سمندلاوي رحل!!!!

سمندلاوي رحل!!!!
هل صرتٌ بلا حدساً ينبئني أو حساً يكلمني وأنا المكلوم وآخر من يعلم ؟ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي دائم لا يموت، يرث الارض ومن عليها، بيده الخير وهو على كل شيء قدير. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. ثم الحمدلله على كل حال ولا يحمد على مكروه سواه. عرفتك منذ خمس وعشرين عاما زميلا في معهد الموسيقى والمسرح الذي سبقتني إليه ببضع سنين. سكنَّا سوياً في داخلية بانت، فكنت نعم الأخ الاكبر والصديق الوفي. لقد تعلمت الكثير منك ونهلت من حسِّك المرهف وأنت تعزف الكمان الذي اتفقنا على حبه. وكما جمعنا المعهد والداخلية والكمان جمعتنا فرقة الاستاذ محمد الامين. لقد كنتُ ردفك في ذلك الموتوسيكل في كثير من المشاوير الفنية والاجتماعية أنعم برفقتك الآمنة وصحبتك الصدوقة. عرفتك محتفيا بالجمال حد نكران ذاتك واحتفائك بالآخر فكتبت عن أمجاد أصحابك كثيرا ولم تكتب عن نفسك حرفا. ثم أذكر أيضا من رحلتك القاسية مع الربو وكتاحات السودان الترابية في زمن سطوة الترابيون تلك الليلة التي داهمتك فيها نوبة الازمة. كان ذلك في داخلية بانت بعد منتصف الليل ، كانت نوبة شاهدتك تموت فيها ولم يكن بمعيتك بخاخ الفنتولين ولا معنا ثمن شراءه. حينها ارتميت على رجلي بكل معاني الخوة والإنتماء مستجيرا ومرددا )يا عاصم انا حأموت(. لقد عشتَ يا بكري بعد ذلك عمرا حملتك فيه الريح بعيدا عنَّا لبقعة لم تكن تحسب يوما أنَّها ستكون مهبط قدمك أو معراج روحك، لكنها كانت أرض ميعادك. نحمد الله الذي منحك العمر لتخلف ذرية ترث جمال روحك، تحمل اسمك وتربطنا بك إلى أن نلتقي. لم يمنعك البعد عنَّا ولم يقطع وصلك، فكانت رسائلك تتفقدنا بانتظام ولا إنتظام وصوتك يعبر الاثير ويشق البحار ليشنف آذاننا وفي حناياه نبرات الحنين وطيف من ذكراك. اعرف ان كلامي لن يعيد جسدك لنا أو يرجعك للدنيا يا دفء الاخوان في زمهرير الغربة وخالهم كما كان يحلوا لهم تسميتك )الخال( هكذا كنت عنوان المحنة لهم إخوان السودنة في صقيع الهجرة. إنِّي أكتب إذاً لأقرأ لنفسي عبر ذاتك المتأصلة في ذواتنا أو لذاتك عبر نفسي و أكون معك صريحاً لقد استشكل الامر عليّ. إن غياب جسدك يا بكري لا يعني افول شمس روحك الشفيفة عن سماءنا، فجسدك قد أدَّى رسالته بتجسيد القيم النبيلة كلها وحمل روح الانسان فيك منك إلينا. اما روحك فقد تخللت اجسادنا وامتزجت بارواحنا منذ خلق الله الارواح واشهدهم ان لا إله إلا هو. هناك تعارفت أرواحنا الطيبة وكان ذلك سر التآلف بينك والطيبين والمحبة التي لم نعرف لها غاية ولا انتهاء. وتلك الدنيا التي غيبت جسدك عنَّا إنها دنيا بأي حال من الاحوال، دنيئة سفلى. سيشدك الكثيرون إليها باستدعاء اسمك وذكرى رسمك متشبثين بك حبّاً ، لكنك ماضٍ من دنيا إلى عليا وليكن هذا عزاؤنا إذاً. لن أنساك يا بكري طول ما حييت وذكر الله في قلبي وعلى لساني بإذن الله. فامض آمنا، انت السابق ونحن اللاحقون ،كلُ من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. كلٌ نفسٍ ذائقة الموت ولا تدر نفسٌ بأي أرض تموت. أخوك المكلوم جدا عاصم الطيب

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]