|
Re: 29 ياناير خمس اعوام على مجزرة بورتسودان ومازال القتلة طلقاء (Re: Mohamed E. Seliaman)
|
مجزرة بورتسودان .. الذكري وسُبُل الإنتصاف
تقرير : عبدالقادر محمد - 3 فبراير 2010 (صحيفة الميدان ، موقع إفهم دارفور) يصادف يوم التاسع والعشرين من شهر يناير من كل عام ذكري اطلاق الشرطة والقوات الامنية الرصاص الحي في مواجهة متظاهرين عُزل بمدينة بورتسودان ، تلك الحادثة التي عرفت فيما بعد في القاموس السياسي بــ "مجزرة بورتسودان" ، وهي الجريمة التي يصفها المراقبين بانها الابشع في تاريخ السودان الحديث ، إذ حصدت آلة البطش العسكري ثلاثة وعشرون نفساً في اقل من ساعة زمن ، في نهار التاسع والعشرون من شهر يناير من العام 2005م ،
حيث خرج الآلاف من ابناء البجا في مسيرة سلمية بمدينة بورتسودان، يحدوهم الامل في ممارسة حق الديمقراطي في التعبير والتظاهر السلمي، في اعقاب (الإنفتاح) الذي كانت تبشر به أجهزة اعلام الدولة في اعقاب توقيع اتفاقيتي نيفاشا والقاهرة .. خرجت جموع شباب البجا بعد عشرين يوماً من توقيع إتفاقية نيفاشا و(13 ) يوماً من المفاوضات التي جرت في القاهرة بين الحكومة السودانية والتجمع الوطني الديمقراطي واسفرت عن اتفاق القاهرة ،
وكان قادة مؤتمر البجا قد انسحبوا من مفاوضات القاهرة مطالبين بمنبر مخصص لمناقشة قضية البجا وكانت المسيرة السلمية لشباب البجا تهدف الي توصيل صوت البجا لحكومة الخرطوم ، وتلفت انتباه العالم وانظاره لقضية البجا ومشكلات شرق السودان ، إلا ان الحكومة تصدت للمسيرة السلمية بالعنف ، و قتلت(23 ) من المتظاهرين، بينهم طفل، واصيب أكثر من (36 ) باصابات متفاوتة وجروح وكسور ، واعتقلت السلطات المئات من ابناء البجا في مدن شرق السودان في عمليات دهم للمنازل ، وظل (17 ) من قادة مؤتمر البجا داخل معتقلات السلطة لمدة ستة أشهر اطلق سراحهم فيما بعد دون توجيه اي تهم إليهم.
وفي اعقاب فض التظاهرة وقتل المواطنين الابرياء اعلنت الحكومة حظر التجوال في مدن شرق السودان لمدة ثلاثة ايام، وشهدت مدن كسلا واروما وسنكات توترات عنيفة وداهمت القوات الامنية منازل المواطنين واعتقلت عدداً منهم ، ودارت المواجهات في عدد من احياء بورتسودان، من بينها «ديم عرب» و«التقدم» و«دبايوا»، وانتقلت التوترات الى مدن اخرى في الشرق حيث شهدت مدن: كسلا ،وسنكات ،وأروما أحداث مماثلة.
واعترف محافظ بورتسودان (حينها ، السماني الوسيلة ) بان الشرطة «لجأت الى استخدام الاسلحة النارية بعد ان حاولت تفريق المتظاهرين بالهروات والقنابل المسيلة للدموع».
الآن ، وبعد مضي خمس سنوات علي مجزرة بورتسودان ، ما زال البحث جارٍ عن سبل لانصاف ضحايا تلك المجزرة ورد الاعتبار لهم ، وتقديم مرتكبي تلك الجريمة البشعة الي المحاكمة حتي لا تسود ثقافة الإفلات من العقاب . وفي الذكري الخامسة لشهداء مجزرة بورتسودان التي احيتها اسرهم هذا العام في مدينة بورتسودان في التاسع والعشرين من يناير، طالبت اسر الشهداء الحكومة بكشف الجناة ، وبعدم التستر عليهم، ومعاقبة المتسببين في مجزرة التاسع والعشرين من يناير 2005، وطالبوا بكشف نتائج التحقيق الذي أجرته وزارة الداخلية إبان الأحداث.
وكشف متحدث بأسم أسر الشهداء عن جهود دولية تقوم بها أسر الشهداء عبر أبنائها بالخارج في الاتصال بمنظمات حقوقية للدخول عبرها بقضية شهداء 29 يناير لمحكمة الجنايات الدولية بلاهاي. وقال متحدث باسم اسر الشهداء أن الحكومة حاولت إحتواء أمر أسر الشهداء بمنحهم ديات وإغرائهم بامتيازات أخرى فوافقت بعض الاسر ورفضت أخري.
وحذر بيان صادر عن أسر الشهداء الحكومة من التمادي في تجاوز شهداء البجا ، وطالب بكشف الجناة وعدم التستر عليهم وتقديمهم للعدالة وتساءل عن نتائج التحقيق الذي أجرته وزارة الداخلية إبان الأحداث ، وإتهم البيان الحكومة بالعمل على ابادة شعب البجا ومحوهم من الوجود.
الجدير بالذكر ان المنبر الديمقراطي السوداني بهولندا كان قد نظم ، في الخامس عشر من أغسطس الماضي ،ندوة مع مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية حول مجزرتي بورتسودان وكجبار.
في هذا السياق، تحدثت الي الأمين السياسي لحزب مؤتمر البجا الاستاذ عبدالله موسي حول القضية ، فقال : ستظل قضية شهداء البجا قضية مركزية في الحراك السياسي لحزب مؤتمر البجا باعتبار ان هؤلاء الشهداء بذلوا ارواحهم من اجل قضية الحزب وشعب البجا ، واضاف: لن ندع هذه القضية تندثر ، سنعمل علي ان تكون علي سطح الأحداث الي ان يجد شهداء البجا الانتصاف الواجب لهم واللائق بهم ، وكشف موسي عن اشكالات تواجه مؤتمر البجا وتحول دون تقديم مرتكبي تلك الانتهاكات إلي المحاكمة من بينها الحصانات الواسعة الممنوحة لافراد جهاز الامن وقال ان هذا الأمر يجعل من محاكمة مرتكبي الانتهاكات امراً صعباً لكنه غير بعيد المنال، وطالب موسي بضرورة الكشف عن نتائج التحقيقات التي اجرتها السلطات حول القضية ، كما طالب باجراء تحقيق من جهة قضائية مستقلة يثق فيها مؤتمر البجا ، مشدداً علي أهمية تقديم مرتكبي تلك الجريمة الي المحاكمة ، وفي جانب الاهتمام باسر الشهداء قال موسي : عمل مؤتمر البجا علي تكوين منظمة خيرية تعمل علي توفير الدعم الاجتماعي والاقتصادي لأسر الشهداء ، وقال اعدنا تسمية الميدان الذي استشهد فيه هؤلاء الابطال بإسمهم ، وصار اسمه ميدان (شهداء 29 يناير) تخليداً لذكراهم، واضاف : نضغط الآن في اتجاه ان يتم تكريمهم علي المستوي القومي لأنهم شهداء قدموا ارواحهم في سبيل الوطن أولاً والبجا ثانياً ،
وحول مسألة الانتصاف لهؤلاء الضحايا قال موسي ان هنالك خطوات حثيثة تسير في اتجاه الانتصاف لهؤلاء الضحايا ورد الاعتبار لهم ولأسرهم ، مؤكداً ان ملف مجزرة بورتسودان حالياً أمام محكمة الجنايات الدولية بلاهاي .واتهم موسي السلطات بالتماطل وعدم الاهتمام بنشر نتائج التحقيق رغم مضي ثلاث سنوات.
