|
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
اللجوء إلى مجلس الأمن
سبق القول إن حكومة السودان تلقت مذكرة الحكومة المصرية الأولى بشأن مسألة الحدود بين البلدين في أول فبراير 1958 وأن حكومة السودان كانت آنذاك مشغولة بالإعداد للانتخابات البرلمانية التي كانت ستجري في 27 فبراير 1958 وقد حاولت حكومة السودان دون جدوى إقناع الحكومة المصرية بإرجاء بحث مسألة الحدود إلى ما بعد الانتخابات السودانية. فتنفيذاً لقرار مجلس الوزراء ، حاول عبد الله خليل في الصباح – 17 فبراير 1958 – الاتصال هاتفياً بالريئس جمال عبد الناصر ولكنه أبلغ بأن عبد الناصر في جهة غير معلومة. وتلقى المحادثة نيابة عنه زكريا محي الدين وزير الداخلية. نقل عبد الله خليل إلى زكريا محي الدين رغبة حكومة السودان في أن ترجئ مصر ما اتخذت من إجراء في المناطق التي تطالب بها إلى ما بعد الانتخابات السودانية. وأكد له استعداد السودان للدخول في مفاوضات مع مصر بشأن هذا الموضوع بعد الانتخابات السودانية. وبتكليف من مجلس الوزراء سافر وزير الداخلية محمد أحمد محجوب إلى القاهرة لينقل إلى الرئيس عبد الناصر رغبة السودان في تأجيل موضوع الحدود إلى ما بعد الانتخابات السودانية. اجتمع محجوب بعبد الناصر وبزكريا محي الدين في 18 فبراير 1958 و أبلغ محجوب الحكومة المصرية أنها إذا وافقت على إجراء الانتخابات في المناطق المتنازع عليها ، فإن حكومة السودان ستصدر تعهداً بأنها لن تستند إلى إجراء الانتخابات كبينة لتأييد ادعاء السيادة على هذه المناطق. رفضت الحكومة المصرية ذلك واقترحت ألا تجري أي انتخابات ليس في المناطق المتنازع عليها فحسب و إنما في كل أجزاء دائرة وادي حلفا ودائرة البشاريين. وقد رفض السودان هذا الاقتراح ورفض اقتراحاً مصرياً آخر بأن تجري الانتخابات السودانية و الاستفتاء المصري بشرط أن توضع صناديق الاقتراع خارج المناطق المتنازع عليها. ولم تسفر اجتماعات محجوب في القاهرة عن نتيجة تذكر. يبدو أن حشد القوات على جانبي الحدود وإصرار الحكومة المصرية على إجراء الاستفتاء في 21 فبراير 1958 هو الذي دفع حكومة السودان إلى اللجوء إلى مجلس الأمن. وقد عبر عن ذلك رئيس وزراء السودان في خطابه بتاريخ 15 فبراير 1958 إلى الأمين العام للأمم المتحدة. فقد أبلغ الأمين العام بأن التقارير إلى أن مصر قد حشدت قوات عسكرية على الحدود المشتركة ، وبما أنها تصر على إجراء استفتاء في إقليم سوداني ، وبما أن السودان عازم على حماية إقليميه فإن الموقف قد يؤدي إلى إخلال بالسلم. و إذا لم يسيطر عليها فلربما يتطور إلى نزاع مسلح. اجتمع مجلس الأمن في 21 فبراير 1958 لبحث شكوى السودان. ولا مجال هنا لتفصيل القول حول مداولات المجلس. ويكفي أن نذكر أن مندوب مصر – عمر لطفي – تلا على المجلس البيان الذي أصدرته الحكومة المصرية في 21 فبراير 1958. وأعلنت بموجبه قبول تأجيل بحث مسألة الحدود إلى ما بعد الانتخابات السودانية. وتبعاً لذلك فقد أجل مجلس الأمن بحث النزاع حتى للبلدين إيجاد تسوية. وتركت شكوى السودان مدرجة في جدول أعمال المجلس. وتجدر الإشارة هنا إلى أن السفير عبد السميع زين الدين مدير إدارة السودان بوزارة الخارجية المصرية أبلغ لجنة الشئون بمجلس الشعب المصري في 24 فبراير 1992 أن شكوى السودان لم يتم سحبها وأن السودان يقوم بتجديدها سنوياً. إن تاريخ اللجوء إلى مجلس الأمن – إي 21 فبراير 1958 – يشكل في رأينا تاريخاً حرجاً ، بمعنى أن النزاع ينبغي أن يتقرر على أساس الوضع القانوني الذي كان قائماً في ذلك التاريخ. ولن تؤثر في ذلك الأعمال أو الأنشطة ولن تؤثر في ذلك الأعمال أو الأنشطة التي يكون قد باشرها أحد الطرفين في المناطق المتنازع عليها بعد ذلك التاريخ بقصد تحسين أو تدعيم مركزه القانوني.
