كتبت هذه المادة عقب فوز زميلنا في البورد حامد بدوي بشير بالجائزة، وبالتالي قبل رحيل المبدع الرمز (الطيب صالح)، جاءت دورة هذا العام إثر رحيل المبدع وقد بلغت (7) دورات، أعيد نشر هذه المادة هنا، وأحاول التفصيل والإضافة لبعض النقاط الواردة هنا، مستصحبا آراء المتداخلين الكرام، في سبيل تصور ما يمكن أن تلعبه هذه الجائزة مستقبلا نحو الأدب الروائي السوداني ــــــــــــــــــــــــ
حققت فكرة إنشاء جائزة تحمل اسم الكاتب الطيب صالح، بعد أن قصرت اليد عن تنفيذ مشروع (مركز ثقافي) بالخرطوم يحمل اسمه، إبان الإحتفال بسبعينيته في القاهرة، إنعاشاً ملحوظاً في ساحة النشاط الثقافي، وفي حقل الكتابة الروائية على وجه الخصوص، ومنذ إعلان الفائز بالجائزة في دورتها الأولى، يوم21 أكتوبر 2003م والتي نالها الحسن بكري عن روايته (المحارب القديم)، ونالها في دورتها الأخيرة يوم 21 أكتوبر 2007م حامد بدوي بشير عن روايته (مشروع إبراهيم الأسمر الروائي)، وقد سعت سكرتارية الجائزة إلى ترسيخ تقاليد معينة، تمنح (الجائزة) شخصيتها، بالإضافة إلى حيوية تضفيها على النشاط الثقافي بصورة عامة، حيث درجت على تنظيم أنشطة تسبق الإعلان عن الجائزة، كما درجت، منذ الدورة الأولى، على تنظيم فعاليات (المؤتمر العلمي للرواية السودانية)، كل ذلك أكسب (الجائزة) قدراً معقولاً من التدافع نحو المشاركة في أنشطتها بتقديم الأوراق النقدية والبحثية وخلافه؛ ولا نحسب النقد الذي كتب حول الجائزة ولجانها ومؤتمراتها وأنشطتها، منذ انطلاقتها، خصماً عليها بأية حال، فما هو دافع النقد إن لم يكن إثراء التجارب والمبادرات؟!.
لكن ثمة ملاحظات بطبيعة الحال، يمكن طرحها هنا، نحو أن تتحقَّق (الجائزة) في أشراط أكثر احترافية ربما، أو ربما نحو أن تُنجَز فعاليتها القصوى ويستفاد من قاعدتها المؤسسية التي تنطلق منها، ونحوه؛ وفي البال أن سكرتارية الجائزة تصدر كتاباً سنوياً هو العمل الروائي مستحق الجائزة، بصورة مشرفة، إخراجاً وتحريراً، وفاءً ببعض ما تعد به من مستحقات الفوز، لكن يلاحظ المتابع أن سكرتارية الجائزة تغفل البعد الإعلامي المصاحب لإعلان الجائزة إلى حد بعيد، نعم أخبار إعلان الجائزة وتغطيات المناسبة تنشرها الملفات الثقافية بالصحف (الخرطومية) وربما يحضر (التلفزيون) أو لا يحضر، وكذلك تحرص الصحافة الثقافية الخرطومية على تغطية الأنشطة المختلفة ما قبل وما بعد إعلان الجائزة، إنما لا يتعدى الأمر ذلك (قيد أنملة).
سكرتارية جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي، لا تطمح إلى الإستفادة من اسم الطيب صالح الكاتب العالمي المرموق، لاختراق (الميديا) الإقليمية والعالمية ثقافياً، ويمكنها ذلك إن أرادت، بابتداع الوسائل المختلفة للتواصل مع هذه (الميديا) وإبراز روائي سوداني جديد للعالم سنوياً، هو الفائز بالجائزة، وبمقدورها إن أرادت أن تصنع من مناسبة إعلان الفائز بالجائزة تظاهرة ثقافية وإعلامية كبرى، تتابع فعاليتها الصحافة الثقافية العربية والإفريقية، وتتناقل أخبارها القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية ذات الطابع الثقافي، ولا يكلف ذلك أكثر من وضع خطة متكاملة ومدروسة باستشارة ذوي الخبرة والدربة ممن هم بين ظهرانينا، إلى جانب الاستفادة من علاقات مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي وأصدقائه بالداخل والخارج، وهي تحقق بذلك حلماً ربما راود كل من طمح لأن تصدر روايته وهي تحمل اسم (جائزة الطيب صالح) من سارت بذكره الركبان.
يلاحظ المتابع أيضاً، أن سكرتارية الجائزة لم تكترث لأمر الترجمة باعتبارها حافزاً مصاحباً لنشر الرواية الفائزة، وهو حافز أيضاً لتنشيط حركة ترجمة الأدب السوداني المكتوب باللغة العربية وفتح كوة للوصول به إلى عتبات ومشارف أخرى، وأخيراً نلاحظ أن سكرتارية الجائزة أغفلت شأن أن تبني موقعاً إلكترونياً باسم الجائزة، على قاعدة معلومات يهم السكرتارية أن تتوافر، ومادة توافرت لها من (أوراق نقدية، محاضرات، مخطوطات أحرزت جوائز تقديرية، روايات حققت الجائزة وصدرت في كتب، معلومات عن الطيب صالح وسيرته الذاتية، معلومات عن المشاركين في كل دورة وقائمة بأسماء الفائزين،..).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة