أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يخاطب عقولنا عندما اخبرنا أن المسيح وامه عليهما السلام كانا يأكلان الطعام ومعروف أن من لوازم أكل الطعام اخراج الفضلات بعد مرور ساعات . اذن من ياكل الطعام لابد أن يخرج منه البول والغائط وهذا لايصلح أن يكون الها. هذا هو المعنى الخفى وراء المعنى ولكن الله أعلاءا لقدر سيدنا عيسى واكراما للسامع أعرض عن ذلك وأخبرنا بمقدماته فى اسلوب بيانى لايمكن أن يكون من قول بشر . ولو كان البشر يستطيعون أن يأتوا بمثله لما خاطر النبى بتعريض مصداقيته للتكذيب وتلى عليهم قول الله تعالى فى سورة البقرة:(23-24) {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}
    لو لم يكن واثقا من ربه ولو لم يكن صادقا فى التبليغ عنه.
    التعديل لزوم تصحيح اخطاء فى الطباعة وتنضيد النص.
    ولايفوتنى الدعاء لبعض العلماء الذين استعنت بعلمهم ومنهم
    الشيخ الصابونى صاحب صفوة التفاسير والشيخ الكبيسى والأمام الشعراوى جعل الله جهدهم فى ميزان حسناتهم

    (عدل بواسطة عبدالعزيز الفاضلابى on 02-13-2010, 06:00 AM)
    (عدل بواسطة عبدالعزيز الفاضلابى on 02-13-2010, 04:01 PM)
    (عدل بواسطة عبدالعزيز الفاضلابى on 02-13-2010, 07:10 PM)

                  

02-13-2010, 06:31 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)

    هشام آدم
    أنت ضعيف في اللغة العربية
    بدرجة لا تمكنك من إثارة هذه الشبهات أصالة
    أنت تقتات على المزابل الإليكترونية على الشبكة العنكبوتية
    وتنقل منها الشبهات
    وعندما تدخل في النقاش يتضح جهلك العريض باللغة العربية .
    كيف تتناول القرآن الكلايم بالنقاش وأنت تجهل من العربية ما يعلمه
    تلاميذ الكتاتيب ؟
    شواهد كثيرة تفضح ضحالة تحصيلك من علوم العربية يا هشام !
    مثال قريب في هذا الخيط :خبراء اللغة العربية (مساعدة) ..

    كتبت لك :

    هشام آدم
    تحياتي
    لك مشكلة عويصة مع اللغة العربية يا هشام
    ضعفك في اللعة العربية جلي وجهلك بها فاضح .
    أقول لك هذا من واقع متابعتي لكتاباتك وحواراتك في هذا المنتدى .
    إن شئت مددتك بشواهد شتى تثبت مزاعمي هذه.
    كتبت يا هشام:


    Quote: ثانياً: الضمير المتصل في قوله [فيها] عائد على السماء مما يدل على أصالة المنسوب إليها، فعندما أقول: {كتبتُ في الدفترٍ من ورقةٍ فيها} فإن الورقة أصل في الدفتر، ولكن [السُحب الركامية] إن كانت هي المقصودة ليست أصلاً في السماء.

    ثالثاً: المعنى الظاهري لقوله {وينزل من السماء من جبال فيها من برد} هو أن الله يُنزل البرد من السماء، ولكن ليس من كُل السماء بل من جبال فيها فالتبعيض هنا للسماء وليس للسحاب.


    ثم كتبت :
    Quote: ما الفارق النوعي بين قولي:
    [كتبتُ في الدفترِ من ورقةٍ فيها]
    وبين الآية
    {وينزل من السماء من جبال فيها}

    ثم وبإصرار شديد كتبت (بالتفصيل والتلوين :

    Quote: عناصر الجُملة متوفرة
    فعل مقابل فعل
    [كتبتُ] في جملتي مقابل [ينزل] في الآية
    جار ومجرور مقابل جار ومجرور
    [في الدفتر] في جُملتي مقابل [من السماء] في الآية
    تبعيض مقابل تبعيض
    [من ورقةٍ فيها] في جملتي مقابل [من جبال فيها] في الآية

    وعندما سألتك هل الدفتر مذكر أم مؤنث ؟
    قلت :
    مثالي الأول كان:
    Quote: [كتبتُ في الدفترِ من ورقةٍ فيها]
    والهاء في [فيها] غلطة إملائية طبعاً .. المهم؛

    غلطة إملائية في ثلاثة مواضع مختلفة وبالتلوين ومع الإصرار؟

    Quote: المثال ده جبتو عشان أثبت فيه أصالة البعض من الكل، أصالة جبال البرد
    من السماء حيث السماء هي الكُل وجبال البرد هي البعض وإنو المعنى ده أصلو ما بيرك في راس زول

    يا هشام فهم المعنى يعتمد على فهم اللغة العربية.
    وإنت كل يوم بتثبت إنك ضعيف جدا فيها (عاوزني أديك أمثلة غير تذكير المؤنث وتأنيث المذكر الهنا دا )
    فكيف جاي تجادل في القرآن وإنت تحصيلك في العربية ضحل!
    ومن قال لك إن الحرف "من" يفيد التبعيض فقط ؟
    والتبعيض ذاته معناته شنو ؟ودخلو بالآية دي شنو ؟
    يا هشام راجع كتب اللغة العربية واعرف أولا معاني حرف الجر "من" وبعد داك
    تعال ناقش !
    فهمك للمعنى يعتمد على إلمامك باللغة !
    يعني لو قلت لك :(شندى دى)
    هل تقدر تغالطني في المعنى ؟
    طبعا لا! لأنك لا تعرف لغة الكوناما!
    كوناما أمبي :(شندى دى) آينو ؟
    ما معنى :(شندى دى) في لغة الكوناما؟
    معناها جحش؟
    لأن شندى =حمار
    دى=ولد

    فهمت ؟
                  

02-13-2010, 09:14 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: Mohamed E. Seliaman)

    محمد E سليمان

    أنت تذكرني بالجُعران [Sacred beetle] المُجتهد في جمع الروث، ولا أدري لماذا ترتضي لنفسك هذه المُهمة؟ في أيّ بوست تدخل فيه فإنك لا تقدّم أيّ مُفيد لموضوع البوست وتكتفي فقط برصد الأخطاء والزلات الكتابية، والأعجب من كل ذلك أنك لا تفتر من هذه المهمة، بل وتعتبرها مهمة مقدسة، تبذل في سبيلها جُلّ وقتك؛ فهنيئاً لك!

    لا وقت لديّ لأضيّعه مع أمثالك أيها البائس، يكفي فقط أن أقوّمكَ على الملأ حتى تكون عبرة لكل من يُنصّب نفسه مُرشداً وموجهاً في هذا المكان الذي لولا سوء إدارته لما جمعتني بك حتى المُصادفة المحضة.
    Quote: ومن قال لك إن الحرف "من" يفيد التبعيض فقط ؟
    والتبعيض ذاته معناته شنو ؟ودخلو بالآية دي شنو ؟
    يا هشام راجع كتب اللغة العربية واعرف أولا معاني حرف الجر "من" وبعد داك
    تعال ناقش !
    أولاً: حبذا لو أشرتَ على الموضع حيث ذكرتُ أن [من] يُفيد التبعيض [فقط]؟ حتى لا يكون الكلام على عواهنه.

    ثانياً: أما عن علاقة [من التبعيضية] بالآية فالأمر ببساطة أن [من] في الآية تبعيضية ولن أحوجك للأخذ بكلامي المطعون فيه من حضرتك بل سوف أورد لك إعراب الآية من موقع [كلمات القرآن] والذي جاء فيه ما يلي:
    Quote: {ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار}

    إعراب الآية :
    المصدر المؤول "أن الله ..." سدَّ مسدَّ مفعولَيْ "تر"، جملة "يخرج" حال من "الودق"، والجار "من السماء" متعلق بـ "يُنَزِّل"، الجار "من جبال" متعلق بـ "ينزِّل"، وهو بدل من الجار قبله بدل اشتمال، و"مِن" لابتداء الغاية، الجار "فيها" متعلق بنعت لـ "جبال، "من بَرَد" متعلق بـ "ينزِّل"، و"مِن" تبعيضية، وجاز تعلُّق حرفين بلفظ واحد بمتعلَّق واحد لاختلاف معنييهما، وجملة "يكاد" حال من "الودق".

    المصدر: http://www.kl28.com/Quran.php?aea=43&sora=24

    وأرجو ألا تعتبر الموقع من المزابل الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية. كما أرجو أن تترك هذا العبث الذي تقوم به دون فائدة وأن ترفد هذا الموضوع بشيء مفيد من رأيك وأن تتخلى عن دور الجعران ولو لمرّة واحدة في هذا المنبر، فماذا استفاد صاحب البوست أو القراء على حدّ سواء من مُداخلتك هذه؟ فما الذي استفاده منك الأعضاء والقراء في بوست [خبراء اللغة العربية (مساعدة) ..] وأنتَ من أنت؟ كن مُفيداً طالما أنك ضليع في العربية وآدابها، وطالما أنك على علم بعلم المعاني والدلالة، ماذا تفهم من قوله { خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد }
    Quote: فهمك للمعنى يعتمد على إلمامك باللغة !
    يعني لو قلت لك :(شندى دى)
    هل تقدر تغالطني في المعنى ؟
    طبعا لا! لأنك لا تعرف لغة الكوناما!
    كوناما أمبي :(شندى دى) آينو ؟
    ما معنى :(شندى دى) في لغة الكوناما؟
    معناها جحش؟
    لأن شندى =حمار
    دى=ولد

    فهمت ؟
    حقيقة لم أفهم؛ ما علاقة لغة الكوناما باختلافنا على آية مُصاغة باللغة العربية [المُبينة]؟ هل القرآن يستخدم لغة الكوناما مثلاً؟ وما المعاني الخفية التي قد تحملها كلمة [صه] في العربية سوى [اسكت]؟ وإذا كان إلمامك باللغة هو سبيلك الوحيد لفهم المعنى؛ وبما أنك ضليع في العربية لدرجة تخوّلك لتقييم الأعضاء الكاتبين بالعربية المُجيد منهم والضعيف، فما هو معنى {طسم} و {كهيعص} و {حم} التي تتصدّر سوراً في القرآن العربي؟ أم هي من لغة الكوناما؟ أم هي طلاسم كطلاسم الكُهّان؟

    وفد مرّة ورينا معاني الكلمات دي:
    Quote: القرآن الكلايم
                  

02-13-2010, 09:20 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: هشام آدم)

    شكرا هشام على التعقيب
    Quote: وفد مرّة ورينا معاني الكلمات دي:

    Quote: القرآن الكلايم

    أولا المقصود القرآن الكريم
    وخطأ الإدخال واضح

    سأعود لك
                  

02-13-2010, 10:05 AM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: Mohamed E. Seliaman)

    ــــ
    سلامات هشام آدم:

    Quote: أما عن سبب إنكاري لوجود الله فهنالك أكثر من سبب في الحقيقة سوف أحاول اختصارها فيما يلي:
    • لا يوجد دليل على وجوده.


    الـلـه مــوجـود ....
                  

02-18-2010, 08:54 PM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: emad altaib)

    Quote: والنص التشريعي يشترط لإلزاميته ألا يحتمل التأويل، ومن أجل هذا فإن صياغة العقود القانونية والاتفاقيات الدولية تتم بلغة بالغة في الدقة وباستخدامات أقل للكلمات الإنشائية الشاعرية
    شرحنا فى مداخلتنا السابقة معنى التأويل والفرق بينه وبين التفسير واوضحنا معنى البيان والتبيين وضربنا الأمثلة لذلك ونكتفى بما سبق الإشارة
    اليه.

