|
|
 اشتكيكم لي منين يا 0 لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 00
|
شهادتي لله
مشهد الموت البطيء..!!
الهندي عز الدين
بريد إلكتروني: [email protected]
ظهر أمس كانت لنا جولة ضمن برنامج (باب الرجاء) الخيري بمصاحبة الأخت الفنانة عافية حسن، وكان مقصدنا هذه المرة، مستشفى أم درمان، ثم مستشفى العلاج بالذرة - عنبر أطفال السرطان. مأساوية المشهد في عنابر الجراحة بمستشفى أم درمان تكفي للإطاحة برؤوس عديدة يتأرجح أصحابها على الكراسي الدوّارة من ديوان الزكاة الاتحادي، والولائي، إلى وزارة الصحة الولائية والاتحادية، إلى وزارة الرعاية الاجتماعية الاتحادية إلى وزارة الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم، وفوقها قيادة حكومة الولاية، ومعتمدها الهمام في أم درمان.. بالله عليكم، استحلفكم بالله يا من أنعم الله عليكم بالسلطة والثروة، دعكم من النازحين في دارفور، فقد رأيتهم كثيراً من جنوبها إلى شمالها.. ودعكم من المشردين العراة الجوعى والمرضى في جنوب السودان، واتركوا فقراء الشرق التعساء على أطراف جبال البحر الأحمر، وتناسوا المهمشين والعطشى في الشمال، في «حلفا»، و«عبري» و«دلقو المحس» أهالي السيد «محمد فتحي إبراهيم» الشهير بـ(مو إبراهيم) الذي أعلنت مؤسسته الخيرية قبل أيام عن (5) منح دراسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة شريطة أن يتخطى الطالب امتحان (TOFEL)، مع إجادة اللغة (النوبية)!! يا لها من عنصرية مقيتة، عنصرية وضيعة فشلت ثقافة الانفتاح والاندماج في بلاد الإنجليز مع رحابة «الهايد بارك» أن تهز ركناً من أركانها!! والنوبيون - وفي شرايين دماء «محسية» تحاصرها دماء «جعلية» وإرث ممتد إلى أشراف المغرب العربي - النوبيون لا يحتاجون إلى خمس منح أو عشر في الجامعة الأمريكية، بل يحتاجون إلى مياه شرب نقية يرووا بها سنوات الظمأ التي تطاولت عليهم وهم على مرمى حجر من النيل الخالد!! النوبيون يحتاجون إلى عمل.. إلى غذاء.. إلى كساء.. إلى إصلاح حال ميناء حلفا النهري، ومطارها ذي المدرج الترابي!! ولكن دعكم سادتي من المهمشين في الشمال، والغرب والشرق، والجنوب، والغلابة المظلومين في الجزيرة، والنيل الأبيض والأزرق، وتعالوا إلى مستشفى أم درمان، إلى العنابر العامة، وادخلوا عنابر مساحتها أصغر من مساحة الزنازين في حراسات مراكز الشرطة.. وافتحو عيونكم على المأساة.. والله ستهرب العيون من هول البشاعة..!! أطفال في الثالثة والرابعة من أعمارهم من الجنسين أجسادهم احترقت بالزيت المغلي، بفعل الإهمال، أو تعرضوا لألسنة نار المواقد، فتفسخت ظهورهم وبطونهم، لو رآها بعض أصحاب القلوب الرقيقة لسقطوا غائبين عن الوعي.. رأيتُ طفلةً في الثانية من عمرها تقريباً، وقد تفسخ جلد ظهرها تماماً، فلا يبدو لك غير لون الدم..!! اللهم خذ بيدها.. أشفها يا شافي.. وعافها.. الأبشع.. أن (جميع) هؤلاء المرضى والمصابين قادمين من بيئة مسحوقة تشتكي لطوب الأرض.. لا يملكون من متاع الدنيا سوى ملاليم، بينما أدنى قيمة للروشتات لا تقل عن خمسين جنيهاً..!! وحدثتني إحدى الممرضات وهي - على فقرها - تشعر بالأسى لحال مرضاها، ثم ليس بمقدورها أن تفعل شيئاً، قالت لي :(هذه الطفلة تحتاج إلي مرهم للحروق قيمته عشرين جنيهاً.. وهي تنتظر ناس التكافل).. قلت لها :(وإذا لم يدفع التكافل؟).. قالت :(ح تقعد كده.. والجرح يلتهب)!! وفي قسم العناية المكثفة يرقد شاب مطعون بسكين غرزها في بطنه أحد اللصوص وهو من مدينة «النهود» في شمال كردفان، وأجريت له (6) عمليات جراحية، ورغم ذلك، مازالت حالته سيئة، ترافقه شقيقته، والأخصائي غائب كالعادة، والخطر يداهم الشاب، وما بين النهود وأم درمان مئات الكيلومترات.. ولا تملك الدولة لهذا المسكين من عون سوى أن يبقى في العناية المكثفة، وأخته تنتظر الفرج من رب العالمين.. ومحفظتها خالية من جنيه..!! دفتر من المآسي.. والدولة تزدحم بالوزراء، ووزراء الدولة.. والولاة.. و المعتمدين وأمناء دواوين الزكاة.. ومساعديهم.. ومساعدي مساعديهم.. ثم لا شيء.. لا شيء..!! أما في مستشفى الذرة فإن حال النظافة، - وليس الدواء - أفضل حالاً، والفضل لا يعود لمؤسساتنا الحكومية، بل لشباب رائعين يفخر بهم الوطن، يعملون باسم منظمة (نحن)، يرابطون في المستشفى يحاولون إعانة أطفال السرطان، فحسنوا البيئة وساهموا في تنظيف وتشطيب المباني.. التحية لكم وأنتم تقهرون المستحيل.. سيدي الأمين العام لديوان الزكاة: أرجو أن يسمح برنامجك اليوم أو غداً بزيارة عنابر الجراحة، وغيرها بمستشفى أم درمان، أحمل بنفسك - وهذا عملك - خمسين ألف جنيه فقط، وزعها في ظروف، في كل ظرف «ثلاثمائة جنيه فقط»، فهي كافية لعلاج العشرات من الجرحى والمحروقين الذين لا يملكون قيمة المراهم والمضادات الحيوية.. انفق «خمسين ألف جنيه» في سبيل الله.. فقد انفقتم مثلها لدعم قناة الأستاذ «محمد حاتم سليمان» المسماة (ضحى) تحت بند (في سبيل الله)..!! اتقوا الله في رعاياكم.. أو غادروا هذه المقاعد. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله
اخوتي هذا ما شاهده الهندي عزالدين واطلعت عليه اليوم 000 هل هذا يرضيكم 000 والله لقد دمعت عيناي 0000 ولاحول ولا قوة الا بالله العظيم .... محمد العوض
|
|
 
|
|
|
|
محمد العوض
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست