|
|
 لا تلوموا الانقاذ بل لوموا أنفسكم
|
مما لا شك فيه أن ثوره الانقاذ بكل ما لها وما عليها هي احدى التجارب السودانيه الخالصه في الحكم والاداره .
ورغم قتامه الواقع الأن بفضل (انجازات) ً! و اخفاقات ذلك المشروع الحضاري وفشله التام في ارساء دوله القانون حتى ولو كانت علي علي الطريقه الغربيه بكل علاتها , ناهيك عن نظام اسلامي حقيقي يكون مناره للداعين للدوله الاسلاميه حول العالم , فان تلك التجربه الأنسانيه تبقى تجربه سودانيه فاشله أخرى في الحكم والاداره تماما كفشل سابقاتها سواء ديمقراطيه ! أو شموليه .
اذن الفشل هو سوداني و هو فشل يوزع على النخب السودانيه بقدر مساهمه كل منهم في الوصول اليه , ويجب أن لا ننسى أنه قد يكون أي منا أنا أو أنت جزء من منظومه هذا الفشل .
لذلك أتساءل هل هذا السوء الذي برز في ظل حكم الانقاذ من فقر ومرض وجوع وحروب ودماء وأشلاء ومحسوبيه وفساد وكل ذلك هو خاصيه انقاذيه كيزانيه بحته أم هي أشياء مرتبطه بالشخصيه السودانيه ذاتها ؟ .
لنأخذ أمثله .
يلوم الناس ( وأنا منهم ) الانقاذ كثيرا على الدماء التي سالت في دارفور والشرق والشمال والجنوب , وقد يحاول بعضنا تصوير الانقاذيين وكأنهم وحدهم السفاحين في الحكم بينما الحقيقه هي أن السوداني بصفه عامه في سبيل الحكم والرياسه لا يتوانى عن قتل كل من قد يهدده ويهدد رياسته .
قتل الطائفيين والأسلاميين تحالف الصادق , الترابي , المرغني الشيخ محمود محمد طه , بينما قتل النميري ما لا يحصى من السودانيين و الله وحده يعلم ماذا فعلوا في الديمقراطيه الأولى والثانيه . وما فعله عبود .
و كلها كما هو واضح قتل في سبيل البقاء في السلطه أو للحفاظ علي النفوذ .
حتي في التمرد ...
لا أحد يستطيع أن يتحقق من عدد الذين قتلوا في معارك دارت بيت زعيمين متمردين سواء كان في تمرد الجنوب الأول أو الثاني أو الثالث أو في تمرد دارفور الأول أو الثاني أو الأخير .
لكن المؤكد هو أن هناك العديد من الذين ماتوا في صراعات داخليه بين المتمردين أنفسهم و هم جميعا ضحايا سودانيين سقطوا في اطار الفشل السوداني في أرساء نظام الحكم و الاداره .
مثال أخر
الفساد والمحسوبيه .. !
يعيب العديدين منا ممارسات الانقاذيين في تبديد المال العام و المحسوبيه و هي ممارسات لا يمكن أن نصفها بهم وحدهم بل أنها أشياء موجوده أيضا في كل العهود والنظم التي حكمت .
وبما أنه اذا دخل الملوك قريه أفسدوها وجعلوا أعزه أهلها أذله , فأن تلك الدورات في الحكم قد أصابت العديد من النخب السودانيه و الذي هو خارج الفساد حاليا كان داخله في الدوره السابقه وهكذا .
بذلك فأن ( جل ) النخب السودانيه مارست الفساد ومنهم من أدمنه فصار رجل كل المراحل تجده مع أهل السجادات وتجده مع العسكر.
بالتأكيد هناك أفراد لم يمارسوا الفساد الأداري والمالي في فترات عملهم و لكنهم قله قليله , مع أن الفساد في ظل كل الأنظمه التي تعاقبت على حكم السودان كان ظاهرا لا بمكن انكاره .
اذن فالفساد ليس مرتبطا بجماعه دون أخري من جماعات وأحزاب النخب السودانيه بل هو فساد سوداني .
فالذي يمنع جلنا الأن من ممارسه الفساد هو أنعدام المكان الذي يمكن أن نفسد ونرتشي فيه .
ولعل ذلك يفسر أن المعارض سواء كان مدنيا أو عسكريا متمردا ما أن تتاح له فرصه الولوج الى الحكم حتي يكون جزء من هذا الفساد ويمارسه وكأنه لم ينتقده بالأمس القريب .
علي قول أحدهم والله السودانيين ديل يقولوا ليك ديل حراميه وديل ما عارف أيه أول ما الواحد فيهم يلقي طريقه يبقى أكبر حرامي .
طيب بما أننا جميعا مسئولين بطريقه أو بأخرى عن ما وصل اليه حال بلدنا حتي كاد أن يتشظى ويصبح دويلات و تغول جيراننا في أراضينا مستغلين غفلتنا وضعفنا وفسادنا وفشلنا .
فلماذا لا نعيد النظر في مجموع الأكاذيب التي ألصقناها بالشخصيه السودانيه .
لماذا لا تعيد النخب أعاده تعريف الشخصيه السودانيه من واقعها المنغمس في الأنانيه والتعالي والفساد الذي أدي بنا الى هذا الفشل .
نواصل
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لا تلوموا الانقاذ بل لوموا أنفسكم (Re: مجدى محمد مصطفى)
|
مافي صفه انسانيه جيده الا وألصقناها في السوداني .
يقولوا ليك السوداني ( زول دين ) التدين ده من فطرته.
حتي أن البعض قال في نقده لتجربه الأنقاذ ودعوتهم (الكاذبه) لاقامه الدوله الاسلاميه , و منو القال ليهم أنحنا ما مسلمين وتجده لا يتردد من ذكر مظاهر ذلك التدين قبل الأنقاذ .
ولأى مبتدي في تعلم الدين الأسلامي يكتشف أن النخب السودانيه بعيده كل البعد عن أساس الدين الذي دعى الى قبول خلق الله كما هو , لا فرق بين عربي ولا عجمي , و أن اسلامنا لا يعطينا حق عدم قبول غير المسلمين أو هضم حقوقهم و هو بالضبط ما تناوب عليه جميع النخب التي حكمت السودان في أستغلال أختلاف الدين بين الشمال (السياسي) المسلم والجنوب المسيحي في زرع التباعد بين اخوه الوطن , ولتغذيه تلك الحرب اللعينه التي ساهمت بصوره كبيره في اهدار مواردنا البشريه والماليه على قلتها .
لا يمكن أن نجمع في داخلنا بين التدين و العنصريه و هي أحدى الأسباب التى جعلت سكان الشمال السياسي لا يكترثون كثيرا بما جرى من قتل لأخوانهم السودانيين في الجنوب حتى بلغ عدد القتلى 2000,000 أنسان .
لم يثر الشعب لكل ذلك القتل بل رضخ له وشارك فيه بطريقه أو بأخري .
بل أن الجنوبي الذي ينجو من القتل في الجنوب وينزح الى الشمال السياسي لا يجد في الغالب من الحالات سوي القسوه و الأضطهاد و يعيش في قاع المجتمع .
و لا أظن أن أحد يستطيع أن ينسب ذلك القتل الذي تم في الجنوب أو أن الأضطهاد الذي وجده الجنوبيين هو من الدين !.
هناك حديث يقول أنه لن يدخل الجنه من جاء ربه وفي قلبه ذره من الكبر .
وقد ذكر أيضا أن الكبر هو افه الأعمال .
وأعتقد أن العنصريه هي نوع من الكبر وهي خطر عظيم على أي مسلم قد يؤدي به الى حرمانه من الجنه بصوره نهائيه و أن يذهب كل تعبده سدى و يعتبر عند الله وكأنه لم يكن .
كل ذلك ولم يقوم النخبه بأي عمل جاد لمحاربه العنصريه الأجتماعيه المستشريه على نطاق واسع و خطورتها على مجتمعهم المسلم (المتدين) ليس في الدنيا كما نراه الأن بل في الأخره أيضا يوم يقوم الحساب .
والمؤسف أن الذين يدعون كذبا أنهم يريدون أسلمه المجتمع برزت العنصريه في عهدهم بصوره لم يسبقهم عليها أحد حتي أنها برزت وأستشرت بين مكونات الشمال السياسي ذاته أي بين المسلمين أنفسهم .
بذلك أستطيع أن أقول أن تدين السوداني وخوفه من الله (المفترض) وهي أحدى أكبر الكذبات السودانيه تحتاج لأعاده نظر حقيقيه .
يجب أن لا نسمح للعنصريه بأن تسود مجتمعنا في السودان , ليس من أجل الأخر فقط بل من أجل أنفسنا أيضا . و الا كنا من الفاشلين كما هو حالنا الأن ومن الخاسرين يوم يقوم الأشهاد .
لنبدأ من بيوتنا وأهلينا وقبل ذلك لنبدأ بأنفسنا .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لا تلوموا الانقاذ بل لوموا أنفسكم (Re: مجدى محمد مصطفى)
|
كم هو ساذج ذلك التساءل الذي صار مثلا لأستنكار أفعال الأنقاذيين ( من أين أتى هؤلاء ) !!! .
وكم نحن ساذجين حين اتخذناها مقوله يسير بها الركبان .
من أين أتى هؤلاء ؟
انهم أتوا من رحم الشعب السوداني ولدوا وتربوا ونشأوا وترعرعوا بالثوابت والأخلاق السودانيتين , بل وتعلموا على نفقه الشعب السوداني الذي جعل منهم الزعماء .
انهم نتاج سوداني خالص .
وما فعلوه ومازالوا يفعلوه من جرائم في حق السودان سبقهم اليه الجميع بلا أستثناء الأختلاف الوحيد تقريبا هو أن جرائم الماضي لم تتم في عهد ثوره الأتصالات ولم يسلط عليها الضوء الكافي لكشف فظاعتها .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
مجدى محمد مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست