مآلات اليسار السوداني .. تحالف مع اليمين الى حين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 02:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-21-2009, 01:09 PM

Amin Elsayed
<aAmin Elsayed
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 1252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مآلات اليسار السوداني .. تحالف مع اليمين الى حين

    .
    دفعت الأزمة السياسية في البلاد وغيرها من المؤثرات الخارجية الى خلط العديد من الأوراق واعادة التفكير في الاتجاهات الفكرية والسياسية للأحزاب والقوى، وبات تصنيف القوى السياسية يسارا ويمينا- الذي كان رائجا ردحا من تاريخ السودان السياسي الحديث- أمراً في غاية الصعوبة الان، بعد أن «تقاربت الأهداف» وبعد أن صارت غالبية الأطراف السياسية تشترك في الاعتراف بمفاهيم اجتماعية وقضايا وطنية وهموم دولية واحدة، بل وصل الأمر الى إنشاء تحالفات سياسية بين اطراف كانت دوما على النقيض «أنظر تحالف القوى السياسية المعارضة الذي يضم حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الزعيم الإسلامي الدكتور حسن الترابي ويضم الحزب الشيوعي»، بيد أن هذه التطورات في رؤية بعض المراقبين قد لا تؤدي الى تحالف استراتيجي بين قوى اليمين وقوى اليسار في السودان، وانما هو تحالف مؤقت من اجل «انقاذ الوطن»، معتبرين أن التمايز بين الطرفين ستظل معاييره قائمة رغم كافة المبررات التي يسوقها المفكرون أو الواقع الحالي، وذلك بسبب موقفين متنقاضين، واحد يؤيد فكرة «موت الايدلوجيا»، والاخر يعتقد بأن « الايدلوجيا تضعف لكنها يمكن أن تنمو من جديد»، لكن هؤلاء يعتقدون أيضا أن مستقبل اليسار السوداني يعتمد في جزء كبير منه على عقد التحالفات المؤقتة مع كافة الأطراف السياسية الوطنية لخوض المعركة الرئيسية في الوقت الحالي والتي تتعلق ببقاء الدولة السودانية الوطنية وبنائها على اسس متفق حولها، غير أن بعض أهل اليسار ما يزال يتمسك بعقد تحالف بين قوى اليسار فيما بينها في مواجهة قوى اليمين المتمثلة حاليا في نظر البعض في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، واقصائه عن السلطة بتحالف عريض وبابتداع الصيغ التي تكفل مشاركة الغالبية العظمى من قطاعات الشعب وغير المنظمة حزبياً عبر منظمات المجتمع المدني وغير ذلك مما قد تتفتق عنه العبقرية الشعبية في المعركة ضد المؤتمر الوطني.

    في هذا الخصوص، نظم منبر الشباب الديموقراطي بمركز الدراسات السودانية ندوة حول مآلات اليسار السوداني تحدث فيها الدكتور الشفيع خضر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني والامين العام لحزب البعث السوداني محمد علي جادين والاستاذة هالة عبد الحليم رئيسة حركة القوى الجديدة الديمقراطية «حق»، وتناول المتحدثون محاور تحاول ان ترسم خارطة طريق لمستقبل اليسار السوداني، لكنها أيضا لم تغفل تاريخه السياسي والفكري وأبرز المنعطفات والتجارب التي تعرض لها وحالته الراهنة.

