|
للعقلاء ... التحول الديمقراطي يبدأ بهذه الإنتخابات
|
بغض النظر عما يدور في الساحة السياسية الآن من تساؤلات ومخاوف وشكوك وارتياب ونقاشات من الإنتخابات التي يتم الإعداد لها الآن، إلا أن الرؤية الثاقبة للأمور تقتضي بأن يتم النظر إليها من منظور واحد يصب في الفائدة المرجوة منها أنها تعتبر خطوة أولى من خطوات التحول الديمقراطي الذي ظللنا ننتظره منذ أمد بعيد.
وايضاً بغض النظر عما يدور في الساحة السياسية الآن من نقاش حول عدم دستوريتها أو عدم شرعيتها فاننا نرى أنها خطوة وتجربة مهمة يجب على الجميع خوضها وإعتبارها النقطة الأولى في رحلة المليون نقطة لملأ الزير الفارغ منذ العام 1989 إذ أنه لا يضيرنا شيئاً أن نجرب مرة أخرى ونضيفها لتجاربنا السابقة الفاشلة في حالة فشلها، فلربما تنجح وتكون خطوة جادة وليست كمثيلاتها السابقات ونكون بذلك قد حققنا نجاحاً نحو حياة ديمقراطية وتعددية حزبية ظللنا نحلم بها منذ أمد بعيد من أجل بناء السودان.
للذين ينادون بمقاطعة الإنتخابات أو عدم دستوريتها فعليهم النظر بتعمق أكثر والمقارنة ما بين الحياة السياسية منذ العام 1989 وحتى الآن والتحول الذي طرأ على الحزب الحاكم ومقارنة الواقع السياسي السابق بالواقع الحالي والمستقبلي منه، أليس هذا في حد ذاته بداية لتحول من سياسة الحزب الواحد الى إنتخابات حتى ولو تم تزوريها أو حتى وصفت بانها غير دستورية.
أليس هذا تحول وواقعي من حكم آحادي الجانب الى التحدث عن إنتخابات وديمقراطية وإقتراع ومشاركة للأحزاب السياسية الأخرى حتى ولو كانت مشاركة مشكوك فيها؟ أليس في ذلك فائدة لنا وللشعب السوداني ليقول رأيه عبر صناديق الإقتراع بعد أعوام عدة من الحكم المطلق ذي القطب الواحد؟ أعتقد شخصياً أن هذه الإنتخابات تعتبر خطوة كبيرة ومهمة جداً نحو تحول ديمقراطي وديمقراطية حقيقية ترسي لنا دولة القانون التي ظللنا نحلم بها، خطوة مهمة نحو حماية الحقوق والحريات العامة وإحترام سيادة حكم القانون، خطوة مهمة من أجل سودان يتسع الجميع ويحترم الديمقراطية وحكم الشعب. علينا ترك الثرثرة والإلتفات لآليات خوض المعركة وتجميع الصفوف وأول خطوة في سبيل ذلك هي المشاركة الفاعلة في التسجيل ثم بعد ذلك علينا الإلتفات للخطوة القادمة
............
|
|
|
|
|
|