تخطي السودان للجامعة العربية
انتقد عمر لطفي مندوب مصر لدى الأمم المتحدة في خطابه أمام مجلس الأمن في 21 فبراير 1958 حكومة السودان لتخطيها جامعة الدول العربية ، واتهمها بالتسرع. ولكن السودان رد بالقول أنه أخطر سفراء الدول العربية في الخرطوم بتفاصيل أزمة الحدود بين مصر و السودان في 18 فبراير 1958 . وفي التاريخ نفسه بعث السودان بمذكرة حول الأزمة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية. و في 20 فبراير 1958 طلب السودان من الجامعة العربية بذل مساعيها الحميدة لتسوية الأزمة. ولم يصدر من الجامعة العربية أي شيء إلا في 22 فبراير 1958 أي بعد يوم من البيان الذي أصدرته الحكومة المصرية في 21 فبراير 1958 وتلاه عمر لطفي على مجلس الأمن في نفس اليوم. وهو البيان الذي قبلت بموجبه الحكومة المصرية تأجيل بحث الأزمة إلى ما بعد الانتخابات السودانية. ومهما يكن من أمر فقد أصدرت الجامعة العربية في 22 فبراير 1958 بياناً أشارت فيه إلى طلب حكومة السودان و إلى أن الأمين العام أجرى اتصالات مع المراجع المصرية المسؤولة فأكدت أن الحكومة المصرية باقية عند موقف المسالمة و الأخوة وحسن الجوار. وأنه تأييداً لهذه الروح فقد أصدرت الحكومة المصرية بياناً أعلنت فيه إرجاء تسوية المسألة إلى ما بعد الانتخابات السودانية حيث تبدأ المفاوضات لتسوية المسائل المتعلقة بين البلدين. وقد وصف الدكتور محمد المجذوب عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية موقف الجامعة العربية حيال الأزمة باللا مبالاة. وقال أيضاًً أنه " على الرغم من المذكرة المقدمة من حكومة الخرطوم ، لم تجد الجامعة العربية من المناسب دعوة المجلس للانعقاد. و الغريب أن الدول الأعضاء نفسها لم تتحرك لدعوة المجلس للانعقاد والبحث عن تسوية.
وأخيراً ، فإن هذه المقالة لا تستنفد بالبحث كل جوانب مسألة الحدود بين مصر و السودان ، ولكنني آمل أن يجد فيها القارئ بعض ما يعينه على متابعة تطورات المسألة. ولا يفوتني التذكير بأن الآراء الواردة في هذه المقالة تعبر عن وجهة نظري الشخصية ولا تحمل بالضرورة وجهة نظر أي جهة أرتبط بها.
انتهى
ملحوظة : نشر المقال في صحيفة الشرق الأوسط في العدد 4855 السبت 14/ 3 / 1992
---------------------------------------------------------------------------
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-15-09, 10:34 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-15-09, 10:37 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | Tragie Mustafa | 12-15-09, 11:08 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 08:46 AM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 08:53 AM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | أبو ساندرا | 12-16-09, 08:57 AM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 08:59 AM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 10:40 AM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 10:41 AM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 10:43 AM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 10:44 AM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 10:46 AM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 10:48 AM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 01:15 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | بدر الدين الأمير | 12-16-09, 01:25 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 02:10 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | أحمد الشايقي | 12-16-09, 01:44 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 03:30 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | عبدالكريم الامين احمد | 12-16-09, 04:26 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | بدر الدين الأمير | 12-16-09, 05:11 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | عماد الدين عبدالله | 12-16-09, 05:34 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-18-09, 10:55 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | كمال عكود | 12-16-09, 05:42 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 06:48 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-16-09, 06:43 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | Abdel Aati | 12-16-09, 06:48 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | Faisal Al Zubeir | 12-21-09, 07:28 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | محمد عبدالرحمن | 12-29-09, 09:39 PM |
Re: مقال هام جدا للدكتور فيصل عبدالرحمن على طه حول قضية حلايب ... | عمر عبد الله فضل المولى | 02-04-10, 07:54 PM |
|
|
|