كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال)
|
يكاد يجمع المراقبون على أن إجازة قانون الإستفتاء لممارسة حق تقرير المصير لجنوب السودان كأحد إستحقاقات إتفاقية نيفاشا، قد دشن وبصفة رسمية إنفصال الجنوب، بالأخذ في الإعتبار إستمرارية دولة المؤتمر الوطني الشمولية الدينية، ودعوة الحركة الشعبية لتحرير السودان مواطني الجنوب للتصويت للإنفصال لإستحالة تحويل الوحدة لوحدة جاذبة في ظل دولة دينية تجعل من غير المسلمين مواطنين من الدرجة الثانية. ودون الخوض عميقاً في الجدل حول حتمية وقوع الإنفصال من عدمه، نود أن نناقش مآلات الواقع السوداني في حال وقوع هذا الإنفصال، لتبديد أوهام من يظنون أن في الإنفصال خيراً للجنوب والشمال معاً. إذ أننا نزعم بأن الإنفصال تحيط به مخاطر جمة سوف يعاني منها الكيانان المفترض ظهورهما بعد الإنفصال، أي دولتي الشمال والجنوب، من الممكن أن نجمل بعضها فيمايلي:-
1. يؤدي الإنفصال بالحتم إلى فقدان ميزة الكيان الواحد الذي هو بلاجدال الأقوى والأغنى بموارده وممكناته الإقتصادية والبشرية والثقافية، ويحرم الطرفين من فرصة التماسك بوزن إقليمي ودولي أكبر، ويعتبر بالتالي تراجعاً خطيراً في زمن التكتلات والبحث عن كيانات أكبر تكون أكثر قابلية لمواجهة الأزمات الإقتصادية والسياسية الدولية المعقدة. ويلاحظ أن الإنفصال الذي سوف يتم على أساس إفتراض تباين وتناقض مستعصٍ على الحل، سوف يمنع من وجود أي شكل من أشكال التكتل الإيجابي أو التكامل في أي صورة من صوره.
2. يقضي الإنفصال لمرة وإلى الأبد على فرصة إستثمار الموارد الإقتصادية بكامل التراب السوداني الحالي لمصلحة جميع السودانيين ويضيع إمكانية توظيف موارد الطاقة مع المساحات الزراعية الشاسعة والإستفادة من الأيدي العاملة المدربة ومن الخبرات الفنية التي كان حظ الشمال منها أكبر نسبياً، ويخلق بالجنوب دولة ذات طبيعة مناخية وجغرافية واحدة ، كما يحرم الشمال من غنى التنوع المناخي والجغرافي بالجنوب وبالتالي يقضي على إمكانيات إستثمارية متنوعة وواسعة تقوم على هذا التنوع.
3. يجعل الإنفصال من دولة الجنوب دولة مغلقة لا منفذ لديها إلى البحر، وهذا بالقطع يحتم مرور بترولها عبر دولة الشمال إلى ميناء بورتسودان. فالخيار الآخر هو إنشاء خط أنابيب لميناء ممباسا الكيني، وهو خيار غير عملي بالأخذ في الإعتبار التكلفة ومايدور حول نضوب البترول خلال ستة أعوام قادمة فقط. وبما أن ميزانية حكومة الجنوب تعتمد بنسبة 95% على عائدات البترول، فإن دولة الجنوب سوف تخضع لإبتزاز دولة المؤتمر الوطني في الشمال لتسويق بترولها مما يجعل إستقلالها شكلياً، ويمكن دولة الشمال من إضعافها إقتصادياً.
4. يحرم الإنفصال دولة الشمال من عمقها الأفريقي، ويقطع الصلة المباشرة بينها وبين دول حوض النيل في معظمها وينهي التماس والتثاقف بين العالم العربي في طبعته السودانية الأفريقية وبين أفريقيا الأواسط وابعدها ويغلق الطريق أمام أي تواصل حضاري يسمح للطرفين ببناء تواصل إنساني مفيد ومؤثر على المستوى الإنساني، يؤسس لعلاقة أفضل في سبيل تعميق الصلات من أجل النضال لخلق مجتمع إنساني يحترم الإنسان بماهو إنسان بعيداً عن كافة أشكال التمييز. 5. يقطع الإنفصال التواصل المباشر بين دولة الجنوب والعالم العربي ويجعل محيطها أفريقياً صرفاً، وبالتالي يمنعها من التثاقف الشعبي الهادئ مع الثقافة العربية والإسلامية والمواطن العربي غير السوداني بعيداً عن مؤثرات السلطة الدينية في شمال السودان، ومن ثم يحرم مواطنها من مقاربة تلك الثقافة من مواقع الندية ويكرس العداء المضمر الذي اورثه له ميراث التعالي الأخرق الذي تكرس في أبشع صوره لدى دولة الإسلام السياسي في الشمال.
6. يؤدي الإنفصال إلى تكريس الدولة الدينية في الشمال وتمكين رأس المال الطفيلي من تشديد قبضته على السلطة، متوهماً أن فشله في فرض سطوته على الجنوب أسبابها دينية وعرقية، وأن نقاء دولة الشمال الديني باغلبيتها المسلمة سوف يمكنه من فرض دولته الدينية الإسلامية بسهولة ويسر. وبالطبع سوف يتناسى أن المشكلات بالأصل هي إقتصادية وإجتماعية وسياسية، نفخت في جسد التمايز العرقي والديني دفعاً سالباً عمقته الدولة الدينية، والدلالة على ذلك مشكلة دارفور وإنتفاضات أبناء الشمال ضد السدود واحتجاجات أبناء الشرق ضد المظالم المرشحة للتصاعد مثلها مثل إحتجاجات أبناء كردفان. عدم إدراك رأس المال الطفيلي ومؤتمره الوطني لهذه الحقائق سوف يدفعه لمحاولة قهر وقمع المعارضة وتكريس الشمولية في دولة الشمال تحت شعارات دينية أفرغت من محتواها مسبقاً، ويرشح دولة الشمال لمزيد من الصراعات المسلحة نتيجة لإنسداد سبل الحل السياسي.
7. الإنفصال سوف يفضح هشاشة البنية السياسية في دولة الجنوب ويؤكد تغييب مؤسسات المجتمع المدني وإضعاف العمل الحزبي والمؤسسات الحديثة، ويعلي من شأن النفوذ القبلي ومؤسسات المجتمع الأهلي الأخرى في النشاط السياسي، وهذا يرجح تعدد الإنقسامات وإستمرار الفلتان الأمني وقد يدفع بالحركة الشعبية مرغمة لبناء نظام ديكتاتوري بالجنوب حتى تفرض النظام وتوفر الحد الأدنى من الأمن. وبالتأكيد لن تكون أيادي المؤتمر الوطني بعيدة عن أي تمرد أو تفلتات أمنية تحدث في الجنوب.
8. إضطرار الحركة الشعبية لبناء دولة قابضة وغير ديمقراطية في الجنوب مع حتمية وجود دولة شمولية للمؤتمر الوطني في الشمال، يعني تغييب كامل للمواطن السوداني جنوباً وشمالأ، ويحتم وجود علاقة عدائية بين الدولتين. ولهذا يرجح أن تكون الحدود بين الدولتين حدود ملتهبة دائماً منذ لحظة ترسيمها مروراً بحراستها ووصولاً للتفاهم حول ضبطها.
9. الإنفصال يثير مشكلة العدد الكبير من الجنوبيين المقيمين بالشمال وبعضهم لم ير الجنوب ولايعرف عنه شيئاً. ومن الطبيعي أن يثور السؤال عن مصير هؤلاء وهل سوف يستمرون في البقاء بدولة الشمال كمواطنين من الدرجة الثانية أو قل رعايا أم أنهم سيطردون إلى دولة الجنوب؟ ونفس الأمر ينسحب على الشماليين المقيمين بالجنوب وإن كانت أعدادهم أقل. هل سنشهد هجرة مهولة كالتي حدثت بين الهند وباكستان حين تم التقسيم على أساس ديني كرس العداء بين الدولتين ونفخ الروح فيه؟
10. الإنفصال يعمق مشكلة المناطق الثلاث (أبيي وجبال النوبة والنيل الأزرق)، ففي حال دعم الحركة الشعبية لإنفصالها هي الأخرى سوف يتطور صراع دموي وطويل بدأت نذره منذ الآن برفض أبناء المسيرية لقانون إستفتاء أبيي ولقرار التحكيم بلاهاي وهو غير ملزم من ناحية قانونية سوى لأطرافه (الحكومة والحركة الشعبية). فلا دينكا نقوك ولا المسيرية كانوا طرفاً في النزاع، وبالتالي لم يصدر حكم التحكيم في مواجهتهم. أما منطقة النيل الأزرق وجبال النوبة، فتوهم المؤتمر الوطني مقدرته على فرض دولته عليهما عبر الرشا أو بالقوة، فسوف يقود حتماً إلى حروب أخرى، خصوصاً إذا أحست المنطقتين بتخلي الحركة الشعبية عنهما عند أو بعد الإنفصال.
11. إنفصال الجنوب سوف يشجع جميع المجموعات المهمشة بالبلاد على المطالبة بحقها في تقرير مصيرها، وذلك لأن إستمرار رأس المال الطفيلي ومؤتمره الوطني في السلطة ، لن يسمح بمعالجة مشكلات المناطق المهمشة بإشراكها إشراكاً حقيقياً وفاعلاً في السلطة، أو القيام بتنمية حقيقية تنتشل إنسان الهامش من الوهدة التي هو فيها. وهذا يعني أن دولة الشمال الرسالية مهددة بالصوملة نتيجة لتكريس الشمولية والنهب المنظم.
12. ضعف هيكل الدولة في الجنوب وضعف المؤسسات المدنية مع الحضور القوى للعامل القبلي وإنتشار أوضاع التخلف المزمنة الناتجة عن أسباب تاريخية والمعززة بماخلفته الحرب الطويلة، مع الصعوبات الإقتصادية الكبيرة التي ستواجه حكومة دولة الجنوب، يرشح دولة الجنوب لمشروع صوملة أخرى أو على الأقل عدم إستقرار مزمن.
13. مشكلات بناء دولة في الجنوب بالبدء من مواقع متخلفة، تستدعي بالحتم الإستعانة بالخارج، وليس هنالك خارج مستعد للدعم بلاشروط ودون أن يحقق له هذا الدعم مصالح إقتصادية وسياسية. فالدول المستعدة للدعم دائماً لها أهداف إستعمارية وشروط مجحفة لاسبيل لتفاديها في حال البناء من الصفر او البدء من مواقع متخلفة، ووجود مثل هذه الدول الحتمي بدولة الجنوب لن يشكل خطراً على إستقلالها وسيادتها هي فقط، بل سيشكل خطراً دائماً وداهماً على دولة الشمال الغارقة في أوهامها أيضاً.
14. إستمرار دولة المؤتمر الوطني الطفيلية في الشمال ونشوء دولة الحركة الشعبية في الجنوب في غياب المؤسسية والشفافية وضعف إن لم يكن غياب المشاركة الشعبية، يحتم إنتشار الفساد في الدولتين في إطار غياب مبدأ المحاسبة والإنفراد بالسلطة بشكل أو بآخر. وهذا يهدد بتعميق الأزمة ونشوء دولتين فاشلتين بدل دولة فاشلة واحدة.
15. ستواجه دولة الجنوب أزمة بناء خدمة مدنية فاعلة ومؤسسات تعليمية قادرة وقضاء مؤهل، وبالمجمل مؤسسات دولة حديثة، في ظل نقص الكادر وضعف التمويل وإستمرار نشاط عسكرة الحياة لفترات طويلة يصعب معها إعادة تأهيلهم للعودة للحياة المدنية. وتواجه دولة الشمال خدمة مدنية مختطفة من قبل المؤتمر الوطني وقضاء غير مستقل ومؤسسات تعليم تم تخريبها عمداً، مما يحتم تعميق الأزمة بدلاً من إستشراف حلول لها.
16. ستواجه الدولتين بالسؤال الصعب حول إقتسام حصة السودان من مياه النيل وكيفية توظيف الحصص بإعتبار إحتياجات النهضة الزراعية ومشكلات الري والتنافس الدولي على موارد المياه بالأخذ في الإعتبار مشكلة ندرة المياه عالمياً وخلافات دول حوض النيل الأخيرة. حساسية هذه المسألة أكبر لدولة الجنوب لأن موارد دولة الشمال من النيل الأزرق أكبر من مواردها من النيل الأبيض، واحتياجات الجنوب في إزدياد في حال وجود تنمية زراعية لاتعتمد الري المطري وتأخذ في إعتبارها عامل التغير المناخي. 17. من سيتكفل بديون السودان الخارجية المقدرة ب 34 مليار دولار وهل سيتم إقتسامها بين الدولتين وعلى أي أساس؟ هل ستوزع المديونية على عدد سكان السودان الحالي، أم أن دولة الجنوب سوف ترفض تحمل أي نصيب من المديونية ؟
18. من سيخلف دولة السودان الحالية في المؤسسات الدولية كالامم المتحدة والإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية؟ هل سيسمح لدولة الشمال بالإحتفاظ بإسم السودان أم أن دولة الجنوب ستطالب بالإسم؟ قد تعطي نيفاشا مؤشراً أولياً على أن الإستخلاف سوف يكون لدولة الشمال بإعتبار أنها عرفت بالحكومة في مقابل الحركة الشعبية، ولكن نيفاشا لم تنظم علاقات مابعد الإنفصال.
19. لا أحد يدري ماهو مصير القوى السياسية ذات الإمتدادات في الجنوب والشمال. فالحركة الشعبية مثلاً لها قطاع الشمال الذي زعمت في فترة ما أن عضويته وصلت لخمسمائة ألف، وللمؤتمر الوطني عضوية في الجنوب وكذلك المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي وقوى أخرى. كيف ستستمر هذه القوى في العمل السياسي بعد إنفصال الدولتين؟ هل سيتخلى المؤتمر الوطني عن عضويته في الجنوب وتتخلى الحركة الشعبية عن عضويتها في الشمال أم ماذا؟
20. ماهو مصير ممتلكات المواطنين الجنوبيين في الشمال ومصير ممتلكات المواطنين الشماليين في الجنوب؟ هل سيسمح لمواطني الدولتين بالتملك والعمل وممارسة النشاطات الإقتصادية أسوة بمواطني كل دولة من الدولتين أم سيعاملون كأجانب بوصف كلاً منهم من رعايا دولة أخرى؟
21. كيف سيتم التعامل مع المؤسسات العاملة بكامل تراب الوطن كالنقل النهري وإلى من ستؤول من الدولتين؟ وهل سيستمر نشاطها بين الدولتين أم سيتوقف؟.
22. ماهو أثر هذه القطيعة السياسية والفصل على هوية السوداني بعامة والشمالي بخاصة بفصله عن عمقه الأفريقي وقطع صلته به، وما أثر تغييب هذا التنوع على التطور الثقافي والهوية السودانية؟
كثير من الأسئلة الصعبة والمشكلات التي يثيرها موضوع إنفصال السودان لدولتين شمالية وجنوبية وهو أمر راجح الحدوث الآن. ولعل في إثارة بعضها أعلاه توضيح لموقف دعاة الوحدة الذين لم يكونوا يوماً دعاةً لها من مواقع عاطفية، بل من مواقع معرفة جدية بمخاطر الإنفصال وفصم عري التواصل بين الجنوب والشمال، وتغييب فرصة بناء كيان موحد وقوي يدرك تناغم جدل الوحدة والتنوع، في دولة مدنية ديمقراطية تقوم على حقوق المواطنة وسيادة حكم القانون، وتهتم بتوزيع عادل للسلطة والثروة. ولسنا بالطبع في حاجة للقول بأن ماورد أعلاه لا يغطي جميع مخاطر الإنفصال، بل يقدم مؤشرات أولية تحتاج لدراسة وتحقيق أعمق.
تم إعداده في 3/1/2010
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: أحمد عثمان عمر)
|
د أحمد
عاطر التحايا
قراءه استباقيه ثاقبه نرجو أن ترفد بالمزيد من التحليل
أرجو أن تسمح لى بالتساؤل عن الخيارات المتاحه فى مواجهة ما تفضلت به من سيناريوهات ما بعد اﻻنفصال .
أسوق مثاﻵ خيارات اعادة التوحد بعد اﻻنفصال على أسس جديده عادله ومتكافئه وربما فى أشكال أخرى مثل الكونفيدراليه
ويبقى السؤال ما الغمل فى مواجهة الواقع الموضوعى الماثل امامنا
لك التحيه وأتمنى العوده لخيطكم الرائع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: د.محمد حسن)
|
سلامات دكتور أحمد وأحوالك ..
احمد لك هميميتك التي ما توانت لحظة عن هم الوطن ومالآته المخيفة وأنت تنذرنا بمحكم الأراء وتنير طريق الحادبين على رفعة وتقدم الوطن . نعم فالقادم مخيف حد الروع للسودان وتتحمل افكار اليمين المتوهطة في ثقافة الوجدان السوداني والمتغلغلة حتى في عقول بعض المثقفين أوزار هذه المالآت , وزد على ذلك وتيرة العمل السياسي المتخلفة التي تضرب باطنابها على كل تنظيماتنا السياسية , فتنظيماتنا السياسية مازالت تركن للرعاية الفوقية والوصاية من قبل قيادات تتشبث بمقود الاحزاب حتى الممات وهو مايفتح الباب واسعاً أو فتحه فعلاً للغيرة السياسية والتشخصن المريض في ردة الفعل السياسي بين هذه القيادات الهرمة ,فلا تدرك القيادات أو أحزابها إدارة العمل السياسي بما يحقق مصلحة المجتمع بقدر ما تُدار الصراعات من أجل الأغراض الشخصية البحتة , وحتى مغذيات الصراع فهي الآخرى لا تستخدم إلأ للضرب تحت الأحزمة من أجل تحقيق نفس الغايات الشخصية أو التشفي والشماتة , إنتفى بصورة مخجلة للغاية مفهوم الحزب كمجموعة منظمة هدفها ترقية وتطور المجتمع وأصبح لدينا اشكال مشوهة من الأمراض الشللية المنظمة , وهي التي اصابت الوطن بعلة جعلته على شفا حفرة من الضياع . الإنقاذ مسئولة بكامل الخطأ الذي جرف السودان ليواجه هذه المالآت فكراً وإستراتيجية وعمل منظم قامت به وعلى مختلف حقب أزمانها ومختلف تقلب قياداتها , ولكن ماقامت به الإنقاذ فكراً يتشابه حد البقر مع كثير من أفكار اليمين المعطونة بثقافة الإستعلاء المتقدة في افكار بعض الأحزاب , اي تمثل الإنقاذ وجهاً فكرياً وإن إختلفت إستراتيجيته لبعض الأحزاب , ومنها نشأ التقاعس وعدم الإهتمام واللامبالاة والتقدير القوي لمستقبل السودان وفق تعدده المتعدد . ومرض القيادات السياسية تجده لم يكن بعيداً عن مفهوم المرض العلمي وهو أن الكثير من الأمراض تنتقل بالعدوى , ولذلك تجد حتى هذا المرض زحف بكلياته لكثير من الطبقات وخصوصاً طبقة المثقفين , والذين إن جاهدوا بتفكيرهم فإن كبير جهادهم جندلت الخصوم الحقيقيين والوهميين تاركين أمر مجتمعهم لمن لايدرون ولايدرون أنهم لايدرون! . وبالرغم من مسئولية الإنقاذ في هذه المالآت إلأ أن الحق يجب ان نقوله اننا كلنا كشعب مشتركون في هذه المسئولية وهو منذ أن تركنا الإنقاذ وخنعنا لتهديد بندقيتها في ان تفعل بالسودان ما تريد . وحتى لا نوصف باننا نقدم رجل ونؤخر آخرى فعلينا أن نستبين جيداً في حل مشكلتنا وأن ننحت في المستحيل لتحقيق الممكن , ويجب أن تهتاج العقول المثقفة لهذه المالآت ومحاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه . فإن كنا نريد التغيير فنحن أمام سؤال مهم وهو هل لدينا الإرادة لهذا التغيير ؟ وللإجابة على هذا السؤال يلزمنا أن نتفحص ما بداخلنا وما نحمل من أفكار وهل هي الآخري تحتاج للتغيير ؟وحتماً سوف تحتاج للتغيير طالما أن نشدان التغيير يستهدف الواقع والذي في بساطته هو واقعنا , أؤمن بالعمل المنظم وليس بالشلليات المنظمة وإن كانت هنالك بداية صحيحة فيجب ان تبدأ من منظوماتنا السياسية حتى ننظف صفوفنا وأن نراجع أفكار بعضنا البعض حتى تتأسس تحالفات ناضحة ترتقي لحجم المشكل الذي به السودان , وأعلم أن ما أنشده من الضخامة لعمل بمكان ولكن هي البدايات العظيمة وسوف نتألم كثيراً ولكن علينا أن نعلم كما تقول المقولة (أن الأمم العظيمة تبنيها الالام العظيمة ) ..
وسوف أعود لك اخي د. أحمد .. خالص ودي وتقديري وإمتناني بهذا السفر ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: مجاهد عبدالله)
|
انت داير تسقط حجر هيئة علماء السودان ولا شنو! الناس ديل هم اهل الحل والعقد وكلامك دا كله ناقشنو انت ناسى انه تخصصاتهم نادرة وفى تخصصات دقيقة دكتوراة فى حروف الجر والاسماء الخمسة واخوات كان وخالاتهن وعماتهن وبعولتهن ودكتوراة فى مايخرج من السبيلين وعسل الجنازة وخلق شعر العانة ونتف الابط ودكتوراة ! ايش دخل علماء الاقتصاد والبيئة والاجتماع والقانون والزراعة والادارة والسياسة فى امر لا يخصهم ويتجاوز علمهم المندوب وهو امر يخص اهل العلوم الشرعية القران والسنة! جنى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: jini)
|
((إستمرار دولة المؤتمر الوطني الطفيلية في الشمال ونشوء دولة الحركة الشعبية في الجنوب في غياب المؤسسية والشفافية وضعف إن لم يكن غياب المشاركة الشعبية، يحتم إنتشار الفساد في الدولتين في إطار غياب مبدأ المحاسبة والإنفراد بالسلطة بشكل أو بآخر. وهذا يهدد بتعميق الأزمة ونشوء دولتين فاشلتين بدل دولة فاشلة واحدة.))
WELL DONE !!
أحمد عثمان .. تحياتي وتقديري
موضوع ممتاز ومرتب .. وأحييك وأهنئك على هذا المجهود المقدر ..
وباسم مركز دراسات الوحدة الوطنية السودانية أقدم لك الدعوة الرسمية لكي تضع فكرك وقلمك وقلبك معنا ، وستكون إضافة جقيقة لنا وله بإذن الله .
لك التحية والإجلال
صدبق عبد الجبار محمد طه (أبوفواز) أمين عام المركز [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: محاسن زين العابدين)
|
أبدأ بالإعتذار للجميع عن التأخر في الرد على المداخلات والذي حدث لسببين: أولهما ظروف العمل التي أصبح الإعتذار بها مملاً والثاني رغبتي قي ترك الزملاء ليتناقشوا نقاشاً مفتوحاً حول هذا الموضوع المهم، وعدم ترك نصيب الأسد من الحوار لي وحدي بإعتباري صاحب البوست أو مبتدر النقاش.
الأستاذ/ طلحة السيد أشكرك جزيل الشكر على التداخل والتساؤل معاً. ودعني أقول أن سيناريو الوحدة بعد الإنفصال يظل مطروحاً كإحتمال ولكنه سيعتمد على مايلي: 1. طبيعة الإنفصال ومدى سلاسته وهل سيفضي لكيانين متعايشين في سلام أم دولتين في حالة أشبه بالصدام إن لم تكن صداماً. والمؤشرات حتى هذه اللحظة تنبئ عن إنفصال غير سلس في حال حدوثه. فمشكلات كالحدود والمياه والديون الخارجية ووضعية رعايا الدولتين وتصدير بترول الجنوب، من الراجح أن تكون قضايا ملتهبة قد تعيد الجميع لمربع الحرب. 2. تطور الأوضاع داخل كل من الدولتين وطبيعة السلطة الحاكمة في كل منهما. فإستمرار سلطة المؤتمر الوطني في الشمال مثلاً، يعني إستحالة وجود وحدة من أي نوع في المستقبل القريب. 3. العوامل الإقليمية والدولية المؤثرة جداً في مثل هذه القضايا. بقراءة لمجمل ماتقدم، أستطيع أن أخلص إلى أن الوحدة بعد الإنفصال - إن حدث، غير منظورة في وقت قريب ولكنها تبقى سيناريو مطروح في حال تغير المعطيات. لك ودي وتقديري ودمتم
د. محمد حسن
أشكرك جزيل الشكر على التداخل وعلى المساهمة القيمة عبر نقل رابط البوست وشكري لمن إفترعه. وأدعوك لمزيد من التحليل لتقديم قراءات تعيننا في تفكيك وإعادة صياغة واقعنا صاحب الأزمات المزمنة متعددة الوجوه . لك ودي وتقديري ودمتم
الأستاذ/ مجاهد عبدالله لك التقدير وشكري العميق على المساهمة المتميزة والتحليل وإثراء الحوار. كثير من العوامل المتداخلة والمتشابكة في جذور أزمة الوطن تحتاج لمجهود طويل ومثابرة حتى نستطيع مواجهة هذا الوضع الصعب. أثمن غالياً مداخلتك وبإنتظار عودتك بالمزيد المفيد. لك ودي وتقديري ودمتم
الأستاذ/ جني شكراً جزيلاً على المداخلة العميقة والتي تقول الكثيرعلى مستوى المعلن و المضمر. أدعوك لمزيد من التداخل في هذا الخيط. لك ودي وتقديري ودمتم
أستاذنا/ صديق عبد الجبار أشكرك جزيل الشكر على المداخلتين وعلى إهتمامك بهذا الخيط. مع كثير شكر وتقدير لدعوتك لي للإنضمام لكتاب مركزكم العامر، وأرجو أن أكون عند حسن ظنك بي . أتمنى أن تسنح لي الفرصة للإسهام في جميع المنابر الوطنية. سوف أتصل بك على إيميل المركز بكل تأكيد. أشكرك مجدداً لك ودي وتقديري ودمتم
عزيزتي/ محاسن أشكرك جزيل الشكر على المداخلة والقادم بلاشك مؤلم ومؤرق وشديد التعقيد ومحفوف بمخاطر ومزالق لامحدودة. والجهد المطلوب لمواجهته مهول مما يحتم أن يسهم كل منا بقدر طاقته لمواجهته. أثمن غالياً مساهمتك في البوست الموجود على الرابط، والموقف المصري دائماً تعتوره المشكلات بسبب طريقة قراءة مصر لما يحدث في السودان. أما توهم بعض أطراف الحركة الإسلامية بأن إنفصال الجنوب سوف يسمح لها ببناء دولة شريعة خالصة في الشمال، فهو تحليل خاطئ مبني على أن المشكلة في الجنوب سببها إختلاف الدين وأن وحدة الدين في الشمال تشكل أساساً لبناء دولة دينية خالصة. مثل هذا التحليل يسقط الأسباب الإجتماعية والسياسية المباشرة لمشكلة الجنوب، من تخلف وتهميش وغياب تنمية وغياب حريات وحقوق وظلامات خاصة بتوزيع السلطة والثروة، ويكتفي بتغليب الآيلوجيا السياسية. ولذلك يقود إلى عمى كامل وعنف مقيم وشرس لبناء تلك الدولة المزعومة في الشمال جبراً على مواطنيه الذين سيعارضونها لنفس الأسباب التي عارضها بها الجنوب بالأساس. فعامل الدين لم يكن هو سبب تمرد العام 1955م ولكنه زاد من تعقيد المشكلة بعد العام 1983 وصب الزيت على النار. أوهام دولة الشريعة في الشمال سوف تتبدد أيضاً، ولكن بعد مزيد من المعاناة وكثير عنت وتضحيات كبيرة. أشكرك مجدداً على التداخل لك ودي وتقديري ودمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: أحمد عثمان عمر)
|
العزيز أحمد
تعودنا منك دائماً طرح الاسئلة الصعبة و التي تحتاح الي ذهن متفتح و بصيرة متقدة للبحث الواعي و الجاد فالمسئولية كبيرة و الاحساس بها و بما يترتب عليها يحتاج الي عقل جماعي مدرك لكل أبعادها.
لك و للمتداخلين في البوست كل الشكر للاضافة الثرة التي اشارت الي ابعاد اكثر عمق مثل (ديون السودان) التي اشرت اليها و ما كانت لتطرق ذهننا
متابعتي للبوست اكيدة مساهمتي تعتمد علي الزمن المتاح
لكم الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: Hamid Elsawi)
|
صديقي الرائع طه جعفر لك وللأسرة الصغيرة والممتدة مودتي الخالصة وأمنيات بعام جديد سعيد أعلم ياصديقي مدى إهتمامك وعلاقاتك مع مجموعات جنوبية وحواراتك العميقة التي تديرها معهم. وأتفق معكم في أن الإنفصال مغامرة غير محمودة العواقب للجميع. والمؤسف هو أن القوى السياسية التي تدفع نحو الإنفصال من الطرفين حساباتها خاطئة وهي لاتدرك ذلك، هذا في حال وجود حسابات من الأساس. فالبعض يتعامل مع الأمر من مواقع عاطفية وأخرى آيدلوجية صرفة، وآخرين يهتمون بشجرة وتغيب عن ناظريهم الغابة بأكملها كما يقولون. لذلك المطلوب هو توضيح أن الإنفصال ليس نزهة بل كارثة سوف تعم الجميع. الراتق السياسي الذي نحتاجه، هو من يستطيع تجذير هذه الفكرة لإعمال مفاعيلها حتى تمنع الإنفصال إن كان ذلك ممكناً - وهو مستبعد الآن، أو تدفع لإتحاد متوافق عليه في حال حدوثه. بدون هكذا جهد، لاسبيل للحديث عن كونفدرالية تعلن من داخل البرلمانات لأن وعي هذه البرلمانات بخطورة الإنفصال ضعيف إن لم يكن منعدماً( هذا بالطبع بالأخذ في الإعتبار تركيبة البرلمانات الحالية والتي لا أظن أن الإنتخابات المزورة القادمة سوف تغير كثيراً من توازناتها الراهنة). ففي تقديري أن قيام كونفدرالية مباشرة بعد الإنفصال، تقف في وجهه أمور كثيرة أجملتها في ردي على الأستاذ/ طلحة أعلاه، أهمها مدى سلاسة عملية الإنفصال نفسها ، وبقاء الدولة الدينية والمؤتمر الوطني في سلطة دولة الشمال من عدمه. السؤال المزعج يا صديقي هو: هل هنالك راتق سياسي في الساحة السياسية السودانية الآن؟ أشكرك جزيل الشكر على المداخلة القيمة والموحية، وأرجو أن أنعم بمزيد من تداخلك في هذا الخيط لك ودي وتقديري ودمتم
العزيز حامد الصاوي مودتي وشكري الجزيل لك مع رجاء بمواصلة التداخل لمزيد من التفاكر حول شأن الوطن المهدد بالتفكك. ماعرضته أعلاه هو مجرد خطوط عريضة لم أجد الوقت لرفدها بالتفاصيل المليئة بالشياطين وليس شيطان واحد كما تعودنا أن نسمع. لك ودي وتقديري ودمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: عبدالله الشقليني)
|
ربمايكون المقال المنقول أدناه رافداً يضيء الملف : ننقل مقال الدكتور علي حمد إبراهيم ، الوزرير السابق في وزارة الخارجية ، وهو الذي تم إحالته للصالح العام سابقاً : وهو منقول من مدونة سودانايل : Quote: Last Update 25 December, 2008 08:15:06 PM وزير الأمن الإسرئيلى يكشف مخطط بلاده لتفتيت السودان! د.على حمد إبراهيم [email protected] خمس سنوات مضت منذ أن فجرت مجموعات مسلحة فى دارفور تمردا عسكريا فاجأ كل المراقبين المحليين والعالميين نسبة لقوة الهجمة العسكرية التى بدأ بها التمرد وهى قوة تفوق قدرات المتمردين العسكرية والتقنية بصورة جلية . ولم يمض وقت طويل حتى اخذت اصابع الاتهام تشير الى دور اسرائيل والمنظمات اليهودية فى تفجير الاوضاع فى الاقليم المنزوى فى الاطراف الغربية من السودان والبعيد جغرافيا وسياسيا وثقافيا من اسرائيل، خصوصا بعد أن تجرأ بعض قادة التمرد بالحديث علنا عن دعم تلقوه من اسرائيل الى درجة الافصاح عن رغبتهم فى فتح مكاتب اتصال فيها . وكان على هؤلاء السيد عبد الواحد المقيم فى باريس والذى صار الوسطاء يخطبون وده وهو يردهم فى تمنع ظاهرى لا يعلم احد يقينا مدى الحقيقة والمصداقية فيه. من جانبها التزمت اسرائيل الصمت ولم تشأ تنف علاقتها بتفجير الاوضاع فى اقليم درفور أو الاعتراف بدورها فى الذى يحدث فى لاقليم ذى الثقافة الاسلامية المتجذرة لدرجة التزمت . فهو الاقليم الذى يشار الى اهله بأنهم حفظة القرآن كابرا عن كابر. ورغم صمتها وعدم بوحها ، الا أن اسرائيل اخذت تعلن من حين الى آخر عن تسرب مجموعات كبيرة من سكان اقليم دارفور الى داخل حدودها ، وانها اضطرت الى قبولهم كلاجئين اليها لاسباب انسانية. ويبدو الامر هنا كنوع من التمهيد للاعتراف بدورها فى ما يجرى فى الاقليم، لاسيما بعد ان تزايدت سخرية الساخرين من ادعائها بانها قبلت بعض المهاجرين من دارفور لاسباب انسانية . اذ تساءل مراقبون كثيرون لماذا غابت الانسانية عن الوجدان الاسرائيلى على مدى نصف قرن من الزمن ارسلت فيه اسرائيل الملايين من ابناء الشعب الفلسطينى الىالمنافى البعيدة كلاجئين لا يحملون معهم غير مفاتيح منازلهم التى استولت عليها اسرائيل . ومع مفاتيح تلك المنازل حملوا صورها ومازالوا . ويبدو ان اسرائيل قد ادركت ان العالم قد اصبح قرية صغيرة فى زمن الانترنت هذا بحيث لم يعد ممكنا التخفى خلف الاعيب السياسة والسياسيين. ولابد ان هذا هو السبب الذى حمل وزير الأمن الإسرائيلى ، المسترآفى دختر، أن يحسم الجدل حول الدور الاسرائيلى فى احداث دارفور ويكشف فى محاضرة محضورة حكوميا واعلاميا القاها فى يوم 4 يوليو من العام الحالى عن الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه كل من لبنان ، وسوريا ، والعراق ، وايران ، ومصر والسودان. وقام معهد ابحاث الامن القومى الاسرائيلى بنشر نصوصها كاملة فى الشبكة الدولية - الانترنت ليلتقط ناشط سودانى آثر تسريبات الجانب اليهودى من محاضرة وزير الأمن الاسرائيلى ، مركزا على ما جاء فيها عن استراتيجية اسرائيل حول السودان عامة وحول اقليم دارفور خاصة ، وكأن لسان حال ذلك الناشط السودانى كان يردد ما ردده الشاعر الاموى القديم :
ارى تحت الرماد وميض نار وأخشى ان يكون له ضرام
ولكن ماذا قال وزير الامن الاسرائيلى عن مخطط دولته تجاه السودان فى ما ترجم من محاضرته الصريحة الى درجة الوقاحة:
فى بداية محاضرته سأل الوزير الاسرائيلى نفسه سؤالا لا بد انه كان يدور فى خلد الكثيرين من مستمعى محاضرته وهو " لماذا التدخل الاسرئيلى فى جنوب السودان فى الماضى، والتدخل فى د ارفور فى الوقت الحاضر ، رغم أن قدرة السودان على التاثير على الاوضاع فى اسرائيل معدومة ، ومعدومة كذلك قدرته عل المشاركة الفعالة فى قضية فلسطين؟
ويجيب الوزير الاسرئيلى على سؤاله بصراحة ووقاحة اكثر ويقول بالحرف:
" اسرائيل سبق أن حددت و بلورت سياساتها واستراتيجياتها تجاه العالم العربى بصورة تتجاوز المدى الحالى والمدى المنظور .ورأى الاستراتيجيون الاسرائيليون وقتها أن السودان ، بموارده الطبيعية الكبيرة، ومساحته الواسعه ، وعدد سكانه الكبير، اذا ترك لحاله ، فسوف يصبح اهم من مصر والسعودية والعراق . وسوف يصبح قوة هائلة تضاف الى قوة العالم العربى.وذكر الوزير الاسرائيلى مستمعيه ببعض اسهامات السودان فى الماضى فى المجهود الحربى العربى ضد دولة اسرائيل باعتبارنفسه دولة عربية تمثل عمقا استراتيجيا حربيا للجيش المصرى. وقال ان السودان شارك فى حرب الاستنزاف التى شنها الرئيس عبد الناصر ضد اسرائيل بين عامى 68 و 70 عن طريق ايواء سلاح الجو المصرى ، وتوفير المجال لتدريب القوات البرية المصرية. وحتى لا يتكرر هذا كان على الجهات المختصة الاسرائيلية أن تحاصر السودان فى المركز وفى الاطراف بنوع من الازمات والمعضلات التى يصعب حلها .
ومضى وزير الامن الاسرائيلى فى بجاحة من لم يعد يخشى شيئا ، مضى يقول فى محاضرته أنه كا لزاما على اسرائيل ان تنزع المبادرة من يد السودان حتى لا يتمكن من بناء دولة قوية ومستقرة ، وكان هذا العمل بمثابة التنفيذ الفعلى للاستراتيجية الاسرائيلية التى تبنتها رئيسة الوزراء الاسرائيلية جولدا مائير منذ العام 1967 والخاصة باضعاف الدول العربية واستنزاف طاقاتها فى اطارالمواجهة مع اعدائنا. وكشف الوزير الاسرائيلى عن بؤر ومرتكزات اقامتها اسرائيل حول السودان لكى ينطلق منها المخطط الاسرائيلى . قال الوزير الاسرائيلى ان تلك البؤر اوجدت فى اثيوبيا ويوغندا وكينيا وزائير ، واشرف عليها قادة اسرائيل المتعاقبون من بن قوريون وليفى شكول وجولدا مائير ومناحم بيغن واسحاق شامير واسحاق رابين واريل شارون. وذكر الوزير أن اقامة تلك المرتكزات والبؤر فى الدول المذكورة والمجاورة للسودان حتمه بعد السودان الجغرافى عن اسرائيل . ويرى الوزير الاسرائيلى ان المخطط قد نجح فى اعاقة قدرة السودان على اقامة دولة سودانية قادرة على تبؤ موقع الصدارة فى المنطقتين العربية والافريقية.
غير ان اخطر اعترافات وزير الامن الاسرائيلى حول السودان واكثرها استفزازا جاءت فى الشق الخاص بازمة دارفور من حديثه. فالوزير يقول بالفم المليان " أن تدخلنا فى دارفور وتصعيد الاوضاع فيها كان حتميا. فنحن نضع نصب اعيننا دائما خلق سودان ضعيف ومجزأ.كما نضع فى اعيننا كذلك حق سكان دارفور وواجبنا الادبى والاخلاقى تجاههم. ومضى الوزير الى القول ان الموقف الذى يعبر عنه بصفته وزيرا اسرائيليا ، تعبر عنه كذلك منظمات المجتمع الاسرائيلى. وقال لهذه الاسباب هم موجودون فى دارفور لوقف الفظائع ضد شعبها ، ولتأكيد حقه فى التمتع (بالاستقلال) وادارة شئونه بنفسه .وزعم الوزير أن العالم يتفق معهم فى انه لابد من التدخل فى دارفور .وقد ساعد الموقف العالمى - حسب زعمه - فى تفعيل الدور الاسرئيلى واسناده كدور منفصل عن الدورين الامريكى والاوربى ".
ويكشف وزير الأمن الاسرائيلى فى محاضرته ان رئيس الوزرء الاسرئيلى السابق اريل شارون كان هو صاحب فكرة تفجير الاوضاع فى دارفور حين يقول بالحرف ان اريل شارون " اثبت انه يمتلك نظرا ثاقبا وانه يفهم الاوضاع فى القارة الافريقية .وقد تبين ذلك من خلال خطاب كان شارون قد تحدث فيه عن ضرورة التدخل فى دارفور. وهذا ما تحقق بالفعل ، وبنفس الآلية والوسائل والاهداف التى رمت اليها اسرائيل. وطمأن الوزير الاسرائيلى مستمعيه بأن قدركبير وهام من الاهداف الاسرائيلية تجد فرصتها للتنفيذ فى دارفور الآن.
الفقرات الماضية لابد انها تمثل أجرأ ما يمكن ان يتحدث به وزير أمن ، اسرائيليا كان ام غيره . وهى تعكس روح التحدى وعدم مبالاة اسرائيل بخصومها العرب . فها هو وزير الامن الاسرائيلى يذيع على الملأ اخطر اسرار التحرك الاسرائيلى ضد دولة عربية هى السودان ، البعيد جغرافيا عن اسرائيل . ربما كان هدف الوزير ومؤسسته التى يديرها هو اشاعة المزيد من الاحباط فى نفوس الشعوب العربية بهذ الحديث غيرالمبالى والاستفزازى.والمثير للاستغراب. ولكن الشعور بالاستغراب سينتهى تماما عندما يطالع المستغربون ردود الوزير على اسئلة مستمعيه. ففى رده على سؤال من نائبه عن مستقبل السودان، اجاب الوزير اجابة خطيرة فحواها ان هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة ومصر ترى " ضرورة ان يستقل جنوب السودان واقليم دارفور ". قلت ان اجابة الوزير هذ هى اجابة خطيرة.اذ انه من المعروف ان الولايات المتحدة لا تشجع اية انشطارات جديدة فى افريقيا خوفا على الاستقرار الاقتصادى والتجارى والسياسى فى المنطقة الغنية بالمواد الاولية التى تحتاجها الصناعات الامريكية. كما ان انشطار السودان سوف يغرى الارومو فى اثيوبيا لفعل الشئ ذاته، وسوف يفجر الاوضاع فى يوغندا بين البوقندا اصحاب الارث الملوكى القديم الذين لم ينسوا بعد كيف كان صولجان الكباكا، وبين الاشولى القبيلة الحربية المشاكسة التى اضاع عليها عيدى أمين مجدها الذى حققته على يد فتاها ملتون ابوتى الذى حرر يوغندا ثم سلبه عسكر الكاكوا بقيادة عيدى امين سلطته لتبقى الضغينة الكامنة فى النفوس انتظارا للفرصة المواتية. اما ادعاء الوزير بأن مصر هى واحدة من الدول التى تطالب باستقلال الجنوب ودارفور فهو قد يجعل القارئ لهذا التقرير يمدد رجليه كما فعل ابوحنيفة النعمان؟
الامل والرجاء هو أن يقرأ ابناء دارفور هذا التقرير بعين فاحصة وعقل متدبر. وأن يطرحوا بعض الاسئلة الضرورية على انفسهم: و ان يتدبروا قول الوزير الاسرائيلى أن كل ما تحقق فى دارفور هوبعض ماخططه اريل شارون ( وبنفس الآليات والوسائل!)
ودعونا نقول يحفظ الله السودان ، البلد والشعب ،من كيد اسرائيل التى لا تريد له ان يستقر. ولكن لابد من طرح الشق الآخر من السودان وهوكيف ولماذا نجحت اسرائيل فى تنفيذ مخططها القديم فى دارفور ذلك المخطط الذى ظل حبيس ادراج الصهاينة وصدورهم حتى وقت قريب. دعونا نوقد شمعة فى الاركان المظلمة من حياتنا السياسية قبل أن نلعن الظلام. وليحفظ الله السودان من كيد نفسه ومن كيد اعدائه .
وللاخوة فى دارفور اقول ان هذا التقرير جارح لكرامة الامة الدارفورية قبل كرامة عموم امة السودان. فغدا قد تذهب الانقاذ التى نعارضها ، ولكن هل يبقى السودان ذلك هو السؤال الذى يضنينى الانتظار للحصول على اجابة شافيه عليه. |
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: هل هنالك راتق سياسي في الساحة السياسية السودانية الآن؟ |
سال الحبيب الدكتور احمد عثمان.. الاجابة ببساطة هي الحال الذي يغني عن السؤال، اذا كان هنالك من راتق سياسي لما وصل الوضع لما وصل اليه .. هذه الايام لا القماش و لا الابرة و لا الخيط هي في متناول المسكين!!!.. ليس لمن يزعم انه راتق الا معاينة الفتق.. السبيل معوج و الدرب خطر الا علي اصحاب الضمير الوطني الفذ.. فلنكن منهم
طه جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: طه جعفر)
|
الأخ الأكرم عبدالله الشقليني كم أنا حفي بمداخلنك الأنيقة الغنية والتي أفصحت عن عمق ودربة في تعاطي شؤون السياسية حينما تتعاطاها بشكل مباشر لا عبر الثقافي فتجمع حسنيي الثقافة والسياسة حيث لا تعارض إلا في حال تغييب السياسي للحرية ومصادرة حرية المبدع. أظنك تعرف بأنني تصديت عبر سلسلة مقالات بهذا الموقع لنقد الجانب السلبي لنيفاشا ومخاطرها منذ توقيعها، وهو سبيل واجهت فيه عنت كبير من المكابرين الذين كانوا ومازالوا يحدثوننا عن نيفاشا التحول الديمقراطي. سبحان الله! القراءة الخاطئة لوثيقة وحدث إستراتيجي كنيفاشا وتقييمها كوثيقة للتحول الديمقراطي برغم كل ماذكرته أستاذي بمداخلتك، حصاده هو تمزيق الوطن وتفكيكه. فالوحدة الجاذبة التي تحدثت عنها نيفاشا، كان من الواضح أنها مجرد أحلام إن لم نقل أوهام غير قابلة للتحقق في ظل توازن القوى وسيطرة المؤتمر الوطني وفقاً لنصوص الإتفاقية نفسها. دعني يا أستاذي أشكرك على رفد هذا الخيط بالمقال القيم للدكتور علي حمد إبراهيم، وأن أدعوك لمواصلة التداخل وإثراء الحوار لك ودي وتقديري ودمتم
صديقي ورفيق الزمن الجميل طه جعفر
أنا ممنون وشاكر بلا حدود على ردك الذي شخص الداء وتحسس مكامن الوجع الملخصة في عجز القادرين على التمام. معك نحاول ومع كل الوطنيين أن نكون أصحاب ضمير وطني يمكننا من السير في هذا الدرب الخطر لإصلاح إعوجاج الدرب. برغم كل ماتم ويتم وما وقع من أخطاء جسام، إلا أننا لسنا ممن يتملكه اليأس أو من يقنطون لأن الدرب طويل. لك ودي وتقديري ودمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: د.محمد حسن)
|
سلام للجميع مع إحترامي لكل الافكار الواردة في هذا البوست.... لكن هناك شئ تغافل الناس عن شئ هام... السودان امام خياران الوحدة او الإنفصال والاحظ أن الناس ركزوا على مسالب الانفصال ولم يناقشوا سوالب الوحدة ولا اعتقد ان مشكلة الديون حتبقى ازمة امام شعب قاتل لعقدين من الزمان في سبيل الإستقلال او الانفصال، واتمنى من الدكتور احمد ان يعطينا مفاضلة بين مساوئ الوحدة وفوائدها ولا تنسى يادكتور ان الاستفتاء حيشارك فيه الجنوبيون فقط يعني قرار الوحدة او الانفصال حيجي من منطلق مصلحة الجنوبيين. ولا اعتقد ان مشكلة اسم السودان حيثير ازمة ولا اظن ان الجنوبيين يتمسكون باسم السودان وحتى لو تمسكوا انظر في العالم تجد كوريا الشمالية والجنوبية واليمن الجنوبية والشمالية والامثلة كثيرة. اعتقد ان مشكلة السودان كانت محاولة جمع شعبين مختلفين في كل شئ واحدهم لا يرغب في الوحدة مع الآخر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: nazar hussien)
|
الأستاذ/ علي ميرغني أشكرك جزيل الشكر على المداخلة الغنية، ولكنني كنت أود أن تحدثنا أنت عن "سوالب الوحدة" حتى يكون النقاش للقضية من وجهة نظر من يرون أن للوحدة سوالبها. وبما أنك لم تفعل، سأفترض أنك تعني بالسوالب المشكلات التي مرت بها البلاد والحرب الطاحنة المدمرة التي كانت أطول حرب أهلية في أفريقيا بحيث أنهكت الإقتصاد السوداني وأقعدت البلاد عن مجابهة قضاياها بفعالية. وبناءاً على هذا الإفتراض، أود أن أبين أن ماتقدم هو ليس سوالب الوحدة بهذا الشكل المجرد، بل هو سوالب الوحدة التي تقوم على قهر الآخر وعدم الإعتراف بحقوقه وتغييب أسس التنمية من مناطقه وإلحاقه قسراً بمركز يريده أن يكون موحداً معه كمواطن من الدرجة الثانية. بمعنى أن مايراه البعض سوالباً للوحدة، هو في الحقيقة سوالباً لوحدة الجبر والتهميش والإلحاق، وليس سوالباً للوحدة المرجوة والممكنة التي تأتي طوعاً بناءاً على تأسيس الدولة على حقوق المواطنة والمساواة بين الجنوبي والشمالي أمام القانون مع توزيع السلطة والثروة توزيعاً عادلاً وتنمية الهامش. وبما أننا لم نجرب مثل هذه الوحدة المرجوة المتفق عليها من الجميع ماعدا المؤتمر الوطني المتمسك بدولته الدينية الشمولية، فإننا لانستطيع أن نتحدث عن سوالب الوحدة بهكذا تجريد وإطلاق. فالمطلوب هو الحديث عن أزمات ومشكلات الوحدة التي إستمرت منذ الإستقلال وحتى الآن، لمعرفة أسبابها ومعالجتها، لا الإنتقال لموقف يعتبر الوحدة ذات سوالب في المطلق. فالوحدة الطوعية الإختيارية التي تحترم الإنسان وحقوقه وتهتم بتنميته وتشركه في السلطة والثروة لا أظن ستكون لها سوالب، بل ستواجه مشكلاتها وفقاً للآليات الديمقراطية وعلى قاعدة المشاركة والصراع السلمي. ولعلي أبني على ماتقدم ردي على قولك أن الوحدة جمعت شعبين مختلفين في كل شئ، برغم غموض القول "في كل شي"، إلا أنني أرى أن هذين الشعبين - إن صح التوصيف- أو على الأقل القوى السيياسية الفاعلة التي تمثلهما، يتفقان في أهم شئ وهو الرغبة في إقامة دولة موحدة تقوم على حق المواطنة وتحترم حقوق وحريات مواطنيها وتسمح لهم بالمشاركة في السلطة والثروة، وهذا هو الأساس الذي تبنى عليه الدولة الحديثة. فهي (أي الدولة الحديثة) لاتقوم على أساس عرقي أو ديني -هذا إذا فهمت إشارتك لكل شئ أعلاه بشكل صحيح،و القول بغير ذلك يعني تفكيك دولة الهند الحالية مثلاً وتقسيم العديد من الدول في هذا العالم، وإنكار حقيقة وجود دولة عظمى سابقة هي الإتحاد السوفيتي الذي ضم الكثير من الشعوب ولم يكن إنهياره بسبب حشد هذه الشعوب في دولة واحدة لأكثر من سبعين عاماً. قصارى القول هو أن الوحدة ممكنة في وجود التنوع والإختلاف، وشمال البلاد أيضاً ليس نقياً لا عرقياً ولا دينياًوالتداخل فيه بين وجلي. دعني أستاذي أختلف معك في قولك أن أحد الشعبين لايرغب في الوحدة مع الآخر، فالتاريخ يعلمنا أن الجنوب قد إختار الوحدة في مؤتمر جوبا 1947م على أساس قيام نظام فيدرالي، وأكبر فصيل في قواه "الحركة الشعبية" منذ قيامها وهي تقاتل من أجل سودان موحد جديد، حيث لم تتبن أطروحة تقرير المصير إلا بعد إتفاقية الخرطوم للسلام بين حكومة المؤتمر الوطني والمنشقين عنها(ريك مشار، كاربينو، لام أكول) التي نصت عليه وحشرت الفصيل الرئيس في الزاوية. أي أن رغبة الجنوبيين الذين خصتهم نيفاشا بحق تقرير المصير في الإنفصال، ليست وليدة الإختلاف والتنوع بل وليدة المظالم التاريخية والرغبة في الإستمرار فيهامن قبل المؤتمر الوطني. وفي كل الأحوال يجب قراءة الإنفصال بحسب تأثيره على مواطني الجنوب والشمال، ببساطة لأنه يؤثر عليهما معاً دون الوقوف عند مانصت عليه نيفاشا بل بتحقيق مآلاتها. أشكرك مجدداً على المداخلة الملهمة، وأتمنى أن تساعدني بسرد ماتراه من سوالب للوحدة حتى يصبح هذا الحوار أكثر غنى لك ودي وتقديري ودمتم
