شيبون والشيوعيون : مساهمة خالد كتمور !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-25-2009, 01:27 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شيبون والشيوعيون : مساهمة خالد كتمور !!

    يقول محمد عبد الرحمن شيبون في قصيدته عن موت لوممبا وكانت من آخر قصائده :

    لا تحسبوا من مات مات
    فإنه حي لومببا
    هو في مياه الكنغو يجري
    صاخب الأمواج عذبا
    هو في اهتزازات الغصون أصفى ندىً
    وأعم خصبا
    هو في التماعات النجوم
    تبثه ضوءاً وشبا
    هو في قلوب الطيبين
    تحوطه عطفاًً وحبا
    هو في قوانين الحياة مضي إلى الآفاق رحبا
    هو في ضياء الشمس دفءٌ
    مرسل شرقاً وغربا
    هو قصة التاريخ تضوي سيرهً درباً فدربا
    لا تحسبوا من مات مات
    فإنه يحيا بنا، يحيا لومببا .


    يا ترى هل لا تنطق الكلمات هذه عن شيبون نفسه ؟؟
                  

11-25-2009, 01:30 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون والشيوعيون : مساهمة خالد كتمور !! (Re: Abdel Aati)

    واذا كان صلاح أحمد ابراهيم هو من اهتم بقضية شيبون وبشعره في الستينات؛ بحكم الصداقة التي بينهما؛ وحتى لا يضيع تراث "حنجرة الشعب" الذي قتلته الذئاب؛ فإن الاخ والصديق خالد أحمد بابكر (خالد كتمور) قد كان له القدح المعلى في الدفاع عن سيرة شيبون تجاه محاولات الاغتيال اللاحقة لأسمه التي تمت في السنوات الاخيرة؛ من قبل بعض الشيوعيين والمتشيعين؛ فله الشكر اذ دافع عن الرجل ميتا؛ بعد ان قتلته الضباع حياً وميتاُ .
                  

11-25-2009, 01:31 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون والشيوعيون : مساهمة خالد كتمور !! (Re: Abdel Aati)

    يقول الاخ خالد كتمور في هذا المجال:

    أردنا من سلسلة المقالات التي بدأنا ومانزال نواصل فيها أن نستجلي الحقيقية والوقائعية والملابسات التي عاشها الشاعر والكاتب الشيوعي والمناضل السوداني محمد عبد الرحمن شيبون. وهو أمر تشكك فيه المتشككون الذي مازالوا يتساءلون عن جدوى الحفر في هذا الموضوع. وقد قلنا إن شيبون مني بظلم ماحق.. فهو راح ضحية للمضايقات والظلم والحيف اللذين عاشهما وذاق مرارات خذلان الرفاق والأصدقاء.. ولوحق حتى حينما تخلى عن المؤسسة الشيوعية وراح (يدج) في أقطار هذا البلد عسى ولعل أن يهنأ بلقمة عيش شريف - كما قالها في رسالته الأخيرة للرأي العام. اردنا من كل ذلك أن نخلص إلى بعض الكوادر الشيوعية سعت (وهذاثابت في التاريخ السياسي) لتشويه صورته ودمغة بإدمان الخمور البلدية.. وروّج لذلك كُثر ممن نعرفهم حق المعرفة. وبعضهم راح يغتال شخصيته بالملاحقات (الثابت) التي ذكرها في رفاعة.

    أما موقف الشيوعيين (الذين تخلوا عن شيوعيتهم وحزبهم ومن لازالوا في رحابها) من الشاعر السوداني الصميم الأصيل صلاح أحمد إبراهيم واضح ومعروف.. وأرشيف الصحف السودانية مليء بالشتائم المقذعة بين الرفاق. ونحن بحوزتنا الكثير من ذلك الأرشيف الذي نعكف عليه الآن لنوثق للتاريخ بدل هذا الحديث السماعي لذلك الصراع الذي أصبح مقدساً عند البعض ولا يُسمح به حتى لمن كانوا داخل الحزب الشيوعي.. وكل من يتعرض لمسألة شيبون وصلاح والحزب الشيوعي يعتبر في نظر بعض الكهان مغرضاً ومأجوراً لأي جهة سياسية أو خارجية.. وربما يدمغوك بالعمالة ونكأ الجراح.. ونحن نقول بأن التاريخ ملك للجميع. أردنا من كل ما كتبناه حول هذا الصراع وحول شيبون بصورة أخص أن نثبت أن هناك قراءة حقيقية للواقع غير تلك التي يدعيها من لا يريدون نبش هذا التاريخ الذي راح ضحيته كثير من الشباب النابه الذين منهم شيبون

    خالد أحمد بابكر كمتور

    ما الذي أوصل شيبون إلى حافة الإنتحار

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 11-25-2009, 01:32 PM)

                  

11-25-2009, 01:33 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون والشيوعيون : مساهمة خالد كتمور !! (Re: Abdel Aati)

    فالى مقالات الاخ خالد .. أو ما استطعت الحصول عليه منها .
                  

11-25-2009, 01:34 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون (Re: Abdel Aati)

    شيبون وصلاح أحمد إبراهيم

    كنت كتبت في الملف الثقافي للصحافة بتاريخ 18/3/ 2005م كلمة تحت عنوان «شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والخروج على القيادة»، وقد عقّب عليها الكاهن عبد الله الحاج القطي بكلمته المنشورة بتاريخ الأول من أبريل 2005م. وبعد أكثر من شهر كان الدكتور عبد الله علي إبراهيم قد بدأ نشر مقالاته المتتابعة بالصحافة حول انتحار شيبون. اللافت أن صديقنا الدكتور افتتح مقالاته بكلمة استعرض فيها ما جاء عند القطي دون أن يشير لما تناولناه من محاور، أو يذكرنا باعتبارنا من بادر في الكتابة حول هذا الشأن، بل اكتفى وأمّن على ما قال به القطي، يقول: «أجدني متفقاً جداً مع رفيقنا عبد الله الحاج القطي في دعوته أن يكف بعضنا عن هذا الحب القاسي للمرحوم صلاح أحمد إبراهيم. وأول مظاهر قساوة هذا الحب هو الأخذ بشهادة صلاح عن أستاذنا عبد الخالق محجوب كمسلمات لا يأتيها الباطل. وهذا سوء أدب في عرض خصومة (أصبح أفرادها في ذمة التاريخ). وخشي القطي ألا يكون هذا الحب لصلاح لوجه الرجل بل نكاية في الحزب الشيوعي. ونبه بذكاء أنه بقدرما كتب الناس عن صلاح فهم لم يتجاوزوا واقعته عن الحزب الشيوعي. وعلى أهمية هذه الواقعة في حياة صلاح فإنها لم تأتِ على حصيلة عمره الحافل السديد القصير. والحق إنك لا تقرأ للمروجين لصلاح الشيوعي المتمرد كتابات عن عوالم الرجل الغنّاء».

    يصح أن نقول بأن شهادة الدكتور عبد الله علي إبراهيم في هذا الموضع – هي شهادة مجروحة، فهو قد سعى منذ البداية في مقالاته إلى تبرئة الحزب الشيوعي، ليس لإظهار الحق فحسب، بل تحيزاً واضحاً يتبدى لكل من اطلع على تلك المقالات التي اكتنفها الغموض البائن حول انتحار شيبون، وعلى من تقع المسؤولية؟ بدا لنا من خلال ما ساقه أن الحق له وحده في انتقاد القيادة الشيوعية، وليس سواه. ولاينبغى لهذا الحق أن يؤتى لأحد غيره، وإلا سوف يقع تحت طائلة ما سماه المروجين لصلاح الشيوعي المتمرد أو الآخذين بشهادته عن المرحوم عبد الخالق محجوب. وإن قُدِّر لك أن تتناول سيرة صلاح وشيبون والحزب الشيوعي، ليس لك إلا أن تنتظر الدكتور عبد الله ومن شايعه أن يمنحوك الإذن وصكوك الكتابة، حتى يتسنى لك أن تقول قولاً صوابا!!. فهو قد انتهى إلى القول بأن: «الحب القاسي هو حب مناصري صلاح هؤلاء لصديقه المرحوم الشاعر محمد عبد الرحمن شيبون. فهم – كما يقول – يحبونه بالعدوى من صلاح لا عن علم بالرجل وأدبه»!!

    ونحن نقول: لماذا صمت الدكتور عبد الله علي إبراهيم طوال هذه الفترة ولم يكتب ولا سطراً واحداً عن حياة شيبون المنتحر إلا بعد أن طرقنا على الموضوع طرقاً خفيفاً بما نعلم؟ الثابت أن هذه الحساسية المفرطة من قبل قُدامى الشيوعيين تجاه الأستاذ صلاح أحمد إبراهيم – خاصة الميّالين نحو القيادة – يضمرون عداءاً كبيراً للحق ولكل من أراد أن يظهره على الناس ولو بحسن نية.

    المعروف أن الأستاذ صلاح أحمد إبراهيم ذكر في (الصحافة 23 يوليو 1967م) أن فصل شيبون من الحزب أواخر 1957م كان بمثابة سقوط لمثله الأعلى كشف له عن خساسة وضعة، وقد رمى به (هذا الفصل) في حالة مفضية إلى الانتحار (الحالة التي انحصر فيها شيبون فقضت عليه. وهذا ما أورده الدكتور عبد الله علي إبراهيم بالنص في سياق حديثه (الهوائي) عن فصل شيبون من الحزب الشيوعي. وأنا أقول (الهوائي) لأن الدكتور لم يستند عليه، فهو في سياقات أخرى قد تعمد التشكيك في كلمة صلاح عن فصل شيبون، وتراه يؤكد على أن شيبون جرى تفريغه ككادر، بمعنى أنه لا يعتمد مسألة (الفصل) هذه ولا يعوِّل عليها كسبب رئيس من أسباب الانتحار.

    هذا، وقد علّق كهل القصة في السودان عثمان الحوري على مقالات الدكتور عبد الله علي إبراهيم بذات النظرة المتحيزة، وبذات الفهم الشيوعي لدى عواجيز الحزب، فقال: «ورغم فشل مشروع صلاح أحمد إبراهيم في إلصاق تهمة القتل بعبد الخالق فإن انتحار شيبون يظل لغزاً محيراً. أما أسلوب د. عبد الله في البحث عن مسألة انتحار شيبون فهو أزمة جديدة من أزمات السودان في القرن الواحد والعشرين. وهي أزمة قد تبدو فردية وتخص د. عبد الله وحده ولكنها في الحقيقة أزمة عامة تتعلق بأسلوب البحث العلمي».

    وقد أعجبني قول الدكتورة نجاة محمود أحمد الأمين في أطروحتها عن الراحل صلاح قائلة إن الفضل كله يرجع إلى صلاح في أن يبقى شيبون (حنجرة الشعب) في ذاكرة الشعب.. فلولا أنه خلده في تلك القصيدة لمات واندثر مثلما مات العشرات من المنسيين في تاريخ الثقافة السودانية.. ولما وجد د. عبد الله علي إبراهيم داعياً في أن يتقفّى حياته ليخرجه من عباءة حب صلاح القاسي له.. لنعرف الحياة القصيرة لبطل من زماننا.. ولموته المفجع.

    كتب عبد الله علي إبراهيم في خاتمة مقالاته عن شيبون يقول: «حاولت في سلسلة مقالاتي عن المرحوم شيبون التي أختمها اليوم فك ارتباط مأثرته ومأساة انتحاره عن تدوين وتأويل صديقه المرحوم صلاح لهما. فقد نفث صلاح في عرض محنة شيبون غضبته هو نفسه على الحزب الشيوعي وعلى أستاذنا عبد الخالق محجوب. فقد قال إن شيبون هو ضحية من ضحايا أستاذنا. وأستاذنا عند صلاح واحد من ستاليني (جمع ستالين) المناطق الحارة. واستطرد قائلاً: وقد كان أكثر همي في هذه المقالات أن نحصل على علم أفضل بمحنة شيبون مما علمنا صلاح منذ أن نظمه في قصيدته (أنانسي) في ديوان (غضبة الهبباي) الصادر في 1965م. وقد حاولت رد هذه المحنة إلى البيئة السياسية والاجتماعية التي اكتنفت حياته القصيرة».

    فهل أحدث الدكتور عبد الله معرفة مختلفة عن هذه النهاية المأساوية؟ لا أظن ذلك، فهو قد اكتفى بالدوران حول انتحار شيبون بطريقة درامية مسرحية، مرتكزاً على ذات الفهم والنقطة التي أشار إليها صلاح في أن شيبون حورب وحوصر وقاطعه الرفاق والأصدقاء. وهو ذات الأمر الذي حمل الدكتور خالد المبارك على قوله بكل الصراحة والصدق مع النفس. فقد انتهى في بسالة إلى أنه كان من الذين خاصموا شيبون وقاطعوه، وذكر أنه تفاداه مرة عملاً بما صدرت به الإشارة. فهل كانت القيادة الشيوعية على علم بهذا الحصار؟ أم أنه تم بواسطة أفراد وكوادر داخل الحزب لهم وزنهم وثقلهم؟

    المعروف كذلك أن صلاحاً فُصِل من الحزب الشيوعي، والثابت أنه بعث برسالة لسكرتير الحزب من (أكرا) يستوضح فيها إن كان فصله صدر من قيادة الحزب، أم أنه تجاوز من عمر مصطفى المكي، لكنه لم يجد رداً لها. وكان المرحوم عمر مصطفى المكي وهو أحد قادة انشقاق الحزب في 1970م يقول إن صلاحاً بعث لنا برسالة تجاهلناها!! وعمر مصطفى المكي وأحمد علي بقادي هم اللذين قادا هجوماً منظماً ضد صلاح عند صدور مجموعة البرجوازية الصغيرة في 1958م، حين خلعت إحدى القصص إسمها على عنوان المجموعة فتصدى له هؤلاء النفر تحت عنوان «صلاح أحمد إبراهيم يتردى في الدرك الأسفل». ويعلم الجميع أن الأستاذ عمر مصطفى المكي هو الذي صاغ بيان فصل صلاح من الحزب باسم رابطة الطلاب الشيوعيين بجامعة الخرطوم، ومعروف عنه اختفاؤه لست سنوات هي عمر (حكومة عبود)، وقد نشر فيما بعد مذكراته (ست سنوات تحت الأرض) بصحيفة (الميدان) 1964/ 1965م.

    من الإنصاف القول أن صلاحاً أقذع في هجومه على عمر مصطفى المكي، وسدد ضربات موجعة لقيادة الحزب، ممثلة في الشهيد الأستاذ عبد الخالق محجوب الذي كان ذا أريحية منقطعة النظير. فلم يرد على كل ما ساقه صلاح رحمه الله ضده، بل هناك من دافع عن الحزب والقيادة التنظيمية كالدكتور خالد المبارك الذي كتب كلمته (الأرضة جربت الحجر) في صحيفة الأيام في نحو 1967م.

    http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&b...rd=100&msg=118096880

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 11-25-2009, 02:05 PM)

                  

11-25-2009, 01:36 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: كم عاصفةٍ مرّتْ ولم تنسَ أياديها البذور (Re: Abdel Aati)

    شيبون وصلاح أحمد إبراهيم (2)
    كم عاصفةٍ مرّتْ ولم تنسَ أياديها البذور
    خالد أحمد بابكر

    يا رياح الموت هُبي إن قدرتِ اقتلعينا
    إعملي أسياخكِ الحمراء في الحي شمالاً ويمينا
    قطِّعي منا الذؤابات ففي الأرض لنا غاصت جذور
    شتتينا، فلكم عاصفةٍ مرّت ولم تنسَ أياديها البذور
    زمجري حتى يُبحَّ الصوتُ، حتى يعقبَ الصمتُ الهدير
    اسحقينا وامحقينا
    تجدينا.. نحن أقوى منكِ بأساً ما حيينا

    بعث إليَّ الدكتور عبد الله علي إبراهيم برسالة يقول فيها: « شكراً لاطلاعي باكراً على مقالكم عن شيبون. وسأعود إليه متى عدت قريباً لتنقيح ما كتبته عنه لدورتين اختلف فيهما مزاجي الكتابي بعد انفتاح أرشيفات جدَّت. وأنوي نشر الخلاصة. لم يكن شيبون في أولويات التأليف، علقتُ عابراً على كلمة القطي، ولم أكن أظن أنه سيشغلني لأكثر من حلقتين فإذا به يتسع ويتمدد وكل ذلك بفضل من وفروا لي مادة لم تكن بيدي أول عهدي بالموضوع. وهذه من صدف التأليف السعيدة. فقد لقيت سودانيين بلا حصر قالوا لي أنهم علموا عن الرجل علماً لم يتهيأ لهم من قبل. ولم أرد غمط حقك لأنني بالفعل لم أكن أنوي سوى تعقيب عابر عن الرجل ثم أمضي لغاية أخرى. والحمد لله. بدا لي من مقالك أنك لم تقرأ خاتمة مقالاتي أو قرأتها على عجل لأن فيها ما لم تثره لعودتك لمنزلة صلاح من شيبون. وسأرفقها هنا بأمل أن تعين في الأمر لأن أي تعليق لي على كلمتك لن يخرج في كثير أو قليل عن كلمتي الخاتمة هذه. ومرحباً بقولك بعد قراءتها أو إعادة قراءتها. ولك مودتي».

    انتهينا فيما سبق إلى أن الدكتور عبد الله علي إبراهيم سعى في مقالاته إلى تبرئة الحزب من وزر انتحار الشاعر محمد عبد الرحمن شيبون. وحابى القيادة محاباة المحبين، حين سمّى ما كتبه الأستاذ صلاح أحمد إبراهيم عن شيبون بـ (الكتابة المغرضة). ومعلوم أن صلاح وشيبون كانا على خلاف مع قيادة الحزب الشيوعي، خلاف لم يشأ الشيوعيون أن يخرجوه من الأضابير حتى يوم الناس هذا، وفيهم من يعلمه، وهو ما يبدو لنا فيما قاله د. عبد الله علي إبراهيم: « اتفق الرفيق حسن سلامة والأستاذ عبد الوهاب سليمان أن أستاذنا عبد الخالق محجوب لم يكن يرتح لشيبون. بل ألمح لي الإنسان الشيوعي الحبيب حسن سلامة (طال عمره وخيره ونبله) من أن شيبون ربما دخل في مواجهات مع أستاذنا بحكم كتاباته الأدبية. ويرى حسن سلامة أن قصيدة (تذكر يا أخي) المنشورة بجريدة (الصراحة) هي موجهة إلى أستاذنا تذكرة له بوثائق القضية التي جمعت بينهما. ومن أسف إننا لم نقع بعد لا على القصيدة ولا ردة فعل أستاذنا لها. وسنترك مناقشة الأمر هنا حتى يتوفر لي أو لغيري الوقوف على جلية الأمر. ووجب التنبيه مع ذلك إلى أن ما يكتبه الكاتب مرة ليس هو رأيه في كل مرة. فقد نشرت أنا نفسي كلمة جافية بحق أستاذنا في عام 1968م ثم ما لبثت أن وجدتني أخطو خلفه في السكة الخطرة. وأحبه جداً».

    كنت وما زلت على يقين بأن الحديث الذي ساقه الدكتور في حق شيبون لم يكن توثيقياً تاريخياً لمسألة الانتحار والحيثيات والملابسات، بل كان حديثاً مفعماً بالعاطفة الجياشة تجاه قياة الحزب. ود. عبد الله علي إبراهيم لا يمل من الإشادة والتكرار بشغفه للأستاذ الشهيد عبد الخالق محجوب، بدليل أنه قلل من شأن الإشارة الواردة في حق شيبون من صديقه صلاح أحمد إبراهيم، وهو منهج في البحث ينطوي على قدر كبير من التدليس وعدم الوقوف على الحقائق بالصورة الموضوعية التي ينبغي له أن يتبعها ما دام هو الباحث المدقق وأستاذ التاريخ المعروف، يقول: «التبست معرفة الأجيال العاقبة بالمرحوم الشاعر محمد عبد الرحمن شيبون بخصومة الشاعر صلاح أحمد إبراهيم مع قيادة الحزب الشيوعي. فلم يبق من مأثرة شيبون سوى مقطع من مقال نشره في 1960م قبل انتحاره في أكتوبر 1961م حشى به صلاح بيت شعر له في ديوانه (غضبة الهبباي). والبيت وهامشه يُحمّلان قيادة الشيوعيين وزر موت شيبون، حنجرة الشعب، المأسوي. ولم يرد ذكر لشيبون عند صلاح أبداً إلا كبينة على جفاء الحزب الشيوعي واستهتاره بحياة مناضليه. وقد عاد صلاح إلى هذه المادة في مبارزاته الشهيرة مع المرحوم عمر مصطفى المكي».

    إذا كانت شهادة الأستاذ صلاح أحمد إبراهيم مجروحة في رأي د. عبد الله، فهي بذات القدر تنطبق على شهادته هو، لموقفه العاطفي المؤكد من قبله نحو القيادة وحبه لأستاذه الذي تكرر كثيراً في ما كتبه. ثم ما الذي يمنع صلاح من أن (يحشو هامشه الشعري) – حسب وصف الدكتور – بما أورده شيبون نفسه في احتجاجه الموجه ضد القيادة والرفاق الذين تخلوا عنه؟ هل جاء الأستاذ صلاح بهذا الحديث من خياله وتأويله؟ أم هو ما قاله شيبون؟ لماذا لم يحتج د. عبد الله على ما ورد في كلمة شيبون؟ بل نراه حين يتحدث حديثاً صارماً عن القيادة الشيوعية – لا يتحدث بلسانه هو، وإنما بلسان صلاح أحمد إبراهيم. لاحظ تعبيره هذا «ولم يرد ذكر لشيبون عند صلاح إلا كبينة على جفاء الحزب الشيوعي واستهتاره بحياة مناضليه». فهذا القول (بمعناه لا بلفظه) لصلاح وليس للدكتور عبد الله. أما حديثه عن عودة صلاح لهذه المادة (يقصد شيبون) يحاول عبره أن يخترع اتهاماً لصلاح بأنه توقف في الحديث عن شيبون أو نسيه تماماً – كما توحي به العبارة – وعاد له مرة أخرى في معركته مع عمر مصطفى المكي في 1968م. وهو اتهام باطل لا تسنده حجة، لأن صلاحاً ظل وفياً لشيبون، وكتب كلمة سديدة بحقه جُعلت إهداءاً لديوان (نحن والردى) الصادر في العام 2000م بعد رحيل صلاح.

    اعترف د. عبد الله علي إبراهيم فيما كتبه حول شيبون في أنه بث بعض لواعجه اليسارية، وعزا ذلك لما سماه الأفندي المضاد والمحب لعبد الخالق محجوب. وهو ما يؤكد ما ذهبنا إليه آنفاً، يقول: « لم أمتنع على بث بعض لواعجي اليسارية من بين سطور سيرة شيبون. وهذا شغل الكتابة. فالكتابة هي جماع مادة خام يهجم عليها الكاتب بخبراته فينشأ خلق جديد لم يكن (في الحري ولا الطري). وقد جئت لكتابة سيرة شيبون بخبرتي كأفندي مضاد وشيوعي سابق ومحب لعبد الخالق وابن ذي علاقة خاصة بوالدته الحاجة جمال ومشغول بالإبداع ومآلات حركة التجديد الاجتماعي والبعث الوطني ومغترب».

    لا أدري ما الصلة بين قول الحقيقة وحب الأمهات والأساتذة؟ كلنا نحب أمهاتنا وأساتذتنا، لكن ذلك الحب لا يحمل المرء على مجافاة الحق أو يمنعه من البحث عنه. وقد رأينا أن الدكتور عبد الله علي إبراهيم وقع في ذات الأمر الذي عابه على المرحوم عبد الرحمن الوسيلة ورفاقه الذين اختاروا الدفاع عن الحزب بدل الترحم على شيبون والبحث عن أسباب انتحاره الحقيقية. فهو قد قال بالحرف: « وقد مضى أمر شيبون وصرنا للمقبل. ولكن هناك من (قبَبَني) من الشيوعيين خلال كتابة مسلسل شيبون يريدون أن يعرفوا بنفاد صبر طفولي إن كان الحزب بريئاً من انتحار شيبون. وهم من النفر الشيوعي الذين سماهم السيد صالح بيرة للأستاذ الشفيع أحمد الشيخ (ناس دفن الليل أب كراعن بره). قالوا لي (إما أن تبرئ الحزب أو قوللي رافد (في عصبية اشتهرت عن بوليس شايقي). وهكذا يريدون إعادة التاريخ إلى 1961م يوم انشغل الأستاذ عبد الرحمن الوسيلة بـ (الدفاع عن رفاقي حتى الموت) في وجه اتهام للحزب بدفع شيبون للإنتحار، على ضوء مكتوب من المرحوم، ولم يمضِ على موت المرحوم سوى أسبوعين. وكان بوسع الوسيلة ورفاقه حيلاً لا تُحصى للتخلص من هذا الموقف الحرج بنعي المرحوم حقاً، وبلطف العبارة وكياستها، ورد التهمة إلى نحر صاحبها لإثارتها وخيط دم جراح المرحوم لم تجف. ولكنهم اختاروا الدفاع عن الحزب بدلاً عن الترحم على المغفور له إن شاء الله».

    شيبون وصلاح أحمد إبراهيم ...كم عاصفةٍ مرّتْ ولم تنسَ أياديها البذور]
                  

11-25-2009, 01:38 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: جارحٌ يَطعَنُ حتى اللون والعطر وفتلات الإزار (Re: Abdel Aati)

    محمد عبد الرحمن شيبون.. (3)
    جارحٌ يَطعَنُ حتى اللون والعطر وفتلات الإزار
    خالد أحمد بابكر

    لـ (محمد المكي إبراهيم):
    وأنا فارسها القادم من رأس المدارْ
    من بلاد تأكلُ الجوعَ وتقتاتُ الدوارْ
    جارحاً يطعنُ حتى اللون والعطر
    وفتلات الإزارْ

    لابأس أن نشير هنا للشاعر الشيوعي محمد عبد الرحمن شيبون بما صاغه الأستاذ محمد المكي إبراهيم عن ذاته وهو فارس (هايدي)، ويمكن أن نصف به شاعرنا المنتحر الذي كان فارساً ومصادماً جسوراً، كالنسر الجارح الذي يطعن كل شيء ببسالة الفرسان.

    في سياقاته الخيالية والمتوهمة، يورد الدكتور عبد الله علي إبراهيم حكايات حول انتحار شيبون لا صلة لها البتة بالواقع، فقد أنكرها الأستاذ محمد خير سيد أحمد زميل شيبون بمدرسة (الأمل) برفاعة. وقد انتبه د. عبد الله متأخراً بعد أن أبطلت رواياته التي ساقها باكراً حين زعم أن شيبون انتحر في (فريق حمدين) برفاعة!! وقال بالحرف: « وفي رواية اخرى ببندقية والده» . ووالده هذا كان في أبي ذبد، وانتحر شيبون في الحصاحيصا كما ثبت ذلك. في اعتقادي أن د. عبد الله لم يكن دقيقاً حين كتب رواياته السماعية التي أوهم بها كثير من الناس، فهو قد كتبها وكأنها (عين الحقيقة) دون استنكاف أو حرج!! وهو الباحث المدقق الذي كان عليه أن يتحرى صدق مروياته قبل أن يبثها بين الناس.

    هناك إصرار كبير من قبل الدكتور عبد الله على حسم مسألة الانتحار ولو على حساب الحقيقة والواقع، اللذين يؤكدان على حقيقة أن ما تعرض له شيبون من فصل ومضايقات واستهداف لشخصيته ومخاصمته من قبل الرفاق، كانت أسباباً لا يمكن فصلها وبترها وتأثيرها المباشر على ما وقع له. كل ذلك يضعه د. عبد الله جانباً وينتهي إلى أن شيبون انتحر ضيقاً بالحياة، هكذا ومن دون أدنى إعتبار للحقائق ولللأحياء الذين زاملوه وعاصروه. يقول في (الصحافة 7/6/ 2005م): « وعلى خطر فكرة الأفندي المضاد لم يولها الحزب منذ اختراعها عناية تترقى بوضعها الوظيفي وشروط خدمتها، حتى لا تصبح الوظيفة الطاردة التي انتهت إلينا. وسنبدأ بالنظر في تخلف التفكير في هذه الوظيفة بالنظر إلى أحد ضحاياها وهو المرحوم الشاعر الشيوعي محمد عبد الرحمن شيبون (1930-1961م) الذي تفرغ للعمل الشيوعي في 1952م وانتحر ضيقاً بالحياة في 1961م» .

    إنّ محاولة جعل فكرة (الأفندي المضاد) هي جوهر مسألة الانتحار، لا تقنع صاحب لب، وهو قول مجازف لا يقف بنزاهة مع ملابسات المسألة وما تعرض له الشاعر المنتحر من ضيم وغبن وضغوط نفسية وإحباط أوان فصله من الحزب، وزاد على تلك الحال موقف رفقاء الدرب الذين خاصموه بإشارات وردت من قيادتهم اعترف بها من كانوا شهوداً عليها.

    وفي ذات سكة الأفندي التي افترعها د. عبد الله لتبرئة الحزب من وزر انتحار الشاعر، يذهب به القول (الصحافة 14/6/ 2005م) إلى أن: « عودته – يقصد شيبون – إلى سكة الأفندي الدارجة كانت بسيطة، فلما رفع الحزب عنه تكليف التفرغ في سنوات 1957 و1958م كان شيبون يتردد على مكتبة الملايين الواقعة على الركن الجنوبي الشرقي لجامع فاروق بالخرطوم. وشغرت أيامها وظيفة للغة الإنجليزية بمدرسة (الأمل) الوسطى للبنات برفاعة لصاحبها مجتبى عبد الوهاب باستقالة شاغلها، الأستاذ بكري خضر، والتحاقه بجامعة القاهرة. وقد ألزمته المدرسة بإيجاد بديل له حتى تخلي سبيله. وجاء من كلام بكري عن شيبون فزكاه لمجتبى وتعين بالمدرسة. وشاور شيبون صديقه عبد الوهاب سليمان فزيّن له الأمر. وقد وصفنا معاناته الأمرين في تلك المدرسة من شيوعيين أو عاطفين عليهم، ساءهم سقوط الزميل من علياء التفرغ إلى أكل خشاش أرض الأفندية مثلهم. وهناك من يرى أن أمر هذه العصابة في رفاعة كان كيد أفندية محض لشخص متميز بدا لهم أن له علاقة عاطفية مستقرة استعان عليها بالشعر» .

    لا يسمي الدكتور عبد الله علي إبراهيم الأشياء بأسمائها، فهو يصف فصل شيبون من الحزب أواخر 1957م بأن الحزب رفع عنه تكليف التفرغ!! الأمر الآخر، وبحسب إفادة الأستاذ محمد خير سيد أحمد، فإن بكري خضر لا يعرف شيبون، وأن الذي جاء به من ودمدني – التي كان أستاذاً فيها بمدرسة أبي زيد الأهلية – إنما هو الأستاذ محمد إبراهيم أبو لكيلك. وذكر محمد خير أن مجتبى عبد الوهاب جاءه في منزله وأخبره بأنه يهم لمقابلة أستاذ جديد كان يعمل في مدني وهو شيبون.

    الثابت أن الشاعر شيبون كان قد بعث برسالة عنونها للأستاذ المرحوم حسن نجيلة صاحب عمود (من يوم ليوم) بصحيفة (الرأي العام)، التي كان شيبون يكتب في صفحتها الأخيرة ويترجم بعض الأخبار العالمية للصحيفة. وقد حملت رسالته لحسن نجيلة عنوان (ملاحقات يعوزها المبرر)، لم تنشر. وأتبعها بأخرى ثم ثالثة تحت ذات العنوان الخطير، لم تجد جميع رسائله حظها في النشر، واعترف الأستاذ حسن نجيلة في عموده بعد انتحار شيبون أن هناك ثلاث رسائل وصلته من شيبون، وأنه لم ينشرها تقديراً لواقع الحال الذي كان يعاني منه الشيوعيون في ذلك الوقت، وأشار إلى أنه كان ينوي نشرها بعد أن تهدأ الخواطر. وقال الأستاذ محمد خير زميل شيبون أن ما يقصده شيبون بالملاحقات التي يعوزها المبرر هي تلك التي جاءت بوفد من قيادات الحزب إلى مدينة رفاعة لمعايدة أحد الضباط، وبعد أن زاروا الضابط المعني قاموا بزيارة لدار شيبون، لكنه لم يكن متواجداً، وبعد ذلك كتب هذه الرسائل وبعث بها إلى صحيفة (الرأي العام) لعناية الأستاذ حسن نجيلة رحمه الله.

    إن الحالة التي انتهى إليها حال الشاعر شيبون، لايمكن أن نضعها في إطار (حسن النوايا)، خاصة من قبل أؤلئك الذين يسعون لتبرئة الحزب من هذه المسألة، ولا يقبلون حتى أن يُقرن ما حدث لشيبون بقيادة الحزب. وقد رأينا كيف قاد الحزب الشيوعي حملات ضارية ضد صلاح أحمد إبراهيم، حين رمى باللائمة على القيادة. وكيف تصدى له الأستاذ عبد الرحمن الوسيلة في 1966م وعمر مصطفى المكي، وألصقت بحقه كثير من التهم والشائعات التي قُصد منها اغتيال شخصيته. وقد رأيت فيما أورده الأستاذ عادل عبد العاطي في موقعه على الانترنت مصداقاً لما ذهبنا إليه. وجاء عنده أن الحزب الشيوعي اقتبس وسائل إغتيال الشخصية في معظمها من تراث الأحزاب الشيوعية، خاصة الحزب اللينيني/ الستاليني. فمن مؤلفات لينين – والتي تتردد فيها عبارات العميل والخائن والبرجوازي ضيق الأفق والمرتد، بل لقد عنون لينين أحد كتبه بـ (الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي) رداً على قائد الاشتراكية الألمانية الذي اختلف معه، وكلنا يعرف إتهامات الخيانة والعمالة التي كالها ستالين لكل من خالفه الرأي أو شكل تهديداً لموقعه من قادة الحزب البلشفي.

    وذكر عادل عبد العاطي أن أول سكرتير عام للحزب الشيوعي السوداني (الحركة السودانية للتحرر الوطني كما كان يسمى وقتها) هو عبد الوهاب زين العابدين عبد التام، أحد ابناء قادة 1924م، ومناضل ممن بنوا لبنات الحزب الأولى، فقد أبعد بفظاظة في العام 1947م من قيادة الحزب بدعوى أنه حصر نشاطه في عمل أحزاب الطبقة الوسطى وأتهم بالإنتهازية (راجع كتاب لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني للأستاذ عبد الخالق محجوب). وكان مصير السكرتير العام الثاني عوض عبد الرازق – وهو قائد ملهم وخطيب مفوّه – مماثلاً لمن سبقه، حيث أبعد بتهمة الإنتهازية ذاتها في العام 1949م، وكان ذنبه الوحيد هو ميله للعمل الجماهيري، أي أن الخلاف كان حول أساليب العمل وليس حول المبادئ أو البرامج. وحينما سعى عوض عبد الرازق في العام 1952م إلى إنشاء تنظيم أسماه الجبهة الوطنية – وصف باليمينية والانقسامية، وطردت مجموعات كاملة من الحزب بدعوى أنها من جماعة عوض عبد الرازق.


    محمد عبد الرحمن شيبون.. جارحٌ يَطعَنُ حتى اللون والعطر وفتلات الإزار
                  

11-25-2009, 01:42 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: ملاحقات يعوزها المبرر..! (Re: Abdel Aati)

    محمد عبد الرحمن شيبون (4)
    ملاحقات يعوزها المبرر..!
    خالد أحمد بابكر

    كان شيبونُ له الشعرُ خميلة
    وله الشعبُ قبيلة
    بقريضٍ طينُه من حرِّ شيبونَ
    قُراضةْ
    وضمير لم يَذُق – والشعب في السبي – اغتماضة
    ثم أصغى لمنادٍ في الدجى حيَّ على خير فلاح
    فسرتْ فيه انتفاضة
    وطوى ذلك الماضي حيالَ الطورِ
    في وادي طُوى
    إذ تجلَّى الشعبُ في نورِ الكفاحْ
    نافخاً في خافقِ الشاعرِ ناراً ورياح
    وقوى

    نعت صحيفة (الرأي العام) الشاعر والكاتب محمد عبد الرحمن شيبون في عددها الصادر بتاريخ (9 ديسمبر 1961م)، حيث وقعت في خطأ مفاده أن الشاعر انتحر في رفاعة، والصواب هو أن الانتحار وقع في الحصاحيصا كما أفاد بذلك الشهود (الذين منهم الأستاذ محمد خير حسن سيد أحمد زميل شيبون). وجاء في نعي الصحيفة: « مات محمد عبد الرحمن شيبون... فقد نعى الناعي خبر وفاته منتحراً في رفاعة حيث كان يعمل مدرساً هناك. فجعنا أمس بالنبأ.. وعشنا لحظات رهيبة ونحن نستمع إليه ولا نكاد نصدِّق. فقد كان شيبون إلى ما قبل أشهر قليلة معنا في الرأي العام تضمنا أسرة واحدة... كان يفيض حيوية... ويملأ دنيانا بهجة.. كنا نحس بالألم يعتصره وهو يضحك ويقاوم.. وفي لحظة يأس ملأ شيبون حياتنا بالحزن والأسى.. وتكبر الكارثة ويزداد الألم والفجيعة عندما تكون نهاية شيبون – بيده هو.. تلك اليد النظيفة الطاهرة التي أشاعت كلماتها في الصحافة السودانية كثيراً من الآمال الإنسانية المشرقة. وشيبون – طيّب الله ثراه – واحد من أبناء شعبنا الذين ضحوا بالكثير منذ أن كان طالباً من أجل هذا الشعب.. ضحّى بسنوات دراسته.. وضمته جدران السجون ووجّه كلماته القوية وأشعاره سهاماً في صدر المستعمرين.. فكان بحق واحداً من طليعة أبناء جيل الاستقلال. وكان - رحمه الله – مثالاً نادراً للصبر... والتضحية ونكران الذات... رحم الله شيبون بقدرما قدّم من تضحيات.. وبقدرما ما خلّف من أحزان.. وأمطر قبره الطاهر شآبيب الرحمة والمغفرة« . انتهى.

    كتب الأستاذ عمر محمد الحسن في موقع (منتديات رفاعة) على الانترنت (19/5/ 2007م) يقول: انتحر محمد عبد الرحمن شيبون، والحزب الشيوعي يقول (أن أرشيف الحزب موجود لم يحن وقت كشفه). ومعلوم أن الأستاذ المرحوم عبد الرحمن الوسيلة كتب يومئذ نافياً علاقة الحزب بمسببات انتحار شيبون وعدم وجود ما يلزم الملاحقة – كما أشاد بتاريخه النضالي. وذكر أن والد الشاعر رجل متدين ظل يدعو الله أن يهدي ابنه. وأشار إلى واقعة محاكمة شيبون على أيام الاستعمار حين وقف ببسالة أمام القاضي الإنجليزي يدافع بقوة عن فكره ومنادياً بالحرية للسودان وجلاء المستعمر، وأمام دهشة وإعجاب الناس – قام إليه والده واحتضنه.

    امتلك شيبون صفات مائزة عن رفقائه، وكان على خلق كبير لا يقبل تبخيس الناس وانتقاصهم قدرهم، ولعل ذلك ما جعل د. عبد الله علي إبراهيم يقول على لسان عبد الوهاب سليمان: « كانت الشُقة بين شيبون والآخرين واسعة. وكان لا يقبل تبخيس الناس في مجلسه لأنه يعتقد أن الناس كلهم – وإن طال الزمن – أهل لهذا الجمال الذي ينبت على ضفاف الماركسية والزمالة التي كان قد نشدها في الحزب. والمعلوم أن (القَعْدَة) لا تكتمل إلا بالقطيعة التي هي (عنكوليب أو قصب سكر) الونسة«.

    كان شيبون شخصية قيادية منذ أن كان في مدرسة حنتوب الثانوية، وكان (حلاّل المشاكل) – كما ذكر الأستاذ محمد إبراهيم نقد في حواره مع ضياء الدين بلال (الرأي العام)، قال نقد: « في حركة الطلبة بحنتوب من المؤكد أن الشخصية القيادية كانت محمد عبد الرحمن شيبون، لكنه كان هو القائد الطبيعي الذي لم ينصبه أحد. كنا نذهب إليه لحل المشاكل التي تواجهنا، كان معه إسماعيل حسن أبو من أبناء الأبيض وعبد الوهاب سليمان (شقيق أحمد سليمان)، وكان شيبون رجلاً ذكياً وشاعراً مجيداً«. وذكر نقد أن شيبون كانت تنتابه بعض الحالات!!. وفي سؤال آخر قال ضياء لنقد: هناك من يقول أنه – أي شيبون – من ضحايا الحزب الشيوعي!! فرد نقد: هذا غير صحيح لم يكن إطلاقاً هناك عداء بينه والحزب، دخلنا سوياً كلية الآداب – جامعة الخرطوم وتم فصلنا معاً.

    هناك تناقض كبير في حديث الأستاذ نقد عن شيبون، فكيف لرجل صاحب شخصية قيادية يذهب إليه نقد وغير نقد لحل المشاكل التي تواجههم، ثم يأتي بعد ذلك ويزعم أن بعض الحالات ما تنفك تنتابه؟ على أي معيار منطقي يمكن حمل حديث الأستاذ نقد؟ بالله عليكم خبِّرونا!!

    كنا قد ذكرنا فيما مضى من حديث أن شيبون بعث برسالة للأستاذ الجليل حسن نجيلة رحمه الله حملت عنوان (ملاحقات يعوزها المبرر) لم تُنشر في حينها. وبعد انتحاره نُشرت الكلمة في (الرأي العام) بتاريخ (12/12/ 1961م)، واختارت لها الصحيفة عنوان (آخر رسالة من المرحوم شيبون)، ونوردها كاملة بالنص.

    يقول شيبون: « ليس من الإنصاف أن يكتب الإنسان عن شخصه، ولكن ما الحيلة إذا كان بعض الناس يريدون أن يجعلوا من بعض المسائل الخاصة قضايا عامة؟ منذ سنوات وأنا أحاول أن احتفظ بصلاتي الخاصة مع كل الناس في المستوى الذي هي فيه إلى المدى الذي جعلني أقبل في منزلي بمدني سُكنى عدد من الأصدقاء، اتضح فيما بعد أن القانون كان يبحث عنهم وكذلك كنت عرضة لملاحقات عديدة، دفعت ثمنها غالياً من صحتي وحريتي وعملي ومالي وخرجت من مدني معدماً مرهقاً، دون تذمر أو شكوى لثقتي في أنني قادر على أن أحقق أكثر مما فقدت.. والقصة واضحة معروفة كان من الممكن أن يدركها هؤلاء الذين أوجه إليهم هذا الكلام.. لو جعلوا في نفوسهم للإنصاف مكاناً.. ومتى كان الناس منصفين جميعاً؟.

    ومن جديد، اتضح لي أن هناك ملاحقات جديدة تريد أن تحقق أغراضاً أجهلها ولا أصدق أن هدفها الإيقاع بالأبرياء كما يقول البعض.. ملاحقات بلغت درجة تقصِّي تحركاتي وأماكن تواجدي وأسباب سفري من مواطنين عاديين ليست لهم أي صفة سوى ما يزعمون لأنفسهم من رسالة؟ ومهما كان الهدف من وراء ذلك فإنني أقول لهم بوضوح أنني بوسائلي الخاصة قد بينت للجهات المختصة أنني بعيد الصلات عن كل النشاط السياسي الحزبي، وأنني أتلمّس بوسائل شريفة سائدة كأمر واقع في هذه البلاد الطرق التي أستطيع أن أجد بها عملاً أفضل أخدم عن طريقه بلادي وأسرتي ونفسي، ويكفيني تجارب السنين التي بعت فيها جهودي للتعصب الحزبي بتراب الأحقاد والجحود.
    وأخيراً أرجو أن يكون واضحاً لدى أولئك البعض أنني ظللت أعمل في الحياة العامة – في حدود إمكانياتي – مدى أربع عشرة سنة وسأظل أعمل فيها ما بقيت في هذه الدنيا الزائلة بوضوح وتحت ضوء الشمس وبالطريقة والمدى اللذين أحددهما وفي اليوم الذي أشعر فيه أنني بحاجة إلى العمل في الخفاء فإنني سأفضِّل الصمت. سأساهم في خدمة بلادي بما أستطيع أما في المطبات الحزبية فـ (نو!) بالمفتوح. إنني أتوجه إلى تلك الكثرة من معارفي الذين يقاسون في صمت أن يواجهوا موقفهم بشجاعة وصراحة فنحن قوم لفظنا أو لفظتنا السياسة الحزبية، فلتكن الحقيقة ما تكون، فبأي منطق وبأي حق نحكم على أنفسنا بتحمل تبعاتها وملاحقاتها؟!. إننا نود أن نحتفظ بصلات حسنة مع كل الناس، بشرط أن يكون من حقنا الاحتفاظ بحقنا في التصرف الحر.. أما أبعد من ذلك فاعذروني«
    . انتهى.

    هذه الكلمة كُتبت بلغة حمّالة أوجه وتقبل التأويل في جميع مستوياتها. والغريب في الأمر أن الدكتور عبد الله علي إبراهيم وقع على هذه الكلمة ولم يوردها بنصها كاملة، فقد اكتفى ببعض الإشارات والمقتطفات، ذلك يعني أن الدكتور أخذ ما يناسبه فحسب وترك الباقي. ولعل شيبون هنا قد حاول أن يوضح ماهية الملاحقات التي كانت تترصده في كل درب سلكه، وتقتفي تحركاته وخطواته وأماكن تواجده وحتى دواعي سفره!! فهذا لا يمكن أن يتم من غير عمل منظم ومرتب غاية التنظيم. ولعل ما جاء في حديث شيبون دليلاً على أن بعض المهام السرية و(الأفاعيل الحزبية) كانت تُمارس داخل الحزب وعبر كوادر يعملون في الخفاء. وكنا على يقين من ذلك الأمر حين كتبناه في (الصحافة 18/3/ 2005م)، وقد انبرى لنا من كذّبنا ورمانا بالغرض الرخيص – كما في كلمة الرفيق عبد الله الحاج القطي (الصحافة 1 أبريل 2005م) معقباً على ما سقناه.

    يجدر بنا أن نشير إلى أن الأستاذ حسن نجيلة علّق على كلمة شيبون في عمود صغير على ذات الصفحة حمل عنوان (رأي)، قال فيه: « اهتزت جوانحنا حزناً وأسفاً لمأساة الشاب الذي كنا نرجى منه كثيراً (شيبون) رحمه الله وغفر له. وعلى صفحة - الصور – أنشر اليوم آخر رسالة تلقيناها منه وقد أشرنا إليها أمس الأول في باب (من يوم إلى يوم) هي رسالة لم نؤثر نشرها في حينها لما كان يتغلب عليها من جانب شخصي بحت، إذ إنها لا تعالج مشكلة عامة بقدرما تتحدث عن مأساة نفسية خاصة، ولم نكن ندري أن القدر يخفي بعدها هذه المأساة، وأن يرتضي هذا الشاب الخروج من الدنيا بالصورة المؤسفة التي اختارها، فرأينا لزاماً علينا أن ننشرها لنكشف عن جوانب من الأزمة النفسية الحادة التي كان يعانيها في أيامه الأخيرة مما جعله ينهي حياته ويخلّف قتاماً من الحزن على وجوه كل من عرفوه. نسأل الله له المغفرة ولآله الصبر«.

    وبسبب شيبون قاد الأستاذ الجليل حسن نجيلة معركة استفزه إليها قلم المرحوم عبد الرحمن الوسيلة الذي كتب ثلاث مقالات في الرد على حسن نجيلة، وهو ما سنعرض له في كلمتنا القادمة.

    محمد عبد الرحمن شيبون (4) ملاحقات يعوزها المبرر..!

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 11-25-2009, 02:48 PM)
    (عدل بواسطة Abdel Aati on 11-25-2009, 02:55 PM)

                  

11-25-2009, 01:44 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: بين حسن نجيلة وعبد الرحمن الوسيلة (Re: Abdel Aati)

    محمد عبد الرحمن شيبون (5)
    بين حسن نجيلة وعبد الرحمن الوسيلة
    خالد أحمد بابكر

    كتب الأستاذ المرحوم عبد الرحمن الوسيلة في باب (صور وألوان) في صحيفة (الرأي العام) بتاريخ (15/12/ 1961م) رداً على كلمة شيبون التي نُشرت بعد انتحاره وتعليق الأستاذ حسن نجيلة عليها. وتحدث الوسيلة في مفتتحها عن حالة الانتحار، وقال بأن شيبون قد وضعه في هذه المناقشة عبر طريق وعر حاول فيه أن يفترض اقتراح الشروع في الانتحار على لسان ميت ثم يرد عليه!! ويقول متحسراً: أي أسى في ذلك وأي إيلام لي وأنا الذي كنت أتوقع أن أناقشه حول الدفاع عن الحياة!!

    وقد رأى الوسيلة أن ما كتبه حسن نجيلة قد دفعه دفعاً للكتابة، وأن بعض الناس اعتقد أنها كانت توضح السبب الوحيد الذي حمله على الانتحار، وأن هذا الاعتقاد يفتقر إلى الدليل القاطع، يقول: «ولا أخفي عنك يا سيدي المحرر أنك دفعتني دفعاً للكتابة بنشر رسالته التي اعتقد البعض أنها كانت توضح السبب الوحيد لانتحاره، في الوقت الذي أرى فيه أن هذا الاعتقاد يعوزه الدليل ويجافيه المنطق السليم».

    وذكر الوسيلة أنه ليس من الذين يشجعون على الانتحار، وليس من الذين يؤيدون أحداً على أن يموت إلا في حالة واحدة: حينما يكون قد اقتنع هو أولاً بعدالة القضية التي يدافع عنها، وبأنه على استعداد أن يضحي من أجلها كما ضحّى ملايين الشهداء في العالم من أجل الحرية والتقدم، وفي هذه الحال يكون الاستشهاد أيضاً حباً للحياة وتعلقاً بها، ولكن في سبيل مصلحة ملايين الناس الذين يعيشون بعده.

    وحول ما جاء في كلمة شيبون، ذهب إلى القول بأن: «هناك نوعان من الملاحقة التي تنعكس في رسالة الأخ شيبون، الملاحقة الأولى التي أدرك عدم الخوض فيها، ولكن هذه الملاحقة مهما كان مداها وعنفها، لا يمكن أن تكون بأية حال سبباً في أن يقضي الإنسان على حياته». وأضاف بقوله أن الحديث الآخر عن الملاحقة ينصب على جماعة معينة من الناس اكتفى الأخ شيبون بالتلميح لهم بصورة أوضحت من يعني من الناس.

    يصح القول أن التلميحات التي ألمح بها شيبون في كلمته كانت موجهة لفئة محددة، وهذه الفئة هي الحزب الذي كان ينتمي له شيبون. لكن الأستاذ المرحوم عبد الرحمن الوسيلة قد وجد صعوبة بالغة في قول ذلك، وسعى جاهداً أن يبعد التهمة عن الحزب الشيوعي. فهو قد قال:«الرأي عندي أن هذه الجماعة المعنية من الناس لم تجبر ولا يمكن أن تجبر أي أحد أن يكون معها وأن يؤمن بمبادئها بالقوة! وهذه الجماعة ترى أنه: بئست المبادئ التي تخدم بجر الناس إليها عنوة وقسراً».

    وعن الإشارات التي أوردها شيبون بحق الجماعة المعنية، أنكر الوسيلة ونفى أن تكون هنالك جماعة بهذا الوصف:«واعتقادي أن مثل هذه الجماعة التي أشار إليها الأخ شيبون لا يمكن أن تكون موجودة في الواقع! ولا في أعمق القصص الخيالية!». هكذا ببساطة ينفي الأستاذ الوسيلة تهمة الملاحقة وينتهي به القول إلى: «أنه ليست هناك ملاحقة من الجماعة المعنية من الناس الذين يشير إليهم الأخ شيبون، وبناء على ذلك فإن من يعتقدون بأن (ملاحقة) هذه الجماعة للأخ شيبون كانت السبب في أن ينتحر، يبنون حكمهم المتحيز على سراب».

    كان من رأي الأستاذ الجليل حسن نجيلة في رده على عبد الرحمن الوسيلة أنه لم يشأ أن يحجر على رأي السيد الوسيلة عملاً بحرية النشر وهو يدافع عن فئة من الناس ربما كانت المعنية بتلك الملاحقة التي جاءت في رسالة المرحوم. وذكر حسن نجيلة أن الشخص الوحيد الذي يعرف الحقيقة كاملة قد آثر التخلي عن الحياة، وبهذا ترك مجالاً للتساؤل واسعاً. يقول:«ونقول للسيد الوسيلة أن وسائل العنف معروفة في كل المنظمات السياسية وخاصة ذات الطابع الفاشي.. وقد نفهم أن (هذه الجماعة المعنية) لم تصدر قراراً بملاحقة زيد من الناس، ولكن هل هذا يمنع الأفراد بصفاتهم الشخصية من الملاحقة لشخص كان مرتبطاً بهم ومتعاوناً معهم، ثم تخلّى عنهم؟ ألا يحدث هذا كإجراء طبيعي في مثل هذه الأحوال دون أن يكون هناك قرار، أو اتجاه إجماعي من الفئة كلها؟ ومهما يكن فإني كنت أوثر أن نسدل الستار على مأساة شيبون.. ولكن للأستاذ الوسيلة رأياً حرص على إبدائه، فكان له ما أراد ولن نحجر على غيره أن يرد».

    رأينا كيف تعامل الأستاذ حسن نجيلة بموضوعية، خاصة الإشارات التي وردت حول الملاحقات المعنية من تلك الفئة التي عناها الشاعر شيبون. وأن المرحوم الوسيلة أخذ يفنّد ما جاء في الكلمة بحجج غير مسنودة، ويكفي أن شيبون لم يخترع قصة الملاحقات هذه ليدمغ بها جماعة من الناس لو لم يكن لها وجود في حياته وعايشها قبيل انتحاره. ما المصلحة التي يجنيها – إنْ قلنا بقول الوسيلة؟ ليست لدى شيبون مصلحة حقيقية في هذا الأمر لو أننا اعتبرناه مجرد وهم أو خيال. وقد يطلع علينا بعض (قُدامى الرفاق) – وربما سيصفون ما قاله شيبون بأنه محض هواجس وتخرصات تمليها عليه حالته النفسية، أو ما حاولوا أن يلصقوه به من أن بعض الحالات كانت تنتابه!

    في كلمته في (الرأي العام) بتاريخ (20/12/ 1961م) وفي معرض الرد على الأستاذ حسن نجيلة، اتهم الوسيلة حسن نجيلة بأنه حين سار خلف نعش شيبون لم يكن ينوي إسدال الستار على مأساته، بل أراد منذ أول يوم أن يضع أصابعه على الدوافع الأصلية لذلك الانتحار. وجاء من كلام الوسيلة قوله:«أشرتم بادئ الأمر إلى (من يزعمون أن لهم رسالة) ثم قلتم أنكم تريدون كشف (الحالة النفسية الحادة) التي عاش فيها قبل الانتحار، ثم علّقتم في المساجلة بيني وبينكم عن (ملاحقة) واحد من الجماعة المعنية لشيبون، وتذكرونني أيضاً بالفاشية والعنف وما أدراك ما الفاشية والعنف! ثم فجأة ترجعون من السير خلف النعش، وتقررون إسدال الستار على المأساة، بينما تنهمر الرسائل عليكم! ألستم أنتم الذين بدأتم تحملون الكشف عن الأسباب التي أدت إلى انتحار شيبون؟ فكيف تتوقفون اليوم عن أداء تلك الرسالة».

    وراح الوسيلة يوجه أصابع الاتهام إلى جماعة أخرى غير جماعته وأنها معروفة للناس في السودان وفي الخارج، وأن صلتها بشيبون معروفة!. لكن الوسيلة لم يبيّن للناس ماهية هذه الجماعة التي كان شيبون على صلة بها. يقول:« جماعة معينة من الناس لاحقت شيبون، وهذه الجماعة لها رسالة قادت إلى انتحاره، ولا أحسبنك يا سيدي إلا مدركاً أن هذه الجماعة معروفة للناس في السودان، وفي الخارج، وصلة هذه الجماعة بشيبون فيما مضى معروفة أيضاً. لهذا أمسكت بالقلم لأنني أريد أن أدافع عن تلك الجماعة – رغم أنها تستطيع أن تدافع عن نفسها أفضل مما أستطيع!! ومن المؤسف أنكم لم تستطيعوا أن تأتوا بجحة واحدة تسند الدعوى بأن (الملاحقة) الخيالية من تلك الجماعة لشيبون أدت إلى مصرعه. ولا ريب أنكم تدركون أن ما منعني من الإشارة إلى جزء معين من رسالة شيبون بحيث أضحت المناقشة ناقصة من أحد أركانها الهامة. إلا أن عزائي في ذلك هو أن الرسالة نفسها توضح تأكيد شيبون للسلطات بأنه لم تعد له أي صلة بالجماعة المعنية، كما تدركون أن حرصي على الكتابة أدى إلى تغيير في مقالي الأول ليجد طريقه إلى المطبعة والناس، فإني أسعى للدفاع عن مبادئي وزملائي حتى الموت. أتساءل الآن، هل كان من الأفضل لكم أن تكتفوا بالرثاء دون أن تكونوا قضاة لتحكموا في قضية انتحار شيبون؟ في اعتقادي أنكم وضعتم على كاهلكم مهمة عسيرة، إذ لم تبحثوا حتى الآن في جميع نواحي حياة شيبون المادية والفكرية والعاطفية، بل التقطتم رسالة كانت في أحد أدراج مكاتبكم وأرسلها شيبون إليكم قبل وقت كما قلتم، ثم حددتم أنها تعكس حالته النفسية الحادة قبل الانتحار!!؟».

    على كل، ومهما كان تبخيس الوسيلة لرسالة شيبون والتقليل من شأنها، فإنها تظل دليلاً مادياً على وجود تلك الفئة التي لاحقته وزعزعت أمنه واستقراره، وأن محاولة وصفها بأنها التقطت من أحد الأدراج – كما قال – لا ينتقص ذلك من أهميتها التاريخية والتوثيقية لأنها تعبر عن حالة حقيقية واقعية عاشها شيبون قبل أن يتدلى من المرن الذي انتحر عليه.

    وقد ساء الأستاذ حسن نجيلة ما قاله الوسيلة، فكتب يقول: «عجباً للأستاذ الوسيلة فهو يريد أن يتجه بالنقاش وجهة لم تخطر على بالنا ويخلق منه قضية لم نثرها، وآية ذلك ما استهلّ به كلمته من أنه (سيدافع عن مبادئه وزملائه حتى يموت). وأسائله بدوري من الذي هاجم هذه المبادئ؟ وأين؟ وفي أي مقال وماذا قلنا عنها؟ ثم إن الأستاذ الوسيلة يُجري على ألسنتنا حديثاً لم نقله، وآية ذلك (أشرتم بادئ الأمر إلى من يزعمون أن لهم رسالة) سبحان الله! أنحن أشرنا إليها من عندنا حتى نُحاسب على هذه الإشارة؟ أم أن الأستاذ الوسيلة يحاسبنا على نقلنا عبارة المرحوم شيبون بنصها باعتبار أن هذا النقل جرماً يستوجب المؤاخذة! ألا يعلم أن عبارة (من يزعمون أن لهم رسالة) جاءت بنصها في رسالة المرحوم وتقع عليه وحده تبعتها – إن كانت فيها تبعة – على رأي الوسيلة! لماذا ينسب إلينا قولة لم نقلها ويضعها لنا في كفة المآخذ؟ ثم ما هدف هذه المغالطة في زعمه بأنا قلنا أن (واحداً) من الجماعة كان يلاحق شيبون، ونحن لم نفعل غير أن عقّبنا على نفيه من أن الجماعة المعنية لم تقم بحملة أو ملاحقة ضد شيبون، فقلنا أن هذا قد يصح، فإن الأحزاب والجماعات قد لا تقرر بملاحقة الخارجين عليها، ولكن قد تحدث هذه الملاحقة من الأفراد بصفاتهم الشخصية متأثرين بموقف الزميل السابق منهم وانسلاخه عنهم، ولم نقل حتماً بأن شخصاً معيناً من جماعة ما كان يلاحق شيبون، وإنما قدّرنا حدوث هذه الظاهرة استناداً على كثير من الحوادث المماثلة.. في حين أن الأستاذ يترك عامداً أمر هذه الملاحقة التي جاءت واضحة صريحة في رسالة شيبون ويلاحقنا نحن في تعليل لا يرفضه المنطق! فلماذا يغض الطرف عن رسالة شيبون ولا يذكر لنا من جانبه تعليلاً معقولاً نفسر به ما جاء في رسالة شيبون عن بعض الذين وصفهم بقوله (من يزعمون أن لهم رسالة) ».

    ويذهب الأستاذ الجليل حسن نجيلة رحمه الله أبعد من ذلك قائلاً: «وأمر آخر، فقد توهم الوسيلة أن نسدل الستار فراراً من نشر الرسالة التي وصلتنا وظنها أنها تشايعه الرأي، ولولا أننا فعلاً لم نرد أن يتسع الجدل حول مأساة شاب أنهى حياته بالطريقة التي أرادها، لكان في مقدورنا أن ننشر مزيداً من الرسائل التي بين أيدينا ما لا يرضى عنه الوسيلة».

    ينتهي حسن نجيلة إلى القول بأن ما أورده الوسيلة من أننا لم نأت بحجة واحدة تسند الدعوى بأن الملاحقة (الخيالية) من تلك الجماعة لشيبون أدت لمصرعه، يقول بأنا: «لم نقم بأي تحقيق أو إثارة إتهام من جانبنا حتى نُطالب بإبراز الأدلة، وإنما جاء الإتهام من صاحب الشأن الذي لم يعد – مع الأسف – حياً بيننا ليسأله الوسيلة من الأدلة عن هذه الملاحقة التي تحدث عنها وعن من هم (من يزعمون أن لهم رسالة)، إذ لم يكن دورنا نحن غير تسجيل رسالته ونشرها لا أكثر ولا أقل، ولدوافع حدت بنا إلى نشرها ليس السير خلف نعشه – أو الرجوع عن هذا السير – عفا الله عنه – وإنما لدوافع لا يدركها الأستاذ الوسيلة الآن وهو في غمرة (دفاعه عن مبادئه التي توهم أنها مُسّت! ومن عجب أن يطالبنا الأستاذ الوسيلة بأن نصدر حيثيات الحكم في قضية لم نكن طرفاً فيها، ونحن نقر أننا طرف بطوعنا، والوسيلة يذكر أنه عندما جاء إلى رئيس تحرير هذه الصحيفة يحمل مقاله الأول قال له رئيس التحرير بأنه إذا ما نشر المقال فإنه يرى واجباً ولزاماً عليه أن يقف بجانب المرحوم شيبون، ولهذا فإنا لسنا في موضع يسمح لنا بأن نحكم، وإنما نترك هذا للقراء، وعلينا أن نذكر جميعاً أن الذي كان يملك الحقيقة كاملة قد انتهى من الحياة، وليست لدينا سوى رسالته التي نشرناها، وأثارت السيد الوسيلة فخرج علينا بقضايا واتهامات، وليرحم الله شيبون».


