|
كانُـوا هُـناكْ ..
|
كانُوا هُناكْ
الطيب برير يوسف
كانُوا هُناكْ. كُلُّ الّذين عرفتهم.. كانوا هناك حيث الخريطة.. طفّفوا مقياسها أدبًا تشدُّ إزارها وتنوحُ في صبرٍ.. عساكْ رفعتْ حجارتها؛ بنقشِ الإرثِ..؛ سودنةُ اللّسانِ أكنتَ تفهمُ ما يُقالُ؟ لعلّك المسؤولُ عن هذا.. وذاكْ حيثُ الزّمان بمنتهاكَ.. يدّبُ في البدءِ العقيمِ..؛ يُسرّبُ التّخديرَ.. يُعشيها رؤاكْ كانوا هناكْ.. دخلوا.. عرايا من وجودِكَ.. برهةً خرجوا.. بعري الشّعرِ.. والأنغامِ..؛ غنّوا عن هواكْ قالوا: ملاكْ هو ما يقالُ هنا.. أطروحةً عبثتْ بشيءٍ في حقيبتنا توازى صوتنا.. والصّوتُ صوتٌ من خليلك.. في دماكْ حقٌّ هو الصّوتُ الذي.. أفضى إلى لغةٍ.. تُعلّمُ حرفها وطئَ السّماكْ حقٌّ هو الصّوت الذي جهرًا يغنّي جُرحنا الدّامي يصوغُ الشّعر تاجًا.. من أساكْ إنّي أُعيذُكَ.. بالتي ندهتكَ للرؤيا بحسنِ بصيرةِ الإحساسِ تأخذ مِن ضياكْ إذْ كيفَ يُطربُكَ الغِناءُ الفجُّ تدري إنّهم.. في غير يوم الصّيد.. يُلقُون الشباكْ كُلٌّ يغيّرُ وجهَهُ حسبَ الضّرورةِ قد يبيضُ – إذا أردتَ - بغارِكَ المهجُورِ ينسجُ خيطَهُ والقصد – إنْ حدّثتُكُمْ – شيءٌ سِواكْ ها يا الـ(هُناكْ) الضّوءُ بعضٌ من علاجِكَ فاقترحْ شيئًا.. يُوارِي سوءةَ المرآةِ.. حين استبطنتْ شبح الهَلاكْ ما عادَ في المرآةِ ضوءٌ يكسبُ الأبصارَ عافيةَ التروِّي.. يَمنحُ الإشْكَالَ.. فضَّ الاشتباكْ فاشدُدْ على قَلبي أيا.. تربتْ يدَاكْ العمرُ أقصرُ من حنينٍ جاذبَ الإحساسَ في معني فِداكْ إرثًا أصُونُكَ لستُ أبدءُ مِن بكاءٍ غير أنّي أقتفي رسْمًا.. تُعمّقهُ خُطاكْ إنّ النِّطافَ - إذا علمتَ - تُغيّرُ الجيناتِ.. حسبَ المُقتضَى.. مِن حَدْسِ مَخبُوءِ العِراكْ
القصيدة للأخ الشاعر الطيب برير وهي من آخر الكلمات التي كتبها وسوف تكون من ضمن ديوانه الذي سيصدر عما قريب .. الشاعر الطيب برير من الشعراء الذين يطربوك بحس كلماتهم .. كثيراً ما عطر سماء هذه الدار .. ولأسبابٍ ما كان غيابه عنا مثل الكثيرين الذين تركونا ويظل الحنين قائماً بيننا وبينهم .. لعل كلماتهم كما هم تكون حاضرة هنا بحسن رونقها وجمال مفرداتها ..
فهل من عودة هل ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|