مجرد سؤال .. الشرطة تعتقل وزيرها....بقلم : حامد إبراهيم حامد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 08:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-20-2009, 10:46 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مجرد سؤال .. الشرطة تعتقل وزيرها....بقلم : حامد إبراهيم حامد

    مجرد سؤال .. الشرطة تعتقل وزيرها
    بقلم : حامد إبراهيم حامد .. تعددت غرائب الصراع السياسي السوداني التي تولدت حديثا نتيجة لشراكات غير مؤسسية وتنوعت حتي شهدنا اضراب كبير مساعدي الرئيس والوزراء عن العمل بسبب خلافات سياسية وشهدنا أيضا اضراب نواب البرلمان عن حضور الجلسات ومقاطعتهم لها بسبب الخلافات حول إجازة قوانين ولكن أن تصل الحال بأن تعتقل الشرطة وزير الدولة للداخلية التي هي تحت امرته فهذا يعد سابقة ليس في السودان وربما في العالم.

    فقد اعتقلت الشرطة السودانية خلال مسيرات المعارضة أمس وزير الدولة للداخلية ضمن عدد من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان لأن الوزير في رأيها قد خرق القانون وأخل بنظام الأمن وبالتالي أصبح يشكل خطراً علي أمن البلاد الذي هو مسؤول عن حمايته بحكم منصبه الدستوري.

    فالسؤال المطروح كيف يستطيع الوزير المعتقل والذي أفرج عنه بالضمان مثل غيره من قادة الحركة الشعبية والمعارضة أن يقنع المواطن بأنه مسؤول عن حمايته وهو لا يستطيع أن يحمي نفسه من الاعتقال الذي نفذته الشرطة التي تؤتمر بأمره، وكيف للشرطة أن تقنع المواطن بأنها ساهرة علي أمنه وهي تعتقل وزيرها ولا تطيع أوامره خاصة انها تعلم تماما انه وزير مسؤول عنها.

    إن ما حدث لوزير الحركة الشعبية الذي تعرض للاعتقال أمر غريب ويدل علي مدي الاستخفاف بالوزراء من غير حزب المؤتمر الوطني، فقد وضح جلياً أن الحصانة الدستورية التي تمنح لشاغلي المناصب الدستورية لا تطبق إلا لمن يرضي عنه وإلا فكيف تفسر الشرطة اعتقال وزيرها وكيف تفسر أيضاً اعتقال وزير ولائي وكيف تفسر اعتقال الشخص الثالث في قيادة الحركة الشعبية وكيف تفسر اعتقال نواب البرلمان.

    فهل ما تم هو رسالة للحركة الشعبية لتحرير السودان بأن تراجع مواقفها بأن المؤتمر الوطني غير معني بالشراكة وأن الحكومة هي المؤتمر الوطني والمؤتمر الوطني هو الحكومة، فكيف تقنع الشرطة المواطن العادي بأنها جهاز محايد لا يؤتمر بأمر أي حزب وأنها تتعامل مع الجميع بنفس القاعدة من الوضوح والشفافية من أجل حماية الأمن والسهر عليه لا من أجل حماية حزب حاكم.

    من الواضح أن الأجهزة القومية من شرطة وأمن وحتي جيش تحتاج الي مراجعة لتكون قومية بحق وحقيقة وبعيدة عن سيطرة أي حزب، فما حصل أمس بالخرطوم وانعكاساته وضح للجميع بأن الشرطة في حاجة لاعادة النظر في أمرها، فقد استغلها الحزب الحاكم لضرب المعارضة، فيما كان دورها يجب أن تحمي مسيرة المعارضة السلمية خاصة ان منظمي المسيرة يمارسون حقهم الدستوري وانهم لم يعمدوا أو يجنحوا للتخريب.

    فهل تستطيع الشرطة التي تعاملت بقسوة مع مسيرة المعارضة واعتقلت حتي وزير الدولة بوزارة الداخلية أن تتدخل لتمنع مسيرة يسيرها مؤيدو الحزب الحاكم. فكم مسيرة عفوية أو مخطط لها انطلقت بشوارع الخرطوم وقادها أنصار المؤتمر الوطني ولم تتدخل الشرطة لفضها ناهيك عن اعتقال قادتها.

    ما حصل للمعارضة وخاصة لقادة الحركة الشعبية من تجاوزات يؤكد سياسة الكيل بمكيالين ويؤكد أيضاً ازدواجية المعايير، فالشرطة مهما حاولت أن تشرح دوافعها التي قادتها للتعامل مع هذه المسيرة لن تقنع أحداً، لأن رائحة ازدواجية المعايير قد فاحت.

    http://www.umma.org/umma/ar/page.php?page_id=447
                  

12-20-2009, 10:49 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجرد سؤال .. الشرطة تعتقل وزيرها....بقلم : حامد إبراهيم حامد (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    مسألة- مرتضى الغالي- أجراس الحرية 19/12

    20/12/2009 | 04:37:15


    بتاريخ : السبت 19-12-2009 09:37 صباحا


    (قف عندك)...! من الآن فصاعدا يجب ان تتوقف استباحة الأوضاع السودانية فلا يمكن ان تستمر هذه الأحوال التي عاشها السودان طوال السنوات الماضية، ولا بد ان يعود السودان (دولة الجميع) ولابد من احترام المواطنة الكاملة وحكم القانون ووقف هذه (الامتيازات والخصوصيات اللانهائية) التي ملأت البر والبحر وجعلت الناس ييأسون من المعاملة المتساوية لكل المواطنين ولكل أبناء وبنات الوطن.. حيث يجب إنهاء الاحتكار والتمييز بين التجار والطلاب والشباب والنساء والرجال في الأسواق والشوارع والمدارس والمكاتب والدواوين فلا وظائف إلا لمن يتم إدراجهم في خانة
    الموالين الحزبيين (أبناء المصارين البيضاء الجديدة) او من يراد لهم ان يكونوا من أبناء المصارين البيض في محنة ودراما التقلبات التي ضربت السودان... ولا بد من إنهاء (التسييس) في الجامعات و(الفوضى) في ادارة المال العام و(اللعب) في التعاقدات و(الغموض) في دورات المال و(الخرمجة) في عائدات النفط واستمرار انتهاك الحقوق وبناء القلاع العقارية والاقتصادية على قاعدة العشائرية والحزبية و(القرابات والمصاهرات).. فقد أصبح موضع السودان وسمعته في أسفل سافلين من قوائم الفساد وعدم الشفافية ومفارقة النواميس والمعايير.. وسارت بذكر ذلك التقارير والركبان... حتى لا يقابلك احد الا ويقول لك مثلما قال سعد زغلول في رقدة احتضاره (مافيش فائدة) ولم ينتشر هذا اليأس بسبب اختلاف الآراء السياسية ولكن بسبب استباحة السودان من فئة واحدة تربّعت على موارد السودان وامتلكت التصرف الفردي في الأراضي والمقاضي والعقارات والعطاءات والقوانين والتعليم والخصخصة وبيع الموارد العامة (في أعالي البحار) وفي جنح الليل.. وقد آن لكل ذلك ان يتوقف الآن... وهذا هو الواجب الذي ينتظر الشعب... وينتظر التحالف الوطني الجديد الذي انعقدت راياته الظافرة بعد (لقاء جوبا) وتنادت له قواعد الشعب بعزيمة وكبرياء عنيد...عدا المنتفعين من هذه الاستباحة ومن مسخ الأحوال السودانية....! فلنتحد جميعاً لوقف هذا الانحدار عن طريق النضال السلمي الصميم لإعادة العافية للسودان والعمل على الوقف الفوري لهذا التسيب الذي أسال الأصول السودانية وتجرأ على القوانين والأعراف الراسخة وتقاليد الخدمة المدنية وحكم القانون وكاد ان يعرض المواطن السوداني نفسه للبيع مع مشروع الجزيرة والسكة حديد... فأما ان نمسك بأيادي من (يخرقون السفينة العامة) من اجل مصالحهم الخاصة فينجو السودان من هذه المهلكة... واما ان ندعم يخرقونها فنهلك ظلماً ويهلكون بجهلهم .... (صه يا كنار وضع يمينك في يدي)...!


    (قف عندك)...! من الآن فصاعدا يجب ان تتوقف استباحة الأوضاع السودانية فلا يمكن ان تستمر هذه الأحوال التي عاشها السودان طوال السنوات الماضية، ولا بد ان يعود السودان (دولة الجميع) ولابد من احترام المواطنة الكاملة وحكم القانون ووقف هذه (الامتيازات والخصوصيات اللانهائية) التي ملأت البر والبحر وجعلت الناس ييأسون من المعاملة المتساوية لكل المواطنين ولكل أبناء وبنات الوطن.. حيث يجب إنهاء الاحتكار والتمييز بين التجار والطلاب والشباب والنساء والرجال في الأسواق والشوارع والمدارس والمكاتب والدواوين فلا وظائف إلا لمن يتم إدراجهم في خانة
    الموالين الحزبيين (أبناء المصارين البيضاء الجديدة) او من يراد لهم ان يكونوا من أبناء المصارين البيض في محنة ودراما التقلبات التي ضربت السودان... ولا بد من إنهاء (التسييس) في الجامعات و(الفوضى) في ادارة المال العام و(اللعب) في التعاقدات و(الغموض) في دورات المال و(الخرمجة) في عائدات النفط واستمرار انتهاك الحقوق وبناء القلاع العقارية والاقتصادية على قاعدة العشائرية والحزبية و(القرابات والمصاهرات).. فقد أصبح موضع السودان وسمعته في أسفل سافلين من قوائم الفساد وعدم الشفافية ومفارقة النواميس والمعايير.. وسارت بذكر ذلك التقارير والركبان... حتى لا يقابلك احد الا ويقول لك مثلما قال سعد زغلول في رقدة احتضاره (مافيش فائدة) ولم ينتشر هذا اليأس بسبب اختلاف الآراء السياسية ولكن بسبب استباحة السودان من فئة واحدة تربّعت على موارد السودان وامتلكت التصرف الفردي في الأراضي والمقاضي والعقارات والعطاءات والقوانين والتعليم والخصخصة وبيع الموارد العامة (في أعالي البحار) وفي جنح الليل.. وقد آن لكل ذلك ان يتوقف الآن... وهذا هو الواجب الذي ينتظر الشعب... وينتظر التحالف الوطني الجديد الذي انعقدت راياته الظافرة بعد (لقاء جوبا) وتنادت له قواعد الشعب بعزيمة وكبرياء عنيد...عدا المنتفعين من هذه الاستباحة ومن مسخ الأحوال السودانية....! فلنتحد جميعاً لوقف هذا الانحدار عن طريق النضال السلمي الصميم لإعادة العافية للسودان والعمل على الوقف الفوري لهذا التسيب الذي أسال الأصول السودانية وتجرأ على القوانين والأعراف الراسخة وتقاليد الخدمة المدنية وحكم القانون وكاد ان يعرض المواطن السوداني نفسه للبيع مع مشروع الجزيرة والسكة حديد... فأما ان نمسك بأيادي من (يخرقون السفينة العامة) من اجل مصالحهم الخاصة فينجو السودان من هذه المهلكة... واما ان ندعم يخرقونها فنهلك ظلماً ويهلكون بجهلهم .... (صه يا كنار وضع يمينك في يدي)...!




    http://www.umma.org/umma/ar/page.php?page_id=465


                  

12-20-2009, 10:52 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجرد سؤال .. الشرطة تعتقل وزيرها....بقلم : حامد إبراهيم حامد (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نجلس للمؤتمر الوطني

