|
Re: العملاقان وردي ومحمد الأمين رفقاً بالجيل الجديد من المطربين (Re: عبدالماجد موسى)
|
اجترار الحزن ونشر غسيلهم بطرق ثعبانية خطيرة تسببت فى الروح الإنهزامية للمحبين فى السودان وأن عقيدتهم فى الوصول إلى الغايات ميئوس منها بالفطرة لذا تجد معظمهم يسترقون السمع والنظر فى الحفلات الخاصة للعروس ويمارسون تعذيب الذات ويتلذذون بذلك فى الحفلات العامة . ذكر وردي أثناء اللقاء الكبير فى سهرة العيد قبل يومين بأن الشخص الذى يبحث عن الإذاعة فى الماضي ويأتى إليها لإجازة صوته هو شخص موهوب فى المقام الأول وبالتالى لايمكن رده أما الآن فانك تجد ثمانية مطربين يتقدمون للإذاعة كل اسبوع أى إثنان وثلاثون فى الشهر ثم يتسائل مستغرباً عن عددهم فى العام ، بالطبع مثل هذا الكلام من الموسيقار الكبير وردي سطحي جداً وليس له أى أسس يقوم عليها إذا أخذنا العوامل والمعوقات التى كانت تقف سداً منيعاً فى وجه كل من أراد الولوج إلى سلك الغناء وأولها أن الغناء فى حد ذاته كان جريمة كبيرة بل محرماً عند معظم الناس فى ذلك الوقت بالإضافة للنظرة السالبة جداً تجاه كل مطرب أو مغن على أنه مجرد ( صعلوك ) ثم تأتى العوامل المخيبة الأخرى مثل بعد المسافة ومشقة السفر من والى العاصمة التى غالباً ما يجدها المغنى المبتدأ فى الأصقاع السودانية البعيدة للعبور من خلال تلك القنوات وأخيراً وليس آخراً تعداد السكان القليل نسبياً مقارنة بالحاضر ( ومعروف أنه كلما كثر عدد السكان فى أى دولة كثرت المواهب ) ولا ننسى الحالة الإقتصادية النطيحة وليست المتردية التى يعيشها شباب اليوم التى جعلت الكثير ينقبون فى دواخلهم وزواياهم لإستخراج مواهبهم أو هواياتهم فالحاجة أم الإختراع والإبتكار والمثابرة أيضاً ولهذا وذاك فليحمد الله كلٌ من وردي وغيره ممن أتيحت لهم فرص لإيصال صوتهم الغنائي دون معناة تذكر وبمساعدة الظروف لهم وخاصة مطربو العاصمة فبرزت مقدراتهم الغنائية وملأوا الساحة الفنية الخاوية تقريباً من الأصوات الجديدة المعاكسة لأسلوب الحقيبة الجنائزي ، فالمنطق إذن يقول بدل أن تأتوا فى كل لقاء لتلقوا باللوم المباشر وغير المباشر على المطربين الشباب بأنهم سبب النكسة الفنية فى البلاد أسألوا أنفسكم هل استطعتم أن تقدموا للمستمع أو المتذوق الشاب ( الذى يعيش فى هذا العصر ) ما يرضى وجدانه ويواكب عصره ويشبع أحاسيسه ويلاطف ذوقه أم أنكم لا زلتم حبيسو الماضى وتريدوا من المطربين الشباب أن يسيروا فى نفس الخط الذى سرتم فيه ( تماماً كما تفعلون فى تربية أطفالكم بطرق تاريخية بعيداً عن المستقبل وطرق التفكير والتعاطي معه ) بالرغم من أنكم رفضتم الأساليب القديمة فى الغناء عند الإنتقال أو العبور على جثث شعر وألحان الحقيبة لتخرجوا بنمط جديد وأسلوب غناء مختلف ، فلهذا وذاك نقول لمطربينا الكبار غنوا واطربوا مستمعيكم وقواعدكم وترفقوا بالمطربين الشباب ودعوهم يطربوا مستمعيهم فلكل زمان إيقاعه وأساليبه ولكل فنان أدواته فلا تنزعجوا مما يحدث أمامكم وقدموا النصح والإرشاد وبأساليب غير الأساليب التى تتبعونها الآن وستجدون من الشباب من يطرق بابكم طلباً للمشورة وإن أبيتم إلا اللعن والطعن فسيمضي هؤلاء الشباب فى طريقهم وسينجحون فى نصف الزمن الذى نجحتم فيه أنتم أو أقل .
| |
|
|
|
|
|
|
|