ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 00:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-10-2009, 04:56 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ (Re: Shihab Karrar)

    تحياتي شهاب

    سبق لي أن ترجمت ووضعت هذا المقال في بوست منفصل ولكنه اختفى من الارشيف لذلك اسمح لي أن اعيد وضعه هنا:


    الداروينية : نظرية متهالكة ـ لويد باي

    بعد ان كتبت أول مقالاتي لمجلة نكسس في متصف سنة 2002 انهالت علي رسائل البريد الالكتروني (قارب عددها المائتين) من مختلف انحاء العالم بعضها يقدم لي التهاني (وانا ممتن لذلك بالطبع) والعديد الأخر يطلب المزيد من المعلومات أو نظرات أعمق لأجزاء تمت مناقشتها أو أجزاء أخرى لم تتم مناقشتها.

    يجب أن نواجه الأمر: الجميع تقريبا مهتمون بالداروينية ونظرية الخلق ونظرية التصميم الذكي والطفل الجديد في المدينة: نظرية التدخل interventionism.
    بسسبب العائق المتمثل في طول هذا المقال يجب أن يكون من جزئين. هنا في الجزء الأول فسوف أتطرق للنقاط الأساسية المعروفة حاليا عن أصل الحياة على كوكب الأرض. ولاحقا في الجزء الثاني سوف أناقش ما هو معروف وما يمكن استخلاصه بأمان عن أصل البشر.

    نبدأ بأن نتفهم حقيقة أن تشارلز داروين كان يقف على منحدر زلق جدا عندما كان يحاول تفسير شئ معقد من الناحية الكيميائية والبيولوجية كمثل التولد التلقائي لأبسط أنواع الكائنات الحية من الجزيئات العضوية والمركبات التي كانت متوفرة في البيئة. وحيث أن ذلك الجزء من نظرية داروين كان دائما واضح الزيف فإن الداروينيين المحدثين يتلقون الضربات الموجعة في جهته من جميع خصومهم بما في ذلك أمثالي ، بحيث أن النتيجة النهائية لكل ذلك هي أن صرح السلطوية الذي تواروا فيه لأكثر من مائة وأربعين عاما يتهاوى تحت وطأة الهجوم.

    تخيل إحدى قلاع العصور الوسطى يتم دكها بأحجار هائلة تلقي بها منجنيقات بدائية ولكنها فعالة عندما تكون مجتمعة. الداروينية ( وجميع الدلالات الأخرى التي يشير إليها ذلك المصطلح مثل الانتخاب الطبيعي والتطور وبقاء الأصلح والتوازن المبعثر الخ..) هي القلعة. الداروينيون يحتشدون في ذروة القلعة بينما الأحجار تفعل فعلها. أنصار التصميم الذكي يقذفون الأحجار مسببين الضرر الأكبر في حين أن أنصار نظرية الخلق بالمقارنة يقومون باستخدام المقاليع من جانب أنصار قليلين. أنصار نظرية التدخل (مثلي أنا) يطلقون سهما صائب التسديد من حين لآخر في حين لا يتنبه لنا أحد، حتى الآن.

    تذكروا أن السهم الصائب التسديد (أو الذي يحالفه الحظ ـ في كل الأحوال المثل هو للتوضيح) قد قتل البطل الإغريقي أخيل. الداروينية لها كعوب أيضا.
    الحياة أو شئ يشبهها
    أيام تشارلز داروين لم يكن هناك شئ معروف عن الحياة على مستوى الخلايا ، كان البروتوبلازم هو أصغر وحدة مفهومة لهم. رغم ذلك فإن نظرية داروين المتعلقة بالانتخاب الطبيعي قالت بأن جميع الحياة، كل كائن حي معروف يومها أو سيتم اكتشافه في المستقبل ـ يخضع من ميلاده حتى وفاته لـ "قوانين طبيعية" يمكن تعريفها وتحليلها. هذا بالطبع يشمل أصل الحياة. اقترح داروين أن الحياة قامت بتجميع نفسها بنفسها من أجزاء متناثرة متواجدة في "بركة دافئة" ما عندما برد الكوكب بدرجة كافية تجعل من مثل ذلك التجميع ممكنا. لاحقا تم إدراك أنه من غير المحتمل تكون أي شئ (سواء ببطء أو بغيره) في محيط ساكن لذلك تم اضافة عامل مساعد: الصاعقة.

    عبر التاريخ وحتى لحظتنا هذه اضطر العلماء لقضاء حياتهم العملية وإله أنصار نظرية الخلق يحلق فوق كل حركة يقومون بها وفوق كل خطأ يرتكبونه وكل هفوة في الحكم على شئ. وكل خطيئة شخصية. لذلك عندما يواجهون شيئا لايمكن شرحه بالمصطلحات العقلانية يكون الخيار الوحيد هو أن "الله فعل ذلك" وذلك شئ غير مقبول بالنسبة لهم. لذلك فهم مضطرون بسبب ضغط أنصار نظرية الخلق الذي لا يرحم للأتيان بإجابات تجعل من كل شئ مهما كان عبثيا شيئا طبيعيا. كان ذلك دافعهم للإتيان بنظرية أن صاعقة يمكن أن تيصيب عددا لايحصى من الجزيئات العشوائية في بركة دافئة وتحولها بطريقة ما للكائن الحي الأول. أي افتراض أنه يمكن للقوى "الطبيعية الحيوية والكيميائية والكهرومغناطيسية التجمع معا بطريقة سحرية ومن ثم : أنظرو! حدث شبيه بمعجزة

    لا حاجة بنا لأن نذكر أنه لا يوجد أي دارويني يقبل بمصطلحات مثل "سحر" أو "معجزة" والتي هي مماثلة للاتفاق مع حجة أنصار نظرية الخلق التي تقول "الله فعل ذلك". لكن في دخيلة نفسه فإن أشد الداروينين تعصبا لابد وأنه يشك في أن حجة البركة الدافئة تلك هي حجة عبثية.

    وحين بدأ المزيد والمزيد يتكشف عن التعقيد المذهل للعقول للبنية الخلوية والكيمياء، لم يعد هناك شك. لا يزال مثال فريد هويل اللاذع قائما: إن احتمالية حدوث ذلك هي كمثل احتمالية أن يقوم اعصار باجتياح ساحة تخزين خردة ويقوم بتركيب طائرة نفاثة مما فيها من قطع.

    لسوء الحظ حلت البركة الدافئة محل " الله فعل ذلك" ومع ذلك رغم علم الداروينيين بخطأ ذلك فقد تشبثوابها، وصرحوا بها ودرسوها. في العديد من مناطق العالم بما في ذلك الولايات المتحدة لا تزال يتم تدريسها.
    أسخن من أن يمكن تناولها باليد
    المطب الضخم التالي في طريق الداروينية نحو استحكاماتها أتى عندما علموا أنه توجد في مناطق معينة من العالم بقايا لما يجب ان يكون أول قطع تكونت من قشرة الأرض. شرائح الصخور القديمة هذه تسمى الكراتون cratons وقصة بقائها طيلة أربعة بليون سنة هي معجزة في حد ذاتها. ولكن الشئ الأشد إاعجازا فيها هي أنها تحتوي على متحجرات بكتيريا بدائية. نعم بكتيريا محفوظة في صخور كراتونية عمرها أربعة بليون سنة, إذا لم تكن تلك بدائية فماذا يكون بدائيا ؟ في كل الأحوال فهي قد شكلت للداروينيين عقدة محرجة.

    إذا كانت الأرض قد بدأت في التجمع من داخل سحابة الغبار والغاز التي تشكلت منها المجموعة الشمسية قبل أربعة ونصف بليون سنة مضت (والتي كانت حينها حقيقة مؤكدة بشكل ثابت)، فإنه قبل أربعة بليون سنة مضت لابد أن الكوكب الأولي كان عبارة عن كرة مضطربة من المادةالمنصهرة التي تكون الصخور والتي كانت في حالة تبريد. لن تظهر برك دافئة على الأرض إلا بعد بليون سنة من ذلك على الأقل. إذن كيف يمكن مصالحة ما حدث في الواقع مع خيال البركة الدافئة؟

    لايمكن مصالحتهما أبدا، لذلك تم تجاهل الأمر من جانب جميع الاختصاصيين الذين توجب عليهم التعامل مع تلك الحقائق بشكل يومي. وأتخذ كل دراويني وضعية قردية "لا تنظر لما هو سئ ولا تتكلم بما هو سئ ولا تسمع ما هو سئ". إذا قلنا أنهم كتموا المعلومات الجديدة الضارة بهم نكون مخطئين، أما إذا قلنا أنه لم يتم إبرازها في الإعلام لاستهلاك الجماهير فذلك صحيح.

    واصبحت تلك هي الطريقة التي يتعامل بها الداروينيون مع كل التحديات التي تواجه نظرياتهم المفضلة: إدا لم يعد بوسعهم الدفاع عن إحداها فهم يكفون عن الحديث عنها أو يتحدثون عنها بأقل ما يمكن. وإذا تم اجبارهم على الكلام عنها فهم دائما يحاولون "قتل الرسول" عن طريق الطعن في مؤهلات أي منتقد. وإذا كان المنتقد يفتقد لمؤهلات أكاديمية كالتي يحملونها فإنه يتم تجاهله على أساس أنه ليس سوى دجال. وإذا كان المنتقد مؤهلا مثلهم فهم يدمغونه بأنه يؤيد نظرية الخلق سرا ويتجاهلونه. لا يستطيع أي عالم ذو انجازات أن يتحدث علنا وجهرا ضد العقيدة الداروينية دون أن يدفع ثمنا باهظا. ذلك هو السبب والكيفية التي أمكن بها اخضاع أناس هم في العادة ذوي ضمير حي وتم تكميم أفواههم في مواجهة تشويه هائل للحقيقة.
    ولولا وجود تلك النمظومة من الرقابة التي لا ترحم لكانت عثرة الداروينية التي تلت ذلك تحتل موضع الصدارة في عناوين الأخبار في مختلف أنحاء العالم على أساس أنها النهاية الأخيرة والحتمية لفكرة أن الحياة قامت بتجميع نفسها بنفسها. إنهم لا يستطيعون حتى أن يكونوا متأكدين أن ذلك تم في كوكب الأرض.
    عصفورين بحجر:
    الهيكل الضخم لعقيدة أصل الحياة الداروينية بني على أساس أنه يجب أن يكون هناك أصل واحد لكل الحياة. عندما أصابت الصاعقة المزعومة البركة الدافئة المثالية المختلقة فإنها خلقت كائنا واحدا فقط. لكن ذلك لم يكن كائنا عاديا: فقد أتت معه القدرة المتعددة على أخذ الغذاء من محيطه وخلق طاقة من ذلك الغذاء وطرد المخلفات الناجمة عن استخدام تلك الطاقة و اضافة لذلك (وكأن تلك القدرة تم منحها استدراكا) القدرة على التكاثر لما لانهاية بحيث ان واحدا من من أعضاء الملايين من أجياله اللاحقة يجلس الأن هنا ويقرأ هذه الكلمات. لاتوجد معجزة في ذلك كل ما في الأمر أنه حظ جيد وهائل بدرجة لانهائية!
    كان ذلك هو إنجيل الداروينية الذي كان يتم الوعظ به والاعتقاد فيه إلى أن تم العثور على متحجرات البكتيريا في صخور الكراتون. كان اكتشفها مقلقا للداروينية ولكن لم يسدد لها الضربة القاضية. توجب عليهم الاعتراف (فيما بينهم بالطبع) أن أول شكل من أشكال الحياة لم يقم بتجميع نفسه داخل بركة دافئة ولكن اجزاءه تجمعت بصورة ما لأن كل متحجرة قديمة من أبنائه كانت بكتيريا أحادية الخلية ليس لها نواة (بروكاريوت prokaryotes ). البروكاريوت سبقت البكتيريا أحادية الخلية ذات النواة المعروفة بالـ "ايوكاريوت" eukaryotes التي ظهرت بعد الأولى بزمن طويل. لذلك كان الموقف بعد اكتشاف الكراتون لايزال ضمن حدود الداروينية. بغض النظر عن الكيفية التي أتى بها أول شكل من أشكال الحياة للوجود فقد كان وحدة واحدة ليس لها نواة وهو أمر متوجب لأن أبسط نواة ستكون "معقدة بدرجة لايمكن تبسيطها" (تلك عبارة يحب أنصار نظرية الخلق استخدامها) بحيث لايمكن لصاعقة أصابت ساحة تخزين خردة البركة دافئة تجميعها منها. لذلك ظل الداروينيون حتى تلك المرحلة في موقف قوي.

    لكن في متصف الثمانينات أذهل عالم الأحياء كارل وويس Carl Woese زملائه باكتشاف حطم ما سبقه: لم يكن هناك فقط المصدر الأول الواحد المتنبأ به لكل الحياة بل كان هناك اثنان: نوعان من البكتريا البروكاريوتية متميزان كتميز البرتقال عن التفاح والقطط والكلاب والخيول والأبقار، شكلين متميزين من أشكال الحياة حيين وسليمين على الكوكب قبل أربعة بليون سنة. لايوجد خطأ في ذلك. لا يمكن دحض ذلك. لايمكن سوى اجتياز تلك العقبة أو التعامل معها.
    ولكن كيف؟ كيف يمكن تفسير نشوء نوعين من الحياة في بيئة تجعل جهنم تبدو كمنتجع صيفي؟ بيئة لا يوجد فيها شئ سوى الحمم المتدفقة حيثما توجه النظر، كيف يمكن تفسير ذلك بمصطلحات ما هو طبيعي؟ بل كيف يمكن تفسير ذلك بأية مصطلحات بخلاف تلك التي هي غير مقبولة اطلاقا؟ الحياة بكل ما فيها من لغز محير بدا واضحا أنه تم زرعها في كوكب الأرض.

    الـ "بانسبيرميا" ترفع رأسها القبيح
    البانسبيرميا هي الفكرة التي تقول بأن الحياة أتت لكوكب الأرض من مكان ما خارج الكوكب وربما خارج المجموعة الشمسية. وسيلة ايصالها تنقسم لجزئين محتملين: الموجهة وغير الموجهة.

    البانسبيرميا غير الموجهة تعني أن كل الحياة أتت إلى هناعن طريق الصدفة البحتة عن طريق نيزك أو مذنب. بعض العلماء يفضلون المذنبات كناقل أساسي لأنها تحتوي على ثلج ممزوج بالغبار (كثيرا ما توصف المذنبات بأنها كرات ثلج متسخ) والحياة من الأكثر احتمالا انها بدأت في الماء واحتمالية قدرتها على البقاء وهي في حالة تجمد في رحلتها الفضائية كبيرة. بعض العلماء يفضلون النيازك كناقل لأنها أكبر احتمالا انها أتت من جسم كوكب كانت به حياة. وهم يتحججون بان المذنب لايمكن أنه كان ذات مرة جزءا من كوكب ولايمكن للحياة أن تولد نفسها في مذنب متجمد.
    البانسبيرميا الموجهة تعني أن الحياة تم إرسالها للأرض عن طريق وسيلة عاقلة ما. أحد السيناريوهات يقترح أنه تم إرسال كبسولة بنفس الكيفية التي قمنا نحن بها بإرسال مركبة الفضاء فويجر في رحلة عبر الكواكب. لكن إذا كانت تم ارسالها من خارج المجموعة الشمسية فيتوجب علينا التساؤل عن الكيفية التي عرف بها المرسل أن الأرض موجودة هنا أو كيف أمكن للأرض أن تقع في طريق شئ تم ارساله عشوائيا.

    سيناريو آخر يقترح أن مركبة فضاء تقودها كائنات فضائية وصلت وأتت بنوعي البروكاريوت. هذا السيناريو يتطب ذهنية منفتحة يفتقدها معظم العلماء بشدة، لذلك فهم لا يقبلون بأي من نوعي البانسبيرميا الموجهة ولا حتى كاحتمال بعيد جدا. بدلا من ذلك يتمسكون بتفسيرهم الذي يزعمون أنه أفضل وهو البانسبيرميا غير الموجهة لأنها تسمح لهم بالاستمرار في لعب لعبة أصل الحياة داخل الحدود الأولية التي رسمها داروين: ما هو غير موجه هو "طبيعي" وما هو موجه فهو "أقل طبيعية".
    لاحظ أنه لا يمكن القول بأن البانسبيرميا الموجهة هي غير طبيعية. وفقا للداروينيين بغض النظر عن المكان الذي نشأت فيه الحياة فإن العملية كانت طبيعية منذ البداية للنهاية. كل ما توجب عليهم الاعتراف به هو انها لم تبدأ في كوكب الأرض. لكن الاعتراف بذلك يجبرهم على الاقتراب بصورة خطيرة من الاعتراف بحقيقة وجود حياة على الكواكب الأخرى وبحثهم المستمر عن مثل تلك الحياة يولد الملايين التي تأتي لتمويل الأبحاث سنويا. ذلك يجعلهم غير مستعجلين ليوضحوا للجمهور أنه نعم خارج الأرض هناك على الأقل نفس الحياة البكتيرية البدائية التي توجد هنا. لايوجد شك في ذلك. لكن كالعادة هم يبقون الغطاء على هذه الحقيقة، لايخفونها ولكن لا يقومون بجهد لتنوير الجماهير بفكرة أننا لسنا وحدنا في هذا الكون ولم نكن أبدا وحدنا. البركة الدافئة لا زال فيها ماء فلماذا تعكيره بطين الحقائق؟

    طهور النسق
    في كتابي المعنون "كل شئ تعرفه خطأ" ناقشت كل النقاط المذكورة أعلاه والتي لا ينتبه لوجودها سوى القليل جدا من الناس خارج الدوائر الأكاديمية. داخل تلك الدوائر هناك لب صلب من "المؤمنين حقا" الذين يمسكون كل حين وآخر بسانحة اكتشاف مركب كيميائي عضوي جديد في الفضاء الخارجي لمحاولة كسب الحجة مرة أخرى لمقولة داروين الأولية بأن الحياة قامت بتجميع نفسها بنفسها على كوكب الأرض طبيعيا بطريقة ما.

    لكن معظم الأكاديميين الموضوعيين الآن يتقبلون حقيقة أن أشكال الحياة الأولى لابد وأنها قد تم إرسالها للأرض للأسباب التالية: 1) أنها تظهر كمجموعتين من البروكارويتات المتعددة ( أرتشيا archaea وبكتيريا حقيقية ) 2) أنها ظهرت للوجود كاملة مكتملة 3) إن الأرض في حالتها الأولية تلك لا يمكن تخيل أنها كانت حاضنة لحياة نامية 4) نصف بليون سنة تبدو فترة أقصر من أن تكفي للسماح للتجميع البطئ خطوة خطوة للتعقيد المذهل للعقول لبيولوجية البروكاريوت وكيميائها الحيوية.
    والمصيبة الأدهى بالنسبة للموقف الدارويني أن البروكاريوت كانت ذات تكوين صامد بأقصى ما يمكن لكائن حي. إنها تكاد تكون غير قابلة للإبادة وقادرة على العيش في أي بيئة وقد أثبتت ذلك بكونها موجودة حتى يومنا هذا وهي تبدو وتتصرف بنفس الطريقة التي كانت عليها أسلافها التي تحجرت قبل أربعة مليون عام. حرارة كاوية؟ نحن نحبها! ملح خانق؟ أدخلنا فيه! تجمد لدرجة الصلابة؟ نحن هناك! ضغط مهشم؟ مثالي بالنسبة لنا! حموضة تسبب التآكل؟ لا يوجد ما هو احسن من ذلك !

    اليوم هي تعرف باسم الاكستريموفايل أي محبة الظروف البيئية القاسية، وهي تعيش مع العديد من أنواع البكتريا البروكاريوتية التي تعيش في ظروف ألطف. يبدو أن أنواع البروكاريوت التي تعيش في الظروف الألطف لم يكن بإمكانها البقاء على قيد الحياة في ظروف كوكب الأرض الأولية تلك فكيف ظهرت؟ وفقا للداروينيين فإنها تطورت عن الاكستريموفايل بنفس الطريقة التي يفترض بها أن البشر تطوروا على مسار متوازي مع القرود من جد واحد.
    يدعي الداروينيون أن مثل تلك المسارات المتوازية لا حاجة لأن تكون هناك إمكانية لتتبع أأثرها. كل ما هو مطوب هو مخلوق يبدوا بصورة معقولة مشابها لآخر فيكون ذلك كافيا لاثبات ما يعبترونه ادعاء شرعيا بوجود رابط تطوري بينهما. الاكستريموفايل من الواضح أنها كانت موجودة: لدينا متحجراتها التي يبلغ عمرها أربعة بليون عام. ومن الواضح أن أحفادها موجودون اليوم مع البروكاريوت التي تعيش في ظروف ألطف التي يتوجب أنها انحدرت منها.. لكن لم يمكن العثور على الأشكال الانتقالية بين الاثنين رغم أن عقيدة الداروينية توجب وجودها.
    وفي مواجهة تلك المشكلة المحرجة ظل الداروينيون ببساطة يلحون أن الأنواع الانتقالية المفقودة موجودة وأنها مخنفية في مكان ما في السجل الحفرياتي، مثلما هو الحال بالنسبة للحلقة المفقودة بين البشر والقرود الموجودة في مكان وسوف يتم حقا اكتشافها ذات يوم على حد زعمهم فقط يجب أن نكون في المكان المناسب في الوقت المناسب!

    ورغم أن حجة الحلقة المفقودة ظلت ملائمة لهذا الحد فإنها فقدت القدرة على تفسير طور الحياة التالي على الأرض عندما بدأت البركاريوت تتقاسم المسرح مع الايوكاريوت الأكبر حجما وأشد تعقيدا (مع انها ايضا ذات خلية واحدة). القفزة من البروكاريوت للإيوكاريوت كبيرة جدا بحيث لايمكن حتى التظاهر بأن الحلقة المفقودة تفسر ذلك. يحتاج الأمر لدستة من الحلقات المفقودة لتغطية الفجوة ما بين حالة عدم وجود نواة إلأى حالة النواة المكتملة الوظيفة. (وبالمناسبة نفس الأمر ينطبق على على القفزة بين أسلاف البشر المزعومين وبين البشر وهو ما سنناقشه في الجزء الثاني).

    كيف يمكن تفسير ذلك؟ بالتاكيد ليس باستخدام المنطق! ولكن لحسن الحظ فالداروينيون لم يعدموا أبدا على اختراع سيناريوهات شبيهة بسيناريو البركة الدافئة لتغطية الثغرات في عقيدتهم.

    إعادة ترتيب العقيدة
    بما أنه من الواضح أن الحلقة المفقودة لا يمكن لها الطيران عبر الهاوية ما بين البروكاريوت والايوكاريوت فلماذا لا نفترض أن بعض البروكاريوتات الصغيرة التهمتها بروكاريوتات كبيرة؟ نعم ذلك ربما يحل المعضلة! ولكن بدلا من أن تتحول المأكولة إلى غذاء وطاقة ومخلفات فإن البروكاريوت المبتلعة بطريقة ما حولت نفسها أو تم تحويلها إلى أنوية للبروكاريوتات الكبيرة التي ابتلعتها. بالتأكيد هذا سيناريو ناجح! بما أنه حتى الآن لم يمكن لأحد أن يبرهن أن ذلك لم يحدث (الحمد لله!) فإن الداروينيون قادرون على إعلان انه قد حدث.( تذكر أنه أنه عندما يقترح أي منتقد للعقيدة الداروينية اقتراح لا يمكن برهنته فإنه يتم تلقائيا الإعراض عنه على أساس انه غير قابل للبرهنة وهي عبارة تعني الحكم بالإعدام لمن هم خارج الجماعة الداروينية. وفي داخل الجماعة فإن الإجماع ملائم لأن الاتفاق الجماعي لمثل هذا العدد الكبير من "الخبراء" يجب قبوله كإنجيل). بالنسبة لأنصار نظرية التدخل من أمثالي فإن مفهوم قيام البروكاريوت بأكل بعضها البعض لتخلق الايوكاريوت هو غير محتمل أبدا ولا يقل عن الفعل الإلهي الذي يؤمن به أنصار نظرية الخلق. ولكن حتى لو كان ذلك احتمالية بيولوجية (وهو أمر تشير معظم الإدلة إلى ضده) فمن العدل توقع وجود موديلات انتقالية بين الاثنين. الداروينيون يقولون لا لأنه هذه العملية يمكن أن تكون وكأنها حدثت ما بين ليلة وضحاها. في لحظة كانت هناك بروكاريوت كبيرة بجوار واحدة صغيرة وفي اللحظة التالية هناك ايوكارت كبيرة بداخلها ما يبدو أنه نواة. ليس الأمر سحرا ولا معجزة فقط عملية بيولوجية غير معروفة اليوم ولكنها كانت ممكنة قبل بليوني سنة. من يستطيع الكلام في أمر كهذا سوى "خبير"؟ في كل الأحوال البروكاريوت الصغيرة والكبيرة عاشتا جنبا لجنب لبليوني سنة (مدة كافية ليتعلمون كيف يعيشون في تناغم!) ثم فجأة ظهر بينهم نوع من الايوكاريوت كاملا مكتملا وجاهزا للانضمام اليهما كعضو الفريق الأخر الوحيد لمدة الف واربعمائة مليون سنة أخرى. (لم تكن فيها تغيرات ظاهرة في الايوكاريوت أيضا).

    قبل حوالي ستمائة مليون سنة ظهرت أولى صور الكائنات متعددة الخلايا (كائنات الايدياكاران) فجأة ودون تفسير مثلما ظهرت الايوكاريوت والبروكاريوت. إلى يومنا هذا فإن كائنات الايدياكاران غير مفهومة بصورة جيدة باستثناء حقيقة أنها كانت مثل سمك الهلام أو أعشاب البحر بأشكال وأحجام متنوعة (يظل من غير الواضح هل هي حيوانات أم نباتات أو مزيج غريب من الاثنين). وعاشت بجانب البروكاريوت والايوكاريوت لمدة خمسين مليون سنة حتى نحو خمسمائة وخمسين سنة مضت زائدا أو ناقصا ملايين قليلة عندما حدث ما يسمى بالانفجار الكامبري.
    يصح وصفه بالانفجار لأنه خلال مدة تبلغ نحو خمسة إلى عشرة مليون عام وهي تعادل طرفة عين بالنسبة للثلاثة بلايين ونصف عام التي سبقتها امتلأت محيطات الأرض بمجموعة مدهشة من نباتات البحر وجميع أنواج الأجسام الحيوانية الستة وعشرين المعروفة حاليا ولم يظهر نوع اضافي منها منذ ذلك الحين. لاتشبه الأنواع لتي كانت موجودة أيام الانفجار الكامبري أي شئ موجود على قيد الحياة في يومنا هذا باستثناء الترايلوبايت trilobites والتي يبدو أنها على الأقل فرخت سرطان البحر ذو شكل حدوة الحصان. لكن رغم المظهر الغريب للكائنات التي ظهرت حينها فإنها جميعا وصلت مكتملة التكوين ذكورا وإناثا فرائس ومفترسين صغيرة وكبيرة جاهزة. ومثل كل الحالات السابقة، لا توجد سوابق لهذه الكائنات.

    السباق يتسارع
    كتبت مجلدات كثيرة عن الانفجار الكامبري وجمهرة الحيوانات والنباتات الغريبة التي نجمت عنه. ببساطة امتلأت الأرض بها وكأنها أمطرت من السماء. يعترف الداروينيون أن تلك عقبة كأداء من بين عقبات مشابهة يواجهونها عندما يحاولون بيع مفهوم التدرج. ببساطة لا يوجد طريقة لمصالحة الظهور المفاجئ جدا والتنوع المذهل والغرابة المحيرة للإنفجار الكامبري. الأمر يحقق المقولة القديمة بأن حقيقة واحدة قبيحة يمكن ان تشوه أجمل النظريات. لكنها ليست على الإطلاق حقيقة واحدة بل عدد من الحقائق.
    إن جميع الحياة المعقدة كما نفهمها بدأت بالإنفجار الكامبري قبل نحو 550 مليون عام. خلال تلك الفترة تعرضت الأرض لنحو خمسة حوادث كوارث أدت لانقراض. الآن يمكن للمرء أن يتفكر في ما مقدار الكارثة التي يسببها حدث معين بحيث يمكن وصفها بأنها كارثة صغيرة، ولكن عند المقارنة بالكوارث الضخمة فإن التمييز يصبح واضحا. الخمسة كوارث الانقراضية أدت لفناء ما بين 50 إلى 90 في المائة من جميع أنواع النباتات والحيوانات التي كانت حية عند حدوث الحدث.

    كلنا نعرف عن آخر هذه الكوارث والتي حدثت خلال العصر الكريتاسيوسي Cretaceous قبل نحو 65 مليون عام و الذي قضى على الديناصورات والكثير مما كان حيا في ذلك الوقت. ولكن ما لا يفهمه سوى القلة منا هو النسق المميز للكيفية التي تستمر بها الحياة ما بين أحداث الكوارث وبعدها. هذا الفرق في نسق الحياة يثير شكوكا كبيرة عن مبدأ التدرج كآلية قادرة على شرح كيفية تكاثرالأنواع.

    فيما بين أحداث الإنقراض عندما نكون البيئة مستقرة فإن الحياة لا يبدو أنها تتغير إطلاقا. المصطلح الذي ينطبق على ذلك هو الركود stasis . كل شئ يبقى على ماهو. ولكن بعد أحداث الإنقراض يحدث العكس : يتغير كل شئ تغييرا هائلا. تظهر أشكال حياة جديدة في كل ناحية من المكان وتملأ كل ناحية متاحة في البيئات الجديدة التي تخلقها التأثيرات اللاحقة للكارثة. مهما كانت طبيعة تلك العملية فهي بكل تأكيد ليست تدرجا.

    في سنة 1972 تجرأ المرحوم ستفن جي. غولدStephen G. Gould من جامعة هارفارد و نايلس الدريدجNiles Eldredge من المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي وأعلنا تلك الحقيقة للعالم. إن التطور المتدرج هو بكل بساطة غير موجود في السجل الحفرياتي وأن تلك حقيقة يجب التعامل معها. يجب تعديل وجهة نظر داروين عن التغيير. إنه ليس عملية تدريجية عشوائية تمليها الطفرات العشوائية الجيدة في الجينات. إنها شئ آخر.
    هذا الشئ الآخر أسمياه التوازن المبعثر. مفتاحه كان هو اعترافهما العلني بالسر الأكبر والذي هو أن أشكال الحياة تغيرت في تدفقات تلت أحداث الانقراض وبذلك فلاعلاقة للموضوع بالانتخاب الطبيعي أو بقاء الأصلح أو أيا من المعتقدات الداروينية القديمة التي تم غسل أمخاخ الجميع ليصدقوها. كان ذلك هو التحدي الأول الأكبر للداروينية المتشددة وقد قوبل بمعارضة غاضبة. وقام الحرس القديم بدمغه بأنه هراء punk eek و تطور عن طريق الشد evolution by jerks.
    الحقيقة ومترباتها
    ما اعترف به جولد والدريدج هو الحقيقة العظيمة وهي أن التطور عن طريق الانتخاب الطبيعي غير ظاهر سواء في السجل الحفرياتي أو في الحياة التي نراها من حولنا. الحرس القديم أكد أن السجل الحفري ببساطة لابد أنه مخطئ وأنه لا يعطي صورة كاملة لأن أقساما كبيرة منه مفقودة. ذلك كان صحيحا لكن أقساما أكبر موجودة وهذه الأقسام توضح بجلاء سيادة الركود لأشكال الحياة في كل حقبة يتلوه امتلاء سريع للنواحي البيئية بعد كل حدث انقراض. لذلك ففي حين أن هناك أقساما من السجل الحفرياتي مفقودة حقا فإن ماهو موجود لا يمكن أن نخطئ في قراءته.
    ثار الجدل واختلقت التفسيرات في محاولة للتصدي لكل أوجه موقف من وصفوهم بأنهم يبثةن الهراء. ولم تكن أيا منها مقنعة لكنها تكاثرت. تذكر أن العلماء لديهم ميزة أن الجميع يعتبرونهم خبراء حتى حين لا يكون لديهم أي فكرة عما يتكلمون عنه. ذلك يسمح لهم بأن يصوبوا الطلقة تلو الأخرى نحو الجدار إلى أن تصيبه إحداها إو إلى أن يتغطى الهدف الذي يصبون عليه جام غضبهم بحيث لا يمكن رؤيته إطلاقا. هكذا كانت نهاية الـمتهمين بنشر الهراء : بنهاية التسعينات من القرن العشرين كانوا قد تم تهميشهم.
    لايمكن للمرء أن يلوم الحرس القديم من الداروينيين على هذه الهجمات. لو أنهم قاموا بإعطاء أية مصداقية لمسألة الظهور المفاجئ لجمهرة من الأنواع الجديدة في النواحي الخالية من البيئة فإن ذلك كان سيهدم العديد من المعتقدات الأساسية الخاصة بالتطورالتدريجي الطبيعي المزعوم. الفكرة ببساطة لايمكن اثباتها كحقيقة. لماذا؟ لأن البركة الدافئة قد جفت فالكيمياء الحيوية جعلت من حكاية قيام البروكاريوت الكبيرة بأكل البروكاريوت الصغيرة حكاية عبثيية كما أن الإنفجار الكامبري كان ببساطة غير قابل للتفسير. فإذا أضفنا لكل ذلك مسألة الظهور المفاجئ لأنواع جديدة فإن كل نظرية التطور سوف تتخلخل وعندها أين سيذهب الداروينيون؟ وفي مواجهة صياح أنصار نظرية الخلق الأتقياء "أنظروا أخيرا يتضح ان الله فعلها!" فإن الداروينيون لا يمكن أن يسمحوا لذلك بان يحدث.
    كأحد أنصار نظرية التدخل فأنا لا ألومهم. بالنسبة لي فإن التفسير بأن الله فعل ذلك مساوي للتفسير بأن صاعقة أصابت البركة الدافئة وفعلت ذلك. أنا أرى إجابة أحسن وأشد عقلانية بكثير للسؤال الغامض عن أصل الحياة في الأرض. لقد أتت الحياة إلى هنا بفعل كائنات عاقلة وقد ظلت تحت مراقبة مستمرة من جانب هذه الكائنات. هل تم تطويرها لغرض معين ذلك سؤال غير قابل للإجابة في الوقت الحالي ولكن يمكن الاثبات بالحقائق والبيانات بأن تدخلا من جانب كائنات عاقلة يمثل الإجابة الأشد منطقية وقابلية للتصديق لسؤال كيف حدثت الحياة هنا، وكذلك سؤال كيف ولماذا تطورت بطرق عديدة غير عادية في الخمسمائة وخمسين مليون سنة الماضية.

    الآن نأتي إلى لب الموضوع.
    سفن نوح كونية
    يمضي الداروينيون حياتهم وهم يلوحون بشهادات الدكتوراه التي يحملونها وكأنهم التلاميذ المفضلون للمعلم في المدرسة ولديهم تصريح خاص يتسمح لهم بالصراخ في وجوه خصومهم والسخرية منهم أمام الجماهير وذلك لأي شخص يختار أن يبتعد عن غسيل المخ المستمر لسنوات تحملها من أجل الحصول على التصاريح ـ أي شهادات الدكتوراه. لكن شهادات الداروينيون تعطيهم التأثير والمصداقية لدى الإعلام، والإعلاميون ليس لديهم الوقت ولا القدرة أو الموارد ليتمكنوا من التحقق من أن كل ما يقوله الداروينيون حق. يتوجب عليهم الثقة في كل العلماء بأنه ليس لديهم أجندة سياسية أو أخلاقية، وأنهم لن يشوهون الحقائق لكي تلائم رغباتهم الخفية. لذلك بمرور الوقت أصبح الإعلام مثل كلب صغير أليف في حضن الداروينيين يسجل ويعد التقارير عن أي شئ يخبرهم الداروينيون أن يعدوا تقريرا عنه ويعرضون عن كل ما يقولون لهم ان يعرضوا عنه.

    ورغم صياح الداروينيون بأن كل من يتحداهم يفعل ذلك بسبب جهله الفاضح فإن ذلك ليس دائما هو الحقيقة. خصومهم ليسوا دائما أنصار نطرية الخلق أو أنصار نظرية التصميم الذكي الذين يجهد الدراوينيون أنفسهم ليصوروهم في موقف الأغبياء الذي يقبع فيه عن استحقاق أنصار نظرية الخلق. لذلك فإن أنصار نظرية التدخل من أمثالي لا يجدون سوى القليل من المخارج للتعبير عن أنفسهم ولايجدون أي إمكانية للتعبير في الإعلام الجماهيري. مع ذلك نحن نشعر بأن وجهة نظرنا بخصوص أصل الحياة هي ألأشد عقلانية عند عرضها على الحقائق المجردة ، والخاصية الأساسية لوجهة نظرنا تبدأ بما أسميته أنا ذات مرة "شاحنات قمامة كونية" لكن ذلك التعبير أثار الانتقاد على أساس أنه مشاغب لذلك أنا أسميها الآن "سفن نوح كونية".

    تخيل هذا السيناريو: أسطول من السفن العابرة للمجرات الحاملة لمؤرضي الكواكب terraformers (أي الذين يقومون بتحويل الكواكب التي ليس بها حياة إلى كواكب قابلة لظهور الحياة ) يطوف الكون. عملهم هو العثور على المنظومات الشمسية المتكونة وزراعتها بمنظومة من أشكال الحياة الأولية العالية التحمل التي يمكنها العيش في أي بيئة مهما كانت قسوتها. ثم يعود المؤرضون على فترات منتظمة ويقومون باللازم لزيادة سعة الحياة لأقصى حد في المنظومة الشمسية الآخذة في التطور. كل منظومة شمسية متميزة تحتاج لأشكال حياة متخصصة في أوقات مختلفة في تطورها والتي يوفرها المؤرضون من منظومة متنوعة من أشكال الحياة في أسطول سفن نوح الذي تحت تصرفهم.

    بمثل هذه المعطيات دعنا نتفكر فيما حدث هنا على الأرض. حالما بدأت الأرض تتكون من سحابة الغبار والغاز ظهر نوعان من بكتيريا يكاد يكون من المستحيل قتلها وكأنما هناك أحد ما عرف بدقة ماذا يفعل ومتى يفعله بالضبط.

    أيضا سيكون من المنطقي أن كل كوكب في طور التكوين في المجموعة الشمسية سيتم زرعه بنفس الطريقة في نفس الوقت. كيف يعلم حتى المؤرضون أي كوكب سيكون بعد بلايين السنين قابلا لأن تحيا فيه أشكال حياة معقدة؟ وخمن ماذا حدث! نيزك من المريخ يبدو أنه يحتوي على دليل متحجر لنفس نوع بكتيريا النانو (أي الصغيرة جدا) الموجودة علىالأرض الآن. وإذا تم فحص جميع الكواكب الأخرى فربما ستعطي نفس الدليل على وجود عملية زرع بكتيرية في طور الكوكب الأولي. سوف يكون من غير المنطقي أن يتصرف المؤرضون بطريقة مخالفة لذلك.

    الصدأ أيضا ينهض
    حسنا إذن، مجموعتنا الشمسية لاحظ وجودها المؤرضون عندما اشتعلت شمسنا وبدأت الكواكب في التكون حولها. في كل كوكب يقومون برش نوعين مختلفين من البكتيريا ذات الخلية الواحدة التي يعلمون أنها سوف تعيش في أي مناخ (أي محبة الظروف البيئية القاسية extremophiles ). لكن البكتيريا لديها مهمة: انتاج الأوكسجين كجزء من عملية تمثيلها الغذائي. لماذا؟ لأن الحياة تقريبا بالتأكيد لها نفس الأجزءا والوظائف في كل مكان من الكون. الحمض النووي سيكون أساسها والكائنات العليا ستحتاج للأكسجين لعملية تمثيلها الغذائي. لذلك الحياة المعقدة لا يمكن زرعها في مكان ما مالم يكن هناك مستوى معين من الأكسجين في جو الكوكب.

    في كل مكان تتم فيه هذه العملية ستواجه المؤرضين مشكلة كبرى ليتعاملوا معها: الحديد. الحديد عنصر متوفر في الكون. وهو بالتأكيد متوفر في الكواكب (النيازك كثيرا ماتكون محملة به). الحديد شديد التفاعل مع الأكسجين وذلك هو تكون الصدأ. لذلك ففي أحد الكواكب الجديدة المتكونة في أي مجموعة شمسية لا يمكن لأشكال الحياة العليا أن تتطور إلى أن يتم ضخ أكسجين كافي في جوه لكي يؤكسد معظم الحديد الحر الموجود فيه. ذلك اوهو أمر لا يدعو للدهشة هو بالضبط ما قامت بفعله البروكاريوت خلال البليوني سنة الأولى من حياتها على الأرض. لكن العملية يجب أن تكون ذات جزئين.
    الأرض المتكونة ستكون في حالة تبريد طيلة الوقت، لذلك دعنا نقول أن التبريد الكامل يأخذ مدة حوالي بليون سنة. لذلك ستكون أول مجموعة يتم زرعها هي البروكاريوت لأنها تستطيع البقاء على قيد الحياة في تلك المرحلة. ثم بعد بليون سنة أو نحوها يعود المؤرضون ويزرعون بقية البروكاريوت أي تلك التي لا تعيش إلا في بيئة ألطف من الأولى. ثم سيكون عليهم العودة بصورة منتظمة لأن كل كوكب سيبرد بمعدل مختلف بسبب اختلاف أحجام الكواكب وتركيبها.

    لكن بعد مضي بليوني سنة من أول عملية زرع في المجموعة الشمسية الجديدة سيلاحظ المؤرضون أن الكوكب الثالث من الشمس هو الوحيد الذي استمرت فيه الحياة. وعندها سوف لن يندهشون فهم يعلمون أن هناك نطاقا حيويا حول كل شمس بغض النظر عن حجمها أو نوعها. وحيث أن تلك الشمس قد أخذت شكلها الأفضل فهم كان سيمكنهم التنبؤ بأي كوكب ذلك الذي ستستمر فيه الحياة. في هذه المنظومة الكوكب الثالث تسير فيه الحياة بصورة جيدة لكن الرابع لا تزال تتعثر فيه. لديه بروكاريوت وماء لكن به الكثير من الحديد (الكوكب الأحمر) الذي يتطلب وقتا أطول لتحييده أطول من الوقت الذي يتطلبه كوكب صغير مثل هذا ذو لب غير متفاعل ليبرد، ولذلك سوف يفقد جوه الذي سيتبدد في الفضاء قبل أن يحدث التوازن. الكوكب الرابع إذن سيصبح أرضا مقفرة.

    بعدها يقوم المؤرضون بتنفيذ الطور الثاني من البناء الكوكبي على الكوكب الثالث المزدهر عن طريق زرع الايوكاريوت الأكبر حجما وأشد تعقيدا و ذات التفاعلية الحيوية الأكبر وذلك لتسريع عملية الأكسدة. الإيوكاريوت هي أضعف بكثير من البروكاريوت لذلك لايمكن وضعها في كوكب لآخذ في التشكل إلى أن يبرد بدرجة كافية ليصبح فيه ماء وارض كافيين. لكن حالما تأخذ الإيوكاريوت مكانها وتستقر فإن حجمها الكبير بالمقارنة مع الإيوكاريوت يمكنها من إجراء التمثيل الغذائي بكمية أكسجين أكبر لكل واحدة منها. وهكذا فإن البروكاريوت المنتشرة ومعها الإيوكاريوت تصبحان معا قادرتين على إفراز أكسجين كافي لأكسدة كل قطعة حديد حر في قشرة الأرض وفي بحارها وبعد ذلك بفترة قصيرة نسبيا ملأ جوها بالأكسجين.

    وبالتأكيد حين يعود المؤرضون بعد ألف وأربعمائة مليون سنة أخرى فسيجدون الأرض تسير سيرا حسنا ولكن الموقف علىالمريخ لم يتحسن: صدا في كل مكان تراه العين (المريخ من المحتمل أنه به على الأقل البروكاريوت لأنه لم يكن فيه أكسجين كافي في المياه السطحية أو الصقيع الدائم الذي لا يزال فيه ليحول كل سطحه لأكسيد الحديد). لكن الأرض تسير سيرا حسنا. معظم حديدها الحرتحول إلى صدأ ومستويات الأكسجين في الهواء تزيد باضطراد. لا زال الوقت أبكر من اللازم لزرع حياة معقدة ولكن يوم زرعها ليس ببعيد الآن حيث لا يبعد سوى عشرات الملايين من السنين بدلا من مئات الملايين منها. في تلك اللحظة فإن الأرض جاهزة لشحنتها الأولى من الكائنات متعددة الخلايا وهكذا تم زرعها: كائنات الايديكارانEdicaran fauna .

    رغم أن العلماء اليوم ليس لديهم فهم واضح عما كانت عليه الايديكاران أو ما كان غرضها (لأنها غير موجودة اليوم) فيبدو آمنا أن نفترض أنها كانت ناشرة أكسجين بدرجة أقوى من الإيوكاريوت.

    إذا كان المؤرضون هم وراء الحياة على الأرض فليس هناك ما هو منطقي أكثر مما فعلوه. لكن لإذا كل شئ حدث هنا حدث بفعل صدفة عمياء فإن ذلك يشكل أشد سلسلة أحداث محظوظة يمكن تخيلها. كل شئ حدث بالضبط في الوقت المطلوب حدوثه فيه وفي المكان المطلوب حدوثه فيه. إذا لم تكن تلك معجزة واضحة فلا أدري ماذا تكون.
    فهم أكثر منطقية
    بافتراض أن المؤرضون هم وراء زرع وتطوير الحياة على الأرض يمكننا إضافة لذلك أن نفترض أنه في حوالي 550 مليون سنة مضت فإنه على الأقل أصبحت المحيطات الأولية مشبعة بالأكسجين بدرجة كافية تمكنها من استضافة حياة معقدة حقا. وتلك هي التي تم زرعها بالجملة خلال الإنفجار الكامبري الذي لايمكن تفسيره تفسيرا منطقيا بأيطريقة أخرى، وبعد ذلك تلته كل بنية أشكال الحياة العلياعلى الأرض التي نعرفها. (الإجابة عن تساؤلات لماذا وأين بخصوص تلك العملية هي للأسف خارج حدود هذا المقال لكن هناك أجوبة لديها منطق ظاهري يقف خلفها مماثل لما سبق طرحه).

    خلال هذه الـ 550 مليون سنة حدثت خمسة أحداث انقراض رئيسية وبعد كل منها تمر ملايين قليلة من السنوات تستقر فيها حالة الأرض مع التغير البيئي الناجم عن الكارثة. بعض أشكال الحياة التي كانت موجودة قبل الحدث تستمر في البيئة الجديدة لتنضم لها حمولات جديدة من أنواع الكائنات التي قامت سفن نوح المؤرضين بزرعها في البيئة الجديدة بعد أن حللوا الموقف على الكوكب الآخذ في الشفاء من الكارثة والتي يعرفون أنها ستبقى حية في البيئة الجديدة وتؤسس توازنا مع أشكال الحياة الموجودة أصلا هناك (ونلك هي نسخة أنصار نظرية التدخل عن التوازن المبعثر).
    لقد سبق وأن رأينا الصعوبات التي واجهت الداروينيين في محاولتهم لشرح مسار الحياة الذي يعرضه السجل الحفرياتي. ذلك السجل يمكن تفسيره بالعقيدة الداروينية المقبولة حاليا لكن القشرة الأكاديمية الهشة التي تغطي ذلك الشرح لا تختلف كثيرا عن التدخل الإلهي الذي يتبناه أنصار نظرية الخلق كما يمكن أيضا أن يفسره أنصار نظرية التصميم الذكي الذي يتحججون بأن كل شئ معقد بدرجة أنه لا يمكن أن يكون قد تم بدون تدبير عقل ذكي أعلى (وهم يحجمون عن تسمية ذلك العقل الأعلى الله لأنهم بذلك يتحولون لأنصار نظرية الخلق المتمسكين بعقيدتهم).

