|
|
 هل الاخرون هم الجحيم - سناء جعفر (نقلا عن الاحداث الخميس 24 ديسمبر 2009)
|
ثرثرة حميمة
سناء جعفر
هل الآخرون هم الجحيم ؟!
من هم الآخرون ؟! ولماذا تكون نظرتنا إليهم أحياناً مليئة بالرفض ؟!
أنا كفرد ..أنت بالنسبة لي آخر .. نحن كمجموعة .. هم بالنسبة لنا آخرون.
إذن ببساطة .. الآخرون هم كل من ليس ( أنا ) أو ( نحن ).
هذا التقسيم يجعل قائمة الآخرين تتسع وتشمل أبيك، وأمك، وأخيك، وابنك، وزوجك، وابنتك، وابن قبيلتك ، وجارك ، وابن بلدك ... الخ..
كيف ومتى نشأ مفهوم رفض الآخر ؟!
في بدء التكوين .. خلق الحق سبحانه وتعالى آدم من طين .. وخلق ابليس من نار .. وعندما امر ابليس بالسجود لآدم .. رفض بزعم انه لن يسجد لمن هو اقل منه ... ويقال ان هذه كانت البذرة الأولى لرفض الآخر الذي يختلف عنا ... وبعد هبوط العدوين اللدودين الى الارض تناسلت ذرية آدم وحواء فظهرت الاختلافات في الاشكال والالوان والاعراق والاديان والافكار والمعتقدات ... واصبح الكون يضمنا نحن .. والاخرون ... بشر مختلفون عن بعضهم البعض لكنهم مجبرون على التعايش في حيز محدود .. مجبرون على تقبل اختلافاتهم والتعامل معها .. واحترامها ... لكن تلك البذرة اللعينة ظلت كامنة داخل كل منا .. وما ان تجد الفرصة حتى تطل براسها لتعلن عدم قبولنا لآخر يختلف عنا في قليل او كتير ... وأصبح الرفض إحساس انطباعي قد ينشأ من اللقاء الأول أو النظرة الأولى لمجرد أن لون الآخر لا يشبهنا .. او عرقه مختلف عنا .. او افكاره ضد افكارنا .. او دينه مغاير لديننا .. وحتى لو كنا ندين بنفس الديانة مع اختلاف المذاهب سيؤدي هذا إلى الرفض أيضا .. نرفض من يتكلم لغة غير لغتنا .. ويرتدي ملابس خارجة عن تصنيفنا للمقبول والمرفوض .. نرفض من ينتمي لحزب سياسي لا نواليه ... ومن يشجع فريق كرة القدم المنافس لفريقنا .. وهكذا أصبحت النتيجة متشابهة برغم اختلاف المسببات التي أدت إليها ...
البعض يظن أن رفض الآخر هو وسيلته لحماية نفسه .. والحفاظ على كيانه من غزو الآخر بثقافته المختلفة .. وان أي بادرة قبول لهذا الآخر تعني الاقتناع بأفكاره وتبني معتقداته .. والسماح له باختراق خصوصيته .. وهم هنا يخلطون بين شيئين مختلفين ... القبول والاقتناع ... فنحن لسنا مطالبين بالاقتناع بأفكار الآخر أو تبني ثقافته ..أو التحول إلى معتقده أو التماثل مع شكله .. لكننا مطالبين بقبول وجوده ككيان مختلف عنا .. وقبول حقوقه التي تحافظ على حريته وكرامته وحقه في الاختلاف ..
قال الحق سبحانه وتعالى في محكم تنزيله " وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا” ( الحجرات الآية 13)
أي أننا خٌلقنا مختلفين .. والتعارف هو وسيلتنا لفهم اختلاف الأخر عنا ومحاولة استيعابه والتعايش معه .. واحترام ما يمثله حسب اعتباراتنا الفكرية والعقائدية والنفسية والاجتماعية
وزرع ثقافة قبول الآخر يجب ان يبدأ منذ الصغر ... حتي ينشأ الطفل ولديه قبول لكل الاخرين المختلفين عنه في الشكل والجنس واللون والدين والمستوي الاجتماعي والثقافي و المادي فيتدرج في العمر وهو متشبع بهذه الثقافة ومؤمن بمبادئها ويطبقها بلا تفكير ...
في المجتمعات المتعددة الثقافات والأعراق .. يجب أن تسود ثقافة قبول الآخر لان رفضه قد يدخلنا في متاهة صراع ربما أدى لفناء المجتمع نفسه في النهاية ... بينما يساعد القبول على نماء وازدهار المجتمعات .. ( أمريكا ) اكبر قوة عظمي في العالم دليل حي على أن قبول الآخر هو السلم الذي يقود الأمم إلى أعلى .. فبرغم الخليط الغريب المتنوع المتنافر المختلف في اللون والشكل والثقافة والعرق والاثنية الذي كوّن هذه الدولة .. إلا أن ثقافة قبول الآخر المنتشرة في عقول الأفراد هناك جعلتهم يتجاوزون كل هذه الاختلافات ويتعايشون ويتفاعلون ويتزاوجون ليشكلوا في النهاية اكبر تجمع سياسي اقتصادي اجتماعي يؤثر في كل العالم حوله ... دعونا نحارب المقولة الخاطئة التي أطلقها الفيلسوف والروائي الفرنسي جان بول سارتر بأن ( الآخرون هم الجحيم ) ..
دعونا نكسر حاجز الخوف والجهل الذي يفصل بيننا وبين الآخر .. وننظر إلى أنفسنا بوصفنا آخر في عيون الآخرين وكيف نرغب في أن يرانا كما نراه ..
فلنلتقي مع الآخر الذي لا يشبهنا في منتصف الطريق .. فلنجعل اختلافنا معه ايجابيا ويمنحنا مساحة نمارس فيها طقوس إنسانيتنا .. فلنشاركه افراحه واتراحه .. ناكل معه .. ونضحك معه .. ونبكي معه .. لان الوصول إلى هذه الدرجة من قبول الآخر من شانها ان تملا حياتنا بثراء لا مثيل له ...
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل الاخرون هم الجحيم - سناء جعفر (نقلا عن الاحداث الخميس 24 ديسمبر 2009) (Re: abubakr)
|
سناء هنا تطرح امرا نعايش بعض منه يوميا حتي هنا في هذا المنبر الواسع الماهل ... امر الاخر وقبوله .. كل من هو ليس انا فهو الاخر عندي ولكن الامر في ان نكون انا والاخر في وئام نقبل اراء بعضنا البعض ووجودنا في حيز واحد حتي ولو كان اسفيريا برشاقة .. في الاخر ربما نجد ما نفتقده فينا وهو يجد ما يفتقده .. الاخر يتعلم منا ونحن نتعلم منه .... الانانية هي الصفة التي تلازم الذاتية المفرطة عطاء وهي اسقاطات مرض رفض الاخر ...المعرفة طريق ذو اتجاهيين مضاديين اخذ وعطاء انا اعطي الاخر وهو ياخذ وهي بدوره يعطي وانا اخذ ....
دول تقدمت كثيرا وكان معيارها قبول الاخر عملا وانتاجا ورايا وحقا عاما... رفضنا المتوارث لللاخر وتنصيفه بانه اخر اما كيانا او قبيلة او لونا او لهجة او لغة او مالا او جهوية او رايا جعل دولتنا من افقر دول العالم واكثره مشاكلا واقلها نموا واكثرها فسادا واسوءها ادارة ..
البوبار والشوبز والتعالي والصفوية الشكلية وصفات القطط السمان والتعلق بدرجات علمية في غير مكانها بعض من رفض الاخر ورفض الذات كذلك وقصور في انسانية الفرد وعقلانيته ومقدرته علي التنافس الحر دون سند وعكاكيز ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل الاخرون هم الجحيم - سناء جعفر (نقلا عن الاحداث الخميس 24 ديسمبر 2009) (Re: Haitham Elsiddiq)
|
هدي
بكري
هيثم
قبول الاخر مهم ... الخروج من حيز الواحد كعنصر وقبيلة واثنية امر مهم لخلق كيان يستفيد من تنوع يقويها.....الان يناقش صحفيين (البوني ومني) في برنامج "عدد خاص" نفس مضمون شبيه بما كتبته سناء .. "العنصرية".. فعدم قبول الاخر هو "عنصرية " تاخذ صور مختلفة ولكن "الزواج" في السودان كان ومازال هو اهم مؤشرات "عدم قبول الاخر" اي "عنصرية "... واستضاف البوني ومني شابة وصفت بانها من جيل متعلم متنور .. كان كلامها نظريا عن العنصرية والجنس والعرق جميلا واكدت زنجية كل اهل السودان حيث انها عاشت وعرفت من هم العرب مثلا في بلاد العرب(السعودية) وانه ليس هناك ما يجعل بعض السودانيين يصرون علي عنصرية عربية ولكن عندما اصر المضيفيين علي امر زواجها مثلا من عنصر واثنية اخري لم تستطع ان تجرؤ علي ان تخرج من عتق موروث "رفض الاخر" بحجة قبول الاسرة اولا .... وعند ذهاب الضيفة اشارت الصحفية "مني" الي ما يفيد بان الشابة كان لها راي اخر خارج الاستوديو اي "قبول الاخر" في اشارة الي ان الضيفة غيرت رايها امام المايكرفون ... وساءني ذلك كثيرا حيث التناقض واضح بين ما يقوله البعض وما يطبقونه ...ثم استضافا الاخ جوك جاديين من الدنيكا-امين عام نقابة سائقي اللواري في ولاية الخرطوم- والذي كان واضحا في الاعتداد بنفسه وقبيلته وعنصره ورغبته الاكيدة في فبول الاخر وانه شخصيا متزوج من الشمال ويري ان المصاهرة هي احد اهم الحلول للوحدة في السودان ..وضيوف اخرون اختلفت ارائهم بين الموروث والرغبة في التغيير بتمازج وقبول للاخر ....
| |
|
|
|
|
|
|
| |
abubakr
jini
بكري عباس علي
الجندرية
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست