|
في ذكرى رحيل فقيد الفن مصطفى سيد احمد
|
خمسة عشر عاماً مضت ونحن ما زلنا نفتقد اللحن الجميل والكلمة الحلوة ، أذكر جيداً يوم تأبينك بعد مرور أربعين يوماً على وفاتك ، وكيف استقبلت مدينة الحصاحيا على صغر مساحتها تلك الحشود التي أتت من كل صوب وحدب ، شباب وشابات تقاطروا ولا يعرفون أين ينامون وأين يأكلون ، نزلوا من الباصات إلى ساحة الاحتفال وحتى اليوم الثاني ، وقد علمت فيما بعد أن أي مواطن في الحصاحيا كانت داره جاهزة لاستقبال أي عدد من الضيوف كل في حدود استطاعته . ويا عزيزي مصطفى نحن كما تركتنا : مواطنون دونما وطن مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن مسافرون دون أوراق وموتى دونما كفن نحن بغايا العصر كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن مآذننا تهدمت ، مصاحفنا مُزقت الأكفان من على الأجساد نُزعت ودموع الأطفال في مآقيها حُبست ما زلنا يا مصطفى : معتقلون داخل النص الذي يكتبه حكامنا معتقلون داخل الدين كما فسره إمامنا معتقلون داخل الحزن وأحلى ما بنا أحزاننا فنحن مغلوب على أمرنا يا مصطفى إذا تضرعنا إلى رب السماء قيل لنا ممنوع وإن هتفنا يا رسول الله كن في عوننا يعطوننا تأشيرة من غير رجــوع ويا مصطفى : في كل عام تزداد خوازيق البلد ، حتى الذين رقصنا على أنغامهم أصبحت تستهويهم الدولارات والذهب وودعوا عالم الدلاقين والخشب التي رفعتهم إلى عنان السماء . عزيزي مصطفى : هل أنا محق عندما أقول بأنه لو كان بيدنا أو في مقدورنا لدفناك واقفاً . إضجع مصطفى وإضجع معه الفن النبيل والكلام الجميل والحزن النبيل وإنطفى مصباح السماء الثامن .
|
|
|
|
|
|