تواصل خريجى بحرى الحكومية–المدرسة المدينة

Quote: الأخوان والأبناء من خريجي بحري: • يبدو أنني أتكلم عن حقبة تسبقكم كثيرا فقد كنا من الرعيل الأول للمدرسة وتحديداً ثاني دفعة 1964 ـ 1968م وكانت المرحلة الثانوية ذلك الحين أربع سنوات كاملة وكنا آخر دفعة على مستوى الثانويات بالسودان تدرس فيها جميع المواد باللغة الإنجليزية ـ فيما عدا العربي والدين بالطبع ـ وجاء من بعدنا التعريب ثم تغير السلم التعليمي بأكمله بعد ذلك. • طاقم التدريس في بحري الثانوية حينها كان متنوعاً: إنجليز (مستر رايت وغيره)، وأوربيين أخر، وهنود (سبا راو وغيره) وباكستاني (الطاهر حمدان)، ومصريين بالإضافة للسودانيين بالطبع. كثير من الأجانب تعاقبوا علينا لتدريس الإنجليزي والأدب الإنجليزي والعلوم والرياضيات من بينهم تلك الإسكندنافية الشقراء ممشوقة القوام فارعة الطول قصيرة الشعر والاسكيرت ـ نسيت أسمها ـ والتي أثارت ضجة كبيرة في أوساط الطلاب ـ وربما بين المدرسين كذلك. • مستر رايت كان مميزاً بارتدائه القميص الأبيض والرداء الكاكي ـ نفس زي الطلاب ـ وكذلك بسبب تجهمه الدائم. أنقض علي في الفصل ذات مرة في حصة الرياضيات حين كتبت الرقم (5) بالإنجليزي بصورة مشابهة للحرف العربي (ى). أمسك بشعري حتى كاد أن يقتلعه من جذوره وهو يهز رأسي بعنف ويصرخ: This looks like an Arabic Ya’a! This looks like an Arabic Ya’a فكرس نفوري من الرياضيات منذ ذلك الحين. • الفنون كان يدرسنا لها أستاذنا عبدالحميد رستم وهنالك سر نذيعه له إذ كنا نسميه البريسبيكتف Perspective حيث كان يكثر من استعمال هذه الكلمة. كذلك درسنا الفنون على يد د. أحمد عبدالمجيد. • استاذ عطا (عطا المنان الطاهر) كان منفعلاً بالأدب الإنجليزي يقرأ لنا من قصائد لورد بايرون ووردزورث ويدرسنا قصص هنريك إبسن وبرنارد شو وغيره ونحن بعد في السنة الثانية فشوقنا لها. • المركز الأول في فصلنا كان محتكراً من قبل عبدالقادر كرار مضوي لم ينازعه فيه أحد طيلة الأربعة سنوات التي قضيناها بالمدرسة بينما تعاقب الآخرون على بقية المراكز. عبدالقادر تابع نبوغه وابتعث من جامعة الخرطوم حيث نال الدكتوراه في الرياضيات من جامعة Warwick البريطانية الشهيرة في ذلك المجال. عمل بجامعة الخرطوم لفترة قصيرة ثم استقر ببريطانيا للتدريس بها. قابلته قبل شهر في مناسبة حزينة هي قدومه لتقبل العزاء في شقيقه وصديقنا وفقدنا د. عبدالجليل كرار. في نفس العزاء التقيت الفريق حاج أحمد الجيلي من فصلنا والكابتن طيار جار النبي من الفصل الثاني كما التقيت أستاذنا أحمد بر أطال الله عمره ومد في أيامه. • ألفة الفصل كان (الباشمهندس) عمر رمضان. تحكم في الفصل بانضباط واقتدار دون تشنج ولم يشي بأحد للناظر. كثيراً ما كان يصحبنا للإفطار بمنزلهم القابع في ركن الميدان المطل على المستشفى والمجلس البلدي حيث كنا نتناول أشهى فسيخ على الإطلاق. • الذين تابعوا المسار الأكادي%E