كوستي ..... قصة مدينة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 03:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-27-2010, 12:19 PM

عبدالله محمد احمد بلة
<aعبدالله محمد احمد بلة
تاريخ التسجيل: 01-21-2010
مجموع المشاركات: 944

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كوستي ..... قصة مدينة

    في مدونته ( ادب وحوار) قدم الاستاذ احمد ضحية سرد تاريخي ممتع تناول المراحل المختلفة التي مرت بها مدينة كوستي
    اقدمه لكم طامحا ان يكون بداية لنقاش عميق حول هذه المدينة المدهشة ... كوستي
                  

02-27-2010, 12:21 PM

عبدالله محمد احمد بلة
<aعبدالله محمد احمد بلة
تاريخ التسجيل: 01-21-2010
مجموع المشاركات: 944

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كوستي ..... قصة مدينة (Re: عبدالله محمد احمد بلة)

    ذاكرة ثقافية:
    كوستي : سيرة مدينة .. أطلال ذاكرة

    كلمة لابد منها:
    من الصعب أن يزعم شخص واحد ,لمجرد أنه ولد وترعرع في مدينة ما ,أن ما يكتبه عن هذه المدينة بمثابة الصورةالكاملة لحياتها.. فالصورة الكاملة لهذه المدينة ,هي مجموع الصور التي أختزنتها ذاكرة أبنائها..ومن الممكن أن تختلف الصورة من شخص لآخر ,بفعل عوامل عديدة..
    وحتى هذه الصور نفسها -والتي هي موزعة في ذاكرات الأجيال المختلفة -تختلف من شخص لآخر, لإختلاف تعاطي الحياة وطريقة النظر إليها..المحصلة تناولنا لبقايا صور متفرقة,لاتجسد الحياة وجذوةالمكان وروح الأهالي -غير المتنفذين- الذين هم في الحقيقة من أعطى كوستي حيويتها..ففي لحظة ما نجدعوض شلك وأبو شاخورة ,إلخ ..أكثر أهمية من منيب والتيجاني..فالسؤال التاريخي :هل التاريخ يصنعه الأفراد في المجتمع ,أم أن التاريخ نتاج لنشاط الجماعة في التاريخ?!..
    أميل إلى الفعل الجمعي, ولهذا أعتقد أن أهل كوستي جميعا ,هم من عطى المدينة- الجغرافيا-معناها وكينونتها.. فالجغرافيا المجردة من االسكان لا ذاكرة لها ولا يحزنون..
    ثم ..
    أقترح أن هذه بقية من صورة واحدةمن صور الحياة والناس والجغرافيا عبرثلاثة عقود علنا بهذه الذاكرة الثقافية اللا-تاريخية نساهم في تحفيز ذاكرة الكتابة لدى أهل كوستي فتتكامل الصور بالتدوين إلى جانب الصور الفوتغرافية الحية التي نأمل أن يمدبها أبناء كوستي هذا المنبر..نواصل
                  

02-27-2010, 12:25 PM

عبدالله محمد احمد بلة
<aعبدالله محمد احمد بلة
تاريخ التسجيل: 01-21-2010
مجموع المشاركات: 944

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كوستي ..... قصة مدينة (Re: عبدالله محمد احمد بلة)

