فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 04:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حسين يوسف احمد(حسين يوسف احمد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-22-2005, 06:54 PM

حسين يوسف احمد
<aحسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي


    تحياتي وودي .. نيابة عن حزب البعث العربي الاشتراكي وأصالة عن نفسي يسععدني أن أقدم لكم ندوة حزب البعث العربي الاشتراكي التي اقيمت مؤخرا بجامعة الخرطوم ...
    مـع ملاحظة أني قد أخرت كلمة ممثل المقاومة العراقية الأستاذ الرفيق صلاح المختار لتكون في نهاية الندوة بدلا من ترتيبها الطبيعي كما جاءت في الندوة...

    الندوة السياسية الكبرى .. التي أقامها
    حزب البعث العربي الاشتراكي في يوم الثلاثاء 27/9/2005م
    تحت عنوان : ( الراهن السياسي )
    بدار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم

    ابتدر مقدم الندوة الأستاذ / عثمان إدريس أبوراس بالآتي :
    مرحباً بكم جميعاً في داركم العامرة دار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم والتحية لكم جميعاً أساتذتنا الأجلاء المناضلين، يسعدني ويملأني غبطة أن أقدم لكم قبل أن يعتلي المنصة الأستاذ المناضل علي الريح الشيخ السنهوري ، صوت المقاومة العراقية ، تحية من أرض النيل إلى أبناء الفرات ، تحية إلى القائد الأسير المناضل الرئيس الشرعي لجمهورية العراق الرئيس صدام حسين ...
    الندوة السياسية الكبرى .. التي أقامها
    حزب البعث العربي الاشتراكي في يوم الثلاثاء 27/9/2005م
    تحت عنوان : ( الراهن السياسي )
    بدار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم

    نرحب بممثلي أحزاب الأمة القومي .. وحركة اللجان الثورية .. والحزب الاتحادي الديمقراطي .. حزب المؤتمر الشعبي .. والحزب الناصري .. وحزب التحرير الإسلامي .. منظومة العمل القومي .. والهيئة الشعبية لنصرة العراق وفلسطين .. كما نرحب بالدكتور إدريس البنا عضو مجلس رأس الدولة السابق ...
    أيها الأخوة الحضور كلفت بتقديمه وهو المقدم وكيف أعرفه وهو العلم ، منذ صغره يافعاً في عروس الرمال ، كلن قائداً فذاً في القطاع الطلابي ، مناضلاً ، جسوراً ، مؤسساً لجمعية أنصار الثورة الفلسطينية ، مشاركاً ومؤسساً لاتحاد الكتاب والأدباء التقدميين العرب ، ولاتحاد المحاسبين العرب .. قدم بعد ردة 22 يوليو هو وكوكبة من رفاقه من بينهم الشهيد المرحوم إسماعيل عبدالله مالك والأستاذ محمد الضو عمران ، لمحكمة عسكرية عقدت بمدينة الأبيض وكان وسام جدارتهم خمس سنوات سجناً قضاها بين سجن الأبيض وسجن كوبر .. واختاره رفاقه عضواً في قيادة الحزب وهو داخل المعتقل .. ليخرج من بعدها قائداً لحزبه وملهماً لشعبه فمهندساً دون منازع لخط وشعار الإضراب السياسي والعصيان المدني الذي أطاح بحكم الجنرال نميري .. يمشي بين رفاقه كالطيف يزورهم فرداً فرداً .. أخاً وأباً وصديقاً وحبيباً ، وقائداً وملهماً ، معلماً ومتعلماً متواضعاً شهماً شجاعاً تقياً ورعاً .. قاد حزبه طوال تلك الفترات مع رفاقه رقماً متفاعلاً منسجماً مطوراً لعقيدة الحزب وفكره وخطه السياسي .. شارك مع أبناء العروبة معايشاً في قادسية صدام المجيدة ومقاتلاً وقائداً في أم المعارك الخالدة .. وغيره مما تعرفون عنه في الحواسم ...
    أقدمه لكم أخي ورفيقي المناضل الأستاذ على الريح الشيخ السنهوري الذي اختاره رفاقه في مؤتمرهم القومي الثاني عشر عضواً في قيادة الحزب القومية وهي أعلى مؤسسة قيادية في حزب البعث العربي الاشتراكي منذ العام 1992م فليتفضل ليقدم قراءة حزب البعث العربي الاشتراكي للراهن السياسي ومهام المرحلة .. وأرجو أن تسمحوا لي أن أضيف مردداً ما دعا له الأخ الكريم المناضل صلاح المختار في أن يهب الله نعمة العافية على رفيقنا الأستاذ بدر الدين مدثر وأن يجعله كما هو حاضراً بيننا الآن وبما اكتفينا من حضوره مشاركاً الآن ، ليشارك غداً أو بعد غد متحدثاً من هذا المنبر لتستمعوا له في وقت آخر .. فنرجو له موفور الصحة والعافية .. ليتفضل الأستاذ علي :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخوة الحضور والأخوات ... السادة الضيوف .. الرفاق والرفيقات .. تحية طيبة .. والتحية أجلّها للرفيق القائد المناضل الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس جمهورية العراق صدام حسين ولرفاقه في الأسر .. الأستاذ الرفيق طه يس رمضان عضو القيادة القومية نائب رئيس الجمهورية .. الأستاذ الرفيق طار ق عزيز عضو القيادة القومية نائب رئيس الوزراء ، والرفاق في قيادة قطر العراق والمناضلين من أبناء وبنات شعب العراق في معتقلات الاسر الامريكي ..
    التحية للرفاق ولشعب العراق المجاهد البطل وعلى رأسهم شيخ المجاهدين وقائد المقاومة الوطنية العراقية الرفيق عزت إبراهيم الدوري عضو القيادة القومية ونائب امين سر قيادة قطر العراق ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة ..
    وأحيّ باسمكم في الأسر الصهيوني، أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي في فلسطين والامين العام لجبهة التحرير العربية الرفيق راكاد سالم " أبو محمود " ..
    التحية لشهداء حركة 28 رمضان المجيدة .. هؤلاء الرجال الأقوياء الأبطال الذين ناضلوا ضد نظام جعفر نميري وقادوا انحياز القوات المسلحة للشعب في انتفاضة مارس / أبريل الشعبية المجيدة وكان جزاءهم الاحالة للتقاعد في اغسطس 1985م ، ولكن عزيمتهم لم تهن وظلوا يناضلون دفاعا عن الخيار الديمقراطي إلى أن قادت الجبهة الإسلامية انقلابها العسكري على الديمقراطية في يونيو 1989م ودفاعا عن القوات المسلحة التي كانت دائما أول ضحايا الانقلابات، ودفاعا عن ميثاق الدفاع عن الديمقراطية ووفاءً لالتزامهم الوطني تجاه شعبهم فقد كانوا أول المناضلين الجسورين وقدموا أرواحهم فداء للشعب ودفاعاً عن المبادئ .. كان الشهداء يسيطرون على أخطر الأسلحة (المظلات – الطيران – المدرعات ووحدات أخرى) ولكن بعد أن فشلوا في السيطرة على القيادة العامة اثروا الحل السلمي ولكن مفاوضيهم نقضوا عهدهم .. فتم إعدامهم فورا في مكان مجهول، ولم تسلم جثثهم إلى أسرهم، ولم تعرف مقابرهم حتى هذه اللحظة ..
    التحية لأسر شهداء حركة رمضان الذين واصلوا نضالهم رغم القمع في إحياء ذكرى حركة رمضان المجيدة وفاءً لتضحيات ذويهم ووفاء لشعبهم ولأجيال السودان الصاعدة ..
    أسمحوا لي أيها الأخوة أن أخص بالتحية الرفيق بدرالدين مدثر الذي جاء من المستشفى لحضور هذه الندوة ولم يأت من بيته ..
    أيها الأخوة والأخوات :
    لقـد قررت الجبهة الإسلامية – جناح المؤتمر الوطني –البقاء في السلطة (6) سنوات أخرى ، مستمدة شرعيتها من نيفاشا ، ومن القوى الأجنبية التي رعت هذه الإتفاقية ،و دعت القوى السياسية للمشاركة الهامشية .. وبالرغم من رفض القوى السياسية الرئيسية المشاركة في هذه الحكومة ، فقد سميت حكومة الفترة الانتقالية بحكومة الوحدة الوطنية ، وهذه خديعة جديدة تضاف إلى الخديعة المستمرة (16) سنة بل هي الخديعة الكبرى بعد خديعة 1989م .. لست سنوات أخرى تطالبنا الجبهة الإسلامية باستمرارها قائداً للبلاد ، هل يثق شعبنا في أن الجبهة مؤهلة لأن تحكم لست سنوات أخرى؟ .. نحن نقول كلا ، إن سجل الجبهة الإسلامية لا يؤهلها لقيادة البلاد في الاتجاه الوطني الصحيح ، كما لا يؤهلها لاكتساب ثقة الشعب ، فهي تفتقر إلى المصداقية وإلى الثبات على المبدأ .
    إن للجبهة الإسلامية سجل طويل في معاداة الحركة الشعبية وتعويق التطور الوطني ، ولا يسع المجال لاستعراض هدا السجل ولكن نذكر منه أن مشاركتها لنميري في السلطة في الفترة من 1979 – 1985م كانت أسوأ فترة في العهد المايوي ، حيث جرى ترحيل الفلاشا، والخضوع لشروط صندوق النقد الدولي ، وتجدد الحرب الأهلية في جنوب البلاد ، وقوانين سبتمبر ومحاكم الطوارئ والردة باسم الإسلام والإسلام منها براء ، هذه الفترة المظلمة التي أعدم فيها محمود محمد طه ومحاولة محكمة المكاشفي باتهام حزب البعث بالردة، وهو حزب الإيمان، والحكم على أربعة من أعضائه بالإعدام، لولا تدخل المرحوم الرشيد الطاهر وبعض الحكماء في اللحظة الأخيرة ..
    وكانت الجبهة الإسلامية رأس الرمح في إجهاض التجربة الديمقراطية حيث بدأت التآمر على الديمقراطية منذ مارس / أبريل 1985م ، ولطالما حذر حزبنا والقوى الوطنية من محاولات وعواقب الارتداد على الديمقراطية، ومع ذلك فقد تمكنت من اغتصاب السلطة في انقلاب 30 يونيو 1989م ، هذا جزء من السجل ، وعند اغتصابها للسلطة لم تعلن أنها المسئولة ، حيث عملت على إخفاء حقيقتها باعتقال أمينها العام وأعلنت حل الجبهة الإسلامية ومصادرة ممتلكاتها ، وقالوا أنهم جاءوا من أجل انقاذ السودان وحلاً لأزمته ، ولكن هذه الحيلة لم تنطل على البعث ، فقد أصدر الحزب بياناً كشف فيه كذب الجبهة ، وأوضح فيه أن الانقلاب حل زائف لأزمة حقيقية ، وأنه باستناده على برنامج الجبهة الإسلامية فسوف يزيد الأزمة تعقيداً وتفاقماً ..
    فالأزمة كانت قائمة قبل 1989م ولكن شعب السودان كان يناضل لشق طريقه للخروج من الأزمة بإيجاد حل سلمي ديمقراطي لمشكلة الجنوب ، وقد تمكنت انتفاضة ديسمبر 1988م من إجبار الحكومة على الاستجابة لمطالب النقابات والحركة الجماهيرية .. كما أن مذكرة القوات المسلحة في فبراير 1989م شكلت انحيازا لمطالب الشعب وأجمعت الحركة الوطنية السودانية على ضرورة إعادة صياغة التجربة الديمقراطية بما يخرج السودان من الحلقة المفرغة التي ظل يدور داخلها منذ الاستقلال .
    لقد جاء انقلاب الجبهة الإسلامية في 30 يونيو لقطع الطريق أمام حركة التطور الطبيعي التاريخي لشعبنا ، وأدعى أنه جاء لإنقاذ البلاد ، وطرح شعارات الاعتماد على الذات والتحرير والاستقلالية ونأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ..
    فقد طرح نظام الإنقاذ شعارات الاعتماد على الذات .. ولكن وكما قال الفريق إبراهيم عبود : ( أحكموا علينا بأعمالنا ) فإن أعمال الإنقاذ جاءت مناقضة لشعاراته ، إذ سار على طريق التبعية الاقتصادية للغرب الرأسمالي وخضع لمطالب صندوق النقد الدولي في التكيّف الهيكلي الرأسمالي في عام 1992م .. وذلك بعد أن رفض السودان بعد انتفاضة مارس / أبريل المجيدة في 1985م الخضوع لشروط الصندوق والبنك الدولي في رفع الدعم عن السلع الأساسية والخدمات الضرورية ، وتصفية القطاع العام ، ورفع يد الدولة عن التنمية والخدمات ، وتحرير العملة الوطنية ، وتحرير التجارة الخارجية .. وهي السياسات التي أثبتت فشلها في بلدان العالم الثالث .. وقد جاء اعتراف صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في تقاريرهم السنوية منذ عام 1990م ، أي قبل عامين من التزام نظام الجبهة الإسلامية بشروط وسياسات الصندوق .. أنه بعد 40 سنة من تطبيق هذه السياسات أثبتت التجربة فشلها الذريع في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدان العالم الثالث ، وأن (109) بلداً من هذه البلدان ، تدهورت أوضاعها عما كانت عليه قبل (20) عاماً .
    ودعا الصندوق والبنك الدولي الحكومات إلى دعم التعليم والصحة وإلى تدخل الدولة لأداء دور في الاقتصاد الوطني .. مع ذلك ومع فشل سياسات صندوق النقد الدولي أصرت الجبهة الإسلامية على تطبيق هذه السياسات اعتباراً من 1992م ..
    إننا لا نريد أن نتجنى على الجبهة الإسلامية ولا ننطلق من دوافع ثأرية أو حزبية ضيقة ، فعندما أعلنت حكومة الانقاذ أنها مهددة بتدخل خارجي أعلن البعثيون في السودان استعدادهم لحمل السلاح لمواجهة التدخل الخارجي دفاعاً عن السودان لأننا حريصون على استقلال بلادنا وعلى سيادته .. ولم يذهب البعثيون لقيادة معارضة من الخارج بل كانوا يعارضون من الداخل ويتحملون تبعة نضالهم ومعارضتهم من الداخل ، لأنهم كانوا يؤمنون بأن من يستند على قوى خارجية سوف يرتهن لمطالب هذه القوى على حساب المطالب الوطنية لذلك التزموا بالمعارضة من الداخل وأدوا دورهم النضالي في هذه المعارضة ودخلوا المعتقلات وعانوا في بيوت الأشباح ما عانوا رفاقاً ورفيقات وعلى رأسهم الرفاق عثمان إدريس أبوراس ومحمد ضياء الدين ، وعلي حمدان ، ومصطفى عبدالرحمن ، والبخيت النعيم ووجدي صالح والتجاني حسين وغيرهم العشرات والمئات من البعثيين لا يسع المجال لذكر أسمائهم جميعاً ..
    فنحن لا ننطلق في موقفنا من الجبهة الإسلامية ومن حكمها حكم الإنقاذ جناح المؤتمر الوطني من الضغائن أو النزعة الثأرية أو النظرة الحزبية الضيقة ولكن واجبنا يملي علينا أن نملك الشعب الحقائق وأن نصارحه بالحقيقة .. لا يمكن أن تنطوي صفحة وراء صفحة ونحن نتجاوز الماضي ، وفي كل مرحلة نقول فلنبدأ صفحة جديدة وتكون الصفحة الجديدة أكثر سواداً مما سبقها من الصفحات .. علينا أن ننقد بموضوعية وأن نصارح شعبنا بالحقيقة كاملة دون أن نسوق له الأوهام أو نجعله يجري وراء الخيال وسراب الإنقاذ ...
    أيها الأخوة والأخوات :
    إن قضية التبعية الاقتصادية قضية مركزية وليست جانبية ، وإننا نحاكم أي نظام بنهجه الاقتصادي ابتداءاً لأنه يعكس نهجه السياسي والأخلاقي إذا اعتمد النظام نهج التبعية الاقتصادية للسوق الرأسمالي ، فسوف يتبع هذه التبعية تبعات أخر في المجالات السياسية والأمنية والاجتماعية ، بل حتى الثقافية ، كما هو جار اليوم بعد أن أخذت العولمة مفاهيمها الشمولية .. إن نظام العولمة الرأسمالي الذي ارتض نظام الإنقاذ أن يكون على هامشه كان وصل إلى مرحلة الرأسمالية المتوحشة ، والتي تعني تعميم قيم الرأسمالية وقيم السوق على كل المجتمعات في ظل شروط غير متكافئة للمنافسة ، وقد أحدث ذلك اختلالات واضحة في المجتمع الإنساني ، حيث أصبح العالم يعاني من سيطرة (20%) من سكان العالم على (85%) من الثروة في العالم و (80%) من السكان يعيشون على (15%) ، وأن نحو (1000) شركـة متعـددة الجنسيـة تسيطـر على نصف التجارة العالمية ، وأن (200) شركة متعددة الجنسية يفوق دخلها الناتج المحلي الإجمالي لـ (150) بلد و (35 ملياردير يملكون ثروة تفوق ما يملكه ملياران وخمسمائة مليون من السكان .. أي أن الملياردير الواحد يملك في المتوسط ما يملكه سبعة مليون إنسان ، بل (3) أفراد في الولايات المتحدة الأمريكية تساوي ثروتهم مجمل الدخل القومي لـ (45) بلداً عضواً في الأمم المتحدة .
    يقابل هذه الأرقام من الجانب الآخر ، مليار ومئتا مليون إنسان يعيشون على دولار واحد في اليوم ، وملياران وثمانمائة مليون إنسان يعيشون على دولارين في اليوم .. (30) نوع من الأمراض المندثرة عادت للظهور مرة أخرى جراء سياسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي .. بسبب الجوع يموت طفل دون العاشرة كل (7) ثواني .. وبسبب الملاريا يموت مليون طفل سنوياً ، أي طفل كل (30) ثانية ويموت بسبب الإيدز (6) ألف شخص يومياً .. هذا جزء من الأرقام .. وقمة الألفية قررت مواجهة الفقر والقضاء على الجوع ووضعت خطة لمدة (15) سنة ورصدت لها (60) مليار دولار فقط .. وهذا المبلغ يعادل ثلث ما تصرفه الولايات المتحدة في عدوانها على العراق سنوياً .. ولكن كانت النتيجة بعد (5) سنوات أن زاد عدد الفقراء ولم ينقص ..
    وإزاء هذه المفارقات والاختلالات بدأت الدعوة في أوربا وأمريكا إلى دولة الرعاية والالتزام الاجتماعي تحت شعار ( الإنسان قبل الربح ) .. وبدأ الأوربيون يتحدثون عن وحدة المصير الإنساني وإلغاء الديون المتراكمة على بلدان العالم الثالث وتوسع التيار المناهض للعولمة والعدوان على العراق ..
    وبالرغم من التردي المخيف في أوضاع بلدان العالم الثالث واعتراف الصندوق والبنك الدولي بفشل سياساتهما قرر نظام الجبهة الإسلامية الخضوع لهذه السياسات في عام 1992م ، متخلياً بالكامل عن أطروحاته الغامضة عن الاقتصاد الإسلامي وارتضى نهج التبعية للسوق الرأسمالي العالمي .. فماذا كانت النتيجة .. وما هو حصاد هذه السياسات ؟
    عندمـا وقع الانقلاب ، ادعى الانقلابيون أنهم جاءوا لإنقاذ الاقتصاد ، وأنهم إذا لم يأتوا لقفـز سعر الدولار من (12) جنيه إلى (20) جنيه .. ولكن سعر الدولار قفز إلى (2400) جنيه ، أي تدهور الجنيه (200) مرة .. وقد أثر ذلك على التوازن الداخلـي والخارجي للاقتصـاد الوطنـي ، ورفع من تكاليف الإنتاج وأثر على معدل الادخار الكلي والاستثمارات المحلية بعد أن تآكلت مدخرات الناس نتيجة لفقدان العملة لقيمتها ..
     تشريد (95) ألف من العاملين في مؤسسات القطاع العام تحت دعاوى الخصخصة وإعادة الهيكلة .
     تصفية مؤسسات القطاع العام الاستراتيجية اجتماعياً واقتصادياً وبيع الوحدات الرابحة لعناصر الجبهة الإسلامية .
     التفشي الخطير لظاهرة العطالة وانعدام التوظيف .. فقد تم توظيف (3 ألف خريج خلال (15) عاماً من بين (439) ألف خريج .. والمفارقة أن عدد الوظائف المصدقة من وزارة العمل ومازالت شاغرة تبلغ (89) ألف وظيفة منذ عام 2003م .
     توقف (60%) من الصناعات الوطنية نتيجة لضعف التمويل وفرض الرسوم والضرائب وزيادة أسعار الوقود علماً بأن جزء كبير منها تحت قيادة القطاع الخاص .
     تدهور القطاع الزراعي المروي والمطري نتيجة للإهمال المتعمد ، وتوقف البنك الزراعي عن دوره في تمويل المزارعين ، وتحوله للمضاربة .. مما أدى إلى بروز ظاهرة المزارعين المعسرين الذين زجّ بهم في السجون .. في الوقت الذي نجد فيه أن القطاع الزراعي مدعوم في كل العالم من الدول .. فالاتحاد الأوربي يدعم الزراعة بأكثر من ثلاثمائة مليار دولار سنوياً .. وأمريكا تدعم القطاع الزراعي بـ (125) مليار دولار ، حتى اليابان تدعم الزراعة بـ (79) مليار دولار سنوياً .
     عمل النظام على رفع الدعم عن السلع الأساسية والخدمات الضرورية وألقى بالأعباء الضريبية على كاهل المواطنين مما زاد من وتائر انتشار الفقر ..
     تدني خدمات التعليم والصحة ، وفرض الرسوم أدى إلى تفاقم ظاهرة التسرب ، حيث أن (45%) من الأطفال في سن التعليم هم خارج المدارس .. الكلام عن التعليم والصحة أنتم أدرى به من المتحدث ، لأنه همّ يومي عند كل مواطن .. الدولة تعتبر الانفاق على التعليم والصحة كأنما هو إنفاق بدون عائد ، بلا فائدة .. المواطن الآن استوعب أن تعليم أبناءه هو رأسماله الأساس الذي يعتمد عليه .. السيد الرئيس قبل يومين قال عن التعليم أن الأغنياء يدفعوا والفقراء نعفيهم والمعسرين نساعدهم ، لكن الحقيقة أن لو كان الطلاب يدخلوا بمعدلاتهم حسب الكليات وبعدين نشوف أبناء الأغنياء ليدفعوا وأن المعدمين نساعدهم كان معقول ، لكن الحاصل نحن نستقطع نسبة من المقاعد التي كان يمكن أن يدخلها الطلاب بمعدلاتهم العادية وتحويلها لنفقة خاصة وتعطي أبن الغني (12) درجة ليستطيع أن ينافس الفقير ويحل محله ويأخذ مقعده ، الحقيقة نحن لا نبسط العدل إنما نعلم أبناء الأغنياء على حساب أبناء الفقراء .. ومع ذلك إذا (45%) من الأطفال في سن التعليم خارج المدارس ، وإذا كان الإنسان هو رأس المال الأساس في عملية التنمية هذا يعني أن نصف القوى العاملة وربما المبدعة في المستقبل مطروحة ومعطلة .. وهذا مرده ليس لأننا لا نملك إمكانيات لبناء المدارس لكن لأن الصرف لا يذهب للمجالات الإنتاجية .. التعليم ، الصحة ، الزراعة ، الصناعة وغيرها ... الصرف يوجه لمجالات أخرى سنذكرها بعد قليل ...الآن ونتيجة لهذه السياسة تدهور الحد الأدنى للأجور إلى أقل من ثلث تكاليف المعيشة .. إذن نظام الجبهة رفع يده عن دعم السلع والخدمات ولكن هل تركت شعبنا يتدبر أموره .. كلا .. بل بدأ بفرض رسوم وعوائد على السلع الأساسية ... مثلاً رطل السكر الذي يخرج من المصنع بأرباحه يكلف (446) جنيه .. ويباع في المتوسط بـ (1000) جنية يعني أن الحكومة تفرض على الرطل رسوم تبلغ (554) جنيه والآن وصل سعر الرطل (1500) جنيه ونحن على أبواب رمضان .. كما أن سياسات النظام المعادية لتطلعات الشعب أدت إلى تفشي أمراض الملاريا والتيفويد ، وارتفعت بعدد المصابين بمرض السل إلى أكثر من (40) ألف في شرق السودان .. وبلغت الفجوة في مياه الشرب النقية (50%) في الحضر ، و (70%) في الريف .
    بالإضافة إلى ذلك فإن نظام الجبهة الإسلامية يحقق أرباح عالية من البنزين والجازولين المحلي تبلغ مليار دولار سنوياً بعد زيادة أسعاره من قبل والي الخرطوم الذي أعيد تعيينه لجدارته في رصف الطرق ومواجهة أحداث الاثنين الدامي ..!!
    أيها الأخوة والأخوات :
    المفارقات كثيرة وهذه نماذج فقط من الأوضاع الاقتصادية والمعاناة التي يعيشها المواطن يومياً .. أسمحوا لي أن نستعرض بعض الأرقام في ميزانية 2005م .. نلاحظ :
    أن قطاع الزراعة المطرية ، الذي بلغ دخل عائداته من الصادر (282) مليون دولار في العام 2004م .. خصص له في ميزانية 2005م (330) مليون دينار أي ما يعادل مليون وخمسمائة ألف دولار ، بينما خصص لكهرباء الفلل الرئاسية (656) مليون دينار ، أي ضعف ميزانية القطاع الذي يعيش فيه نصف عدد سكان السودان .
    كما أن ميزانيـة القصـر ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع ( مرتبات وتسيير ) بلغت (1.875) مليار جنيه يعني ترليون وثمانمائة وخمسة وسبعون مليار جنيه ، وبلغت ميزانية جهاز الأمن لعام 2005م (240) مليار جنيه ، وهذا يعني أن القصر ومجلس الوزراء والدفاع والأمن يصرف أكثر من ربع عائدات البترول لعام 2005م البالغة (706) مليار دينار أي ما يعادل (2950) مليون دولار .. ومن هنا نعرف أين تذهب فلوسنا ..
    والمفارقة أن ما خصص للصناعة في الميزانية لم يتجاوز (500) مليون دينار في بلد لم يدخل بعد في عصر الصناعة وكان ينبغي أن يكون الجزء الأكبر من الصرف للزراعة والصناعة والتعليم والصحة .. وخصص للصحة (16.7) مليار دينار في بلد بلغ معدل الإيدز فيه وسط الرجال (1.6%) ووسط النساء (2.7%) ، حسبما ذكره السيد / وزير الداخلية في كتابه بين التقنية والتنمية ( التجربة السودانية ) ديسمبر 2004م ، كما خصص للتعليم (29) مليار ، والزراعة (7.7) مليار دينار ..
    وفي الوقت الذي تم فيه إلغاء بند تحسين المعاشات والذي كان خصص له عام 2004م مبلغ (40) مليار جنيه استحدث (11) بدل للدستوريين في ميزانية 2005م تبلغ تكلفتها مئات المليارات . فإذا أردنا أن نوفر مصادر لتمويل القطاعات الإنتاجية علينا أن نحد من الصرف البذخي والتوسع في الوظائف الدستورية ، المركزية والولائية ..
    اليوم جريدة الوفاق نشرت خبر عن مخصصات الدستوريين المبعدين من المناصب التي كانوا يشغلونها .. تقول الجريدة :
    ( أنه عندما يتم إعفاء أي حكومة ولائية .. تتجه أنظار قلوب الولاة والوزراء والمعتمدين وأعضاء المجلس التشريعي صوب وزارة المالية .. بحثاً عن حقوقهم وتتمثل حقوقهم في الآتي :
    أولاً : قيمة أربعة تذاكر سفر عالمية لكل عامين لأبعد مسافة ..
    ثانياً : قيمة أربعة تذكر سفر محلية لأبعد مسافة داخل السودان ..
    ثالثاً : إيجار عربة لثلاثة أشهر إذا سلم العربة الحكومية ..
    رابعاً : قيمة إيجار منزل لثلاثة أشهر إذا أخلى المنزل الحكومي ..
    خامساً: راتب ثلاثة أشهر عن كل سنة لنهاية المدة ..
    هذا في الوقت الذي تم فيه الغاء بند تحسين المعاشات والذي كان خصص له في عام 2004م مبلغ (40) مليار جنيه واستحدث (11) بدل للدستوريين في ميزانية 2005م تبلغ تكلفتها مئات المليارات ..
    إن هناك تضخم كبير في جهاز الدولة ، فنحن من أكبر الدول التي بها وزراء حتى تخال أن كل من يمشي في الشارع كان وزيراً ، ومع ذلك لا تشعر أن الدولة بها مسئولين .
    وليس لهؤلاء المسئولين من عمل سوى إرهاق المواطن بالضرائب والرسوم كالماء والكهرباء والنفايات إلى السخرة ... الخ ، ولو استشعر المواطن أن هذه الضرائب تعود عليه بالخير لصبر وتحمل ، ولكنه يرى ويسمع كيف يتم صرف الأموال بشكل بذخي ، كما أن سياسة الضرائب الخاطئة دفعت قطاع كبير من المواطنين للنشاط الهامشي غير الرسمي وكذلك يفعل ديوان الزكاة بتقديراته العشوائيـة والفسـاد الذي يعشعش فيه ، كما جاء في تقرير المراجع العام .. وقد خرج علينا المسئولين في ديوان الزكاة أخيراً بقرار صرف (270) ألف مليون جنيه لإحياء شعيرة رمضان .. وطوبى للفقراء ...
    أي استخفاف هذا ، وأي تضليل .. لا أحد يُحاسب ، لم نسمع بمحاكمة أحد من المفسدين .. ففي طريق الإنقاذ الغربي لم يحاسب أحد ، ( وخلوها مستورة ) .. فوزير الداخلية قدم استقالته وقبل أن تكمل لجنة التحقيق عملها تمت ترقيته وتعيينه وزيراً للدفاع .. هناك استخفاف بالشعب وعدم تقدير لقضايا الناس ، وهناك شعور بأن هذا النظام عليه أن يفعل ما يشاء غض النظر عن رأي الناس ..
    هذا الاستخفاف بالشعب ليس جديد ، فهم تحالفوا مع نميري ضد الشعب وقاموا بانقلاب ضد الشعب .. الآن يريدون أن يستمروا ست سنوات هل طلبوا تفويض الشعب ؟ .. هل طلبوا رأي الشعب ؟ .. لم يطلبوا ولن يطلبوا.. لأنهم لا يهتمون بالشعب ، ولكنهم ارتكبوا خطأ كبيراً فالشعب السوداني شعب قوي وشعب عظيم فهو الشعب الوحيد في العالم الذي أسقط دكتاتوريتين بإضراب سياسي وعصيان مدني خلال عقدين من الزمان .. فالشعب السوداني ليس بالشعب الذي يستخف به ولكن لكل أجل كتاب ..
    إن نهج التبعية الاقتصادية هو الذي قاد إلى تبعية سياسية وأمنية وتسليم مقدرات البلاد للإمبريالية العالمية مقابل البقاء في السلطة والاستحواذ على الثروة ولو كان ذلك على حساب استقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها .. لقد أوصلتنا سياسة الإنقاذ إلى مرحلة معيبة ، فشعارات معاداة أمريكا والتوجه الحضاري كلها خديعة .. والذي اتضح أخيراً أن هناك تنسيق أمني وثيق بين النظام ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (C.I.A) لدرجة أن وزير الخارجية يقول إننا كنا عيون وسمع الـ (C.I.A) ليس في السودان بل في دول الجوار ، يعني صرنا وكلاء لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للتآمر على الشعوب المجاورة بأمر أمريكا .. بعد أن تآمرنا على شعبنا بحل الأحزاب وتفتيتها وحل النقابات وتصفية الحركة الجماهيرية وتكميم أفواه الشعب .
    وأصبحـت العلاقـات السرية بين جهاز أمننا والـ (C.I.A) علنية ، ويتم استدعاء مدير جهـاز أمننا لمقابلـة مديـر جهاز (C.I.A) ويرجع وهو مرتاح جداً للنتائج الطيبة التي تحققت !! ..
    بن لادن الذي احتمى بنا واستثمر أمواله بالسودان عرضت الإنقاذ على أمريكا تسليمه لها لكن أمريكا رفضت ، كارلوس سلمناه وغيره تم تسليمه .. وتسليم كارلوس طأطأ رأسنا في كل العالم ، فالرجل قاتل في فلسطين وناصر القضية الفلسطينية ، نحن آويناه واستضفناه ، وكان الواجب يقتضي أن ندعه يغادر لا أن نسلمه .
    التبعية الأمنية هي نتيجة التبعية السياسية وكل حلقة تقود إلى الحلقة الأخرى وبالتالي هذا المناخ هو الذي أفرز اتفاق نيفاشا ..
    ولما ذهب قادة الإنقاذ إلى نيفاشا ذهبوا وهم خاضعين اقتصادياً وأمنياً وسياسياً .. ولم تكن نيفاشا فرضاً إنما كانت إملاء .. هم موافقين على المخطط الأمريكي بالكامل وهم جزء منه وضالعين فيه ..
    وقد اعترف الطرفان بأن الضغط عليهم كان كبيراً .. ووصلا للاتفاق الذي تم عرضه في المجلس الوطني ومجلس الحركة الشعبية ليبصموا عليه دون مناقشة .. بمعنى أنه اتفاق غير قابل للتعديل ... اتفاق يمس مصير ووحدة البلد .. ويتضمن حق تقرير المصير بما يمس سيادة واستقلال البلد عن طريق وجود القوات الأجنبية والوصاية الأجنبية .. اتفاق مفروض حتى على الأحزاب التي وقعته ، أما الشعب السوداني فلم يسأل أو يستفتى حول الاتفاق ..
    بعض الأحزاب اقترحت عقد مؤتمر وطني جامع لكل القوى السياسية لمناقشة اتفاق نيفاشا لمعالجة بعض السلبيات والثغرات ، ولم يتم الاستجابة لهم تحت دعوى أن الاتفاق رعته دول معينة ، وتم الاتفاق عليه ومفروض على شعب السودان ، والغريب في الأمر أن الاتفاق أودع لدى مجلس الأمن وهو يعلم أن الشعب لم يطلع عليه ولم يستشار حوله مما يدل على أن مجلس الأمن مجرد لجنة تتبع للولايات المتحدة الأمريكية .
    حقيقة الطرفين بعد (15) عاماً وصلا إلى درجة من الإعياء لم يحتاجا إلا إلى إيعاز من القوى الخارجية ليوقعوا هذا الاتفاق ..
    نحن نلوم بالدرجة الأساس المجموعة التي كانت تمسك بمقاليد الأمور في البلد .. والذين يريدوننا الآن أن نوافق على استمرارهم لست سنوات بمشروعية الاتفاق ..
    وهذا الاتفاق خطيراً جداً ..
    أولاً قرر حق تقرير المصير للجنوبيين في الجنوب .. وهذا شيء غريب لأن حق تقرير المصير طرح في أربعينيات القرن الماضي للشعوب المستعمرة ، لكنه لا يطرح في إطار شعب واحد وبلد واحد .. إذا طرح في إطار بلد واحد لابد أن يشترك كل الشعب في تقرير مصيره .. ولا يمكن أن يمنح هذا الحق لقسم من أبناء الشعب وليس لكل الشعب لأن تقرير المصير سوف يؤثر على وحدة السودان وبالتالي سيؤثر على مصير كل الشعب .. فكيف جزء من الشعب يقرر مصيري أنا .. فلابد لكل الشعب أن يشارك في تقرير مصيره .. هذا الحق أعطى لجزء من الشعب السوداني وليس لكل الشعب ..
    إن وحدة أو انفصال الجنوب عن الشمال سيؤثر على مصير كل الشعب وليس على مصير جزء من الشعب وبالتالي هذا الحق ينبغي أن يكون حقاً لكل الشعب السوداني وليس لجزء من الشعب السوداني ..
    ثم أن هذه الاتفاقية جعلت المواطنة في السودان حالة انتقالية ، فأبناء جنوب السودان الموجودين في الشمال بعد مرور ست سنوات إلى أين ينتمون ، إذا حصل انفصال ، والمواطن من أبناء شمال السودان الموجود في الجنوب ماذا يحدث له أيضاً ..
    وبسبب الاتفاقية أصبح مصير الوطن مجهول .. هل السودان بحدوده الراهنة سوف يظل هو السودان أم لا ؟ ..
    الكلام عن الوحدة الجاذبة .. أفرض أن الحكومة قصرت تجاه أي إقليم من أقاليم السودان ، والحكومة مقصرة تجاه كل الشعب وكل الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان للأسف قصرت تجاه كل الشعب .. لكن إذا الحكومة قصرت تجاه جزء من أجزاء السودان .. إقليم مـن الأقاليم .. هل هذا يعطي الإقليم الحق في أن ينفصل ؟ .. أم أن القضية قضية عامة .. نحن إذا لم نواجه قضايا الأزمة الوطنية السودانية بإرادة وطنية سودانية جامعة لن نستطيع أن نحل مشاكلنا ..
    السودان جزء من عالم يتحرك نحو التكتلات الكبرى .. ونحن كوننا بعثيين نناضل من اجل الوحدة العربية .. وكوننا سودانيين نناضل من اجل الوحدة العربية والاتحاد الأفريقي والوحدة الجمركية .. نناضل من أجل أن يصبح السودان جزء من تكتل كبير حتى يستطيع مواجهة التحديات .. البلدان الأوربية المتطورة تجمعت في الاتحاد الأوربي لتتمكن من مواجهة التحديات المستقبلية .. نحن في بلد صغير ومتخلف وإمكانياته محدودة وتحتاج للتجميع والتحشيد .. لكننا نتجه نحو الفيدرالية والتجزئة .. الفيدرالية التي أجازتها الاتفاقية .. وكما قال الأستاذ صلاح المختار قبل قليل هي ليست فيدرالية بل كونفدرالية .. والآن عندنا في الجنوب كونفدرالية لأن سلطات حكومة الجنوب كاملة تقريباً .. هذه الكونفدرالية التي يسمونها فيدرالية هي خطوة نحو تفتيت البلد وإضعافه ..
    ما كان مطروح في السودان تاريخياً هو الحكم الذاتي الإقليمي لجنوب السودان ومنذ الخمسينيات هتف السودانيين ( نو فدريشن، وي آر ون نيشن ) بالعربي وبالإنجليزي .. هذه الفيدرالية وما يجري في السودان باسم حق تقرير المصير هو ليس بالشيء الجديد ..
    هناك كاتب سوداني يدعى محمد سليمان محمد كتب كتاب " حروب الموارد والهوية " قدم له الدكتور صلاح آل بندر مدير مؤسسة المجتمع المدني السوداني في كامبردج .. صلاح آل بندر كان يشغل وظيفة مرموقة في الأمم المتحدة يقول في ص8 : ( أطلعنا على تفاصيل المشروع الأمريكي للكونفدراليات خلال فترة عملنا كمدير لبرنامج الأمانة الدولية – منظمة حقوق الأقليات ومقرها لندن – وقد آثرنا الاستقالة غير نادمين على تلك الوظيفة المغرية ابتعاداً عن الشبهات في مارس 1993م .. ويواصل ( وأن المشروع الأمريكي يهدف إلى تفتيت الدول العربية الأكبر بإمكانياتها ويذكر منها العراق والسودان إلى كانتونات أصغر ثم إعادة صنعها في شكل كونفدرالي .. وهو مشروع مسنود بدراسات تفصيلية ، يقترح ضمن أشياء أخرى تقسيم السودان إلى دويلة شمالية للمسلمين ، وأخرى للأفارقة في الجنوب وثالثة في جبال النوبة ، ورابعة في ديار الفونج ، وخامسة في دارفور ثم يعاد جمعها في كونفدرالية أفريقية عربية .. والعراق إلى ثلاث كانتونات شيعية في الجنوب ، وسنية في الوسط ، كردية في الشمال ) ..
    هذا الكلام كان قبل 1993م قبل أن تبدأ مشكلة دارفور هذا المخطط قديم ، إذن الموافقة على الفيدرالية هي مقدمة للكونفدراليات أو لكانتونات كما ذكر الكاتب بما يعني تفتيت السودان ومن هنا تأتي خطورة تقرير المصير وحتى لا تكون هناك رجعة أو مراجعة أصروا على جلب قوات أجنبية في الجنوب .. مع أنه هناك اتفاق بين الحكومة والحركة على إعادة نشر قواتهما ... فلماذا وجود قوات أجنبية ؟ !! .. هذه مقدمة لاحتلال البلد سيما وأنهم جلبوا قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور وهي في الواقع تمول وتوجه من أمريكا والاتحاد الأوربي .. وهذه القوات منتشرة في الجنوب ودارفور والأنقسنا وجبال النوبة وقواعدها الخلفية في الشمال .. إذن نصف السودان محتل ، ولكن الأهم من ذلك أن إرادة قادتنا هي محتلة قبل أن يحتل البلد .
    كذلك لا توجد قواسم مشتركة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لا رؤى مشتركة بينهما .. اتفقوا على تقسيم السلطة وعائدات الثروة وكل طرف متربص بالآخر وهذا ما أثبتته أحداث الاثنين ... لا انسجام لا تناغم بينهما .. وزير الخارجية مصطفى عثمان اتهم الحركة بأحداث الشغب ، وبالمقابل قامت المساجد بالدعوة للفتنة والقتل على الهوية ومعروف من الذي يمكن أن يصدر مثل هذه النداءات .. إذن الطرفين ضالعين في فتنة الاثنين ..
    وفي اعتقادنا أنها مخطط خبيث لخلق هوة بين الشمال والجنوب من أجل التمهيد لفصل الجنوب عن الشمال .. تضاف لكل المرارات التي أوجدتها الحرب طوال (15) عاماً .. لكن علينا أن نعبئ شعبنا تعبئـة صحيحة للتحشد حول الثوابت الوطنية وأن لا ينجر خلف هذه المخططات الخبيثة ..
    أيضا الصيغـة التي تم بهـا توزيـع الـوزارات بين الحركة والمؤتمر تدل على عدم التوافـق والانسجام وغياب البرنامج .. وقـد وصفها باقان أموم وصف كاريكاتوري حيث قال عند توزيع الوزارات بدأنا بالوزارات السيادية .. المؤتمر أخذ وزير شئون رئاسة الجمهورية ، الحركة أخذت وزير شئون مجلس الوزراء .. المؤتمر أخذ الداخلية نحن أخذنا الخارجية .. وفي وزارات القطاع الاقتصادي المؤتمر أخذ المالية ، ونحن أخذنا الطاقة لكن المؤتمر رفض أن تأخذ الحركة وزارة الطاقة .. وقال كنا نأكل هم ملعقة ونحن ملعقة ولما أصبح الأمر متعلق بوزارة الطاقة قذفوا الملاعق وأصبحوا يأكلوا بأيديهم الاثنين .. حقيقة هذا أحسن كاريكاتوري .. وانشغل البلد بالصراع على وزارة الطاقة .. لماذا لم ينشغلوا بوزارة الزراعة أو الصناعة أو التعليم والصحة ..!!؟؟ الانشغال بوزارة الطاقة حيث الصفقات ..
    هل نحن الآن أمام نظام انتقالي ؟ ، والسيد رئيس الجمهورية ونوابه أدوا القسم على أساس أنهم رؤساء لنظام انتقالي .. ونتساءل ما هو النظام الانتقالي ؟ .. انتقال من أين إلى أين ؟ .. هل هو انتقال من وحدة إلى انفصال ؟ .. نحن عرفنا النظم الانتقالية في أكتوبر وفي مارس / أبريل ولم تكن امتداداً للنظام الذي سبقها ..
    ولكن حكومة انتقالية تمتد إلى ست سنوات هذا يعني استمرار نظام الإنقاذ بشعارات جديدة .. كيف يمكن أن تكون هناك حكومة انتقالية تستمر ست سنوات وفترة حكم عبود كلها لم تستمر أكثر من ست سنوات .. الحكومة الانتقالية يجب أن تكون ستة أشهر أو سنة .. وعندما يكون هناك حكم انتقالي لابد من حل النظام القديم .. وتتوافق القوى السياسية على مدة ومهام الحكومة الانتقالية ..
    ما حصل ليس حكومة انتقالية .. بل استمرار لنظام الإنقاذ بشعارات جديدة .. وهذه خديعة كبرى مثل خديعة انقلاب 1989م ..
    يفترض أن تكون هناك حكومة انتقالية من كل القوى السياسية لفترة محددة تجري بعدها الانتخابات .. نحن لا نثق في هذا النظام ولا نثق في أي انتخابات يجريها ، ولا نثق في أمريكا التي تقف خلف هذا النظام .. وبالتالي الحل ليس في تشكيل حكومة يسيطر عليها المؤتمر الوطني على (52%) منها والحركة (28%) ، وكل القوى السياسية في الشمال والجنوب تأخذ (20%) .. وهذا يعني سيطرة الجبهة الإسلامية على القرار السياسي وبقية القوى السياسية على الهامش .. ولن يكون لها تأثير قوي على القرار السياسي أو ثقل على فرض رأيها ..
    ولا نفهم على أي أساس تشارك القوى السياسية في هذه الحكومة الخاضعة لسيطرة المؤتمر الوطني سيطرة تامة .. نحن نطالب الفريق عمر حسن البشير إذا أراد إدخال السودان فعلاً في مرحلة انتقالية جديدة أن يحذو حذو الفريق إبراهيم عبود ، ويعلن استقالته ، وحل المجالس القائمة ومجلس الوزراء وكل المجالس التنفيذية والتشريعية وأن تشرف القوات المسلحة أو غيرها كما حصل في أكتوبر وأبريل على عملية المفاوضات إلى حين تشكيل الحكومة ، وهذه هي السلطة الانتقالية ، وهي التي ستفتح الطريق لإنقاذ البلاد .
    إن استمرار هذا النظام الذي أدى إلى مصادرة الحريات ، والحقوق العامة وإذلال شعب السودان والذي أدى إلى الخراب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي وفرط في استقلال البلاد وفي سيادتها .. استمرار هذا النظام سوف يؤدي إلى تفاقم وتعقيد الأزمة الوطنية ولن تحقق أهداف الشعب في السلام والتنمية والديمقراطية .
    نحن لا نطرح هدفاً أو مطلباً مستحيلاً .. ولا نقول أعزلوا المؤتمر الوطني وإنما نطلب أن ينطلق الجميع من خط شروع واحد ..
    ما حصل بين الحركة والجبهة هو هدنة ، هو إيقاف لإطلاق النار ، علينا أن نناضل من أجل تطوير ذلك إلى سلام مستدام حقيقي وشامل بمعالجة الأسباب التي أدت إلى حرب الجنوب ونقل البلاد إلى مرحلة جديدة متقدمة ..
    ومن هنا فإننا ندعو شعبنا وكل القوى السياسية أن تناضل من أجل هذا المطلب ، وعلى طريق هذا المطلب ندعو شعبنا إلى انتزاع حريته النقابية ، وتحقيق مطالبه ، واستعادة ثقته في نفسه وقدراته ، وعلى البعثيين وطلائع الشعب أن يناضلوا لتوسيع قاعدة الوعيّ والتنظيم والضغط على النظام للموافقة على حل هذا النظام وتشكيل حكومة انتقالية حقيقية ، وأن يتخلى عن زيفه وخداعه وتضليله للشعب ، في أن ما تم تكوينه ليس حكومة لوحدة وطنية وحكومة انتقالية .
    وندعو النساء الذين هن نصف هذا الشعب للنهوض بدورهن في المجتمع السوداني ، وندعو الطلاب والشباب لإعادة بناء تنظيماتهم ، اتحاد الشباب الديمقراطي ، وتوسيع قاعدة تنظيماتهم ، لأن شعبنا يحتاج إلى توسيع قاعدة الوعي وإلى التنظيم ، وعلينا أن ننطلق من شعار أن الشعب أقوى وأن إرادة الشعب لا يمكن أن تغلب .. وأن الشعب إذا صمم على التحرر والتغيير فإنه سوف يحقق أهدافه ، إذ لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ..
    علينا أن نشحذ إرادتنا كبعثيين وكوطنيين وأن نوسع دائرة تفاعلنا مع الجماهير في كل مكان ، وأن نوسع أوعية تنظيماتنا الديمقراطية ، وأن نستلهم من جهاد شعبنا ورفاقنا في العراق العزم والإصرار والاستعداد للتضحية والبذل في إطار نضالي سلمي بتنظيم كل جماهير شعبنا ..
    وندعو جماهير شعبنا في الشرق وفي دارفور وفي كل مكان الذين أعيتهم الحيلة ولجأوا إلى حمل السلاح إلى أن ينضموا إلى النضال الوطني السلمي وينخرطوا في العمل مع كل القوى السياسية السودانية لحل مشكلة السودان المركزية .. فمشكلة دارفور لن تحل في دارفور ومشكلة الشرق لن تحل في الشرق وحده .. المشكلة مشكلة عامة .. مشكلة كل السودان وكل شعب السودان ولن تجد حلاً جذرياً لهذه المشكلة إلا بتوحيد جهود أبناء شعب السودان على امتداد القطر ..
    نحن ندعو القوى الوطنية والسياسيين والخيرين من أبناء وبنات شعبنا إلى توحيد صفوفهم والتوافق على الثوابت الوطنية على برنامج حد أدنى يعزز السيادة والاستقلال ويعيد الاعتبار للقيم السودانية الأصيلة الخيرة والنبيلة التي ترفض الفساد والمفسدين .. ويضع بلادنا على طريق الديمقراطية والتنمية المستدامة ...
    والسلام عليكم

    ( نص كلمة صلاح المختار مرفق )

    أيتها الأخوات

    أيها الإخوة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يمر العراق اليوم بمرحلة خطيرة جدا ، ابرز مميزاتها وصول الاحتلال الأمريكي إلى حالة اليأس القاتل ، بعد أن توصل إلى استنتاج حاسم فرضه الواقع القتالي ، وهو أن المشروع الاستعماري الأمريكي في العراق قد فشل نهائيا ، نتيجة امتداد المقاومة المسلحة إلى كل العراق ، من الشمال الكردي إلى البصرة جنوبا ، ونجاحها في تحرير الأرض العراقية وتحريمها على قوات الاحتلال ، التي تلزمها التعليمات العسكرية بعدم البقاء في منطقة واحدة أكثر من عشر دقائق ، لتجنب هجمات المقاومة الحتمية . إن اليأس النهائي من تحقيق المشروع الأمريكي في العراق هو مصدر الخطر الكبير على شعب العراق ووحدته الإقليمية الآن ، لأنه عمق مأزق الإدارة الأمريكية، وجعلها فريسة قناعة صحيحة تقول إن الفشل في العراق ستترتب عليه نتائج اكبر من العراق ، وأهمها سقوط المشروع الإمبراطوري الكوني الأمريكي ، مع انه حلم أمريكا الأقدم والأعز إلى قلوب دعاة استعمار العالم ، منذ استعمرت القارة الأمريكية الشمالية نهائيا وأعلنت دولة اتحادية فيها ، قبل مائتي عام ، لذلك نرى أمريكا الآن تستخدم كل طاقاتها المادية والاستخبارية والعسكرية ، لإلحاق الأذى بشعب العراق بتدمير مدنا كاملة كما حصل مؤخرا في تلعفر البطلة ، خصوصا من خلال تكثيف محاولات تقسيمه على أسس عرقية – طائفية .

    أيها الإخوة
    أيتها الأخوات

    ومادمنا بصدد الحديث عن محاولات تقسيم العراق من الضروري الإشارة إلى مصدر هذه الخطة الأصلي ، إذ من المعروف إن تفتيت الأجزاء القطرية للوطن العربي ، المقسم منذ تطبيق اتفاقية سايكس – بيكو السيئة الصيت ، هو من حيث الجوهر مخطط الحركة الصهيونية العالمية ،الذي تبلور وأخذت قوى الاستعمار الأوربي بتنفيذه مع بدايات القرن العشرين ، وبرز بصفته احد أهم ممهدات قيام إسرائيل ، واحد اهم متطلبات بقاءها وتوسعها بعد قيامها . ولكي نتذكر الخطوط العامة لهذا المخطط يجب ان نتناول ما ورد في كراس ( ستراتيجية لاسرائيل في الثمانينيات ) ، وهو كراس كتبه عوديد ينون عام 1980، الذي كان مستشارا لمناحيم بيجن رئيس وزراء اسرائيل وقتها ، فلقد لخص ينون المخطط الصهيوني تجاه الأمة العربية وحدد خطوطه العامة في هدفين اساسيين : الهدف الاول هو استغلال الاقليات العرقية والطائفية في الوطن العربي لتقسيمه من الداخل ، بدعم اسرائيل لتلك الاقليات ودفعها للانفصال ، وتمييز نفسها بشك استفزازي عن العرب باسلوب مبرمج ، ويشمل هذا الهدف كل الاقطار العربية مشرقا ومغربا . ويحدد ينون الاقطار المستهدفة ومن بينها العراق والسودان ، حيث يدعو الى زيادة دعم الاكراد في شمال العراق والموالين لايران في جنوبه ، وفصل جنوب السودان . اما الهدف الثاني فهو تعزيز التحالف الاسرائيلي مع دول الجوار العربي غير العربية ، واطلق على هذا المطلب اسم ( نظرية شد الاطراف ) ، لان من الضروري جدا، من وجهة نظر اسرائيلية ، ابقاء الدول المجاورة للعرب في اسيا ، وهي ايران وتركيا ، وفي افريقيا ، وهي اوغندا واثيوبيا والسنغال وغيرها ، في حالة توتر وصراع مع العرب ، سواء حول الحدود او المياه و الاقليات او الدين ...الخ.
    إذن من ينظر الى خارطة الاحداث في العراق وغيره ، يجد ان مخطط اسرائيل هو الذي ينفذ من قبل امريكا ، فالدستور المعروض الان للاستفتاء في العراق ما هو الا مشروع اسرائيلي وضعه نوح فيلدمان اليهودي الامريكي ، وجعله عبارة عن قاعدة لتقسيم العراقعلى اسس عرقية وطائفية ، باسم الفدرالية ، بينما هي في الواقع كونفدرالية وليست فدرالية ، لانها تمنح الكيانات الفدرالية المطلوب اقامتها سلطات فعلية ورسمية اقوى بكثير من سلطة الدولة المركزية وعاصمتها . ان تحويل السلطة في العراق الى الاطراف وتجريد المركز منها ما هو الا مقدمة لالغاء الكيان الوطني العراقي ، ومحو الهوية العربية للعراق ، والذي يشكل العرب فيه اكثر من 85 % من السكان ، وهنا يكمن الجوهر الاسرائيلي للدستور .

    أيها الحفل الكريم :

    لكن هذا المخطط الاستعماري الصهيوني اسقط ، بفضل الله جل وعلا ، ونتيجة تماسك شعب العراق ، وغلبة مقاومته المسلحة ، بصفتها القوة المقررة والحاسمة في العراق، واغلق الباب بوجهه الى الابد انشاء الله وبعونه ، فالمقاومة العراقية ذات البنية التنظيمية العراقية ، والتوجه العروبي – الاسلامي ، ضمت في صفوفها كل مكونات المجتمع العراقي، ففيها ، في قواعدها وقياداتها ، العرب والاكراد والتركمان ، على المستوى الاثني ، وفيها المسلمين والمسيحيين والصابئة واليذيديين ، على المستوى الديني ، وفيها السنة والشيعة ، على المستوى الطائفي ، وفيها ابناء الريف والمدن على المستوى الاجتماعي . لذلك فان المقاومة العراقية التي تقود الثورة العراقية المسلحة ، تعبر بصدق عن اماني وتطلعات وقناعات كل العراقيين ، وهي ليست حكرا على فئة او حزب او جماعة ، وهنا يكمن سبب نجاح الثورة ضد الاحتلال وقوتها الهائلة وقدرتها على اسقاط المشروع الاستعماري في العراق ، والقضاء على خطة تقسيمه .
    انني ، ايتها الاخوات ، ايها الاخوة ، اطمئنكم بتاكيد انكم يجب ان تثقوا بان اخوتكم واخواتكم المجاهدين والمجاهدات في العراق الثائر ، قد قبروا مؤامرة التقسيم الى الابد ، تماما كما افشلوا مؤامرة استعمار العراق ، فما يجري في العراق يؤكد ان المقاومة المسلحة تفرض سيطرتها على العراق ، وتقرر مسارات التطور فيه ، وتسقط سيناريوهات امريكا واسرائيل وايران ، واحدا اثر الاخر ، حتى وصلنا الى مرحلة ، اصبح فيها الشعب العراقي ينتظر اللحظة التي ينهار فيها الاحتلال كليا، ويشرع في الهروب من العراق ، وهي لحظة تاريخية قريبة ، بل اقرب مما تتصورون ، وستتم بعونه تعالى ، وبفضل تضحيات المجاهدين والمجاهدات من اخوتكم واخواتكم في سوح المجد والتحرير .
    ابشركم بان القوات المسلحة العراقية ، التي نزلت تحت الارض يوم غزو بغداد في 9 – 4 – 2003 لاجل ممارسة حرب المدن والعصابات ، قد اكملت كافة استعداداتها التنظيمية والادارية للعودة واعادة بناء جمهورية العراق العربي الحرة والمحررة .
    ابشركم بان ابطال الحرس الجمهوري القوة الاساسية في المقاومة العراقية ، ومناضلوا البعث واشقائهم الاسلاميين وكل الفصائل المتحدة يستعدون ليوم الحسم الذي اقترب ، واعلان تحرير العراق ،وهم يحملون شارات الجيش العراقي الوطني ويرتدون بدلاته القتالية المعروف ، ويفرضون سيطرتهم على مدن وقرى واحياء العراق.
    ابشركم بان صرخات الهزيمة قد تعالت من توني بلير القاتل ومجرم الحرب ، حينما قال يوم 25 – 9 – 2005 بانه لم يتوقع ابدا ان تكون مقاومة شعب العراق بهذه الشراسة غير المسبوقة والاصرار على مقاومة الغزاة .
    ابشركم بان رسائل اليأس القاتل قد بعثت من قبل جمهوريي وديمقراطيي الكونغرس الامريكي، الذين اتفقوا على ان غزو العراق كان خطئا ستراتيجيا فادحا، جعل العراق مستنقعا اخطر من مستنقع فيتنام .
    ابشركم بان مقدمات الانسحاب الامريكي الذليل قد بدأت تظهر متجسدة في اقرار الكونغرس الامريكي، ومراكز بحوث امريكية بان امريكا تخسر في العراق اموالا ضخمة كان يجب استخدامها لمعالجة مشاكل الفقر والكوارث في امريكا، واخرها اعصار كاترينا وشقيقتها ريتا ، واللتان جاءتا بعد ان عصفت اعاصير العراق باقوى واوحش امبراطورية شر في التاريخ .
    ابشركم بان المجرمة مادلين اولبرايت جزارة اطفال العراق ووزيرة خارجية امريكا السابقة ، قالت مؤخرا محذرة ادارة بوش بان اياما سود تنتظر امريكا في العراق .

    نعم ابشركم بكل ما يسر ويشرف العربي، وبكل ماينعش امال الاحرار في كل مكان من العالم ، ابشركم بان النصر العراقي يقترب وامريكا تنهار، ومشروعها الكوني الاستعماري اصبح في مهب ريح العراق ، ومع انهيار المشروع الامريكي تنهار المشاريع الصهيونية والايرانية ، ويبدأ الوطن العربي مرحلة نهوض قومي جديد يكنس كل الترتيبات الاستعمارية والصهيونية او المتصهينة ، التي فرضت في نصف القرن الماضي .
    ايتها الاخوات
    ايها الاخوة

    ربما تسألون ماذا سيحصل في العراق غدا ؟ وردا على هذا التساؤل اقول : غدا سيدفن العراقيون مشروع الدستور الصهيوني ، ومعه سيقبر عملاء الاحتلال والصفويون الجدد القتلة ، وستبدأ خطوات الانهيار النهائي للاحتلال الامريكي ، فالمقاومة وليس غيرها هي القوة المقررة والحاسمة ، وهي التي ستنفذ ما رسمته ستراتيجية التحرير التي وضعها البعث ، خصوصا وان الاحتلال وقع فريسة اليأس من امكانية تنفيذ مشروعه الاستعماري في العراق . انتظروا الغد وسترون عبر شاشات التلفزيون الدبابات الامريكية وهي تنسحب ومدافعها منكسة ، ورؤوس جنودها مكللة بعار الهزيمة امام اسود ولبوات العراق . انتظروا الغد وستسمعون ان (مجلس شورى المجاهدين ) ، وهو اعلى سلطة في المقاومة ، ويضم البعثيين والاسلاميين وكل الفصائل المقاتلة ، يعلن حكومة التحرير الائتلافية وسط زغاريد النساء وبسمات اولاد وبنات الشهداء .
    انتظروا الغد حيث سيبزغ فجر العراق المحرر الديمقراطي، ومنه ستنطلق شموس الحرية لتضيئ سماء امة العراب كلها من المحيط الاطلسي حتى الخليج العربي . انتظروا الغد حيث ستسود راية الله اكبر وتحل محل كل الرايات من موريتانيا الى عمان .

    ايها الحضور الكريم :

    ربما تظنون انني نسيت شيئا مهما ، وهو تحية الرفيق المناضل الكبير بدر الدين مدثر، كلا ايها الرفاق اذ كيف انسى من كان ومازال رمزا من ابرز رموزنضال البعث وشرف هذه الامة العظيمة . انني احيي بحرارة رصاص المقاومة العراقية وصدقها واستقامة خط سيرها الرفيق المناضل بدر الدين مدثر، وانقل اليه والى شعب السودان وقواه المناضلة ،تحيات رفاقه المقاتلين في العراق، وعلى راسهم المجاهد عزت ابراهيم الدوري القائد العام الميداني للمقاومة العراقية ، واصلي لله ان يمنح رفيقي بدر الصحة والعافية ، واقول للرفيق بدر اننا بعثيوا العراق على العهد ، عهد الله باقون ، فوالله لو انطبقت الارض على السماء، ولو اشرقت الشمس من المغرب وغربت في المشرق فلن نغير مسارنا، ولن نتراجع عن هدف تحرير وطننا ، ولن نسمح بتنكيس راية بعثنا . ونحن، يارفيق بدر، نرى النصر بدرا، كاسمك الكريم، كامل الاستدارة في كبد السماء ، يغمر وجهنا اينما تحركنا، او نظرنا او توجهنا . كما احيي الرفيق المناضل علي الريح ، وكل المناضلين القابضين على جمر المبادئ الخالدة في سودان العز والكرامة والاصالة العربية والاسلامية .
    تحية لشعب السودان الشقيق المناضل
    عاشت الثورة العراقية المسلحة
    عاش الرفيق صدام حسين مهندس المقاومة ومفجرها
    عاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر
    النصر ولا شيئ غير النصر

    الله اكبر وليخسأ الخاسئون
                  

العنوان الكاتب Date
فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي حسين يوسف احمد10-22-05, 06:54 PM
  Re: فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي صباح حسين10-23-05, 00:35 AM
  Re: فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي wadalzain10-23-05, 00:53 AM
    Re: فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي معتز تروتسكى10-23-05, 03:45 AM
      Re: فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي حسين يوسف احمد10-23-05, 06:03 AM
        Re: فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي حسين يوسف احمد10-23-05, 07:19 AM
  Re: فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي عبدالعظيم محمد أحمد10-23-05, 08:51 AM
    Re: فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي صباح حسين10-23-05, 08:55 AM
  Re: فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي altahir_210-23-05, 04:52 PM
    Re: فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي wadalzain10-24-05, 03:29 AM
      Re: فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي حسين يوسف احمد10-24-05, 07:28 AM
        Re: فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي حسين يوسف احمد10-24-05, 07:37 AM
          Re: فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي حسين يوسف احمد10-24-05, 08:17 AM
  Re: فضـلا إقـرأ وناقـش بهـدؤ.. ندوة حـزب البعـث العـربي الاشتـراكي عبدالعظيم محمد أحمد10-24-05, 09:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������ ������ �� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������

� Copyright 2001-02
Sudanese Online
All rights reserved.




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de