    لو كان النص التشريعى الذى من صنع البشر كما تقول , لما نشأت الحاجة الى محاكم دستورية تفسر القوانين وهو اختصاص اصيل تمارسه المحاكم الدستورية.ولو كانت العقود والإتفاقات الدولية تصاغ بالدقة التى لايتسرب اليها شك . ولو اتصفت بصفة الكمال التى تحاول إضفاءها عليها ,, لما أدخلت التعديلات على الإتفاقات الدولية من حين الى آخر بسبب اكتشاف عيوب فيها او بسبب انها عجزت عن استشراف مستجدات المستقبل وفى احيان كثيرة يكون العلاج الغاء الإتفاقية برمتها, ولما نشات الحاجة الى اللجوء الى قواعد القانون الدولى الخاص.والأمثلة على ذلك كثيرة اكتفى بذكر بعضها وهى :
    *اتفاقية 14 نوفمبر ( 1896) الخاصة بالمرافعات عوضت بإتفاقية اخرى بتاريخ
    (17/06/1905)
    * ثلاثة اتفاقيات بتاريخ (12/06/1907 ) تتعلق بالزواج والطلاق والفصل الجسمانى وحضانة القاصرين لم يتبق منها شئ , بينما شرع الإسلام لتلك المسائل منذ خمسة عشر قرنا ومازال تشريعه باقيا يثبت كل يوم خطل تشريعات البشر.
    سبحان الله ,, اراك تنسب لكتاب الله عيوبا وتناقضات واخطاء بالجملة بينما تكاد تجعل كتب البشر منزهة عن كل ذلك فكيف جاز لك ذلك وانت الذى لاتستطيع ان تحمى نفسك من بعوضة اذا انسربت الى انفك او وخذتك بإبرة خرطومها فنقلت اليك امراضا لاقبل لك بها وعجز الطبيب عن الشفاء. كيف جاز لك ان ترفع المخلوق فوق مستوى الخالق وانت لاتملك ان شربت شربة ماء ان تخرجها من احد السبيلين اذا ماسده من تتجرأ عليه .

    Quote: + {إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}
    يتناقض مع صفة الله بأنه [غفار] و [غفور] فقصر الغفران على نطاق مهما ضاق فهو قصور في صفة الغفران وانتقاص من مُطلق الصفة. فإذا كنا نؤمن بأزلية صفات الله فإن هذه الآية تتنافى مع أزلية صفة الغفار والغفور لأنه ليس غفوراً على الدوام، وليس غفوراً بالمُطلق


    الله سبحانه وتعالى غفور بالمطلق غاية ماهناك ان الأمر قد التبس عليك وظننت ان مجرد الشرك يحرمك من مغفرة الله ورحمته التى وسعت كل شئ . الأمر ليس كذلك فإن انت تبت قبل ان تلقى ربك وجئته وانت لاتشرك به شيئا غفر لك وادخلك جنته وان لقيته مشركا به فهو فى حل من ان يغفر لك وقد اعلمك مسبقا بماينتظرك ولكنك اخترت الشرك فكيف تطلب منه ان يغفر لك وانت مشرك به ? صفة المغفرة والغفران فى ذات الله مطلقة ولايستقيم ان تقول غير ذلك بسبب حرمانك منها لفعل يرجع لك انت فهى مطلقة لمن شاء ان تشمله والله سبحانه وتعالى قال لك انا غفور بالمطلق لكل ماتفعل فى دنياك الا ان تقابلنى مشركا بى شيئا ولكنك انت الذى شئت ان لاتستفيد من هذا الإطلاق واخترت ان تشرك به . يقول الحق تبارك وتعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ الزمر / 53 ] !
    ( فهذه الآية تبين لنا ان الله سبحانه وتعالى يبشر عباده العاصين والذين اسرفوا على انفسهم ـ والإسراف قد يصل حد الشرك ـ. يبشرهم بأن جميع ذنوبهم يغفرها لهم حتى ولو كانت شركا طالما تابوا قبل ان يدركهم الموت بل يبدل الله سَيِّئَاتِهِمْ حسنات حيث يقول جل شأنه:
    { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً . إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } [ الفرقان / 68 – 70 ] .
    ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:{ ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرة.





    Quote: والنص التشريعي يشترط لإلزاميته ألا يحتمل التأويل، ومن أجل هذا فإن صياغة العقود القانونية والاتفاقيات الدولية تتم بالغة في الدقة وباستخدامات أقل للكلمات الإنشائية الشاعرية التي في مقدورها تحريف نص العقد وبالتالي إيجاد ثغرات قانونية فيها، وهذا ما لا نجده في القرآن هذا
    + {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم}
    تناقض قوله
    إضافة إلى كثير من المتناقضات التي توضح بشرية النص القرآني ولنعط أمثلة على ذلك:
    + {والله لا يهدي القوم الكافرين}
    {والله لا يهدي القوم الفاسقين}
    {والله لا يهدي القوم الظالمين}
    تتناقض مع معنى الهداية وضروراتها، فالهداية في الأساس هي للكفار والفاسقين والظالمين، فإن لم يكن الله ليهدي هؤلاء فمن سوف يهدي؟ وصدق الشاعر حين قال:
    إن كان لا يدعوك إلا مُحسن *** فبمن يلوذ المُجرم


    انت جئت بجزء من آية فى كل مثال ضربته وهذا ماجعلك تنظر للكلمات بمعزل عن سياق الآية كاملة ولهذا لم تدرك المعنى ولم تتدبر الآيات وسنأتيك ببعض الآيات التى ورد فيها{ ان الله لايهدى ...} ونشرح لك معنى الهداية وانواعها, وقبل ان نعرف معنى الهداية دعنا نعرف معنى الظلم المانع من الهداية .
    ماهو الظلم اولا?
    الظلم هو نقل حق الى غير صاحبه , وكما يظلم الإنسان غيره يمكن ان يظلم نفسه. فاذا انت ظلمتنى جعلت الله فى جانبى وبجعلك الله فى جانبى تكون قد ظلمت نفسك لأنك وضعتها فى الموقف الأضعف . واول الظلم هو الشرك. يقول الحق: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عظيم} اذا انت عندما تظلم بأخذ حق ليس لك لاتنال الا العقوبة فتصبح ظالم لنفسك.
    يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة المائدة الآية (51)
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
    فماهى الهداية?
    الهداية هى ان تدل على الطريق الموصل للغاية.
    عندما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم وسيدنا ابوبكر رضى الله عنه, مهاجران , وكان كفار قريش يتعقبون آثارهم , لقيهم اعرابى فى الطريق فتعرف على ابى بكر ولم يتعرف على الرسول صلى الله عليه وسلم. فسأل الإعرابى ابوبكر قائلا: من هذا الذى معك? فخشى ابوبكر ان ينكشف امر الرسول ولم يشأ ان يكذب فى الجواب فأجاب اجابة نسميها نحن اليوم اجابة دبلوماسية فقال: هذا هاد يهدينى الطريق او يدلنى على الطريق.
    ويقول الحق سبحانه وتعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} آل عمران (86)
    تبدأ الآية بتعجب (كيف) ومايدعو للتعجب هو انهم كفروا بعد ان ذاقوا حلاوة الإيمان , وانت تعترض على هذه الآيات كأنك تقول : فما ذنب هؤلاء مادام الله لم يهدهم ? هذه حجة تبريرية لايتمسك بها الا المنحرفين فأنت هنا تستدل بالآيات لتبرير افتكاك عن طريق الحق ولهذا لاتجد هذا التبرير يأت من الطائعين السائرين فى طريق الحق. انما دائما يأت من المسرفين على انفسهم.
    اذا كان هذا منطق العاصى فى تبرير المعصية بقوله : إذا لم يرد لى الله الهداية فلماذا يعاقبنى? اذن اذا كان هذا منطق العاصى فلماذا لايقول بنفس المنطق: اذا كانت الطاعة منه فلماذا يثيبنى عليها? فما دمت تقول ربنا كتب عليّ المعصية فلماذا يعذبنى فالمنطق يقول انه كان يجب ان تقول ومادام كتب عليّ الطاعة فلماذا يثيبنى?
    اذن الهداية بالمعنى التبريرى السابق لاتسعف القضية التى اتيت بها فالهداية لها معنيان:
    هداية دلالة كما اوضحنا عاليه , ثم هداية معونة كما سنوضح حالا .
    هداية الدلالة كما قلنا بمعنى هدى اى دل على الطريق الموصلة للغاية ولم يصنع اكثر من ذلك . فإذا كنت تسير بسيارتك مثلا وتوقفت عند مفترق الطرق فى مدينة سنار ووجدت طريقا يمتد فى اتجاه. واخر يمتد فى الإتجاه الآخر , وكانت غايتك هى الوصول الى مدينة سنجة ولكن لاتعرف اى الطريقين يؤدى اليها ولو سلكت الطريق الآخر لانتهى بك الى مدينة ربك. وكان هناك شرطى مرور يقف على النقطة التى تشكل مفترق الطرق فقمت بسؤاله عن اى الطريقين يؤدى الى مدينة سنجة , فإذا دلّك على الطريق المؤدى الى غايتك يقال هداك الى الطريق , ولم يفعل اكثر من ذلك . اما اذا كنت قد شكرته ورأى منك تقديرا لصنيعه معك فقال لك : يبدو انك رجل طيب ولذلك انا سأركب معك حتى تتجاوز المنطقة الفلانية لأن بها مطبات وكثيرا ماتسببت فى حوادث السيارات . فإن فعل معك هذا يقال قد اعانك . اما لو كنت قد قلت له عندما هداك الى طريق سنجة : انت لاتعرف شيئا واظنك تكذب علىّ وسلكت الطريق الآخر فانه سيقول لك انت وشأنك انا هديتك الى طريق سنجة وانت لاتريد ان تصدقنى وهنا لن يقدم لك المعونة التى تجتاز بها المطبات لأنك لم تسلك الطريق الذى هداك اليه.
    اذن إذا نظرنا الى الهداية بمعناها الأول (هداية الدلالة) نجد ان الله قد هدى الناس جميعا . مؤمنهم وكافرهم. {وهديناه النجدين} أى دلهم على المنهج. ثم انقسم الناس قسمين:
    قسم قبل هذا المنهج وارتضاه وسار فى الطريق الذى يريده الله فأصبح مستحقا لهداية المعونة من الله وهى ان دلّه الله على مايعينه على مشاق الحياة وصعابها التى تعترضه والتى هى بمثابة المطبات التى ذكرناها فى المثال السابق. فيسر عليه وهداه هداية معونة فدلّه على معونات الصبر على الطاعات واذاقه حلاوة الإيمان والطاعة وجعلها خير معين له.
    إذن هو يهدى هداية معونة من آمن به واقبل على منهجه والذى لم يؤمن به لايهديه هداية معونة كما اوضحنا اما هداية الدلالة فقد هدى الناس جميعا.
    فأما الذين آمنوا بالمنهج وذهبوا الى رحاب ربهم زادهم بمعونة التيسير { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} لذلك عندما تقرأ {ومن يضلل الله ...} فاعلم انها تعنى يتركه فى غيّه لأنه لم يقبل على المنهج الذى هداه اليه الله هداية دلالة وهذه كما قلنا تشمل الناس جميعا وموجهة لكل مخاطب خطابا تكليفيا.
    وهداية المعونة تقتضى ابتداءا فعلا من المعان فإذا لم يكن المعان قد سلك الطريق التى يوجد فيها المعونة وقد هدى اليه فكيف يعينه الله.
    فانت عندما تطلب من احد ان يعينك على حمل شئ لابد ان يكون لك دور فيما تطلب فيه المعونة فإذا تركته يحمل كل الحمل ولم تقم انت بحمل شئ منه لايسمى انه اعانك انما يقال انه حمل عنك . اذن هداية المعونة المأمولة من الله لاتعطى الا لمن استجاب لمطلوب الله اولا وهو الإيمان بمنهجه وارتضاه هاديا اى دالا على الغاية.
    اذن هكذا نجد ان مامنع هؤلاء من التمتع بهداية المعونة هو ظلمهم وبينّا معنى الظلم. والفسوق ايضا نوع من انواع الظلم بالمعنى سالف الذكر لأنه خروج عن الطاعة وتمرد على المنهج وكذلك الكفر .

    Quote: إن كان لا يدعوك إلا مُحسن *** فبمن يلوذ المُجرم

    المجرم اذا كان يؤمن بأن الله موجود وان منهجه هو الحق فهداية المعونة تعطى له اذا سلك طريقها اما اذا تأبّي على المنهج ولم يرض بالله ربا فكيف يطلب منه المعونة? ,, اذا كنت انت تعمل فى شركة منافسة فهل لك ان تطلب من الشركة التى لاتعمل لديها لتعينك على التمرّن لديها لاكتساب الخبرات لتعمل بعد ذلك لدى شركتك الأصلية? هل يحصل لك ذلك دون مقابل? اذن المجرم يلوذ بمن يلحد اليه.
    وسنعود بإذن الله لنفند مزاعم التناقض التى ذكرتها واحدة تلو الأخرى .

    وارجو الا يكون بك اذى لاننى وجدت لك بوستا تشكو فيه بعض الأوجاع .
                  

02-25-2010, 11:20 PM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)

    Quote: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم}
    تناقض قوله
    {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ}
    ومن يقرأ تفسير الآية الأخيرة يضحك ويبكي للتبريرات التي ساقها وأوردها المفسّرون، وقد قلنا أن القرآن نزل بلسان عربي {مبين} فماذا نفهم من قول أحدنا [فلان توفاه الله] سوى أنه أماته؟

    مرة أخرى تراك تصر على ان للكلمات فى الآيات المختلفة نفس المعانى. وبسبب انك تحكم على القران بالمعنى الذى يتبادر الى ذهنك آليا دون التدبر في آياته تخلص الى ان القرآن متناقض والسبب فى ذلك هو انك لاتقر بوجود الله , ولاتقر بأنه هو الذى خلقك , وتتعرض لآياته وكأنك مساو له . بل فى أحايين كثيرة تضع نفسك فى مرتبة أعلى من الله . تعالى الله عما تصفون.
    ولكى ابين لك خطل مذهبك اقول لك بيانا فى فهمك للآيات التى اوردتها والمقتبسة اعلاه:
    هناك فرق بين القتل وبين الموت وبينهما والوفاة.
    القتل:
    هو ازهاق روح انسان حى . والقتل عادة يحدث بنقض بنية الإنسان الحى وبنقضها تصبح غير صالحة لأن تسكنها الروح ونضرب لذلك مثلا بمصباح النور .
    فالزجاجة التى نطلق عليها المصباح ليست هى النور انما هى جسم مادى يصلح ان يظهر النور من خلاله فإذا قمنا بنقض بنية الزجاجة بتهشيمها فلن نرى النور الذى يظهر من خلالها وهى سليمة. اذن بنقضنا لبنية المصباح نكون قد جعلنا النور يفارقه . وهكذا يكون الأمر بالنسبة الى القتل . فالروح لاتسكن جسما نقضت بنيته. ونقض البنية يكون اما بفعل انسان آخر او بفعل المقتول نفسه كما فى حالات الإنتحار. ايضا قد يكون بفعل عوامل اخرى مثل:
    الزلازل , البراكين , الغرق , انهيار الجدر ...الخ. فكلها عوامل تنقض البنية.
    إذن القتل غير الموت . والموت له نوعان:
    موت طبيعى :
    وهو الذى تفارق فيه الروح الجسد دون نقض لبنية . وله جزءان هما:
    الوفاة والموت .
    اما الوفاة فهى اللحظات التى تسبق الموت وتكون من مقدماته. وهى منحدرة من الكلمة (الإستيفاء) أى ان الله يأمر رسله (الملائكة) باستيفاء الروح التى كانت معارة لذلك الجسد وعملية الإستيفاء هذه او الوفاة تبدأ بمعالجة الملائكة للروح واستخلاصها من الجسد فى زمن يختلف من شخص الى آخر , وتبدأ المعالجة من اسفل الجسد الى اعلاه. فتموت رجلاه ونصفه الأسفل ثم صدره ثم تبلغ الروح الحلقوم وهى فى طريق مغادرتها للجسد وتسمى تلك المرحلة بالحشرجة وفى كل مراحل الوفاة هذه يكون الإنسان مايزال فى عالم الدنيا. هذه هى الوفاة وباكتمال خروج الروح من الجسد يتبعها البصر وهنا نقول ان الإنسان مات وهذا هو الموت النهائي ونقصد هنا الموت الطبيعى اما ماعدا الموت الطبيعى فهو قتل وقد بينا معنى القتل.
    اذن فى مرحلة الوفاة مايزال النفس يخرج ويدخل ويعلو ويهبط والإنسان فى هذه المرحلة يكون فى غيبوبة فهو فى عالم البرزخ يسمع ويرى موقعه فى الجنة او النار ويرى اهله الذين سبقوه.
    {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ} (83) {وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ} (84) الواقعة
    ويصبح أقرب إلى الله تعالى وإلى عالم البرزخ لكن من حوله لا يسمعون ما يسمع ولا يرون ما يحدث له من عجائب. {ونحن اقرب اليه منكم ولكن لاتبصرون} الواقعة.
    وهذه الآية توضح لك ان هناك فرق بين الموت والقتل بدليل (أو) التى تقتضى المغايرة.
    قال تعالى" ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون*ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون*(اّل عمران 157-158). فلو كان الموت والقتل بمعنى واحد لما قال الله : (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم )
    ولما قال: (ولئن متم أو قتلتم )
    ويلاحظ انك نقلت الآيتين :
    {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم} و {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ} ورتبت عليهما تناقضا بحسب فهمك ان الفعلين صادرين من جهة واحدة ولم تفهم ان الجهتين منفكتين كما ان الفعلين فى الآيتين لـ مختلفين . فعندما قال الله فى الآية الأولى {وما قتلوه } فهو يتحدث عن اليهود ويكذب دعواهم التى زعموا فيها انهم قتلوا المسيح عليه السلام صلبا.
    وقد بينا معنى القتل فى صدر هذه المداخلة.
    اما الآية الثانية: {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ} فهنا يخبرنا الله انه خاطب عيسي عليه السلام فى زمن ما, قد يكون قبل حادثة الصلب المزعوم او اثناءها او بعدها , وعيسى هنا مخاطب (بـ يا....) وانت لاتخاطب الا من كان حيا ويسمع نداءك. اذن الله سبحانه وتعالى كان يخاطب سيدنا عيسي عليه السلام حال حياته ولكنه لم يحدد لنا الزمن الذى تتم فيه الوفاة وهذا يتناسب مع قوله سبحانه وتعالى : {إِنَّ الله ّعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (لقمان: 34).}
    وتتناسب مع قوله : {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} الأنعام {59}
    إذن الآية الأولى تتحدث عن فعل مزعوم ادعاه بشر ونفى الله انه وقع منهم. والثانية تتحدث عن فعل قال الله انه سيحدث ولم يخبرنا متى سيحدث . مع اختلاف الفعلين جهة ومعنى. فكان يمكن ان يكون هناك تناقضا لو كان الله قال ان عيسي لن يموت او قال انه لن يقتل . او قال انه سيستثنيه من الوفاة بمعناه الذى شرحناه آنفا. ولذلك عندما يقول الله سبحانه وتعالى :{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}آل عمران {85} يتسق هذا القول مع قوله: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}. لأن الموت تسبقه الوفاة وهى لازمة من لوازمه كما ذكرنا.
    اذن ما الرابط بين ادعاء اليهود انهم قتلوا المسيح وبين ان الله أخبر المسيح بأنه سيتوفاه ويرفعه اليه , فكما قلنا فإن متوفيك فعل يرجع الى الله وهو لم يقل لنا قبل ذلك انه لن يتوفى عيسى عليه السلام فأين التناقض.?
    Quote: فماذا نفهم من قول أحدنا [فلان توفاه الله] سوى أنه أماته؟

    طيب ياهشام وكت انت عارف ان معنى فلان توفاه الله يعنى أماته. فعلام انكار وجود الله طالما المعنى الذى يتبادر الى ذهنك ان الذى يميت هو الله.?
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de