    صورة أولى :(الناس والأماكن):
    كوستي السبعينيات ترى هل تستطيع ذاكرتنا الطفلة (وقتها) أن تستعيد بعض من الأسماء والملامح البعيدة,لهذا الجزء من المدينة:المساحة الممتدة من حلة دغيم شمالا, وحتى قضبان السكة الحديد جنوبا,والشاطيء شرقا ,وحتى حي أزهري غربا..وما بين, بين .. مقابر ود أمجبو والسوق الورا والحداحيد والملجة ,وسوق البروش والعناقريب ,والعصاصير وخور جبور وكبري الكجم وسوق الحر وكبري الليمون وشارع الدويم ,وشارع الهوىالفائح برائحة النعناع ,إنحدارا للصياغ والبوستة ,وما يسبقها من بارات الأقباط والأغاريق..
    وهناك عند منتهى االمدينة شمالا,الأندايات براياتها المميزة..
    هل تداخلت أزمنة راحلة من عقود مختلفة,فاختلطت الأشياء ..أم هو عقد السبعينيات ذاته ببشحمه ولحمه!!..
    الذاكرة تحاول الخروج من حلة الشجرة والرديف,تجوس في إثواءاتها لتحديد أماكن إنتقالها, علها تتمكن من نظم شتات الإتجاهات في لوحة كولاجية واحدة,تجمع بين الأماكن كلهافي القلب وبين الناس في الروح,لتتشكل ذاكرة السبعينيات في:( الجرح جرحي براي وطير الرهو والساقيةوالطير المهاجر)..
    ثم ماذا بعد..
    كانت كوستي السبعينيات(والعهدة على هذه الذاكرة المتعبة التي أنهكها الترحال)مدينة فتية زاهرة رخية تستقطب الناس من العاصمة والمدن البعيدة, والقرى والحلال بطول البلاد الكبيرة (السودان)وعرضها.. تفتح أبوابها ترحب بتجار الجنوب والغرب والمهاجرين والمزارعين والمدرسين والإداريين ..جميعهم يطيب لهم المقام ,فلا يلبثون أن يصبحوا مكونا أصيلا في نسيج المدينةاالمتجددة بالألفة.. العامرة بالحب.. إنها كوستي الفنانين والرياضيين والمثقفين والخيرين والبسطاء..جميعهم بمثابة شجن واحد أفراداوعائلات:
    مصطفى صالح,منيب عبد ربه,حسن حسين وحمدالنيل الفحل الممرضين,التجاني محمد خير,أحمد ميرغني,ميرغني طه,حسن فرج,حسين الجوبعي,آمنة قرندة,ثريا الداية,صفية أسكودر,الشيخ محمد موسى,عوض شلك ,النور أب قمزة,تبوري,عمك الزين خوجلي,عوض أبومرين,أحمد عكر,قمر الأنبياء,أحمد المصطفى,ود أب دوم,الهادي رحمة,إبن عوف,عمك الجاك,دنقور,حسن كيريا,الصادق عبد الساوي,آل حداد,والقائمة تطول في إنتظار رفد ذاكراتكم..
    أناس كثر توزعوافي سلم القيم الهرمي,بين تجار وحرفيين ومزارعين ورياضيين وفنانين ووإعلاميين و..
    وآخرين كثر لكن الذاكرة تخون..
    إنها كوستي هؤلاء وأولئك..كوستي أحمد كوكو,وخليفة وعلي سعدالعياشة..كوستي العكاشاب والحريراب… آل الحلو..
    هاهي تخرج من النهرووكزهرة عباد الشمس تتلفت,تفتح أبوابها لليمنيين والأحباش..

    كانت كوستي مدينة بريئة..سكانها مرحين وطيبين ,غير متزمتين!.. ورائعين جملة …عاديين وطبيعيين في كل شيء:
    كلامهم ..إبتساماتهم ..ضحكاتهم ..ذوقهم في اللبس ,حتى أحلامهم نفسها كانت يانعة مخضرة خاليةمن شبهات االقرض الحسن والثراء المباغت..
    إذ بعد لم يتسرب الهوس ليكتم خياشيم المدينة..الهوس القادم من عصور الظلام والإنحطاط,المحمل بحمولات فكرية غريبة على ناس كوستي..حمولات تنتمي للقرون الوسطى في سعيها لحقن شرايين المدينة بالعقد ومركبات النقص..
    هل سيفقد الناس براءتهم شيئا فشيئامع إرهاصات الفكراالجبري وهو يقدم نفسه خلال مغتربين السعودية وبنك فيصل لاحقا..
    كانت الفواصل بين الناس ليست عميقة, أو حادة والمسافات ليست بعيدة,فضريح الشريف المعمر جنوب القضيب,وضريح الشيخ موسى الخنفري شرق المدينة عند ضفة النهر..ونوبات آل فرح في قلب الحلة الجديدة ,ومسجد الكون عند عبور النهر ,والجامع الكبير والأحمدين والديك أبوحبل,إلخ.. من أوتاد روحية تسند الوجدان الروحي للناس /المكان..
    ومع ذلك الأنداية لا تبعد أكثر من بعد موقف الفشاشوية من كبري الليمون..وليس ثمة حرج كماالآن,فالهوس الإسلاموي التجريمي غذى عقدة ذنب لم تكن موجودة فتغيرت حياة الناس إلى الأسوأ,وتبعا لذلك نمت حساسية من التاريخ وتجاه التاريخ,إلى أين يقود اليمين الراديكالي الناس,ومن أين جاء?1..
    تجوس الذاكرة في الذاكرة ..تقلب تلافيفها ,تجد:الإخوان الجمهوريين بثيابهم البيضاء المميزة ,شبابا وشابات يوزعون منشورات محمود محمد طه , وربما يخاطبون جمعا هنا أو هناك..
    تجيء الظهيرة كالخارجة من سكرة ليلة البارحة للتو فترى,الموظفين والأساتذة يحملون صحفهم في رحلةاالعودة إلى البيت..ترى هل لا يزال الناس يقرأون الصحف أم أن تطور وسائل البث المباشر أفقد الناس شهية القراءة..
    تتخطى الذاكرة شجرة النيفة ,على مبعدة من ضريح الخنفري.تتوقف عند موقف الفشاشوية ,حيث الباعة المتجولين بالسبح والطواقي وراتب الإمام المهدي وجزء عم وقد سمع ,الخ..(لاحقا لن يبيعوا سوى أهوال يوم القيامة..)..
    الذاكرة تتخطى حلة العورقاب الى الشاطي ,فالملجة.. حيث تأكل البطيخ والشمام والدردقو ثم تمضي إلى قهوة المقاولين ,حيث يلتقي عمال البناء والمعلمين والطلب والمسافرين القادمين والذاهبين بالقطار إلى الغرب البعيدأوبالبواخر إلى الجنوب..
    يفتتحون يومهم بالحليب أوالحليب بالشاي بالزلابيا,المذاق الذي لا يضاهيه سوى فول الزين ,ولاتلبث الشمس أن تشرق فتدب الحياة في الطرقات, يتوجه الرجال إلى أعمالهم, وتمضي النسوة بقفافهن إلى السوق الكبير.. يتوقفن في برندات كشاشات الخضار ..جزارةالسمك ..أو الفسيخ ..أو اللحمة أوالكمونية..أو يمضين إلى السوق الصغير السوق (الورا)…


    وفي السوق الورا يطيب لهن ممارسة هوايتهن المحببة ..التوقف عند كناتين الحبوبات اللائي يبعن السعف والمقاشيش والنطع والبروش والطلح والريك والطباقة والمرس والمصران واللوبا والكول,الخ..
    وربما يتوقفن قليلا لإصلاح شرقرق أوجبنة أو شغال عند السمكرجية..
    عناصر لثقافات مختلفة يتم تبادلها هنا فتكون الرؤى المتنوعة للمدينة ,في ثقافتهاالغذائية وفلكلورها وحميميتها ودفئها..
    ربما تمر النساء على الطواحين التي تركن فيها جرادل الذرة,إذ أن ثقافة الرغيف لم تنتشر بعد..
    السوق الورا ليس مجرد سوق ,فهو أيضا مكان اللقاءات البريئة المعلنة والمختلسة..
    وفي العصاري سوق الحر هو المقصد ,حيث يباع السمك برخص التراب,أرخص من اللحمة الكيري التي يبيعها الباعة المتجولين بالقفاف ..سوق الحر جوار زندية رغم قصر مدته ,إلا أنه يينطوي على حياة غنية بجمال الناس وأريحيتهم..
    في سوق الحر تجد كل شيء :الإكسسوارات ,الملابس ,الكركدي البارد ,الأقشي ,السمك المقلي..
    في سوق الحر يلقي الناس التحية على بعضهم بإلفة ..فرواد سوق الحر سكان الجالوص والقش والصفيح كانت قلوبهم أوسع من رحمة السوق الصغير…
    كوستي مدينةحميمة ودافئة خصبة ومتجددة..الحياة فيهالاتنتهي إلا لتبدأ في كل شيء :لمة الأسرة في الغداء والعشاء, شاي المغارب الحفاوة,بالضيف ضرا رمضان في الشارع ,لمةالاعياد,إحتفالات المولد في ميدان الحرية ,نفاجات البيوت بين الجيران..
    كيف لهذه الفنتازيا أن يطويها الغياب الفاجع لكل ما هو جميل..