صديقي الحبيب/ طه جعفر كفيت ووفيت، بإنتظار مزيد من تداخلك الذي لاغنى عنه. لك ودي وتقديري ودمتم
صديقي وابن دفعتي/ نذار حسين أشكرك جزيل الشكر على المداخلة وأتمني أن تكون مساهمتي المتواضعة هي جهد المقل وأن تفتح الباب لحوارات جادة. لك ودي وتقديري ودمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: Gaafar Ismail)
|
Quote: بسم الله الرحمن الرحيم السيناريو الاول من المتوقع ان يزداد التقارب بين المؤتمر الشعبي والحركة الشعبية في الفترة القادمة وتجاهل القوى السياسية الاخرى للوصول الى صيغة اخرى غير الاستفتاء على الوحدة او الانفصال الا ةهو الكونفدرالية، والتي قد تناسها الناس او فعلا نسوها، وللذكرى فانها كانت قد طرحت ايام الخارج علي الحاج وقد فاجأ بها قرنق الحكومة والتجمع معا حين طرحها ، من الغرائب ان هذا الموضوع لم يأخذ حطه من النقاش لامن الحكومة ولا من احزاب المعارضة وتم حينها تعليق المفاوضات ثم استؤنفت مرة اخرى بعد كم شهر وجاءت الحكومة موافقة على الكونفدرالية ولكن قرنق فاجأهم مرة اخرى بمسألة حدود الجنوب. والان كل الظروف مواتية لتطبيق التجربة التنزانية، سيكون هنا تكريس دكتاتوريتين واحدة في الشمال وسيكون من سيمتها اعلان الشريعة الاسلامية لغلق الباب امام اي فصيل سياسي والاخرى علمانية سافرة في الجنوب السيناريو الثاني: ان تكتمل الفترة الانتقالية وتكون البني التحية بدأت معامها في الجنوب بينما الشمال غارقا في الصراع الشمالي الشمالي ويتم التصويت لصلح الانفصال تزيد المشاكل في الشمال ويزداد الفقراء فقرا والاثريا تتخم خزاءنهم داخل وخارج السودان بالمال، ويكثر الطلب للهجرة ويزداد المجتمع تفكك في ظل غياب القوانين والنظم السيناريو الثالث تتنكر الحكومة لاتفاقيتها باي ذريعة فتقوم حرب ضروس بين الحكومة والحركات الجنوبية مما يغري متمردي غرب السودان بتصعيد الموقف العسكري فتتشتت جهود الحكومة وتضعف جبهاتها مما يغري دول الجوار باقتطاع جزء من اراض السودان كالآتي 1 غرب السودان يتم تقسيمه بين ليبيا وتشاد 2- الشرق ستحاول اثيوبيا ان تاخذ شريطا يطل على منفذ بحري ويشمل منطقة القضارف والزراعة الآلية 3- اريتريا ستتوغل حاى كسلا الشمال النوبي سيكون من نصيب مصر ولا يتبقى الا ذلك الجزء من الشريط النيلى والذي يشمل الجزيرة وجزء من الشمال السيناريو الرابع وهذا اضعف احتمال وهو ان تقوم مجموعة عسكرية قبل انتهاء الفترة الانتقالية بانقلاب عسكري يرجع بنا مرة اخرى الى مربع -4 (سالب اربعة) . |
السودان وطن ضائع بين حكومة فاشلة ومعارضة تبحث عن هوية (1)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: د.محمد حسن)
|
Quote: مقدمة :- إن إيماني القوي بجدوى الوحدة الوطنية عموماً وخاصة بين الشمال والجنوب يجعلني أتشبث بكل ما يكتب ويقال لتعزيز هذه الوحدة وجعل خيار الوحدة هو الخيار الأوحد وليس الخيار المفضل كما يقول البعض ، ولذلك فإنني بعد قرائتي لهذا الكتاب رأيت الكثير الذي إستهواني ، ولكن وكما ذكرت سابقاً لقد فوجئت أن يخرج مثل هذا الحديث من عضو قيادي في الحزب الذي كان سبب ما نحن فيه والذي كان السبب المباشر لكي يتحدث إخوتنا في الجنوب عن الإنفصال وتقرير المصير، والحقيقة المعقدة أن يكون الكاتب من أبناء جنوبنا الحبيب ، وعليه أود من الإخوة القراء والمتابعين أن يعلموا الآتي وأنا أقرأ معهم هذا الكتاب بتأني وموضوعية :- 1- إنني سوف أنقل ما أريد تأييده من الكتاب أو مخالفته بكل أمانة وتجرد. 2- أتمنى أن لا أكون محقاً فيما أحسست به من أن أن الكاتب قد تحامل أكثر مما يجب على قيادات الحركة الشعبية. 3- أتمنى أن يكون ما أعجبني في الكتاب هو عمل مخلص من الكاتب خالي من الغرض. 4- أرجو من الأخوة الوحدويين أن لا يتسرعوا في حكمهم على الكاتب ، حتى لا نفقده إن كان مخلصاً في توجهاته الوحدوية ، وأن يكون نشاذاً داخل حزب المؤتمر الوطني ونحن لا نعلم. 5- وأخيراً ، إنني حتى هذه اللحظة ليست لدي أدنى معرفة بالكاتب ولم أقابله أو أسمع به في حياتي ، ولكنني سوف أسعى للقائه والتعرف عليه عن فرب.
ونواصل ...
مع تحياتي وودي
" أبوفواز" |
(الإنفصال ومهددات الإستقرار في الجنوب) .. قراءة متأنية !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان ونذر التفكك (مخاطر الإنفصال على دولتي الجنوب والشمال) (Re: صديق عبد الجبار)
|
الأستاذ/ جعفر إسماعيل أشكرك جزيل الشكر على المداخلة وعلى إهتمامك بإزالة ماعلق بنفوس أهلنا في الجنوب. بالتأكيد هذه المسألة المهمة مدخلها سياسي يتقوم في تأسيس دولة المساواة أمام القانون القائمة على المواطنة، والإشراك في السلطة والثروة مع القيام بعملية تنمية شاملة. ولكنها عملية لابد أن تستمر على المستويين الإجتماعي والثقافي معاً، حتى لا تسمح لظهور مايؤدي لإنتكاسة في المستقبل. أشكرك مجدداً وأدعوك لمزيد من التداخل لك ودي وتقديري ودمتم
د. محمد حسن
حفي أنا بمواصلتك للتداخل وإغناء هذا الخيط بالأفكار. أشكرك على طرح تلك السيناريوهات المهمة. لا أمل في الحكومة وبالتحديد المؤتمر الوطني ألبتة، وقراءة المعارضة للوضع برمته خاطئة " رايح ليها الدرب في الموية"، ولذلك يأتي فعلها من موقع العجز والتوهم ومحاولة اللحاق بالحدث بدلاً من صنعه. لك ودي وتقديري ودمتم
الأستاذ/ صديق عبد الجبار لا أدري كيف أشكرك على المثابرة في رفد هذا الخيط بالإضافات المهمة ومده بالروابط المفيدة. غير أني أدعوك لمزيد من التداخل ورفدنا بالمفيد دائماً لك ودي وتقديري ودمتم
| |
|
|
|
|
|
|
|