    بدون "لحمة" ريدة.. بلحمة وطن

    الأسابيع الأخيرة الماضية كانت فارقة في نظرنا في التاريخ الوطني، فقد سار كما قلنا الحماس الوطني المولود بجوبا على قدميه، وأثبت أن الشارع السوداني لم يمت وأنه قادر على الرفض وعلى المطالبة بالحقوق، واجتمعت القوى السياسية المعارضة والمشاركة في الحكم فيما عدا المؤتمر الوطني حول رايات محددة، رايات بدفع استحقاقات السلام الشامل والعادل والتحول الديمقراطي الكامل. ولكن علت أصوات داخل هذا التجمع تنادي بعزل المؤتمر الوطني وانتزاع السلطة منه بالقوة وتعتبر أن الجلوس معه والتفاهم معه خيار خائب. وفي المقابل علا صوت يقول إن الحل هو جلوس الجميع بمن فيهم المؤتمر الوطني لحل قضايا الوطن.. والأسطر التالية تفريعات على هذا النقاش الذي لن يحسم ولكن دعنا نخوض مع الخائضين.

    المؤتمر الوطني فرخ مدرسة لم يخطيء مرجعوها للجبهة الإسلامية القومية. مدرسة فكت الارتباط بين الدين والروح، والعمل السياسي والوجدان، والخطابة والمعنى، وهذا لو جاز لنا إنجاز ضخم! لأن الدين بدون روحانيات يأتي جافا وتحضرني استنكارات المسيح للفريسيين ومعلمي الشريعة اليهود الذين انشغلوا بدقائق العلم والفقه ونسوا أهم ما في الدين وهو الروحانية. والسياسة بدون وجدان ومحبة لشعب ولأرض هي صيد رخيص للسلطة ويحضرني قول الدكتور منصور خالد ذات مرة أنه يروح عن نفسه من سخافات السياسة وهي لا بد سخيفة لو مورست بدون وجدان دافع ومحبة قال الإمام المهدي عليه السلام أن الذي يفتقرها يفتقر الحبة! والخطابة يمكن أن تصير أداة فاعلية لتوجيه القلوب والعقول وحشد الطاقات متى ما نفذت إلى لب المعنى أما أن تقيم انفصاما أساسيا بينهما فهذا مما حذر منه حكيم الصين كونفوشيوس باعتباره أول منفذ لذهاب ريح الأمم.. وخطابات الإسلامويين أو أنصار المدرسة التي فرّخت المؤتمر الوطني هي التي قادتنا لحديثنا اليوم.

    ففي تأبين أقامته جميعة شندي الريفية لفقيد العلم والقرآن الأستاذ عبد الرحمن أحمد دقة رحمه الله الذي أقيم بمنزله بالجمعة الماضية (18/12) تحدث متحدثون من الأنصار وحزب الأمة ومن اليسار ومن الإسلامويين، ومن قبيلة الجبلاب، فقد كان للفقيد علاقة بكل من تلك الدوائر باعتباره أنصاري وحزب أمة ومن الفاعلين في رابطة أساتذة الأمة إبان الديمقراطية الثالثة وعضوا سابقا بلجنة مسجد الهجرة (مسجد الأنصار) بودنوباوي، ومن جهة أخرى باعتبار ماضيه كملحق ثقافي بسفارة السودان بموسكو إبان العهد المايوي ولكنه لم يستجب حينها للتوجيهات بإهمال الطلبة الشيوعيين فكان يرعاهم باعتبار أنهم أبناء السودان برغم ما جره ذلك عليه من غضب، وباعتبار مساهمته في تأسيس جامعة القرآن الكريم وفي رعاية القرآن وأهله، وباعتباره قائدا في قبيلته الجبلابية ونشطا برابطتها. تلونت الكلمات المؤبنة له وطرأ لنا أن الخطاب الإسلاموي الذي قدم برغم حشده بالسور والآيات والأشعار العربية وهي ومضامينها جاذبة ومفيدة إلا أنه خطاب يحدث نوعا من الانفصام بين الخطابة والمعنى. فهو يغرف من المحفوظ أكثر من غرفه من الواقع، وإذا رجع للواقع رجع رجوع الوعاظ هذا من ناحية المضمون، أما من ناحية الشكل فإنه في الغالب يتخذ صوتا أو قل نبرة متشابهة لخطبائه ترسم شكلا معينا في ذهن السامع/ السامعة مع متلازمات اللحية والتقطيب. انطباعات تقدم الدين في شكل سلطوي متعال كأنما أهله ليسوا بشرا من بين البشر.. ولكن المشاركة نفسها لكل الطيف المختلف في ذلك التأبين أكدت حقيقة ساطعة أن السودان يجمعنا، وحتى لو لم يكن خطاب الإسلامويين حبيبا، وحتى لو كانوا يحرصون على تلك التفرقة بينهم والآخرين، فهم جزء من هذا البلد.. لم يجمعهم معنا فقط الأستاذ عبد الرحمن رحمه الله!

    المشهد السابق ينقلنا مباشرة للحديث حول الممكن مع المؤتمر الوطني والمستحيل.

    هل من الممكن تجاوز المؤتمر الوطني كلية في الخارطة السياسية الراهنة؟ وما هي أثمان أو استحقاقات هذا التجاوز؟

    هل يمكن للمؤتمر الوطني في المقابل أن يتجاوز الجميع كما فعل على مدى عشرين سنة ماضية؟ وما هي أثمان واستحقاقات هذا التجاوز؟

    يجيب على السؤال الأول بعض صغار أحزاب قوى الإجماع الوطني أن نعم. وعلى الثاني السيد نافع علي نافع ومن شابهه داخل (الإنقاذ) بنعم. ومصيبة السودان أنه يمشي خلف أصحاب الرؤى الفطيرة. أو قل الذين يخلطون الفكر بالهوى.

    كلنا –في معسكر المعارضة- نحب أن يمسح المؤتمر الوطني من على ظهر الأرض، ونعتقد أنه أس البلاء في بلادنا، ولكن بعضنا يعرف أن المؤتمر الوطني قد رهن مصير البلاد بمصيره. وأنه جعل دون الإطاحة به انفصام سبيكة السودان ذاتها، وجعل المجتمع الدولي ذاته جزءا من هذه المعادلة المجنونة! بل إن التفريط الذي تمت به إدارة البلاد جعلت الهدوء الحالي هو الأفضل من أي تغيير غير محسوب الخطوات، وبالتالي علا الصوت القائل إن علينا أن نجعل المؤتمر الوطني يسير معنا باتجاه الاتفاق على الحل السلمي الشامل والعادل والتحول الديمقراطي الحقيقي والكامل، وذلك لا يكون إلا عبر الضغط الشعبي المتصل ليرى المؤتمر الوطني بأم عينيه أن الشعب السوداني قادر على الرفض وعلى التوحد وأنه قد انتهى زمان فرّق تسد وللأبد!

    كل الناس في معسكر المؤتمر الوطني يحبون أن تتضاعف سنونهم العشرون وتتمدد، ويظل حال المعارضة السودانية والشارع السياسي كما هو في خانة التفرق والتشتت والانذهال والإحباط، ويحبون أن يكسبوا الوقت ليظلوا على كرسي السلطة الفعلية متربعين بإعطاء تنازلات شكلية وكراسي وهمية فتكون أسماء سمتها اتفاقيات السلام ما أنزل المؤتمر الوطني بها من سلطان! ولكن نقول للمؤتمر الوطني بالفم المليان وبدون أدنى مواربة أن هذا الزمان قد فات حتى وإن كان "غنايه" السيد نافع وأمثاله حي لم يمت! إن الذي ظهر في مسيرتي الاثنين السابقتين هو مجرد رأس جبل الجليد.. إن الذي دب في روح الشارع السوداني لا يمكن كبته بعد الآن، وهو كفيل بالإطاحة بالتوازن القلق الذي يعيش عليه المؤتمر الوطني في ظل اتفاقيات السلام والرعاية الدولية لها.

    إن الجلوس بين الجميع في حد ذاته مشكلة، وبالرغم من أن المؤتمر الوطني جلس للجميع على حدة ووقع اتفاقيات ثنائية إلا أنه يهاب العزلة لو واجه الجميع مجتمعين. كذلك بالنسبة لكثير من المعارضين فإنهم ما جلسوا للمؤتمر الوطني إلا و(ليمونتهم) في يدهم، وكانت (قرفنا) هي التعبير الأضخم عما يدور بين المؤتمر الوطني وبين البقية، قال السيد مني أركو مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية في ندوة الثلاثاء 8/12 بدار الأمة: عليهم بعد اليوم أن يقولوا: طرشنا (أي استفرغنا من شدة القرف)، وقال إن اسمه كبير المساعدين ولكن قد يكون هناك "مساعد حلة" أكبر منه!

    نعم الجلوس مشكلة، والجميع يحتاج لجلسة مع النفس وتطمينات من الطرف الآخر.. المعارضة عليها أن تجلس مع نفسها وتحسم خيارها بأن الحل الوحيد هو اعتبار أن هذه البلاد بلادنا جميعا وأن المؤتمر الوطني جزء منا وأن جلوسه بنية صافية مع الآخرين لحل قضايا البلاد يجب أن يكون كافيا لإنهاء العدائيات (مع بحث المساءلة عبر آليات كالحقيقة والمصالحة في بعض القضايا والمحاكم الهجين في قضايا دارفور) بل لو جلس المؤتمر الوطني جلسة صدق مع البقية فإنه يستحق تحية كتلك التي استحقها دي كليرك الذي كان يقود النظام العنصري البغيض في جنوب أفريقيا. والمعارضة تحتاج لتطمينات من المؤتمر الوطني أنه لن يسعى لكسب الوقت من جديد والاتفاق على اتفاقيات جديدة ثم بلها وتجريع المعارضة مائها!

    المؤتمر الوطني عليه أن يجلس مع نفسه ويحسم خياره بأنه قد انقضت مباراة التسويف والزمان الضائع فيها، ولا مهرب من بحث قضايا البلاد قوميا وتقديم التنازلات.. إن أحلامه بأنه يمكن الاستمرار في قسم المعارضة الداخلية من جهة، واستخدام الانتخابات لنيل شرعية لمجابهة المحكمة الجنائية الدولية من جهة أخرى لن تجدي فتيلا.. إن هذه المواجهة باقية ولو فاز السيد البشير بأغلبية في انتخابات نزيهة لا غبار عليها، أما كل الإجراءات المتخذة لتزوير الإرادة الشعبية عبر انتخابات مطبوخة فإنها لن تمر على اللاعبين الداخليين ولا الدوليين، والحل الوحيد هو البحث عن حل إجماعي يوفق بين العدالة والاستقرار ويضمن مباركة الجميع لخطة يخاطب بها مجلس الأمن الدولي.. غدا (21/12) تقدم لجنة حكماء أفريقيا برئاسة السيد ثابو أمبيكي تقريرها لمجلس الأمن، وهو تقرير دعمته القوى السياسية السودانية، ويتوقع أن يدعمه مجلس الأمن الدولي وقد سبق ودعمه مجلس السلم والأمن الأفريقي، هذا هو المخرج الممكن، أو أن يدخل المؤتمر الوطني في متاهة أولها المواجهة الدولية وآخرها مآلات مدمرة للبلاد لا سمح الله. على المؤتمر الوطني أن يحزم أمره ويتوكل ويجلس للآخرين.. وهو بالمقابل يحتاج لتطمينات أنه لن يعزل ولن تنفرد به المعارضة لتشفي غيظها، وأن الجميع سيتعالى على الجراح الخاصة من أجل الوطن.

    على المؤتمر الوطني الآن وفورا أن يسعى مع الآخرين لتنظيم المنبر القومي المناسب لحل قضايا البلاد المتأزمة وإنهاء الاستقطاب الراهن.

    نعم المؤتمر الوطني بقي عشرين سنة في السلطة يسومنا أصناف العذاب، والمؤتمر الوطني مقتنا وأراد أن يقبرنا، ومقتناه وودنا لو عن ظاهر الأرض مسحناه.. لكننا اليوم وبدون أية (لحمة ريدة) تجمعنا علينا أن نجلس من أجل لحمة الوطن!



    وليبق ما بيننا

    http://www.umma.org/umma/ar/page.php?page_id=464




                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de