|
خلاف بين الخرطوم ووفد أوروبي ـ أميركي حول طبيعية الصراع في دارفور
|
خلاف بين الخرطوم ووفد أوروبي ـ أميركي حول طبيعية الصراع في دارفور
الخرطوم: اسماعيل آدم لندن: «الشرق الأوسط» اتجهت الاوضاع المتفجرة في ولايات دارفور الكبرى في غرب السودان منذ اكثر من تسعة اشهر بقوة نحو التدويل، وبرز خلاف واضح بين الحكومة السودانية ووفد اوروبي ـ اميركي زار دارفور، حول طبيعة الصرع الدائر هناك ووسائل معالجته. وبينما اعتبر الوفد ان المشكلة في دارفور خرجت عن النطاق المحلي، اصرت الحكومة على أن الامر «شأن داخلي» حتى الآن، في وقت يبدأ مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية اليوم مباحثات واسعة في الخرطوم تتركز حول الاوضاع المتدهورة في دارفور. وضم الوفد الاوروبي ـ الاميركي الذي زار مدينة نيالا، ثاني اكبر مدن دارفور، السفير البريطاني بالخرطوم وليم باتي، والقائم بالاعمال الاميركي بالخرطوم جيرالد غالوشي، وسفير الاتحاد الاوروبي بالخرطوم كينث ديفرغلت، ومسؤول البرامج الافريقية بالسفارة البريطانية دوغلاس ماركوني، ومدير المعونة والتنمية في السفارة البريطانية جون ماتيك، ويراد ماكس مستشار الاتحاد الاوروبي بالخرطوم، والتقى عدداً من قيادات القبائل العربية وقيادات قبيلة الفور، اطراف الصراع في المنطقة. ووصف السفير البريطاني باتي، الوضع في دارفور بأنه مشكلة معقدة وغريبة، وتحتاج الى حل جذري، ورأى أن قضية دارفور لم تعد محلية، واكد أن زيارة الوفد تأتي في إطار التفكير في وضع استراتيجية طويلة المدى لمواجهة الاوضاع الانسانية في دارفور. وقال باتي وهو يتحدث أمام مسؤولي حكومة ولاية جنوب دارفور، إن ما يحدث في دارفور جاء نتيجة لعمل مجموعات على ازاحة الاخرى والاستفادة من ثروات الأرض، ولكن السفير لم يشأ تسمية تلك الجهات، واشار الى اهتمام المجتمع الدولي بما يحدث في دارفور التي قال إنها اصبحت مشكلة تهم كل المجتمع الدولي ولم تعد مشكلة محلية، واوضح باتي ان الزيارة تأتي للتعرف على الاوضاع الانسانية ميدانياً، لتحديد الاحتياجات والخدمات المطلوبة لتوفيرها. وقال القائم باعمال السفارة الاميركية بالخرطوم جيرالد غالوشي، ان زيارة الوفد تأتي بسبب خطورة الموقف في دارفور، واضاف انه زار في وقت سابق مدينتي الفاشر والجنينة بصحبة مدير المعونة الاميركية، واكد دعم بلاده لكل المنظمات الانسانية العاملة في دارفور، واعلن سفير الاتحاد الاوروبي كينث ديفرغلت ان الاتحاد الاوروبي رصد نحو 6.7 مليون يورو لدارفور، لكنه رهن ذلك بالتوصل الى اتفاق سلام في السودان، وكشف عن تشكيل مجموعات مشتركة للعمل الإغاثي والتنموي. ولكن وزير الدولة بوزارة الشؤون الإنسانية محمد يوسف عبد الله قال في تصريحات ان الصراع في دارفور محلي الطابع، مؤكدا ان الحل يجب ان يتم محليا عبر اهل دارفور انفسهم، و حمل المسؤول السوداني بريطانيا المسؤولية الاخلاقية عن التخلف الذي يسود ولايات دارفور في الوقت الراهن. واعرب عن أمله في ان تتجاوز المساعدات البريطانية الشأن الانساني الى التنمية المستدامة في دارفور. الى ذلك قالت حركة العدل والمساواة الناشطة في دارفور ان طائرات حكومية قامت الاحد الماضي بمساعدة مليشيات «الجنجويد» التابعة للحكومة بحرق 12 قرية شمال مدينة الجنينة، وهي الصليعة والقري الواقعة حول جبل مون وبابنوسه وقرى أخرى واقعة شرق منجور، وقتلت 21 شخصا وأصيب 54 اخرون، باصابات خطيرة ومازال اكثر من 40 شخصا في عداد المفقودين. وحسب بيان وقعه رئيس الحركة الدكتور خليل ابراهيم محمد فإن الطائرات الحكومية احرقت ودمرت كل ممتلكات المواطنيين من منازل وثروة حيوانية ومحلات تجارية ومزارع، «في غياب تام لأي رقابة دولية، مما ادى الى كارثة انسانية كبيرة في المنطقة، ونزوح آلاف المواطنين وضياع لجميع ممتلكاتهم وحقوقهم». ودعا البيان المجتمع الدولي الى التدخل الفوري العاجل لحماية المواطنين في المنطقة، ودعا منظمات العون الانساني الى الاسراع لإغاثة المتضررين في المنطقة.
|
|
|
|
|
|