    محمد عبد الرحمن شيبون.. بين حسن نجيلة وعبد الرحمن الوسيلة

    وما اشبه الليلة بالبارحة

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 11-25-2009, 02:54 PM)

                  

11-25-2009, 01:50 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: صلاح : حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة (Re: Abdel Aati)

    صلاح أحمد إبراهيم: حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة
    خالد أحمد بابكر


    مُنيَ الشاعر شيبون بظلم عظيم من الحزب الشيوعي، حيث جرت محاصرته وعزله على نطاق واسع، وغدا غير مرغوب فيه. صحيح أن الحزب الشيوعي لم يصدر بياناً رسمياً بفصله، لكنه على الصعيد العملي كان مفصولاً، فقد سُدت في وجهه الأبواب وهو الذي ناضل باسم السودان من داخل الحزب إبان الاستعمار!! كل ذلك التاريخ النضالي المشهود لم يشفع لشيبون عند من استهدفوه وسعوا لإغتيال شخصيته بإطلاق الشائعات الرخيصة التي منها أنه كان مدمناً للخمور، وكأنه لم يفعل شيئاً طوال تاريخه غير معاقرة الخمور! وأسلوب إغتيال الشخصية من أردأ الأساليب التي مورست ضد شيبون. وقد وقع الأستاذ القاص عثمان الحوري في خطأ فادح حين سار على ذات درب الشائعات وتبنى ذات الأكاذيب وهو يقول:«إنتحار شيبون يغلب عليه طابع البؤس واليأس العميق الذي تبلور حول غصن سالسبورغ، والغصن في حالة شيبون هو ميله إلى الاختمار وشرب الخمور البلدية الرخيصة التي تعج بالسموم المتلفة للأعصاب».

    ونحن نرد على هذا الحديث بما قاله الأستاذ محمد خير حسن سيد أحمد (زميل شيبون وصديقه المقرب له برفاعة).. قال محمد خير إن شيبون كان يشرب الخمر ولكنه لم يكن مدمناً.. وكان يفضل (الشري) على الخمور البلدية. وذهب إلى القول أن شيبون ما عُرف بالمجون والخنا، ولا عُرف بالإدمان.. كان متماسكاً طوال سنيه ومتزناً. وهي شهادة في تقديرنا واضحة من زميل زامله في أيامه الأخيرة وكان يعلم من أمره ما يجهله الحوري وغيره ممن تفصله عنهم مسافات ووديان.

    الثابت أن شيبون وصلاح أحمد إبراهيم كانا على خلاف جدُّ كبير بينهم وقيادة الحزب الشيوعي، والثابت كذلك أنهما وجها انتقادات واضحة للأستاذ عبد الخالق محجوب، وكان لهما رأي في ذلك. وبدا لنا ولغيرنا أن بعض الشيوعيين اعتبر ذلك النقد الموجه للقيادة بأنه صدر عن حقد شخصي، وحتى وقت قريب كان عواجيز الحزب يعتبرون صلاحاً يحمل ضغينة ذاتية تجاه الشهيد عبد الخالق. وفي خضم المعارك التي قادها صلاح بمفرده ضد المدافعين بالوكالة عن الحزب، ذكر في صحيفة (الصحافة 16/7/ 1968م) تحت عنوان (صلاح الدين ومكائد الحشاشين – الليلة الأولى) بقوله:
    « يقولون ما أكثر ما يقولون ويتقولون، أن صلاحاً يصدر عن حقد شخصي تجاه قداسة زعيمهم النزيه المنزه. كُتب علينا أن نعيد القول لمن لا يفقه القول، بأن ليست ثمة ضغينة شخصية كما يتصورونها بيني وبين قداسة زعيمهم، اللهم إلا من حيث أنه قداسة زعيمهم وهم على ما هم عليه من شناعة وبشاعة وتحريف وتطفيف. إلا من حيث أنه رأس الكفر. إلا من حيث أنني مررت بمحاكم تفتيشه وبلوت (هملره) و(ايخمانه). لقد ألم القارئ الفاضل بعينة من إمكانياته التدميرية ومقدرته على تحريك الأدوات البشرية، فيما نشر في الأيام الماضية وفيما لم ينشر، وفيما قيل في شتى المجالس في مختلف بقاع القطر أينما وُجدَ محرِّف ومؤتفك ومنصاع – ولقد ظللت منذ مفارقتي للحزب الشيوعي أتعرض لمثل هذا الهجوم دون هدنة أينما جاء ذكري. فإذا كان ثمة جرح شخصي فهذا حق. إذا كان ثمة عنصر ذاتي في هذه القضية التي قمت أنافح عنها متحملاً تبعاتي التاريخية في وجه عدو أقوى بكثير بحذر حسان الشاعر يستل محمداً من قريش كما تستل الشعرة من العجين فهذا حق. وإذا كنتُ أردُ مساءة بمساءة فهذا حق. ولكنني لست ممن يقدم ذاته الفانية وشخصه الحقير على الجماعة، ولست ممن يقدم الذاتي على الموضوعي وأنا من لديه إحساس هائل بضآلته وبالموت الذي هو حق أيضاً، وبالشخص الثالث الذي هو أنت يا قارئي ويا معاصري ويا من يأتي غداً أو بعده، وأنا من لديه إحساس هائل بالحق وإحساس ماحق بالأمانة المعروضة، ووجداني تدوي فيه حركة التاريخ كدوي الدم في الصماخ برهبة رهيبة من حكم التاريخ. كل هذا يعصمني ما وسعت العصمة من خطأ الاستسلام لخطيئة عبادة الذات والوهم الجائر ومعارك الباطل وحمية الجاهلية، ويجعلني ما أبصرت البصيرة أتحسس موطئ قدمي، وأنتقي ثمرات لساني قبل أن تسقط (ولات حين مناص).. فوخز الإنسان باللسان أشد من وخزه بالسنان. لا أنكر إذن أن ثمة قضية شخصية في المعركة قائمة حتى يعتذر المسئ أو أهلك، قضية إنتصافي لنفسي ممن آذاني في جلافة ورعونة وحاول اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة التي غالت (شيبون) من قبل (شيبون حنجرة الشعب صوت بلادي الغني المثير). ولئن كانت ثمة قضية شخصية سأتعرض لها فيما بعد – فإنني أؤكد تأكيداً حازماً جازماً أنها ليست وحدها وليست أساس القضية».

    وقد رأى الأستاذ صلاح أحمد إبراهيم رحمه الله ألا مخرج من هذه المحنة إلا بكتيبة صدام تتلظى بالغيرة، وراح يقول في أسى بالغ: «إنني لا أرى مخرجاً لقومي من محنتهم ولعنتهم إلا بكتيبة صدام تتلظى بالغيرة والحفاظ وتشع بنظرية علمية تقدمية إنسانية. من أجل هذه الرؤيا وهبت الحزب الشيوعي – غير نادم – ألذ سويعات العمر، وأحلى سني نضارتي ورونقي، وهبته وقتي وراحتي وأماني ومستقبلي وقلمي وألمي ودراهمي المعدودة، معرضاً خلال ذلك رهطاً جدُ أثير وعلاقاتي بذلك الرهط الأثير، لكثير من الألم والامتحان العسير وقلبي يتفطر. إلى أن تفتحت عيناي على خزي مقيم وانتهازية مكينة متشامخة للسماء كما لو أنها كُفر (ناحوم) بحيث لم يبق لدي غير أن أعمل بكلمات ابن مريم: (وأن مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم فاخرجوا إلى شوارعها وقولوا حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه عنا) لا كفراناً مني بالدور الذي لعبه وينبغي أن يلعبه الحزب، ولا تبخيساً مني لأشيائه ولا زراية بغالبية أعضائه وهم على ما هم عليه أبناء بررة للشعب لا يقلون حباً مني لولي نعماي وأميري الشعب، أو رغبة في التلاشي فيه، وهم من بعدُ عروق التبر وإنْ علاها التراب».

    جرت محاولات إغتيال شخصية الأستاذ صلاح أحمد إبراهيم على قدم وساق، فقد فاقت التهم والشائعات المختلقَة كل التصورات الممكنة وغير الممكنة. فالمرحوم عمر مصطفى المكي عضو اللجنة المركزية للحزب وأحد قادة إنشاق الحزب في 1970م ساق افتراءات عظيمة بحق صلاح، فهو قد أشار في كلمته (بطاقة مبارزة) بصحيفة الصحافة الصادرة في يوم الثلاثاء (30/7/ 1968م) إلى أن صلاحاً أفسد الشباب ثمناً لإشباع رغباته، وأنه أصبح بوقاً للمخابرات الأمريكية. يقول: «وإذا كان قضاة صلاح لم يولدوا بعد، فإن الشعب السوداني قد ولد قبل آلاف السنين وهو قاض عدل يزن الأمور بموازين الذهب ويعطي كل صاحب حق حقه. فحكم الشعب في حقك يا صلاح أحمد إبراهيم.. حقك في أن تُفسد شباب الغد الواعد ثمناً لإشباع جموحك الخلقي.. حقك في أن تصبح بوقاً للمخابرات الأمريكية باسم الماركسية».

    هذه البشاعة في التعامل مع من كانوا في الحزب وتخلوا عنه، تبرهن على كثير من الإجحاف والحيف، وتشي بالخسة والتآمر على كل من أراد مغادرة الحزب. فعمر مصطفى المكي سعى لتفصيل إتهامين لصلاح الأول: أخلاقي، بمعني الطعن في أخلاقياته الرفيعة، أما الثاني: فهو إلصاق تهمة العمالة به. وقد انبرى عمر مصطفى المكي – حول مسألة العمالة للمخابرات الأمريكية – يتحدث على غير سند، قائلاً: «إن صلاح أحمد إبراهيم يقوم بلعبة مرسومة ومحددة من جانب الدوائر الأمريكية التي يعمل اليوم لحسابها.. إنه اليوم يقوم بمحاولة يائسة لحساب المخابرات الأمريكية للنفخ على نار العداء للشيوعيين التي كادت أن تخمدها رياح التغيير.. رياح الجديد.. محاولة للتشكيك ونشر ضباب من الأكاذيب والإفتراءات والفبركة.. علها تمهد الطريق لشيء ما يجري تدبيره في الخفاء».

    كتب صلاح أحمد إبراهيم في الرد على عمر مصطفى المكي كلمته (عمر.. وحديث الإفك) في (الصحافة 31/8/ 1968م) وقال بأنه: «لا يهدف بهذا الرد أن يتبين مسيلمة الحقيقة، فالحقيقة ليست غايته أبداً – وهو من بعدُ عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي لحزب مرزوء به وموبوء بالجهل والانتهازية كما يتجليان في هذا الدعي». وحول المسألة الأخلاقية، كان رد صلاح عليها: «أعملوا نفس طريقتهم الابتزازية مستغلين رغبة أو رهبة في ضحية رضيت أو اضطرت لكي تنفذ لهم مشيئتهم وحركوها ضدي لتلقي إتهاماً لا أعرف تفاصيله ولكن المؤكد أنه اتهام واه». وأضاف: «أن ما أخذ ضدي كان قائماً على الشبهة والإختلاق، على الدس الرخيص والتحريض المغرض وربما الإبتزاز برهبة أو برغبة. وأكدت أنني أعيش وفق معيار أخلاقي ثابت لا أحيد عنه مهما قال الناس، جوهره الحق والخير والجمال، وأساسه احترام النفس والآخرين، ولبابه الحب وتقدير الكرامة الإنسانية والبعد عن الإبتذال والتهتك والتزام الحياء والفضيلة في السلوك العام».

    على صعيد آخر، فقد دافع الأستاذ أحمد علي بقادي عن صلاح أحمد إبراهيم في كلمته (لو لم يكتب صلاح لانفجر) في (الصحافة 11/8/ 1968م)، مع أنه أكد على أن مقالته هذه ليس من أغراضها مناصرة صلاح أو عمر. وقال بأنه لا يريد مناصرة صلاح لأن صلاح سوف يتشكك في دوافع هذه المناصرة إنْ هي أتت من جانبه بعد الذي كان منه في جريدة الميدان وكان من صلاح في ديوانه غابة الأبنوس. وانتقد بقادي بشدة إتهامات عمر مصطفى المكي لصلاح، وذكر أن ما يتعرض له صلاح من ظلم تعرض له هو ذات يوم.

    يقول: «المعروف جداً أن أهم مبادئ الحزب الشيوعي – أي حزب شيوعي هي النقد والنقد الذاتي. بالنقد الذاتي يتقوى الحزب، وبالنقد تُصحح الأخطاء، وبالنقد تقوى العناصر المناضلة وتزداد صلابة، ولكن الحزب الشيوعي السوداني يخاف النقد خوفه من الموت. لا يمارس النقد في داخل الحزب إلا بطريقة شكلية وأكبر دليل على ذلك أن هذا الحزب وفي أكثر من عشرين عاماً لم يُحاسب زعامته محاسبة جدية على الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها، وهي أخطاء معروفة. هذه المحاسبة وهذا النقد لم يتم بصورة جدية لأن الذين ارتكبوا تلك الأخطاء مازالوا يتربعون في المراكز القيادية. ولما كان هذا الحزب يخاف النقد ويخشاه ولا يمارس الصراع الداخلي فهو أيضاً يرتجف مذعوراً إذا أحس أن عضواً مغضوباً عليه ومفصولاً سيكتب مقالاً ينتقده فيه... وبدافع من هذا الخوف فإن الحزب قد انتهج سياسة (بادر بالهجوم فهذه خير وسيلة للدفاع) والرصاصة التي لا تصيب تدوش. وزعماء الحزب يعلمون جيداً أن قليلين هم الذين يتوقفون للتحقيق من صدق تهمة موجهة لعضو مفصول. وعلى كل حال، فمن يعرف ذلك العضو أكثر من الحزب الذي عمل فيه. ولهذا السبب فنحن نرى أن اتهامات خطيرة للغاية توجه لكل من يحاول أن يفتح فمه بكلمة نقد للحزب الشيوعي. كل الذين انتقدوا الحزب أو هاجموه – بصرف النظر عن دوافعهم – مرتشون ومأجورون وعملاء للمخابرات الأمريكية – هكذا بمنتهى البساطة.. هذه التهم يمكن أن تُطلق في شكل إشاعات تلاحقك أينما ذهبت وتطرد الناس من طريقك أو تُكتب في الصحف ويقرؤها ألوف الناس كما حدث بالنسبة لصلاح... وإلقاء التهم جزافاً وبمثل هذه الطريقة يصيب عصفورين بحجر. فهو أولاً يزعزع ثقة الناس فيما يكتب ضد الحزب من نقد. والإتهام الجائر الذي لا يستند على أساس مر وعسير. ولقد تعرض صلاح لمثل هذه الإتهامات، وليس هو أول من سيكتوي بنارها ولن يكون آخرهم، وكلي أمل أن يجتاز صلاح هذه التجربة. لقد ذكر عمر مصطفى المكي في أول مقالاته أن صلاح عميل المخابرات الأمريكية، وقال إن لديه الدليل على ما يقول ثم أخذ يلف ويدور في جميع المقالات التي سطرها دون أن يقدم ذلك الدليل. كل الذي أورده هو استنتاجات وقرائن أحوال لا يمكن بحال من الأحوال أن ترقى إلى مرتبة الدليل المادي الضروري في مثل هذه التهمة الخطيرة التي قد تقود صاحبها إنْ صحت إلى حبل المشنقة. وكم كان يكون من الأكرم لعمر والأفيد للناس لو لم يورد ذلك الإتهام. ولكن كما قلت من قبل، فإن مثل هذه الإتهامات التي تُكال جزافاً هي أهم أسلحة الحزب الشيوعي ولا يستطيع عمر أو غيره من قادة الحزب الذين نعرفهم أن يخوض معركة وهذا السلاح منزوع منه. ومن يدري فقد نصبح غداً ونجد أن هذا الإتهام قد لحق بي أنا أيضاً ما دمت قد انتقدت عمر خصوصاً وأنا مدموغ من قبل بأنني مشبوه ومرتشي (من ذا الذي يرشوني يا...). ولكن آن الأوان أن يعرف عمر وغيره أن هذا الأسلوب ما عاد يجدي، ما عاد من الممكن إخافة الناس (خصوصاً أولئك الذين صهرتهم التجارب) بمثل هذا السلاح الصدئ».

    صلاح أحمد إبراهيم: حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة
                  

11-25-2009, 01:53 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: صلاح : حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة (Re: Abdel Aati)

    محمد عبد الرحمن شيبون (7)
    صلاح أحمد إبراهيم بين رحى القيادة الشيوعية والمدافعين بالوكالة
    خالد أحمد بابكر

    خلّد الشاعر العظيم صلاح أحمد إبراهيم صديقه وزميله شيبون في قصيدتين: الأولى (أنانسي) في ديوان (غضبة الهبباي) الصادرعام 1965م التي هاجم فيها قيادة الحزب الشيوعي وأورد في هامشها جزءاً من الكلمة التي احتج بها شيبون على رفقاء دربه. أما القصيدة الثانية فهي (حنتوب – شاعر شعب) التي أنشدها عام 1971م بمناسبة العيد الفضي لمدرسة حنتوب الثانوية، ونُشرت في ديوان (نحن والردى) الصادر في عام 2000م. وقد كان شيبون حاضراً عند صلاح حتى بعد انتحاره. ففي المعركة الثانية له في الستينيات مع المدافعين بالوكالة عن الحزب الشيوعي، بدا شيبون عند صلاح أكثر لمعاناً، فلا تكاد تخلو مقالة من مقالاته الكثيرة من إشارة أو ذكر له. وكان صلاح مليئاً بالاعتقاد أنهم حاصروه وعزلوه حتى وصل لحال مزر وغبن أليم أفضى إلى انتحاره.

    كان صلاح في أول خلية شيوعية في مدرسة حنتوب الثانوية، وهو ما ذكره في (الصحافة 23/7/ 1968م):«التحقت بالحركة الشيوعية عام 1950م بمدرسة حنتوب حين أسس فيها أول وحدة شيوعية – عبد الوهاب سليمان والشاعر محمد عبد الرحمن شيبون والعبد لله وطُرد ثلاثتنا مع آخرين في أول إضراب فيها لم يستطع المستر براون – وكان كالأب المحبوب المخوف – كبح جماحه. وكان سبب طردي قصيدة هاجمت فيها الاستعمار. ومنذ ذلك الحين صار شعري قوساً في يد الشعب، وإنني لأذكر التحدي الذي وجهته للحاكم العام شخصياً لتعطيله جريدة (الصراحة)، والقصيدة بعنوان (إنها أقوى منك)».

    ظل الأستاذ صلاح أحمد إبراهيم يحفظ وداً جدُّ جميل للأستاذ عبد الله رجب صاحب (الصراحة) بما أتاحه لهم عبر الصحيفة، وساءه لؤم الشيوعيين حياله وما تعرض له من تطاول واتهامات وسوء تقدير وأدب من بعض كوادر الحزب لشخص في قامة عبد الله رجب، فكتب يقول:« وبذكر الصراحة لابد من كلمة تقال. لقد خدم الأستاذ عبد الله رجب الشيوعيين وما كان شيوعياً، وأتاح لهم منبراً جريئاً وتحمل في سبيل ذلك ما تحمل، وصرف عليهم بسخائه المعهود فكانوا نملاً حطَّ على عسل، حتى إذا قضوا وطرهم انقلبوا عليه إنقلاب لئيم زنيم. وما كان عبد الله رجب خائناً لوطنه في يوم من الأيام، ولا بائعاً لضميره، ولكنه ابن وفي من أبناء الشعب البررة، ورجل شجاع وعنيد، ولعل عناده مسؤول عن كثير، ومعلِّم ندين له بأكثر مما يتصور أو نتصور بأنه من بناة قادة الحركة الوطنية، ومع ذلك جوزي جزاء سنمار، حتى صار يتطاول عليه ويتواقح من هو أصغر سناً من ابنه الفاتح وإنها لتربية راشد الميكافيلية (لغدر أنانسي أغني لمجد الخداع لؤم الطباع، له ولمستسلم بانصياع، أغني كمال الجريمة) ».

    يجدر بنا أن نؤكد أننا سعينا ههنا لتوثيق حقبة الصراع الذي خاضه الشاعر صلاح أحمد إبراهيم والحزب الشيوعي. وهو ما يحتم علينا أن نورد بعض الشواهد (التي قد تكون قاسية وفظة)، خاصة وأن صلاحاً ينطلق من موقع الدفاع عن نفسه، منذ أن هوجم في عام 1958م على صفحات جريدة (الميدان) لسان حال الحزب، وهو شأن كل من يأبى الحيف والظلم. ولا نرمي بإيرادنا لتلك الشواهد الإساءة لأحد أو الإنتقاص من قدره، إلا قدر ما اقتضاه التوثيق والبحث.

    في عام 1968م تقدم صلاح أحمد إبراهيم إلى فتح حوار حول وحدة الاشتراكيين واقترح شكلاً بعينه لإجراء ذلك الحوار، بحيث تتوفر الضمانات للجميع حتى لا ينحرف إلى النواحي الشخصية أو يُفضي إلى صراع غير مبدئي. وقد كتب في هذا الشأن كلمته القيمة والتي يمكن أن نسميها دراسة – تحت عنوان (نحو وحدة جادة وحقيقية وشاملة)، وجرى نشرها على جزءين في (الصحافة 22 – 26/5/ 1968م). وكان لنشرها بالغ الأثر في نفوس الشيوعيين، فمنهم من رحّب بها، ومنهم من استهجنها. كما أنها أثارت ردة فعل عنيفة من جانب من كانوا في صف القيادة المركزية. وسُمع دويٌّ هائل للمدافعين عن الحزب الشيوعي.. يهرعون إلى منصات الهجوم. فقد هوجم صلاح بضراوة ومن جبهات عديدة وفي أكثر من منبر وصحيفة ومجلس. كتب الأستاذ عبد الله علي إبراهيم – وهو يومذاك داخل حوش الحزب – مشيداً ومحاذراً في كلمته (النقاش داخل الاشتراكية) في (الصحافة 19/6/ 1968م). وعلّق صلاح عليه في مقالته (صلاح الدين ومكائد الحشاشين – الليلة الأخيرة) بتاريخ (29/7/ 1968م) بقوله:« أشكر الأخ عبد الله علي إبراهيم على تشبيهي بالعدّاء الذي كسر الوهم ومزّق الخرافة، وعبد الله كما قلت من قبل يحمل قسمات شعبنا ويحس بإحساس أبناء الأرض البسطاء. ولذلك هو قادر على أن يقول عني ما قال دون خشية. وآخذ عليه أنه اعتبر موقفي انتخاباً مزرياً على عتبة الحزب غيري ينتحب انتحاباً مزرياً على عتبة حزب على رأسه من يعطي الأشياء الصغيرة اهتماماً أكبر من اهتمامه بدموع أطفالنا ودموع أمهاتهم في المفاوز والأدغال، ومن لا يدر قط حليب الرأفة الإنسانية. لأن الاشتراكية لديه تمرينات فكرية وسبيل للسلطة لا تعاطف إنساني وتمزق وجداني. والأخ عبد الله الذي اعتبر الدعوة للنقاش مبادرة حميدة يرجع ويدين النقاش ويستسلم للاعتقاد المحاذر المرتاب بأن مغبة العدو على الأرض والركض في أنحائها تداعي سرتها واختلال قوائمها. ويسوءه اشتراطي بألا يكون ممثلا الحزب الاشتراكي في اقتراحي شيوعيين، فلئن جاءا كذلك أيمثلان الحزب الاشتراكي أم الحزب الشيوعي».

    وفي إطار الهجوم الهجوم البربري على صلاح، تقدم الأستاذ مصطفى المبارك – وهو يومئذ طالباً بجامعة الصداقة في موسكو – مهاجماً بخشونة في كلمته (الذات أو الأنا في مقالات صلاح) في (الصحافة 22/6/ 1968م)، وحاول عبرها تبخيس ما كتبه صلاح في رد العدوان عليه، وأشار مصطفى المبارك إلى أن صلاحاً انحدر في لغته أو ما سماه بـ (اللغة السوقية) والأنا. وشملت الحملة التي قادها الحزب على صلاح جمع غفير منهم: المرحوم عمر مصطفى المكي والأستاذ خالد المبارك وآخرون.

    لكن صلاحاً – وبإزاء هذه الحملة المنظمة – لم يقف مكتوفاً، فسارع بالرد على كل من تعرض له في مقالاته المسماة (صلاح الدين ومكائد الحشاشين) وهي خمس ليالٍ حسوماً أجهز فيها على خصومه، وأريق من خلالها حبر كثير، وفعلت الشتائم والتجريح فعلها الذي طال الطرفين (صلاح وخصومه).

    في الليلة (الخامسة والأخيرة) من تلك المقالات في (الصحافة 29/7/ 1968م) قال صلاح بأن الحزب الشيوعي وراء هذه الحملة الجائرة عليه:« أنفذ (أنانسي) وعيده الذي لمّح به للأستاذ بابكر كرار وهو يعلم أنه سيصلني بأن في مقدوره أن يفتح نيران شتائمه عليّ لولا أنه لا يريد. ها هو قد أطلق ذره وذراريه يسلقونني بألسنة حداد في أكثر من منبر، وأصبح الرد على صلاح نبطشية منظمة وسباق مبادلة». وتجاهل صلاح متعمداً – كما ذكر – الرد على مصطفى المبارك واعتبر ما كتبه محض شتائم لا تستحق الرد. وحمل على خالد المبارك بقوله إن خالداً غمّاط للحقيقة، لأنه يعلم عن حقيقة سرقة مجهود (باسل ديفيدسون). وقد أقرّ الدكتور خالد المبارك بعد ما يقارب الأربعين عاماً أنه هاجم صلاح أحمد إبراهيم بإيعاز من الحزب الشيوعي في كلمته (الرزنعامة وإتحاد الكتاب السودانيين) في معركته الأخيرة ضد الأستاذ كمال الجزولي في (الرأي العام).

    وعلى كل، فإن صلاحاً ركّز جل هجماته وانتقاداته على قيادة الحزب الشيوعي لأنه رأى ما سماه التأليه والتقديس لمن هو في أعلى الهرم. ففي (الليلة الثانية) من مقالاته (صلاح الدين ومكائد الحشاشين – الصحافة 21/7/ 1968م) قال في إفادته :«بإزاء التأليه والتقديس والعبادة ينبغي أن يأتي من يبول على رأس الصنم، ينبغي أن يأتي من يعرِّي النفاق والخداع والدجل ومن يبدد الهالة الزائفة من على رأس القديس الزائف، رأس سيزار بورجيا وطرطوف أسبوتين في بروجرام واحد». وأضاف:« إن لدي (الكثير المثير الخطر) والخطايا تفوح وعليهم أن يتمنوا صمتي لأن مثلي أرعن وإن تكلمت بما أعلم سيعرف الشعب أي جيَف منتنة تسير على قدمين. يقعد الشيوعيون على آذانهم يرددون (الله يكذب الشينة) والشينة منكورة ولكنها واقعة واقعة. لست - علم الله – ممن يطرق عيوب الناس الخاصة.. بأنا لنا مثل الأنام عيوب) كما يقول الشاعر عبد الله الطيب، ولكن حين تمزج الخاص بالعام يكون هناك معياران واحد لنا وواحد للناس، فهذا إلى التزام ما لا يلزم، وما يجعلني أعمل على تمزيق الأقنعة المستعارة وإزالة المساحيق. يا مراؤون أتبلعون الجمل وتعفون عن الإبرة؟ أين النقد والنقد الذاتي؟ ومن ذا الذي نصبكم على الآخرين قضاة وأنتم أنفسكم تسعى بين أيديكم مخازيكم.. وليس هو السلوك المنحرف وحده والشذوذ المرائي.. الذي ينبغي على الشيوعيين المخلصين احتراشه احتراش الضباب، بل هناك ما هو أدهى وأمر... فلقد بسط الريس كما كان يفعل مؤسس النكرومائية التي هي (على مراحل الانتهازية) في تعريف بعضهم ظلاً ذا ثلاث شُعب على الحزب، فحشا الأجهزة العليا بكثير من المعوزين للمؤهل النظري والسلوكي والمناقب الثورية ولو شئت لأسميت هذه الخُشُب المسنَّدة، وحرم المعارضة والمخالفة ودأب على اغتيال كل من كان يمثل البديل مستخدماً أساليب جهنمية، وأشاع المجاعة الفكرية والإدقاع الذهني حتى يتجلى كأوحد زمانه وعبقري عصره، وبلغت به العزة بالإثم حد سرقة مجهود (باسل ديفيدسون) والضحك به على طلاب الجامعة بعد أن انتحله لنفسه. والعجب أن دار الفكر الاشتراكي دعت المثقفين لمناقشته وبالطبع بعد أن ظهر المخبوء انتهى ذكر هذا العمل الفذ وصارت لائحة الحزب كالدستور الأمريكي وثيقة جميلة ورغبة طيبة، وانعدم النقد وقدوة النقد الذاتي، ولا نقد ذاتي أمين نزل منذ أن انتقد قاسم أمين نفسه».

    لم يستطع المرحوم عمر مصطفى المكي أن يرد على ما أثاره صلاح فيما أوردناه. فقد راح يكيل الاتهامات بأن صلاح يحميه جهاز الدولة ودوائرها التي توفر له الحماية التي لا تمنح لأي موظف سوداني غيره، يقول في كلمته (بطاقة مبارزة – الجولة الرابعة) في (الصحافة 4/8/ 1968م):« إن صلاح أحمد إبراهيم موظف في حكومة السودان... وقوانين حكومة السودان السارية على جميع الموظفين دون استثناء تمنع العمل السياسي الواسع المكشوف.. ولكن يبدو أن الموظف السوداني الوحيد المستثنى من هذه القاعدة هو صلاح أحمد إبراهيم وأبادر لأقول بكفالة حق العمل السياسي للموظفين في السودان: ولكن عندما يصبح هذا الحق مكفولاً لموظف واحد في البلاد كلها، فإن هذا الأمر لابد أن يثير التساؤل. التساؤل حول حقيقة المواقع التي ينطلق منها هذا الموظف الواحد.... الشيوعي.. الماركسي.... المستثنى من قوانين حكومة السودان، ينشر في الصحف (للشيوعية) و(للماركسية).. و(لوحدة الاشتراكيين).. واليسار الجديد.. سبحان الله!. إن صلاح أحمد إبراهيم يتمتع بحرية (غريبة) لسنوات كاملة ليهاتر في الصحف ويكيل السباب والشتائم لأحزاب معينة ولشخصيات معينة وهو عمل لم يسبقه إليه أي موظف يعمل في حكومة السودان بحكم القوانين القائمة والتي تحد من حرية الموظفين في مجرد كتابة المقالات السياسية في الصحف. فكيف وجد صلاح أحمد إبراهيم هذه الحرية ليكتب أشياء تعدت مرحلة المقالات بكثير.. ليصول ويجول و(يبرطع) وليخوض المعارك بالسيوف وليجز النواصي الصلفة وليتبول على الرؤوس.. الخ.. كيف أتيحت له هذه الحرية؟ وهل يستطيع أي موظف آخر في حكومة السودان أن يعقِّب مجرد تعقيب على ما ظل يكتبه صلاح أحمد إبراهيم دون أن يعرض للمحاسبة والعقاب ومجالس التأديب؟. إن صلاح أحمد إبراهيم يحتضن اليوم بجهاز الدولة ليقذف الحجارة.. فمن الذي يحميه؟ هذا هو السؤال: ما هي الدوائر التي يجد عندها صلاح أحمد إبراهيم حماية لا تتوفر لأي موظف سوداني غيره؟».


    محمد عبد الرحمن شيبون (7).. صلاح أحمد إبراهيم بين رحى ا... والمدافعين بالوكالة
                  

11-25-2009, 01:58 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: صلاح : حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة (Re: Abdel Aati)

    شيبون وصلاح أحمد إبراهيم: حصارُ الشائعات والاتهامات..! (8)
    خالد أحمد بابكر

    (لغدر (أنانسي) أغني
    لمجد الخداعِ لؤم الطباع،
    له ولمستسلم بانصياع
    أغني كمال الجريمة)
    (صلاح أحمد إبراهيم)

    نُسجت حول شيبون حكايات فاقت ما نسجه زهير لهرم بن سنان. ودُبِّجت بحقه شائعات مغرضة كان هدفها الحطُّ من قدره وتشويه صورته. فمن الحكايات العجيبة ما قيل عن علاقته العاطفية بزميلة أخته التي كانت في الكُتّاب يومذاك – بحسب الأستاذ محمد خير حسن سيد أحمد. وقد أسفت كثيراً لما أورده صديقنا الدكتور عبد الله علي إبراهيم في هذا الشأن، فهو قد انتهى إلى أن شيبون: «عشق صبية في عمر أخته. أحبها وأحبته. وقد كانت تزورهم لماماً متصنعة صداقتها لأخته.. فهي تأتي إليه ضمناً ولأخته معنى». ويضيف أن الصبية أخيراً تركته، ولما لم يحتمل، انتحر... لا ندري من أين جاء د. عبد الله علي إبراهيم بهذه الترهات التي لا تحمل أدنى صلة بمن هو في مقامه وعلمه. فهو لم يبيّن حتى مصدر هذه الحكاية ولم ينسبها للشخص الذي أخذها عنه. وهذا هو المنهج الذي سبق ووصفناه بالتدليس والتحريف في الوقائعية التاريخية.

    لقد ذكر الأستاذ محمد خير سيد أحمد (زميل شيبون) في إفادته لنا بأن رواية د. عبد الله حول علاقة شيبون بزميلة أخته محض افتراء. وقال بأن شيبون لم تكن له علاقة عاطفية بهذه الصبية بتاتاً، وهو يعلم ذلك أكثر من غيره. وأشار إلى أنه في مرة وجد شيبون يكتب رسالة، فداعبه قائلاً: أهي رسالة رومانسية؟ قال: فغضب شيبون غضباً تغيرت من فرطه ملامحه ولم يكلمه إلا بعد أن اعتذر له وأخبره بأنه يمازحه. فقال له شيبون أنا لست من هذا النوع الذي يمارس الرومانسيات. فهل في مثل هذه الحال يصح أن نأخذ بمن كان موجوداً وقريباً من شيبون – كالأستاذ محمد خير؟ أم نأخذ بروايات سماعية يتناقلها الناس أينما وجد محرِّف ومؤتفك ومنصاع، وربما لا تربطهم أدنى معرفة بشيبون؟. وهناك من يحتج على وجود هذه العلاقة (المتوهمة) بقصيدة لشيبون يقول في مقطع منها: (صدري وصدرك للرصاص وللفداء). وهي أيضاً لا تصلح حجة لإثبات هذه العلاقة. فكم من الشعراء خاطبوا فتيات في خيالهم، لم يكن لهن وجود واقعي في الحياة.

    هنالك شواهد كثيرة تدل على تجنب الدكتور عبد الله علي إبراهيم لرواية من كانوا شهوداً أوان انتحار الشاعر. فهو – على سبيل المثال – تجاهل الأخذ برواية الأستاذ محمد خير سيد أحمد فيما رواه عن واقعة الانتحار!. فقد قال د. عبد الله (الرأي العام 17/6/ 2007م): « ومع ذلك، فهناك رواية عن الواقعة استبعدتها على بلاغة وأسر شحنتها اللغوية. فقد قال محمد خير إن أخت شيبون كانت مع والدتها حين وجدت ابنها معلقاً من مرن الحمام. وقال إن الأم جرت نحو شباك الحمام بعد أن أعياها فتح الباب. وكان الشباك مغطّى بسلك (نملي) رفيع. واندفعت الأم نحو الشباك ومزقت سلك (النملية) كأنها تريد أن تدخل على ابنها من الشباب. وهنا صاحت الأخت الصبية: لكن ما قطعتي نملية الحكومة يا يمة». ونحن نسأل لماذا استبعد الدكتور عبد الله علي إبراهيم رواية محمد خير – مع أنه قال ببلاغتها وأنها تحمل شحنة آسرة؟ فهل هاتان الصفتان كفيلتان بالقدح في هذه الرواية؟ أم ماذا يرمي من وراء استبعاده لها؟

    مثلما حوصر شيبون بالشائعات والاتهامات المغرضة، فإن صديقه صلاح أحمد إبراهيم فُعل به فعلاً شنيعاً، حين اختلق المرحوم عمر مصطفى المكي حكاية (بيت الإيجار) الذي زعم أن صلاح استأجره لجوغته. وأن ذلك البيت (المزعوم) شهد ما شهد من مظاهر التبذُّل!، يقول في (الصحافة 30/7/ 1968م): « بيت العباسية يا صلاح أحمد إبراهيم الذي أجرته وسكنت فيه منفرداً عازلاً نفسك عن أسرتك – هل كان مخصصاً (للاختلاط بالعمال).. للعمل الثوري.. للفكر والنضال؟ هل ما شهده ذلك البيت من مظاهر التبذُّل يصلح للنشر؟». وذهب عمر مصطفى المكي أبعد من ذلك، حيث وصف اسم صلاح بالملوّث، وأنه شريد انحرافاته وأسير أحقاده، يقول:« أنا لا أريد أن أقول لك يا صلاح أحمد إبراهيم أنك لست من الرجال الذين يبيحون لأنفسهم التطاول على عبد الخالق محجوب أو على أي واحد من المناضلين الشرفاء في هذا البلد.. إن مجرد الربط بين اسمك الملوّث واسم أي واحد منهم هو تجن على الفكر والأخلاق والقيم الثورية.. ولا أريد أن أقول لك يا صلاح أحمد إبراهيم أنك تسكن بيتاً من الزجاج ولا يحق لك أن تقذف الرجال بالحجارة فمن بيوت الزجاج ما يستعصي على الحجر وحتى على الرصاص.. إنك يا صلاح إنسان في العراء بلا بيت.. بلا مأوى.. وستظل هكذا شريد انحرافاتك.. وأسير أحقادك.. طريد القيم إلى يوم نهايتك، وهو ذلك اليوم الذي تنزل فيه إلى مستوى قدرك الحقيقي في موازين الرجال.. وفي موازين المفكرين والثورين.. وهو المستوى الذي سنضعك فيه مهما كان إصرارك على الجدل وعلى المكابرة وعلى لوي عنق الحقائق والتجني على التاريخ وعلى أقدار الرجال».

    هذه الشتائم المقذعة جاء بها المرحوم عمر مصطفى المكي ليصرف الناس عن جوهر الموضوع الذي تناوله صلاح أحمد إبراهيم حين انتقد قيادة الحزب الشيوعي وطالب بالنقد ومحاسبة القيادة على الأخطاء التي ارتكبتها في حق الحزب. وقد رد صلاح على عمر في كلمته (عمر.. وحديث الإفك) في (الصحافة 31/8/ 1968م)، واستهل حديثه ببيت لأحمد شوقي:
    نحن اليواقيت خاض النار جوهرها
    ولم يهن بيد التشتيت غالينا
    لولا اشتعال النار فيما جاورت
    ما كان يعرف طيب نفح العود

    وأورد صلاح في رده رسالة كتبتها أخته الكبرى رداً على افتراءات عمر لأنها صاحبة البيت المذكور:« يقول مسيلمة النجاركوك (بيت العباسية يا صلاح أحمد إبراهيم الذي أجّرته وسكنت فيه منفرداً عازلاً نفسك عن أسرتك الخ..) حتى قوله (وهل ما شهده ذلك البيت من مظاهر التبذل يصلح للنشر؟) كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولوا إلا كذباً. أي مظاهر التبذل شهده ذلك البيت وأين هو إن لم يكن وسط أهلي وأقاربي وأهل حيي وجدرانه من القِصَر بحيث يمكن للجيران أن يشهدوا كل ما يجري فيه، ويقفز إلى داخله أعضاء نادي العباسية الثقافي – جيراني من الجهة الأخرى – لأخذ كرة (الفولي) دون استئذان. عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي – يا للعار – يكذب وكأنه وَلَد في الكُتّاب. حقاً إن صاحب الحاجة أرعن. والغرض مرض. والمضطر يركب الصعب ولأمرٍ ما جدَعَ قصيرٌ أنفه. فانتهازية عمر كما أسلفت القول انتهازية مكينة لن تزايله حتى يدخل البكماء ويهجم الدود على الدود. لقد ألحت أختي الكبرى – وهي أم مثالية – لتسع كبراهم بالجامعة – وهي بجانب ذلك ذات نشاط ملحوظ في الاتحاد النسائي بودمدني – أن أنشر لها الكلمة التالية بعنوان للحقيقة والتاريخ يا سيد عمر مصطفى تقول له: أولاً هدئ زوبعتك وخفف من غبارك الذي أثرته وملأته قاذورات تزكم الأنوف. يا أستاذ عمر إن المنزل الذي تدعي، امتداد لمنزل الأسرة ولا يبعد عن منزل والديه سوى أقدام معدودة وكل معيشته معهم ابتداء من شاي الصباح وذلك فقط لضيق المحل بمنزل الوالدين الذي لا يسع كُتُب صلاح ولا هو مريح لكتاباته إذ ما به زيادة سوى غرفة واحدة وحتى هذه حركتها مستمرة ولا سبيل للراحة فيها. لذا يسكن صلاح بمنزلنا الآخر ومعه بعض أفراد الأسرة في أغلب الأوقات وليتك قمت بزيارة لذلك المنزل المفترى عليه لترى الكتب المبعثرة التي بمنزل صلاح عسى أن تجد بينها بعض الكلمات المهذبة التي تصلح لمقارعة الحجة لمبارزة خصومك في الرأي مبارزة عفة يستفيد منها القارئ. كما يجب أن تتحرى الحقائق قبل أن تكتب».

    في سياق آخر، كان الأستاذ صلاح أحمد إبراهيم قد تحدث في (الصحافة 23/7/ 1968م) عن جرأته في قول الحق، فهو القائل:« في مخطط عملي أن أعرض للناس التجارب التي مررت بها في حياتي ولا أخالني أقل جرأة في قول الحق حتى على نفسي من (أندريه جيد) مثلاً». لكنّ هذا القول لم يعجب عمر مصطفى المكي واعتبر صلاحاً لا يشبه نفسه إلا بالعمالقة، حيث انتهى به القول في كلمته (بطاقة مبارزة – الجولة الثانية) في (الصحافة 30/7/ 1968م):« إنّ المارشال حتى في اعترافاته النصفية لا يشبه نفسه إلا بالعمالقة.. بالكبار الذين وضعوا لبنة في بناء الفكر.. إنه واحد منهم!! وأخطاؤه لا تشبهها إلا أخطاؤهم واعترافاته لا تشبهها إلا اعترافاتهم!! وأكثر من ذلك.. أن صلاح أحمد إبراهيم يناقش علناً – وعلى عينك يا تاجر – في مجالسه الخاصة فيقارن نفسه بـ (أوسكار وايلد)!! وأنا لا أريد أن أضيع وقت القارئ في مقارنة بين القيمة الأدبية لأوسكار وايلد والقيمة الأدبية لصلاح أحمد إبراهيم لأن في هذا تجنياً على الأدب لا أقترفه». عندي أن ما رمى إليه المرحوم عمر مصطفى المكي يبدو واضحاً من حيث ظلمه الفادح لأديب كبير وشاعر مجيد في قامة صلاح أحمد إبراهيم. وهذا شأن الخصومة السياسية، فصلاح – مهما قيل فيه - لا يقل قدراً عن أولئك الكبار، وإن غمطه خصومه حقه.

    وجاء عند صلاح في معرض الرد على عمر مصطفى المكي (الصحافة 31/8/ 1968م) قوله:« ويسوء مسيلمة النجاركوك أنني أحاول الإقتداء والتشبه بالقمم وهذا يعكس صغر نفس (الدخان الذي يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع) فمن غيرهم أحاول الإقتداء والتشبه يا نجاركوك؟ لماذا تنفس على صلاح إن لم يحاول أن (يشبه نفسه إلا بالعمالقة.. بالكبار الذين وضعوا لبنة في بناء الفكر.. إنه واحد منهم (على حد قولك). ألم يقل شاعرنا العربي (وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم). ألم يأتِ في التعاليم الموجهة للملك (مري كارع) من بردية ليننجراد:«أنسج على منوال آبائك السالفين الذين سبقوك. أنظر! إن كلماتهم لا تزال خالدة تنبض بالحياة فيما خلفوه من كتب. افتح الكتاب واقرأ ما فيه واستفد بعلم أجدادك واتبع تعاليمهم يصبح المرء عالماً حكيماً مثلهم».. وأنت بمن تحاول أن تشبه نفسك يا نجاركوك بعد أن أشحت وجهك عن العمالقة و(الكبار) الذين وضعوا لبنة في بناء الفكر.. بالرفيق (بيريا) مثلاً؟ بالرفيق راشد؟».


    شيبون وصلاح أحمد إبراهيم: حصارُ الشائعات والاتهامات..! (8)
                  

11-25-2009, 01:59 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: صلاح : حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة (Re: Abdel Aati)

    ولا يزال في الحديث بقية
                  

11-25-2009, 02:00 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: صلاح : حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة (Re: Abdel Aati)

    ماذا قال القزم - الدمية المستبدة - عن شيبون - ؟؟

    Quote: × ........؟

    = في حركة الطلبة بحنتوب من المؤكد ان الشخصية القيادية الاولى كانت محمد عبد الرحمن شيبون لم ينصبه احد، لكنه كان هو القائد الطبيعي، كنا نذهب اليه لحل المشاكل التي تواجهنا، كان معه اسماعيل حسن أبو من ابناء الابيض، وعبد الوهاب سليمان (شقيق أحمد سليمان) وكان يلقب بتلاجة.

    × حدثنا قليلاً عن شيبون؟

    (كان عليه ان يوقد سجارة وهو يتحدث عن شيبون).

    = قال:شيبون رجل ذكي جداً وشاعر مجيد.. لكن كانت تنتابه حالات، فيظل بالداخلية لا يذهب الى فصل الدراسة.

    × هل كان يعاني من الاكتئأب؟

    = لم أكن اعرف تفسيرها،كنا نستحثه على الذهاب للفصل لانه كان يمكن ان يفصل من المدرسة، كان يجد تعاطفاً من الاستاذ عبد الحليم علي طه، شيبون كان في مرات يخرج فجأة اثناء الحصة.

    × هنالك من يقول انه من ضحايا الحزب الشيوعي؟

    = باستياء واضح=

    = قال: هذا غير صحيح..لم يكن اطلاقاً هنالك عداء بينه والحزب، دخلنا سوياً كلية الآداب جامعة الخرطوم وتم فصلنا معاً.

    × ماذا مثل انتحاره بالنسبة لك؟

    (بدأت نبرات صوته تتغير)

    = قال : مثلت لي صدمة وغضب (ليه ينتحر؟..قبل ما يذهب لرفاعة التقيت به في الخرطوم، وجلست معه لفترة طويلة وذهبنا بعد ذلك للسينما,طلبت منه ان يظل بالعاصمة عشان يكتب، ففي فترة اشتغل في الجرائد، وهو صاحب قلم متميز).

    × استاذ محمد .. هل الانتحار ظاهرة في الحزب الشيوعي؟

    = كل الاحزاب بها انتحارات لكن (حقتنا بتجد ضوء زيادة).. انتحار شيبون لا علاقة له بالحزب الشيوعي (انصحك تقابل العميد فاروق هلال كل اوراق القضية عندو).

    × هل هنالك ضغط نفسي فى الانتماء للحزب؟

    = لا افتكر ذلك (شيبون لم يكن له نشاط في الحزب يمكن ان يمثل ضغطاً نفسياً عليه).

    × هل التركيبة النفسية لكادر الحزب تقترب به من خيار الانتحار و....؟

    (كان كأنه يسخر من السؤال..وغير راغب في المضي أكثر).

    = قال: (في حالة زي دي ممكن تمشي تسأل طبيب نفساني، انتحار شيبون ما خارج من نمط حياتو).

    × قلت: ليس شيبون وحده هنالك عبد المجيد شكاك وعبد الرحيم ابو ذكرى و..؟

    = قال: هذه ليست ظاهرة ، كل حالة لها سياقها الظرفي المحدد.

    × قد يكون تبني الفكرة في واقع مناقض يمثل ضغطاً نفسياً على الكادر؟

    (أطلقها ضحكة لاذعة).

    = ثم قال انت قايل الافكار دي بكبوها للعضو بي صبابة زيت؟ كلنا دخلنا للحزب بباب السياسة موش لاننا قرينا راس المال، دا كلو بجي في ما بعد).!


    Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم


    لم ينته الحديث معك يا مأفون .
                  

11-25-2009, 03:18 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: صلاح : حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة (Re: Abdel Aati)

    لي بعدين
                  

11-25-2009, 05:13 PM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: صلاح : حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة (Re: Abdel Aati)

    العزيز عادل
    قبل الانقاذ كانت لي مواقف ناقدة للحزب الشيوعي و الشيوعيون بحكم ارتباطهم (الايماني) بحزبهم و كل ما يتعلق به كانوا يجزمون بانه عداء، انشأنا تنظيما جديد في الساحة التي كنا ندرس فيها فلقينا مواجهة مساوية كما و نوعنا و وسائل من الجبهة الديموقراطية و الاتجاه الاسلامي، استقر لنا امر قيادة الحركة الظلابية و توحيدها في كامل شبه القارة الهندية لاول مرة في تاريخ التواجد الطلاب هنا، اول من تضرر من ذلك الكيزان الذين عزلوا تماما رغم امكانيات الدولة التي سخرت لهم. و شعر الشيوعيون بمهانة لتاريخهم و قدراتهم النقابية و لم يستطيعوا التعايش مع خيار القواعد التي قدمت عليهم تنظيم جديد.. دخلوا معنا في حوارات طويلة ساومونا فيها علي ان نعيد تشكيل هياكل الاتحاد و اعطائهم ما يناسبهم في قادتها و الا سوف يحجبون مشاركة اعضائهم و تنظيمهم عن نشاط الاتحاد. المهم اننا في دورات لاحقة عالجنا بعض الخلافات و بقيت بعضها و بقيت مشاركة ج د تكتيكية علي الدوام رغما عن تحالفات حققت لهم كثير من مطالبهم ما كنا بحوجتها الا لتوحيد الصف الوطني. خروج المرحومان الخاتم عدلان و خالد الكد احدث تفاعل واضح جدا في ج د في الهند كما لم يحدث في مكان اخر في ما اعتقد، لم نسعي ابدا لاستثمار الصراع الذي حدث نتيجة ذلك. كان يستغل منبر التجمع الوطني لوصفنا بمعارضة المعارضة. رغم كل ما حدث الا اني شخصيا لا انقض عدائي للكيزان باخذ شئ منه لطرف اخر في الساحة السياسية. في رأي ان مشكلة الشيوعيون تتمثل في ارتباطهم الشديد العاطفية بحزبهم و قادتهم، يؤذي مشاعرهم قبل (افهامهم) الي قول لا يرضيهم في حقه و حقهم، زي العاوزين الناس ينزهوا حزبهم كما يفعلوا هم. الواحد فيهم يقول ليك الحزب، المؤتمر و السكرتير و علي المستمع او القارئ ان يفهم ان المقصود الحزب الشيوعي السوداني و مؤتمره و سكرتيره السياسي. دي نرجسية هي اس البلاء في كل مشاكل (الحزب). زي قضية شيبوب دي، مأساة حصلت قبل عقود فما الذي يمنع مناقشتها من قبل اعضاء الحزب الشيوعي قبل سواهم بهدوء و موضوعية، حزبهم غير منزه من الخطأ و لا عضيتهم ملائكة اطهار.. العاطف تعطل العقل و اذا لم يكن ذلك كذلك، اليس من الافضل للحزب الشيوعي ان يواجه مشكلة مثل هذه في بعدها التاريخي بدل من ترحيلها عبر الزمن و كأنها جريمة حدث الان في نظر غيرهم علي اقل تقدير؟...
                  

11-25-2009, 08:56 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: صلاح : حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة (Re: نصار)

    سلام يا نصار

    الشيوعيون والاخوان المسلمون وجهان لعملة واحدة؛ هي عملة الشيوعية؛ ويغترفان من نبعه واحد؛ هو نبع الاحتقار للاخر وادعاءالحقيقة المطلقة؛ وهما في الحقيقة اخوان اعداء؛ تحولوا الان الى اخوان حلفاء؛ ذلك ان ما يجمعهم اكثر مما يفرقهم .
    لقد اكتشفت وانا اقرأ المقالات اعلاه؛ ان ممارسات اغتيال الشخصية قد بدأت وكانت عنيفة تحت قيادة عبد الخالق محجوب نفسه .. وانا وان كنت حتى الامس القريب افرق ما بين قيادة محمد ابراهيم نقد وقيادة عبد الخالق محجوب؛ فتجدني الان مضطرا للنظر النقدي اكثر الى تجربة عبد الخالق محجوب والخروج من اسر تمجيده المطلق؛ فرغم استشهاد الرجل الا اننا نحتاج فعلا لأن نرى لحملات اغتيال الشخصية الطاغية التي تمت في عهده والتي لم يكن هو منها براء؛ وشكرا لناس ابو ساندرا لانهم يجعلونني ارجع للتاريخ اكثر واتحرر من جهلي اكثر واكثر حتى اقول مع صلاح بالكفر التام بالشيوعية ورموزها؛ ومحاربة ليس ظلالها فقط؛ بل وحتى ظلال ظلالها .

    الشيوعيون يا صديقي كآل بوربون؛ لا ينسون ابدا ولا يغفرون ابدا ولا يتعلمون شيئا .. هذا الحال سيؤدي بهم الى الانقلااض؛ ولكنه سيؤدي بهم ايضا الى محاولات الفتك بالخصوم؛ وسيؤدي ايضا الى محاولات الفتك بهم . وما لم يتخلصوا عن نهجهم العقيم فاننا لن نرمي السلاح ارضا ابدا؛ ومعركتنا مع كل انواع الشمولية مستمرة الى أن نقبر .

    لك ودي

    Quote: قبل الانقاذ كانت لي مواقف ناقدة للحزب الشيوعي و الشيوعيون بحكم ارتباطهم (الايماني) بحزبهم و كل ما يتعلق به كانوا يجزمون بانه عداء، انشأنا تنظيما جديد في الساحة التي كنا ندرس فيها فلقينا مواجهة مساوية كما و نوعنا و وسائل من الجبهة الديموقراطية و الاتجاه الاسلامي، استقر لنا امر قيادة الحركة الظلابية و توحيدها في كامل شبه القارة الهندية لاول مرة في تاريخ التواجد الطلاب هنا، اول من تضرر من ذلك الكيزان الذين عزلوا تماما رغم امكانيات الدولة التي سخرت لهم. و شعر الشيوعيون بمهانة لتاريخهم و قدراتهم النقابية و لم يستطيعوا التعايش مع خيار القواعد التي قدمت عليهم تنظيم جديد.. دخلوا معنا في حوارات طويلة ساومونا فيها علي ان نعيد تشكيل هياكل الاتحاد و اعطائهم ما يناسبهم في قادتها و الا سوف يحجبون مشاركة اعضائهم و تنظيمهم عن نشاط الاتحاد. المهم اننا في دورات لاحقة عالجنا بعض الخلافات و بقيت بعضها و بقيت مشاركة ج د تكتيكية علي الدوام رغما عن تحالفات حققت لهم كثير من مطالبهم ما كنا بحوجتها الا لتوحيد الصف الوطني. خروج المرحومان الخاتم عدلان و خالد الكد احدث تفاعل واضح جدا في ج د في الهند كما لم يحدث في مكان اخر في ما اعتقد، لم نسعي ابدا لاستثمار الصراع الذي حدث نتيجة ذلك. كان يستغل منبر التجمع الوطني لوصفنا بمعارضة المعارضة. رغم كل ما حدث الا اني شخصيا لا انقض عدائي للكيزان باخذ شئ منه لطرف اخر في الساحة السياسية. في رأي ان مشكلة الشيوعيون تتمثل في ارتباطهم الشديد العاطفية بحزبهم و قادتهم، يؤذي مشاعرهم قبل (افهامهم) الي قول لا يرضيهم في حقه و حقهم، زي العاوزين الناس ينزهوا حزبهم كما يفعلوا هم. الواحد فيهم يقول ليك الحزب، المؤتمر و السكرتير و علي المستمع او القارئ ان يفهم ان المقصود الحزب الشيوعي السوداني و مؤتمره و سكرتيره السياسي. دي نرجسية هي اس البلاء في كل مشاكل (الحزب). زي قضية شيبوب دي، مأساة حصلت قبل عقود فما الذي يمنع مناقشتها من قبل اعضاء الحزب الشيوعي قبل سواهم بهدوء و موضوعية، حزبهم غير منزه من الخطأ و لا عضيتهم ملائكة اطهار.. العاطف تعطل العقل و اذا لم يكن ذلك كذلك، اليس من الافضل للحزب الشيوعي ان يواجه مشكلة مثل هذه في بعدها التاريخي بدل من ترحيلها عبر الزمن و كأنها جريمة حدث الان في نظر غيرهم علي اقل تقدير؟...
                  

11-25-2009, 09:02 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: صلاح : حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة (Re: Abdel Aati)

    قال صلاح أحمد ابراهيم في سبل المواجهة مع الشيوعيين:

    «إنني لا أرى مخرجاً لقومي من محنتهم ولعنتهم إلا بكتيبة صدام تتلظى بالغيرة والحفاظ وتشع بنظرية علمية تقدمية إنسانية. من أجل هذه الرؤيا وهبت الحزب الشيوعي – غير نادم – ألذ سويعات العمر، وأحلى سني نضارتي ورونقي، وهبته وقتي وراحتي وأماني ومستقبلي وقلمي وألمي ودراهمي المعدودة، معرضاً خلال ذلك رهطاً جدُ أثير وعلاقاتي بذلك الرهط الأثير، لكثير من الألم والامتحان العسير وقلبي يتفطر. إلى أن تفتحت عيناي على خزي مقيم وانتهازية مكينة متشامخة للسماء كما لو أنها كُفر (ناحوم) بحيث لم يبق لدي غير أن أعمل بكلمات ابن مريم: (وأن مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم فاخرجوا إلى شوارعها وقولوا حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه عنا) لا كفراناً مني بالدور الذي لعبه وينبغي أن يلعبه الحزب، ولا تبخيساً مني لأشيائه ولا زراية بغالبية أعضائه وهم على ما هم عليه أبناء بررة للشعب لا يقلون حباً مني لولي نعماي وأميري الشعب، أو رغبة في التلاشي فيه، وهم من بعدُ عروق التبر وإنْ علاها التراب».
                  

11-26-2009, 00:03 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: صلاح : حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة (Re: Abdel Aati)

    الأستاذ عادل


    ياخي كل سنة وانت طيب

    المشكلة بقت في عدم الكمبيوتر

    ما قادرين نقرأ حاجة

    ربك يسهلا

    المهم انت كيف
    و آماليا
                  

11-27-2009, 04:11 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: صلاح : حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة (Re: حبيب نورة)

    حبيبنورة سلامات
    وكل عام وانت بخير وانا واماليا بالف خير

    والجاتك في كومبيوترك سامحتك

    واحسن ذاتو ما تقرأ
    لأن المكتوب مؤلم
                  

11-26-2009, 01:46 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: صلاح : حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة (Re: Abdel Aati)

    شكراًلك : أستاذ / عادل لنقل ملف شيبون الشاعر والذين غطوا الملف برؤاهم .

    وقضية شيبون أراها كُرة متعددة الأوجه ، تحتاج التفاصيل اليومية
    غير المتوفرة ، وتحتاج دراسة " الانتحار" أسبابه و دوافعه . وليس لدينا سوى مظاهر
    متقطعة من تاريخ خفي الكثير منه لبُعد زمنه ولضعف الهمة في التوثيق .

    كثير من مُبدعينا لقوا العسف في حيواتهم : إدريس محمد جمّاع ومعاوية محمد نور
    وعبد الله عشري والتجاني يوسف ومحمود محمد طه وصلاح أحمد إبراهيم وشيبون وعبد الخالق محجوب
    والخاتم عدلان والطيب صالح و محمد إبراهيم نُقد ...الخ ، فألوانهم
    مختلفة ... والكثيرون على الضفاف المُشرقة ينتظروهم الجلادون في الدروب .

    قرأت كل الملف ، وملفات سابقة غيره،
    وأتمنى أن أجد الوقت وبعض التفاصيل من الوقائع حتى تكون المساهمة أجدى.

                  

11-27-2009, 04:14 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيبون وصلاح أحمد إبراهيم والشيوعيون: صلاح : حاولوا اغتيال شخصيتي بالكلمة السنينة القاتلة (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي الشقليني

    كل سنة وانت طيب

    اعرف اهتمامك بمصائر الادباء في بلادنا؛ وهو مصير مفجع بلا شك. فإن لم تأتيتهم المصيبة من السلطة
    جائتهم من الاحزاب
    وان لم تأت من الاحزاب؛ جائت من الجهلة في المجتمع .

    ونحن نحتاج الى فتح الكثير من الملفات المغلقة

    اتمنى عودتك

    Quote: شكراًلك : أستاذ / عادل لنقل ملف شيبون الشاعر والذين غطوا الملف برؤاهم .

    وقضية شيبون أراها كُرة متعددة الأوجه ، تحتاج التفاصيل اليومية
    غير المتوفرة ، وتحتاج دراسة " الانتحار" أسبابه و دوافعه . وليس لدينا سوى مظاهر
    متقطعة من تاريخ خفي الكثير منه لبُعد زمنه ولضعف الهمة في التوثيق .

    كثير من مُبدعينا لقوا العسف في حيواتهم : إدريس محمد جمّاع ومعاوية محمد نور
    وعبد الله عشري والتجاني يوسف ومحمود محمد طه وصلاح أحمد إبراهيم وشيبون وعبد الخالق محجوب
    والخاتم عدلان والطيب صالح و محمد إبراهيم نُقد ...الخ ، فألوانهم
    مختلفة ... والكثيرون على الضفاف المُشرقة ينتظروهم الجلادون في الدروب .

    قرأت كل الملف ، وملفات سابقة غيره،
    وأتمنى أن أجد الوقت وبعض التفاصيل من الوقائع حتى تكون المساهمة أجدى.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de