جنجاويد الشرق من يكونون.....؟

Quote: جبهة الشرق بين سندان دولة إرتريا ومطرقة الحزب الشيوعي السوداني بقلم إبراهيم جعفر – قيادي بالحركة الوطنية لشرق السودان سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 16/2/2006 8:14 م إبراهيم جعفر – قيادي بالحركة الوطنية لشرق السودان 17 فبراير 2006 من الجّليّ لكلّ ذي فكرٍ سياسيٍّ بصيرٍ ومعنيٍّ بمشكل شرق السودان السياسي (والإجتماعي) الحالي أنّ وضعيّة ’مفترق الطّرق‘ التي تسم، الآنَ، ذاك المشكل توشك أن تُدخلهُ في مأزقٍ سياسيٍّ عصيبٍ من شأنه، إن لم يُتدارَكْ بحكمةٍ ووعيٍٍ سياسيٍّ متفهّمٍ لضرورات وممكنات المرحلة السياسية- الوطنية الراهنة، أن يسوقهُ إلى سبيلِ تهلُكةٍ، قد يُودِي، في خاتمته، إلى دربٍ ليس قمينٍ بصونِ حقّ إنسان الشرق التاريخيّ والوطنيّ العريقِ والرّاسخِ في أن يتولّى- بعدلٍ- شؤؤن سياساته وإدارة موارد أهله ومجتمعه على الهيئةِ الرّحيمةِ، الرّصينةِ، التي لا تكونُ غايتُها إلا بِرّاً وخيراً بأحيائهِ وأشيائهِ. أنا انطلقُ من ذاك المدخل البليغ (والبلاغة- تعريفاً- هي "الإيجاز مع الإصابة") إى بيان تصوّرٍ موجزٍ تدبّرتهُ بتروٍّ وإعمالِ فكرٍ ورأيت فيه مخرجاً واقعيّاً وعمليّاً من وضعيّة ’مفترق الطّرق‘ اللا حربية واللا سلميّة التي عنينا. لكنني، قبل أن اُوصّفَ تفاصيل الهيئة العامّة لذاك التصوّر، اودّ أن اُقدّم هنا صياغةً قصيرةً لبعضِ ما أدركت أنّه منطوٍ على أسبابٍ فعليّةٍ كانت وراء قيام الوضعيّة المُشكلة التي نعايشها الآن في شرق وطننا السّودانيّ الحبيب. أوّل تلك الأسباب التي ذكرت هو عدم امتلاك القيادة العسكرية الميدانية لمؤتمر البجا (أو، إن شئت، ’جبهة الشّرق‘) سلطة اتّخاذ قرارها السّياسيّ المستقل إذ أنّها مُرتهنةً للنظام الحاكم في دولة إريتريا الشقيقة وليس لها حولٌ ولا طولٌ سياسيٌّ إزاءهُ يُؤهّلُها للإنفكاكِ من تصوّراته وأجندتهِ، بل وأوهامه‘، السياسية التي يطمح إلى إنزالها على أرضِ الواقعِ السّياسيّ- الإجتماعيّ في شرق السودان ويأبَىْ، في لجاجةٍ، أن يُنافسُهُ في ذلكَ المُنافِسُون! وثاني تلك الأسباب يكمنُ في تذبذبِ الرؤية السياسية لقيادة مؤتمر البجا (’جبهة الشرق‘) الخاصّة بمنهاجيّة وأسلوب التعامل مع الأزمة الحاليّة في شرق السودان سياسيّاً واستراتيجيّاً. ذلكم بائنٌ في سماحها لنفرِ ليس له علاقةِ وجعٍ مباشرةٍ بمشكلِ شرقِ السّودان السياسي والإجتماعيّ العريق (قيادات من الحزب الشيوعي) ليس بالتّغَوّلِِ فقط على شأنِ رسمِ سياساتِها العامة وإنّما، أكثرَ من ذلك، على أمرِ تحديدِ رؤيتها ومسارها ومواقفها اليوميّة الفعليّة. أولئك هم مسؤولون، فعليّاً وجزئيّا (إذ أنّ الطرف الثاني المسؤول ، في هذه الحالة، هو، بلا ريب، القيادة السياسية الأرتريّة)، عن التّعثّر المتكرّر، والمؤسي، لسيرورة مفاوضات الحلّ السياسيّ السّلميّ الشّامل- الذي هو، في غاية الأمر، البُدُّ الذي ليسَ منهُ بُدُّ- بين النظام الحاكم في جمهورية السودان الآن- على سوئهِ- والفعاليّات السياسية الرئيسة الممثلة لمواطني شرق السودان بكلّ ألوان طيفهم السياسيّ والإجتماعيّ. وثالث الأسباب إيّاها- وذلكم طامّةٌ حقّة!- كائنٌ في استراتيجيّة الحكومة السودانية في تجارةِ شراءِ الذّمم- تلك التجارة الرابحة ظاهريّاً وأهلُها بها، إلى حينٍ، فَرِحُونْ! إنّ ممّاّ يَمُدُّ للسُّلطةِ مَدّاً في هذا الإتّجاه، المُغوي بالسّيرِ الحثيثِ فيهِ توهّمُ قوّتها وقدرتها على فرضِ أمرها الواقع كما هو سنيناً عَدَدَا، هو ذاك التأجيل المتكرّر المؤسي للمفاوضات والمُسبّب بالإختلافِ والتشتّت وضياع القضيّة وتمويهها فيما بين من ليس لهم قرارٌ في يدهم (أي القيادة الميدانية لمؤتمر البجة (’جبهة الشّرق‘) المرتهنة للقيادة السياسية الأرتريّة) وذاك النفر الآخر ( قيادات من الحزب الشيوعي ) الذي سبق وأن نبّهنا إلى نفوذه غير الحميد في مؤتمر البجة (’جبهة الشّرق‘، إن شئت!). يؤوبُ بنا، الآنَ، جِماعُ ما ذكرت إلى توصيف تفاصيل الهيئة العامّة لذاك التّصوّر- مشروع المخرج الذي كان هو، في البدء، ولا يزالُ، هدف مقالنا هذا لمن يعقِلُونَ، من النّاسِ، ويتفكّرُونْ. تلك التفاصيل التي اقترح يمكن لها أن تُلخّصَ، إجمالاً، في ما يأتي:- 1. الدّعوة إلى عقدِ اجتماعٍ عامٍّ مشتركٍ، في القريب العاجل، فيما بين قيادات جبهة الشرق السياسية في خارجِ البلاد والقيادات السياسيّة للحركة الوطنية لشرق السودان، التي هي في خارج البلادِ أيضاً، فضلاً عن أيّ أطرافٍ وتنظيماتٍ وفعاليّاتٍ أخرى، في بلاد المهجر، معنيّة بمشكل الشرق وجادّة على سبيلِ حلّ مشكله السياسي والإجتماعيّ المزمن. ونُوصي هنا أن يُوَازَىْ ذاك الإجتماع باجتماعٍ ثانٍ آخرٍ، في ذاتِ وقتِهِ أو لا حقٍ لهُ، فيما بين قيادات جبهة الشرق والحركة الوطنية لشرق السودان والفعاليات الأخرى المعنيّة في داخل البلاد. 2. العمل، من خلال الإجتماع المذكور ( ولاحقاً بالتّنسيق مع اجتماع قيادات الداخل الموازي له )، على البدءِ في اتّخاذ الخطوات التمهيديّة لتأسيس مجلس مركزي موحّد يُمثّل جِماع الرأي الوطني بشرق السودان ويضع برنامجاً شاملاً ومنهجيّاً يكونُ بمثابةِ مسودةِ ميثاقِ عملٍ وطنيٍّ سياسيٍّ ذي فلسفة سياسيّة واضحة وميكانيزمات عمليّة لتنزيلها على أرضِ الواقع متوافقة مع متطلبات وظروف المرحلة السياسية الراهنة ليس في وطننا السودان فحسب وإنّما، كذلك، في العالم جميعه. 3. الشّروع، انطلاقاً من المجلسِ المركزيّ وميثاقِ العملِ الوطنيِّ السياسيِّ المُوحّدَينَ إيّاهما، في إقامةِ كيانٍ سياسيٍّ وطنيٍّ جديدٍ يكونُ ممثّلاً لكلّ التنظيمات والفعاليّات السياسية الشّرق- سودانيّة المهمومة بقضيّة شرق السودان (جبهة الشّرق، الحركة الوطنية لشرق السّودان، منظّمات المجتمع المدني في شرق السودان وأيّ فعاليّات وشخصيّات سياسيّة ووطنيّة أخرى مهمومة بالمسألة الشّرق- سودانيّة). 4. تحديدُ إسمٍ مُناسبٍ للكيانِ السياسيِّ الجّديدِ بالإتّفاقِ والتّراضي فيما بينَ أعضاء مجلسه المركزيّ المُوحّد وأيّ أطراف أخرى معنيّة. 5. وضع استراتيجيّة مُوحّدة للتفاوض مع السلطة المركزيّة الحاكمة في السودان تستبصرُ بفلسفة ميثاق العمل الوطني الوارد ذكره وتعمل على ترسيخِ آليّاتِ حوارٍ علميّة وعمليّة فعّالة تُرُغمُ من نُحاورُهُم على احترامنا ( نحنُ ’الآخرُالسّياسيُّ، الشّرقُ- سودانيُّ ) والإصغاء إلينا بانتباهٍ، ومن ثمّ يُحاصرُونَ بذلكَ ولا يكونُ لديهُم من سبيلٍ منطقيٍّ وموضوعيٍّ يتّخذونهُ معنا ( وكذلكَ مع مُراقبي ومُيسّري ووسطاء تفاوضنا معهم ) سوى الإستجابة الرشيدة لمطالبنا وردّ ’بِضاعةِ‘ حقوق أهل الشّرق، وافيةً، إليهم. إنّ ذلكم الذي ادعو إليهِ لعملٌ راسخٌ وحاسمٌ وعظيمٌ ويتطلّبُ منّا وحدةً ضروريّةً ومُلحّةً وشجاعةً ومسؤوليّةً وطنيّةً كبيرةً وشديدةً لا يتصدّى لها إلا من يرتضونَ، اختياريّاً، النّوءَ بعبءِ أمانةٍ وطنيّةٍ لا يُجدي معها خطابُ الحماسةِ الإنشائيِّ العتيقِ فتيلا. هلُمُّوا تعالُوا إلى "الكلمةِ السّواءِ بيننا" التي دعوناكم إليها من قبل، كونوا ظهيرين لبعضكم البعض كأعوادِ حزمةِ رماحٍ سياسيّةٍ واحدةٍ ولا تنقلبُوا على بعضِكُم البعضِ لائمينَ ويتيهُ كُلُّ حزبٍ وفريقٍ منكُم بما لديهِ فتُصبحُوا على ما فعلتُمْ نادِمينْ.