|
نجوي عبد الرحيم الخليفة " انـت بـاق ياخـاتـم!!
|
الخاتم عدلان يرحل هكذا ويبقى الأشرار الذين يمارسون فعل القتل اليومى، انها المعادلة الضدية دوما فى هذا الكون. لقد حمل الخاتم عدلان هم التغيير طويلا وناضل بروح لا تعرف اليأس من أجل سودان ديمقراطى تقدمى. كان دوما ضد الكهنوت فى السياسة متحسسا بوعى الثورى طبيعة المراحل ومندغما مع الكادحين. لقد حمل مشعل التغيير طويلا، هل كان هذا الحمل ثقيلا الى هذا الحد لينخر فى الجسد عميقا دون أن يكون للجسد حضوره فى تعالق الخاتم الروحى مع أبناء شعبه. كل العظماء لا يبقون كثيرا، وأقصد هنا البقاء المادى لكنهم يدركون أن البقاء فهم وجودي يحدثه العطاء المتصل، ومن خلال أستمرارية الفكرة،ان الفكرة لا تموت. كان الخاتم مندغما فى هذا الوطن الى حد التجلى ، اذا أستعرنا المعانى الصوفية فى هذا الأتجاه، وكان لا يعرف الأستراحة والفواصل المميتة فى قضايا النضال. لقد الهم الخاتم كثيرا من المعانى لجيلنا نحن ومن خلاله وآخرين مشينا عكس تدجين العقل وتسطيح الفكرة وتجنبنا أن نقع فى بركة تيار الأسلام السياسى الآسنة. نحن لا نستطيع أن نعترض على فكرة الموت فى حد ذاتها لكن الا يحق علينا أن نقول لماذا فى هذا الوقت بالذات. فالسودان يتجه الآن نحو مراحل الفرز بمعانيها المتعددة وكنا نأمل أن يكون الخاتم شاهدها، ولكن ماذا نقول.لم يترك لنا الخاتم ما نقول عبر انسحابه المفاجىء، انها صدمة الذهول. لقد كتب الكثيرون عن هذا الفقد العظيم وعبروا عن ابعاد المأساة العظيمة، فهل سأضيف شيئا هنا، كلا، فقط أنه الترويح عن النفس ولو قليلا. اننا لمصدومون لحد الأندهاش ومكلومون لحد الأدماء ولكن قدرنا أن نكون نحن فى حال هذا الشقاء الذى أورثه لنا هذا الوطن الجميل. لك الرحمة يا خاتم ولنا السلوان ولأهلك الصبر الجميل.
نجوى عبد الرحيم الخليفة\ كاليفورنيا
|
|
|
|
|
|
|
|
|