|
Re: الخاتم عدلان عن ابن رشد الذين احرقوا كتبه كانوا يشعلون النار في رؤوسهم (Re: Amjad ibrahim)
|
التحايا للجميع ،، شكرا د. أمجد علي نشر هذا المقال القيـّم للأستاذ/ الخاتم عدلان ، وسعداء بحضور " خاتم " البهي . فإبن رشد، علامة فارقة في تاريخ الحضارة العربية الاسلامية ، بسمـو فكره وتنوّعه وأثره البالغ في إعلاء رايات العقل التي أتاحت له تعميق الصلة بين الفلسفة والشريعة في الكثير من مؤلّفاته ، كـ(فصل المقال) و( تهافت التهافت ) علي سبيل المثال ؛ وبفضل بحثه المتفرّّد في أصول الفقه (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) . ولعل شروحاته وإضافاته لأفكار أرسطو ، قد كانت بمثابة القناة الأكثر رحابة في توصيل معاصريه ولاحقيه بفلسفة أرسطو، تلك التي كاد أن يطمرها النسيان؛ فكان لإبن رشد فضل إحياء وتطوير العلم الفلسفي ، والذي تفانت في درسه واستذكاره الحضارةالغربية الناهضة مذّاك الحين بعدأن نبذته الحضارة العربية ولم تستطع معه صبرا ! لتدخل عصر (لعنة أبن رشد) كما أشار بحق ،الاستاذ/ خاتم .
إستوقفني العنوانأبوالوليد إبن رشد:ماالمنفي ؟ وماهوالوطن؟)،واستوثقت من توقّفي حينما تكرّّم " الخاتم " بالتنبيه إلي ان المقال ، وإن بدا علي غير مواكبة للحال ، إلآ أنّه غير بعيد عنه . وعلي ذلك ، ففهمي - هاهنا- أنّ المنفي هو: "الزمكان" الذي يضحي عاطلا من المثاقفة والحوار الفكري الحر ، وتتنكس فيه رايات العقل لتعلو - في غير رفعة - لوثات الهوس والاستعلاء والإقصاء للأخر؛ والوطن هو:النقيض للمنفي بالطبع ؛ وفي الفقرة المقتبسة أدناه من مقال الاستاذ خاتم، كثير من الاضاءة في هذا الخصوص :
Quote: الذين أحرقوا كتب إبن رشد كانوا يشعلون النار في رؤوسهم ذاتها، كانوا يحاولون القضاء على بلبال أفكارهم، وتناقضاتهم وقلقهم وإفتقارهم لليقين، بالقضاء على تجسيدها الخارجي الذي كانه أبن رشد. فما العقل سوى الشكوك والتناقضات والقلق، والأجهزة القائمة على حلها في العقل ذاته، ومن خلال الممارسة الفكرية والعملية؟ ولكن تلك الأجهزة لم تكن متوفرة للمهووسين، كان ذكاؤهم يوصلهم إلى مرحلة الشك، ويتركهم هناك في متاهته الموحشة، فيصيبهم رعب لا يوصف ولا يحتمل، يسعون إلى التخلص منه بأي ثمن. ولذلك كانوا، على مر الزمان، أكثر ميلا إلى البطش، وأخف خطى إلى مقارعة الحجة بالأيادي والسيخ وكل ما توفر من أجهزة الفتك وأسلحته، وأشد تعلقا بإغراق العقل في صخب الأهواء الجامحة، وتبديده في لهب النيران. ويمكن أن نقول أن الحضارة العربية الإسلامية، حلت بها منذ تلك اللحظة ما أطلق عليها، من جانبي، " لعنة إبن رشد"، إذ لم تقم لها بعد ذلك قائمة، بل استسلمت للغباب، ولاذت بصمت القبور، ما عدا إشراقات متفرقة هنا وهناك. ولأن ما فعلته تلك الحضارة بابن رشد كان شاهدا على انحطاطها، فقد طويت راياتها بعد حين. |
لكن : هل كان " الزمكان" قبل نكبة إبن رشد يستحق معني الوطن بكل الجدارة ؟ ..أم أنّه كان أقرب إلي المنفي منه إلي الوطن ؟ ألم يفتك السلطان أبويوسف يعقوب المنصور بإبن رشد في سبيل كسب الرأي العام بدهمائه ومتعلـّميه ؟ ألم ينسبو له زورا إنكاره لحقيقة " عاد " حينما سأله المنصور عن ريح ستأتيهم كريح عاد ؟ نعم لايمكن أن نحاكم " سلطوية" ذاك الزمان بسياق السلطوية الماثلة الآن مع أنّ الأخيرة تمتّ بكبير صلة للغابرة ! ؛ وعلي نفس المنوال ،هل لنا أن نتساءل : لماذا توفّرت "الرشدية" علي كل هذا النجاح في الحضارة الغربية الناهضة حينها ، وعجزت أن تصادف أيّ نجاحات تذكر في الحضارة العربية المنزوية منذ ذاك الحين وإلي الآن ؟ كيف تفوّقت الحضارة الغربية بعد أقل من ثلاث قرون من وفاة ابن رشد بانبلاج عصر التنوير الاوروبي ب " نيكولاس كوبرينيكوس " وكتابه" ثورة الافلاك السماوية" الذي دحض فيه اليقين البشري السائد آنئذ بأنّ الارض هي مركز الكون، بافتراضه : أنّ الكواكب ، بما فيها الأرض ، تدور حول الشمس . ذاك الإفتراض الذي أكّده جاليليو علي الرغم من جبروت الكنيسة الظلامي ومحاكماتها الجائرة ليعلو همسه (ولكنّها أيضا تدور ) ..؟ لا أميل - بالطبع - إلي تعليل مثل هذا الاختلاف بين الحضارتين علي نهج بعض فلاسفة أورباومناداتهم "بنظرية تفوّق الانسان الأوروبي علي من عداه !" بل أذهب في ذلك إلي القول بهذه العبارة المستفادة من بعض المؤلّفات ( يبدو أنّ العلم ينمو بأنضر ما يكون في الثقافات ذات التوجّه الإيجابي إزاء عالم الحواس ، ويبدو أنّه يذوي في الثقافات ذات النزوع الرّوحاني الاخروي المتشدّد ) .. وهل أبلغ من دويّ انهيار الحضارة العربيةالاسلامية منذ ان علـّت من شأن العرق في عصبيتها ( الائمة من قريش) ؟ ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|