ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 07:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2009, 06:50 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) (Re: Faisal Al Zubeir)

    فيصل الزبير :

    تشكر ياخي و أسمح لي أنزل القراءتين ديل ياخي ؛ و الكتاب دا بالمناسبة مهم جدا ؛ و ساعود :

    Quote: تحظى باهتمام اعلامي غير مسبوق: قراءة في ظروف أزمة دارفور وسياقاتها التاريخية
    ابراهيم درويش

    قليلة هي الكتب عن ازمة دارفور التي قدمت تحليلا جيدا لما يحدث في الاقليم وقليلة هي الاصوات التي حاولت ان تفهم الازمة في 'سياقها' سواء محليا ام دوليا واقليميا. وقليلة هي الكتب التي حاولت مناقشة الازمة في سياقاتها التاريخية والجيوسياسية. والحقيقة ان العثور على كتاب يجمع هذه الملامح مثل البحث عن ابرة في بحر. فأزمة دارفور في تداعياتها الدولية جعلت الكثيرين منا يبحثون عن قراءة اخرى لما يقدمه الاعلام وما يحمله لنا الغرب من حملات لانقاذ اهل الاقليم، ليس لاننا في العالم العربي تعودنا على ان نبحث عن المؤامرة وراء السطور ولكن غياب التحليل او البحث الجيد على الاقل في حالتنا هنا جعلتنا نتوق لهذه القراءة. ففي البداية نعترف ان معرفتنا بتاريخ الاقليم هي ما تقدمه لنا الكتابات التاريخية التي شكلت تاريخ السودان الحديث وما قدمه لنا محمد بن عمر التونسي في كتابه الشهير 'تشحيذ الاذهان بسيرة اهل العرب والسودان' وهو نتاج رحلة له في بلاط مملكة الفور في بداية القرن التاسع عشر حيث قضى فترة كعالم في المنطقة بين 1803 -1811. والرحلة مشهورة في تقديمها صورة عن الحياة والسياسة في هذه المنطقة.

    هم الحاضر

    لكن التاريخ جانب والواقع الحالي قصة اخرى، فما حدث في اقليم دارفور منذ عام 2003 وتداعياته المحلية والدولية ظل مجالا لروايات تتنافس بتأكيد هذه الوجهة او ذلك الرأي. ومن بين مئات العناوين والصور التي جاءت من المنطقة المنكوبة كانت الرواية التي تأخذ بعين الاعتبارات السابقة نادرة، مما ادى الى تشويش رؤيتنا حول ما يجري في المنطقة، فهناك لوبي قوي عالمي اعتمد على الاعلام جعل من دارفور قضية القضايا. وهنا حكومة في السودان تتهم بجرائم ضد الانسانية ويصدر رئيس محكمة الجنايات الدولية امرا يقضي باعتقاله وهنا جماعات متمردة في الاقليم يزحف بعضها نحو العاصمة السودانية فيما يهدد آخرون برفع العلم الاسرائيلي في الخرطوم. وهنا وهناك تحليلات ومبادرات صلح تتفق على انهاء الصراع ليعود القتال مرة اخرى. كل هذا ومعرفتنا عن المنطقة وتجادلات التاريخ فيها والطبيعة قليلة فما بدا كأنه صراع قبلي على المصادر الطبيعية تحول الى قضية عالمية وحملة اعلامية ' تشبه الدعوات للحروب الصليبية التي تزعم حملتها الاعلامية والتحشيدية بطرس الناسك ' لكن القاعدة والمستوى الذي اتخذته الحملة التي عرفت بـ ' تحالف انقذوا دارفور ' كان اوسع وان ظل مركزه في امريكا. وما يثير الغرابة ان هذا التحالف اخذ يطالب بالتدخل العسكري الخارجي في المنطقة من اجل ' توفير الرحمة لسكان الاقليم ' وانقاذهم وهم العرب من اضطهاد العرب لهم. وتحولت الحرب في الاقليم لمعركة لعب فيها ' العرق ' الدور الاهم على الاقل في مبررات التحالف فهناك ابناء ' اللون الفاتح ' من الحكومة والجنجويد يقومون بعمليات ابادة ضد ابناء ' اللون الغامق ' من الافارقة.

    جريمة الصمت ونفاق الدعاة

    ما يثير في هذه الحملة علاقتها بالتحولات المحلية السياسية داخل المجتمع الامريكي وانها جاءت على خلفية الكثير من الحروب والابادات التي جرت في القارة الافريقية المنكوبة، فالحرب في اقليم دارفور وان كانت فظيعة الا انها لم تكن من ناحية الارقام والمدى بأفظع مما حدث في رواندا وما كان يحدث في انغولا والكونغو. فمؤامرة الصمت التي واجهها الكثيرون من الذين ارادوا نشر تقارير عن الحرب هناك قابلها استعداد لفضح وشيطنة ' العربي ' في معادلة السودان، بل تحولت الحملة من محاولة لانقاذ سكان الاقليم الى مفاقمة وضع سكانه اللاجئين بحرب جديدة ' تدخل عسكري' من القوى الدولية ' اعضاء مجلس الامن ' لفرض ارادة دولية على الاقليم، وما جرى لاحقا من محاولات التقليل من شأن الدور الذي قامت به القوات الافريقية في الاقليم كان جزءاً من سياسة تعبيد الطريق امام دخول قوات الامم المتحدة.

    اين العراق؟

    المهم ان تحالف قوى الدفاع عن دارفور جاء على خلفية الحرب في العراق والغريب ان ما قتل ودمره الامريكيون في العراق هو ضعف ما دمر في دارفور لكن لم تحدث اية حملات من اجل الدعوة لوقف الحرب وسحب القوات الامريكية في العراق. وباستثناء حملات صغيرة قادتها قوى معارضة الحرب والتي تشكلت من عائلات جنود قتلوا في العراق ظل الموضوع الاخير مثيرا للانقسام مقارنة مع حملة انقاذ دارفور. والمهم في هذا السياق ان الحملة هذه كانت اكبر وانجح حملة تحشيد في تاريخ امريكا منذ حرب فيتنام وتحولت لحركة محلية لها قوة الضغط على السياسيين والتأثير على مجريات صناعة القرار الامريكي. فلم يكن اي سياسي، وزيرا ام نائبا، بمنأى عن الخروج عن النص الذي رسمته الحركة له. حتى وزير الخارجية الامريكي في حينه كولن باول والذي عاد من السودان بعد رحلة له هناك عام 2004 كان مترددا بوصف ما يحدث في الاقليم بأنه ابادة، ولكنه بعد ضغوط اضطر لقول ما لم يكن يعتقد به وهو ان ما يجري في دارفور حرب ابادة يقوم بها العرب ضد الافارقة. وهذ خطأ ثان لباول بعد مرافعته امام مجلس الامن حول العراق وفي كليهما كان حكمه مبنياً على اثر القوى ذات المصلحة اي انه لم يتحل بالشجاعة الادبية. كل يقول لا. المهم ان باول اصبح في ذمة التاريخ.

    عولمة الأزمة بدأت من متحف الهولوكوست

    كيف حدث كل هذا؟ اي كيف تمت عولمة ازمة دارفور؟ قد يكون حادث غولو الذي قامت فيه جماعة متمردة هي جبهة تحرير دارفور في 26 شباط (فبراير) 2006 باحتلال عاصمة جبل مرة غرب الاقليم مما استدعى الحكومة للرد على العملية بعملية اقسى. بعد 17 شهرا دخلت دارفور الوعي العالمي، عبر حملة اعلامية لم يشهد لها مثيل في التاريخ المعاصر، وعندما مرر الكونغرس قرارا اتهم فيه الحكومة السودانية بارتكاب ابادة في الاقليم. لكن الحملة الدولية لانقاذ دارفور لم تكن لتحدث لولا 'التنبيه عن الابادة' الذي نشرته لجنة ادارة المتحف التذكاري للهولوكوست في الولايات المتحدة المقام في واشنطن، وبحسب صحيفة ' جيروزاليم بوست' كان التنبيه الاول من نوعه 'طبعا باستخدام التكنولوجيا الجديدة، رسائل هاتفية، انترنت...' والغريب انه تنبيه إلى دارفور وليس رواندا التي ذبح فيها اكثر من مليون شخص على مدار أشهر امام سمع وبصر العالم. بعد هذا التنبيه عقد اجتماع وضع الاسس لولادة تحالف انقاذ دارفور في 14 تموز (يوليو) 2004 في مدينة نيويورك وهو الاجتماع الذي دعا اليه جيري فاولر مدير لجنة الضمير في المتحف التذكاري للهولوكوست ومعه روث ميسنجر، من خدمات المجلس اليهودي العالمي. وبعد خطاب القاه الحائز على جائزة نوبل، ايلي فيزل، وقع الحاضرون بيانا من اجل اتخاذ خطوات عملية. ومنذ ذلك الحين توسعت الحركة لتصبح علامة ' تجارية ' عالمية تدعو لاتخاذ موقف جاد وعملي ' قبل ان يفوت الاوان ' ومن اجل ان لا يتكرر درس ' رواندا '. وفي عام 2007 توسعت الحركة لتزعم انها تضم 180 حركة دينية تدعو لدعم دارفور الى جانب مؤسسات انسانية اخرى وينتمي اليها اكثر من مليون مواطن امريكي وبميزانية سنوية تزيد عن 14 مليون دولار. وتزعم الحركة ان لديها اكثر من 300 ناشط قادرين على العمل داخل المجتمعات الامريكية. وتشبه الحركة في دعوتها لحماية سكان اقليم دارفور حركة الدعوة لالغاء العبودية في القرن التاسع عشر. ومثل مجلس مكافحة العبودية يهدف تحالف انقاذ دارفور الى تشكيل المواقف الحكومية الامريكية والغربية من الازمة عبر ممارسة الضغط الشعبي.

    ميزانية هائلة كلها على الدعاية

    وما يثير العجب انها حملة بميزانية هائلة لا تنفق اي فلس على حماية ودعم السكان المنكوبين في دارفور لانها تقوم باستخدام القضية كعلامة تجارية ومنتج علاقات عامة. ومعظم الميزانية يُنفق على الحملات الاعلامية التي تظهر في كبريات الصحف الامريكية وشبكات التلفزة واللوحات الكبيرة في المدن الامريكية تقوم بها شركات اعلامية متخصصة ولدى الحملة اكثر من 30 موظفاً ولكن حملتها الاعلامية تشرف عليها شركة دعاية واعلان هي ' ام اند ار' مركزها في واشنطن. ما يميز حملة انقاذ دارفور انها تلاعبت بـ أو استغلت لعبة ارقام الموتى في الازمة وهي ارقام ظلت محل جدل بين المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة التي قدمت بعضها تقديرات منطقية، مثل تقديرات منظمة الصحة العالمية، ان مستوى الضحايا في الاقليم وصل الى 50 الفاً منذ بداية الازمة حتى 2004 وهو رقم مناقض للرقم الذي تبنته الولايات المتحدة وصحافيون ضخموا الرقم اوصلوه الى نصف مليون بل اكثر. ويبدو ان لعبة الارقام قد استخدمت بشكل جيد من حركة انقاذ دارفور فهي تعاملت مع التقديرات التي قامت بها مؤسسات وباحثون يشك بدوافعهم مثل جون هاغان، واستاذ الادب في كلية سميث اريك ريفز الذي ناقض نفسه وارقامه التي كان ينشرها على موقعه ففي 2004 2006 قدم ارقاما مبالغة فيها من 10 الاف في شباط (فبراير) 2004 الى 30 الفاً بعد اربعة ايام. وفي عام وصل الرقم الى 400 الف زاد الى 450 الفاً بعد شهرين الى 500 الف بعد شهر. وتشير هذه التناقضات إلى الطريقة التي حاولت فيها حركة انقاذ دارفور تحشيد الرأي العام ضد الحكومة السودانية والضغط على الحكومات الغربية لاتخاذ موقف وفعل. طبعا هذه الارقام لا تأخذ في سياقها الاسباب التي ادت للموت منها فقر التغذية والامراض مثل الكوليرا والملاريا وهي ارقام متواضعة مقارنة مع مستوى الموت في ازمات اخرى اقرب منها للسودان، اوغندا. وفي السياق نفسه لا تفصح الجماعات الداعية للحرب عن الفاعل او القاتل ففي نص حركة انقاذ دارفور كان الفاعل هم العرب او الحكومة مع ان اندروا ناتسيوس، مبعوث الرئيس الامريكي للسودان، قدم شهادة الى لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس في نيسان (ابريل) 2007 حاول فيها تقديم رؤية اخرى متوازنة عن الارقام وان من يقوم بالقتل والاغتصاب ليست قوات الحكومة بل المتمردين، وان الاعتداءات لا تتم في مخيمات اللاجئين التي تحرسها الحكومة بل في مخيمات تسيطر عليها قوات المتمردين وفي تشاد، الا ان النواب ظلوا يدورون حول سؤال ان كان ما يحدث هناك 'ابادة ام لا' ومع انه ظل يحاور ويداور الا انه اجبر على الالتزام بالنص' ابادة' مما ادى لاستقالته من منصبه بعد ايام.

    الإبادة كمبضع يقطع الأوصال

    الكونغرس وحركة انقاذ دارفور استخدمت 'الابادة' كسكين من اجل قطع او شرح من يخرج عن السياق ومن هنا تم التعتيم على النجاح الذي حققته القوات الافريقية فالامم المتحدة لم يكن لديها، حسب قادة في القوات الافريقية، اي حماس لما تقوم بهذه القوات مما يعني ان الافارقة يحلون مشاكلهم بانفسهم. ما الذي ادى لنجاح حركة انقاذ دارفور، ايام للصلاة في الكونغرس، ايام عالمية للاقليم،حشود في سنترال بارك (نيويورك) كل واحد يحمل رقماً من 1- 400 الف هم ضحايا الصراع المفترضين ودعوات لتدخل عاجل من الامم المتحدة في الاقليم ومع الايام حملات اعلانية عملاقة تدعو الى جعل الاقليم منطقة محظورة على الطيران السوداني. وهنا يدور السؤال اذا ارادت جماعة انقاذ دارفور انقاذ سكان الاقليم فلماذا تحظر الطيران مع معرفتها ان القتال الان هو على الارض وان الارقام المنطقية تقول ان مستوى الموت تراجع بعد الازمة 2003 -2004 ولم يعد يشكل حالة طارئة، ومن يريد الانقاذ لماذا يشن الحرب، فالرحمة تقتضي المساعدة لا العقاب بحرب جديدة وبقوى اجنبية؟ كل الحملة للدفاع عن الاقليم لا علاقة لها بالرحمة بل هي جزء من شعور الامريكيين انهم قادرون على الرعاية والخيرية في نزاع لا ناقة لهم فيه ولا جمل لانهم لو دافعوا عن قتلى النزاع في رواندا واوغندا 'جيش الرب ضد الحكومة' والكونغو وتشاد لوجدوا ان حكومة بلادهم متورطة في الازمات هذه وحتى لا نبعد لماذا لم يحتجوا على العراق. الامريكي يحب ان تكون لديه هذه النوازع الخيرية الايمانية لمساعدة الاخرين، فهو يقبل على التبرع للجمعيات الخيرية لكنه يتهرب من دفع الضرائب، لان دارفور في النهاية تحولت الى قضية اخلاقية وواجب انساني مجرد من السياسة فقد اعطت للامريكيين على كل اختلافاتهم الحق بالدفاع عنها فهم تصرفوا في النهاية كبشر وليس كمواطنين والا لاختلف الامر لو انعكس الامر.

    دار فوروالحرب على الارهاب

    دارفور بهذه المثابة اعطت الامريكي 'الحق' بالدفاع والنظر اليها عبر منظور الحرب بين الخير والشر. فالعرب هم الاشرار وحتى النازيون الذين يمارسون ابادة جماعية ضد سكان الاقليم 'مختلفون' افارقة ومن عنصر آخر. وضمن هذا الفهم صارت الحملة لانقاذ الدارفوريين هي حرب على الارهاب العربي، وشملت عمليا في حرب بوش التي اخفت في سياقها حرب مصالح على البترول في منطقة الساحل وبحيرة تشاد والسودان وفي قلب النزاع هي الصين وامريكا، الاولى الى جانب الحكومة السودانية والثانية الى جانب تشاد. ولهذا السبب تفهم محاولة حملة الدفاع عن دارفور ادخال الصين في المعادلة واستخدام دارفور والقيام بحملة ضد الصين قبل الالعاب الاوليمبية، لكن الصين التي واجهت الاضطرابات في التيبت والشجب العالمي لها ومصالحها في السودان كانت قادرة على الخروج من الازمة لقوتها ولتأكيدها ان التيبت هي شأن داخلي صيني ودارفور هي شأن سوداني. المشكلة ان مع تراجع العنف في الاقليم لم يمنع الحركة لانقاذه من الاستمرار بالتحشيد واختراق الحركات الطلابية وهي الجهود التي ادت عام 2004 الى ولادة حركة ستاند ' يجب العمل الآن: دارفور'.

    اين الحقائق؟

    ويبدو انه في غياب الحقائق والمعلومات لدى الرأي العام العالمي وقدرتها على الاعتماد على دعم كتاب صحافيين مثل نيكولاس كريستوف الذي خصص اكثر من 30 مقالا حول الوضع في دارفور، كل هذا لم يمنع الحركة من التمدد والتوسع وجذب اسماء من عالم الفن والادب الذين وقعوا على بيانات تشير الى مبالغات وجهل جعلت من الدمار في دارفور دمارا للانسانية، ويستغرب المرء من دخول اسماء ادبية مثل هارولد بنتر وداريو فو وامبرتو ايكو وشيموس هيني 'علينا ان لا نخون حضارتنا الاوروبية بمراقبة تدمير الحضارة الافريقية' هذا مجمل البيان. اسماء في عالم الفن كثيرة دخلت على الخط ميا فارو والثنائي براد بيت وانجلينا جولي وجورج كلوني الذي قدم مرافعة ' ذكية ' عن الوضع امام مجلس الامن ومخرجون مثل ستيفن سبيلبرغ. ويبدو ان عدم معرفة كل الناس او جهلهم بما يحدث في دارفور كان عاملا انتفع منه القائمون على حملة انقاذ الاقليم، لم يكن يعرف الناس في سرد النجاة الا صورة القاتل والضحية اما التفاصيل فلم تعد مهمة في ضوء الهبة العالمية. هنا استغلال لما يعرف في الاعلام بعامل 'سي ان ان' حيث تمت ادارة الحرب على الاقليم من خلال الصورة التي لم تقل الكثير وهنا اطار اخر يسميه محمود ممداني 'المخلصون والناجون' 'بونوغرافيا/ عهر العنف' فما يقف وراء دعم الجميع او حتى وقوع الكثير من المثقفين في اسر هذه الخديعة هي ان الحرب في دارفور لم تعد سياسية بل اخلاقية. وهنا يقول ايلي فيزل انه طالما تردد الجميع عن الدعم فستقوم القاعدة والمنكر للهولوكوست محمود احمدي نجاد بارسال الارهابيين هناك الى امريكا، دارفور في مركز الارهاب هنا. في هذا السياق اذا كانت الحرب في دارفور عن مسلمين ـ مسلمين وليس كحروب اخرى فكيف تم تنميط الدين؟ هنا تم الحديث عن المسؤولية الاخلاقية لليهود والمسيحيين وتم وضع البقية اي الاديان الاخرى في دائرة الاديان العامة، في نهاية الامر تم دمج مسلمين تقدميين في دائرة الجماعات المعارضة لما يحدث في دارفور، لكن لم يفلت العرب من غضب معلقين كتبوا محرضين ' ألا يعتبر ذبح 300 الف مسلم عملا مشينا مثل الرسوم الكرتونية ' الدنماركية؟ استطاعت حركة انقاذ دارفور تحويل نزاع محلي الى مشكلة عالمية اهم من الملاريا ومن الايدز التي تقتل الملايين في افريقيا والسؤال المطروح هنا لماذا تحول العنف في دارفور الى شر اكثر مما يحدث في غرب الكونغو؟

    اعادة الاستعمار

    ما ساعد حركة انقاذ دارفور انه عندما ابعدت السياسة عن النزاع كان بمقدروها استخدام اي استراتيجية لشيطنة العربي وتحويل النزاع الى نزاع عرقي، ففي عرض اقامته الحركة في متحف الهولوكوست التذكاري ـ كيب تاون كان في مركز المعرض عنوان عريض هو 'حلمنا الوحيد.. قتل الافارقة' في اشارة الى العرب. حركة انقاذ دارفور وتداعيات الازمة الدولية هي موضوع كتاب الباحث المعروف محمود ممداني وصاحب الدراسات المعروفة في مجال الحكم وافريقيا والكتاب المشهور (مسلم جيد.. مسلم سيىء) وفيه اي الكتاب الجديد 'المخلصون والناجون: دارفور، السياسة والحرب على الارهاب' (فيرسو/ 2009) يرى ان الحركة اخرجت تاريخ وسكان الاقليم من سياقهم الجغرافي والتاريخي من خلال تحويلها النزاع الى واجب اخلاقي فهي بهذا الاطار لعبت دورا في محاولات اعادة استعمار المنطقة بل والدعوات لاعادة استعمار افريقيا وبهذا حولت جماعات الضغط الامريكية مأساة دارفور الى تقطيع افريقيا من خلال شيطنة مجموعة من سكانها وهم العرب الافارقة. ويرى الكاتب هنا ان التركيز على دارفور وعرب السودان جاء انعكاسا للتراث التاريخي الاستعماري الذي نشره كتاب المؤسسة الاستعمارية وللاسف وقع فيه بعض مؤرخي الدولة القومية الحديثة في السودان العرب ما هم الا عرق طارئ على السودان، مستوطنون 'حكماء' فرضوا ثقافتهم على الهمج وسكان البلاد الاصليين، وعليه يجب ان تكون حقوقهم تابعة للسكان الاصليين هؤلاء. ويرى الباحث ان هذه الفكرة هي التي تحرك جماعة انقاذ دارفور وليس عدد الضحايا الذين يفترقون عن عدد ضحايا مآسي الكونغو وشمال يوغندا ورواندا. وما يدفع الحركة هذه ليس الرحمة او حتى الحفاظ على استقرار السودان بل تحقيق 'العدل' من خلال اجبار المجتمع الدولي ' الدول القوية ' لمعاقبة الدول ' الفاشلة او المنبوذة ' وان جاء العقاب على حساب ارواح السكان الذين من المفترض ان تحميهم هذه الحركة ومن هنا لم تتورع الحركة هذه عن تبني شعار 'اخرجوا من العراق واذهبوا لدارفور' تحت غطاء تحقيق العدالة التي تخفي وراءها اجندة الدول الكبرى لاعادة استعمار افريقيا. كتاب ممداني رحلة في تاريخ الدول العربية والاسلامية في السودان ومحاولة لوضع النزاع في اطاره التاريخي فهو في النهاية نزاع حول المصادر الطبيعية، ساهم فيه الجفاف واثر الحرب الاهلية في تشاد على تسليح القبائل وتطرفها، واجندة الدول الكبرى، النزاع بين الصين وامريكا على ثروة دول الساحل النفطية ورد الحكومة السودانية واستراتيجية الارض المحروقة. ما يقدمه ممداني قراءة في التاريخ وسياق الازمة التي ادارتها جهات استغلت جهلنا وجهل العالم بما كان يحدث في الاقليم وهو رحلة للكاتب منذ بدايات الازمة وظهورها على المسرح مع ان جذورها تعود الى السنوات التي سبقت وصول النظام المدعوم من الجبهة الاسلامية للحكم. اضافة لتحليله لتاريخ المنطقة ومحاولته فهم العربي هناك فالكاتب يقدم قراءة لاصول جماعات التمرد التي دخل البعض منها الى ساحة النزاع من اجل تصفية حسابات مع الحكومة وهي الجماعات الجهادية التي قاتلت في جنوب السودان لكنها لم تنل ثمار عملها. كتاب مهم على الاقل بالنسبة لنا وهو لا يدافع عن اي جهة ولكنه يقرأ الازمة في سياقها الدولي الحالي اي بعد الحرب الحرب الباردة والتغييرات التي حدثت على المفاهيم الدولية، فالعدل هنا انتقائي، اذ كيف تتم معاقبة دولة على مأساة فيما مارست دولة اخرى فظائع اخرى على قبائل اتشولي وحشرتهم في معسكرات اعتقال التي تظل اختراعا امريكيا اخترعه البيورتان ضد الهنود الحمر ثم استورد الى اوروبا كي يستخدمه الالمان في الحرب العالمية؟ كيف اذن ينجو نظام مارس المحتشدات على شعبه ويعاقب نظام آخر قام باقل مما قام به مع ان الجريمة تظل جريمة؟ اسئلة مهمة يطرحها هذا الكتاب.
    محمود ممداني محاضر في مفاهيم الحكومة واستاذ الانثروبولوجي في جامعة كولومبيا، ولد في يوغندا لعائلة من اصول هندية. وكتب العديد من الدراسات عن افريقيا بشكل يضعه في مركز مهم للحديث عنها وعن قضاياها، متزوج من المخرجة ميرا نير.

    Saviors and Saurvivors - Darfur, Poltics and the War in Terror
    by Mahmood Mamdani, Verso London / 2009



    منقول :



                  

العنوان الكاتب Date
ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) Faisal Al Zubeir11-02-09, 07:21 AM
  Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) Faisal Al Zubeir11-02-09, 07:26 AM
    Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) Faisal Al Zubeir11-02-09, 07:30 AM
      Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) Faisal Al Zubeir11-02-09, 07:32 AM
        Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) Faisal Al Zubeir11-02-09, 09:11 AM
        Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) Mohamed Yassin Khalifa11-02-09, 09:51 AM
          Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) wadalzain11-02-09, 10:53 AM
            Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) Faisal Al Zubeir11-02-09, 06:44 PM
              Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) عبداللطيف خليل محمد على11-02-09, 06:50 PM
              Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) عبداللطيف خليل محمد على11-02-09, 06:51 PM
                Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) Elmoiz Abunura11-02-09, 07:16 PM
                Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) دينا خالد11-02-09, 07:36 PM
                  Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) Muna Khugali11-02-09, 11:50 PM
                    Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) دينا خالد11-03-09, 07:34 AM
                      Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) دينا خالد11-03-09, 08:59 PM
                        Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) Khalid Kodi11-04-09, 00:44 AM
                          Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) Khalid Kodi11-04-09, 00:52 AM
                            Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) AnwarKing11-05-09, 07:36 PM
                    Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) دينا خالد11-03-09, 07:37 AM
                      Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) Faisal Al Zubeir11-04-09, 05:38 AM
  Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) ماجدة عوض خوجلى11-04-09, 01:23 PM
    Re: ندوة ممداني في الدوحة : قضية دارفور : رؤية للحل (صور) Faisal Al Zubeir11-04-09, 04:03 PM
      مَحْمُودٌ .. الكَذَّاب! // كمال الجزولي sultan11-04-09, 05:26 PM
        Re: مَحْمُودٌ .. الكَذَّاب! // كمال الجزولي دينا خالد11-05-09, 05:52 PM
          Re: مَحْمُودٌ .. الكَذَّاب! // كمال الجزولي دينا خالد11-09-09, 11:12 PM
            Re: مَحْمُودٌ .. الكَذَّاب! // كمال الجزولي بدر الدين الأمير11-10-09, 00:24 AM
              Re: مَحْمُودٌ .. الكَذَّاب! // كمال الجزولي Khalid Kodi11-10-09, 02:00 AM
                Re: مَحْمُودٌ .. الكَذَّاب! // كمال الجزولي Faisal Al Zubeir11-10-09, 07:40 AM
                  Re: مَحْمُودٌ .. الكَذَّاب! // كمال الجزولي Faisal Al Zubeir11-10-09, 07:44 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de