وفيما يتعلق ببحث سبل الانتصاف ورد الاعتبار لهؤلاء الضحايا ، وامكانية تقديم مرتكبي هذه الفظائع للمحاكمة ، تحدثت إلي النائب البرلماني ، ومحامي حقوق حقوق الإنسان الاستاذ صالح محمود ،الذي قال : ان عدم تقديم الجناة الي محاكمة علنية طوال هذه المدة هو تعبير عن ضعف في رغبة القضاء السوداني في القيام بدوره في تحقيق العدالة ، وأضاف : المجزرة التي شهدتها بورتسودان ، واحدة من ابشع الجرائم التي حدثت في تاريخ السودان الحديث ، وكان ينبغي علي اجهزة الدولة ان تعمل علي تقديم المشتركين في هذه الجرائم الي العدالة حتي تطمئن أُسر هؤلاء الضحايا بأن هنالك عدالة وان الدولة حريصة علي إحترام حقوق الإنسان وإرساء سيادة حكم القانون.
وشدد محمود علي أهمية التصدي لثقافة الإفلات من العقوبة ،موضحاً بان الإفلات من العقاب من شأنه أن يشجع المجرمين المحتملين لارتكاب الجرائم كما هو الحال في اقليم دارفور الآن.
وحول طبيعة الاختصاص في مثل هذه الجرائم ، يقول محمود : في مثل هذه الجرائم ينعقد الاختصاص في الاساس للقضاء الوطني ، لكن اذا فشل القضاء الوطني في تحقيق العدالة بسبب عدم استقلال القضاء ، والحصانات ، وطبيعة القوانين المخالفة للمعايير الدولية ، ينعقد الاختصاص لمحاكم اخري. وناشد ذوي الضحايا بمطالبة القضاء الوطني في القيام بدوره، قائلاً : علي ذوي الضحايا الاستمرار في مطالبة القضاء الوطني في القيام بدوره وفي حالة الفشل المطالبة بسبل أخري للإنتصاف باللجؤ للخيارات الاخري المُتاحة.
ها هي خمسة سنوات تمضي علي أحداث مجزرة بورتسودان البشعة التي خلفت عدداً كبيراً من الضحايا ، وكماً هائلاً من الفجائع في قلوب ذويهم ، وما زال البحث جارٍ عن سبيل لانصاف هؤلاء الضحايا ورد الإعتبار لهم ولاسرهم ، خمس سنوات بأحزانها وآلامها مضت وما يزال الملف في ظلمات اضابير الجهات الحكومية التي لم تحرك ساكناً، فمتي نسمع مسئولاً في جهة عدلية يتحدث حول العدالة والانصاف لهؤلاء الضحايا ؟
المصدر ، موقع افهم دارفور
لوحة شرف باسماء الشهداء
...
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
29 ياناير خمس اعوام على مجزرة بورتسودان ومازال القتلة طلقاء | هاشم نوريت | 01-29-10, 02:48 AM |
Re: 29 ياناير خمس اعوام على مجزرة بورتسودان ومازال القتلة طلقاء | محمدين محمد اسحق | 01-29-10, 02:53 AM |
Re: 29 ياناير خمس اعوام على مجزرة بورتسودان ومازال القتلة طلقاء | هاشم نوريت | 01-29-10, 01:26 PM |
Re: 29 ياناير خمس اعوام على مجزرة بورتسودان ومازال القتلة طلقاء | Tragie Mustafa | 01-29-10, 07:06 PM |
Re: 29 ياناير خمس اعوام على مجزرة بورتسودان ومازال القتلة طلقاء | Salwa Seyam | 01-29-10, 07:11 PM |
Re: 29 ياناير خمس اعوام على مجزرة بورتسودان ومازال القتلة طلقاء | هاشم نوريت | 01-31-10, 05:00 PM |
Re: 29 ياناير خمس اعوام على مجزرة بورتسودان ومازال القتلة طلقاء | هاشم نوريت | 01-31-10, 05:02 PM |
Re: 29 ياناير خمس اعوام على مجزرة بورتسودان ومازال القتلة طلقاء | Ahmed musa | 01-31-10, 05:06 PM |
Re: 29 ياناير خمس اعوام على مجزرة بورتسودان ومازال القتلة طلقاء | هاشم نوريت | 02-04-10, 02:45 PM |
Re: 29 ياناير خمس اعوام على مجزرة بورتسودان ومازال القتلة طلقاء | Mohamed E. Seliaman | 02-04-10, 03:00 PM |
Re: 29 ياناير خمس اعوام على مجزرة بورتسودان ومازال القتلة طلقاء | عبد القادر محمد | 02-04-10, 05:46 PM |
|
|
|