    وبظهور التلفزيون ,هذا الجني العجيب ,أخذالحوش الكبير منحى آخر ,إذ كنت لا تجد في حي بكامله سوى تلفزيون أوتلفزيونين ,يتقاطر عليه جميع أهل الحي ..فمنذ انسحاب الظهيرة تبدا البنات في قش الحوش, ورش الواطة ,وفريش السراير ,إذ لن يلبث الأطفال والجيران يتوافدون لمشاهدة المسلسل اليومي أو الدنيا دبنقا أو في ربوع السودان..
    يجلس الصغار على السباتة,والكبار على السراير.. كان الجميع سعداء كأسرة واحدة ممتدة, فحتى عند نشوب خلاف ,يميلون للتوفيق ولا يفجرون في العداوة! ..
    لماذا تتهدم العوالم الجميلة بهذه البساطة,فلا يبقى منها سوى سقط الأفكار,ككل ناتج عن التمزقات الكبيرة ,إذ لا تنتج سوى خللا بنيويا,في الذات الإنسانية والمكان والأشياء!..
    وكان القطر ..وكانت الباخرة..هما بطلا هذه الفترة بلا منازع,فأحد أسباب نمو المدينة وإزدهارها قطار الغرب وباخرة الجنوب (ماذا يقول عمنا محمد المكي إبراهيم عن قطار الغرب?.. لا أذكر)..
    شهدت هذه الفترة المزدهرة, رحيل عدد كبير من سكان الحلة الجديدة ,إلى المرابيع والنصر والمربعات الجديدة26و27و28و29و30و31كما شهدت نزوح عدد ليس قليل ,من الريف الشمالي والغربي, الذين قطن معظمهم أبو شريف ومربع 30أوحي الثورة..
    من الجانب الآخر ثمة هجرات من ربك والجزيرة أبا وطيبة لكنها كانت محدودة..
    كانت المدينة تتمدد إذن ,وتنهض فيها حيوات جديدة ,وأحياء تتسع للوافدين الجدد ,لامن جوار كوستي فحسب ,بل من أماكن أبعد ,مثل الجنوب وكردفان ودارفوروالشمال والشرق..ليعبر الجميع عن أنفسهم في هذا المزيج ,الذي تنهض فيه كوستي كأحد أكثر المدن خصوصية ,وتميزا بطابعها الخاص وشخصيتها الراسخة المتزنة..
    ترى ماذا تبقى من هذه الشخصية?!..
    وآخيرا,في محاولة المقاربة - تداعيا -لكوستي سبعينيات القرن الماضي تظل العديد من الأسماء كالبوح يتنفسه صدر المدينة..
    أسماءحملت عبء أن تمخر سفينة المدينة بيسر ..متحدين عوائق التقلبات العامة ومتناقضات التنوع الذي تحفل به كوستي ..
    من هذه الأسماء المنيرة العمدة نواي..الذي لا يرد ذكره إلا مقرونا بالمحكمة الشعبية التي سيطلق عليها البعض-تهكما-لاحقا إسم محكمة الكاوبويات بدلا عن محكمة العمد!..
    كان العمدة نواي عمدة كوستي ,أحد الحكماء القلائل الذين جاد بهم الزمان:لماذا لاتنبشون ذاكرتكم وتمدوننا ببعض قصص نواي ,التي تكشف عن بصيرته الثاقبة ,وبداهته ,وفهمه العميق لقضايا هذا المجتمع المديني شبه الريفي ,الذي تمثله كوستي ذلك الوقت, وهي تعالج قضايا مشروع التحديث ,الذي عبر عنه مستنيرين ذلك الوقت ,فأثمر المدارس الشعبية والأهلية والمراكز الصحية ,الخ..
    وهل نجرؤ على نسيان مجهودات التيجاني محمد خير ومنيب عبد ربه وأحمدعبد القيوم وأفراد كثر وضعوا لبنات التنوير..
    إلى جانب العون الذاتي للأهالي ,والذي تمخض عنه بناء كثير من المؤسسات والصروح..
    والآن إذا قلنا أن الحكومات لم تقدم لكوستي شيئا,ومن بنى كوستي وشيدها هم أبناءها فقط ألا نكون محقين..
    أهل كوستي جميعهم: تجار, طبقة وسطى ,رقيقي حال ..جميعهم شيدواهذه المدينة العظيمة..
    إنها كوستي الرديف ,الدريسة,كوستي كناتين اليمنية وبيوت الأحباش وأبوشريف وضربة الجزيرة أبا..كوستي الطب الشعبي:هل نسيتم أم التيمان البصيرة..
    وكوستي أيضاهي كوستي الأقباط..آل تكلا والخواجة الإغريقي بترون..من منكم لم ترسله أمه لطاحونة الخواجة..تقول حاجة نعيمة لخالتي ختمة:بري ما بندقق إلا في طاحونة الخواجة..أصلها يا أختي دقيقها ناعم..
    بالقدر نفسه هي كوستي حسن جميل وأحفاد الشيخ نورالدائم..كوستي آل كنتباي وعلي دوكة وآل بدوي ذكرياوآل النقر وآل هجام..كوستي العاقب وصلاح استديو..أكتبوا لناعن نادي كوستي الثقافي يا ناس المرابيع يرحمكم الله…
                  

02-27-2010, 12:28 PM

عبدالله محمد احمد بلة
<aعبدالله محمد احمد بلة
تاريخ التسجيل: 01-21-2010
مجموع المشاركات: 944

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كوستي ..... قصة مدينة (Re: عبدالله محمد احمد بلة)

    كوستي الثمانينيات:السنوات العجاف
    مع موجات الجفاف والتصحر والمجاعة في كردفان ودارفور, وإلغاء الجنرال نميري لإتفاق أديس أبابا ,وتنصيبه من قبل الجبهةالإسلامية أميرا لعموم المؤمنين في االقرن العشرين,ومانتج من تجدد للحرب في الجنوب..كل ذلك أدى إلى أن تواجه كوستي-المنهارة تنمويا-ضغطا سكانيا هائلا من قبل النازحين بسبب المجاعة أو الحرب..
    وإذا علمناأن إقتصاد كوستي-التي هي منطقة محدودة الموارد-تم تصميمه على أساس الخدمات التجارية (الغرب والجنوب)وبما أن الغرب والجنوب دخلا في حيص بيص بسبب المجاعة والحرب,فقدت كوستي أهم مواردها..ليس فحسب بل يقع على عاتقها تقاسم مواردها المتناقصة مع الوافدين الجدد..
    كانت مجاعة رهيبة,
    إمتلأت ضواحي كوستي وأطرافها بالنازحين, الذين سكنوافي العراء..أوحاول بعضهم إتقاء الحر بضرى شوال مهتريء, فالخيام لم تكن كافية..لم يعد ثمة مكان في الضواحي خاليا من النازحين حتى البريزية شمال المدينة إمتلأت عن آخرها..
    قابلت كوستي-رغم ظروفها الصعبة -هذا الضغط بسعة صدر..كانت كثير من الأسر تطعم النازحين ما تيسر, وبعض الدكاكين لاتتقاضى منهم ثمن فتة الفول..
    فكوستي في كل الظروف كبيرة القلب..عينها مليانة..وهو الشيء الوحيد الذي يعزيها أمام الهجمةالشرسة للطفيلين على مواد الإغاثة..إذ ظهر في هذه الفترة سماسرة الجاز والتموين وتجار السوق الأسود والإنتهازيين وحكمة الله كان أغلبهم من الجبهة الإسلاموية..
    نواصل..

    لكوستي قدرة مدهشة في تحمل نوائب الزمان وصروف الدهر إذ لم تلن قناتها رغم الظروف سالفة الذكر ..وحاولت مقاومة البؤس بالإحتفالات.. فكان إنتشار البارتيات إذ أصبح كثيرون يقيمون بارتي لأي سبب حتى أن بعض الخبثاء يقول الواحد منهم:
    - أولاد ناس فلان الليلة عندهم بارتي.
    فيسأل آخر:- المناسبة شنو?…
    فيرد: -قالوا جدادتهم جابت عشرين سوسيو..
    هذا يدل على هستريا البحث عن فرح ,إزاءالضغوط التي كانت الأسر تعانيها ,ويعانيها خصوصا الشباب في ظل تردي الإقتصاد وتفشي البطالة..كانوا يبحثون عن الفرح في إقتناصه كلحظة عابرة في تمرين كرة القدم في ميدان الحلة, أو الذهاب مجموعة إلى السينما ,والتعريج بعد نهاية العرض على حلواني عنتر أو كافتريا أبو ظريفة..
    وبصفة عامة كانت البارتيات محاولة للتماسك إزاءالضغط العام(ألا تلاحظون أننا لم نتطرق إلى العلاقات العاطفية.لا من قريب ولا من بعيد )..
    كان الجميع في المناسبات الكبيرة كالزواج ,يحرصون على إقامة حفلة بفنان حقيقي ,لا فنان لفك الحيرة.. فنان كصلاح كوستي أوهاشم أبوراسين أوعادل فراشة المغمور..أو ..أو..فوقتها كان الزاكي يوسف وأبوعسل غير مشهورين..
    وكانت العائلات الموسرة أحيانا تستقدم فنانين خرطوميين..
    لكن مع تردي الأوضاع الإقتصادية أصبحت البارتيات بديلا للكثيرين..خاصة العرسان الذين ينتمون لأسرغير غنية إذ يكتفي شبابهم بإحضار كاسيتات الفنانين الجددالمسموعين (عمار السنوسي,عصام محمد نور,الهادي الجبل…)…لكن ذلك لم يكن خصما على كاسيتات الفنان الذري إبراهيم عوض أوالعندليب الأسمر زيدان(هل دخل أحدكم حفلة بلو بلو في السينما..آي ياها ذاتها الطرشقوها بالشكل.فثقافة المدينة بدأت تتزعزع والكيزان لا يعجبهم العجب ..المهم بلوبلو المسكينة لاذت بالفرارإلى غير رجعة وحياتكم..)..
    في هذه الفترة بدأ العديدون يغادرون المدينة ,وأخذ آخرون يخططون للمغادرة إلى الخرطوم أومدني(غادر البعض إلى ليبيا والأكثر حظا إلى الخليج)..
    ورغم أن الضيق كان يشتد يوما بعد يوم إلا أن حالات المغادرة كانت لا تزال محدودة..إلى أن هبت رياح أبريل العاصفة ورمت بالجنرال نميري في مزبلة التاريخ..
    وكان لكوستي بالطبع نصيب كبير في الإضراب السياسي والعصيان المدني والإنتفاضة الشعبية الشاملة(طبعا كلكم بتتذكروا حريق زريبة العيش والمجلس البلدي ومكاتب الأمن..وكيف هرب السدنة مزعورين في وضح النهار كالكلاب الضالة)..أيا كانت الإختلافات في تقييم هذه الأحداث الداوية,فذلك لا يلغي كونها بشكل من الأشكال تعبير عن الثأر لكرامة المدينة المهدرة..ونشدانها للأفضل ..لكن هل كانت أحزاب الديمووقراطية الفاشلة هي البديل الأفضل للمخلوع نميري..
    ظلت كوستي طوال عقد الثمانينيات تحاول ترميم ما تهشم من ذاتها.فقد تعرضت لهزات إجتماعية عنيفة(أكتبوا لنا عن هذه الهزات..)..
    نواصل..

    ولفحت الجبهة الإسلامية السلطة من خشم الأحزاب,قبل أن تتمكن هذه الأحزاب الجشعة الفاشلة من إبتلاع لقمة السلطة..وهكذا دخلت كوستي في أقسى مراحل تاريخها ..حتى الآن لا أجد تفسيرا منطقيا واحدالهذا السؤال:لماذا بذلت الجبهة الإسلامية كل هذه المجهودات الجبارة لتدمير المدينة.ألم يعلن الزبير باشا محمد صالح الحرب على كوستي حين قال على رؤوس الأشهاد:”كوستي حفرة وسندفنها”..وبالفعل فعل لتبدأ قصة قرية ربك..الولاية التي لا يزال مسئولينها يسكنون كوستي?..
    ودعت كوستي عقد الثمانينات بإستسلام الكثيرين لإنهيار مدينتهم العزيزة هذا الإنهيار الذي أستمر لعقد من الزمان تحاول المدينة مقاومته عبثا…
                  

02-27-2010, 12:30 PM

عبدالله محمد احمد بلة
<aعبدالله محمد احمد بلة
تاريخ التسجيل: 01-21-2010
مجموع المشاركات: 944

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كوستي ..... قصة مدينة (Re: عبدالله محمد احمد بلة)

    كوستي التسعينيات :هل من أمل..
    أبرز سمات هذا العقد توصل الكثيرون لقناعة أن لا جدوى من الإستمرار في كوستي,وإتخاذ أغلبهم لقرار الرحيل إلى الخرطوم أو أماكن أخرى فالبؤس بدا يدب في المدينة ككائن يمشي على قدمين ..
    خبأ بريق تلك الأضواءالتي حفلت بها كوستي الستينيات حتى الثمانينيات..وأصبحت المدينة تنام باكرا مسكونة بالمخاوف والهواجس والظنون,تكاد الشوارع تخلو من المارة بعد المغيب فقوانين الطواريء والمحاكم االعرفية والملاريا والبعوض وأمراض سوءالتغذية بسبب الإفقار المتعمد والتردي الخدمي كل ذلك إإلى جانب عوامل أخرىقوامها سياسات البطش والترهيب..أدى إلى أن يفقد تجار ومزارعين كثر رؤوس أموالهم نتيجة فساد مؤسسات الدولة خاصة البنك الزراعي بألاعيبه المدهشة التي عادت بالناس إلى عهد الإقطاع ..وما أسوأ أن يكون الإقطاع إقطاع دولة أو حزب..
    هكذا كانت قصة التجار الغرباءالذين أمتلأت وجوههم بالزعانف:من أين جاءوا?وإلى أين سيمضون بهذه المدينة?..
    بنوا ثرواتهم على أنقاض وأشلاء تجار المدينة الحقيقيين والأصيلين تسندهم آلة البطش الإسلاموي ..
    كثيرون هم تجار المدينة الذين أصيبوا بأمراض ضغط الدم والقلب والسكري من هول صدمة هذا التحول المريع لواقع المدينة التي عرفوها وألفوها..كانوايرون كل ما كافحوا لبناءه ينهار أمام أعينهم بصورة دراماتيكية مفزعة

                  

02-27-2010, 01:13 PM

موسي عيسي
<aموسي عيسي
تاريخ التسجيل: 05-03-2009
مجموع المشاركات: 1905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كوستي ..... قصة مدينة (Re: عبدالله محمد احمد بلة)

    Quote:

    يفتتحون يومهم بالحليب أوالحليب بالشاي بالزلابيا,المذاق الذي لا يضاهيه سوى فول الزين ,ولاتلبث الشمس أن تشرق فتدب الحياة في الطرقات, يتوجه الرجال إلى أعمالهم, وتمضي النسوة بقفافهن إلى السوق الكبير.. يتوقفن في برندات كشاشات الخضار ..جزارةالسمك ..أو الفسيخ ..أو اللحمة أوالكمونية..أو يمضين إلى السوق الصغير السوق (الورا)…


    اخي العزيز ود البلد عبدالله محمداحمد بله انت اليوم هجت الدواخل بانفعالات لا تسطيع براكين الطبيعة ان

    تحدث مثلها من الانهيارات العجيبة و انت ترسم لنا مشهد جميل و حزين في نفس الوقت فقد حلقت بنا في

    مساحات شاسعة من الماضي الحلو و ربي إن كان ذلك يشتري لدفعة كل ما املك لاعيش جزء من ذلك الوقت

    الجميل وكنا نبدأه منذ الصباح الباكر قبل طلوع الشمس محملين بما جادت به الدينا من خيرات الجزيرة

    ابا وفي اول رحلة للنطون إلي كوستى بعدها عن طريق اقرب حماري عبر الممر الضيق من البنطون مرورا

    بالمطاعم الصغيرة علي جانبي الطريق و السمك المحمر و قدر الفول التي يسيل لها لعاب كل من يمر حتى

    وان لم تلقي بالا لذلك و نبدأ في تحديد الاحتياجات للفطور هل بعد السوق نرجع مسرعين لتلك الغنائم

    ام نتحمل مزيد من المصروف (المحدد سلفا) و نتمكن من الذهاب مباشرة لاجمل و ارقى مطاعم المدينة

    و هو مطعم عمنا محمد عمر و ناخذ فيه كورنر في الجانب الغربي خوفا ان ترصدك الكمرا و بعدهاسوف يكون

    الحساب عسير و ان تحوم حول المطعم المذكور فهو جريمة دعك من الفطور فيه و بعد الوجبة الدسمة من

    كل ما لذ وطاب و بعد التحية الصباحية بندا في تجهيز مكنة كاربة بتخفيض سعر المبيعات حتى نستطيع

    تغطية فرق الفطور .

    و بعد المرور علي كشك الليمون قرب الملجة للفوز بكاسة ليمون تدوخ بعدها من جودة المصنوع و بعدها

    المرور علي العم حداد منسى ربنا يعطيه الصحة والعافية بغرض التحية و ابلاغ تحايا الوالد(الصديق )

    وبتلك الزيارة الكريمة نحظي بما لذا و طاب من العصير و عصرة الجيب التي تكون الزاد لمزيد من

    المتعة الجميلة في باقي ارجاء المدينة المحببة للقلب و خاصة سوق الحر و السوق قرب موقف ابوشريف

    و بعدها نحمل العائدين لابا بكامل الغلة و بعدها نمر بسينما منيب او المرور على الاستاد و ذلك بغرض

    معرفة اسرار المدينة و كانت المباريات هي التي تستهوينا و يكون المنى ان كانت المباراة احد طرفيها

    المريخ بقيادة الكابتن الجميل جلال سيد احمد وابو عشة و سيداحمد و الصادق بيلو و دحدوح في صغيرة

    أو الرابطة او الهلال .

    فيا لها من ايام كانت لنا فيها جولات و صولات و ربي انها كوستى التي عشقتها منذ صغيري و لا تزال عالقة

    بداخلي و امنى النفس ان يسمح لي الزمان بان اقضى و لو ساعة من زمان بها كسابقه فاني اذا لسعيد!

    و سوف ناتي لاحقا.

    لك مودتي .
                  

02-27-2010, 05:58 PM

عبدالله محمد احمد بلة
<aعبدالله محمد احمد بلة
تاريخ التسجيل: 01-21-2010
مجموع المشاركات: 944

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كوستي ..... قصة مدينة (Re: موسي عيسي)

    اخي موسي عيسي :
    تحياتي
    وشكرا لغيث ذكرياتك الذي انهمر
    وتبقي كوستي دوما منجما للدهشة لا ينضب ولا ينفد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de