|
شهادات رفيعة لصالح السودان بشأن دارفور في واشنطن!!
|
شهادات رفيعة لصالح السودان بشأن دارفور في واشنطن!!
الانتباهة
حين قال المبعوث الأمريكي الخاص الى السودان (سكوت غرايشن) في شهادته الشهيرة أمام الكونغرس – وأقامت المجلس وأقعدته – حول ما يجري في دارفور بأنه لا يرقي ولا يمكن اعتباره أبداً أنه إبادة جماعية لم يكن غرايشن يتحدث من خيال أو مزاج خاص به وإنما كان الرجل ينطق بحقيقة من المهم النطق بها حتى يمكن للمجتمع الدولي أو الولايات المتحدة تأسيس منهج جديد – مبني على الحقائق لا الادعاءات – يتم على أساسه التعامل مع الأزمة في دارفور، كما أن غرايشن – وفقاً لما أثبتته مضابط الكونغرس – كان قد سبقه في حديثه هذا سفيراً أمريكياً سابقاً ويعمل حالياً أستاذاً بجامعة جورج واشنطن يدعي (ديفيد شن). فقد قال ديفيد شن – بموضوعية شديدة للغاية ومتجردة – انه اذا ظل الكونغرس ومن ثم صناع القرار يعتمدون على النهج العاطفي – بنص تعبيره – في اسباغ صفة الابادة الجماعية في دارفور فإن هذا لن يساعد على حل الأزمة، اذ أن من المهم أن يتم التعامل مع حقائق موضوعية وواقعية – وفقاً لحديث ديفيد حتى يتمكن متخذي القرار من التحرك على ضوء هذه الحقائق للحصول على نتائج جيدة. ديفيد شن، ولكونه يعمل استاذاً جامعياً في جامعة أمريكية عريقة وله خلفية دبلوماسية حرص على قول ما قال حتى (يبرئ ذمته العملية) من دعاية ظالمة لم يقتصر ظلمها على اتهام مسؤولين سودانيين كبار بجرائم لم تقع وانما امتد ليؤثر هذا التوصيف على الطريقة التي على أساسها على المجتمع الدولي اتباعها لحل الأزمة في دارفور. وقد تتساءل هنا عزيزي القارئ عن أهمية وجدوى هذه الشهادات الغربية بشأن شائعات الابادة الجماعية في دارفور نجيبك بأن هذه الشهادات المبنية على حقائق وقناعات مهمة من عدة جوانب. فهي من جهة تقلل من فرص تصديق المجتمع الدولي على أي قرار تصدره الدائرة الاستئنافية بما يُسمى بمحكمة الجنايات الدولية والتي تقدم لها المدعي العام لويس أوكامبو قبل اسابيع باستئناف لتقوم الأخيرة بتضمين مادة الابادة الجماعية كتهمة اضافية الى التهم الموجهة للرئيس البشير، ومن المؤكد أن الدائرة الاستئنافية سوف تصبح مصداقيتها على المحك اذا هي (جاملت) أوكامبو أو صانعته في مسعاه البائس هذا. ومن جهة ثانية فإن وجود قناعة كهذه على مستوى خبراء في واشنطن معناه ان هناك مئات ان لم يكن آلاف الخبراء والمسؤولين ممن لديهم ذات القناعة أخفوها خوفاً من جماعات الضغط، أو انحيازاً لهم، أو محاولة لترك التيار يمضي في اتجاهه – وهكذا فإن غرايشن ليس هو الوحيد في ادارة أوباما، والجهات البحثية والأكاديمية حول العالم ممن وصلوا الى قناعة بكذب وجود ابادة جماعية في دارفور، ويعملون الآن بشتى السبل على ترسيخ هذه القناعات لدى المجتمع الدولي!
|
|
|
|
|
|