رحل عطلة الإسبوع الماضي عن دنيانا عملاق ومؤسس الأنثروبولوجيا الحديثة وأحد كبار أساطين البنيوية كلود ليفي إشتراوس بعد أقل من عام من إحتفاء العالم المهتم بفكره العام الماضي بمئويته في فرنسا . نتمني في منبر يعني بقضايا الفكر الإنساني ضمن ما يختص به من نشاطات. أن نسلط بعض الضؤ علي سيرة هذا الهرم الذي يعتبره البعض آخر فلاسفة القرن المنصرم. ولعمري أن من أهم إنجازات الرجل والتي فتحت منافذ عديدة للجدل كان فضحه أحدأهم إفتراءات المركزية الغربية علي المجتمعات التي وصفت بالبدائية وتعريته مناهج البحث الإثنولوجي القديمة فعبر مسيرة طويلة وشاقة كشف عن غني ثقافات هذه المجتمعات بكثير من القيم التي لم تسبر غورها الدراسات الإثنولوجية. ولد إشتراوس في العاصمة البلجيكية بروكسل في 28 نوفمبر 1908 وتوفي في باريس 30اكتوبر2009 درس القانون فالفلسفة وبعض الدروس في علم النفس قبل أن ينتخب لتدريبس علم الإجتماع في البرازيل حيث بدأ منعطف جديد في حياته العلمية وعاش فيها وسط المجتمعات الموصوفة بالبدائية وهنالك بدأ دراستها ثم سافر لأميركا للدراسة والعمل فترة الاربعينات من القرن الماضي ويرجع في نهايتها لفرنسا. حظي في أميركا بمقابلة أساطين اللسانيات والفكر البنيوي الذي طور من خلاله دراسته في علم الأناسة حيث شدد علي دراسة المجتمعات المنعوتة بالبدائية من معطي واقع حاضر بكل عناصر تكوينه الإجتماعي الثقافي وبعض شواهد تاريخه. واقع حاسم أكثر من كتب التاريخ والإجتماع فيما إذا كانت هذه المجتمعات هي مجتمعات بلا تاريخ ولا حاضر وبالتالي وجهت أفكاره وعلمه مع جهد هيدجر ودريدا ضربات موجعة لمركزيات الثقافة الغربية. نفترع هذا الخيط للبحث في تراث ستراوس آملين في إثرائه من كل المهتمين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة