|
Re: كلود ليفي شتراوس قرن حافل بالعطاء (Re: سارة علي)
|
في مقال لستراوس عن التاريخ والإثنولوجيا نشره عام 1954 في العددين الثالث والرابع لمجلة الميتافيزيقيا وعلم الأخلاق وأعاد نشره في كتابه عن الأنثروبولوجية البنيوية عرج ستراوس للإشارة للتمايزات التي طرحها هوسير وسيمياند عند التعرض لمسألة المبدأ والمنهج بين التاريخ وعلم الإجتماع بإعتبار أن الإثنولوجيا أو دراسة السلالات تدخل ضمن حمولات علم الإجتماع تلك المعنية بالمجتمعات الموسومة بالبدائية حيث أشارا للإشكالية التي يصطدم بها علم الإجتماع دون التاريخ و معافراته في المسألتين علي أن تطور الإثنولوجيا جعلها تقترب لتقف علي نفس رصيف إهتمامات التاريخ الحديثة. ربماتجدر بي الإشارة هنا إلي مدرسة الحوليات الفرنسية LES ANNALES والتي في عنايتها بالبحث التاريخي غيرت إتجاه التاريخ الوضعاني من الإهتمام بالأحداث التاريخية عبر رصد الوثائق فتحليلها إلي الإهتمام بسياقات الأحداث والبني الإجتماعيةالتي تنتج الأحداث وبدراسة الظواهر داخل سياقاتها يقترب التاريخ من مختلف العلوم الإجتماعية لا سيما الإثنولوجيا والمحصورة في الآنثربولوجيا الثقاقية والإجتماعية في البلدان الأنجلوساكسونية فدعت الحوليات إلي إجراء مسوحات آركيولوجية لتاريخ المجتمعات بدائية ومتحضرة ثم تقديم نتائج تزامنية للمتغيرات التي أحاطت بأحداث التاريخ بشكل يشرح بجلاء أكثر الأسس والمعاني وراء تلك الأحداث وإرتباطاتها بالحاضر أكثر من الإستغراق في تفاصيل لا تسمن ولا تغني من جوع يورد ستراوس في مقاله عن العلاقة بين الإثنولوجيا وتوأمتها الإثنوغرافيا و التاريخ أن العلاقة يمكن أن تتوضح علي الشكل التالي :أما أنهما ترتبطان ببعد الظاهرات التزمنية، أي بتسلسلها في الزمان ، وتكون عاجزة عن كتابة تاريخ هذه الظاهرات ، وإما أنها تحاول العمل علي غرار المؤرخ، وعندئذ يفوتها البعد الزمني. إن الرغبة في إعادة تشكيل ماضي يتعذر الوصول إلي تاريخه ، أو في كتابة تاريخ حاضر لا ماضي له دراما الإثنولوجيا في الحالة الأولي ، والإثنوغرافيا في الحالة الثانية تعتبر ، علي أية حال ، الثنائية ذات الحدين التي دفعهما إليها، علي ما بدأ في أكثر الأحيان ، تطورهما خلال السنوات الخمسين الأخيرة. يلاحظ أنه وضمن الحوليات بدأ فيبر وبلوخ في الثلاثينات من القرن الفائت التأسيس لنموذج جديد في التعاطي مع التاريخ علي النسق الاسطوغرافي الفرنسي والذي يركز علي السياق الإجتماعي الإقتصادي للأحداث داعين للإقتراب أكثر من العلوم الإحتماعية حتي تتوسع مساحات التلاقي والإفادة من محاصرة الظواهر التاريخية وسبر خصوصياتها بالعلوم من كل جانب ،إذ لا يعتني التاريخ فقط بالماضي والعمل علي إعادة تشكيله بل أنه يشترك مع الإثنولوجيا في دراسة المجتمعات المنعوتة بالبدائية حتي يوسع من آفاق بحثه فيؤرخ في الحاضر للمستقبل ويوجد ماهو مشترك في التجارب الإجتماعية المتشابهة. فالتاريخ والإثنولوجيا يتحديان حاجز المكان للإطلاع علي تجارب لم تكن علوم الإنسان الأرستقراطية معنية بها وبالتالي لم تتخذ معارفها صفة الشمول والأنسنة الأولية لوحدة العقل الإنساني...ولكن هل تبادل الإثنولوجيا التاريخ الود؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|