أعجبنى هذا المقال للأستاذة أمل هبانى فى أجراس الحرية ، ورغم أختلافى فى بعض ماأوردته ولكنه مقال متميز يسلط الضوء على جوانب هامة فى مايجرى فى الساحة السودانية وتداعيات الانتخابات ودلالاتها رأيت أن تشاركونى فى الاطلاع عليه.
تحرر ايها المواطن أمل هباني
بمشهد السيد الصادق المهدي آخر رئيس ديمقراطي منتخب للسودان، وهو يكمل أجراءات تسجيله لرئاسة الجمهورية ويتعهد بتغيير البشير سلميا عبر صناديق الاقتراع ...نكون قد توكلنا على الله لتدشين عهد جديد وسودان جديد و هي مرحلة جديدة في حكم السودان وعلاقة المواطن بهذا الحكم الذي سيصبح هو رأس الرمح في تغييره ،لأنه سينتخب من يريد ويجلس من يريد ويطيح بمن يريد بعد عشرين عاما هي اطول فترة حكم ديكتاتوري شمولي عسكري يشهده السودان ... وهي ليست فقط اطول بل اغرب صيغة حكم تجتمع في دولة ،وهي صيغة تدهش منظري الدولة الحديثة من شيوعية كارل ماركس وانجلز الى مثالية هيجل صيغة حكم بدأت بشعار ناكل مما نزرع وانتهت بأن النبق والثوم يستوردان من خارج حدودها ...صيغة حكم تخصم ساعة يوميا من اداء موظفيها للصلاة وتنتهي بانها افسد وافشل وابشع حكومة لا تنافسها الا الدول معدومة الأمن غائبة الحكومات ... صيغة حكم اقسمت الا تعفو عن رجل وجدت (عملة) في منزله فازهقت روحه وانتهت الى أن تجارة العملة تتفوق على تجارة الاحذية والملابس في اسواقها، ويمارسها الكبار (خالص) واشقائهم وزوجاتهم ... صيغة حكم تصلي وتزكي وترتدي الحجاب امام الضعفاء والمساكين وكل الذين تقدر على اذلالهم وجلدهم وقهرهم بملشياتها الشرطية والقضائية ،ويعلم الذين يخيفونها اي مستوى من التنازلات الاخلاقية والدينية يمكن ان تقدمه من اجل (رضاهم) عنها .... صيغة حكم تقتل مواطنيها وتشردهم ...لتعز من تشاء وتذل من تشاء بلا وازع او دين ....وما يعلمه ملايين المواطنين في اي جزء من اجزاء السودان عن ممارسات حكامها ومسئوليها كفيل بان يذهب افسد حكومة على وجه الارض الى وراء الشمس غير مأسوف عليها .... صيغة حكم لا تعلم ولا تعالج ولا تحاسب الشريف والصاحب واولي القربى لكنها شديدة على كل مقطوع فاقد السند في نظرها ...صيغة حكم تحرر البطون ليأكل الطبيب والمهندس والمعلم وكل صاحب قيم نبيلة من خشاش الارض وتسجن العقول فتكفر وتزندق وتعري كل من لا ينتمي لفكرها الانتهازي الاحادي اللصوصي الفاسد .... وكثير من الاشياء يعرفها الضعفاء المقهورين اكثر من اي مدير او وزير لانهم اكثر من يشعر بالبطش والقهر ..... من بائعات الشاي لصبيان الدرداقات لاصحاب (السراير) في السوق المحلي، لبائعات الطعام في سوق الناقة لمعلمي الولايات لاطباء الامتياز لنواب الاخصائيين للاطباء الاخصائيين الذين صعب عليهم ان يتحولوا لى جزارين ومجرمي حرب في الابادة الجماعية للشعب السوداني باسم تحرير العلاج ، لمرضى الفشل الكلوي للمبتعثين في الخارج (من غير آل البيت الحكومي) للصحفيين، للمفصولين للصالح العام، لخريجي كليات الطب الذين يقفون اشهرا طوال في انتظار التعيين ،لطلاب الجامعات الذين لا يجدون ما ياكلون ولا ما يدرسون في (مقاهي) التعليم العالي التي يطلق عليها اسم جامعات وكليات ...الى النساء اللائي نلن الحظ الاوفر من القهر والاذلال تحت مسمى (المشروع الدماري ) ..والذي يشبه قنبلة هيروشيما في ضرره على هذه الارض ،وكأنهم جاءوا لينتقموا من هذا الشعب وليس ليصلحوا ...والسيد االصادق المهدي لكثير من الاجيال التي يحق لها الانتخاب والاختيار هو آخر رئيس (محترم) للسودان لانه جاء بصناديق الاقتراع وليس صناديق البارود والدبابات ولو تواصلت تلك الفترة لمدة عشرين عاما لقويت واشتدت ونضجت ولحكم هذا السودان بعده اربعة او خمسة اخيار كان سيختارهم هذا الشعب ...وطالما ان المشهد قد توقف عند هذه اللقطة فان تلك اللقطة (لآخر رئيس منتخب) وهو يعلن ترشيحه للانتخابات القادمة رسميا تعتبر دفعا كبيرا للانتخابات القادمة وايذانا باكمال طريق ديمقراطي ليس مستحيلا وان بدا وعرا فقط لو تحرر المواطن من خوفه ووثق بنفسه وراهن على ذاته بانه قادر على الفعل الذي يحدث التغيير على المشاركة في ذلك الانقلاب الوردي (ان نجحنا فيه) ... وسننجح..... فقط ان علا صوتك مطالبا بتحررك يا صاحب الصوت .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هاشم محمد الحسن عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست