|
Re: آفاق للتوفيق بين تقرير المصير والوحدة في السودان ... يقدمها: فرانسيس م. دينق (Re: احمد حامد صالح)
|
Quote: 4- ملاحظات ختامية:
أ) يواجه السودان معضلة غير عادية. فالسودانيون ومعهم كل العالم يريدون أن يستمر السودان موحداً، ولكن يبدو إن الرؤى المتباينة متباعدة كثيراً بحيث لايمكن تجسيرها.
ب) السؤال الذي لابد للسودانيين من إيجاد إجابة عليه الآن هو: ماهو الاعتبار الأهم لديهم الآن، هل هو البناء على المفاهيم الذاتية للهوية التي شوهت الحقائق الموضوعية للبلاد وفرقت الأمة؟ أم البحث عن أرضية مشتركة وإعادة هيكلة الإطار الموحد للهوية الوطنية؟
ج) فإذا كان الاتفاق هو على الخيار الثاني، لابد إذاً من العمل فوراً ليس لفتح صفحة جديدة فحسب ولكن أيضاً لجعل ذلك واضح للجميع ويمكن تصديقه.
د) عناصر هذا التوجه الجديد هي:
(1) انتهاج النظام اللامركزي عبر سائر أنحاء البلاد بحيث تتمتع أقاليم البلاد كافة، في الشمال وفي الجنوب، بالحكم الذاتي على غرار ما منح للجنوب دون التمتع بالحق في الانفصال.
(2) التمثيل العادل والمنصف في حكومة الوحدة الوطنية، مع الأخذ في الاعتبار للتمثيل النسبي بناءاً على الوزن الديمغرافي دون إغفال حقوق الأقليات.
(3) إعلاء مبادئ المساواة التامة في المواطنة دون تمييز على اساس العرق، أو الإثنية، أو الثقافة، أو الدين، أو الجندر.
(4) خلق آليات ومؤسسات لضمان التنفيذ الفوري لهذه السياسات، بغرض إظهار نتائج واضحة لها قبل حلول موعد الاستفتاء في الجنوب.
(5) إشراك المجتمع الدولي لدعم هذه المجهودات التي تتم في اللحظات الأخيرة لإنقاذ المبادئ الأساسية التي تجعل الوحدة خياراً جاذباً لأهل جنوب السودان الذين يحق لهم التصويت في الاستفتاء القادم وتعزيز هذه المبادئ.
(6) العمل مع جميع المهتمين ليس فقط لمناصرة قضية الوحدة، ولكن للاستعداد أيضاً للإجراءات المضادة للنتائج السالبة التي تترتب على الانفصال، وترقية التعايش السلمي والتعاون بين الدولتين المستقلتين في الشمال والجنوب.
هـ) وأود، إن جاز لي، أن أختم بمقتطفات من كتابي: "حرب الرؤى:صراع الهويات في السودان" تحت عنوان "الخيارات الحرجة"، كتبت في هذا الشأن:
"أمام السودانيون عدد محدود من الخيارات ليتخيروا من بين المواقف المميزة للأطراف. أحد هذه الخيارات هو إعادة تعريف الهوية الوطنية بحيث تصبح جامعة بحق وحقيقة وتتيح عدالة تامة في فرص الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ وخيار آخر هو خلق إطار يمكن أن يعمل على تسوية الأشواق المثالية للوحدة وحقائق التنوع؛ وثمة خيار ثالث هو الاعتراف بأن العوائق أمام الوحدة الوطنية ربما لا تقهر، وأن الانفصال ربما سمح للجانبين بالمضي قدماً في المهام الأكثر إيجابية، ألا وهي إعادة البناء والتنمية على الأسس التي يراها كل منهما محققة لمفاهيمه وأشواقه" (ص 305-306). |
|
|
|
|
|
|
|
|
|