    وابتدرت النقاش في القضية عنوان الندوة، الاستاذة هالة عبد الحليم رئيسة حركة القوى الجديدة الديمقراطية «حق»، والتي قالت ، ان رؤيتها حول الموضوع تمثل قناعات شخصية وليست بالضرورة تعبر عن وجهة نظر التنظيم السياسي الذي تنتمي اليه، وتحدثت عن التحديات التي تواجه اليسار السوداني، مشيرة الى ما وصفته بـ «زلازل العصر الحديث السياسية والفكرية» المتمثلة في انهيار المعسكر الاشتراكي، وتحطيم سور برلين، وسقوط وتفكك وزوال الاتحاد السوفيتي، والتي غيرت في لمح البصر وجه العالم تماما، ودعت الى عدم دفن الرؤوس في الرمال أمام التساؤلات و قبول تلك الحقائق الصارمة لتداعيات الأخطاء القاتلة والعيوب الأساسية والجوهرية في انهيار النموذج السوفيتي وحده، مع الاخذ في الاعتبار أنه لا يوجد أي نموذج ناجح يمكن أن نشير اليه.
    ورأت أنه اذا لم يحزم اليساريون أمرهم ويواجهون حقائق العالم الجديد ومتغيراته بواقعية وصدق ودون مواربة، فان مستقبل اليسار لن يكون بحال أفضل من ماضيه.
    وقالت عبد الحليم ، ان تعريف اليسار لنفسه اليوم على ضوء المتغيرات والمستجدات الكونية هو تحد آخر لا يقل أهمية، ورأت أن التاريخ أثبت منذ جدانسك في بولندا، أن الطبقة التي كانت قد وعدت بقيادة البشرية نحو ذرى الاشتراكية قد خانت رسالتها وانقلبت عليها، وعرفت اليسار بأنه تلك القوى التي تأخذ تاريخيا مواقف التقدم ضد القوى المحافظة، والقوى التي تقف في صف الجماهير تناضل في سبيل حقوقها في مواجهة المستغلين ومصاصي دماء الشعوب، القوى المنحازة دوما للمسحوقين والفقراء ولقيم الخير والعدالة. معتبرة أن الصراع الاجتماعي لا يطرح نفسه بصورة عامة ومجردة هكذا، وانما بصورة محددة في أي مجتمع معين، وقالت ان القضايا والمهام المطروحة لمحاربة التخلف بحسبانه العدو الأول لشعبنا هي التي تحدد لنا القوى الحية الساعية للسلام وللنهضة والتقدم وللديمقراطية والعدالة الاجتماعية. هذه القوى تتمثل فى المنتجين بأذهانهم وأيديهم، من مثقفين ومهنيين، ومن عمال ومزارعين، ومن رأسمالية منتجة، وفى القوميات المهمشة والمسحوقة، وفى جماهير النساء الرازحات تحت القهر، وفى الشباب والطلاب التواقين الى توظيف طاقاتهم الخلاقة، مشيرة الى أن هذه القوى موجودة فى القطاع الحديث.
    ورأت انها المقابل السياسى والاجتماعى للنخب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، من رأسمالية طفيلية، وزعامات طائفية وقادة عسكريين ومن مثقفين ومتعلمين وبيروقراطيين مرتبطين بهم وغيرهم من المستأثرين بالنصيب الأوفى من خيرات الشعب، والبانين سيطرتهم على تجهيل الشعب وتغييبه، والتي شكلت وسيطرت على السودان القديم، ببنياته السياسية الدكتاتورية، بعلاقاته الطائفية المغلقة، بتخلفه الاقتصادى وبمظالمه الاجتماعية.
    وأشارت عبد الحليم الى أن التحدي الثالث يتعلق بالواقعية والتواضع والمشاريع السرمدية، والابتعاد عن المشاريع الكونية والقومية اقليمية، ومواجهة المشاكل الراهنة، وبناء مشروع وطني متواضع، ولكنه أكثر واقعية وراهنية، وأكثر التصاقاً بالأرض، وأكثر اهتماماً بانسان اليوم، وقضاياه الحقيقية ومشاكله الطاحنة وآماله القريبة موضحة انه كلما تضخمت الدعاوي وكبرت، تضاءلت النتائج وصغرت.
    وقالت ان التيار الإسلامي لم ينجح فقط عندما استفرد بالسلطة في 1989، ولا عندما كان شريكا فيها بالأصالة أو الوكالة في كل الحكومات والأنظمة تقريبا منذ الحكم العسكري الأول، وانما نجح عندما استطاع أن يفرض أجندته بعناوين الشريعة الإسلامية والدستور الإسلامي على المشهد السياسي السوداني، وذلك في مواجهة أجندة اليسار المعنونة بوحدة عمال العالم أو أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. ولقد استطاع التيار الإسلامي أن يفعل ذلك لأن المشاريع الثلاثة كانت هلامية وبعيدة عن المشاكل الملموسة، ولكن المشروع الإسلامي كان أقربها للعواطف والتقاليد والتراث، معتبرة أن قوى اليسار بوسعها أن تستعيد المبادرة الآن اذا استطاعت أن تعيد الصراع السياسي الى حلبته الواقعية المتعلقة بمحاربة التخلف بكل أشكاله الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وببرنامج للنهضة الوطنية الشاملة يتمحور حول قضايا الوطن كأزمة الهوية الوطنية، ونظام الحكم القائم على الديمقراطية التعددية وصيانة واحترام حقوق الانسان، والعدالة الاجتماعية بمداخلها المختلفة.
    ودعت اليسار السوداني الى التصدي النقدي الصادق والأمين لتحدي التحالفات الديمقراطية، وبدون ذلك وبدون التوجه لتحالفات تقوم على مبادئ الديمقراطية والتكافؤ واحترام التنوع والخصوصية، فهو لن يظل فقط حبيساً في وحشته الاختيارية، وانما سيتقزم ويتحلل ويتلاشى شيئاً فشيئاً.
    وكما أن الحركة الإسلامية استطاعت أن تنمو وتتوسع من باب التحالفات، في نفس الوقت الذي انحسر فيه اليسار وضمر من خلال ذات الباب، فقد تطورت الحركة الإسلامية تطوراً مذهلا في امتلاك وسائل المعرفة والتكنولوجيا الحديثة في كافة المجالات، وفي استخدام العلوم الحديثة وأحدث فنون وأساليب الادارة والتنظيم، بينما تخلف اليسار عموماً تخلفاً واضحاً ومؤثراً في هذا المضمار. انه من المدهش أن ترى حركة ذات برنامج نازع الى تخلف القرون الوسطى في جوهره المتخلف الجامد، تتمكن من ومنفتحة على آخر منتجات العصر التقنية والعلمية، وتستخدمها في تطوير بنيتها التنظيمية، ووسائل اتصالاتها وتحركاتها، وفي استراتيجياتها الاعلامية، وفي علاقاتها الدولية، بل وفي عملياتها الانتحارية. بينما حركة أخرى تستشرف نظريا ببرنامجها نهايات التاريخ، لو جاز القول، وتدعي الانتماء الجذري للحداثة وللمعاصرة، تعيش في كهوف التاريخ بدائية وتخلفاً من ناحية الوسائل والأدوات ومناهج العمل وأساليبه وكل مفردات الحياة الداخلية والعلاقات الخارجية.
    ورأت عبد الحليم أنه توجد معركة واحدة رئيسية هي معركتنا ضد المؤتمر الوطني عبر الانتخابات القادمة من أجل بقاء السودان وطنا موحدا لكل السودانيين، أو بقائه في أي حال وبأي صورة تكفل السلام والكرامة الانسانية لمواطنيه، وهي معركة تبقى ليومها الفصل ما لايزيد كثيرا عن 180 يوما، وذكرت ان مسؤولية اليسار في هذه المعركة تتطلب منه أن يوحد صفوفه وقواه لدعم التحالف الوطني العريض المطروح بابتداع الصيغ التي تكفل مشاركة الغالبية العظمى من قطاعات الشعب وغير المنظمة حزبياً عبر منظمات المجتمع المدني وغير ذلك مما قد تتفتق عنه العبقرية الشعبية في المعركة ضد المؤتمر الوطني.
    وتوصلت الى ان اليسار السوداني بصدد مآلين فقط لا ثالث لهما، أن تصر تيارات اليسار على مشروعاتها الهلامية الكبيرة الكونية والاقليمية التى تريد ان تطوى بها التاريخ من بداية الانسانية الى خواتيمها وتبتعد بذلك عن واقعها وعن جماهيرها فتتقزم وتتشظى وتتشرذم ومن ثم تتلاشى، أو أن تعى تلك التيارات التجربة وتعيد تقييمها بعقول مفتوحة وعيون ناقدة وتربطها ببرامج عمل واقعية لتحقيق مشروع النهضة الوطنية الشاملة فتكسب بذلك الرهان الذى راهنت عليه ضد تيارات السلفية والاصولية والطائفية واليمين قاطبة.
    من جهته، رأى الاستاذ محمد علي جادين، أن عنوان الندوة يقول بان اليسار السوداني يعيش في أزمة، معتبرا ان الأزمة ليست لليسار فقط وانما تشمل الجميع بما فيها القوى السياسية الحاكمة والمعارضة، وقال ان الحزبية السودانية تعيش مفترق طرق.


    كما قدم جادين فذلكة تاريخية لنشأة اليسار السوداني، مشيرا الى أن اليسار السوداني كان جزءا من اليسار الاقليمي والدولي وظل يتفاعل مع تلك الحركة طيلة الـ70 سنة الماضية، وقد نشأة ايضا الحركة السياسية الوطنية الحديثة سنة 1924 او قبل ذلك، معتبرا أن عوامل النشأة تتصل بظهور فئات متعلمة حديثة اضافة للعامل الخارجي «حركات التحرر القومية بشكل عام والمصرية بشكل خاص» ومن خلفهم الحركة التحررية العالمية «الثورة الفرنسية» والثورة الانجليزية التي كان لها تأثير كبير على السودان.
    وجزم جادين بان كافة الاحزاب السودانية جاءت دون استثناء من مصر بما فيها حزب الامة القومي الذي كان صدى لحزب الامة المصري حيث رفع الاول شعار «السودان للسودانيين» ونادى الثاني بشعار «مصر للمصريين».
    وحدد أربع مدارس يسارية نشأت نتيجة تلك العوامل، هي التيار الاشتراكي الديموقراطي وسط الاحزاب «التقليدية» خاصة الحزب الاتحادي حيث يعتقد أن القيادات الشيوعية جاءت من الاتحاديين الاحرار، اضافة الى التيار الماركسي «الحزب الشيوعي» والتيار الاشتراكي الإسلامي في بداية الخمسينيات بقيادة بابكر كرار وميرغني النصري، والتيار الرابع هو التيار القومي الاشتراكي البعثي والناصري.
    وعزا عدم توحد تلك القوى اليسارية الى نشوئها في مراكز مختلفة، الى جانب العامل الخارجي «مصادر مختلفة خارجية»، وطبيعة التصدي الاجتماعي للفئات المتعلمة المثقفة التي تنزع للتشقق والاختلاف، وسيطرة النظم العسكرية لفترات طويلة بعد الاستقلال، مشيرا الى ان هنالك محاولات جرت لتوحيد الحركة اليسارية في الستينيات لكنها لم تنجح، لكنها تفعل في اطار وطني ديموقراطي أو في مواجهة النظم العسكرية والنظم التقليدية.
    ورأى جادين ان من سلبيات حركة اليسار الموقف المتردد من الديموقراطية، حيث صدرت شعارات في بعض الاحيان تنادي بـ «لا حرية للرجعية».
    مع كل ذلك، يعتقد جادين ان الحركة اليسارية ساهمت في بناء مؤسسات الحركة الجماهيرية الديموقراطية وتركيز اهداف التغيير الاجتماعي والاقتصادي، فضلا عن مساهمتها في حركة الاستقلال والانتفاضات الشعبية في اكتوبر وابريل.
    واعتبر أن عدم تطوير الحركة اليسارية يعود الى فشل التجربة الاشتراكية والوصول الى طريق مسدود بانهيار الاتحاد السوفيتي وحرب الخليج الثانية، وهيمنة الولايات المتحدة الامريكية وظهور ملامح لعصر جديد «العولمة و التقنيات الحديثة»، الى جانب دخول السودان في أزمة وطنية شاملة بدأت منذ نهاية الثمانينيات وتفاقمت بصعود الجبهة الإسلامية للسلطة، فضلا عن صعود الجهوية والقبلية والتيار الديني بشكل عام.
    ويدعو جادين لبناء حركة يسار عريضة، وخلق بيئة ثقافية واجتماعية مستنيرة تقبل بحركة اليسار وسطها، وأن يتحول كل جهد اليسار الى معركة رئيسية من نوع جديد تتمثل في مواجهة افرازات الأزمة الوطنية الشاملة، وضرورة استعادة الديموقراطية، وشدد جادين على ضرورة عقد تحالف سياسي واسع وأن لا ينحصر التحالف على الحركة اليسارية أو التقدمية، وذلك من اجل تحقيق مصالحة وطنية تاريخية، في مواجهة تهديد للكيان السوداني.
    ويعتقد جادين ان الحركة اليسارية بدأت بالفعل في أن تعي الظروف المحيطة بها رغم وجود بعض اليساريين السلفيين، واقتربت رغم ذلك من الديموقراطية وظهر ذلك في مشاركتها في التجمع الوطني قبل قيام الانقاذ وبعدها.
    وخلص جادين الى ان المهمة الرئيسية لحركة اليسار تتطلب مواجهة الأزمة الوطنية، وان يبقى الحديث عن الاشتراكية برنامجا بعيد المدى، في ظل فشل الرأسمالية التبعية، داعيا حركة اليسار الى مراجعات وفق المتغيرات الداخلية والاقليمية والخارجية خاصة في قضايا الحريات وحقوق الانسان والاصلاح الديني والتخطيط الاقتصادي وعلاقات السوق التي اصبحت ترعاها مؤسسات دولية.
    وكان الدكتور الشفيع خضر المتحدث الاخير في الندوة، حيث قدم تعريفا لمفهوم اليسار يقوم على صعوبة رسم خط بين ما يسمى باليمين واليسار في ظل المفاهيم الحديثة، لكن ذلك لا يعني أيضا عدم وجود تمايز بين الطرفين، معتبرا أن مفكرين تحدثوا عن عدم جدوى هذا التصنيف لاسباب تتعلق بموت الايدلوجيا وميلاد الحركات الجديدة المناضلة التي يصعب تصنيفها بـ»اليسارية» وانهيار المعسكر الاشتراكي، لكن في المقابل نهض مفكرون لدحض هذه الحجج واعتبروا أن تأييد موت الايدلوجيا هو موقف في حد ذاته وأن تعثر حركة اليسار يعود الى تعدده، معتبرا أنه من الصعب الحديث عن موت الايدلويجيا لكنها يمكن أن تضعف ولكنها تنمو من جديد.


    ويرى الدكتور خضر أن المعيار للتمييز بين اليسار واليمين بشكل عام، يظهر من خلال موقفين الاول تقوده قوى تناضل من أجل المساواة وترجع اللامساواة للمجتمع، وترى امكانية تصفية مصدرها وتتمسك بهذا الهدف، في حين ترى القوى الاخرى أن اللامساواة أصل طبيعي لا فكاك منه، مشيرا الى أن مفهوم اليسار في السودان قد توسع أكثر مما كان في وقت سابق، وأن القوى الحديثة ليست في المركز فقط وانما في مناطق التهميش أيضا، وبالتالي فان الحديث عن تحالف مستقبلي يجب ان يكون شاملا.
    ويعتقد الدكتور خضر ان اليسار - حاليا- يعاني من قصور في الفكر السياسي لتجاوز الوضع الراهن، وان اليسار الماركسي لن يشق طريقه في حال لم يمتلك الشجاعة الكافية لمراجعة المنظومة الفكرية والمفهومية والبرامجية التي قام عليها لاعطاء مضامين جديدة مستصحبة دروس التجربة.
    وحول المشروع العام أو البرنامج لحركة اليسار، يقول الدكتور الشفيع خضر ،انه لابد من أن ينطلق من بناء الدولة الوطنية الحديثة، معتبرا أن البلاد ما تزال تعيش فترة انتقالية منذ الاستقلال، وانها وصلت في عهد الانقاذ الى منعطفات خطيرة خاصة فيما سماه بـ«الاستلاب والاغتراب» إزاء الكيان السوداني.
    ويدعو الى أن يناقش اليسار المهام التأسيسية مع بقية القوى السياسية، معتبرا أن عدم التصدي لهذه القضايا سيصف الوضع بـ«دولة اللا دولة»، داعيا اليسار الى الاستعداد لأن تكون المساهمة في بناء الدولة الوطنية أحد اهدافه المباشرة، مبينا انه يجب التأكيد على أن التطور لا يرتبط بطبقة واحدة أو حزب واحد.
    كما يدعو خضر الى أهمية تصدى اليسار الى التناقضات الملازمة للممارسة السياسية «الدين، القبيلة»، معتبرا أن أي اصلاح يحدث لابد أن يعالج هذه المسائل، اضافة الى العلاقة مع منظمات المجتمع المدني.
    وحدد مرتكزات التغيير في الطابع الجماهيري الذي يضم كافة القوى السياسية التي تؤمن بالعدالة والمساواة والديموقراطية، والتعددية والديموقراطية الواسعة التي تشمل أولويات المواطن في المركز والاطراف، ودور حركات المناطق المهمشة ولقاءها بحركة اليسار في المركز.
    وكانت الندوة قد شهدت مداخلات عديدة بشأن مآلات اليسار، وتحالفاته السياسية،

    وتحدث الكاتب الصحفي يس حسن بشير عن ضرورة عقد تحالف بين قوى اليسار فيما بينها وترك الخيار للقوى السياسية في عقد تحالفاتها، مؤكدا أن ذلك لا يعني عدم عقد تحالفات سياسية وطنية تجمع القوى السياسية من أجل مواجهة التحديات الوطنية،

    كما دعا الدكتور فاروق محمد ابراهيم الى عقد جلسات حوار تشمل مراجعات نقدية لحركة اليسار وتنظر في مآلاته، كما شارك عدد من الحضور بمداخلات حول عنوان الندوة.


    http://www.alsahafa.sd/News_view.aspx?id=75437


    .

    Amin
                  

08-21-2009, 05:44 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مآلات اليسار السوداني .. تحالف مع اليمين الى حين (Re: Amin Elsayed)

    شكرا يا امين على التلخيص
    ساعود باذن الله
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de