ليلى أبو العلا/الروائية السودانية ـ المصرية ـ البريطانية ـ العالمية‏

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 05:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-17-2009, 05:01 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلى أبو العلا/الروائية السودانية ـ المصرية ـ البريطانية ـ العالمية‏ (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    وصل الصف إلى البوابة، عند وصول أمنية، وزميلاها الإثنان من الأطباء، المرضي والآباء يفترشون الأرض، ينتظرونها، هي وزملاؤها، كان ذلك يوم الثلاثاء، اليوم المخصص للعيادة الخارجية لدار شيشر للاطفال من داخل الدار وخارجها، من الخرطوم ومن قراها البعيدة، أمنية تركت عربتها قرب الباب، تحت لافتة ضخمة تشير إلى دار شيشر بالعربية والإنجليزية. كان ذلك في شهر يناير وأمنية تشعر بالحيوية والنشاط حيث نادراً ما ترسل الشمس اشعتها اللاهبة في مثل هذا الوقت من العام. كانت ترتدي سترتها الصوفية السوداء. التي تناسبها وتقاطيعها تبدو بارزة، عيناها وأنفها، وطريقتها في الحديث. شابة حديثة التخرج ما زالت في فترة الإمتياز تتدرب علي تجبير وعلاج أعضاء الأطفال المشلولة. يوم الثلاثاء هو اليوم المفضل عند أمنية، مقارنة بالأيام المزدحمة والمزعجة الأخرى في العمل اليومي للمستشفى. وأمنية تستمتع وهي تقود عربتها إلى دار شيشر التي تقع في حي من أرقى أحياء العاصمة في هذا الحي الذي بني في عهد الاستعمار الإنجليزي كمنازل وسكن لأساتذة الجامعة الجديدة. أغلبها منازل واسعة رحبة، ذات طابق واحد، وحديقة مورقة وأحجار الحصى ترصف الطرق الجانبية المؤدية إلى المنازل، وسياج كثيف من الأشجار يفصل بين المنازل وكعب حذاء أمنية يحدث طقطقة بإصطدامه بالحصى والحجارة، وهي تمر بالصف الممتد. الشتاء جعل بشرة الواقفين في الصف كالحة وجافة، والشمس الساطعة جعلت ألوان ملابسهم باهتة اللون.
    بدأوا يتحركون وقد رأوها وهي تخطو على الممر. ملأهم الأمل، بأن محنة كل واحد منهم ستزول بظهورها، شعرت بالسعادة لهذا التأثير العاطفي فيهم. وهي تدخل عبر هذا الممر شعرت بالسعادة، أشعرتهم بسعادتها، فالتفتوا مبتسمين، وقف رجل عجوز متكئاً على أكتاف ابنه وهو يحييها، قالت له هل انت والد حسن؟ لقد سألت عنك في الاسبوع الماضي. أعتقد بأن حسن يجب ان يغادر المستشفى إلى المنزل الآن. هل ستأخذه معك اليوم؟ لو إنتظرتني حتى آخر اليوم سأعطيك بعض المساعدة. كانت تتكلم بسرعة دون ان تنتظر إجابته، في هذه الأثناء كانت تمسك بيد إبنه وتداعبها. حسن في السادسة من عمره وسيم ذو عينين واسعتين ولامعتين، شعره أجعد وكثيف كانت تحبه بطريقة الفتاة الشابة التي لم تعرف الأمومة بعد.
    سألته، هل تناولت إفطارك يا حسن، كانت دائماً ما تسأله هذا السؤال. لأنها كانت تحب طريقته في الإجابة وهو ينطق هامساً «الحمد لله» فهو لا يقول نعم أبداً. فنعمه دائماً هي الحمد لله كما يقل الكبار وهي بهذه الإجابة لا تتأكد من أنه تناول الفطور فعلاً أم لا فليس بعد الحمد إجابة، اليوم وهي تعبر باب الدار شعرت، كما ان والد حسن كبير السن فقير ومسحوق. صاحت في سكينة وهي تنادي بالداخل هل لديك فازلين لحسن، فجسده متشقق من البرد، سكينة هي التي تعتني بالأطفال في الدار، تعيش هنا، وتذهب لمنزلها في عطلة نهاية الأسبوع. فكرت سكينة بأن حسن حالة خاصة وليس كبقية الأطفال فهو هادئ ومؤدب، فعندما يُتلي القرآن في الراديو كانت تخبر أمنية أن حسن يترك لعبه ويستمع بأدب وشغف. أمنية تميل إلى ان تكون أكثر سخرية وهي تعتقد بأن حسن يحاول ان يعوض عجزه بهذه الحيوية والمرح. فهو ما يزال صغيراً يافعاً، وعندما يكبر قليلاً سيتألم وهو يعرف بأنه لن يستطيع ان يكون سائقاً ماهراً لعربة نقل ضخمة أو يتزوج بفتاة حسناء. بين فترات الإستراحة من الكشف علي المرضى، يتناول الأطباء الشاي. ألا تريد مزيداً من السكر دكتور موسى؟ على العموم توصيات الحكومة بالاقلال من الاستهلاك. صمتت أمنية عندما وضع رئيس الأطباء ثلاث ملاعق من السكر في كوبه وهو يقول ثلاثة ليست كثيرة، كان يتكلم وهو ينفض رماد سيجارته في المنفضة قال وهو يواصل حديثه على كل حال فإن هذه الأوامر الجديدة شاذة وسخيفة، ولن يعتمد كثيراً وستثبت فشلها، سينساها الناس. قال دكتور فريد أعتقد بأن الحكومة جادة هذه المرة، فالحكومة لا تملك المال لتستورد به السكر. وترشيد الاستهلاك يمكن ان يكون مجدياً خارج العاصمة في الاقاليم وليس هنا. لم يكن هناك وقت لدكتور موسي ليكمل حديثه، فقد دخل حسن ووالده، وبدأ الأطباء الثلاثة في فحص رجله المعطوبة الضائعة، فقد أصبحت مشلولة من وسطها وهي نتيجة لإصابته بداء شلل الأطفال وهو في سن الثانية. وقد إتفق الأطباء ان المسامير الحديدة التي رُكبت له كافية، وليس هناك داعٍ لبقائه في الدار فترة أخرى. قادت أمنية حسن ووالده إلى منزلهم ركب كلاهما خلف العربة فهم يسكنون في منازل طينية في الأحياء الطرفية للعاصمة. كان يجب عليها ان تعبر الكبري الجديد، وتتجه وتدور يميناً في طريق أسفلت رائع مزدحم بعربات النقل التي تأتي للعاصمة من القرى جنوب العاصمة.
    وعلى ضفاف النيل، تستقر ال?يلل ذات الحدائق الواسعة المورقة.
    كان لأمنية صديق دراسة يعيش في واحدة منها. في داخلها حوض للسباحة. منزل حسن يقع مباشرة عبر هذه ال?لل، عندها يجب ان تترك شارع الأسفلت وان تقود العربة عبر الطريق الترابي. الاطفال كانوا يلعبون في منظر متسخ عند اقتراب العربة. أعمارهم مختلفة فتيات صغار في أزياء ممزقة من الاكتاف وحول مختلف الجسد. وصبيان في أردية قصيرة مهلهلة، وفنايل قصيرة ضيقة تبين بطونهم وسراتهم. تركوا ألعابهم من العربات الحديدية الصغيرة يجرونها بخيوط بلاستيكية، ولساتك العربات يدحرجونها أمامهم، تجمعوا حول العربية التي وقفت أمام منزل حسن، قال لها والد حسن تفضلي يا دكتورة قال ذلك وهو يفتح في أوكرة الباب وأمنية تقول له شكراً يا حاج ووالده يصر ويلح، شكراً ليس اليوم يا حاج، فأنا مشغولة، قالت ذلك أمنية، وهي تدخل في العربة وتقفل الباب، إن شاء الله سآتي في يوم من الأيام وسأزوركم وأنا لست مرتبطة بعمل، قال لها متى ستأتين يوم الجمعة؟ لا أعرف الآن، ولكني ان شاء الله سأحضر لزيارتكم في الأسبوع القادم. مع السلامة يا حسن، ولما لم يقفل والد حسن باب العربة خلفه جيداً فقد أثارت العربة عند تحركها عاصفة من الغبار، بعد إسبوع أوفت أمنية بوعدها، جاءت محملة بالهدايا لحسن وأسرته، الهدايا تتكون من ملابس تعرف جيداً أنهم في حاجة إليها. وبحماس وقوة أعطت نصف مرتبها لوالده حسن.
    دخلت أولاً عند مجيئها لحوش المنزل الطيني وأرضيته من التراب الرملي مثل الخارج، به ماسورة بمسافة قدم من الحائط، تقطر، وزير، ألوان الحائط حمراء داكنة، أمنية توقفت قليلاً تحت انحناءة الباب، لتكتشف من أين جاء حسن بهذه الوسامة، فزينب والدته جميلة طويلة ومستقيمة ذات بشرة ناعمة، وتقاطيع انثوية لإمرأة شابة لها خمسة أطفال بينهم صبية. في سن الثالثة، الاطفال يتحلقون حول صدرها، الفتاة تبدو أصغر من عمرها ذات شعر منكوس مغبر. قالت لأمنية لو كنت أعرف انك ستأتين لنظفت الأطفال وأحممتهم إرتبكت زينب لهذه الزيارة المفاجئة، حاولت إبعاد الاطفال إلى غرفة أخرى، إفترشت لأمنية ملاءة على السرير الذي تجلس فيه، فرحت لأنها نظيفة، بقرب زينب توجد سلال وأدوات بلاستيكية مبعثرة، أرسلت زينب ابنتها لتحضر مشروباً غازياً لأمنية من كنتين على بعد نصف ميل.. الغرفة التي تجلس فيها أمنية هي الغرفة الوحيدة بالمنزل، مظلمة والسقف ليس عالياً، وهناك نافذة واحدة صغيرة بطول قدم واحدة، في الغرفة ثلاثة أسرة، تقابل كل حائط، وهناك منضدة، وفترينة أواني صغيرة، تضع فيها زينب أدوات تجميلها البسيطة، عندما حضرت الإبنة وهي تحمل مشروب البيبس كولا وضعت زينب أمام أمنية منضدة صغيرة، وأخرجت من الفاترينة كباية زجاجية نظيفة، دفعت الأطفال الذين تجمهروا أمام الباب، غسلت الكباية مرة أخرى من الماسورة، وهي ما تزال تحمل طفلها، ووضعت الزجاجة والكوب أمام أمنية، وهما يتأرجحان ويميلان ونظرات الاطفال المثبتة في الباب على الزجاجة والكوب المغطى بقطرات الندى الباردة والمكثفة. إنتشرت الإشاعة وسط الجيران عن الزائرة وحالاً ما أمتلأت الغرفة بالنساء الفضوليات.. كانت أمنية في غاية السعادة ان تكون موضوعاً للكلام والجلسة.. ووجدت نفسها تتحدث عن ندرة السكر، والتموين، وفي كتابة الوصفات والروشتات الطبية، وعن أمراض الطفولة، ومتعة النساء الجنسية، ووسائل منع الحمل، وكتبت خطابات لأقارب بعض النساء الذين يعيشون في العاصمة الخرطوم، كتبتها لهم في أوراق مسطرة وجدتها في حقيبتها، أغلب العائلات ومن بينهم أسرة حسن هم من النازحين الذين حضروا من الريف، وما يزال إرتباطهم ببيئتهم الريفية قوياً. عدما وقفت أمنية معلنة نيتها في الذهاب، قالت لها زينب بأنهم سيزورونها يوماً، وأصرت ان ترسم لها وصفاً لمكان منزلها،بعد إسبوع وهي تحمل طفلها الصغير، وحسن يتبعها وهو يلهث ويعرج ويقاوم التعب، ردت زينب الزيارة لأمنية التي كانت قد نسيتهم وهي الآن تفاجأ بزيارتهم، كانت تتجنب نظرات والدها المتسائلة، وقد أجلستهم في الصالة الخارجية، وهي تنظر في ساعتها بقلق وقد تأكدت بأن هنالك نصف ساعة قد تبقت من زيارة خطيبها ووالدته لهم. المشكلة لو رأوا زينب وفقرها وبؤسها، هنالك عدة اسئلة ستتولد في أذهانهم، قد لا تستطيع الإجابة عنها، ربما أتوا للشحدة، فكرت ذلك بسخرية، لقد كانت رحيمة وعطوفة نحوهم ربما أرادوا استغلال هذا العطف وهذا الكرم. لقد بدأت تغضب وهذه الفكرة تسيطر عليها ولكنها تراجعت عن ذلك وهي ترى زينب ترتدي حذاءاً أضيق منها يبدو أنها قد استعارته، فالشحاذ لا يتأنق للآخرين. وحسن يبدو أنه قد إستحم اليوم وغسل شعره ومشطه، ولكنه يبدو نحيفاً اليوم فقد كانوا يطعمونه جيداً في دار شيشر. أخبروا أمنية بأنه لم يستطيع الذهاب للمدرسة كبقية الأطفال، لأن هنالك خندقاً قديماً محفوراً بين المدرسة والقرية، لكن أمنية لم تكن تستمع إليهم فكرت في ان تحضر لهم مشروباً، ثم تذهب بهم بعيداً خارج المنزل، فزيارتهم لها تعتبر إساءة وانتهاكاً لكرامتها، كانت تريد ان يكونوا عينة دراسية ترى من قرب البؤس والفقر، دون ان يبادلها هذا البؤس والفقر الزيارة ويقيم علاقة قرب وصداقة معها، يأتي إليها رسمياً ومتأنقاً. خارج بيئته، وداخل بيئتها الارستقراطية. قالت لها زينب خذي هذه معك. إنها هدية متواضعة، وقد رفعت باقة بلاستيكية من الأرض ذات غطاء أبيض، قالت أمنية لها لماذا تتعبين نفسك. وأمنية تحاول ان لا تنظر إلى الهدية، فزينب ترد الهدية بهدية أىضاً تلك هي أصول الصداقة. حملت أمنية الباقة البلاستيكية الثقيلة، وتمنت لو لم تكن زارتهم وتعرفت بهم وبدأت تفكر وتخمن ماذا في هذا الوعاء البلاستيكي؟ هل هو زبدة سائلة، أو عسلاً طبيعياً فكرت في ان تقذف بالإناء بعيداً، إنه خسارة فلن يفكر أحداً من الأدارة في أكله أو إستعماله. الزمن يمر ويجب غسلها وإرجاعها لصاحبتها، تنهدت أمنية محتارة وهي تفتح الثلاجة لتحضر زجاجتين من مشروب البيبس لزينب وحسن، وضعت الجركانة على المنضدة في المطبخ، نزعت الغطاء متأففة. ونظرت بداخله، رغم جوعهم وحوجتهم، فقد كانت الباقة الضخمة مليئة بارطال وارطال من السكر الأبيض النادر الذي كان كل بيت في الخرطوم يعتبره ثروة نادرة وقيمة.. مسحت دمعة وخرجت إليهم وهي تبتسم.



                  

العنوان الكاتب Date
ليلى أبو العلا/الروائية السودانية ـ المصرية ـ البريطانية ـ العالمية‏ سيف اليزل برعي البدوي09-17-09, 04:52 AM
  Re: ليلى أبو العلا/الروائية السودانية ـ المصرية ـ البريطانية ـ العالمية‏ سيف اليزل برعي البدوي09-17-09, 04:53 AM
    Re: ليلى أبو العلا/الروائية السودانية ـ المصرية ـ البريطانية ـ العالمية‏ سيف اليزل برعي البدوي09-17-09, 04:55 AM
      Re: ليلى أبو العلا/الروائية السودانية ـ المصرية ـ البريطانية ـ العالمية‏ سيف اليزل برعي البدوي09-17-09, 04:57 AM
        Re: ليلى أبو العلا/الروائية السودانية ـ المصرية ـ البريطانية ـ العالمية‏ سيف اليزل برعي البدوي09-17-09, 04:59 AM
          Re: ليلى أبو العلا/الروائية السودانية ـ المصرية ـ البريطانية ـ العالمية‏ سيف اليزل برعي البدوي09-17-09, 05:01 AM
            Re: ليلى أبو العلا/الروائية السودانية ـ المصرية ـ البريطانية ـ العالمية‏ سيف اليزل برعي البدوي09-17-09, 04:06 PM
              Re: ليلى أبو العلا/الروائية السودانية ـ المصرية ـ البريطانية ـ العالمية‏ jini09-18-09, 01:33 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de