كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
الرقصة القومية
|
الرقصة القومية تاج السر الملك أفتقد الحضور السودانى بشدة فى كثير من المواقع والمحافل العالمية, بعضها مهم و بعضها غير ضرورى كمسابقات ملكة جمال الكون( فكل النساء السودانيات ملكات جمال كون) أن رغب (راغب) أم أبى وعلى السياق منافسات التزحلج على الثلج و عدد من الفعاليات التى (ما عندنا صبر ولا أخلاق) لها بصراحة .أما الطبق السودانى فأننى أفتقد وجوده هذا أذا سلمنا بوجوده أصلا ففى خلال سنى الدياسبورا العديدة الممتدة ظل مقعد الطبق السودانى فارغا جنبا ألى جنب مقعد الأغنية السودانية والتى لم تتعد حدود القرن الأفريقى تلوب فى أقليميتها بصبر وعناد لا تحسد عليهما, والأدب السودانى( بأستثناء موسم الهجرة والتى صارت قدرنا وقدرتنا حتى تحولت ألى لعنة) منذ الستينات نعيد مضغها واعادة أكتشاف أكتشافها حتى فقدنا قدرتنا على كتابة غيرها ثم الشعر السودانى والذى رغما عن عذوبته ورصانته و تفوقه فهومحرم على مناهج المدارس العربية و مدارسنا حلال زلال على أيليا أبو ماضى و عباس أبو وردة (أن كان هنالك شاعر بهذا الأسم!) و قد حلمت بتواضع سودانى جم موغل فى سودانيته بيوم أمر فيه على مغربى أو مشرقى على حين غرة وأفاجأ بهما (يجران النم) فى الشم التى خوخت أو يتمايلان صوفية وبلهنية على نقرات طار أو طارات أولاد حاج الماحى أو أن يتسع الأثير فى محطات الفرانكواراب ليشمل عمر أحساس ضمن قائمة طلبات المستمعين والذين أذكر منهم ( طارق أبو الركب) من صيدا والذى كان أشد الناس طلبا لأغنيات (البونى أم) فى سالف عهد الديسكو.و تمنيت و ما بحرام على المرء التمنى أن أدخل مطعما واحدا خارج حدود السودان أنعم فيه بطلب واحد (رغيف باللبن) ك (ديزرت) أو عصيدة دخن وسمنة أبو قوتة (صايد اوردر) أو مطعم واحد يسمى الأشياء بأسمائها مثل (جنا جداد مستوى) بدلا عن البيض المسلوق أو أن يقدم السمبر المحمر تحت أسم جداد مشوى كما يحدث دائما فى محطة أبو زبد حين يختلط الجوع بالنعاس بالظلام وأمنيات الوصول , و بالرغم من أننى لا أعلم السر وراء تسمية (الجقاجق) بالجقاجق ألا أنها تشابه فى صداها ووقعها كلمة مقانق ..فتأمل أين تجلس المقانق من الجقاجق ..أما التركين فهو صنو (السوشى) أضافة الى حضارة الاف من السنين قبيل ميلاد المسيح و (مديدة الحلبة) كم تمنيت أن أكحل عيونى بصورتها على (المنيو) و كذا الكسرة و( الكسرة كومبينيشن) بأضافة الطماطم (مانيوالى) بطريقة التعفيص اليدوى , و (الموص) و هو الكسرة أياها مضاف أليها ماء السكر وهى غذاء حاسم لتشحيم العروس لرفع قيمتها الشرائية و لا يغيب عنا ذكر اللماصة و هى العجين السائل الساعى نحو حدود التخمير..أما خبزا أو (فرح معبأ فى الجرار) أن تخابثت عليه نفس أمارة بالسوء!!وهى عزيزة قريبة ألى قلب (غنماية ) الجيران(والحديث لا يزال عن اللماصة) أن أغفل طرف عنها فما هى لحظة ألا و قد التحت بياضا مثل ذقن الشيخ الحبيس وقد تبين لى بعد فحص و تمحيص أن مأساتنا كشعب تكمن فى حساسيتنا المفرطة و حيائنا غير المبررفنحن نخشى جل خشيتنا ..النقد والتقريع و السخرية أو هى ضآلة مقدار الثقة بالنفس الحادث بفعل الجلد المبرح منذ سنوات الخلوة مرورا بالروضة و حتى ساعة التخرج تحت ظلال حكم العسكر (والذين يأخذون أجازات قصيرة جدا جدا بين أنقلاب وآخرأجازة مدفوعة الأجر وأنقلاب خلال ساعات التكليف الرسمية), و بسبب هذه الثقة المتضائلة أن لم نقل (المنعدمة) فأن كل عظيم نفعله يتحول بفعل الأحباط ألى شىء لا يستحق الذكر وكل معضلة وطارىء الى(مافى عوجة) وكل معجزة ألى (حاجة بسيطة) أو (من طرف دولاب) وهمى ,و أذا درنا حول القمر على ظهر عنقريب فذلك (عادى)..و قد قادتنا هذه (الهيوميليتى) اللعينة وذالك الصبر الفضفاض المخنوق (بأعصاب بايظة)الى الأنبهار بكل ما يفعله الأخرين فنمت فى قواميسنا كلمات باقيات غير صالحات (رهيب...رهيبة..مبالغة..شاذ..حاجة ما معقولة..اسكت ساى..حاجة ما تخلس الخ الخ..) فأحببنا (أم على) و(بابا غنوج) و تضايقنا من (أم دفسو) و (ابو مركوب)مع العلم بأننا الأمة الوحيدة الباقية على ظهر هذا الكوكب والتى تأكل دواخل الخراف نيئة و أننا لا نموت بفعل ذالك و لكننا نموت بفعل الحماقة و (المغسة).. نقة أخيرة ذهبت الاسبوع الماضى لتلبية دعوة كريمة من أسرة أثيوبية لحضور حفل زفاف قضيت سهرة ممتعة أجمل ما أزانها أن حضورها كانوا قليلى الثرثرة منسجمون بأخلاص مع تفاصيل الفرح والأحتفاء بالعروسين و برغم من عدم معرفتى باللغة ألا أننى أستطيع الجزم بأنهم لم ينغصوا ليلتهم ب(ساس يسوس) ثم جاءت فقرة الرقص فرقص الجميع بتناسق و أنسجام فكانوا و كأنما يرقصون حسب نوتة معلقة فى فضاء الصالة أو كأنما رضعوا الخطو والأيقاع مع حليب الأم ..لم يشذ أحد و لكنهم أبدعوا جميعا داخل أطار موحد متفق عليه..أستبانت حسرتى حين هاجمنى خاطر مثل الكشف بأننا لا نملك (رقصة قومية)!!!!و أقصد بذالك رقصة واحدة موحدة يجتمع على أدائها كل السودانيين و استثنى من ذالك البشير بتشديد الشاء والذى يسود أعراسنا وأحتفالاتنا فهو فهو طقس(سودان اوسطى) و هو ليس رقصا بقدر ما هو طرقعة لأصبعين فى الهواء فأذا أستثنينا البشير بتشديد الشاء تبقى لنا رقص البشير بفتح الباء وكسر الشاء كمشروع رقصة قومية هذا أذا وافق (كير) بالطبع ...فحالنا أسوأ من مآلنا...وحسبنا الله ونعم الوكيل.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الرقصة القومية | Tagelsir Elmelik | 05-18-07, 03:47 AM |
Re: الرقصة القومية | Emad Abdulla | 05-18-07, 10:33 AM |
Re: الرقصة القومية | Adil Osman | 05-18-07, 11:01 AM |
Re: الرقصة القومية | غادة عبدالعزيز خالد | 05-18-07, 11:39 AM |
Re: الرقصة القومية | Ishraga Mustafa | 05-18-07, 12:32 PM |
Re: الرقصة القومية | Tagelsir Elmelik | 05-18-07, 09:20 PM |
Re: الرقصة القومية | Raja | 05-18-07, 02:42 PM |
Re: الرقصة القومية | Tagelsir Elmelik | 05-18-07, 07:34 PM |
Re: الرقصة القومية | Tagelsir Elmelik | 06-18-07, 09:45 PM |
Re: الرقصة القومية | ibrahim fadlalla | 06-19-07, 09:50 AM |
Re: الرقصة القومية | Tagelsir Elmelik | 06-19-07, 03:10 PM |
|
|
|