|
|
 وكل مظاهرة سلمية وواعية وفاعلة وأنتم على وطنٍ يستحق الفداء
|
جاء هذا التقرير من احد المشاركين بالداخل استعرضه معكم لتعم الفائدة:
لكم التحايا جميعاً
وكل مظاهرة سلمية وواعية وفاعلة وأنتم على وطنٍ يستحق الفداء
كما العهد بهم، توافد الناس أفراداً وجماعات نحو نقطة التجمع المتفق عليها بامدرمان - منطقة المجلس الوطني (كخطة أ) وَ دار حركة تحرير السودان قيادة منـّي أركو منـّاوي (ب) منذ صباح اليوم على رغم الاغلاق الجزئي للطرق والكباري وشحن السـُّبُـل بالشرطة والاحتياطي والأمن وأجهزة أمنجية لا تعرف فلاحاً ولايعرفها .. ينهمرُ الناس من الطرق الجانبية وعربات الطرحة والركشات والكدّاري نحو دار حركة تحرير السودان بعد أن سـُدّت عليهم سبل البرلمان .. بعد وصولي عند التاسعة والنصف، علمتُ أن قيادات تحالف القوى الوطنية مجتمعة بالداخل.. تواصل الاجتماع لأكثر من ساعتين ؛ وقد رشح أن المجتمعين يتبادلون الرؤى حول أنجع السبل لمسير التظاهرة السلمية - يبدو أنهم مهمومون على حيوات جماهيرهم- وأما نحن المنتظرون بباحة الدار وشارعها الرئيسي المتفرع من ش الموردة رأينا أن الانتظار المعقول ربما أفاد في تجمع أكبر ، طالما أن انهمارهم لم يتوقف ؛ وهكذا ظللنا منتظرين للتحرك
حانت لحظة الخروج ، وسبقتها مخاطبات من قيادات قوى الاجماع الوطني : أبوراس، ضياء الدين، هالة ، مريم الصادق ، وممثلين من الحركة الشعبية وحركة تحرير السودان والإمة الإصلاح وغيرها من قوى الاجماع ؛ ركّزت جميعها على الاصرار بتسيير المظاهرة وتوصيل المذكرة للبرلمان ، مع مطالبة الجماهير بالالتزام باللاعنف وعدم ردّ البمبانات أو قذف الحجارة أو التكسير ..... وخرجنا هاتفين
حرية سلام وعدالة والوحدة خيار الشــعب
دارفور سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب
كانت هناك في البدء ، هتافات من أمثال : استيم تفاح .. أوكامبو كلامك صـاح .. كما كانت هناك أشعار منشدة ، وجلالات لآل الشعبي وانجليزيات جنوبية للتغيير ؛ وقد ورد في أحد المخاطبات أن يلتزم الناس بهتاف واحد عام : كــ حرية سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب
وقد كان
خرجنا من دار حركة تحرير السودان، بعد سماع المخاطبة، في لوحة قومية تجمع شيباً وشباباً نساءاً ورجالاً وطلاباً وطالبات وصحفيون وغير منتمين لأحزاب ، فوق انتمائهم العام : الســـودان ... اللوحة قومية في كل بنيانها ، ليس فيها من ملمح يُغلــّب أنها تظاهرة جنوبيين ضد أهل الشمال ! كما يأفك الإنقاذويين المرعوبين
استقام بنا الدرب الذي ضاق بالجمع ، وعلت هتافات الحرية والعدالة والسـلم .. هاهنا ، تأكّدتُ أن الجمع كبير ومُلفِت ومفحِم للأنقاذ وأذنابها وتطاولها المقيت، وأتمنى أن تكون اجهزة الاعلام قد استطاعت تصوير هذا الجمع الهادر الذي يؤكد رغبة الناس في تحقيق التحول الديمقراطي وقهر الظلم الوبيل للحكم الفاشي المرعوب والمسلّح حدّ اسنانه ؛ ذلك أنني كنتُ كبير الثقة في أن الشرطة الحائرة وتلك القوى الخائرة بما تجمّع فيها من حشّاشين! سيضربون جمعنا عندما نستوي على شارع الموردة .. وقد حدث
ما أن سرنا مسافة رُبع كيلو في شارع الموردة في هذا الجمع الباذخ، تحملنا ألوية الحرية واستذكار ظلم الإنقاذوي لأخيه الإنسان ،وحتى قبل أن يكتمل مرور نصف الموكب الهادر والذي كان آخره داخل دار حركة تحرير السودان وجزء كبير منه يزحم حيطان الشارع الجانبي لدار حركة تحري السودان - فالمنطقة على فساحتها، ضاقت بالجمع- حتى تصدّى لنا " أوباش بلادي!" ..صمدنا لبرهةٍ وتصاعدت أصوات بأن أجلســـوا أرضاً ؛ جلستُ أرضاً - رغم عدم قناعتي بمثل هذه المكيدة الغشيمة بسببٍ من سفاهة الإنقاذويين وأوباشهم ..ظللنا نهتف ونراقب الحال، فزاد المرعوبون من وحشيتهم وصبّوا علينا رصاصاً مطّاطياً وبمباناً ..وأعتقد أن تلك البرهة لم تزد عن مسافة الاتصال بين الأوباش في شارع الموردة وصاحب الأمر الجبان الأكبر في غرفة التحكم الانقاذويه ! شخصٌ معلول بالخوف ومشلول بالرّعب وبالخوف ممّــا سيــأتي إن أكملتْ هذه التظاهرة السلمية تسليم مذكرتها .. لابد أنه شخص موسوس لايثق حتى في شرطته وأمنه التلافيفي على الرغم من أن معظم جنوده من اقارب أقارب أقاربِه - إن بعدوا ، أو فلنقل : إن انتسبوا لقوميتهم السودانية
عدنا نتدافس في بطء !! خوف أن نتداهس في بعض .. والأرض تتفجـّر بمنباناً براكينيـــّــاً .. ومنظر الدماء سائلة في أكتاف وأيادي البعض جــرّاء المطاطي العجيب
لم تخذل الناس شجاعتهم .. ويالها من حوبة ، تلك اللحظة .. ولكن قدرة احتمال البنمبان ، متفاوتة ، فوقع أناس على الأرض فأُســـعِفوا أسعفهم مَن بقربهم من الجماهير..وتداهم الناس على دار حركة تحرير السودان ، والعدو من خلفنا مُدَجـّجاً .. دخل الكثيرون و لم أكن ضمن الداخلين ، وفضـّلتْ مواصلة الهرج البنمباني متجها غرباً ، وهناك وجدنا مجموعة جماهيرية فواصلنا الهتاف فزاد الجمع وتشاور الناس لأجل كــّرّة أخرى .. وفعلنا .. وجاءتنا عربات التاتشر (أوباش الأمن) وزرقاوات البيك أب للاحتياطي المركزي الظلوم والمرعوب هوالآخر مدافعها تيجاناً في أعلى تنداتها!! . في سياقة داخل الحوار كأنما نحن في حواري هوليود والروكي وأدغال فينّوم بنه! .. لشدما ظلم هؤلاء الأوباش أنفسهم باتباع الباغي الظلوم المرعوب تحت مكيــّفاتِه بغرفة التقتيل والمداهمة
تفرقنا مرة أخرى ..لأجل كـَــرّة .. لنجد ، من بعد، أن العسكر الكثيف بدأوا في حالة حماس مواتٍ للضرب والمساككة ، ولم يسلم فيها بعض طلاب الأساس الأطفال العائدين لبيوتهم وسط مسافح مشاعر أمّهاتهم من الفزع !
امتلأت المنطقة (حي الموردة) بالعسكر يمشطون الحواري ! وتفرّق الجموع إلا من جمعٍ كبير اعتصم بدار حركة تحرير السودان ..حسب اتصالاتي التليفونية ، علمتُ أن ليس من اصابات بينهم ولا في فتيتنا الأشاوس -وقد تم اعتقال بعض القيادات من أحزاب قوى الاجماع - ولكنهم الآن محاطون بالعسكر وتقول بعض الروايات بأن كل من حاول الخروج منهم تمّ اعتقاله
الآن أنا في مكان ما فى الخرطوم
اتصالاتي تتواصل .. وأخر معلومة ، أن العديدين محبوسون داخل دار تحرير السودان، وظني أنها لا تتسع لهم لفترة طويلة فليس من ماء ولا كهرباً تفي بحاجتهم ؛ وبالطبع، فأنا لا أثق في عدالة الإنقاذويين وعساكرهم الباطشة ..
|
|
 
|
|
|
|
طلعت الطيب
Nasr
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست