في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 10:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-20-2009, 12:01 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة

    في حضرة الشيخين الجليلين
    "أزرق طيبة" و"آخر" !.
    او
    في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (*)
    بقلم / صديق عبد الهادي

    الحلقة الثانية/
    وبعضٌ من سيرة الرجــل/

    في هذا الوقت الذي تُقَدِمُ فيه الحركة الاسلامية السودانية نسخةً جديدةً لنموذجٍ قديم من الدولة الدينية، نموذجٌ تنكفئ فيه الدولة وبكل مؤسساتها على رعاية الظلم والفساد والتجاوز تحت غطاء ديني كثيفٍ زائف، يصبح للشيخ عبد الله "أزرق طيبة" وأمثاله مكانٌ خاص في الافئدة، بل وألقٌ متميز، وذلك ليس بالنظر فقط إلى ما بسطته حركة التصوف من عفةٍ و سموٍ في التدين والسلوك والتعاطي مع خلق الله، وإنما لما قام به الرجل من تأكيدٍ لأنبل قيم الإرث الصوفي، "نجدة الملهوف" و"نصرة المظلوم". كان "أزرق طيبة" وراء فكرة "تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل"، لاجل الوقوف في وجه حملة "الاقتلاع من الجذور"، تلك التي تبنتها وبدأت بالفعل في تنفيذها حكومة الانقاذ فيما يخص إنتزاع مشروع الجزيرة وامتداد المناقل من مُلَّاكِه واهله. إستضاف المؤتمر الاول للتحالف في قرية "طيبة الشيخ عبد الباقي"، وكذلك المؤتمر الاخير في اكتوبر المنصرم، والذي مثَّل دفعاً قوياً لحركة المزارعين في وجهة وحدتهم وتوحيد صفهم.
    للشيخ عبد الله "أزرق طيبة" سيرته الحياتية كبقية الناس، وإن كانت لها ابعادها الخاصة التي لم تنفصل من حقيقة كونه سليلاً لاسرةٍ تٌعتبر، وإن نظرت إليها من كل الوجوه، عميدة لحركة التصوف في بلاد السودان ولقرونٍ خلتْ. فحاضرة "ابو حراز"، ذلك الحضن الصوفي المعروف للعركيين، يرجع تاريخ إنشائهم لها الى سنة 1520م، وعلى ذلك فلنقس ما يبدو مختلفاً في بعضٍ من تفاصيل تلك السيرة.
    بدأ الشيخ عبد الله حياته، وكما ذكر لي، دارساً في الخلوة، ثم إلتحق بكتَّاب الطيبة الشيخ عبدالباقي، اي مدرسة طيبة الشيخ الباقي الاولية، وهنا لابد من الاشارة إلي أن هذه المدرسة قد تأسست في سنة 1908م، أي بعد ثمانية سنواتٍ فقط من إفتتاح اول مدرسة اولية بمدينة امدرمان في سنة 1900م. فبسطوع هذه الحقيقة التاريخية البسيطة، هل يبقى هناك من سببٍ للتساؤل عن تلمس "ازرق طيبة" المبكر، والذي وصل حد "الكشف"، لقضايا اهل الجزيرة و لـ "نوايا" الآخرين؟!. ثمَّ أنه وعلى مستواً آخر، ألا تقف هذه الحقيقة بنفسها دليلاً على خسران الرهان لصانعي سياسة تصفية مشروع الجزيرة، اولئك الذين لم يعطوا للوعي المتجذر في تلك المنطقة وزنه وحق قدره؟!، وعند هذا المقام لا ينتابني اي ترددٍ في السؤال، كم من صانعي سياسيتنا الحاليين يا تٌرى ـ وفي مناطقهم حيث أتوا ـ تسنى لهم التخرج في مؤسساتٍ تعليمية يرجع تاريخ إنشائها إلى العام 1908م؟!!!...عليه، فإن لم يكن، فلقد كانت تلك هي الجزيرة، التي يحاولون فيها الأن التجريب الاخير لسياسة "الإقتلاع من الجذور" التي فشلوا في تطبيقها في مناطق أٌخرى من أرض الوطن!!!.
    أكمل الشيخ عبد الله المرحلة الوسطى في مدرسة ود مدني الاميرية، والمرحلة الثانوية في مدرسة حنتوب على الضفة الاخرى من النيل الازرق... وإني لأعرف تلك العادة "الحميمة" بالنسبة لخريجي مدرسة حنتوب، وهي سؤالهم وفي اي داخليةٍ كان؟ سألت الشيخ عبد الله وبحكم العادة نفسها، فلقد كان من طلاب الداخليات الغربية حيث سكن في داخلية "علي دينار"...وعلى ذكر ذلك، وفي حديثنا، اشرت له بان أخاه "ابو إدريس الشيخ احمد الريح" كان هو الآخر من طلاب الداخليات الغربية، على ايامنا، ولكنه كان يسكن داخلية "ود ضيف الله".
    دخل الشيخ عبد الله جامعة الخرطوم، كلية العلوم/ قسم الرياضيات، وبتفوق، إلا أن تحولاً عاصفاً بدأ يصيب حياته الدراسية في الجامعة، وذلك إثر رحيل عمه "الشيخ حمد النيل" بن "الشيخ عبد الباقي" الذي كان شيخاً للسجادة العركية وللطريقة القادرية آنذاك. ومن ثمَّ توَلِي ابيه "الشيخ احمد الريح" بن "الشيخ عبد الباقي" لشئون خلافة السجادة العركية وطريقتها القادرية، والتي لم يستمر فيها لاكثر من سنةٍ واحدةٍ وثلاثة أشهر ليرحل الي رحمة مولاه في العام 1965م. وقتها كان الشيخ عبد الله طالباً يؤدي الامتحانات النهائية للسنة الثانية في قسم الرياضيات بكلية العلوم، وقد قرر في ذلك الوقت بالتحديد، حسب قوله، أن يضع حداً لدراساته ومن ثمَّ العودة إلي قرية "طيبة الشيخ عبد الباقي" بغية الوقوف إلي جانب أخيه "الشيخ أبو عاقلة" الذي جاء خلفاً لوالدهما "الشيخ احمد الريح" ليتولى سجادة العركيين والطريقة القادرية. ولقد كان قرار الشيخ عبد الله بقطع الدراسة والعودة إلي "طيبة الشيخ عبد الباقي" نابعاً من قناعته بأن إدارة شئون المسيد والمسجد كانت تحتاج إلي جهده اكثر من أي شيئٍ آخر بما ذلك دراسته الجامعية.
    بعد نهاية الامتحانات وظهور النتيجة في كلية العلوم، لم يرد إسمه ضمن الطلاب الناجحين، او الراسبين ولا حتى من بين اسماء الطلاب الذين لديهم ملاحق بإعادة الامتحانات!!!، وذلك بالطبع وضعٌ غير مألوف!!!.:ـــ
    "ذهبتُ إلى إدارة شئون الطلاب ـ والحديث للشيخ عبد الله ـ مستفسراً عن وضعي لانني اعلم جيداً أنه وبحسب أدائي للامتحانات في بعضٍ من المواد كان أن تعمدت الرسوب حتى يتسنى لي ترك الجامعة وبطريقةٍ مسببة، إلا ان شيئاً من ذلك لم يحدث!!!. ولقد كان لادارة الكلية رأيٌ آخر، حيث أخطرني عميد شئون الطلاب آنذاك واسمه "عثمان"(**)، فيما اعتقد، بان إدارة كلية العلوم رأت ان يتم البحث في امري لأن ادائي كطالب كان متميزاً دائماً وحتى في بعض مواد السنة موضوع الاستفهام. وقد توصلت الكلية إلى ان هناك ثمة مشكلة يجب سبرها ومعالجتها!!!."
    حاجج الشيخ عبد الله الادارة، حسب قوله، بانه يحتاج قطع دراسته لاجل العمل لمساعدة اسرته، فما كان من الادارة إلا وان قطعت عليه حجته بعرضها له منحةً وقدرها عشرون جنيهاً، وهو ما يعادل المرتب الذي يمكنه الحصول عليه حال استوظافه، وقتها، لو انه ترك الجامعة.
    يبدو أن كلاً من الادارة والطالب كان ينظر إلى الامر من زاويته التي تعنيه، وهما زاويتان مختلفتان تماماً. إدارةٌ تبدي حرصاً أكاديمياً ومهنياً رصيناً للاحتفاظ بطالبٍ نابهٍ، والطالب على الجانب الآخر تشده الرغبة في الإقتفاء المبكر لاثر الاسرة الصوفي الذي يضرب عميقاً في التاريخ ولمئات السنين. وما اضحى للطالب ـ الشيخ عبد الله ـ من بدٍ غير ان يقدم إستقالته من كلية العلوم قسم الرياضيات ويُسلم ما لديه من كتبٍ وممتلكاتٍ وعُهدٍ تخص الجامعة ويخرج من ابوابها إلى غير رجعة، وليدخل بوابة المسيد في "طيبة الشيخ عبد الباقي" إلى غير خروج، بل وإلى ان تولى شأن السجادة العركية والطريقة القادرية بعد رحيل أخيه "الشيخ ابو عاقلة" في العام 1990م.
    ومما لاشك فيه أن تلك السيرة ستكون فاقدةً لحقيقةٍ ومدماكٍ أساس من مرصوص بنيانها، وتلك الحقيقة هي أن للشيخ عبد الله "أزرق طيبة" آراءه السياسية وإلتزامه. وذلك مما هو مؤكدٌ، وإلا لما كانت له تلك المواقف الواضحة تجاه قضايا المزارعين وهموم اهل مشروع الجزيرة. وذلك، بالقطع، مما سنتناوله لاحقاً.
    هذه إضاءة على بعضٍ من سيرة الشيخ "أزرق طيبة" كما رواها بنفسه. وهي سيرةٌ، ومما هو معلومٌ، لم تكن بمنأى عن أدواء نسج خيال الآخرين وأهوائهم، إن كان بقصدٍ او بغير قصد. نسجٌ قد يكون أن وقع لبعض من محترفي السياسة في "جرح"!!!، وذلك لشعورهم المرير بطغيان دولة الاسلام السياسي الظالمة، وقد يكون ان مثَّل، في الوقت نفسه، لأولئك الذين هم على الضفة الاخرى نكاية سياسية مبتغاة، بحسب مواقف الرجل الصارمة وغير المهادنة ضد الظلم وإنحسار العدل.
    علي اية حال، إن كان هناك من جرحٍ واحدٍ موجعٍ قد يلمسه الجالس إلى الشيخ "أزرق طيبة"، هو إحساسه العميق بما آل اليه حال الناس في مشروع الجزيرة، والذي هو صادقٌ، دون مخالجةٍ للشك، في إهتمامه به وحديثه عنه وتألمه له.
    في الحلقة القادمة/
    ماذا في تلك الخلوة العتيقة؟...
    وكذلك تفاصيل رواية الشيخ لمحاولة إغتياله!!!.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (*) جريدة أجراس الحرية في يوم 20 ديسمبر 2009م.
    (**) حاولت البحث في الموقع الاليكتروني لجامعة الخرطوم للحصول على الاسم الكامل لعميد شئون الطلاب آنذاك، إلا انني لم اوفق في ذلك، فعذراً.

                  

12-21-2009, 09:17 AM

السيد أحمد إبراهيم
<aالسيد أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 09-25-2009
مجموع المشاركات: 423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: صديق عبد الهادي)

    Quote:
    إن كان هناك من جرحٍ واحدٍ موجعٍ قد يلمسه الجالس إلى الشيخ "أزرق طيبة"، هو إحساسه العميق بما آل اليه حال الناس في مشروع الجزيرة، والذي هو صادقٌ، دون مخالجةٍ للشك، في إهتمامه به وحديثه عنه وتألمه له.

    أستاذنا / صديق عبد الهادي

    هذا هو بيت القصيد . .
    وهذا من ما يزيد حبنا لأزرق طيبة ويزيد ثقتنا
    في في أن حقوق البسطاء ستعود طالما وراها أمثال
    الشيخ أزرق طيبة والمثابرين على عكس الواقع ( المأساة )
    في إنتظار البقية من سيرة الشيخ العطرة .. وفي إنتظار
    لنعرف كيف وصل الحال بالناس في الجزيرة الخضراء التي أطعمت
    السودانين طوال عقود ولم تجد إلا النكران والجحود والظلم وتشريد
    وتجويع أهلها .
                  

12-21-2009, 09:41 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: السيد أحمد إبراهيم)

    Dear Siddig
    Greeting from Beirut
    I wish I have an Arabic keyboard to comment about your important message, and about my recollections of the two days that I have stayed in Shaikh Abdullah's guest house with our muntual friend, the journalist Haj Warag, Izhari Elhaj, and the Egyptin journalist Asma Elhusseiny in 2002. Beside his deep concern about the peassants, and the land- tenure relationship in Gezira project, Shaikh Abdullah has also strong opinion against militant Islamic organizations which use terror, and violence as tactics in its political activities.
    Regards to your family
                  

12-22-2009, 01:00 AM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: Elmoiz Abunura)

    الاخ السيد احمد إبراهيم
    تحية و سلام

    الشكر الجزيل على المرور والكلمات الطيبة. مثلي وجميع الناس كنت اسمع عن الشيخ ازرق طيبة إلى ان إلتقيته، فهو رجل شجاع ومتسق مع نفسه فيما يقول. واتمنى ان تعكس كتابتي عنه جزءاً ولو يسيراً من ذلك.
    الشكر مرة ثانية لمرورك، وارجو متابعتك لهذه السلسلةالتي هي في سبيل التصدي لواحدة من اكبر قضايا السودان المعاصر الا وهي بيع مشروع الجزيرة ومحاولة تشريد اهله كما ذكرت انت في مداخلتك.
    اسمح لي ان اعرض الحلقة الاولى التي فات عليّ عرضها في الموقع حتى يكون تسلسل المقالات مكتمل.

    مودتي،

    صديق.


    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    في حضرة الشيخين الجليلين
    "أزرق طيبة" و"آخر" !.
    او
    في مآل الحال لدى أهل الجزيرة
    بقلم / صديق عبد الهادي
    الحلقة الاولى/
    مقدمة/
    عدتُ إلى السودان قبل يومين من عيد الأضحى لزيارة الاهل في الجزيرة بعد رحيل الوالد عبد الهادي خير السيد ود اب عشرة، تغمده المولى بوافر رحمته، الذي قطع، وإلى جانبه الوالدة فاطمة بت ابراهيم يس، أطال الله عمرها، رحلة حياتية طويلة زوًّدتها هي بصبرها وهدوئها الدمثين، وعمَّرها هو بصرامةٍ وجودٍ فائضين. رعيا فيها ثمانيةً من الابناء والبنات غير أولئك الذين رحلوا "سلفاً"، كما يقول اهلنا في الجزيرة في مواساتهم عند فقدهم للاطفال. رحلةُ شهدا فيها ليس الاحفاد لوحدهم وإنما نبت الاحفاد من البنات والأبناء.

    وكدأب اهلنا في الجزيرة، فإنهم عادةً ما يستقبلونك بحفاوةٍ دافئة. ودائماً ما يسألونني "ما نسيت الناس، الحكاية شنو؟"!. وهي، بالقطع، ليست فراسة حاشا و كلا، فهي ليست سوى انني ومنذ ان كنت تلميذاً داخلياً بالمدرسة الاولية ـ المناقل الغربية ـ وإلى ان تخرجت في جامعة الخرطوم لم اقض إجازة، ولو واحدة، خارج القرية ـ العقدة ـ و لا عيداً واحداً إلا بعد هجرتي من السودان. وبالتالي، فالذاكرة غير مصنوعة وإنما هي مجبولة من طينة المعايشة وحمئها المسنون.
    عدتُ، ولكن، هذه المرة الجزيرة ليست هي الجزيرة، حيث ان المشروع يكاد ان يطويه الآن طغاة "المؤتمر الوطني"، ومنتفعوه وسمساروه كـ"السباتة" الهارئة، بعد فراغهم من صلاةٍ "كاذبةٍ" "دامية" لا "جلوس" فيها، ولا "تشهد" ولا "دعاء" !!!.صلاةٌ خاوية من "الرحمة" !!!.

    كنتُ عازماً على ان اقف، في زيارتي هذه، على احوال الناس والمزارعين في مشروع الجزيرة، بعد ان قررت الحركة الاسلامية الدولية ورأس رمحها "المؤتمر الوطني" القضاء على المشروع مرةً وإلى الابد. وعازماً في ذلك على الإلتقاء بالناس وبقادة تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل، وفوق كل ذلك كان يئن كاهلي بمحمول الرغبة الاكيدة في الإلتقاء بذلك الصوفي والشيخ الجليل الذي أثار، وفي وقتٍ باكر، الاسئلة النضيدة والشك ا########دحول نوايا ومسلك الاسلامويين تجاه مشروع الجزيرة. فلقد قصدتُ الالتقاء بالشيخ عبد الله بن الشيخ احمد الريح بن الشيخ عبد الباقي بن الشيخ حمد النيل بن الشيخ احمد الريح بن الشيخ محمد بن الشيخ يوسف اب شرا. واوقف "الحد" عند "طندبة" الشيخ يوسف اب شرا، لانني سأعود اليه لاحقاً.

    وكان لي ما اردت حيث التقيت بالناس وبالمزارعين وبالشيخ عبدالله المعروف بـ "أزرق طيبة" ، و عن طريقهم جميعاً إلتقيت، وعن قرب، بالشيخ الفتي الذي ما زال يذخر بالكثير من العافية إن هم تركوه لأهله. تعرفت على مشروع الجزيرة، وإقتنعتُ بضرورة تنوير الناس به وبوجوب الإستماتة لاجل بقائه في حوذة أهله، بعيداً عن اطماع الرأسمالية الإسلامية الطفيلية واحلامها الوضيعة وغير المشروعة في الإستيلاء عليه.

    وسيكون كل ذلك هو موضوع هذه السلسلة من المقالات. ولا يفوتني ان أُذكر بانني قد إستأذنت الشيخ عبدالله، "أزرق طيبة" في امر الكتابة عن ذلك اللقاء به، وقد وافق مشكوراً، فله تقديري وإعزازي.

    (عدل بواسطة صديق عبد الهادي on 12-22-2009, 01:13 AM)
    (عدل بواسطة صديق عبد الهادي on 12-22-2009, 05:44 PM)

                  

12-22-2009, 06:23 AM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: صديق عبد الهادي)

    شكرا ياصديق.
    مرحب بعودتك...وتحية لأهلنا فى الجزيرة ...
    من أزرق طيبه ألى العليش الى ...حليمه!
                  

12-22-2009, 07:01 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: صديق عبد الهادي)

    يآآآآآآآآآآآه
    كتابة ماتعة
    طاعمة ( طعامة) تربة الجزيرة
    خضراء خضرة حقولها
    فيها من صدق ( الصديق ) ذلك الفتى الأسمر
    الذي أسرنا زماناً ونحن في مراحل تجميع المعلومة وتكوين الوعي في ساحات جامعة الخرطوم
    لم نكن نقف تماماً في نفس المعسكر الذي يتبنى هو رؤاه لكننا مع ذلك كنا نعجب بصدقه في رؤاه
    وبتلمضه في ما يرى من مفاهيم
    لذلك كنت ترانا نفتش ( قهوة النشاط ) شبر شبر لنحظى بحضور ( اركان النقاش ) التي يقيمها،
    أو عندما نجده ملاقحاً للجمهوريين فكرة بفكرة في أركان نقاشهم .
    ثم هى كتابة
    فيها من عبق الصوفية الأخاذ ولطيف إشاراتها
    ونترك عمداً ( أسرارها ) فلسنا حتماً من أولئك المصطفون بها
    وحتى هؤلاء تباح دماؤهم إن هم باحوا بها

    لكننا سنظل بحول الله هنا

    " أمتع نفسي بالدهشة "

    _______________________

    أخي صديق

    رحم الله تعالى الوالد وغفر له
    وجعل الجنة متقلبه ومثواه

    ثم

    سلامات وأشواق
                  

12-22-2009, 08:48 AM

عبدالله ود البوش
<aعبدالله ود البوش
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 6700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: عاطف عمر)

    الاخ صديق عبدالهادي

    احسن الله عزاكم في فقد الوالد العظميم عمنا عبدالهادي
    وربنا يجعله من اصحاب اليمين ويلزمكم الصبر الجميل .
    ياخوي ماك قاعد شوية في البلد والله كان لقينا لينا اتنين تلاتة
    زيك كدي نطمئن على اهلنا المساكين ديل ..... الكيزان ديل شداد خلاس
    شردوا الناس المفتحين وانفردوا باهلنا المابعرفوا غير حاضر ياسيد ....
    جناية لود النمير راسو قد المدير قالو كدايا من كدايا بدلا ما اقولو حاضر
    يا سيد كمان قالو كداي من كدايا ( يعني عاكسو ) اخا الخترا قام رفدو .....
    اها المعاكسين ديل كلهن طفشوا وخلوها بريدة بروب اخمجوا والغفوا ( اخمجكن خالي الماحي ) ..
    والله آ الصديق بقينا معولقين ساي لانافعين كدي ولا كدي ....
    لا قعدنا مع اهلنا ولاجبنا ليهن عمار ... ولا ود عماري ....
    ياخوي كان صادي راجع ربي ليك انتين تلاتة عشان امسكوا العقب
    وابقوا للناس ديل في حلقن ما اقتسوا حجر المشروع والله قعدتين تلاتة منك
    في ضللة العقدة ام شارع دي تجيب خبرن ..
    اشتهد آ اخوي في ايماك القاعدين ديل ما تستهونن خاسة كان معاك
    خالد عبدالباقي انتو ناس كلمتكن مسموعة في اضان
    شباب العقدة ام شارع ام طمبورا قارع ...
    ونلتقي ....
    عبدالله ود البوش ـ العتامنة _ جيرانكن بالكنار بالكنار


    التعديل من السطور الطويلة البتوجع الرقبة للسغيرة
    سو كدي برضك آ الصديق

    (عدل بواسطة عبدالله ود البوش on 12-22-2009, 08:55 AM)

                  

12-22-2009, 09:23 AM

جعفر محي الدين
<aجعفر محي الدين
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 3649

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: عبدالله ود البوش)

    الأخ الكريم صديق عبد الهادي
    Quote: ولكن، هذه المرة الجزيرة ليست هي الجزيرة، حيث ان المشروع يكاد ان يطويه الآن طغاة "المؤتمر الوطني"، ومنتفعوه وسمساروه كـ"السباتة" الهارئة، بعد فراغهم من صلاةٍ "كاذبةٍ" "دامية" لا "جلوس" فيها، ولا "تشهد" ولا "دعاء" !!!.صلاةٌ خاوية من "الرحمة" !!!.

    بالفعل هم كذلك يتعاملون مع عظام الأمور وكأنها لا شيء ... لكم الله أهلي في جزيرة الخير والعطاء والنماء
                  

12-22-2009, 02:24 PM

Mohamed Salih Dafalla

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 57

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: جعفر محي الدين)

    يرفع البوست عشان خاطر ناس الجزيرة وعشان اهميته لمواطن الجزيرة
                  

12-22-2009, 07:36 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: Mohamed Salih Dafalla)

    صديقي الاستاذ المعز ابو نورة
    التحايا الكبرى
    وينك يا رجل؟ اتمنى ان تكون والاسرة بخير.
    الشكر الجزيل على دخولك البوست وكذلك على اشراكك لنا في ملاحظتك عن الشيخ "أزرق طيبة"، وهو رجل زي ما بقولو اهلنا "ما ساهل"...بالطبع بيكون كويس لو انك اشركتنا معك في مجريات اليومين اللي قضيتوهم في ضيافته، وهي بالتأكيد اكتر من الست ساعات ونص التي امضيتها واصدقائي معه.

    ارجو متابعتك لما يأتي من حلقات.

    تحياتي للدكتورة والاولاد...ومقدماً كل كريسماس وانتو طيبين وكل سنة والعالم اكثر أمناً.

    مودتي،

    صديق.
                  

12-22-2009, 11:20 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: صديق عبد الهادي)

    العزيز الفنان خالد كودي صاحب الفرشاة الجريئة البليغة...الشكر الجزيل، والتحية بالفعل لكل الذين يقفون الى جانب فقراء المزارعين في الجزيرة.

    مودتي

    صديق.
                  

12-23-2009, 08:15 AM

عبدالله ود البوش
<aعبدالله ود البوش
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 6700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: صديق عبد الهادي)

    والله البوست دا عاجبني عجب كلما يحتل ادي رفعة
    مرة بتلاتة ...... سفر .... ومرة بـ 44

    DSC00055.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    ميتة بتعرفو آ الصديق قال مرة جيت من تلاتة سفر
    دخلت الحلة كان لاقتني العنز اقول ليها زيك آ خالتي ... هيغ ... زمن
                  

12-23-2009, 08:32 AM

عبدالله ود البوش
<aعبدالله ود البوش
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 6700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: عبدالله ود البوش)

    شفت اللوري الفوق دا البطلع العالي واتدلى بالدقداق
    دا جاي من اب عدارة وماش تلاتة سفر ....
    البصل اب حلوق حليل معتوق
    والمريسة ضوق ضوق حليل معتوق
    .
    .
    .
    اسع قرفة بصلة ذاتو ما فضلت للشعب الفضل
                  

12-23-2009, 01:15 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: عبدالله ود البوش)

    الباشمهندس عاطف
    تحية و سلام
    شكراً على القراية "القراية" والكلام الطيب.
    تعرف يا عاطف الصوفية ظلت جزء اصيل من لحمة النسيج الاجتماعي في الجزيرة ومن سداتو، بالرغم من التطور غير المسبوق الذي احدثه مشروع الجزيرة منذ ان تمّ إنشاؤه. وفي إعتقادي إنو الشيخ ازرق طيبة مهموم بإبقاء تلك الاصالة...تلك فيما ارى انها نظرة تنطوي على قدر كبير من الادراك...بل و"الكشف" إن شئنا الدقة!!!.

    تحياتي للاسرة

    مودتي

    صديق.
                  

12-24-2009, 01:41 AM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: صديق عبد الهادي)

    اخونا عبدالله ود البوش
    تحايا كبرى

    الشكر على كلماتك الصادقة لمواساتنا في فقد الوالد. وشكراً على فيوضك في شأن الجزيرة، والله لى الشايفو انا دا تلاته "سِفر" ذاتا ما تلقى منا غير السفر والذي سيصبح في اقصى الشمال، كما عجبك!!! يا اخي ناس الجبهة ديل اعلنوا حرب طاحنة على ناس الجزيرة، وبحلف ليك والله حرب راسا عديل وحتقضي على اليابس الفضل لانو الاخضر دا من زمن إنتهوا منو...ولكن ما بيبلعوا المشروع بي ساهلة...لانو حيبقى ليهم بي "اربعاء وعقاب شهر"!!! وله رايك شنو؟
    العقدة اياها ذاتا العقدة ام شارع وام طنبوراً قالع.

    كل العشم في متابعتك لهذا البوست

    تسلم،

    صديق.
                  

12-30-2009, 04:38 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين...;أزرق طيبة ; وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: صديق عبد الهادي)

    في حضرة الشيخين الجليلين... "أزرق طيبة" و آخر!
    أو
    في مآل الحال لدى أهل الجزيرة
    صديق عبد الهادي
    الحلقة الثالثة

    عن الخلوة العتيقة ومحاولة الإغتيال/

    لا تبعد كثيراً من الطريق العام، المعروف بشارع مدني، وإلى الغرب منه ومن النيل الازرق، وتكاد ان تكون في محازاة "ابو حراز" التي هي على الجهة الاخرى من النيل، اي جهة الشرق. فـ"طيبة الشيخ عبد الباقي" وبرغم ذلك القرب لم تفقد خاصيتها ونكهتها كقرية من قرى الجزيرة التي تحيط بها الحواشات والترع. تصل في عكسها الملامح المتشابهات بين قرى الجزيرة للحد الذي يجعل المرء يعتقد بانه مدركٌ لطريقه وسط بيوتها من غير هادٍ او دليل، ولو كان ذلك هو قدومه الاول إليها.
    اسسها الشيخ يوسف اب شرا على نهايات دولة الفونج وافولها. تميز الشيخ يوسف اب شرا من بين مشايخ الطريقة القادرية ليس بالعلم والتفقه فحسب وإنما بحبه لفضيلة العمل، فلقد كان يزرع الاراضي و"البِلْدات" في المنطقة ما بين طيبة الشيخ عبد الباقي ومنطقة الحوش، بما فيها، والحديث للشيخ عيد الله، المنطقة التي يقوم عليها "مكتب تفتيش حمدالنيل". ومعلومٌ، ان زرع الشيخ يوسف اب شرا كان وقفاً للسابلة والمعدمين، وتأكيداً جاء عنه في "طبقات ود ضيف الله" "ومكث نحو خمسة وستين سنة بعد ابيه في التدريس وسلوك المريدين. وأعطاه الله القبول التام عند الخاص والعام. وأقبلت عليه الدنيا فمسكها ظاهراً لا باطناً. ومع ذلك فيه نقابة للطلبة ويكسي العريان ويطعم الجيعان ويعين على نوايب الدهر ويحمل الكل ويواصل ارحامه. وإذا سمع من احد تغير خاطر فيبذل له المعروف حتى يرضيه ويقبل عليه.
    وكان صاحب فطنة ومعرفة ودراية بالفتاوي والاحكام.....توفي الشيخ يوسف سنة الف ومايتين وسبع عشر رضي الله عنه وعن الاولياء اجمعين ونفعنا بهم دنيا وآخرى آمين" (طبقات ود ضيف الله، تحقيق د. يوسف فضل، دار التأليف والترجمة والنشر جامعة الخرطوم، الطبعة الرابعة سنة 1992م، ص 374).
    جاءت الشركة الاستعمارية المعروفة بـ "شركة السودان الزراعية " في سنة 1911م، وبعد مئات السنين لتبدأ مشروع الجزيرة بزراعتها التجريبية لمساحة وقدرها 250 فدان في نفس المنطقة، وهي منطقة "طيبة الشيخ عبد الباقي"، حيث كانت المهد الذي خرج منه ذلك المشروع العملاق، والمعروف بمشروع الجزيرة.
    في الزيارة لـ "طيبة الشيخ عبد الباقي"، كنتُ في الصحبة والرفقة الخيرة للصديقين "الخليفة" مكي سعيد والاستاذ جلال علي عبد الله. فمن الباحة التي تفصل بين منزل الشيخ "أزرق طيبة" والمبنى الذي يطلق عليه القصر يقودك الشارع، الذي يتعرج خفيفاً بين البيوت التي تربض مجانبة المسيد، يقودك إلي تلك الخلوة التي ترجع في وجودها إلي حياة الشيخ عبد الباقي بن الشيخ حمدالنيل، وهي تحمل بين اعطافها من عبق الزمن ما يفوق المائة عام، يبين ذلك من بنائها وتكوينها وغور ما بعد "عتبات" مداخلها. جموعٌ حاشدةٌ ووجيدة من المريدين والزوار، يضيق بهم المكان. لم اكتف بحصيلة البصر، وإنما مسستُ بيدي لطيفاً على ابوابها الخشبية وقد تبدَّى لي ملمسها، من فرط التدافع الحميم للناس وإحتكاكهم المتكرر بها، تبدَّى كملمس حبات سبحة "البقس" العتيقة!!!.
    يجلس الشيخ عبد الله أرضاً في ردهةٍ تبدو اوسع من تلك التي عند المدخل، وحوله عدد كبير من الزوّار والزائرات. يسمع في أناة وصبر لاناس تأخذ بتلابيبهم ربقة الفقر..." يا شيخنا ما في حاجة ما عملتها، سرقة سرقت...قلع قلعت ونهب نهبت، والحال في حالو"، وضوحٌ وإعترافٌ على الملأ...شفافيةٌ تنتقص عتاة "التوجه الحضاري"!... فيرد الشيخ "دا كلو ما تعملو...ادوهو الفاتحة"، فيرفع الجميع ايديهم تضرعاً وتضامناً . إن ما يهمني في هذا الامر، وهو بالقطع جديرٌ بالتوقف، هو ان مواقف الشيخ "ازرق طيبة" تجاه الفقر والفقراء وخاصةً في مشروع الجزيرة ذات صلة وثيقة بمثل هكذا معايشة، وكذلك لصيقةٌ برؤيته رؤية العين المجردة للفقر يمشي على قدمين!!!، وتلك تجارب، بالتأكيد، لم يخبرها ولم يتوفر عليها سعاة الإنقاذ الذين يعاقرون "السمسرة" ويلازمون "الجوكية"!!!.
    يجلس مباشرةً امام مدخل "الغرفة" "الخلوة"، مدخلٌ تزينه "الله نور السموات والارض". قد يلاحظ الزائر الذي يخصه الشيخ بالجلوس داخل "الخلوة" ان الآى الكريم على جدرانها قد توزع ما بين "الصبر" و"الرحمة" و"الذكر"!. ومكتبة عامرة بداخلها، تحتويها خزائن للكتب رمادية اللون، غامقة ...زجاجية الواجهات. لم أقو على المقاومة، إختلستُ النظر الى محتويات الخزائن، فكانت تضم اسفاراً شتى في السيرة النبوية الشريفة، والفقه، والحديث، والتاريخ الاسلامي، بل انني لحظتُ النسخ العديدة من "مصحف أفريقيا" التي إزدانت بها المكتبة. وأباريقٌ للوضوء متمايزات، مرصوصةٌ على رفٍ عالٍ كاد يلامس "عرش" الخلوة. ويبدو من صنعتها وتصاميمها انها تنتمي إلى فتراتٍ وعصورٍ مختلفات.
    مما لا شك فيه ان اللوحة في الاطار الزجاجي الضخم علي الجدار الغربي من الخلوة تشدُّ الانتباه و تسترعاه، فلقد رأيتُ محتوياتها في رسالة إليكترونية كان ان بعث لي بها احد الاصدقاء يوماً ما، فهي تحتوي على صورٍ فوتوغرافية لمتعلقاتٍ تخص الرسول (ص)، وهي موجودة في احدى المتاحف في جمهورية تركيا، وتشتمل على رداءٍ وحذاء واداوات اخرى متعددة. رأيتُ تلك اللوحة من قبل ولكن ليست بتلك الضخامة والوضوح. وعلى الجانب الآخر لوحة مكتوبة بخطٍ انيق توضح تسلسل خلافة السجادة والاسرة العركية. وهناك كذلك لوحة اخرى تضم صوراُ لعدد من مشايخ الطريقة القادرية من بينهم الشيخ عبدالله نفسه، ويبدو فيها اكثر شباباً، والشيخ ابو عاقلة، ووالدهما الشيخ احمد الريح، وهو رجلٌ يتمتع بطغيان ملامحه السودانية الافريقية، وبشكلٍ مائزٍ على ما عداها. في إحدى محادثاتي مع الشيخ "أزرق طيبة" كسرتُ حاجز الكلفة و سألته بلهجةٍٍ من لغة اهل الجزيرة الدارجة "الدارجة" :
    "يا شيخ عبدالله عاوز أسألك، إتو الخُدرة الشديدة دي جبتوها من وين؟"، فاجابني بتلقائية ممتنعة :
    "يا أخي الشيخ احمد الريح زول أخدر شديد...وبعدين يا اخي دا السودان".
    بالفعل هذا هو السودان، الذي يحاول الموتورون صبه عنوةً في أقانين عنصرية وجهوية ضيقة، وتضيق اكثر كلما إقتربوا أكثر من الاستئثار المطلق بمقدراته.
    خلف الشيخ عبد الله، وحيث يفترش ارض خلوته، توجد شهادة لا تخطئها العين، وهي شهادة تسجيل "الحزب الوطني الاتحادي". امرٌ يستوقف المرء ملياً، سيما وان واحدة من الحقائق الراكزة هي ان قدراً كبيراً من عافية السودان السياسية تكمن، ولحدٍ كبير، في "وحدة الحركة الاتحادية". وقد يكون عصياً على النسيان أنه وفي زمن الديمقراطية الثالثة لم يخرج من بين "شقوق" جدران "الحركة الاتحادية" سوى بعض من الغرس المُر لحصول الحركة الاسلامية الفاشية على بعض من مقاعدٍ عن دوائرٍ هي إتحاديةٌ في اصلها!!!..مقاعدٌ فشلت، بالاضافة الي حصيلتها الاخرى من المقاعد، في ان تُقعدها من جريمة الانقلاب على الديمقراطية!!!.
    الشيخ عبد الله رجلٌ إتحادي ووحدوي، لا حزب يعلو على إنتقاداته او ملاحظاته، خاصةً فيما يتعلق بالموقف من امهات القضايا. حين كنا نتحاور حول مشروع الجزيرة فور إلتقائي به، حسبت انه قد تخرج في كلية الاقتصاد، وذلك لتماسك معلوماته وتحليلاته للاوضاع في المشروع، وربطها بتاريخه وبما هو ماثلٌ اليوم. كان يتحدث بلغة الارقام وبنسبٍ مئويةٍ، وذلك بالطبع موردٌ صعب لا يرده إلا ارباب التخصص وطفيفاً جداً، بل وانهم لا يفرطون، احياناً، في سانحة تفاديه.
    ومن المسائل التى يعالجها في حواره وبوضوحٍ نافذ هو ما ترتب على إلغاء سلطة الانقاذ لدور الدولة في دعم الخدمات الحيوية التي تهم الفقراء على المستوى العام قبل غيرهم، مثل التعليم والصحة وغيرهما. وهنا وفي خطوة ابعد في ذات المنحى تحضرني الملاحظة الذكية التي اوردتها الدكتورة فاطمة بابكر في كتابها الموسوم "الرأسمالية السودانية"، حين اشارت إلى حقيقة ان تلك الخدمات قد اصبحت مصادر لتراكم رأسمال حزب الحركة الاسلامية بفضل خصخصتها.
    حين تطرقنا لحادثة ومحاولة إغتياله، لم يتحدث عنها الشيخ عبد الله بنفس الاهتمام الذي كان يوليه للقضايا الاخرى، خاصةً حينما وصل في سرده ليقول "والله خيط ما قطعو"، في إشارةٍ، بالطبع، الى التقليل من آثار فعل الشخص الذي قام بمحاولة إغتياله!!!.
    "كنت اتوضأ، فسمعت حركة من خلفي، إلتفت فوجدت شخص يقف على مسافة مني وشايل ليهو جريدة ملفوفة في يدو. سالتو يا زول داير شنو؟ قال لي دايرك انت، قلت ليهو طيب خليني اكمل الوضوء واجيك، وبالفعل كملت الوضوء ومشيت عليهو وقلت ليهو داير شنو؟ قام قال لي داير اقتلك. قلت ليهو ليه؟ قبل دا قتلت ابوك ولا امك؟. في الاثناء دا طلع السكين وحاول يضربني في الجهة اليسرى. مسكت يدو، والله خيط ما قطعو!!!. عاينت ليهو كان مرعوب وفي عيونو شئ من الندم. قمت قلت ليهو ما خلاص قتلتني تاني في شنو؟ تعال معاي. في الوقت دا كان في ناس من جماعتنا جنب الصهريج شافونا و جووا علينا، وقلت ليهم الزول دا عندو سكين، ما تضربوه بس سلموه للشرطة. وبالفعل قاموا بتسليمو لناس الشرطة. ناس الشرطة حاولوا ياخدو منو معلومات ولكنو رفض يتكلم وفي النهاية قام بكتابة رقم تلفون، وكان دا تلفون زوجتو. ناس الشرطة سألوها بطريقة مختلفة. قالوا ليها زوجك وين؟ قالت ليهم خرج. وسألوها هو كيف؟ قالت ليهم هو كويس اليوم مشى المدرسة وجاء راجع (*)، وقالوا ليها انو عندهم طالب داير دروس خصوصية، فأكدت ليهم بانها ستخبرو بذلك.
    تمّ ترحيل الراجل الى مدني، وعلمنا بعد ذلك انو قد تمّ تحويلو إلى سجن كوبر في الخرطوم.
    في بنت استاذة جات وقالت إنو الرجل دا قبل كم يوم كان شايل ليهو سكين وقابلو "فلان" وسألو عن السكين فقام قال ليهو داير اقتل الشيخ. فحاول "فلان" ان يأخذ منو السكين ولكنو جدعا فوق سقف البيت. وبالفعل ناس الشرطة جووا طلعوا فوق البيت ووجدوا السكين التي تحدثت عنها الاستاذة.
    طبعاً هم قالوا انو مجنون لكن والله انا خايف عليهوالناس ديل يقوموا يجننوه".(إنتهى)
    هذه هي إفادة الشيخ عبد الله عن حادثة محاولة إغتياله.
    في الحلقة القادمة/
    وماذا عن جريمة إغتيال وتصفية مشروع الجزيرة؟

    (*) الشخص الذي تهجم على الشيخ "ازرق طيبة" يعمل استاذاً لتدريس اللغة الانجليزية في إحدى مدارس مدينة ود مدني.
    (صحيفة أجراس الحرية 30 ديسمبر 2009م).
                  

01-04-2010, 07:26 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين...;أزرق طيبة ; وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: صديق عبد الهادي)

    Quote: هذه هي إفادة الشيخ عبد الله عن حادثة محاولة إغتياله.
    في الحلقة القادمة/
    وماذا عن جريمة إغتيال وتصفية مشروع الجزيرة؟


    بانتظار حضور أخي صديق ..
                  

01-05-2010, 06:29 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين...;أزرق طيبة ; وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: فتحي الصديق)

    الاخ فتحي الصديق
    تحية وسلام

    الشكر الجزيل على المرور.
    هذا الموضوع مكوّن من عدة حلقات، الحلقة الرابعة جاهزة إلا اننا مقيدين بالشروط للنشر من قِبل "جريدة أجراس الحرية"، ومن ضمنها الا يتم نشر اي حلقة في المواقع الاليكترونية إلا بعدان تقوم بنشرها الجريدة وطبعاً دا بيتم اسبوعياً. وسوف اقوم بالمساهمة في الحوار بعد نهاية الحلقات تفادياً للتكرار.
    الحلقة الرابعة ستكون في يوم غدٍ إن شاء الله.
    و زي ما انت عارف انو موضوع الجزيرة دا حيكون ما اقل من القضايا الوطنية الاخرى، يعني زي دارفور والجنوب وغيرها، وبتمنى صادقاً ان يع الناس هذه الحقيقة المرّة.


    مودتي،
    صديق
                  

01-06-2010, 06:59 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين...;أزرق طيبة ; وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: صديق عبد الهادي)

    في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة"، وآخر
    أو
    في مآل الحال لدى أهل الجزيرة
    صديق عبد الهادي
    الحلقة الرابعة
    جريمة "إغتيال" وتصفية مشروع الجزيرة (*)

    مقدمة لابد منها/
    هناك ظاهرتان تاريخيتان وقفتا وتقفان حتى هذه اللحظة دليلاً على إلحاق السودان، او بالاحرى إقتصاد السودان بالاقتصاد العالمي ومنذ القرن التاسع عشر. أولهما ظهور إنتاج المحاصيل النقدية والذي دشن الانتقال عملياً من مرحلة إنتاج المحاصيل المعيشية. وقد تمت هذه العملية التاريخية المهمة تحت إدارة النظام التركي المصري. والظاهرة الاخرى، هي قدوم الاستثمار متعدد الجنسيات، وبالتحديد الامريكي الاصل في سنة 1904م. والذي مثلته "شركة السودان للزراعة التجريبية"
    “The Sudan Experimental Plantations Syndicate,(SEPS).
    وتجربة الاستثمار هذه تمت تحت إشراف وإدارة الحكم الثنائي.

    من المهم ان نذكر،ايضاً، ان هناك حكماً وطنياً كان ما بين الحكمين التركي والثنائي، وذلك هو حكم الدولة المهدية، والذي إشترك معهما في مزية الدور الذي لعبته الزراعة في ترسيخ النظام الاقتصادي لكل منهم، بالرغم من ان إقتصاد الدولة المهدية في مجمله كان إقتصاداً للحرب. ولقد لعبت منطقة الجزيرة دوراً مهماً واساساً في دعم إقتصادات تلك الانظمة الحاكمة، خاصةً نظام الدولة المهدية ودولة الحكم الثنائي. وهو في حقيقة الامر دورٌ لم يتوقف إلى يومنا هذا. وذلك واحدٌ مما نحن بصدد معالجته في كتابتنا لهذه المقالات.

    وفي سبيل وضع الحقائق التاريخية، التي ستعيننا اكثر في فهم وتحليل التطورات التاريخية التي شهدها مشروع الجزيرة، لابد من الاشارة الى ان عماد "شركة السودان للزراعة التجريبية" كان سبع عشرة مساهماً، توزعوا بين عدة دولٍ وقارات، منهم ثمانية مساهمين كانوا يقيمون في لندن بالمملكة المتحدة، بينهم بريطاني واحد ويدعى "ليونيل فيليبس" ولا يملك غير 5 ألف سهم من جملة اسهم الشركة التي تبلغ 80 ألف سهماً. وستة مساهمين من رجال الأعمال الامريكيين من مدينة نيويورك، وتضم مجموعة المساهمين كذلك أثنين من آيرلندا ومساهماً واحداً من مدينة باريس بفرنسا. ولقد كان الامريكي "لي هنت" مؤسس الشركة ورئيس مجلس إدارتها يملك اعلى الاسهم من بين كل المساهمين، حيث وصل عدد اسهمه إلى 19 الف سهم. ومما هو معلومٌ، أن هذه الشركة هي الشركة الام التي خرجت من رحمها "شركة السودان الزراعية"، التي اسست مشروع الجزيرة ومن منطقة "طيبة الشيخ عبد الباقي"، وذلك بعد ان قدم مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها الامريكي إستقالته من رئاستها وليصبح عضواً فقط في مجلس إدارة الشركة الجديدة. وهنا لابد من الاشارة الى ان الشركة الام كان ان بدأت تجربتها الزراعية في منطقة الزيداب جنوب مدينة عطبرة إلا انها ولاسباب تتعلق بالجدوى الاقتصادية ـ لامجال لتفصيلها هنا ـ كان ان تركتها وإنتقلت إلى منطقة الجزيرة.
    هذه المقدمة مهمة، واهميتها لا تنبع من باب إعلام الناس بما قد يكون معلوم، وانما وبشكلٍ أدق تأتي من قصدنا عقد المقارنة بين ما قامت به الانظمة الاستعمارية وبين ما قامت، وما زالت، تقوم به ما طُبعنا على تسميتها بالانظمة الوطنية فيما يتعلق بالموقف من قضية الزراعة بشكلٍ عام ومنطقة الجزيرة المروية ومشروعها بشكلٍ خاص.
    فبدءاً بـ "محمد علي باشا" الذي كتب ذات يوم/
    "من اجل تعمير الزراعة في سنار التي فتحناها بجهدٍ كبير نحتاج إلى فنيين لهم دراية، فلا تهملوا هذا الامر وإلا ستندموا عليه كثيراً".
    ومروراً بـما كتبه الحاكم العام "ريجنالد ونجت" في عام 1902م حين قال/
    "لا نبحث عن تطور السودان في تجارة الصمغ ولا في تجارة العاج وريش النعام، ولكن يجب أن نبحث عنه في تطوير المحصول الزراعي للبلاد، وفي تخفيض تكاليف الانتاج حتى يستطيع فائض الانتاج ان يجد سعراً مناسباً في السوق الاوربي"،
    ونهايةً بما حوته رسالة "جون ج. لانق" قنصل الولايات المتحدة الامريكية في القاهرة إلى "ديفيد ج. هيل" مساعد وزير خارجيته في 13 اغسطس 1902م والتي نصت فيما نصت على/
    "تسعى حكومة السودان بشدة الى تطوير الموارد الزراعية في البلاد على اسس ليبرالية لتشجيع رأس المال والهجرة"، وإلى ان يقول فيها، "هناك إحتياجٌ للادوات والآليات الزراعية....عليكم القدوم باكراً لتأمين موقع راسخ في اسواق البلاد".

    ففي مرورنا التاريخي هذا، وفي اسئناسنا بشواهده تلك، نتساءل هل بالفعل إختلف جوهر المرامي آنذاك، والتي كانت وراء الافصاح المبين اعلاه، عن جوهر المرامي التي تختبئ وراء السياسات الحالية لنظام الإنقاذ تجاه المشاريع الزراعية بشكل عام ومشروع الجزيرة بشكلٍ خاص؟!

    نقول ان جوهر المرامي لم يختلف في الحالين، وهذا ما سنفصل في التدليل عليه لاحقاً، وبل نقول بان ما تقوم به حكومة الانقاذ الآن لهو اسوأ مما فعله الاستعمار ولهو أكثر مرارة منه بما لايُقاس!، لان التصفية التي تجري حالياً بواسطة كبير مهندسي القضاء على مشروعات القطاع العام، ووزير زراعة الانقاذ الحالي، لا تسعى فقط للقضاء على ما أنجزه السودانيون بشكلٍ عام نتيجة طردهم للمستعمر وما انجزه مزارعو الجزيرة بنهاية عقد "شركة السودان الزراعية" في عام 1950م، وإنما هي تصفيةٌ ترمي إلى القضاء على كل إنجاز حقيقي حققه المزارعون في صراعهم فيما بعد 1950م وإلى يومنا هذا. وحتى لا يلقى الكلام على عواهنه، حين إنتهى عقد "شركة السودان الزراعية" في ذلك العام 1950م، كان أن إنتهى الوجود المباشر لسيطرة رأس المال المتعدد الجنسيات الذي اشرفت عليه وادارته الدولتان الاستعماريتان امريكا وبريطانيا، أما الآن وبتطبيق قانون سنة 2005م ياتي رأس المال المتعدد الجنسيات مرة أخرى وبتحالف غير مقدس مع الراسمالية الطفيلية الاسلامية تحت حماية سلطة قمعية وعنصرية!!!.

    حكومة الانقاذ تتبنى في الخفاء ما كان ان فعلته السلطات الاستعمارية، وهي لا تعلن ذلك. فلقد اعطت السلطات الاستعمارية لشركة السودان الزراعية إمتيازاً إحتكارياً للارض لان الاخيرة نجحت في توفير مصادر للتمويل إستثنائية، بحكم تعدد جنسياتها، في حين ان سلطة الانقاذ تتبنى نفس الحجة، إلا انها لم تملك الشجاعة، حتى هذه اللحظة، لتعلن على اهل السودان شروط منحها اراضي مشروع الجزيرة المنتزعة من اهلها إلى تلك المؤسسات الاستثمارية التابعة للحركة الاسلامية العالمية ولاولئك المستثمرين الاجانب الذين تربطهم علاقات مالية مشبوهة برموز من سلطة الانقاذ!!!.

    ما وصل اليه مشروع الجزيرة من حالٍ الآن لم يكن نتاج الصدفة المحضة، وإنما هو نتاج تخطيط مسبق وطويل المدى. ولكنه بالقطع لا يمثل سوى مرحلة في شوط الصراع الطويل بين المزارعين ووكلاء الرأسمال الحديث الذي تمثله سلطة الانقاذ. إن المزارعين وكل من إرتبطت حياتهم بمشروع الجزيرة يعلمون قبل غيرهم ان مشروع الجزيرة ومن قبل إنتهاء عقد "شركة السودان الزراعية" كان يقع في عين العاصفة وفي قلب الاستهداف من قِبل دوائر عالمية عديدة، تتقاطع وتتكامل مصالحها دوماً مع مصالح دوائر داخلية معلومة. وتلك دوائرٌ يتحدد ويتجدد عزمها لاجل انجاز تصفية المشروع، دائماً، بقدر إقترابها من السيطرة او بسيطرتها الفعلية على السلطة السياسية، وفى هذا المنحى ليس هناك من إستثناءٍ قط.

    إن مسئولية تصفية مشروع الجزيرة تتحملها اربع جهات لم تفتر همتها ابداً في سبيل إنجازها، وتلك الجهات هي البنك الدولي، الانظمة العسكرية القمعية، إتحادات المزارعين تحت تلك الانظمة العسكرية، واخيراً الحركة الاسلامية، والتي هي ومن بين كل الاطراف كانت الاكثر استسلاماً لشروط البنك الدولي والاكثر إستئساداً على المزارعين بفضل قمعية قوانينها وعملائها.
    وسيكون تفصيل كل ذلك هو موضوع حلقاتنا القادمة
    .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (*) جريدة "اجراس الحرية" 6 يناير 2010

    (عدل بواسطة صديق عبد الهادي on 01-06-2010, 07:01 PM)

                  

01-14-2010, 06:25 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين...;أزرق طيبة ; وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: صديق عبد الهادي)

    في حضرة الشيخين الجليلين... "أزرق طيبة"، وآخر
    أو
    في مآل الحال لدى أهل الجزيرة !
    صديق عبد الهادي
    الحلقة الخامسة
    البنك الدولي والانظمة الشمولية و"ولادة" المِحَنْ !
    إستقبلت قرية "طيبة الشيخ عبد الباقي"، وفي ضيافة الشيخ "أزرق طيبة" تحالف مزارعي الجزيرة و المناقل مرتين. كانت آُخرتهما في اكتوبر الفائت. وتاسيس تنظيم تحالف المزارعين املته ضرورة التصدي للجريمة التي اكتملت حلقاتها في حق مشروع الجزيرة وامتداد المناقل، وفي حق المزارعين وسكان المشروع بشكلٍ عام. وهي جريمة ستكون نهاياتها، لو تمَّ تنفيذها كما وهو متصوّر لها، اسوأ من مآلات الحرب القبيحة التي دارت رحاها في جنوب السودان تحت مسمياتٍ بَانَ خطلها بعد عبور أنهارٍ من الدماء والآلالم، وستكون ايضاً اسوأ من مآلات ما يحدث في دارفور ، حيث يجرى فيها الآن آخر ما كان متوقعاً، وهو ان يكون هناك بعضٌ من اهل السودان تحت حماية القوات الدولية وفي كنف منظمات الغوث العالمية وهمُ في عقر دارهم!!!. فإذا كانت درجة سوء الاحداث ترتبط بالتراتب الزمني لوقوعها مما سبقها، وتُمِت بالصلة الي ما وصل إليه النظام من صلفٍ وتردٍ، فإن ما ينتظر مزارعي الجزيرة والمناقل سيكون فائتاً إلي ما بعد حد الكارثة، وبفراسخ!.
    فمن ضمن ما تطرق إليه الشيخ عبد الله وبشيئٍ من التفصيل هو التصرف الجزافي بواسطة حكومة الانقاذ في الوحدات الانتاجية وممتلكات المزارعين، وذلك ببيعها لجهات خاصة ومعلومة، وبطريقة ترقى إلي مستوى النهب وتقرب من السطو، حيث تمًّ التصرف، مثلاً، في كامل آليات وبنية سكة حديد الجزيرة التحتية، والتي كانت تبلغ 1300 كيلومتر!، بل ان بعض من آليات وادوات التأهيل المستوردة تمَّ إعطاؤها هي الاخرى لنفس الجهات وفي حالتها التي جاءت بها كاملة من مصادرها خارج السودان، والتي كانت جزءاً من مدخلات وضروريات برنامج التأهيل الذي كان مزمع تنفيذه في مشروع الجزيرة ومنذ زمنٍ طويل!!!.
    إن كل الذي تمَّ من تصفية وبيعٍ لاصول المشروع، والذي كان في حدوثه المريب اشبه بالاجراءات التي تعقب حالة إعلان الافلاس، كان ان تمّ بإيعاز من البنك الدولي ووفقاً لخطته التي صبر على تنفيذها لاكثر من اربعين عاماً بالتمام والكمال. وهي خطةٌ ومهما اصابها من رهق وموات في العهود الديمقراطية فإنها كانت دائماً ما تنتصب قائمةً وهي اكثر حيوية واصلب عوداً في ظل الانظمة الشمولية. وذلك بالقطع ليس صدفةً لان الانظمة الشمولية تجد حمايتها في حضن طبقاتٍ وفئاتٍ إجتماعية ليس من سبيلٍ لتحقيق مصالحها غير سيادة وبقاء تلك الانظمة الشمولية نفسها. وهي مصالحٌ تلتقي بالاصالة و بالوكالة، في آنٍ معاً، مع مصالح مؤسسات عالمية. وهو لقاءٌ للمصالح لا يكبحه ولا يقف دون تحقيقه إختلاف الدين او العرق او الجنس. ومؤسسة او منظمة البنك الدولي هي واحدة من المؤسسات المنوط بها تعبيد الطريق لذلك الإلتقاء وتهيئة المناخ لحدوثه. ويتوسل البنك الدولي في سبيل إنجاز ذلك إتباع سياسته المعروفة بإسم سياسة "التعديل الهيكلي" التي تتكامل وتعمل في إتساقٍ مع سياسة صندوق النقد الدولي المعروفة، هي الاخرى، باسم سياسة "التثبيت الهيكلي". إن اهم ركائز سياسة "التعديل الهيكلي" هي نقل ملكية المنشآت العامة الى القطاع الخاص، وذلك هو ما تمَّ بالفعل بالنسبة لاصول مشروع الجزيرة وتحت فرية خطة "الإصلاح المؤسسي" التي صاغها فريق عمل البنك الدولي بالتنسيق مع إتحاد المزارعين!!!.
    إن اول تدخل مباشر للبنك الدولي في شأن مشروع الجزيرة كان في ظل الحكم العسكري الاول، اي نظام الفريق إبراهيم عبود، وذلك في اوائل سنة 1964م، وبطلبٍ من النظام!. تمخض ذلك التدخل عن تقرير عُرف في التاريخ الاقتصادي السياسي لمشروع الجزيرة بتقرير "لجنة ريتس" والتي كان من اهم إهتماماتها التعامل مع مسالة "الحساب المشترك" الذي كان يطبق في المشروع آنذاك، وكيفية إلغائه!!!. لم يصل التقرير الي نهاياته المرجوة لان اللجنة انهت عملها فيه وقدمته للجهات الرسمية في سنة 1966م، وكان ذلك في العهد الديمقراطي، إي بعد ثورة اكتوبر 1964م والتي كان للمزارعين ولقياداتهم التاريخية المعروفة دورٌ مشهودٌ فيها.( للتفصيل اكثر في هذا الشأن يمكن الرجوع الي مقالات د. سلمان م. سلمان عن مشروع الجزيرة والتي نشرتها جريدة اجراس الحرية في النصف الثاني من سنة 2008م.)
    ومحاولة البنك الدولي الثانية بشأن مشروع الجزيرة لخصها تقرير لجنة البنك لسنة 1983م والذي تمَّ وبناءاً عليه تأمين قروض لتأهيل المشروع من البنك الدولي نفسه وصندوق التنمية العربي وحكومتي ايطاليا واليابان (راجع مقالات د. سلمان المشار اليها اعلاه). في هذه المحاولة الثانية نجح البنك الدولي في تنفيذ ما جاء في تقرير "لجنة ريتس"، خاصة فيما يتعلق بإلغاء "الحساب المشترك" في مشروع الجزيرة، حيث وُضِعَ الالغاء كشرط اساس لتيسير القروض من قبل المانحين، وبالفعل تمَّ، ونتيجة لذلك، إعتماد وتطبيق قانون "الحساب الفردي" في سنة 1984م، في ظل نظام الديكتاتور جمعفر نميري الشمولي، والذي بتطبيقه كان ان إنفتح الطريق لامكانية طرد اكبر عدد من المزارعين تحت دعوى تدهور إنتاجيتهم وعدم فاعليتهم، وذلك بالضبط هو ما يحدث الآن بعد ان تمَّ خلق الآلية القانونية الاكثر دقة والاحكم صياغةً لتنفيذه، اي قانون سنة 2005م سيئ الصيت.
    لابد من ملاحظة أن الفترة الزمنية التي فصلت بين محاولتي البنك الدولي كانت حوالي عشرين سنة، إلا ان الدوائر الخارجية التي يمثلها البنك الدولي والدوائر الداخلية التي تمثلها الانظمة الشمولية لم يهن عزمها في السعي الحثيث لاجل الاطباق على مشروع الجزيرة والتي بتطبيقها لمبدأ "الحساب الفردي" وفقاً لقانون 1984م كان ان انجزت خطوة جبارة في وجهة إكماله!!!.
    في فترة الديمقراطية الثالثة التي امتدت من سنة 1985م إلى سنة 1989م، لم يتقدم البنك بأي سياسة جديدة تذكر تجاه مشروع الجزيرة، إلا أنه بعد إنقلاب الجبهة الاسلامية العسكري في 30 يونيو 1989م والذي على إثره إستطاعت الحركة الاسلامية ان تحكم قبضتها على السلطة تهيأ الظرف المناسب للبنك الدولي ولكل مؤسسات النظام الرأسمالي لاجل الرجوع وبقوة لتضع يدها على مفاصل الاقتصاد السوداني ومن ثمَّ التمكن من إدارته و بشكلٍ غير مسبوق وتحت غطاءٍ من شعارات الاسلمة المفعمة بالجنوح الأجوف والمبشرة بالانعتاق الزائف!!!.
    إستغلت المؤسسات العالمية وعلى رأسها البنك الدولي الوضع الاقتصادي والسياسي الخانق الذي وجد نظام الجبهة الاسلامية الشمولى نفسه فيه إثر توظيفه لموارد البلاد وإمكانياتها في حرب إستنزافٍ لا طائل من ورائها في جنوب السودان، مع رصدٍ كبيرٍ لمقدرات البلد في خلق أجهزة امنية مُكلِفةٍ لضمان بقاء النظام. في ظل هذه الظروف لم يستطع نظام الانقاذ الوفاء بمديونياته ، وخاصةً بإلتزاماته المالية تجاه البنك الدولي الذي إنقطعت، ونتيجة لذلك، علاقته به تماماً فيما بين سنة 1993م و سنة 1998م.
    لم يجد النظام من بدٍ، وهو تحت وطأة الرغبة في إثبات خضوعه، غير الاستجارة بالبنك الدولي، وبرغم الجفوة، حيث بادأ بطلب تلقي النصح فيما يتعلق بتقرير لجنة "د. تاج السر مصطفى"، سيئة الذكر، التي وبتخطيطٍ محكم ومتفق عليه مهدت لتسليم امر مشروع الجزيرة للبنك الدولي، وذلك بان أوصت في تقريرها في سنة 1998م، بقيام شركة مساهمة تؤول إليها ممتلكات مشروع الجزيرة. وتلك توصية لم يكن ليجرأ البنك الدولي نفسه على إقتراحها بتلك المباشرة وبذلك التحديد المستفز!!!. ذلك التقرير خلق للبنك الدولي وضعاً لم يتأت له من قبل، بل ولن يتكرر له من بعد. وعلى إثره فقد افرغ البنك الدولي، وعن طريق خبرائه، كل مخزون كنانته فيما يتعلق بوصفة الخصخصة و سياسة نقل الممتلكات العامة الي القطاع الخاص، حيث إنعكس كل ذلك وبأكمل ما يكون الانعكاس في تقريره لسنة 2000م، والمعروف بـ" السودان: خيارات التنمية المستدامة في مشروع الجزيرة". وهو تقريرٌ لا يعدو ان يكون عنوانه سوى مداراة وإلتفاف على حقيقة الوضع ومجافاة للواقع، وذلك لعدة اسباب منها، أولاً، إن سياسة البنك الدولي في أصلها ليست فيها خيارات لأنها تعمل لاجل الوصول إلي إنجاز مبدأ واحد وصيانته، وذلك هو خصخصة الممتلكات العامة. وثانياً، أن نظام الانقاذ الشمولي وبفضل توصية صنيعته لجنة "د. تاج السر مصطفي" لم يضطر البنك الدولي للبحث عن خيارات ليقدمها، فلقد قدمت له تلك اللجنة زبدة سياسته وجوهر ما كان يسعى إليه، قيام شركة مساهمة يؤول إليها مشروع الجزيرة، كتوصية أساس تشي عن رغبة نظام الانقاذ في الاستسلام والركون إلى أحضان البنك الدولي الذي لا تتفق مراميه ومرامي الرأسمالية الاسلامية الطفيلية وحسب وإنما تصطف هي إلي جانبه في سبيل إنجاز اكبر عملية للإفقار المخطط في تاريخ السودان.
    معلومة لابد من ذكرها، وهي ان إعداد تقرير البنك الدولي إنتهي في 27 اكتوبر 2000م، وكان ان تضمَّنَ حثاً متكرراً للسلطة بالاسراع في تنفيذ التحولات المقترحة بشأن المشروع في أقرب وقتٍ ممكن ، وكان أن تمت الاشارة إلى ذلك الوقت الممكن، في كثير من الفقرات، بالسنة المالية 2001م/2002م. بالقطع لم يكن ذلك إعتباطاً لان التغيرات السياسية وتوازناتها في بلد مثل السودان غير ثابتة، وقد حدث ذلك بالفعل ـ ماشاكوس2002م وإتفاقية السلام في نيفاشا2005م.
    كان واضحاً ان مشروع الجزيرة ولزمن طويل من تاريخه ظلَّ يمثل طريدةً ثمينة للبنك الدولي وللفئات التي تمثلها الانظمة الشمولية في السودان، ولكن في الوقت نفسه ان كل ذلك التاريخ كان، وليس فقط جزءاً منه، معمداً بنضال شرس للمزارعين والعمال الزراعيين وكافة اهل المشروع. فبالتأكيد أن ما يتسبب فيه البنك الدولي والحركة الاسلامية الآن ستكون له عواقب وخيمة تتقاصر دونها مآلات الحال في دارفور وفي أجزاء عزيزة اخرى من الوطن. ولكن، لا اعتقد انه بغائبٍ عن إدراك السلطة، وبعد كل حصيلة تجاربها في العشرين سنة الماضية، عمق الحكمة الشعبية الرصينة..."البيلد المِحَنْ لابُدْ يِلولِي عِيَالِنْ"!!!.
    الحلقة القادمة/
    ("جمال دفع الله" و"حاج الجاك فان هوست بيلكان"، فوق سرج واحد"!!! )
                  

01-18-2010, 09:19 PM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين...;أزرق طيبة ; وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: صديق عبد الهادي)

    Siddiq Abdelhadi wrote:
    Quote: بتقرير لجنة "د. تاج السر مصطفى"، سيئة الذكر، التي وبتخطيطٍ محكم ومتفق عليه مهدت لتسليم امر مشروع الجزيرة للبنك الدولي، وذلك بان أوصت في تقريرها في سنة 1998م، بقيام شركة مساهمة تؤول إليها ممتلكات مشروع الجزيرة. وتلك توصية لم يكن ليجرأ البنك الدولي نفسه على إقتراحها بتلك المباشرة وبذلك التحديد المستفز!!!.


    I follow with lot of interest and respect your well-researched essays on Gezira Project and your clear stand by the impoverished people of the Gezira and how the Project management implemented policies of the Central Government to increase poverty, not to mention deteriorate the fragile environment.

    I appreciate if yoiu shed more light on this "infamous Committee of Dr. Tag Elsir" and whether representatives of the farmers were on it.


    mohamed elgadi
                  

01-18-2010, 09:30 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين...;أزرق طيبة ; وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: Mohamed Elgadi)

    فمن ضمن ما تطرق إليه الشيخ عبد الله وبشيئٍ من التفصيل هو التصرف الجزافي
    بواسطة حكومة الانقاذ في الوحدات الانتاجية وممتلكات المزارعين، وذلك ببيعها
    لجهات خاصة ومعلومة، وبطريقة ترقى إلي مستوى النهب وتقرب من السطو، حيث تمًّ
    التصرف، مثلاً، في كامل آليات وبنية سكة حديد الجزيرة التحتية، والتي كانت تبلغ
    1300 كيلومتر!، بل ان بعض من آليات وادوات التأهيل المستوردة تمَّ إعطاؤها هي
    الاخرى لنفس الجهات وفي حالتها التي جاءت بها كاملة من مصادرها خارج السودان،
    والتي كانت جزءاً من مدخلات وضروريات برنامج التأهيل الذي كان مزمع تنفيذه في
    مشروع الجزيرة ومنذ زمنٍ طويل
    !!!.

    للأهمية
                  

01-24-2010, 07:09 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين...;أزرق طيبة ; وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: فتحي الصديق)

    في حضرة الشيخين الجليلين..."أزرق طيبة" وآخر
    أو
    في مآل الحال لدى أهل الجزيرة!
    صديق عبد الهادي
    الحلقة السادسة
    إتحاد المزارعين...إتحاد عميـــل!!!
    بعد الحديث المركّز مع الشيخ عبد الله "أزرق طيبة" حول قضايا المشروع وحال المزارعين فيه كان ولابد، كشأن كل حديث، من الوصول إلى السؤال المعروف، وما العمل؟!. والإجابة على السؤال بالطبع لا تحتاج إلى كبير عناء، وهي أن اهل الحق هم أولى بالدفاع عنه قبل الآخرين. وتلك بالتأكيد هي سُنَة الصراع ومنذ أن وُجد. وأهل الحق فيما نحن بصدده هم مزارعو مشروع الجزيرة و المناقل بتنظيماتهم ومؤسساتهم، وفي مقدمة ذلك كان طبيعياً أن ياتي التنظيم النقابي لمزارعي المشروع، والمعروف باسم "إتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل". وهو إتحادٌ كان ذي شأنٍ رفيع، إنعقدت بلوائه إنتصاراتٌ بيِّنة، وفي مراحل فاصلة من تاريخ المشروع، اقلها كان المستوى المتقدم والعادل الذي حققته صيغة علاقات الانتاج التي كانت تحكم اطرافه المعروفة من المزارعين، إدارة المشروع وحكومة السودان. وقد عكست تلك الصيغة واعترفت، فيما قبل قانون سنة 2005م السيئ الصيت، بالدور الذي لعبه المزارعون في الحفاظ على مشروع الجزيرة كسند وحيد للاقتصاد الوطني ولعقودٍ متعاقبة. كان ذلك هو حال الاتحادات التاريخية تحت القيادات المنحازة والملتزمة جانب مزارعي المشروع، ولكن ما بال الاتحاد الحالي وقياداته؟!
    الإتحاد الحالي لمزارعي الجزيرة والمناقل لا علاقة له بالمزارعين ولا بالعمال الزراعيين ولا بقضايا المشروع. فهو اتحاد يتبع لحكومة الجبهة الاسلامية ولنظام الانقاذ. وتلك تهمة، بالطبع، يصعب رميها جزافاً إذ لابد من ان تقوم عليها الدلائل والمحجات، وذلك ليس فقط لاجل إثباتها وإنما لتأكيد عمالة هذا الاتحاد ايضاً!!!.
    أشرنا في الحلقة السابقة، اي الخامسة، إلي تقرير البنك الدولي الذي اعده في يوم 27 اكتوبر 2000م ، والذي وردت فيه الخطة الكاملة لتصفية مشروع الجزيرة، أشرنا بتحديدٍ راكز إلى إستعجال البنك الدولي في شأن وقت التنفيذ لتوصياته بحيث أن جاءت عبارة "في اقرب وقت ممكن" طافحة على سطح وفقرات التقرير بشكل ملفت، وكان ان تمّ تحديد ذلك "الوقت القريب الممكن" في التقرير بالسنة المالية 2001/2002م!!!. وبالفعل لحقت ذلك التقرير العديد من ورش العمل والسمنارات لاجل المسح وتمهيد طريق مرور قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م السيئ. إشترك الاتحاد العميل في تلك الورش ليلعب الدور المرسوم له حسب خطة البنك الدولي. ففي يوليو 2002م إشترك اتحاد المزارعين في الندوة التي عقدها "مركز دراسات الشرق الاوسط" بالخرطوم تحت عنوان "مشروع الجزيرة دعامة الاقتصاد السوداني". قدم المكتب التنفيذي ورقة باسم الاتحاد تحمل الإسم "من أجل التنمية المستدامة". جاءت الورقة في مجملها متبنية وداعمة لسياسة التحرير الاقتصادي التي طرحتها الراسمالية الطفيلية الاسلامية من خلال سلطة الانقاذ. وقد كتب المكتب التنفيذي وبالحرف الواحد تحت موضوع "تمويل العمليات الزراعية" ما ياتي:
    "...ولذلك نرى إتاحة بدائل تمويلية للعمليات الزراعية للمزارعين كأفراد وعبر تجمعاتهم وبحرية تامة على ان يرتبط بتوفير الضمانات الكافية لجلب التمويل لاتخاذ الاجراءات اللازمة التي تسمح للمزارع ببيع حق منفعة الحيازة"،التأكيد من عندنا، واضاف إليها في خجل " في حدود معقولة لا تخل بالتركيبة الاجتماعية في المشروع...الخ".
    هل كان من الممكن ان يتصور احد، ومهما بلغ به سوء الظن في اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل، أن يصبح الاتحاد هو المروِّج الاساس والرئيس لسياسة البنك الدولي بشأن خصخصة المشروع؟!، وذلك بالتبني الاعمى لشعار "بيع حق منفعة الحيازة"، تحت وطأة الاستدانة من البنوك؟!!!
    لم يتوقف الامر على المكتب التنفيذي لوحده كهيئة، وإنما ذهب اعضاؤه كأفراد في نفس الوجهة التي إنتهت بقانون سنة 2005م. فلقد جاءت نفس التوصية المذكورة وبكاملها في الورقة التي قدمها "جمال دفع الله طه" عضو المكتب التنفيذي في اسبوع المياه المنعقد في مارس 2003م، ولقد تحصلتُ على النسخة الانجليزية لتلك الورقة مبذولةً على الشبكة العالمية (الإنترنت). وهي في نسختها العربية معروفة بـ "تجربة تفتيش عبد الحكم"!!!. قدم "جمال دفع الله طه" التوصية تحت العنوان الجانبي "التمويل الزراعي" ، وكانت هي النقطة الرئيسية الثانية. اما الفرق الوحيد بين صياغته وصياغة المكتب التنفيذي المقدمة في يوليو 2002م هو ان قام وبالواضح بإضافة كلمة "تقنين" بحيث اصبح الشعار كما صاغه هو " تقنين بيع حق منفعة الحيازة"!!!، وذلك بالضبط ما قال به قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م الذي فرضته سلطة الراسمالية الطفيلية الاسلامية على المزارعين. وبعد هذا كله هل هناك من شيئ يمكن ان نصوغة ليكون اكثر نصوعاً في التدليل على عمالة هذا الاتحاد؟!
    هنالك شخصٌ آخر سيندرج اسمه في تاريخ هذا المشروع تحت قائمة اكثر الشخصيات غموضاً وإثارةً للتساؤل والتي لعبت اهم الادوار في تصفية مشروع الجزيرة، بل وستتحمل المسئولية كاملة في تنفيذ جريمة "الاقتلاع من الجذور" التي تمّ إرتكابها في حق سكان مشروع الجزيرة والمناقل. وذلك الشخص يعرف باسم "جاك فان هوست بيليكآن". وظيفة "الحاج جاك" الرسمية هي انه "مدير مهمة" بالنسبة للمشروع المشترك بين البنك الدولي وحكومة الإنقاذ، والذي نتج عنه تقرير البنك الدولي المعروف بـ "السودان: خيارات التنمية المستدامة في مشروع الجزيرة". لقد كان هذا الشخص "المثير للتساؤل" يعرف جيداً وبل بامتياز ما يقوم به. فيما يبدو من الوثائق انه كان الشخص الاساس وراء تنفيذ كامل خطة البنك الدولي بخصوص مشروع الجزيرة وذلك بإسهاماته الدقيقة والمركزة والتي جاءت نتاج معايشة طويلة وعمل ميداني صبور. فمن ضمن الوثائق المبذولة على الشبكة العالمية (الانترنت)، والتي يمكن لاي باحث صبور الحصول عليها، كانت الورقة التي اعدها السيد "الحاج" "جاك فان هوست بيليكآن" وتحت عنوان "برنامج إصلاح الجزيرة"، وهي باللغة الانجليزية ومنشورة كملخص "باوار بوينت". وهي جديرة بالتأمل من ألفها إلى يائها!!!، ولكن ما راع إنتباهي هو تلخيصه "الاكاديمي" "الذكي" الذي ينمُّ عن طبيعة رجل ذي "مهام صعبة" وذلك حين تعرضه لمواصفات الشخص الذي يمكن ان توكل إليه مهمة تنفيذ خصخصة مشروع الجزيرة!!!، والذي اطلق عليه هو وبدون تردد اسم " بطل التغيير"!!!، ثمّ الحق إليه وبين قوسين (وزير الزراعة)!!!. وهنا بالقطع يطيب الوقوف طويلاً. فهذه الرسالة التي بثاها السيد "حاج الجاك بيليكآن" في تقديمه ذلك ما كان من الممكن ان تخطئها آذان حكومة الانقاذ وهي في كامل إنحنائها وركوعها للبنك الدولي!!!، هذا إن لم يكن قد تمّ، أصلاً، التحاور حولها، شأن كل ما لا يكتب في التقارير!!!. وبالفعل لم ترد عبارة "بطل التغيير" ـ لا من بعيد و لا من قريب ـ في تقرير البنك الدولي!!!.
    إستجابت سلطة الراسمالية الطفيلية الاسلامية للنداء "الحميم" الذي علتْ به عقيرة السيد "جاك بيليكآن" إذ قامت بتعيين اكثر رجالها قسوةً وأوفرهم حماسةً لمصادرة كل ما من شأنه أن ينفع الناس!!!. قامت سلطة الانقاذ بإيكال مهمة وزارة الزراعة الى "عبد الحليم المتعافي"، وهو اكثر الانقاذيين عداوة للقطاع العام، لانه مهجوس بأحلام الثراء وعلى اية شاكلة يكون. لم يكتف "المتعافي" بالاستغناء عن العاملين في مشروع الجزيرة بهدوء وإنما اقام كرنفالاً على الملأ وبشهادة إتحاد المزارعين ليؤكد لمؤسسات الراسمال العالمية، وعلى رأسها البنك الدولي، أن الراسمالية الطفيلية الاسلامية تملك "الرجل المناسب للمكان المناسب"، وهي بالقطع لا تعدم "أبطال التغيير"!!!.
    مما يشار اليه، ويأتي ضمن إنجازاته، أن السيد "المتعافي" كراسمالي يملك واسرته ما جملته سبعة عشر شركة ومؤسسة إقتصادية، تغطي في نشاطاتها المتعددة تربية الدواجن، المقاولات، الحفريات، الطيران، الطاقة وحتى "مام للتعدين" و"مام لصناعة السكر"!!!، والغريب أنها إستثماراتٌ لا تهتم كثيراً بشأن الحقل الطبي!!!.
    السيد "المتعافي" لا يمثل نفسه، وإنما هو الطليعة الخيرة لفئات تجد الانظمة الشمولية الحماية في حضنها، كما ولا تتحقق مصالحها هي بدون سيادة وحماية تلك الانظمة الشمولية. وهو الممثل الشرعي لتلك الفئات التي، وكما ذكرنا فائتاً، تلتقي مصالحها بالاصالة وبالوكالة، في آنٍ معاً، بمصالح الراسمال العالمي ومؤسساته مذمومة السمعة.

                  

01-24-2010, 08:13 PM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين...;أزرق طيبة ; وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: صديق عبد الهادي)

    Quote"
    السيد "المتعافي" لا يمثل نفسه، وإنما هو الطليعة الخيرة لفئات تجد الانظمة الشمولية الحماية في حضنها، unquote
    I think you meant infamous spearhead of his gang...
    P.S. the role of Farmers Union reminded me of the role of Suad Alfatih in her support to anti-women legislations
    Thanks ya Siddiq... we are waiting for the rest of this documentation

    mohamed elgadi
                  

01-25-2010, 04:30 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين...;أزرق طيبة ; وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: Mohamed Elgadi)
                  

01-25-2010, 04:23 PM

صديق عبد الهادي

تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة الشيخين الجليلين...;أزرق طيبة ; وآخر...أو في مآل الحال لدى أهل الجزيرة (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    صديقي دكتور القاضي

    تحية و سلام

    اشكرك على وقوفك عند البوست، وعلى تعليقك الفاحص ايضاً. في حقيقة الامر كنت ارمي لان تكون كلمة "الخيرة" بين قوسين باعتبار ان المتعافي "طليعة خيرة" بمقاييس الحركة الاسلامية!!!. ولكن في نفس الوقت كلمتك المقترحة صحيحة ولكن بمقاييسنا نحن او بالاحرى بمقاييس القارئ الذي يتفق في امر "المتعافي"!!!.

    مودتي،

    صديق.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de