جنجاويد الشرق من يكونون.....؟

Quote: قدموا المجرمين للمحاكمة.. يظل شعارنا حتى يحاكم كل من اجرم في حق الشعب مع اقتراب موعد المفاوضات التي تجمع جبهة شرق السودان مع الحكومة بليبيا برزت الى السطح ملامح المخطط الذي تقوده اجهزة النظام القمعية في سعيها لتكرار المأساة التي شهدتها دارفور على يد مليشيات الجنجويد ولازالت تشهدها وتعيشها. فهاهو النظام يسعى لاعادة السيناريو الدامي في شرق السودان عبر جنجويد الشرق والانكأ والامر ان اجهزة النظام تستعين في هذا المخطط بمجموعات الجهاد الاريترية والتي تجمعها الحكومة في منطقة كسلا وجنوب طوكر، ولا يخفى على احد ان السلطة القمعية سبق وان استعانت بهذه المجموعات الاريترية للقتال مع الجيش السوداني في العام 1997 ضد التجمع الوطني الديمقراطي وظلت الجبهة الاسلامية تحتضن هذه المجموعات باعتبارها ذراعاً اسلامياً اريترياً يتثنى لها عبره اسقاط الحكومة في اريتريا مما يؤكد ان سلطة الجبهة لم ترعو من التدخل في شئون دول الجوار . ووصلاً لما ارتكبته من فظائع انسانية في دارفور من العام 2003 لمواجهة الحركة المطلبية لمواطني الاقليم بدأت اجهزة النظام في اطلاق ايدي المليشيات المسلحة في شرق السودان والتي سميت (بجنجويد الشرق) اشرف على تجميعها وتدريبها وتسليحها وادارتها جهاز الامن والمخابرات بهدف احداث فتنة قبلية من شأنها اضعاف جبهة شرق السودان المعارضة وتشتيت وحدتها واغراقها في صراعات قبلية . مخطط اجهزة النظام في تكوين مليشيات الجنجويد بالشرق يجري تنفيذه في عدد من مدن الولايات الشرقية الثلاث وانكشف المخطط بشكل سافر وهذا يؤكد ان سيل دماء المواطنين انهاراً لا يزعج السلطة بقدر ما يزعجها نضال الجماهير من اجل حقوقها. قبيل عطلة عيد الاضحى بدأت اجهزة النظام بكسلا في تجنيد مدنيين من قبيلة الجميلاب بكسلا وتدريبهم بدعوى حماية القبيلة وتم تدعيم المليشيا بقوة من الجهاد الاريتري .. وصبيحة عيد الاضحى قاد معتمد همشكوريب المقيم بكسلا (احمد محمد بيتاي) مليشيا الجنجويد المكونة من مايزيد عن الثلاثمائة، والتي اشرف عليها العقيد (محمد عيسى) بالاستخبارات، وشاركت مليشيا الجنجويد في الهجوم على همشكوريب في 11 يناير 2006 مما ادى لاصابة عدد كبير من افرادها وفي مقدمتهم العقيد محمد عيسى الذي اسعف بالسلاح الطبي. المشرف على جنجويد الشرق بكسلا احمد بيتاي كان في السابق احدالمفصولين من جيش البجا وعاد للسودان برفقته حوالي 100 فعقد معهم النظام صفقة تم وفقها تكليفهم بحراسة خط البترول وبعض المواقع المتقدمة في مسرح العمليات بشرق البلاد وهذه المليشيا تتواجد هذه الايام في منطقة سارية باب التي تبعد عن همشكوريب حوالي9 كلم. يجري هذه الايام انشاء مليشيا جنجويد بمحلية عقيق بجنوب طوكر ويشرف عليها معتمد المحلية (حسب الله صالح). كما يشرف معتمد محلية هيا(محمد الحسن) على عملية تكوين مليشيا جنجويد بالمنطقة. وامتداداً لهذا المخطط الآثم لاشعال الفتنة بشرق السودان مثلما سعت لذلك اجهزة النظام بدارفور وضحت اخيراً مخططات النظام لتكوين مليشيا جنجويد بالقضارف اطلق عليها اسم (اسود البطانة)، المجموعات المكونة لهذه المليشيا تم تدريبها في معسكر يتبع للدفاع الشعبي بمنطقة (رفاعة) الواقعة بين (ام شجرة والقضارف) وتتواجد هذه المليشيا حالياً بمعسكر خاص يتبع لجهاز الامن بالقضارف تم انشاؤه في العام الماضي. وتوضح المعلومات الواردة من القضارف ان ( اسود البطانة) او القوات الخاصة كما تسميها الحكومة تم الاعلان عن التجنيد لها قبل شهور كمجندين لجهاز الامن وتم ابعاد ابناء البجا من التجنيد والانضمام لها، بعد ان جمعت اجهزة الامن المجندين باحد المعسكرات تم الحاقهم بفترة تدريبية بالخرطوم لمدة شهرين بعدها تم اعادتهم الى القضارف. يقيم افراد اسود البطانة والذي يزيد عددهم عن 200 فرد بمعسكر يقع جوار سد السرف بالقضارف عند مدخل المدينة من طريق كسلا واغلب افراد القوة من قبائل (الشكرية،المشايخة والجناينة)وتتبع هذه القوات ادارياً الى جهاز الامن والمخابرات ويشرف على تمويلها والي القضارف بنفسه، ومؤخراً اوكلت قيادة هذه القوات الى المقدم عبد المنعم محمد علي وهو الحرس الشخصي السابق لنائب رئيس الجمهورية. ومحاولة للتشويش على أي مفاوضات قادمة، قامت الأجهزة الأمنية بإنشاء حركة تابعة لها باسم (الحركة الوطنية لشرق السودان) لا وجود فعلياً لها إلا على صفحات الانترنت، وتضم أفراداً معروفين بعضويتهم للأمن والاستخبارات، مقيمين بأوروبا، مثل سيناريوهات مماثلة في دارفور. ان هذا المخطط الذي تدير خيوطه اجهزة النظام يوجب على القوى الديمقراطية والمجتمع المدني والنقابات وجماهير شرق السودان اليقظة والعمل لفضحه وتعريته وتعرية سياسات الجبهة الاسلامية ومساعيها المتصلة لاراقة الدماء وتحويل السودان الى بحيرات دم في سبيل بقائها على سدة الحكم.