عرقــي العيش سوّاها فيناااااااااااااا وسكـرنا ورقدنااااااااا طينةةةةةةةةة

أجي يا بنت أمي !!! قومن يا بنات شخلعن الغرفة دي من و ألي ... و أطلقن البخور
الليلة زارنا النبي ,,,, هي يا يابـة!! حليلك والله .. سمعتوا واللا جـابو ليك ؟؟
الليلة منو القشّي ليك الدرب ؟؟؟؟
يا بنت يا نجمــــة ..... شيلي الاكياس دي دخليها المطبخ ,, لكن .. ماكان في داعي للتعب دة
أنت ما ذوق وتنتـنة فوق ... انت ما غابة و باقي الناس حطابة .... أنت ما ربع الرطل البملآ القزازة
يا حليلك لي يا ( كمال) ......

عزراً خواطري ... فقد دلفت الي فكرتي من مداخل عجولة ....
ولكني قد سأمتُ هذا البيات المديد الكئيب .. و بدأت أفكر في تهشيم عزلتي..
الوحدة أرتباط وثيق بالهموم .... وحدها المواسم تبقي وحيدة
ولكن الايام تتكاتف وتتّحد وتتداخل حتي لا تكاد تميّز بين الليل والنهار والصباح والمساء
لذا قررت تمزيق هذه الصحيفة اللعينة التي تشدني لواقعي البائس
وتدشين فانتازيا الاحلام
لا امتلك وسيلة تفجر الاحداث داخلي بنفس القوة التي تشعل الاثارة .. وتحيل الرتابة الي آكشن
فقط ساحاول السطو علي حفنةٍ من الكاريزمـــــا تكون بمثابة الشراع حين السكون
والجناح أن شقّ التحليق......

قبل أن تستقر شهادي الثانوية في جدار غرفتي .... قرر والدي أن يلحقني بالعمل في محلّهِ التجاري
في السوق ... والحقيقة أنني لم أكن موضع ثقة و لا أحظي بحفاوة من والدي و أمي....
لم تكن تصفني الاخيرة الا بالصايع الضايع أو ولادة السجم والندم !!! علي حد قولها....

كل أخوتي ولدوا ما بين الاثنين والجمعة .... ما عدا انا... فقد ولدت في أربعاء وعقاب شهر!!!!
وهكذا نشأ ( كمال) مشروع فاشل لآنسان مستقيم... ولم ينجح الا في أرتياد البيوت المشبوهة
و أوكار الخمر والرزيلة....

هنالك منطق واحد يسيطر علي ثقافة قاع المدينة السفلي ويسمو علي كل الافكار والثقافات الاخري
فالجميع هناك يرفعون شعار ( الدنيا حلوة) و يصنعون منه واجهة أنيقة لفكرة ( الدهرية) التي تمجد اللحظة
وتقيم للغد ألف مقبرة ومقبرة ....

باغتتني في هذه اللحظات خواطر شريرة ,, أشتبكت مع زكريات سيكوباتية ...
فيما تتبعثر خطواتي في شوراع الحارة نصف المظلمة .... دون مراعاة لعشرات المارة والسابلة ..
في طريقٍ يختنق فيه الضؤ تارةً ... ويلسعك أحياناً حتي تتبيّن شكل المسار..
أو هكذا يخيّل لي ....
ولكني أكيد من تحكم البؤس المطل من خلف الاطار علي الخطوط الرئيسة للوحة الوجوه والقسمات
أما الطابع التلخيصي يخلو من تعقيدات بصرية تغالط حركة العيون في حوار غير مجدي مع نثار ديكور المكان
وتفتح مداخيل لدجل نظري توهّمي أنصرافي .....
مع ان البساطة في حقيقتها الجوانية تعقيد جائر لعالم لا يكتسب صحيّة مناخه الا من خلال صرخة او عراك...


كل هذه الانعطافات الفكرية تطاوفت حولي وانا في طريقي لمنزل (حاجة سليمة ) والتي حتماً لم تكن تبيع
اللبن !!! وبعد أن طرقت الباب الحديدي السميك...
وتركت آدميتي خلفي ... وفي محفظة نقودي كامل أيراد المحل حتي أشرب معاها جبنة الاربعاء...
و لا بأس في كــأسٍ دهاقاً !!!


يا ود أمي الليلة عندي ليك حاجة نضيفة.... بس خلينا نشرب جبنتنا دي
يا بنات.... يا بنت يا ( نجمة) يللا يا حبيبتي قومي سوّي الفشار... وقوم أنت يا ( ميكي) شتّت البرسيم
عاد الليلة يا كمال تشرب معاي ديك يا الجبنة الماخمج!!!!
أجي يا أخواني ...!!!!

تراصت الفناجيل في مهابة .....وبدت كرتلٍ من الصحابة... يستمعون لآيٍ من الزكر الحكيم ..
أما الشموع التي أوقدت.... فقد كانت مثل حقل نخلاتٍ بروس ......
او مجموعة مصليّن أغبياء.... تركوا ما بينهم فرجاتاً للشيطان..... و أختلفوا حول الامام...

وبعد هنيهات .. تلطّخت الفناجيل البيض بسواد القهوة العزراء ...

في طقوس أثيوبية مع أيقاعات شرقية عزبة المزاق...



قلت لي يا ( كيمو) كيف دنيتك ؟

دنية شنو يا وليّة ؟ كلها حسابات في الدكان و مشاكل مع الحاج والحاجة

في البيت ....

ووب علي لكن .. الخلآ عليك !! والبزار لزومو شنو ؟ ما نحن دنيتنا حلوة

كدي يا حاجة سليمة وقّعي لي ( التحديقـة) ..

أسكت ساهي يا ولدي صاحبتك فلانات ناس الدنيا قالوا عندها الموضوع!

أهااااااااااااا ؟؟؟

حلفت بتول ست الصندوق قالت شافت نتيجة الفحص بي عينها..

أمانة ما جبنة يا نجمة دي الجابت القوايل و الهوايل دي..

كدي عليك الله يا ميكي ناولني القزازة التحت السرير ديك.. ياخي دايرين

نفرّح بشير لولية

دقولك يا بشير فرشولك يا بشير

شراب العرقي هولك يا بشير



أعتقد أن بشير في هذا المساء قد رضي عنا تماماً ..بعد أن جنّ جنون

الكؤوس .. وتعهّرت الافكار في الرؤوس ... وبدت الشموع كأنها نيران المجوس ... في معبد رهبان قاموا بأرتكاب الخيانة العظمي

وعاشروا النســاء .. أولئك اللاتي أصبحت ملابسهنّ أكثر أقتصاديةً

وتحـرّراً ... فدائماً بعد الكأس الرابع .. وحين يتمشّي في الاوصال

بصيص الخدر ,,, تأتي أطروحات أكثر جرئـةً و أكثر وعياً بعالمٍ مجنون

عالم بلا قيود...

الخمر لا تغيّب العقول !!!!!!!!! كل ما تفعلهُ هو نزع التغليف من الافكار

والمعتقدات الزائفة !!

كل ما تفعلهُ ... لا يتعدّي فضيحـــة أصطناعية لمجموعة من الشعارات

والمبادئ التي لانؤمن بها !!

ولكن نرددها أرضاءاً للرقيب الاجتماعي !! لا اكثر

الذي يحدث في الواقع هو تداخل منطقي لعدّة أزمان في زمن واحد

و أقصاء للحظات متوترة بأخري محمومة... و أستئصال الواقع الردئ

من أجل الوصول لما فوق الشعور وهذا ما حدث بالفعل!!..



تعاركت عيون كمال صبيحة اليوم التالي مع الرموش ..والاجفان...

حتي تتجمع المشاهد في عقلهِ .. وتتكون في ناظريهِ جملة بصرية مفيدة

و أختلفت الحواس حول اليقظة والحلم... الواقع والوهم ...كل ما هناك

مجموعة من الوجوه الصفراء.... والنظرات الباهتة مع فوضي عارمة

تنتظم المكان.. والحاجة سليمة تجوب أرض الغرفة في غضب وتقول:



أجي يا كدة !!! قوموا هوووي .... عكستوني الليلة

يا كمال النايم ليها شنو ؟

دي كبســة السواد والرماد .. يا حسن فوقي .... يا بنات

نجمـــة... ميكي قوموا نضّفــوا .. أطلقوا البخور العدني

كان الله يفك العكسة دي يا برير ود الحسين الظلط الما بلين....



يغادر كمال المكان في نصفِ يقظة..... ونصف وعي ونصف ترتيب ...

وهو يسب و يلعن الدهر وناس الدهر وحاجة سليمة ونجمة وميكي

وهو يردد في ثمالةٍ



عرقي العيش سوّاها فيناااااااااااااا

وسكرنااااااااا ورقدنا طينااااااااااااااااا