سيكون ملعب المريخ، في أمدرمان، يوم الأربعاء، مسرحا لواحدة من أهم المباريات في تاريخ كرة القدم الإفريقية والعربية على حدّ سواء. فمباراة الجزائر ومصر، التي تأجل حسمها إلى الخرطوم، فرصة كبيرة لعكس صورة إيجابية ومتحضرة عن الشعب السوداني، خاصة أن الأجواء التي سبقت مباراتهما في القاهرة، عكست قدرا كبيرا من التأزم، وأدت تاليا إلى اشتباكات بين أنصار المنتخبين حتى في أوروبا. ولا يُستبعد أبدا أن ينتقل التشنج إلى الخرطوم مع أنصار المنتخبين الذين تدفقوا بالآلاف على السودان لمؤازرة محاربي الصحراء والفراعنة.وكان للإعلام السالب في القاهرة والجزائر دور بالغ في تأجيج كراهية غير مبررة في ميدان كان أولى أن يتسم بروح رياضية عالية. وهذا تحديدا، الدور الذي ينبغي أن يقوم به الشعب السوداني، بعشقه الكبير لكرة القدم، وتسامحه، وكرم ضيافته.من حق السودانيين، طبعا، أن يشجعوا المنتخبين، وأن يصفقوا للعبة الحلوة، لكن الدور الأكبر سيكون في نزع فتيل الأزمة الحالية بين جمهور الفريقين. ومن الحكمة والعقل ألا نخلط الأوراق هنا، وأن ننحي السياسة جانبا، فلا المنتخب المصري يصوغ سياسات القاهرة، ولا المنتخب الجزائري يفعل ذلك، وليست لدينا كسودانيين خصومة معهما، وإن خرجنا عن الأخلاق الرياضية في هذه المباراة أو قصرنا في الضيافة، فلن ينسحب الأمر على الحكومة السودانية وحدها، وإنما على الشعب السوداني.هذه المباراة فرصة كبيرة - طالما أن الملايين يتابعون كل صغيرة وكبيرة بشأنها - لعكس صورة إيجابية ومتحضرة عن الشعب السوداني الذي يستحق ذلك. وعلى السلطات الرسمية أن تهتم جدا بجانب الأمن وسلامة الجزائريين والمصريين على أرض السودان، والشعب السوداني بسلوكه وتحضره قادر على نزع فتيل توتر بالغ حاليا بين مصر والجزائر. افتحوا قلوبكم بيوتكم لأشقائكم المصريين والجزائريين، وأستقبلوهم بالورود والحبّ. حوّلوا جراح المصريين والجزائريين على حدّ سواء إلى تسامح ينبع منكم، وأثبتوا للعالم أجمع، أن الشعب السوداني، شعب عاشق لكرة القدم، وشعب مضياف وكريم، لا يؤذي، ولا يسمح بأذى ضيف على أرضه. بكرمكم يمكن أن تنسوهم الشقاق والكراهية، وبتشجيعكم الراقي، يمكن أن تشجعوا جماهير الطرفين على التشجيع الراقي بعيدا عن التعصب الأعمى والحقد. هذه فرصة تاريخية ولا ينبغي أن تضيع منا، فمن الخرطوم يجب أن يعود المصريون والجزائريون وهم يحملون أجمل الذكريات حتى لو كانوا مهزومين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست