من كتابات مؤمن الغالي ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 12:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2010, 09:28 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من كتابات مؤمن الغالي ..

    نشرت هذه الكتابة في صحيفة اخر لحظة في أعدادها الصادرة في 11/12/13/14 يناير2010
    وأكاد أرى ظلال الاستنكار.. أو الدهشة بل الغضب.. تلون تلك الوجوه التي لا ترى غيرها مسلماً في كل هذا الوجود.. تلك الكائنات المتكبرة.. والتي ترى وتظن وتقسم برافع السماء بلا عمد.. أن إسلام أي أحد في هذا الوطن.. الجريح برماحهم.. المنكوب بهم.. المغلوب على أمره بسببهم.. لا يرون أن إسلامه يجب أن يكون إلاّ عبرهم.. أو على «سلالم» تنظيمهم.. إلى السماء.. ولكن هيهات.. وهيهات.. إن إسلامنا.. الذي به نتسربل.. ورايته التي تحتها نستظل.. نستمده مباشرة.. من كتاب الله المحفوظ وسنة نبيه المطهرة.. بعيداً.. عن الكَذَبة والأفاكين.. والمغالين.. والغوغائيين.. لست مدافعاً عن إسلامي.. فأنا لست متهماً.. ولا مطلوباً مني تبرير لأحد.. ولكن.. هي سياحة شاهقة في مرابع ومراتع.. رياض وحدائق الإسلام.. الطاهرة.. المزهرة.. أتعلَّم.. أقرأ.. أستمع ثم أنظر حولي وأقارن.. لأقول لهؤلاء.. كم أنتم بعيدون من الإسلام.. بعد الثرى من الثريا.. بعد المشرق من المغرب.. بعد القطب الشمالي من الجنوبي.. ويا للمهانة .. ويا للأسف.. وكل الحركات الإسلامية.. في الوطن العربي.. بلا استثناء .. كلها تلك التي هدفها.. هو تحكيم شرع الله في الأرض.. تبدأ وتنتهي فقط بالحدود.. الحدود ولا شي غيرها أبداً.. إغفالاً تاماً.. لتلك البدائع والروائع.. لتلك الكنوز والبحار من بهير الخلق.. وحسن المعاملة.. ورعاية الرعية.. بعيدة عن المعاملة واحترام آدمية الإنسان.. بعيدة عن تكريم النفس التي كرمها الله... بعيدة عن.. قوانين .. كيف يكون الحاكم.. كيف يكون والي الإمارة.. بعيدة عن قوانين التقاضي.. بعيدة عن كيف يكون الجار وحقه.. كيف هي المرأة وحقوقها.. بعيدة عن معاملة الشرائح الضعيفة الفقيرة المسكينة.. أقول انظر حولك لترى.. كيف هم هؤلاء غلاظ الأكباد.. يمشون.. يفعلون.. يعيشون... يظنون أنهم يخدعون الناس وما يخدعون إلا أنفسهم .. يختزلون كل سماحة الإسلام وعظمته.. يختزلونها في حد الخمر.. حد الزنا.. حد السرقة.. وحكمة الله لا يتطرقون.. بحرف دعك عن حديث أو آية عن حد الاختلاس.. والهدايا بحكم المنصب.. بل «عشان» خاطر المنصب.. يأكلون أموال المسلمين بالباطل.. وباسم الإسلام... ومثال أسطع من شمس الظهيرة العمودية في خط الاستواء.. هو «الريان» وكل «شلة» المحتالين..المتدثرين برداء الإسلام زوراً وبهتاناً وإفكاً.. من شركات توظيف الأموال.. في مصر الشقيقة.. وكيف أنهم قد «أكلو» أموال الأغنياء والبسطاء.. والفقراء حتى آخر «تعريفة» باسم شركات توظيف الأموال... وذاك الربح الخرافي وهو وعد سراب.. وهنا في وطني المحبوب.. يكتفون فقط بإطلاق الأسماء الإسلامية على الطرقات والشركات والمدارس.. اسماً فقط ليجذب عقول وأفئدة الشعب السوداني المحتشدة صوره بالحب الخرافي للإسلام.. كيف ذلك.. تجد مخبزاً تتصدره لافتة تحمل اسمه والاسم قيمة إسلامية راكزة، ولكن لا يهم إن كان ينقص وزن «الرغيفة» أو يخلطها بمادة «بروميد البوتاسيم».. مدرسة تحمل اسم صحابي جليل.. ولا يهم إن كانت مؤسسة ربحية.. لا يحجمها بحقل العلم والتعليم.. غير «كنب» و «جرس» وطباشير.. وشركة تحمل اسم صحابي جليل.. أو خليفة مبشر بالجنة.. ويكون نهجها هو التهرب من الضرائب والإفلات من الزكاة.. وأكل حقوق العاملين.. والغش في البضاعة والإفراط في الأرباح.. نعم.. هذه صورة.. الإسلام التي رسموها وهو منها براء.. هذه هي الممارسات التي يرتكبونها باسم الإسلام.. والإسلام يناهضها ويناقضها بل ويقاتلها في حسم وتصميم..

    ويا صديقي... لا تيأس ولا تحزن.. إن الله أنزل الذكر.. وتعهد بحفظه.. وإن وجه الإسلام يظل مشرقاً ساطعاً.. مهما أثاروا حوله من غبار.. وإن حبل الكذب أقصر من ومضة البرق الخاطف.. وإن الصحيح... حتماً يصبح صحيحاً وإن الفجر حتماً تنبلج مشرقاً كما الصباح الجديد..

    كن معي غداً.. لأحدثك من مكتبة صديقي «التجاني سعيد».. ولا تلو أمامك صحفات من الإدهاش والإعجاز.. والمواقف التي تأخذك إلى المجرات البعيدة.. وأنت تتصفح معي صفحات من أقوال.. وأفعال.. سيد الخلق وأصحابه المطهرين الميامين لتتلفت حولك.. لترى.. ولتقارن.. ولتعجب .. حتى الغد لك ودي..

    (عدل بواسطة فتحي الصديق on 01-16-2010, 09:35 PM)

                  

01-16-2010, 09:30 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من كتابات مؤمن الغالي .. (Re: فتحي الصديق)

    رعاك الله صديقي.. التجاني سعيد.. وحفظ وأدام الله مكتبتك تلك الشاهقة.. الثرية الفنية المترفة.. «سبيلاً» ووقفاً مجانياً لطالبي المتعة.. وقانصي المعلومة.. ومطاردي الحقيقة.. ويا لبهاء تلك المكتبة التي ما تركت ضرباً من ضروب العلوم.. إلا وكانت له ساحة ومساحة.. ومن عجب.. بل من حزن وبؤس.. و«قلة معرفة» أن يعرف كل شعب السودان.. فقط هو شاعر «أرحل».. و«من غير ميعاد» التي تدفقت شلالاً من الدهشة والمتعة.. من حنجرة «وردي» مصحوبة.. بأنهر.. وشلالات الموسيقى الفخيمة الرصينة.. إنهم.. لا يعلمون.. أن «التجاني» هو صاحب أكبر مكتبة خاصة في عموم السودان.. ولست مغالياً.. إن قلت إنها أضخم مكتبة خاصة في عموم أفريقيا..

    المهم.. أني.. وعندما يستبد بي الحزن.. وتصفر الريح في «قرعة» رأسي.. إيذاناً وإعلاماً بالخواء.. والفراغ.. أنهب الخطى.. مسرعاً ميمماً.. دار التيجاني.. وأغرق.. في ركن.. بل في حجرة كاملة.. وهي تئن من ثقل كتب العلوم الإسلامية.. والسيرة.. والفقه وقصص الصالحين.. وآثار سيد البشر.. حديثاً وأفعالاً.. لأخرج بعد أن يملأ اليقين تجاويف صدري.. ويستقر الأمان في فؤادي .. ولكني أخرج.. وأسئلة.. تشقيني.. ترهقني وتعذبني.. وأظل أهتف كالمجنون.. وأنا أنظر حولي.. بل أرسل عيوني إلى كل العالم العربي والإسلامي وأقول.. هل نحن فعلاً نعيش في أوطان إسلامية.. بل أذهب أبعد من ذلك لأقول.. هل حقاً نحن مسلمون؟.. وحتى لا يجيبني أحد في لهوجة واستعجال وإهمال.. كيف ذلك نحن مسلمون ونص وخمسة.. وله أقول.. هاكم صفحات من صفحات الإسلام الحقيقي.. لتعرفوا أين تقفون من تلك الرايات الإسلامية الشاهقة وتلك الأفعال الباهرة.. وهاكم.. أمثلة وأحاديث.. وأحداث..

    وندلف إلى.. تلك الأيام الزاهية المزهوة.. العابقة بعطر الصندل.. وصفحة من العدل والقضاء.. والأحكام.. و...

    عن مغيث بن بديل قال.. دعا المنصور أبا حنيفة إلى القضاء فامتنع.. فقال.. أترغب عما نحن فيه «وهذه تهمة لها ما يبررها لدى السلطة تجاه عالم معرض عنها.. قال أبو حنيفة: لا أصلح.. قال المنصور كذبت.. قال: لقد حكم أمير المؤمنين على أني لا أصلح.. فإن كنت كذبت فلا أصلح وإن كنت صادقاً فقد أخبرتكم إني لا أصلح.. فحبسه».. والآن أحبتي.. هل يمكن أن يحدث مثل هذا في «الرياض».. أو «دمشق».. أو «عمان» أو «الخرطوم».. أو حتى في «طهران».. أجيبوني.. ولكن «قولوا النصيحة»..

    وقصة أخرى.. يهودي يشكو علي بن أبي طالب.. زوج بنت رسول الله الزهراء.. يحتكمان إلى أمير المؤمنين عمر الفاروق.. يأمر الفاروق اليهودي بالجلوس.. يجلس اليهودي.. ثم ينادي.. إجلس بجواره يا أبا الحسن.. يغضب علي الكرار غضبة مضرية.. تتبدى الغضبة على قسمات وجهه الصبوح.. يعتقد أمير المؤمنين إن علياً غضب إذ أجلسه الفاروق جوار اليهودي.. هنا يقول علي.. يا أمير المؤمنين.. لقد ميزتني على خصمي اليهودي.. ناديته باسمه وناديتني بكنية حبيبة اليك وإلى نفسي إذ قلت أجلس يا أبا الحسن وهنا يا أمير المؤمنين أقول.. إن ميزان العدالة قد اختل حتى قبل أن تبدأ المحاكمة.. انتهى.. وأسألكم بحق من جعل محمداً نبياً.. هل يمكن أن يحدث هذا.. في «صنعاء».. أو «أبو ظبي» أو «بغداد».. أو حتى «كوالا لامبور» .. أجيبوني.. ولكن «قولوا النصيحة».

    وتنهمر سيول الإشراق.. والإمتاع.. والإبداع.. وتأتي ملحمة.. متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً..

    وأسألكم بالذي رفع السماء بلا عمد.. هل نحن الشعب المسلم.. أعني.. دهماءه وعوامه.. ورجرجته.. و «حرافيشه».. هل نحن ما زلنا أحراراً.. نعم إن أمهاتنا كلهن قد ولدننا.. أحراراً.. في سهول وغابات السودان.. في مرتفعات جيزان.. في مضارب تميم.. في جبال الأطلسي.. في شواطيء المتوسط.. ولكن هل مازلنا أحراراً.. أقدارنا تماماً مثل أقدار سادتنا.. بل أسيادنا وحكامنا.. وملوكنا.. أجيبوني.. ولكن «قولوا النصيحة»..

    وغداً.. أحدثكم من مكتبة صديقي.. الجميل التجاني سعيد.
                  

01-16-2010, 09:32 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من كتابات مؤمن الغالي .. (Re: فتحي الصديق)

    وما زلت في مكتبة صديقي التجاني سعيد.. العطرية المزهرة.. وها هي تحملني.. وتعود بي القهقرى.. إلى يثرب حيث الأضواء والأنوار القدسية.. وصفحة من الحزم والعزم.. والدفاع عن الإسلام.. وأركان الإسلام.. وأموال المسلمين.. والخليفة الصديق أبو بكر.. وهو ثاني اثنين إذ هما في الغار.. يشن حرباً لا هوادة فيها.. ضد الممتنعين عن دفع الزكاة.. كانت تلك محطة.. مضيئة في تاريخ البشرية.. وهي حروب الردة.. يأتي الفاروق عمر يسأل أمير المؤمنين ليطمئن قلبه.. هل الامتناع عن الزكاة.. يُخرج المسلم من الإسلام.. وهل تجوز عليه حرب الردة.. هنا يجيب أبو بكر في حزم.. وثبات وثقة ويقين وتصميم.. يجيب الفاروق عمر قائلاً.. «تا لله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه..» نعم.. هذه هي الدولة.. وهذه هي إدارة الدولة.. وهذا هو الدفاع عن أموال المسلمين.. ونلتفت.. لنرى.. ونشاهد ونقارن.. والمرة هذه.. لا نذهب بعيداً.. وراء الأسوار ولا نتجاوز الحدود.. لا حاجة لنا بالذهاب إلى العواصم الإسلامية البعيدة.. تكفينا.. فقط عاصمتنا الخرطوم.. لنحزن.. أو نأسى.. أو حتى نبكي.. والناس تسأل «شيخنا».. أو «مولانا».. أو أستاذنا.. السيد وزير العدل.. عن أولئك المفسدين.. المختلسين.. بل «الحرامية».. الذين نهبوا أموال البلاد والعباد.. الناس تسأله.. لأنه الحارس لأموال.. وأعراض.. وأرض دولة الإسلام.. صاحبة المشروع الحضاري.. الذي جفت «طلمباته».. وشحت مياه ريه.. فتيبس الزرع واحطوطب العشب.. قال مولانا.. إن هؤلاء ارتكبوا ونهبوا.. لغياب الوازع الديني.. يا ألطاف الله.. كيف ذلك يا مولانا.. وأبوبكر الصديق لم يشعل حروب الردة.. بل لم يخض حروب الردة.. ضد من أكل أموال الدولة ونهب الموجود في بيت مال المسلمين.. حارب الذين امتنعوا عن دفع الزكاة.. كيف تقول ذلك.. أنت الذي تحت تصرفك.. المحاكم.. ورجال التفتيش والسجون.. و«البوليس»؟؟.. إذا كان الأمر كذلك فما الداعي.. للجان التقصي والمراجعة.. واكتشاف «السرقة».. ثم البوليس ومن بعده.. وحشة السجون والزنازين؟؟.. وبهذا المنطق.. منطق مولانا.. إذا كان ناجعاً.. علينا.. أن نترك هذه المهمة.. لخطباء المساجد.. وأئمة الجوامع.. وخطب الأعياد وصلاة الجماعة ودروس المساجد.. وخطبة الجمعة.. ليطلب أئمتنا.. من هؤلاء «الحرامية» أن يخافوا الله ولا يسرقوا ولا يختلسوا مليماً أحمرَ من مال المسلمين.. وصفحة أخرى عابقة بعطر يثرب.. تحكي.. عن زجر النفس.. والتواضع.. والخوف من التكبر.. لتكون درساً.. لنا ونحن لا نستوعب الدروس.. وأيضاً هي ما قام به الفاروق أمير المؤمنين عمر.. والقصة تقول.. «صعد عمر بن الخطاب المنبر بغتة وقال: أيها الناس تعرفون أنني رعيت في مكة غنم خالات لي من بني مخزوم نظير حبات من تمر أو قبضة من زبيب.. ثم ترجل عن المنبر كمن خلف وراءه حملاً ثقيلاً، فباغته عبد الرحمن بن عوف متسائلاً لماذا قال ما قال.. فأجابه ويحك يا ابن عوف.. خلوت بنفسي فقالت لي أنت أمير المؤمنين.. وليس بينك وبين الله أحد فمن ذا أفضل منك.. فأردت أن أعرف نفسي قدرها..»

    بالله عليكم.. ألم أستمطر الدموع من عيونكم.. ألم أهرئ أكبادكم.. ألم أزرع الغصة في حلوقكم.. ألم أجعلكم «تسفون» التراب.. أسفاً على أنفسكم وحالكم وقلة مقداركم.. وأنتم.. تستمعون إلى هذه القصص.. الشاسعة النبيلة.. ثم تلتفتون.. لتروا بأعينكم.. كيف أنتم.. وكيف صرتم.. وألا يحق لي بعد هذا أن أسأل.. في شجاعة.. سؤال الأديب.. العظيم الراحل الطيب صالح.. في أوج عاصفة الإنقاذ.. من أين أتى هؤلاء؟.. أنا لا أعني.. «الناس الفوق» أطلب منكم.. أن تنظروا.. إلى «أضعف» معتمد في أفقر محلية بائسة.. وهو فعلاً.. كان «رعاوياً».. أو مزارعاً.. أو حتى بائعاً للجرجير أو «الرجلة».. لتروا كيف تتقدم موكبه «الصفافير».. وعربات الحراسة.. وأخريات للحاشية.. تغلق له الطرقات.. كان ذلك في حر الهجير.. أو صقيع الزمهرير.. تتعطل العربات.. وتتعطل له مصالح الناس حتى يمر سيادته.. وتنخرط «سيرة» مسيرته.. كالبرق الخاطف.. أين هو بالله.. من عمر.. ومن الذين جالسوا عمراً.. بل أين هو من الإسلام ذاتو..

    وغداً نختم زيارتنا لمكتبة صديقي التجاني.. وأستودعكم الله..
                  

01-16-2010, 09:34 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من كتابات مؤمن الغالي .. (Re: فتحي الصديق)

    واليوم.. نختتم زيارتنا.. إلى مكتبة صديقنا التجاني سعيد.. اليوم نودّع.. تلك العهود الزاهية.. المعطّرة بالسيرة الباهرة.. سيرة سيد الخلق وصحبه الميامين.. نودع تلك الأيام ونحن نأسف ونأسى.. ونبكي على ماضٍ تولى.. نندهش حد العجب.. إذا رأينا.. موقفاً.. يخالف مألوف سلوكنا.. ويناهض.. عجزنا.. وفشلنا ومجانبتنا.. لذاك الطريق القويم.. وبالأمس دهشنا.. حد الجنون.. وصحيفتنا.. ترسم بالكلمة والصورة.. وصحفي نابه.. وكاميرا ذكية.. «تضبط» السيد محمد طاهر إيلا والي البحر الأحمر.. وهو «يتسوق».. نندهش.. ويندهش القراء بل يندهش كل الشعب السوداني.. ونحن وهم.. يتساءلون.. كيف لوالي البحر الأحمر أن يذهب للسوق.. ويتبضع.. دون حاشية أو خادم.. أو مرافق.. وكان لابد لنا أن نعجب.. فالسائد.. إن أصغر مسؤول.. أو أقل وزير خطر لا يمشي في الأسواق.. ونكاد نظن أنه لا يأكل الطعام.. إنهم يختفون من حياتنا.. كما تختفي أشباح الظلام.. هم أبداً في حصون محروسة ومشيّدة.. وعندما يعبرون الطرقات.. تنسل بل تندفع سياراتهم المظللة.. كما تندفع الطلقة من ماسورة المدفع.. ونذهب أيضاً إلى ذاك الزمان البديع.. ونقص عليكم.. هذه القصة..

    وأمير المؤمنين الفاروق عمر.. يتجول ليلاً.. متفقداً رعيته التي يسأله الله عنها يوم القيامة.. في جوف الليل البهيم.. يسمع بكاء أطفال جوعى.. تتوسل أمهم للنوم يتغشاهم.. ليسكت البكاء.. ويسكت.. ذاك الجوع الذي ينهش البطون.. يدلف أمير المؤمنين إلى حيث المرأة.. يسألها.. عن جوع الأطفال.. ومَنْ مِنْ الناس تشكين.. أجابته المرأة أنها تشكو أمير المؤمنين وكانت لا تعرفه.. يذهب عمر باكياً إلى بيت مال المسلمين.. يطلب من أحد عمّاله.. وضع كيس الطحين على ظهره.. يطلب منه العامل أن يحمله هو نيابة عنه.. ينتهره عمر غاضباً.. ويحك وهل تحمل عني أوزاري يوم القيامة؟؟ يحمل عمر الطحين إلى المرأة.. تٌطعم الأطفال.. يبقى عمر عامداً حتى يسمع ضحكات الأطفال بعد امتلاء البطون.. أرأيتم.. هول.. تلك المفارقات.. أرأيتم بُعد تلك المسافات.. أرأيتم فجيعة تلك المقارنات.. أسفي والله على من يدعون أنهم إنما يقيمون شرع الله وهم أبعد خلق الله عن الإسلام.. كلهم.. كل الأمة العربية.. كل الأقطار الإسلامية.. من طنجة إلى جاكارتا.. إنهم إنما يطبقون.. ويعيشون.. إسلاماً آخر.. غير ذاك الذي تتلألأ أنواره المُشعة.. من مكتبة صديقنا التجاني سعيد.. واختم لكم بهذه القصة.. التي كدت أن أدفع حياتي ثمناً لها.. وأنا أحاول أن أطبّق حالة إسلامية شاهقة..

    كان ذلك قبل سنوات خلت.. كنت وقتها عضواً في مجلس إدارة اتحاد كرة القدم بالخرطوم.. وكانت هناك جمعية عمومية.. صاخبة.. تنعقد في قاعة الصداقة.. وكنـت وفي اليوم السابق لها.. أتكئ على واحة مكتبة «التجاني» الورافة الظلال.. الحافلة بالثمار.. قرأت قصة.. عن النبي المعصوم « | ».. تقول الراوية إنه قد دخل يوماً إلى مجلس يضم بعض الصحابة.. وقف عند دخوله.. الصحابة إجلالاً وتوقيراً أمرهم النبي المعصوم بالجلوس قائلاً.. لا تكونوا كأحبار اليهود والنصارى يوقر بعضهم بعضاً.. أعجبتني هذه القصة.. وأطربتني هذه الروح السامقة والطريقة الشاهقة في التعليم.. قررت عندها.. ألا أقف أبداً لأي كائن يمشي على هذه الأرض..

    وجاء اليوم التالي.. حيث انعقاد الجمعية العمومية التي كان في جدول أعمالها.. ووفق برنامجها.. كلمة للدكتور الترابي.. وما أدراك ما الترابي في تلك الأيام المحتشدة بالعواصف.. وهوج الرياح.. والفزع والخوف.. جاء الدكتور وقد سبقته جلبة.. وحركة.. و«الناس تتجارى» وكأن اليوم يوم الحشر.. قد بدأت ملامحه.. كنت في الصف الأول.. في القاعة.. دخل الدكتور.. وقفت القاعة كل القاعة.. في لحظة واحدة.. وكأن وقوف الناس كان بلمسة زر.. وقف الجميع إلا أنا.. فقد كنت «مسمراً» على المقعد.. حدجني الدكتور بنظرة.. اخترقت مني حتى.. العظم..

    وانتهت الجلسة.. وعينك ما تشوف إلا النور.. وسيل من السباب والشتائم والتحقير والإذلال.. شلال من البذاءة.. و «اللكيز».. أقلها إني صفيق ووضيع.. وقليل الأدب..

    ولكني سأعاود الكرة.. بل أقسم لكم وأمامكم.. أني لن أقف إجلالاً لأحد.. مهما كان ذاك الأحد.. وإذا كان النبي المعصوم.. الذي خلق الله الأرض.. وأنشأ البشر من أجله.. قد أمرنا.. بأن لا نكون كأحبار اليهود والنصارى.. يعظم بعضهم بعضاً.. فلا «يعشم» أحد أن أقف له إجلالاً.. ولكن في نفس اللحظة والتو.. يكون مكان احترامي وتقديري وتوقيري.. ومع السلامة وحتى زيارة أخرى لمكتبة صديقي التجاني سعيد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de