|
Re: هل يمكن الخروج فى مسيرة يوم 26 يناير فى ذكرى تحرير الخرطوم ؟ (Re: Nazar Yousif)
|
Quote: شاوشيسكو ..
واضح أن رئيس الحكومة لا يريد أن يقطع ما تبقى من شعرة معاوية مع جناح نيفاشا لعله يحتاجه في ملمات غير منظورة. لكننا إذا نظرنا في عتمة سراديب الملمات غير المنظورة هذه، فقد نرى أن رئيس الحكومة قد وضع نفسه في وسط دائرة من المتشددين الذين أصبحوا كل السلطة وكل الحكومة وما على الرئيس إلا تنفيذ إرادتهم. لقد سار رئيس الحكومة في دهليز التشدد، وظل الدهليز يضيق كلما توغل فيه حتى لم تعد هنالك مساحة كافية تمكنه من الاستدارة والعودة. وبالنظر إلى تجارب الحكومات الشمولية في العالم فإن سيطرة المجموعة المتشددة العنيفة تعتبر حالة عادية تمر بها كل الحكومات الشمولية لأنها تشرنق نفسها في نهاية مطافها تشرنقا ذاتيا ضمن دائرة صغيرة مغلقة مكونة من الغلاة والمتشددين. وبسبب ضيق الدائرة وتكونّها من مجموعة واحدة ذات توجه واحد متشدد مثلها مثل أي خلية آحادية، فإنها تعجز عن استيعاب مجموعتين متناقضتين في جوفها كالذي جرى في السودان وغير السودان، وهذه واحدة من حسنات الشمولية لأنها تقترب بنفسها من نهاية أجلها سواء بتشرنقها وبالتالي عزلتها وتساقط أجنحتها وصيرورتها كهدف معزول مكشوف يسهل ضربه، أو أنها تدمر نفسها تدميرا ذاتيا عندما تحيط بها الضغوط تماما مثلما تفعل العقرب التي تلدغ نفسها عندما تحيط بها النيران من كل جانب. ومن حيث أن المجموعة المتشددة تدخل بدورها في معركة البقاء، فإنها تجعل من الرئيس كبش فداء مثلما حدث للرئيس الروماني نيكولاي شاوشيسكو الذي تم إعدامه بواسطة جنرالاته بعد أن جعلوا منه رمزا للدكتاتورية والقهر، وصنعوا من جثته وجثة زوجته الواحدة معبرا للخلاص. وهكذا دائما تكون نهاية أي رئيس شمولي حيث يأتيه ما يحذر في مكمنه من مأمنه على يد المجموعة التي أراد أن يجعل منها ملاذا آمنا لنفسه .. ولن تجد لسنة الله تبديلا. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|