|
كل المشكلة في (بنطلون) لبنى - جريدة (الوطن) البحرينية
|
كـــــــل المشكلـــــــة فــــــي »بنطلــــــون« لبنـــــــى
موسى عساف لبنى أحمد الحسين.. اسم أصبح نجماً لامعاً تتناقله وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة، وتبنت دول ومنظمات حقوقية عالية قضيتها ''الكبرى''؛ والسبب ببساطة ''البنطلون'' الذي كانت ترتديه الصحافية السودانية مطلع يوليو الماضي في مطعم بالخرطوم، حيث أوقفت الصحافية مع 12 سيدة أخرى بتهمة الملابس ''غير المحتشمة''، وحكم عليها بالجلد 40 جلدة. ومنذ ذلك الحين تخوض لبنى معركة من أجل إلغاء البند 152 من قانون العقوبات السوداني الصادر عام 1991 والذي يقضي بعقوبة تصل إلى 40 جلدة لكل من ''ارتكب فعلاً فاضحاً أو يخدش الحياء العام أو من ارتدى ملابس غير محتشمة''. وبعيداً عن الوقوف مع أو ضد القضية، تبرز إلى العلن مجموعة من التساؤلات التي يجب الإجابة عليها، وليست كلها مرتبطة بالضرورة بقضية ''بنطلون لبنى''، حيث حلت كل مشاكل السودان ولم يتبقَ إلا ''البنطلون''، فقد استطاعت الحكومة القضاء على جيوش الفقراء والمشردين والمعدمين، وحلت مشاكل الجنوب الطامح إلى الانفصال، وأنهت الحرب الدائرة منذ سنوات في إقليم دارفور، وحلت مشاكل البطالة والتعليم والصحة.. لكن مشكلتها الوحيدة الباقية التي رأتها هي ''البنطلون''!. في الجانب الآخر؛ أستغرب هذا الاهتمام العالمي بقضية ''البنطلون''، إذ تدافعت المنظمات الحقوقية العالمية إلى تبني القضية، والوقوف إلى جانب ''البنطلون''، لدرجة أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حاول الاتصال بالصحافية السودانية، وقيل أنه عرض عليها منحها حق اللجوء السياسي إلى فرنسا بذريعة حماية حقوق الإنسان، وهنا لا بد لنا أن نشكر الرئيس ساركوزي؛ إذ إنه حل كل مشاكل العالم بدءًا بأنفلونزا الخنازير والإيدز والجوع والأزمة المالية العالمية، وأعاد حقوق الشعوب المضطهدة والمظلومة، ولم يبقَ لديه ما يؤرقه إلا ''حقوق البنطلون''، وهذا ليس بغريب على العالم المتحضر فبعد حقوق الإنسان كانت حقوق الحيوان والآن حقوق ''البنطلون'' وربما غداً ستكون حقوقاً للأحذية -أعزكم الله- والفانيلات وما خفي كان أعظم.
أزمة ''البنطلون'' انتهت والحمد لله وبأقل الخسائر، حيث تطوعت نقابة الصحافيين السودانيين بدفع الغرامة المفروضة على الصحافية لبنى الحسين والبالغة 200 دولار ''ويا دار ما دخلك شر''، لكن التخوف الأعظم يبقى قائماً، وهو وجود مواد فضفاضة في بعض القوانين، حيث تتيح للمسؤولين استغلالها في الوقت والطريقة التي يشاءون، وتبقى سيوفاً مسلطة على رقاب العباد إلا أن يأذن الله بأمر كان مفعولاً. لسنا ضد التحشم والاحتشام، بل على العكس؛ فإن من أهم مبادئ ديننا الحنيف الدعوة للحشمة في القول والمظهر، ولكن أين هي حقوق الأفراد في ممارسة حياتهم الطبيعية؟! وكيف سيختار الفرد مستقبله ونائبه وحتى رئيسه في الوقت الذي لا يستطيع اختيار ما يلبسه؟ ورق أبيض.. يقول بعض الخبثاء إن قضية ''بنطلون لبنى'' كانت القشة التي تعلقت بها الحكومة السودانية للفت الانتباه عما يدور في البلاد من مشاكل في آيبي ودارفور والجنوب ومذكرة الاعتقال التي صدرت بحق الرئيس السوداني عمر البشير.. والله أعلم.
رابط المقال
http://www.alwatannews.net/index.php?m=columnDetail&sec...ion=44&columnID=3678
|
|
|
|
|
|