|
هـل مـن سـبيل لجمـع الصـف الـوطـني ؟ حزب البعث العربي الاشتراكي
|
لقد أخذت مساعي جمع الصف الوطني مناهج ومسميات متعددة ، في مختلف الحقب التي واجهت فيها حركة التطور الوطني السوداني تحديات خطيرة .. وحكمت القوى السياسية ، الحاكمة والمعارضة ، عوامل مختلفة ، ذاتية وموضوعية ، حددت مواقفها ، توافقاً أو تعارضاً مع تلك المشروعات والمساعي ، والتي ثبت أنها كانت تهدف في جوهرها ، أو أنها قادت بالنتيجة ، لاحتواء المعارضة في مؤسسات النظام . ووجدت على الدوام عرابون ، أو وسطاء محليون ، أو اقليميون ، أو دوليون وراء تلك المساعي .
* نظام 17 نوفمبر 1958 طرح ما أسماه المجلس المركزي ، الذي شاركت فيه العديد من الأحزاب الكائنة آنذاك ، ( الشعب الديمقراطي ، الوطني الاتحادي ، الأمة ، الشيوعي ) .
*ونظام 25 مايو 1969 طرح صيغة الإتحاد الاشتراكي ، الذي شاركت فيها أحزاب : (جبهة الميثاق الإسلامي ، الأمة ، الاتحادي الديمقراطي – باستثناء جناح الشريف حسين الهندي الذي اتخذ مع حزب البعث العربي الاشتراكي موقفاً معارضاً للنظام وللمصالحة ) .
*ونظام 30 يونيو 1989 استطاع بعد سلسلسة من الاتفاقات الثنائية التي عقدها مع حركة قرنق و ( التجمع الوطني ) أن يجعل كل من الحركة الشعبية ، والحزب الإتحادي الديمقراطي ، والحزب الشيوعي تنخرط معه في المجلس الوطني ، والقبول ببعض الوزارات والمناصب ، بعد أن استقطب إلى مؤسساته أحزاب التوالي من قبل .
ولقد تبين أن كل تلك المشروعات ، والتي اتسمت بالجزئية ، والثنائية ، وفي ظل اختلال توازن القوى لمصلحة القوى الحاكمة المستبدة ، لم تفعل سوى اصباغ مشروعية على النظم السياسية ، وإطالة عمرها ، واضعاف المعارضة ، وتفتيتها ، وابقاء المرتكزات الأساسية للأنظمة الدكتاتورية ، وبدون أن تقدم حلاً لأزمات التطور الوطني ، وقضايا الصراع السياسي الاجتماعي . بل يمكن القول أنها كانت حلولاً زائفة لأزمات حقيقية .
إن أحد أعمدة الأزمة الوطنية يتمثل في تداخل الصفوف بين قوى الاستبداد ، وقوى الديمقراطية ، حيث اتضح أن ما تهدف إليه العديد من القوى المعارضة ، ليس التغيير الجذري للنظام الدكتاتوري ، بل مشاركته اقتسام مزايا السلطة ، وما توفره من امتيازات للنخب المشاركة .
إن السبيل الوحيد لفك الإشتباك وفرز الاختلاط ، هو الوضوح التام لمرتكزات البرنامج الديمقراطي البديل ، النقيض لبرنامج الاستبداد ، والتأكيد على استحالة مزج الديمقراطية بالاستبداد ، أي بالعمل على تصفية النظام من جذوره ، وليس ترقيعه ، أو الزعم بإمكانية اصلاحه ، لأنه غير قابل لذلك ، بل إن بقاءه أضحى العقبة الرئيسة أمام مشروع تجاوز الأزمة .. هذا الوضوح المطلوب هو شرط التفاف جماهير شعبنا حول قوى التغيير الديمقراطي ، وتطوير هذه القوى إلى قوى فاعله وقادرة على هزيمة النظام ، وفتح الطريق للخروج من نفق الأزمة الوطنية الشاملة .
نـواصـل >>>
|
|
|
|
|
|
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
|
|