    بالنظر لكل ما تم ذكره أعلاه فنحن أناص التدخل نعتقد بأن سيناريو المؤرضين يفسر السجل الحفرياتي للحياة على الأرض بإبداع أكبر ودقة أكبر ومنطق أكبر من البقية. وفي المستقبل سيكون له الإحتمالية الأكبر في أن تتم البرهنة على أنه هو الصحيح. نحن غير مهتمين بالبحث عمن كان هؤلاء المؤرضون أو مناقشة ذلك لأن ذلك غير وارد وغير قابل للمعرفة إلى أن يقومون هم بأنفسهم بتفسير ذلك لنا. كما أن الانشغال بتخمين أصلهم يحول انتباهنا عن الموضوع الأكثر أهمية وهو محاولة اثبات أن تفسيرنا لأصل الحياة منطقي أمثر من أي تفسير آخر.

    سيستمر الإعلام في تجاهلنا لأن فكرة وجود حياة عاقلة خارج الأرض مرعبة بالنسبة للكثيرين من سكان الأرض. أحد الأسباب الأساسية العديدة لهذا الخوف هي عادتنا البائسة في تصفية كل ما يقع خارج حدود واقعنا بمصافي إدراكاتنا. وبذلك ننسب للأخرين نفس الصفات والخصائص التي نمتلكها. وعادة أخرى سيئة تظهر عندما نكتشف تقنية جديدة. دون استثناء تكون فكرتنا الأولى هي"كيف يمكن لنا استعمال هذه لكي نقتل المزيد من أعدائنا؟". جميعا لدينا أعداء يتوجب ابادتهم لحل المشكلة التي يمثلونها. سواء أحببنا ذلك أو كرهناه فهو الوجه الطاغي على الطبيعة البشرية.

    لأننا نسقط دائما على الأخرين أوجه طبيعتنا الأشد ظلاما فإننا تلقائيا نفترض ـ رغم فيلم إي تي ومسلسل ألف وغير ذلك من التصويرات في ثقافتنا التي تصور الكائنات الفضائية بصورة محببةـ أن الغرباء الفضائيين سيريدون ايذائنا. ولذلك فغننا نريد تجنب احتمالية أن يكونوا موجودين بكل وسيلة نستطيعها. (هنا يمكنني أن أذكر المقاومة العنيدة التي لاقيتها شخصيا في جعل الناس ينظرون بجدية لجمجمة طفل النجوم Starchild Skul والتي يفترض المنطق أنه كان يجب دراستها باستفاضة قبل ثلاثة سنوات). (وهي جمجمة بشرية قديمة لطفل ذات حجم ضخم جدا تم العثور عليها مدفونة ـ المترجم).

    لذلك يتم تجاهل نظرية التدخل لأنها تقترب أكثر من اللازم من الأطباق الطائرة ودوائر المحاصيل والاختطاف من جانب كائنات فضائية وكل ظاهرة أخرى يمكن أن تشير إلى أننا نحن البشر في النهاية ذوي أهمية ضئيلة بدرجة لا نهائية في مشروع الحياة في الكون. هناك الكثير مما يتوجب قوله عن ذلك بالطبع خاصة فيما يتعلق بأصل البشر ولكن يتوجب أن ينتظر ذلك للجزء الثاني من هذا المقال.

    الآن فلتكن الكلمة الأخيرة هي أن الكلمة الأخيرة عن الأصل ـ أصل الحياة وأصل البشر ـ لا تزال بعيدة جدا عن أن تتم كتابتها.

    ولكن عندما يتم ذلك ذات يوم فأنا أشعر شعورا قويا بأنها ستكون: "التدخل" interventionism".
                  

العنوان الكاتب Date
ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Shihab Karrar04-10-09, 08:12 AM
  Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ محمد عثمان الحاج04-10-09, 04:56 PM
    Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Shihab Karrar04-10-09, 06:41 PM
    Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ HAYDER GASIM04-10-09, 06:50 PM
      Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ malik_aljack04-10-09, 07:22 PM
        Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Badreldin Ahmed Musa04-10-09, 09:26 PM
          Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Seif Elyazal Burae04-10-09, 09:29 PM
            Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Badreldin Ahmed Musa04-10-09, 09:50 PM
        Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ كمال حسن04-10-09, 10:18 PM
          Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Badreldin Ahmed Musa04-10-09, 11:10 PM
            Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Badreldin Ahmed Musa04-10-09, 11:36 PM
              Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Badreldin Ahmed Musa04-10-09, 11:42 PM
                Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Badreldin Ahmed Musa04-10-09, 11:47 PM
                  Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Badreldin Ahmed Musa04-10-09, 11:50 PM
                    Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Badreldin Ahmed Musa04-10-09, 11:56 PM
                      Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ جمال المنصوري04-11-09, 05:33 AM
                        Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Shihab Karrar04-11-09, 07:42 AM
                          Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ HAIDER ALZAIN07-04-09, 10:34 AM
                            Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ malik_aljack07-14-09, 08:23 PM
                              Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ جمال المنصوري07-15-09, 04:43 AM
                                Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ حيدر حسن ميرغني07-15-09, 05:09 AM
                                  Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Shihab Karrar09-22-09, 10:53 AM
                                    Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Shihab Karrar09-22-09, 10:55 AM
                                      Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ النذير حجازي09-22-09, 11:50 AM
                                        Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Shihab Karrar09-22-09, 12:50 PM
                                          Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ النذير حجازي09-22-09, 01:03 PM
                                            Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Shihab Karrar09-22-09, 01:16 PM
                                              Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ هشام آدم09-22-09, 02:10 PM
                                                Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ ماجد معالى09-22-09, 07:54 PM
                                                  Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ ماجد معالى09-22-09, 07:55 PM
                                                    Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ ماجد معالى09-22-09, 07:57 PM
                                                      Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ ماجد معالى09-22-09, 07:59 PM
                                                        Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ ماجد معالى09-22-09, 08:00 PM
                                                          Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Shihab Karrar09-22-09, 10:35 PM
                                                            Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ هشام آدم09-22-09, 11:15 PM
                                                              Re: ما بين نظرية التطور وخلق الانسان، اين هي الحقيقة؟ Shihab Karrar09-23-09, 07:47 AM
                                                                الحقيقة بعيدة .... Hani Arabi Mohamed09-23-09, 09:42 AM
                                                                  Re: الحقيقة بعيدة .... هشام آدم09-23-09, 09:54 AM
                                                                  Re: الحقيقة بعيدة .... جمال المنصوري09-23-09, 10:35 AM
                                                                    Re: الحقيقة بعيدة .... ماجد معالى09-23-09, 12:14 PM
                                                                      Re: الحقيقة بعيدة .... النذير حجازي09-24-09, 08:05 AM
                                                                        Re: الحقيقة بعيدة .... النذير حجازي09-24-09, 08:09 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de