|
|
|
 Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
تقديم د. الباقر العفيف :-
السلام عليكم , ومساء الخير
نرحب بكم فى ندوة الليلة .. نستضيف اليوم شخصان لهما مساهمات مشهودة د. عبدالله على ابراهيم و د. النور حمد , الاستضافة تتم تحت سلسلة (تأملات عائد الى الوطن) , فكرة هذه السلسلة تتمحور حول الأشخاص اللذين خرجوا من السودان لفترات طويلة , واكتسبوا تجارب أضافية .. يتحدثون عن هذه التجارب وعن المرحلة التى كان فيها السودان قبل مغادرتهم , والوضع الداخلى عند عودتهم .
بالتأكيد حدث تغيير كبير فى السودان , حدث تغيير سياسى واقتصادى بشكل جذرى , وانعكس ذلك على المجتمع فى تعامل الناس وأفكارهم .
ومن يعود من الخارج نسمع منه عبارات ان الناس تغيرت .. حدث زلزال فى البلد , ومن كانوا فى الخارج لديهم ميزة النظر من الخارج والشعور بالتغيير الذى حدث , وعلينا الأستفادة من وجهة نظر من كانوا فى الخارج خاصةً لو كانوا من فئة المفكرين والمبدعين .
*
د. النور حمد :-
بسم الله الرحمن الرحيم
جزيل شكرى وتقديرى لمركز الخاتم عدلان
انا الان ايضاً فى أجازة , ويبدو ان د. عبدالله عائد بشكل اكثر ثباتاً من عودتى .. انا افكر فى العودة وقد ابتعدت عن السودان لفترة 18 سنة متواصلة , رجعت اول مرة سنة 2007 بسبب انتقالى من الجامعات الاميركية الى جامعة قطر , ومنذ استقرارى فى قطر حضرت للسودان 8 مرات تقريباً فى غضون عامين , وهو دليل على رغبة العودة للبلد .
عندما خرجت ظننت اننى لن اعود , اعتقدت فى لحظة من اللحظات اننى لن اعود , ولكن بعد التجارب يُدرك المرء ان (صُرته) مدفونة هنا .. فى السنوات الخمس الاخيرة اصبح التفكير فى العودة يأخذ شكلاً اكثر الحاحاً .
اول انطباع عندى فى الخرطوم عام 2007 اننى فى مدينة مختلفة لا اعرفها , حتى فى معرفة الاتجاهات والأمكنة .. كنت فى حاجة لمدة من الزمن حتى اتعود على الشوارع .
حرصت عند عودتى على حجز مقعدى جوار النافذة فى الطائرة حتى انظر للبلد من الجو وهى هوية عندى وتُرجعنى لطفولتى حيث (.........)اجة رؤية الأشياء , الرؤية من زاوية غير مألوفة فى الجو ويطلقون عليها أسم زاوية عين الصقر .
اتذكر ان الطائرة عبرت النيل الازرق فى منطقة سوبا , رأيت من نافذة الطائرة امتداد النيل الازرق وشارع الخرطوم / مدنى .. اكتشفت ان الخرطوم قد تمددت جغرافياً باتجاه الجنوب بشكل كبير , عند مغادرتى كان اقصى حد للخرطوم هو السوق المركزى والمنطقة من الصحافة حتى السكة حديد كانت خلاء .
انا لست خرطومى , انا من الاقليم ولكنى درست كلية الفنون فى الخرطوم لمدة اربع سنوات وعشت فيها بعد التخرج لفترة طويلة .
فى الخارج كنت اسمع بالتغيير وان الناس قد تغيرت وكنت احرص على متابعة الصحف السودانية والمشهد السياسى , الشاهد فى الامر اننى عندما حضرت شعرت اننى فى مدينة مختلفة , ايام الدراسة وسكنى فى داخلية (المقرن) , كان عدد الناس فى العاصمة قليل وكانت الحركة بسيطة , وعند عودتى لاحظت كثافة البشر وكانت المنطقة حول الجامع الكبير فى قلب السوق العربى عام 2007 يكاد يستحيل فيها السير .
حدث سحب للسكان من الريف للمدينة , واصبح من الواضح ان الايقاع قد اختلف فى العاصمة من ذلك الايقاع الهادى ايام الدراسة الجامعية .. تغيرت علاقات الناس بحكم تغيير العلاقات الاقتصادية .
فى الحقيقة انا مُعارض لهذه الحكومة ولكن لا يعنى هذا اننى اتهم الحكومة فى كل ما يحدث , اعتقد ان التحولات التى تخلق الامم تحدث على مدى زمنى كبير , من يقرأ التاريخ الامريكى يكتشف ان امريكا قد مرت بظروف تتشابه مع ظروفنا لحد كبير .. الامم لا تُولد فى يوم وليلة وهو مخاض وحراك عنيف وطويل .
نحن دخلنا المرحلة النهائية – والانسان يتمنى الخير – مرحلة ترسيخ الثوابت والأشياء , اريد هنا فى حديثى ان اُصبح معتدل ولا اركب موجة المعارضة ووضع كل التغيرات التى حدثت للمجتمع السودانى فى (مُخلاية) الانقاذ , صحيح الانقاذ احدثت كثير من الأشكالات ولكن ايضاً الانقاذ ليست نبت شيطانى , هى جزء من فكرنا وفهمنا وتاريخنا وهى لم تأتى من فراغ , بقدر ما جاءت من أخفاقات , ويجب ان يتم العلاج على اساس انه أشكال يخصنا نحن .
عند عودتى الاولى للسودان ذهبت للجزيرة , وقمت بزيارة حلة حمد الترابى , شعرت ان الريف قد تم اهماله وانحصر الجهد والتركيز فى العاصمة فقط , كما قلت انا احاول الانصاف واقول ان وجود خدمات الكهرباء والمياه فى العاصمة مع هذا التضخم السكانى هو جهد معقول لحد كبير , لكن المشكلة هى فى الريف وبمجرد خروجك من تفتيش سوبا تشعر بالفارق .. عندما دخلت مشروع الجزيرة الذى تربيت فيه واعرفه معرفة تفصيلية , عرفت بمجرد دوخلى له ان اليد قد تم رفعها منه والمشروع مُهمل بشكل غريب جداً , لا صيانة للترع ولا للطرق , حدث تغيير للناس فى القرى واخشى القول ان حياتهم تكاد تفلت منهم , الريف اصبح ساكن والحياة فيه ميتة , وهناك اهدار لوقت كبير فى المجاملات فى الافراح والاتراح وكل انسان شارك فى حوشته شخص واصبح هناك اعتماد على الاشخاص فى الخارج , حدث جمود ذهنى نتيجة عدم وجود حراك وتشعر ان الشخص يتحدث معك من مسافة بعيدة والحضور الذهنى اصبح اقل , وضاعت الحيوية القديمة .. ربما انا الذى تغيرت وهذا صحيح ولكن الواقع ايضاً حدث فيه تغيير والجزء الكبير فيه تغيير سالب .
وجدت اُسر كثيرة رحلت من الجزيرة الى الخرطوم من اجل التعليم والعمل , لكن المشكلة هنا انه ان لم تحدث نهضة فى الريف فان الوضع يُصبح مختلاً ونجد فيه لُهاث البنية التحتية فى العاصمة من الاعداد المتزايدة .
اُحب ان اقول ان السودانيين مازالوا بخير ويتعاونوا فى حل مشاكلهم , حتى فى اثناء القيادة نجد التراضى فى الشوراع بعيداً عن الالتزام بشارات المرور .
نحتاج لنقلات كبيرة فى المجتمع السودانى , وواحدة من هذه النقلات هو خروج السلطة من تخندقها , واشعر من خلال متابعتى للقنوات التلفزيونية السودانية ان هناك خطاب أحادى للذات ودعاية .
عشت فى أمريكا وقمت بالتدريس فى جامعاتها وشاهدت نظام التعليم والادارة هناك , وايضاً وجدت مثالب كثيرة فى المجتمع الامريكى .. لم اكن لاعرف مثالب النظام الراسمالى لو لم اتعايش مع التجربة فى نظام راسمالى , وانت هناك فى النهاية فى مكان محدود , وتشعر انك مزروع فى مكان مختلف وفى النهاية تعود للمكان الذى نشأت فيه لتُسهم فى الحياة التى كنت جزء منها .
لو قارنا السودان بالدول التى عشنا فيها سوف نظلم السودان .. نحن فى دولة تتلمس طريقها نحو الوحدة القومية ونحو المؤسسات , وهناك مشاكل التعليم ومشكلة ان نظام الانقاذ هو نظام راسمالى رفع الدعم عن ضروريات الحياة , انا ابن مزراع ولولا ان الانجليز قاموا ببناء الداخليات لما تعلمت .
عندنا أشكالات فى ادارة الدولة وفى التوجه نحو مصلحة المواطن , كما اننا نُعانى من مشكلة الانقلابات العسكرية .
نحتاج للحوار الموضوعى والشجاع .
*
د. عبدالله على ابراهيم :-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعيد بوجود د. النور حمد معى , هو صديق قديم , تفرقت بنا السبل , ثم تلاقت فى الولايات المتحدة الاميركية وتجددت بينا المودة وتفتحت بيننا سبل النقاش .
انا عائد , وانا فى نفس الوقت لست عائد , انا مكنجر , فرسان الكبابيش كان لديهم خدعة فى الحرب بانهم يمثلوا دور الفارين من المعركة ثم يصيح واحد منهم
كنجر
فيلتفتوا على الخصم ويقوموا بالقضاء عليه .. فانا مكنجر ولست عائد .
انا لم أسافر بسبب الولع بالغرب او نتيجة قرار منى .
ما حدث اننى سافرت بعد تقديم مشروع عرض لدراسة القضائية وتاريخ القضائية والصراع بين القضاة الشرعيين والمدنيين .. المنافسة كانت فى منظمة فورد فى القاهرة وكتبت مشروعى وعن طريق المنافسة تم اختيارى لقضاء عام كامل فى جامعة نورث ويسترن فى امريكا فى برنامج الدراسات الافريقية , وفى نفس الوقت جاء خطاب من دار نشر نفس الجامعة عن قبول كتابى عن الرباطاب .
طلبت من الجامعة هنا السماح لى بالسفر حتى استفيد من هذه الفرصة , لكنهم رفضوا , ربما بسبب اننى كنت (مُسخن) مع مدير الجامعة والوكيل , وطلبوا من الشعبة عدم السماح لى بالسفر .
سافرت للقاهرة بصحبة الوالدة وابن اختى , وذهبت انا الى امريكا وكتبت للجامعة اننى سافرت , كان من الممكن احضار خطاب من بعض رموز الانقاذ فى ذلك الوقت حتى يأذن لى مدير الجامعة فى دقيقة , وانا فى ذلك الوقت كنت متؤاط مع الانقاذ كما يقال وكنت على صلة مع اكبر الرؤوس , ولكنى لم افعل عملاً بحكمة الرئيس اسماعيل الازهرى عندما طلب منه الاتحاديين تعيين مكى شبيكة مديرا لجامعة الخرطوم ووافق ولكنه قال انه لو قام بتعيين مكى وتعود على التعيين فانه سيقوم بتعيين اى شخص اخر بعد ذلك , وفى النهاية لم يتم تعيين شبيكة .. كانت حكمتى عدم ادخال الجانب الحكومى فى هذه القضية حتى لو اخطأت الجامعة كان هذا الكلام فى 1991 , فى 1992 جاء جواب بفصلى من الجامعة , ولم استخدم الجواب للترويج عنى كسياسى منشق او من اجل اللجوء .
لم تكن الهجرة هدفى , ولم اهرب من شىء .. رحلتى هى أكتشاف الشغف الاساسى , والبيئة الامريكية بيئة ممتازة لهذا الاكتشاف .
استشهد دوماً بكلام صديق لى عن ذهاب المناصير للعيش فى مناطق الشوايقة ايام المهدية , وعند انتهاء المهدية ارادوا الرجوع لمناطقهم وغنى مغنيهم
والله لو ما المربى والتربة
قعادنا مع الشوايقة ولا اوروبا
واحنا والله لو ما المربى حيث تربينا والتربة , قعادنا مع الامريكان ولا اوروبا .. واصلت هناك الكتابة فى الصحف والابحاث .
الخرطوم طبعاً مزعجة , وانا عشت فى زمن كانت حدود الخرطوم هى الديوم الشرقية .. حدث التطور بطريقة راسية فى العاصمة وتمددت .. اصبح الفارق كبير بين مستويات الناس واصبحت هناك فئة الشمس وفئة الظل .
واتفق الناس على مصطلحات (مرتاح) و (مرطب) وهى اصطلاحات للطبقة البرجوازية ويأتى شخص مثل كارل ماركس يعمل ليها (تُوم) و (شمار) .
طبقة الافندية عادت فى أشكال جديدة مثل موظفى الجمارك والمسموح لهم بأخذ نسبة الدخل وموظفى الجيش , والبنوك , وموظفى الامن .. عادت هذه الطبقة بشكل غير طبيعى ويتحدث الناس عن امتيازاتها , وضاع بين الرجلين المدرسين والباشكاتبة .
ايضاً من ملاحظاتى ان العلمانية الان ليست مطلب ولكنها ممارسة , وكان هناك قول للافندى ان افضل من يحقق العلمانية هم الاسلاميين , اشاهد العلمانية فى الاولاد والبنات فى الحدائق وهم (بيتونسوا) , فى الموبايل وثقافة الموبايل , وفى ديمقراطية العائلة فى العلاقات , وانا اقيس هذا بجيلى , نسبة 70% من العاملين فى المصانع من النساء .. الخوف من مصطلح العلمانية الى اطلق تسمية الدولة المدنية هو هروب من حقائق ومن مطلب مشروع .
20 عاماً من حكم الانقاذ عملت الناس ان الدين اقدس من اقحامه فى السياسة وظهرت نكتة (دخلتونا الجامع ودخلتو السوق) .. ظهر وعى عدم ترك الدين للمتدينين .
كتاب الاعمدة فى الصحف عندهم هاجس الزمن الجميل , ورطة ان الزمن الجميل هو زمن المحجوب وازهرى وشارع الدومة وسمك السبكى .
هو زمن جميل لمنو ؟ .. يجب الخروج من أسطورة الزمن الجميل .
زمن هذا يمكن وصفه بان القديم يتخثر ومتاهفت والجديد لم يُولد بعد , فى كل المجالات .
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
نماذج لبعض المداخلات
*
د. صديق امبدة :-
يا د. عبدالله كيف يتخثر القديم قبل بناء الجديد ؟ .. فمن الممكن ان تتخثر بخت الرضا وتتعفن , ولكن هذا بفعل فاعل .
بخت الرضا مؤسسة منذ 1934 والتعليم فيها هو تدريب للمعلمين من اجل انجاز أشياء معينة .. تم تكسير بخت الرضا فى شهرين , الانقاذ قامت بتكسير المؤسسات وعجلت بتخثرها دون بناء أشياء جديدة .
*
أ/ عبدالقادر محمد :-
عندى سؤال لدكتور النور حمد , وهو عن اهم مشروع فى حياته قبل هجرته , مشروع رسوماته للاطفال , ابتدع النور شخصية مثل عمك تنقو اسمها تبوش ابو قرع واستمر فى عام 1987 فى 7 اعداد من مجلة الفارس .
وهل لو استمر النور حمد فى السودان وكافح وصبر , هل كان سيقدم اسهام فى ادب الاطفال ؟
*
أ/ اسماء محمود :-
استمتعت بالندوة
هى كانت مجرد ملاحظات وفيها شبه نقد للوضع السياسى والاجتماعى والثقافى فى البلد , وهى قضية قد نتفق عليها كلنا .
افتقدت طرح الحلول للمشاكل .. كما اريد ايضاً طرح المقارنة بين وضع المرأة هنا فى السودان وهناك فى الغرب .
*
أ/ يس حسن بشير :-
الكلام عن الاقتصاد الراسمالى فى السودان , هو ليس اقتصاد راسمالى , هو اقتصاد سلطة وتم تسخير اقتصاد البلد لصالح مجموعة من الناس قامت باستلام السلطة عن طريق الانقلاب .. الاقتصاد الراسمالى لديه قواعد واصول وتخطيط , وهو ليس عشوائى كما يحدث هنا .
عن حب الماضى , هو احترام للواقع , انا لا استطيع تجاوز الاحزاب الموجودة لانها ضعيفة , وهو تطور طويل المدى , واى تبخيس للواقع لن تمضى بنا نحو المستقبل .
*
أ/ بشرى الصايم :-
سؤال مباشر لدكتور عبدالله .. وصفت نفسك عند خروجك من الحزب الشيوعي بانه خروج الشعرة من العجين وانت تعتقد ان الحزب قد غادر الشيوعية .
من الصعوبة بمكان تحديد الرؤية الفكرية والسياسية والثقافية لعبدالله على ابراهيم , وعلى اى منهج هى تسير .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
د. النور حمد:-
اعتقد ان الانقاذ قد تعلمت , هم فى البداية كان لديهم اعتقاد غرس الثقافة الجديدة فى نفوس الناس وفشلت هذه المحاولات .
فكرة تغيير الواقع هى فكرة سخيفة جداً , والواقع يتشكل عبر الاف السنين وهو يتغير بطء شديد .
وحتى فى الغرب نجد واقع يحتاج لتغيير حيث هناك قانون الغابة والقوى الذى يأكل الضعيف وراسمالية الغرب تريد ابتلاع كل العالم , وامريكا تمثل الوجه الاكثر بشاعة للراسمالية وحتى فى اوروبا هناك خوف من النسخة الامريكية فى الراسمالية .
التوجه فى السودان توجه راسمالى , وهو يخدم القلة وليس الكثرة , ومشكلة البلد ان اقتصادها ضعيف ونحن خارج النظام الاقتصادى العالمى لحد كبير .
الرسول الكريم كان اشتراكي فهو القائل ((والله لا يؤمن من بات شبعاناً وجاره جائع وهو يعلم)) .. جوهر الاسلام هو الاشتراكية وهو ما عاشه وابرزه الاستاذ محمود محمد طه , فالاستاذ كان افندى تخرج مهندس من كلية غردون وعمل فى مشاريع النيل الابيض والسكة الحديد , وانتهى كسائر السودانيين فى بيت جالوص ياكل الكسرة والويكة وهو قدم نموذج لما يؤمن به .. الجبهة الاسلامية لا يمكن لها الادعاء بانها تمثل الاسلام , فالاسلام هو الزهد والكفاف .. الشعار الدينى لو لم يتجه نحو الاشتراكية بمعنى استلهام روح العدالة الاجتماعية فهو ليس شعار دينى .
صحيح ان الجبهة الاسلامية مثلت الوجه الاكثر تشدداً ولكن هذا موضوع قديم وممتد فى التاريخ .. التركية السابقة جاءت ومعها الفقه العثمانى وثقافة الحريم .
والغريب عندنا ان المدينة هى الاكثر محافظةً من المدينة , كان من أثار التركية انها قد غلبت الجانب الفقهى على الجانب الصوفى , التيار الصوفى فى مملكة سنار كان بعيداً عن السلطة وكان مناصراً للضعفاء , بينما الفقيه هو تابع للسلطة لانه ذراع من اذرعتها , وجاء الاخوان المسلمين بشكل جديد ومؤسسية مختلفة ولكنها فشلت ايضاً .
اقول مرة آخرى ان الانقاذ قد تعلمت وعلى سبيل المثال فان الوضع عام 2000 ليس هو نفس الوضع عام 1990 .. نحن مجتمع مستقر عمره اكثر من 5 الف سنة ولا يمكن ان يأتى شخص من السعودية او باكستان او مصر حتى يُغير من طبائعنا .
نعم حدث لنا تغيير سلبى نتيجة الهجرة للخليج باعداد كبيرة , لاننا كنا لا نعرف مثلاً الفصل بين المرأة والرجل , وعندما حدث الفصل بينهما كان نتيجة للثقافة التى تسربت لنا من الوجود فى الخليج واصبح عندنا الشك فى قيمناوالنظر للقيم والمفاهيم الآخرى على انها الافضل .
عندى اقتناع ان الامور سوف تستقيم من جديد , لكن علينا مناقشة قضايانا , وحقيقة ان المثقف معزول وعلينا ايجاد طريقة للخروج من الصفوية والوصول للمواطن العادى .. واعتقد ان تفعيل الدين ضرورى , لان عند اقصاء الدين سيأتى من يستغله وهو ما تنبه له باكراً الأستاذ محمود محمد طه , يجب علينا استخدام الدين فى معركتنا كسلاح وان لا نبتعد عنه فهو اقوى سلاح .
عملت فى رسوم الاطفال ومنه مجلة الفارس التى صدرت لسنوات قليلة , رسوم الاطفال لم تكن عندى هى الهم الاساسى , الهم الاساسى عندى هى قضايا التغيير ومشارك فى الخط الرئيسى , انضممت للأستاذ محمود محمد طه منذ عام 1972 حتى 1985 وتركت كل الأشياء الآخرى , كان من الممكن ان اُصبح كاتب او موسيقار او فنان تشكيلى من المعروفين , وهو اختيار شخصى فى النهاية وهى كلها هوايات فى نهاية الامر واساهمى فى التغيير هو ما يُناسبنى بشكل اكبر .
اتفق مع د. عبدالله حول موضوع الزمن الجميل , الزمن الجميل بتاع منو ؟ , حتى الذين يتحدثون عن زمن ام درمان الجميل يتجاهلون انها كانت مدينة صغيرة ومجتمع صغير تعيش على ريع الاستعمار وتتناسى بقية الريف السودانى , لذلك فهو زمن جميل عند البعض , وهو ايضاً زمن ميت عند البعض الآخر .
*
د. عبدالله على ابراهيم :-
تاريخ الاعتداء على بخت الرضا تاريخ طويل , هناك رأى يتحدث حول ان بخت الرضا مؤسسة مقدسة وانها هى القائد لعملية التعليم , بينما التشخيص الصحيح لها انها مؤسسة قامت فى أطار ترييف الادارة الاستعمارية وهى سنوات 1927 و 1928 وهى سنوات الردة عند الادارة البريطانية حيث ان هذه الادارة بعد ثورة 1924 ارتدت الى حكم الادارة الاهلية وقاموا بالتفكير فى مؤسسة بخت الرضا لترييف التعليم , وهناك كثير من التفاسير حولها وبدلاً من نقدها فى نظرية التعليم والاستعمار اصبحت مقدسة وعصية على النقد , ومشكلتى ليست فى الاعتداء على بخت الرضا ولكن مشكلتى القول انه بعد هذا الاعتداء هناك قول باعادة بخت الرضا .
هناك قصة لجنة تطوير عطبرة , عندما قال شخص للجنة انكم لو اردتم تطوير عطبرة فعليكم اعادة شارع السلك , وهو شارع البارات قديماً .
طبعاً عندى مآخذ على محى الدين صابر لانه جاء بتقارير مصرية واعتقد انها الصواب , وكذلك الانقاذ عندما تطرح نماذجها المختلفة , ولكن كل هذا ليس شهادة براءة لبخت الرضا كمؤسسة فيها الكثير جدا من المعرفة الاستعمارية التى ينبغى الكشف عنها ومتى ما تم الكشف عنها سنعرف تفاصيل المتعلمين المنعزلين والمستفيدين ومن اين جاء هؤلاء .
الادارة الاهلية نفس المشكلة , كان عندنا نُظم أهلية وعندما جاء الاستعمار شكل الادارة الاهلية وحولها لتنظيم يصلح له , وتحول المشائخ لمسئولين امام مفتش المركز وليس امام الشعب , الادارة الاهلية ليست تنظيم سودانى تقليدى وهى تنظيم عنده لوائح وقوانين بما فيها لائحة تُجبر زعيم الادارة الاهلية بتشغيل اهله سُخرة .
عن الراسمالية , هناك تعبير استخدمناه وهو تعبير الراسمالية الوطنية , ونشهد دولة الموظفين فيها يشكلون القطاع الراسمالى .. مصطلح الراسمالية الوطنية لم يتطور , وحلت محله الراسمالية العشوائية , وانا اُشفق على الراسمالية الوطنية .
عن عزلة المثقف وان الشارع لا يفهم ما نطرحه من القضايا , هذا يحتاج لمراجعة وللحديث عن الخاصة والعامة وهل فعلاً الشارع لا يفهم ما نقول او هو يكره ما نقول ؟ .. كان عندى تجربة فى جمع الفلكلور من مناطق الرباطاب , فقال لى رجل من تلك المنطقة
- الفلكلور ده شنو , وده كلام فارغ ساكت .
وكرهنى هذا الرجل كراهية شديدة , ليست المشكلة فى عدم فهم المصطلح ولكن فى كيفية خلق مصطلح يتم استيعابه بشكل سلس .
عاد بنا بشرى الصايم الى شنشنة قديمة حول الحزب الشيوعى خرجت منى عبارة اننى خرجت من الحزب كالشعرة من العجين واتمنى كل يوم بتنقية نفسى من الشوائب التنظيم الاستالينى وان انظر اكثر وابعد برحابة صدر , انا وريث لليسار السودانى .
حول ان مناهجى مشتتة , انا كتبت ونشرت كثيراً جداً واتمنى ان يقرأ لى بشرى الصايم ليعرفنى , واعتقد اننا ضحايا لطرق فى الثقافة حول الحداثة والاصالة استعمار , معهد علمى , سوق شعبى , سوق افرنجى , جزمة انجليزية .. انا الحظ خيوط الوحدة بين كل هؤلاء الناس , مثلاً عبد الخالق محجوب شق طريق مختلف عن الاحزاب السياسية وصنع رأى مستقل وكذلك الترابى وهما قد سودانا الافكار التى جاءت من مصر .
(عدل بواسطة مركز الخاتم عدلان on 09-03-2009, 10:46 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
شكرآ يا مركز الخاتم عدلان على النشاط المتواصل.
اتمنى لو اتيح لى ان اتابع هذه النشاطات عيان بيان.
فشكرآ للاستاذة اروى الربيع على ادارة هذا الجانب من هذا الصرح العظيم.
اسمحوا لى ان انقل لكم ملاحظة لاحظتها:
لاحظت ان الصور التى تنشرونها هنا _ فى المنبر العام _ تتعرض الى تدخلات فنية غريبة.
نرى فى هذه الصور الشماليين والشماليات - من جمهور هذه النشاطات - لونهم افتح مما هو فى الحقيقة.
لماذا ؟
من هو مصور نشاطات مركز الخاتم عدلان؟
ومن ينشرها هنا ؟
سأعود للتعليق على انطباعات الدكاترة عبد الله على ابراهيم والنور حمد.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) (Re: Adil Osman)
|
الاخوه في مركز الخاتم عدلان
دكتور الباقر وصحبه
لكم الشكر الجزيل علي هذه المجهودات الرائعه حيث اصبح المركز نبراسا للوعي ونشر الاستناره، ونأمل في المزيد
اردت فقط ( تصحيح المقطع بيت الشعر الذي اورده الدكتور عبد الله علي ابراهيم من اهزوجة المناصير بعد هروبهم الي مناطق الشايقيه من نكبة جهادية المهديه بعد ما قتل المناصير مسؤول الخليفه الذي ارسله لجمع الضرائب والأتاوات... وبعد انهيار دولة الخليفه وعودة الامن الي المنطقه بداء القوم في التفكير في العوده فغني بعضهم كما اشار الدكتور
Quote: استشهد دوماً بكلام صديق لى عن ذهاب المناصير للعيش فى مناطق الشوايقة ايام المهدية , وعند انتهاء المهدية ارادوا الرجوع لمناطقهم وغنى مغنيهم
والله لو ما المربى والتربة
قعادنا مع الشوايقة ولا اوروبا |
واعتقد ان الصحيح كما نعلم هو
والله لو لا المربي والتربه
قعادنا مع الشوايقه ولا هو غربه
وربما يكون الناقل الذي اوصلها للدكتور قد غير جزء من المقطع كما اورده الدكتور .. (ولا اروبا)
وعلي كل نشاط يستحق الاشاده والتحيه للدكتور النور رد الله غربته وغربة الجميع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
Quote: لاحظت ان الصور التى تنشرونها هنا _ فى المنبر العام _ تتعرض الى تدخلات فنية غريبة.
نرى فى هذه الصور الشماليين والشماليات - من جمهور هذه النشاطات - لونهم افتح مما هو فى الحقيقة.
لماذا ؟
من هو مصور نشاطات مركز الخاتم عدلان؟
ومن ينشرها هنا ؟
|
المركز لديه مُصور محترف يُغطى الفعاليات المختلفة ويقوم بانزال الصور المسئول عن تلخيص الندوة .
الصور بدون فوتوشوب يتم انزالها كما هى .
تحية أ/ عادل .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
مركز الخاتم عدلان
Adil Osman
Asskouri
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست