بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-20-2009, 11:18 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!..


    بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان!!..





    في البدء، الإهداء:
    للفنان الكبير، عماد الشبلي،
    الذي فجر في النفس، حكايات، وأيام مضتت، وحنين عطيم
    ..

    تداعيات ذاتية!!

    (1)

    موت الشاعرين العجوزين!!..

    حي شعبي، بسيط، حرمه الله، من الشاعرين العجوزين،!!، لا يتحرك كثيرا، ساكنا في صبره الدؤوب، سوى 406 متر يركضها في الثانية، لا يتحرك أبدا، أسرع من كاكي، وهو يلف، باستسلام غريب، لقدر فيزيائي مع الارض، حول نفسها، وحول الشمس، ياله من حي محظوظ، ولكنه لا يحس بهذه الحركة، ويحسب أنه ساكن، رغم ضجيج "الزار" في محطة تسعة، وصوت الصواني في فرن سبعة، وكواريك الطيارات طالعة نازلة، طوال اليوم، طوال السنة، في غربه، وبروفات ألوان الطيف، وصراخ العضلات الرخوة في تمارين الكارتي، ولو أرخيت السمع، فسوف تسمع ماء يغلي، وطفل يصرخ في عيادة دكتور فريد، من حقنة ملاريا حارة، ولو أرخيت سمعك أكثر، فسوف تسمع صوت صفحات كتاب صخم، على صدر "جماع"، وهو يقرأ بمهمل "الحرب والسلام"، نهارا، جهارا!!، هل سمعت بصوت الودع؟ حين يهوي للتراب، ويكشف سر المستقبل، والماضي المدسوس، في محطة عشرة، بيت بسيط، جميل، يقرأ الغيب، كما يقرأ عمر عبدالقادر، رأس المال، ورسائل روززا لسمبورج...

    أمواج النيل الازرق شرقه، كان يسمعها، في بدء طفولته ، وكان يشم راتحتها، قدر جغرافي آخر، جعله محط لسماسرة الاراضي، وكبار الموظفين (في الشراء، أو الإيجار)، حتى بدأ يفقد هويته، فالحي من مواليد 1970، مما يجعل شافع الأمس، عريس اليوم، والاسرة الصغيرة، صارت كبيرة، والبيت صار مقسم لكم حيطة وبيت، وحتم الفقر، ان تكون الاسر ممتدة، ففي البيت الواحد (400متر مربع)، الام والابناء والعرسان الجدد، والاطفال الحفاة، يعني قرية زمان، يعني لو زرت ناس "....."، فأنت محتاج لخريطة طريق داخل البيت، لأنه اساسا وضع خريطته لأسرة صغير، ثم عرس فلان، وفصل له جزء، ثم عرست فلانة، وتم بناء غرفة وحوش صغير آخر، ثم عرس الاخ الاصغر، وتم فصل غرفة، وكسير شباك عشان يكون باب، (قدر ظروفك)، ومع هذا تسمع الرادي يغني في الشباك، (سيد نفسك، مين أسيادك)، والجميع يرقص، معها، مذبوحا من الألم، وأمام هجوم السماسرة، باع الكثير، وهاجروا لحي الازهري، ومن بيت واحد، أفضل اربعة بيوت، وبي سعر بيت واحد، فالنبي كان بحب، الدار الوسيعة، والدابة السريعة، والاسلام، والفطرة، لأغلب سكان الحي، تأمرنا بتقليده، بوعي، أو دون وعي!!

    ولكنه حرم من الشاعرين العجوزين، واللذين كانا يتلوان عليه قصائد تمجد النفس، وتجعل الموظف يخرج سعيدا، والمعلمة تتحلى بالصبر، والنجار يلهم شكل جديد لزخارف الكراسي، وغرف النوم!!..

    شكل الحي مثل شريحة الموبايل، ليس مستطيل، بل يشبه جالون موبيل البلاستيكي، وأن ظهر مستطيلا، فإنه ينحني شمالا، من سور مدرسة قرنفلي المسيحي، حتى يكاد يتكئ على عمارات المنشية، لو لا شارع الستين، الملئ بالإثاث التركي، والذي ضيق شارع الستين، بأثاث، وكراسي، وغرف نوم، يسكنها الغبار (أن امرت ان تطاع، فأمر بالمستطاع!!..

    والشاعر العجوز، هي شمش الشروق"، حجبته عمارات المنشية، عن زيارة الطرق البسيطة، الترابية، لامتداد ناصر، فلم يعد تلامس شعيعاته الواهنة الناس النايمة في الحيشان، وفوق السطوح الأولى، وفي الفسحات "الزرايب، واصحاب الدكاكين"، لم تعد هناك شمش شروق...

    هكذا هرب الشاعر العجوز، الشروق... ولم يعد له وجود، ..

    واخيه الشاعر العجوز الأخر، هي شمش الغروب، برتقالة الغروب، شاعر مخضرم، محنن بالحزن، لوداع مسرح الحياة الكبير، والذي كان يتلو قصائده منذ سفر التكوين،. فقد حجب بحي الصفاء، ولم يعد للغروب أي غناء حزين، ولم يعد يلطخ الحوائط بذلك الأسى، والماء الذهبي، الذي يغرق فيه المساجد، والميضنة، والاشجار، ويجعل الحي البيسط، غارق في بحر ذهبي، مثل مدينة مسحورة، هل يذكر الغروب بالفردس القديم، والحرمان منه؟، حي ناصر لم يعد يتذكر هذا الغروب، وبمقدور كافكا ان يسكنه الآن، ويمتعض من (الآلة، والإله)، معا، كما ان العرق المتصبب من الصبية في التمارين في كل فسحاته، فلن تمتص حبيبات العرق على جباههم، ذهب الغروب، (ولن يحسو بغناء الرحيل الداخلي، وهل تضيق وداعا ايها الرجل)، لقد تم دفن الشاعرين العجوزين في مقابر بري، مع صالحة مرحوم، ومصطفى ازرق، بعض الفسحات التي تحولت لزوايا، وكأن الله يقيد، وكأن العبادة في الصلاة، فقط، وليس، اينما تولي، فثمة وجهه..

    ولم تعد الاشجار الجميلة في شارع ناس توحة، والمدرسة النموذجية، تتحن بالغروب، وتبدو كأنها ذهب حي، اصيل يقشعر من حلاوة انامل النسيم، وهي تتخلل شعرها الاخضر/الذهبي، لقد تركنا تصميم المدن للبلدية، وللغرائز، وقتلنا علاقتنا بأمنا الأرض، وأبينا الكون، ياله من يتم عريق، ومؤذي!!..

    لا عليك ياحي الصفاء، أنت مجرد حارس أمين لحي عريق، فقد صددت ضوضاء المطار عنه، تكلم الضوضاء والتي تبدو، وكأنها تصدر من قلوب المسافرين، وليس الطائرات وهي تقلع، وتسافر، وتبدد الشمل، كعادتها الذميمة، لي وطن حدادي، مدادي، ؟؟!!...

    كما رائحة النيل لم تعد تأتي للحي، ولشوراعه، النسيم في بلدي يجري من الشمال الشرقي، للجنوب الغربي، والطرق في بلدي (من خطها)، تجري شمالا/جنوبا، او غربا/ شرقا، (ياله من اغتيال)، لطبيعة وقانونها الازلي، (أنك تريد، وأريد،)، هكذا تخاطبنا الطبيعة الذكية، ويكون ما تريد هي، فتضيع النسايم طريقها لملحن اخرج الكرسي في انتظارها، كي يصحو اللحن بداخله، وتتبدد رائحة الطمي الاصيلة، وهي التي تتوغل في الرئة بالتواضع الخلاق، وهو أعظم من كل غرور، ولو للعباقرة الحقيقين، لقد تلطخت المدينة، بأيدي غير فنانة، لم نترك لهم التخطيط،؟ والرسم، لاشك، أسند الامر لغير، أهله، وصارت، أنكر الأصوات، هي صوت العصافير،..

    (سعيا مشكوار، وحجا مبرورا)، كتبها عفيفي بالأحمر "الوهاج تصور"، لحج والدته ووالده، فعلق قصي (ليه، ابوك ده حجة لموسكو)، قصي السماني، القصير، والطويييييل لسانا، وموهبة، يجعلك، وأنت تمشي معه، كأنك تتفرج على مسرح حي، عينه متقده، وتقع على المفارقات اليومية، وله قدر في التعبير الجسدي، المحنك، والمفطور..

    تنطلق صافرة، "محطة تمانية، حدي نازل"، فتتملص من زحمة البص، كم تمس رجلك الأرض، وتنزل مكرمش القميص، بل تقفز، فقد تحرك البص مسرعا لمحطة تسعة، وقد تشعلق الكمساري الصغير كالغزال، وأنت تتجه لبقالة عثمان حسن، استراحة محارب، كي تشرب ببسي، قبل أن تصل الدار في عز الظهيرة، وترى علم المريح يرفرف عاليا، رغم هزيمته النكراء، فالعلم محياد، كعادة القماش مع النسيم، يرقص ويرقص..

    تمسك الزجاجة، باااااااردة، وقبل أن تمدها لفمك، يربت على كتفك شخص..
    خالو، قبضتك..
    فتجده؟؟؟..
    قذافي، وانت تناول عثمان حق القزازة التانية، تكون الأولى قد انشفطتت، وأعرق كاهن، لم يكن يدري إلى اين ينتهي مصيرها، ولا الوداعية في محطة (عشرة)، ياربي اسمها منو؟ حكت لي اسرار، عن مستقبلي، وحدثت كما هي، وللحق مشيت مع أمرأة من الاسرة، بالفضول والسخرية، وكنت اسخر منها عدة سنة، حتى حدث المكتوب، في الودع، للحي عدة وجوه، كتب ماركس، ومكانات الطباعة تضج في الحي، مع لحى، وقراءة جماعية، مع بروفات ساورا، مع اهازيج الجنوبين في نادي بري، "كل جمعة"، تصور، وليس كل "أحد"، كل شئ جائز في السودان، وفي البراري..

    شكرا ياخال، ومضينا معا،
    القدرة فائرة بالفول، بالعشاء الموعود، لاغب سكان الحي، القدرة تراها من أي لفة، من محطة عشرة يمكنك رؤية طوبة، وكيس، يتوج رأسها، وبطنها الغالي، المغلي، ..

    يشق الحي، شارع عريض، غربا وشرقا، وعلى شواطئه مطاعم شعبية شهيرة، رائحة الكوارع تصل لحدي مربع ستة من مطعم الكردفاني، في الليل تحسبه مولد، رقشات لا تحصى، حافلات، امجاواد، وطرابيز في الشارع، بل تلمس شارع الزلط، وبائعات الشاي في الطرف المقابل، جنب ناس عبدو الشاعر (ياربي وين الزول ده، وكم يضمر هذا الحي من مواهب، واسرار)..


    الكراسي والطرابيز الحديدية في الكردفاني، يتحلق حولها الشباب والسواقين، وتجري الونسات عن الكورة، والمدراس، والجكس، ووقائع الحياة، التي خلقت الثرثرة من آدم، ولي آدم الأخير..

    أياك أن تدفع لصاحب الرقشة أكثر من ألف جنيه، داخل امتداد ناصر!!... بعد العشاء، ولو كانت ماشي اوماك، أو مربع واحد..



    يتبع..

    ....

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 08-23-2009, 07:39 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عبدالغني كرم الله08-20-09, 11:18 AM
  Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. محمد أبوالعزائم أبوالريش08-20-09, 12:45 PM
  Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عماد الشبلي08-20-09, 01:21 PM
    Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عبدالغني كرم الله08-21-09, 05:05 PM
      Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. فتحي الصديق08-21-09, 05:16 PM
        Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عبدالغني كرم الله08-23-09, 07:44 AM
          Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. محمد أبوالعزائم أبوالريش08-23-09, 07:49 AM
          Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عبدالغني كرم الله08-23-09, 08:13 AM
            Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عبدالغني كرم الله08-23-09, 09:35 AM
              Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عبدالغني كرم الله08-23-09, 09:51 AM
                Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عبدالغني كرم الله08-23-09, 10:30 AM
                  Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. مامون أحمد إبراهيم08-23-09, 07:27 PM
                    Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عماد الشبلي08-23-09, 07:57 PM
                      Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. مامون أحمد إبراهيم08-23-09, 08:35 PM
                      Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عبدالغني كرم الله08-24-09, 06:54 AM
                        Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. محمَّد زين الشفيع أحمد08-24-09, 07:14 AM
                          Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عبدالغني كرم الله08-26-09, 08:07 PM
                            Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عماد الشبلي08-26-09, 09:40 PM
                              Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عبدالغني كرم الله08-27-09, 09:12 PM
                                Re: بري امتداد ناصر، محطة (8)، كمان وكمان !!.. عبدالغني كرم الله09-13-09, 06:03 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de