!!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-24-2009, 05:55 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
!!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!!

    الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واتّبع هداه!
    الإخوة المطّلعين على هذا البوست من داخل المنبر العام أو خارجه:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    وكلُّ عامٍ وأنتم بخير!
    أمَّا بعد
    ...، فهذه دعوةٌ إلى رحلةٍ استكشافيّة، لعوالمنا الداخليَّة،
    نسبرُ أغوارها من خلال مِسبار "الغناء السُّودانيِّ" في فترةٍ تاريخيةٍ معيّنة!
    وكنت قد نشرت حلقتين من هذا الموضوع، عبر بوست "الشعبية"، وكذلك من خلال بوست "المتسلِّلين إلى فاس"،
    قبل أن أتشرّف بنيل عضويّة المنبر العام،
    والآن وقد تهيّأ لي ذلك بفضل الله -عزّ وجلّ-، ثم بفضل من له الفضل عليَّ من الإخوة الأعزّاء،
    أنتهز هذه الفرصة، لأُعيد نشر ما سبق من هذه الخواطر، ثمّ أستكمل بقيّتها، عبر هذا المنبر،
    ليُتاح لأكبر قدرٍ من الإخوة الأفاضل، والأساتذة المبدعين الاطّلاع على هذه التجربة،
    عسى أن أستفيد من تجاربهم، وأُغني بها تجربتي الخاصّة!
    والله الموفّق لما فيه الخير!

    ملحوظة:
    بإمكان الإخوة غير الأعضاء مراسلتي عبر إيميلي الخاص:
    [email protected]
                  

09-24-2009, 05:59 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: صلاح عباس فقير)

    أيُّها القارئ العزيز،
    أحيِّيك بتحية ملؤها الشَّوق والمودَّة,
    وأدعوك إلى أن تشاركني الغوصَ في أعماق تجربتي الذوقية لفنِّ الغناء,
    إذ ربما تجد فيها صدىً لتجربتك الذّاتيَّة،
    وعبر ذلك نُتيح لأنفسنا فرصةً ثمينةً لمراجعة رصيدنا الروحيِّ والوجدانيِّ، وهو أغلى ما نملك!
    وليكن ذلك في إطار القيم الإيمانيَّة والشَّرعيَّة التي نستظلُّ بها جميعاً.
                  

09-24-2009, 06:02 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: صلاح عباس فقير)

    لحظة صدق شعوري:
    "إن أنسَ ما أنسَى": ليلةً من ليالي الغربة (المغربيَّة),
    إذ "عربدت بي الأشواق", وهاجت في نفسيَ الرَّغبة, بلقاء الأهل والأحبَّة,
    وكان ذلك كلُّه على إيقاع النَّغمات الشَّجيَّة لأغنية (الحبِّ والظُّروف):
    قلنا ما ممكن تسافر ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍....
    وكانت لحظةَ صدق شعوريٍّ مُضمَّخٍ بالدُّموع,
    كنت بعدَها كلَّما أمعنت بالتَّفكير في مسألة (حكم الغناء في الإسلام)،
    فَرَضَتْ نفسَها عليَّ هذه التَّجربةُ الوجدانيَّة, باعتبارها شاهدَ صدقٍ،
    لا بدَّ من سماع شهادته عند إرادة النّظر في هذه القضيَّة.
    ولست أعني بذلك ما يجدُه السَّامع من نشوةٍ ولذَّةٍ حين السَّماع,
    ولكنِّي أعني ذلك المعنى الشُّعوريَّ العميق الذي أسال المدامع, وأثار الشَّوق والحنين ...
    ولستُ أدري: أكنت متَّبعاً في ذلك للهوى؟
    أم كنتُ صادقاً فيه، وأميناً مع نفسي؟
                  

09-24-2009, 06:04 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: صلاح عباس فقير)

    المغنى حياة الروح:
    إنَّ الغناء يحتلُّ في الحياة مساحة كبيرة, لا باعتباره وسيلة من وسائل الترويح عن النَّفس فقط,
    بل قد صار مأوىً وملاذاً للكثيرين، يغسلون به همومهم وغمومهم,
    ويشعرون عند سماعه وترديده بنشوةٍ ولذَّة لا يظفرون بهما في غيره, ما قد يُذكرك بالأغنية المصريَّة الشَّهيرة:
    المغنَى حياة الروح!
    ويُخامر المولَعينَ بالغناء شعورٌ عميق: أنَّهم لحظةَ السَّماع يكتشفون عوالمَ فريدةً,
    ويُدركون للحياة رؤيةً جديدة، لعلَّها ما كان يُدندِنُ حولها جبران خليل جبران في قصيدته التي مطلعها:
    اعطني النَّايَ وغنِّ فالغِنَا سرُّ الوجود
    أمَّا السَّبب الذي يُعطي للغناء في حياتنا هذه الأهميةَ الكبيرة،
    فيلوحُ لي أنّه يتمثّل في كون الموضوع المحوريَّ الذي تدور حوله كلماتُ معظم الأغاني هو الحبُّ.
                  

09-24-2009, 09:52 PM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: صلاح عباس فقير)

    يا ابو صلاح ... سلام من الله عليك


    وتقبل الله منــا ومنكم


    بجيـــك باكثر من رواقـــة ... بــس رحلة صغيرة


    تقبل تحايا كل الاهل والصحاب
                  

09-24-2009, 09:56 PM

عمران حسن صالح
<aعمران حسن صالح
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 10159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    حضور ...
    نسمعكـ للنهاية عشان أنا والله غُنانا ده ياهو الباقي لي من ريحة البلد وماسك فيهو قوي ..
                  

09-26-2009, 01:30 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: عمران حسن صالح)

    وما أدراك ما الحُبُّ:
    الحبُّ ذلكم المعنى الإنسانيُّ النَّبيل، الذي يُمكن تعريفُه بأنه: "عصيرٌ مشكل" من كلِّ المعاني والقيم الإنسانيَّة الرَّفيعة.
    وغالباً ما تنبني على "قاعدة الحبِّ" علاقةٌ عاطفيَّةٌ تجمع بين قلبي رجلين أو امرأتين أو رجلٍ وامرأة,
    وفي الغالب ينجذبُ المحبُّ إلى المحبوب لشعوره القويِّ بأنَّ القيم والمعانيَ المكنونةَ في قلبيهما متماثلةٌ,
    وأنَّهما قد خُلقا ليسيرا في طريقِ الحياة معاً, فيبدو الحبُّ في كنهه وكأنَّه ميثاقٌ ثنائيٌّ بين طرفيه،
    على أن يخوضا معركة الحياة متآزِرَين يعتمد كلٌّ منهما على الآخر.
    فالغناءُ -في نظري- يستمدُّ مكانته الكبيرة، من استناده إلى هذه العاطفة الإنسانيَّة النّبيلة.
    وإذا توجَّهنا بأبصارنا تلقاء السُّنَّة المطّهرة؛ فسوف نجد اهتماماً مباشراً بهذه العاطفة الكبيرة،
    فهاهو ذا الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- يتوجَّهُ بالنُّصح إلى مَن وقع في قلبه حبُّ أحدِ إخوانه: أن يُعبِّر لأخيه عن هذا الحبِّ ولا يكتمُه!
    بل، فلنذكر في هذا السِّياق أشهر قصَّة حبٍّ شهدها العهد النَّبوّيُّ،
    وهي قصّة حبِّ مُغيثٍ لبَريرةَ، فها هو ذا مُغيثٌ بعد طلاقه من بريرة، يمشي خلفها، ودموعُه تجري على خدَّيه،
    الأمرُ الّذي تعجّبَ له رسولُ الله –صلَّى الله عليه وسلَّم-، فقال لعمه: "يا عبَّاس، ألا تعجبُ من حبِّ مغيثٍ بريرةَ، ومن بغضها له"،
    إذن فقد كان حبّاً من طرفٍ واحد، ولم يجد الرَّسولُ الأكرم غضاضةً في أن يتّخذ موقفاً إيجابيّاً في هذه العلاقة العاطفيّة،
    فتوجّهَ لبريرة قائلاً: "لو راجَعتيه!"، فقالت: أتأمُرني!؟ قال: "لا، إنَّما أشفع"، فقالت: لا حاجةَ لي به!
    فهل كانَ الشَّاعر والمغنّي الشّعبيّ، في قولهما:
    الحبّ أنا ما بديتُه!
    الحبّ من زمن الصَّحابة يا بَلال!

    هل كانا يُحيطانِ علماً بهذا المعنى، أم أنَّها فقط مناسبة القافية؟
    وعموماً نجد هذا الاهتمام بعاطفة الحبّ، قد تعمّقَ لدى صفوةٍ من العلماء،
    فكتبوا فيه واستقصَوا أحواله ودرسوه باعتباره ظاهرةً إنسانيّة،
    وعلى رأس هؤلاء يأتي ابن حزم الأندلسيِّ، في كتابه الشّهير: (طوق الحمامة في الأُلفة والأُلَّاف)،
    ثمّ ابن قيم الجوزية، في كتابه: (روضة المحبين ونزهة المشتاقين)،
    وكذلك في بعض فصول كتابه: (الجواب الكافي لمن سأل عن الدّواء الشّافي).
                  

09-26-2009, 01:38 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: صلاح عباس فقير)

    كتاب الغناء في السودان:

    ولو أنَّنا تصفَّحنا "كتاب الغناء في السودان"؛ لرأيناه موسوعةً جامعةً،
    قد تناول بين دِفَّتَيه مختلفَ جوانبِ هذه التَّجربة العاطفيَّة ومراحلها,
    وما يحدُث فيها من مواقف، وما يحيط بها من آمال وطموحات ومشاعر وأحزان وهموم.

    تجارب عاطفيَّة صادقة:
    فمن نماذج الأغنيات السُّودانيَّة المُعبِّرة التي لامست بصدق كلماتِها وعذوبة أدائها منابعَ الإحساس الفطريِّ في الإنسان,
    نذكرُ أغنية "زاد الشجون" لفضل الله محمد ومحمد الأمين، التي يُطلق عليها البعض اسم "الملحمة العاطفيَّة":

    ومن بعد فرقتنا ديك مين كان بيفتكرك تعود
    كنتَ بحتاج ليك بشدَّة وانتَ عنِّي بعيد .....كنتَ....

    نعم, فالشعور بالحاجة إلى المحبوب هو أبرز سمات المحبَّة وأعمقها: كلماتٌ بسيطة, لكنها تمسُّ في الوجدان أوتاراً عميقة.
    ومن ذلك كذلك كلُّ أغنيات الثُّنائيِّ وردي وإسماعيل حسن, أو أغنيات وردي قبل أن يزُجَّ بنفسه في "مرحلة تسييس الوجدان",
    وردي الود والمستحيل والطير المهاجر:

    ورحلة عصافير الخريف في موسم الشَّوق الحلو
    هيَّج رحيلها مع الغروب إحساسْ غلبني اتحمَّلو

    و أول غرام يا أجمل هدية
    يا أنبل مودة
    يا نور عينيَّ!

    ومحفورٌ في ذواكر العُشَّاق ويجري في دمائهم ما أبدعه الثُّنائي بازرعة وعثمان حسين من أغانٍ عاطفيّة،
    في تجربتهما الطّويلة التي اكتشفا في نهايتها "الحقيقةَ":

    لكن حنانك ليَّ، أو حتّى مشاعرك نحوي:
    ما كانت حقيقة!!!
    كانت وهم!!
    كانت دموع مسفوحة بي أحرف رقيقة!

    هذه بعض نماذج من الأغاني التي تحكي عن تجارب إنسانية عاطفيَّة صادقة, وغيرُها كثيرٌ من الرَّوائع,
    لكنِّي أقف خاصَّةً عند أنموذجٍ أعتقدُ أنَّه أكثرُ ارتقاءً وإبداعاً وسموَّاً:

    (عدل بواسطة صلاح عباس فقير on 09-26-2009, 09:45 AM)

                  

09-26-2009, 09:57 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: صلاح عباس فقير)

    أغنية الصباح الجديد:

    إنَّه النَّموذج الذي جمع بين شاعر تونس الكبير أبي القاسم الشابي والفنان حمد الرَّيَّح,
    فكانت ثمرته أغنيةَ "الصَّباح الجديد".
    تستند معاني هذه الأغنية إلى فكرةٍ إنسانيَّة: عميقة وواقعية، في آنٍ واحد:
    وهي فكرة "أنَّ كلَّ إنسانٍ يحتمل في صدره قيماً ومُثُلاً عظيمة, يُحاول كلَّ جهده أن يُحقِّقَها عبرَ مراحل حياته".
    ففي هذه الأغنية، يغمسُ الشابي ريشتهُ في رحيق ليل المعاناة، المُرافق لمسيرة حياته،
    مُسطّراً بمداده "الُبُشرى" بشروق شمسِ "الصّباح الجديد":

    اسكني يا جراح واسكتي يا شجون
    مات عهدُ النَّواح وزمانُ الجنون
    وأطلَّ الصَّباح من وراء القرون


    ثم يُشير الشابِّي إلى المعاني والقيم التي جعلته، والتي تجعلُ كلَّ إنسانٍ يتطلّع لهذا الصباح المُفعم بالحياة، قائلاً:

    في فؤادي الرَّحيب معبدٌ للجمال
    شيَّدته الحياة في الرُّؤى والخيال
    إنَّ سحر الحياة خالدٌ لا يزول
    فعلام الشُّكاء من ظلامٍ يحول


    ثم بهذا الصَّدر المنشرح, المغمور بالنَّشوة، يُودِّع حياته السَّابقة التي عاشها بعيداً عن تلك القيم الرَّفيعة،
    يودّعها وهو يلبّي ذلكم النداء:

    من وراء الظَّلام وهدير المياه
    قد دعاني الصَّباح وربيعُ الحياة
    يَا لهُ من دعاءٍ هزَّ قلبي صداه
    لم يعُد لي بقاء فوق هذي البقاع


    فها هو ذا يقف مودّعاً تلك البقاع، وهو يبثُّها زفراته الأخيرة، قائلاً:

    فالوداع الوداع الوداع
    يا جبالَ الهموم
    يا هضابَ الأسى
    يا فجاجَ الجحيم


    وحقَّاً ذلك التَّمزُّقُ النَّفسيُّ الشُّعوريُّ الذي يعيشه الإنسان, بعيداً عن القيم الرَّفيعة والمثل العليا التي جعلها اللهُ فطرةً في سويداء الضَّمير,
    هو زفَراتٌ حرَّى من الجحيم، ويُوشك أن تقودَ صاحبَها إليه.
    ثم يُعلن الشابي انعتاقه وتحرُّره من أغلال هذه المرحلة, وابتداء مرحلة تاريخيَّة جديدة من عمره:

    قد جرى زورقي في الخِضمِّ العظيم
    ونشرتُ القلاع فالوداع الوداع الوداع


    أغنيةٌ تحكي على مستوى العاطفة والشُّعور مسيرةً إنسانيَّةً ظافرةً,
    يطمحُ كلُّ إنسانٍ ينبضُ قلبه بالحياة إلى أن يُحقِّقها على مستوى الواقع،
    ومن خلال هذا الجهد النَّبيل الّذي يبذُله الإنسانُ لتحقيق هذه القيم، تنمو شخصيّته ويتكامل وجوده الإنسانيّ،
    ويكتشف في نفسه منجماً زاخراً بالقدرات والإمكانات،
    وبهذا الجهد النّبيل يكون للحياة رونقٌ وبهاء، يجعلانها رغم كلِّ ضروب الإحباط، ساحةً للعمل والجهاد والعبادة ...
                  

09-27-2009, 07:37 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: صلاح عباس فقير)

    بدر الدين إسحاق
    حُيّيت من أخٍ عزيز!
    وفي انتظار عودتك!
    عسى أن نستعيد ألق لحظات التّفكّر الجميلة!
                  

09-27-2009, 07:43 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote: حضور ...
    نسمعكـ للنهاية عشان أنا والله غُنانا ده ياهو الباقي لي من ريحة البلد وماسك فيهو قوي ..

    الِأخ عمران حسن صالح
    والله يُشرفني حضورك، وتشرفني متابعتك!
    ولا شك أنك بما عندك من ولع ولوعة ستستطيع رفد البوست بكلّ ما يغنيه!
    وهو في النهاية كما قلت تعبير عن تجربة ذوقية ذاتية!
    وزي ما تقول رؤيا نفسية أو شعورية!
    ومحاولة لرصدها..
    أرجو أن لا تنتظرني حتى أنتهي، محتاج دعمك في الطريق!
                  

09-27-2009, 11:22 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: صلاح عباس فقير)

    الإيمانُ والحبّ:

    تلك بعضُ نماذجَ من التَّجارب الصَّادقة, التي أعتقدُ أنَّها تتوافق في جوهرها مع القيم الشَّرعيَّة,
    بل ربَّما يستطيعُ الكثيرون ممَّن تذوَّقوا تجربة الإيمان، ونهلوا من معين الحبِّ:
    أن يُعبِّروا لنا عن خلاصة هذه التَّجربة المزدوجة متمثِّلةً في هذه الحقيقة:
    أنَّ عاطفة الحب, وعاطفة الإيمان بالله، صنوان:
    فمنبعُهما واحدٌ: هو القلب,
    وأثرُهما واحد: هو الارتقاء بمشاعر الإنسان والسُّموّ بها إلى مراتبَ رفيعةٍ من الوعي والإدراك والشَّفافيَّة,
    بل هما لِمَن ذاقَهُما شيءٌ واحد:
    فليس الإيمانُ "مقولاتٍ لاهوتيَّة باردة", وليس الحبُّ مجرد عاطفة رومانسيَّة محلِّقة في الخيال.
    بل الإيمان في حقيقته: هو الحبُّ، وقد فاض عن قلوب العباد متوجِّهاً إلى الله الجليل الرَّحيم الجميل،
    ومن ثمَّ إلى أيٍٍّّ ممّن خلق، أو ممّا خلق!
    كما أنَّ الحب في حقيقته: رصيدُ الإيمان المكنون في قلوب العباد فطرةً وخِلقة,
    والذي يَظهر عندما تستثيرُه وتقدحُ زناده شتَّى المثيرات الاجتماعيَّة والطبيعيَّة،
    ألم تلحظ إلى تلك الحالة العاطفية الاستثنائية التي تغمرُك عندما تنخرطُ في البكاء حزناً على فقيدٍ عزيزٍ!؟
    والإسلامُ إنما يُريد أن يرقَى بحياتنا ومشاعرنا, ويوجِّهَها إلى صراط مستقيم،
    من خلاله يُحققُ الإنسانُ كلَّ ما يصبو إليه من سعادة روحية وجسدية, معنوية وحسية,
    إنَّه لا يقمع مشاعر الإنسان وطاقاته الفطرية, كلا ولا يكبتها،
    بل يوجِّهها وينظِّمُها ويوظِّفُها حتى تكون متوازنةً منضبطةً في ممارستها وفي التَّعبير عنها.
    هذا هو الإسلام، الّذي شَوَّهَتْ صفاءَ رؤيته أيّما تشويهٍ: الرؤى الحزبيةُ ذات الأفق الضيّق!
                  

09-30-2009, 09:30 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: صلاح عباس فقير)

    الأماني العذبة:

    عزيزي القارئ،
    لقد قلت في إطار التّنويه بأغنية "الصباح الجديد" أنّها:
    "أغنيةٌ تحكي على مستوى العاطفة والشُّعور مسيرةً إنسانيَّةً ظافرةً,
    يطمحُ كلُّ إنسانٍ ينبضُ قلبُهُ بالحياة إلى أن يُحقِّقها على مستوى الواقع،
    ومن خلال ذلك تنمو شخصيّتُه ويتكامل وجوده الإنسانيّ،
    ويكتشفُ في نفسه منجماً زاخراً بالقدرات والإمكانات.
    وبمثل هذا الجهدِ النّبيل يكون للحياة رونقٌ وبهاء،
    يجعلانها رغم كلِّ ضروب الإحباط، ساحةً للعمل والجهاد والعبادة ...".
    ولقد كان للأغنيات الجميلة دورٌ لا يُنكر في التّنويه بهذه الفكرة المحوريَّة،
    فبالإضافة إلى أغنية "الصباح الجديد" كانت هناك أُغنيةُ "الأماني العذبة"
    الّتي استثارَ بها كلٌّ من الشّاعر محمد علي أبو قطاطي والفنّان خليل إسماعيل،
    ذلكم الينبوع العاطفيّ الكبير، الّذي يموج في صدور كلِّ التّائقين لتحقيق أهدافٍ إنسانية كبيرةٍ في حياتهم:

    الأماني العذبة تتراقص حِيَالي
    والأمل بسّام يداعب في خيالي
    حُلمي بكرة، وذكرى أيَّامي الخوالي
    بكرة تتحقّق أماني
    والفؤاد يرتاح ويتبسَّم زماني


    ورغم أنّ هذه الأماني أو المعاني في الواقع تلعب دور المحرّك للنّشاط الإنسانيّ،
    إلا أنّها لا تخلو من غموض، إذ تبدو للإنسان وهو في بواكير حياته وأولى مراحل الوعي بذاته،
    كالحُلم الهائم الكبير، الّذي يسعى لتحقيقه، وهو يخوض "معركة الحياة" بكلّ عنفوانها،
    مستهدفاً إثبات ذاته ووجوده في إطار مجتمعه الصَّغير،
    ويقيني أنّ هاشم صديق في الأغنية التي غنّاها له ابنُ البادية:

    عايز أكون
    عايز أكون بهجة ومسرة
    فى دروب البائسين
    ...
    عايز أكون أنا صدر حاني
    أبقى للمجروح طبيب
    أحضن الهايم مشرد
    واحضن العايش غريب
    واحضن الطفل اليتيم
    وابقى زى الأم حبيب
    ابقى فى عيونه ابتسامه
    وابقى فى ثغره الحليب


    كان يُحاول رسم بعض ملامح ذلك الحلم أو الطّموح الإنساني،
    بما أورده من إشاراتٍ حسية تُشير إلى كُنه تلك الأماني والمعاني،
    أو إلى حقيقةِ تلك المسيرة الإنسانية الظافرة، التي تعلّق بها الشَّابِّيّ،
    إنّها رغبةٌ في البذل والعطاء الإنسانيّ،
    إنه نزوعٌ إلى الاستعلاء على النّزعات الفرديّة والأنانية،
    إنه إثباتُ الذّات الإنسانية، لكن من خلال إفنائها جهاداً نبيلاً،
    من أجل تحقيق القيم الإنسانية الرفيعة!
    ثم في "أكتوبر الأخضر" نجد محمد المكي إبراهيم ومحمد وردي،
    يعملانِ على تحقيق ذات الرؤية الإنسانية الحُبلى بالإنجازات الكبيرة،
    لكن على صعيد الوعي الجمعيِّ هذه المرّة، فيقولان:

    كان أكتوبر في أمّتنا منذ الأزل
    كانَ خلف الصّبر والأحزان يحيا
    صامداً منتصراً


    نعم، إنّه مشروع التّغيير الإنسانيّ الكبير نفسِه، مجسّداً على صعيد وعي الأمّة كلها،
    وهي تحلُم بعطاءٍ أكتوبريٍّ غيداق!

    كان أكتوبر في أمّتنا منذ الأزل!

    عبارةٌ مكتنزة بالمعاني والرؤى العميقة، وبعاطفةٍ فيّاضة يلمسُها من عاش أيام أكتوبر، أو أيام الانتفاضة،
    ورأى كيف "سالت مشاعرُ الناس جداولَ" من المحبّة والطّيبة والتّوق إلى عالمٍ مزدانٍ بالقيم الإنسانية الرفيعة!
    ولكن!
    ...

    (عدل بواسطة صلاح عباس فقير on 09-30-2009, 09:40 PM)

                  

09-30-2009, 09:41 PM

عبدالوهاب علي الحاج
<aعبدالوهاب علي الحاج
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 10548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: صلاح عباس فقير)

    اخي صلاح
    حياك الله
    حضور ومتابعة
                  

10-01-2009, 08:47 AM

وليد عبد اللطيف
<aوليد عبد اللطيف
تاريخ التسجيل: 08-09-2009
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: عبدالوهاب علي الحاج)

    الاخ صلاح عباس
    ونواصل ما تم بدايته في بوست الشعبية
    متابعنك وبننهل من ابداعاتك







    بوست موفق
                  

10-01-2009, 10:12 AM

Fadl Karrar
<aFadl Karrar
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 1904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: وليد عبد اللطيف)

    ما مات من في الزمان أحب
    وما فات من غردا
                  

10-05-2009, 04:10 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !!! خواطــر حول: (الحُبِّ) والإيمان و(الغناء) والقرآن !!! (Re: Fadl Karrar)

    ولكن!

    إحباطٌ مُدوٍّ!

    فنحن نعلم أنّ "أكتوبر" قد وُئدَ كما وُئدت من بعده الانتفاضة!
    وقبل ذلك: وُئدتِ تلك الآمالُ الكبيرةُ، الّتي طالما أسالت المدامع!
    نعم، وفي ظلّ مجتمعٍ رأسماليٍّ، تسود فيه القيم المادية،
    استحالت تلك الأمنياتُ العذبة في صدورنا إلى مجرّد تطلُّع لإحراز (لقبٍ اجتماعيٍّ مرموق):
    أستاذ أو باشمهندس أو دكتور أو... أو حتّى أبو شنب (هههههههههه)!
    المُهم أن تثبت وجودك في المجتمع.
    فذلك يكفي في سدّ الجوعة المعنويّة!
    أمّا وشوشاتُ الضمير ونداءاتُ أعماقه البعيدة،
    فستستحيل إلى آهاتٍ عميقة تحكي آلام الفشل الذّريع،
    ولسوف تُمجِّدُها وتُحيي ذكراها أغنياتٌ حزينة:

    وذكرياتنا مهما كانت برضو ترديده بألم
    كيف بدت كيف انتهت واتبدّدت قُبَّال أوانها
    وكيف أمانينا الجميلة حلّت الآهات مكانها


    وكأنّي بخليل فرح، يختصر هذه المعاني في كلماتٍ قلائل:

    في سموم الصيف لاح له بارق
    لم يزل يرتاد المشارق
    كان مع الأحباب نجمه شارق
    ماله والأفلاك في الظلام!؟


    وكأنّ سيف الدين الدسوقي وإبراهيم عوض، في رائعتهما "المصير"،
    إنّما يسجلان اللحظات التاريخية التي حدث عندها ذلك الانكسار:

    ليه بنهرب من مصيرنا، ونقضى أيامنا في عذاب!؟
    ........................
    كنا فى ماضينا قوة تتحدى الصعاب!
    نقطع الليل المخيم ونمشى فى القفر اليباب!
    كنا للناس رمز طيبة وكنا عنوان الشباب!


    ورغم ما في الأغنية من روح التفاؤل المخيّم، لكنّ آهاتِ إبراهيم عوض،
    المنبعثة من أدائه الصَّادق، تكشف عن النّتيجة المأساويّة التي انتهى إليها ذلك الحبُّ،
    وذلك المشروع الّذي كان يحمله الحبيبان!
    لقد كان فشلاً ذريعاً وإحباطاً مدوِّياً، سُمعت أصداؤه في طوايا الأنفس وأعماقها البعيدة،
    كما تردّدت أصداؤه في أركان نظامنا السياسي والاجتماعيّ،
    ليلحقَ جيلُنا بجيل الدكتور منصور خالد وصفوتِهِ التي أدمنت الفشل،
    والتي بعد بضع سنواتٍ من ثورة أكتوبر الشّعبية قامت بصناعة نظام مايو 1969م،
    ثمّ بعد بضع سنواتٍ من انتفاضة مارس أبريل، قامت بصناعة نظام يونيو 1989م.
    فالفشل هو الثمرةُ الطبيعية والحصاد المرّ، الّذي نجنيه في غياب ثقافة حيَّة،
    تستوعبُ تلك الطاقة الإنسانية الفطرية،
    وتوظّف العلوم والتجارب الإنسانية المعاصرة، لخدمة الإنسان فرداً أو مجتمعاً!

    (عدل بواسطة صلاح عباس فقير on 10-08-2009, 08:45 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de