يسلم الوطن.. وقصص اخرى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-11-2009, 01:33 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يسلم الوطن.. وقصص اخرى

    سلامات
    قبل كم يوم اهداني اخ كريم مجموعة كتب مترجمة
    من ضمن هذه الكتاب كتاب بعنوان يسلم الوطن لكاتب تركي شهير اسمه عزيز نيسن

    الادب التركي ادب راقي للغاية ولكن لمحكوميتنا بدور توزيع محددة
    تجدنامسيطر علينا تماما في ماذا نقرا..
    لم اتمكن من قراءة اداب مختلفة الا حين ذهبت الى امريكا في منتصف ثمانيات
    القرن المنصرم عرفت ان هناك كتاب في المغرب العربي غير محمد ديب
    ومالك بن نبي.. وتعرفت على كتاب من تونس والعراق لاول مرة اسمع بهم لانهم لم يفكوا شفرة
    سيطرة دور التوزيع والنشر..
    في القاهرة وبيروت
    قبل ذلك العهد في مكتبة معهد الموسيقى تعرفت على زنكنة التركي واعجبت بسخريته اللاذعة
    وسعدت جدا بسودنة مسرحتيه هذا يحدث في الخمس الخامس من القرن العشرين
    بواسطة فرقة السديم..
    تدور مسرحيةهذا يحدث في الخمس الخامس من القرن العشرين
    حول مزراعين يريدون سماد وقامت دولة صديقة باهداء اطنان منه
    ترصد منذ وصول السماد الى البلاد الى ان وصل الى المزارعين
    حيث قسم لهم بالمعلقة حيث في كل مرحلة باخذ منه مسؤول جزء
    مسرحية تحكي عن الفساد واستغلال النفوذ بصرة ناقدة ولاذعة وذكية..


    لا تملك الا ان تقول سيم سيم عندنا....
                  

11-11-2009, 01:44 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يسلم الوطن.. وقصص اخرى (Re: د.نجاة محمود)

    كتاب يسلم الوطن به عدة قصص قصيرة تحكي عن الحياة في تركيا
    في الخمسين من القرن المنصرم..
    قصص في شكل حكايات عن مختلف مناحي الحياة
    عن صراع الاجيال وعن اصحاب العمل المفسدين وعن المناضلين الوهم
    اصحاب البطولات الوهمية والانجازات الوهمية وعن الرقابة
    غير العادلة..

    ذكرتني بسوداينزاولاين حيث بمرور الزمن تحول الى كارتيلات

    اناس untouchable يمكنهم الاساءة كذبا لاي انسان ولكن لا يمكن
    للمساء له الدفاع عن نفسه والا سحبت كلمة مروره..

    في كل الاماكن التي لا تحكم بالقانون واللوائح تتفرخ هذه الشخصيات الشيطانية
    شخصيات ادمنت الكذب والتوهم لحد المرض تجرد الاخر من حقه كاملا ثم تدعي حقا كاملا
    وتوصف نفسها بالتواضع.....

    (عدل بواسطة د.نجاة محمود on 11-11-2009, 01:47 AM)

                  

11-11-2009, 01:54 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يسلم الوطن.. وقصص اخرى (Re: د.نجاة محمود)

    تبدا الوهمات حين ياتي الشخص هنا ثم يدعي انه مناضل كبير
    بمرور الزمن يتشبع بهذه الكذبة ويصدقها بعد ان يكررها له
    الناس بمخاطبته بالمناضل الجسور. يصدق هذا المناضل الوهمة
    ودخل في الشخصية ويبحث له عن اعداء متوهمين حتى يظهر نضاله

    ويبدا في تتبعهم ونشر الاكاذيب عنهم وتجريدهم من انجازاتهم

    او شخص ىخر يكتب خطرفات يصطف اصحابه المفكر العلاني
    ايضا بمرور الزمن يصدق حقا انه مفكر كبير
    فيبدا في التحدث عن انجازات الاخرين وتبخيسها
    ورفع انجازاته الوهمية بمباركة كارتيله
    بعد كم يوم تطلع ليه الفكرة وتروق له يبدا التحدث عن الذات الالهية
    ويضع نفسه معها في ذات الكفة..
    وبعدها يتحول كل من يناقشه الى ظلامي وعدو..

    (عدل بواسطة د.نجاة محمود on 11-11-2009, 03:12 AM)

                  

11-11-2009, 03:30 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يسلم الوطن.. وقصص اخرى (Re: د.نجاة محمود)

    يسهم هذا البورد بصورته الحالية في تغبيش الوعي والمفاهيم والاخلاق
    يجد فيه العاطلين من المواهب والعمل ضالتهم في محاولة خلق معادل موضوعي لذواتهم
    المنهزمة.. لا يكبر انجاز الشخص الا بتافهة الاخر..

    من اغرب الاشباء التي حدثت ان يدعي احدهم انه يحمل شهادة دكتوراه
    في مقابل تتفيه شهادة شخص ىخر يوجد اكثرمن اثبات لوجود هذه الشهادة
    ويدعي التواضح وانه فقط يدعها معلقة في باب مكتبه لانها فقط من المفترض ان تكون هناك
    قادحا في شخصيتي رغم ان اي شخص يعرف
    انني كنت اكتب باسم بدون اللقب الى ان قرر صاحب القرية ان يغير الى اسمي الاصلي
    وهو الذي يسجل الاسماء وليس الاعضاء. فانا لا احتاج للقب ليكمل شخصيتي ككاتبة في هذه الاسافير
    تناسى ذلك المتواضع كل هذه المعلومات والحقائق وطفق يتحدث عن نفسه وتواضعه
    الذي يجعله لا يذكر لقبه العلمي الوهمي...
    كبرت وهمة انه مناضل وصدقها والان تحول وهمة انه من حملة الالقاب العلمية
    التي شخصيا لا ارىانها مفيدة هنا كثيرا و ارى ان الشهرة ككاتب
    في الاسافير لا تحتاج لالقاب علمية ولا بتيخ..

    لا احد يحجر على احد ان يضيف كم حرف لاسمو ولكن احجر عليه تبخيس انجازات الاخرين
    ليرفع انجازه الوهمي الذي يعرف هو وغيره انه محض وهم وكذب اشر..

    (عدل بواسطة د.نجاة محمود on 11-11-2009, 03:41 AM)

                  

11-11-2009, 04:13 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يسلم الوطن.. وقصص اخرى (Re: د.نجاة محمود)

    الوهمات الشخصية التي لا تؤثر على الاخر
    مثل التظاهر بانك مراهق وتلبس الجينز والتي شيرت وتصبغ
    شعرك وتلبس اديداس يمكن ان يبلع لانه حريتك الشخصية
    ولكن الوهمات التي تؤثر على الاخرين حين تكتب تعلي روحك ساي كدا وتبخس انجازات الناس كذبا
    هنا لازم يتردى عليك..
                  

11-11-2009, 12:45 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يسلم الوطن.. وقصص اخرى (Re: د.نجاة محمود)

    ان تكذب وتكذب وتكذب الى ان تصدق نفسك
    وانت تظن ان تكرار الاكاذيب يجعلها حقائق

    ولكن مستحيل ان تتحول الاكاذيب الى حقائق
    فقط لانها تتكرر...
                  

11-11-2009, 02:24 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يسلم الوطن.. وقصص اخرى (Re: د.نجاة محمود)

    بعد تمرير لقب المناضل الجسور

    وتزيف كامل لتأريخ نضالي

    بدا التزيف الان لتاريخ اكاديمي ..

    مشت المرة الاولى قد تمشي المرة التانية
    وما خاب من جرب

    هي دي سوداينزاولاين اي حاجة ممكنة
                  

11-11-2009, 03:56 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يسلم الوطن.. وقصص اخرى (Re: د.نجاة محمود)

    آه منا نحن معشر الحمير .... من روائع عزيز نيسن

    --------------------------------------------------------------------------------

    يقول الحمار : كنا، نحن معشر الحمير سابقاً نتحدث بلغة خاصة بنا، أسوة بكم معشر البشر، هذه اللغة كانت جميلة وغنية ولها وقع موسيقي جذاب كنا نتكلم ونغني . لم نكن ننهق مثلما عليه الحال الآن لأن النهيق بدأ عندنا فيما بعد، وتعلمون أن جميع حاجاتنا ورغباتنا وحتى عواطفنا، نعبر عنها الآن بالنهيق.
    ولكن ما هو النهيق؟ هاق، هاق.
    هو عبارة عن مقطعين صوتيين، أحدهما غليظ وثخين، والآخر رفيع، يصدران الواحد إثر الآخر.
    هذا هو النهيق.. الذي بقي في لغتنا ، لغة الحمرنة، لكن كيف تغيرت هذه اللغة حتى أصبحت بهذا الشكل؟
    ألا يهمك معرفة هذه الحكاية وكيف حدثت؟
    حسناً إذاً ، بما أنكم تهتمون بذلك، سأرويها لكم باختصار، لجم الخوف ألسنتنا وذهب بعقولنا ، وبسبب الخوف نسبنا للغتنا الحميرية.
    في غابر الزمان كان يلهو حمار هرم وحده في الغابة، يغني بعض الأغاني بلغة الحمير ويأكل الأعشاب الغضة الطرية، وبعد فترة من اللهو تناهت إلى منخريه رائحة ذئب قادم، من بعيد. رفع الحمار رأسه عالياً وعبّ الهواء ملء رئتيه وقال: لا يوجد رائحة ذئب، لا، لا ليست رائحة ذئب ، وتابع لهوه قافزاً من مكان إلى آخر، ولكن الرائحة أخذت تزداد كلما دنا الذئب أكثر. هذا يعني أن المنية تقترب.
    قد لا يكون ذئباً، قد لا يكون، ولذلك حاول الحمار الهرم أن يطمئن نفسه، إلا أن الرائحة كانت تزداد باطراد، فلما ازداد الذئب اقتراباً، كانت فرائص الحمار ترتعد رعباً، ومع ذلك كان يحاول إقناع نفسه بأن القادم ليس ذئباً.
    - إنه ليس ذئباً، إن شاء الله كذلك، ولم يكون كذلك؟ ومن أين سيأتي وماذا سيفعل؟ وهكذا ظل الحمار الهرم يخدع نفسه، حتى بات يسمع صوتاً غير مستحب، صوت دبيب الذئب القادم.
    إنه ليس ذئباً، لا ليس صوت ذئب، ولا يمكن أن يكون كذلك، وماذا سيعمل الذئب هنا، ولمَ سيأتي؟؟؟
    ومع اقتراب الذئب أكثر فأكثر أخذ قلب الحمار يخفق وعيناه ترتجفان، وعندما حدّق عالياً صوب الجبل، رأى ذئباً مندفعاً مخلفاً وراءه سحباً من الغبار.
    آه آه.. آه إنه ذئب، وكنت أحلم بذلك؟ قد يكون خيّل إليّ أن ما أراه ذئب أو كنت أحلم بذلك.
    وبعد فترة ليست طويلة رأى ذئباً قادماً من بين الأشجار، مرة ثانية حاول أن يطمئن نفسه قائلاً:
    أتمنى أن لا يكون ما أراه ذئباً، إن شاء الله لن يكون كذلك، ألم يجد هذا اللعين مكاناً آخر غير هذا المكان؟ لقد أصاب الوهن عيني، لذلك أخذت أرى هذا الشيء ذئباً قادماً. تقلصت المسافة بينه وبين الذئب حتى أصبحت خمسين متراً. أيضاً حاول طمأنة نفسه قائلاً:
    إن شاء الله أن يكون ما أراه ليس ذئباً، قد يكون حملاً أو فيلاً أو أي شيء آخر. ولكن لمَ أرى كلّ شيء بهيئة ذئب؟
    - أعرف تماماً أن ما أراه ليس ذئباً ، ولكن لمَ لا أبتعد قليلاً.
    أخذ الحمار الهرم يبتعد قليلاً ناظراً إلى الوراء، أما الذئب فقد اقترب منه فاغراً فاه.
    حتى لو كان القادم ذئباً ماذا سيحصل... لا، لا لن يكون ذئباً، ولكن لم ترتعد فرائصي؟
    جهد الحمار الهرم أن تكون خطواته أسرع، حتى بات يركض بأقصى سرعة أمام الذئب المندفع.
    آه كم أنا أحمق فقد صرت أظن القطّ ذئباً وأركض هكذا كالمعتوه، لا ليس ذئباً... زاد الحمار من سرعته حتى أخذت ساقاه ترتطمان ببطنه ومع ذلك استمر في خداع نفسه قائلاً:
    حتى لو كان الذي أراه ذئباً ، فهو ليس كذلك، إن شاء الله لن يكون كذلك.
    نظر الحمار الهرم وراءه فرأى عيني الذئب تشعان وتطلقان سهاماً نارية، وتابع ركضه مطمئناً نفسه بقوله:
    لا ، لا يمكن أن يكون ذئباً.
    نظر الحمار خلفه عندما شعر بأنف الذئب يلامس ظهره المبلل، فوجده فاغراً فمه فوق ظهره.
    حاول الركض إلا أنه لم يستطع ذلك لأن قواه خانته، فأصبح عاجزاً عن الحراك تحت ثقل الذئب، ولكي لا يراه فقد عمد على إغلاق عينيه وقال:
    أعرف تماماً أنك لست ذئباً. :
    غرز الذئب الجائع أسنانه في ظهر الحمار الهرم، ونهش منه قطعة كبيرة، ومن حلاوة الروح، كما يقولون، إرتبط لسان الحمار ونسي لغته.
    آه آه إنه ذئب آه هو الذئب..... تابع الذئب النهش من لحم الحمار الهرم ذي اللسان المربوط، حيث لا يصدر منه سوى آه هو ... هاق .... هاق.

    سمعت الحمير كلها صراخ الحمار من الجيل القديم بآخر كلماته، حيث كانت تردد أصداءها صخور الجبال، وهو يتمزق بين أنياب الذئب

    منذ ذاك اليوم نسينا أيها السادة ، ولم نستطع التعبير عن رغباتنا وأفكارنا إلا بالنهيق.
    ولو أن ذاك الحمار لم يخدع نفسه، لكنا نجيد الحديث بلغتنا إلى الآن. ولكن ماذا أقول آه منا نحن معشر الحمير.. هاق ... هاق ...

    عزيز نيسن
                  

11-12-2009, 02:35 PM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يسلم الوطن.. وقصص اخرى (Re: د.نجاة محمود)

    خالي جيانغ واو



    استشهد والدي في الحرب عندما كنت جنيناً في بطن أمي، لذلك فأنا لا أعرفه بتاتاً، وخالي جيانغ واو شارك في الحرب أيضاً. لذلك عانت أمي وعاشت أياماً عصيبة جداً. وعندما عاد خالي من الحرب كنت في الثالثة، أظن أنه عاد معوقاً وبسبب إعاقته لم يتزوج.
    ذات مساء صيفي حار، كانت الشمس تغيب كقرص نحاسي أحمر. عادة كان خالي يمضي في أمسيات الصيف الحارة ساعات طويلة فوق سطح البيت مستظلاً بعريش الياسمين وهو يشرب عرق الأرز. كان عندما ينتشي من شرب العرق يصبح مثل الملك، ولا يرغب أن يزعجه أحد.
    كانت أمي قد جهزت له مائدة الشراب، وبينما كان يتأهب للجلوس إلى مائدته بعدما غسل يديه أعلمته أمي عن مجيء الخفير يونغ تشي وانه راغب بلقائه. صرخ خالي منزعجاً من قدومه في هذه الساعة دون أن يتحرك من مكانه:
    - أهلاً وسهلاً تشي، ماذا حصل وماذا تريد؟
    الجميع هنا كانوا ينعتونه بالخال مثلي لذلك رد عليه:
    - ستأتي إلى المخفر يا واو الخال، يطلبون حضورك إلى هناك.
    أجابه خالي:
    - حسناً، سآتي غداً.
    ابتعد الخفير تشي إلى منتصف الزقاق ورفع رأسه كي يتمكن من مشاهدته:
    - ستأتي الآن ولا يمكن التأجيل إلى الغد.
    سأله خالي دون أن يعكر صفو مزاجه:
    - ولم لا يمكن أن آتي غداً في الصباح الباكر؟
    - هكذا قال رئيس المخفر.
    - وأنا لا يمكنني الذهاب في هذه الساعة إلى أي مكان، بلغه تحياتي وقل له إنه سيأتي صباح الغد باكراً.
    - لا ياخالي واو هذا لا يجوز، سآخذك الآن.
    صرخ خالي بأعلى صوته قائلاً:
    - لن آتي.
    - كيف يعني لن تذهب؟
    - هكذا، كما ترى لن آتي أفهمت، أم لا؟
    صرخ الخفير تشي:
    - ستأتي!..
    صرخ خالي غاضباً:
    - لن آتي، وهيا انقلع من هنا.
    - ولك ، قلت لك ستأتي يعني ستأتي!.

    دلق خالي في جوفه عدة رشفات من كأسه دفعة واحدة، ووضع في فمه بعض المازه ثم قال:
    - لا أحد يجبرني في مثل هذه الساعة على التحرك من مكاني حتى لو انخلعت الأرض من مكانها.
    - انظر يا خالي واو، أنا أعرفك منذ سنوات طويلة، فلا تغضبني.
    تجرع خالي من قدحه جرعة أخرى ثم قال:
    - إيه، وماذا ستفعل إذا غضبت.
    راح الجيران ينصتون لحديثهما من أسطح بيوتهم باهتمام وفضول.
    - أنت إذاً تعارض خفير الدولة.
    نهض الجيران واقفين رغبة في معرفة الموضوع عن كثبن وأخذوا يضحكون عندما سمعوا خالي وهو يقول له:
    - ولك، عليك وعلى من عينك خفيراً.. بعدها راح يستخدم شتى أنواع الشتائم القاسية الطويلة من قاموسه.
    - اذا كنت رجلاً فأعد ما قلته ثانية..

    عندما أعاد خالي شتيمته المدهشة ثانية راح المتواجدون على الأسطح يقهقهون بأصوات عالية، ومن طرافة الموقف راح الخفير تشي يشاطرهم القهقهة. كان خالي الوحيد الذي لم يقهقه معهم.
    - هذا يعني أنك ترفض دعوة رئيس الخفر.
    ارتشف خالي من قدحه وراح يلوح بقبضته اليمنى بعدما مسح ما علق على شاربيه بقفا يده:
    - عليك.. وعلى مفوضك.. وتابع شتائمه.
    - هذا يعني أنك ترفض الإمتثال لأوامر الحكومة أليس كذلك؟.
    تعالى صخب الجوار بينما كان خالي ينهال عليه بسلسلة من الشتائم حتى أن أحدهم طلب من خالي قائلاً:
    - إننا لا نسمعك هنا يا خالي، اصرخ بصوت أعلى كي نسمعك.
    - إذا فأنت تدوس القوانين أيضاً؟
    - ولك، على القوانين، وعلى من وضع القوانين.
    كانت قهقهات الجوار تتعالى باستمرار على أسطح المنازل في تلك الليلة الصيفية الحارة، بعضهم يقهقه ممسكاً ببطنه، وآخر منبطحاً على الأرض من شدة الضحك. إحداهن شقت بصوتها صخب قهقهاتهم قائلة:
    - آه يا خالي واو لقد بُلتُ تحتي وبللت سراولي من شدة الضحك، سأفقد وعيي من شدة الضحك يا خالي واو.
    كل شتيمة يطلقها خالي لا تشبه سابقتها، وفي كل مرة كان يشتم واحدة جديدة، فلا أحد يستطيع مجاراته في ذلك في كل تايوان.
    راح الخفير تشي يستفز خالي، فلم يوفر خالي سبابه على الخفير والمفوض والمخفر وحتى الحكومة وقوانينها، وأية شتائم مقذعة! حتى أن أمي راحت ترتجف خوفاً من شتائمه بينما راح الجوار على الأسطح يصفقون له كلما أطلق شتيمة.
    كنت حين ذاك في السابعة عشرة من العمر.
    يومها لم يذهب خالي إلى مخفر الشرطة، ولم يعكر مزاجه بتاتاً.
    لا أدري لمَ لم يذهب خالي يومها إلى مخفر الشرطة، أهو الخوف أم النسيان؟ لو ذهب لعرفت، لأنني أنا من سيأخذه بيده بسبب عجزه.
    مساء اليوم التالي، وبينما كان قرص الشمس النحاسي الأحمر يختفي في المغيب، انتهت أمي من تحضير مائدة خالي، وبعد أن ارتشف الرشفة الأولى من قدح العرق، سُمع صوت الخفير تشي:
    - هيه، يا خالي واو.. عمت مساءً.. هيا ستأتي معي إلى المخفر..
    أجابه خالي:
    - لن أعكر مزاجي في هذه الساعة ياتشي، ولن أذهب إلى أي مكنا.
    استمر الحديث في تلك الأمسية كما في الأمسية السابقة تماماً، الخفير تشي يستفز خالي وهو يرد عليه بالشتائم، وقهقهات الجوار تتعالى على الأسطح، شتائم خالي في هذه الأمسية كانت أطول من سابقتها، وفي الليلة الثالثة تكرر الشيء نفسه حتى أن الجوار اعتادوا هذا النوع من التسلية لدرجة فلو تأخر الخفير تشي قليلاً قالوا:
    - أين هو؟.. لم تأخر الخفير تشي هذه الليلة.
    - لقد تأخر هذا المساء.
    - هل نرسل أحداً كي يأتي به؟
    ومن يراه قادماً يصفق فرحاً:
    - ها هو قد أتى؟..
    أخذ بعض الجوار من الأحياء الأخرى بالقدوم إلى حينا كي يستمعوا إلى شتائم خالي وحديثه هو مع الخفير تشي وهكذا تمتلئ الأسطح بالضيوف من تلك الأحياء.
    وأخير اً اعتادت أمي،، ولم تعد ترتعد خوفاً كالسابق، ولم تعد تبكي، تستمع بصمت، بل إنها أخذت بعض الأحيان تشاركهم في القهقهة لعدم قدرتها على تمالك نفسها.
    استمر ذلك لمدة أسبوعين، وكان سيستمر أكثر من ذلك، لو لم يخبر أحدهم المخفر عن ذلك، ولم يعرف من هو المخبر، حتى أن الجوار والذين ساءهم هذا الموقف كانوا يقولون "أخ لو نعرف من هو هذا المخبر"، لكن ما عرف بشكل مؤكد هو أن الخفير تشي لم يقم بذلك، وأنه لم يخبر المفوض عن شتائم خالي أثناء مهمته الرسمية، حتى أنه ذات مساء قدم إلى بيتنا وأعلم خالي بانزعاجه عن هذه الأخبارية وتمنى ألا يُشك فيه في ذلك، بينما كان خالي يحاول تهدئته:
    - لا تنزعج يا تشي ولا تهتم، حتى أنه قدم له قدحاً من العرق.
    أخذت خالي العاجز إلى مخفر الشرطة، وهناك قال له الخفير الذي يعرفه من قبل:
    - أهلا وسهلا يا خال، عليك إخبارية أصحيح ما تناهى إلينا أنك تطاولت على قوانيننا ومسؤولينا وحكومتنا والوالي العام؟ ولم يكن ذلك مرة واحدة بل تكرر ذلك عدة مرات، أصحيح ذلك يا خالنا واو؟
    أجابه خالي:
    - يوووه نعم لقد شتمت.
    - فكر جيداً وحاول أن تتذكر ، بالتأكيد لم تشتم أحداً لأنه لم يسمعك أحد من الجوار.
    أجابه خالي مستغرباً:
    - أستغرب ذلك كثيراً خاصة أنني سببت بصوتٍ عالٍ سمعه الجميع.
    دخل جميع رجال الشرطة غرفة المفوض حالاً عندما علموا بقدومهم خالي، ومن لم يجد منهم مكاناً له في الغرفة وقف في الممر، وراحوا يستمعون إلى ما يقوله خالي من الباب المفتوح.
    سأله المفوض:
    - إذاً فأعلمنا كيف جرى ذلك؟
    راح خالي بشرح التفاصيل دون أن يغير ما جرى أو يحرفه والمفوض يسأله: وهل شتمت هذا؟
    ويجيبه خالي قائلاً:
    - نعم شتمته.
    - حسناً وكيف شتمته؟
    راح خالي يعيد الشتيمة كما أطلقها أمام المفوض. وبينما كان المفوض يسأله هل شتمت فلاناً؟
    وفلاناً؟ وفي بعض الأحيان كان المفوض يذكر بعض أسماء الذين لم يشتمهم وهنا كان خالي يقول للمفوض:
    - آه، لقد نسيته.
    طلب المفوض من خالي مراجعته في اليوم التالي، وبالفعل أخذته إلى المخفر وهناك تكررت الأمور ثانية كسابقتها تماماً:
    - خالي واو هل شتمت فلاناً؟.
    - نعم شتمته.
    - وكيف شتمته؟
    يكرر شتيمته ثانية. وبعد مراجعات استمرت عدة أيام قال المفوض:
    - سأحيلك إلى النائب العام.
    أخذت خالي إلى النائب العام. بعد دخولنا الغرفة قدم عدة أشخاص ، وعلى الأغلب النائب العام والمحقق كانا بينهم، وبعدما قرأ المحقق إفادة خالي التي قدمها في المخفر سأله:
    - هيا حدثنا عما جرى.
    قام خالي بشرح كل ما جرى ثانية.
    - كيف شتمت؟.. هيا أعلمنا ثانية.
    استمر استجواب خالي عدة أيام، وفي كل يوم كان يزداد عدد المتجمهرين في الغرفة، وأخيراً أحالوه إلى المحكمة. قام جيراننا بجمع مبلغ من المال فيما بينهم واتفقوا مع محام ليدافع عن خالي، وحسبما يروى فإنه من أفضل محامي تايوان. سمعنا أن الخفير تشي ومفوض المخفر ساهما أيضاً في هذا المبلغ. وبعد أن سمع المحامي أقوال خالي تنازل عن جميع أتعابه، وهكذا تم تقديم المبلغ المذكور لخالي.
    أخذته يوم الجلسة إلى المحكمة. ولكن أي حشد كان هناك! حتى أن رواق المحكمة كان يضيق عليهم فتوزعوا في الممرات، قدم الجميع رغبة في الاستماع . وعندما علمت أمي أنهم سيوقفونه بعد الجلسة الأولى حزنت كثيراً وراحت تشهق من البكاء مقرفصة جانب الجدار.
    وبعدما تثبّت القاضي ذو القسمات القاسية من بطاقة خالي الشخصية أعلمه أنه متهم بالتطاول على المقام المقدس واشخاص عدة، وسأله عن أقواله:
    - هل شتمت؟.
    طلب المحامي من خالي مصراً عدم الاعتراف بما نسب إليه، خاصة أنه لا يوجد من يشهد بذلك، حتى الخفير كان سيقول إنه لم يسمع بذلك. وبسبب سؤال القاضي راح خالي فترة من الزمن يبتلع ريقه، وكأن ثمة شيئاً كبيراً علق في حلقه، وهو يحاول إخراجه جاهداً، ولكنه في النهاية استطاع إخراجه عندما قال:
    - نعم شتمت.
    ارتفع في قاعة المحكمة صوت صخب وضجيج.
    سأله القاضي:
    - ومن شتمت، وكيف شتمت؟
    راح خالي يعدد أسماء الذين شتمهم.
    انفردت أسارير القاضي، وبدت على وجهه أمارات الراحة، هل شتمت فلاناً؟.. وفلاناً.. رد عليه معترفاً.
    - لم شتمتهم؟ وماذا قلت؟..
    راح خالي وبقوة غير متوقعة قياساً لعمره يكرر الشتائم تماماً كما كان يشتم على السطح وفي مخفر الشرطة وأمام المحقق. أجل القاضي الجلسة القادمة مدة شهرين، ولهذا السبب استمرت جلسات المحكمة مدة طويلة. أخذت خالي بعد شهرين إلى المحكمة. وثانية تكرر نفس الشيء.
    - هل لديك شهور يثبتون أنك شتمت؟
    أجابه خالي:
    - كثيرون من يشهدون على ذلك وفي مقدمتهم الخفير تشي وجميع الجوار لأن ذلك كان في الصيف، وجميعهم كانوا على أسطح منازلهم.
    جرت المقابلة بين خالي والخفير تشي كما في المسرح تماماً إذ كررا ما دار بينهما في الليلة الأولى، وفي الجلسات التالية تمت دعوة الجوار كشهود، وهكذا راحت فترة محاكمته تطول. حتى أن ذلك المحامي المشهور كان يستغرب ذلك ويعبر عن عدم فهمه لأسباب إطالة مدة المحاكمة.
    استمرت محاكمة خالي أكثر من سنتين، ولم تنته لأن ملف القضية طوي وأغلق بسبب صدور عفو عام.
    استمر خالي في شرب العرق الذي تقطره أمي من الأرز، صيفاً على السطح وشتاءً في غرفة الموقد.
    ذات يوم انقلب خالي وقدح العرق بيده ومات. أقيمت لخالي مراسم جنازة لم تشاهد من قبل إذ شارك فيها جميع أهالي منطقتنا وحتى المناطق القريبة منا، وقد شارك الخفير تشي في تلك المراسم، وكان يبكي بحرقة ومرارة وكذلك المفوض وعناصر المخفر، لم أشاهد المحقق الذي أجرى التحقيق مع خالي لكنني رأيت القاضي.
    جميع المشاركين كانوا يتذكرون شتائم خالي ويرددنها وأطلقوا عليه لقب أهم الشتامين.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de