خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 04:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-20-2009, 06:34 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... (Re: عبدالغني كرم الله)

    ..
    مراجعات ذاتية، في هوان الكتابة..
    ____________________________________
    هذا الوادي، حزين رمادي/ فإن ضبابا باردا /يثقل كاهله
    (فرلين)
    (أيامنا في الأرض، مثل الظل لا شئ دائم)
    التوراة، نبي الله دواؤد
    (من يعيش بلا خيال، يعيش بلا أجنحة،)
    محمد علي كلاي، يحتاج لخيال مباغته العدو، والذي يحرص على قراءة خواطر العدو
    ____________________________________

    متى بدأ؟!!
    متى، خطى خطوته الأولى؟...
    وأين كان قبلها؟!! نائما، واقفا...
    أيقف،؟ وتظل الحياة بكل شكولها، كصورة ثابتة، صامته!!
    أم كان مطلقا، مثل الكون، وفي "المنتهى، شد الرحال"!!..

    هذه الاسئلة عن بداية الزمن، أو قل نهر الزمن، كان السائل عقلي، وكان المسئول روحي، أي ثرثرة خواطر، وهواجس ووساوس داخلية، أقرب أنسان إليك لا يسمعها، ولا يحس بها، رغم ضراوتها، وما تصبغه على الفرد من هوان، وعجز، وجهل، لا يسمع أخيك، إلا صوت الاشياء العالية، العادية، ولكن صوت الهواجس، تسمعه انت، فقط، كم نحن جذر معزولة، رغم التساكن الظاهري، وجيرة البيوت، وتلاصقها الحسي!!..
    عجزت خواطري عن تحديد متى بدأ نهر الزمان التدفق، من ذلك البرزخ البعيد، من لازمن، لزمن يجري بخطوات الثواني القصيرة جدا، وخطوات الدقائق القصيرة، حتى خطوات القرون الطويلة، والحقب الأطول؟..
    وماهو؟..
    هويته، حقيقته، كائن بائن، عجزت أيضا، كعادتها في إدراك حقيقته!!
    إذن أين المسلمات؟، التي نلوكها في كلامنا العادي، وكأنها شي مفهوم، ومعروف، كل المسلمات بلا اسثناء، أليس الزمان روحها، والمكان مسرحها؟.

    الوطن؟ مثلا الوطن، أي وطن هذا، يجري بسرعة 30 كلم في الثانية، أسرع من البصات السياحية التي تجري بأرضه!! فالوطن يركب الكرة الأرضية، وهي تلف، كعادتها، وبتلك السرعة الفائقة حول الشمس، إذن نحن نسكن وطن دائري، يلف كدوريش في حقل ذكر فيزيائي!!

    وللوطن خطوط وهمية لا تعترف بها الرياح، والجاذبية الارضية، والسحب، والاشجار، والطيور، فعلا، خطوط وهمية، كما ان الموت والميلاد، يعمان الكون بلا اسثناء، كما ان الزمن، يجري في كندا، واستراليا، والسودان، بذات العجلة الحكيمة، ورائحة الموز في انف كافكا، والمجذوب وهوميروس واحدة، هل تسخر من الهوية ياسيدي "خطاب لخواطري"، وهل الهوية هي كائن حي؟.. ألم تتزوج، أختك، في غابر الأزمان، أخيك، "حتى الضمير الغائب ينسج، بمهل من أنامل الزمان، الزمان الذكي"..

    وموسيقى بتهوفن، في اذن الملاك، كنهيق الحمير... ما أتعس حواس بني آدم، جعل من نفسه "معيارا، لكل شئ"..

    والزهرة، التي سبت أدريس جماع الاسمر، هي التي سحرت عيون ناسك يوجي، في تلال التبت، ذات النشوة، لم ترضى بهوية عقلية، مرحلية، بل بهوية القلب الإنساني العظيم، "الإنسان معيار كل شئ"، بل القلب، وليس العقل الحادث، المسكين، الدعي!!. وأعجب الأمور، كل الاديان تؤمن بالملائكة، وهي ترعى قضايا الكون، "مثل قوانين الكمياء والفيزياء"، فالجمرة في جنوب كلفورنيا، ذات الحرارة في موقد، أو كانون في حي الحلنقة بكسلا..

    هويتي؟، البحث عن الأنا، بما يعي الروح، فهي قديمة، تتقلب في الصور، تسعى بذكائها، في إمتطاء، أرجل الزمان والمكان، "اوشو: لم أولد، ولن أموت، ولكني كنت في زيارة أرضية"...

    ، هل رأيت البص السياحي الذي يتجه غربا، في طريقه للابيض من كوستي؟ اقسم بمواقع النجوم كلها، إنه يتجه شرقا، ومعه كوستي، والابيض، ولو قيض لك، أن تراه من القمر، سترى كوكب يلف نحو الشرق، ومع البص، الذي يجري غربا مجاز!!..

    إلي أين يجرفنا نهر الزمن؟، يدفرنا بموجه اللامرئي، للأمام؟ أم الخلف، يبدو طيبا، فيسوقك امامه بمهل من طفل غرير لشاب طموح، وحالم، لرجل راشد، يتمتع بالاعتداد، والهم الاقتصادي، والسياسي، ثم لشيخ وقور، يتفرج بإمتنان لسحر الحياة، وغرابتها، وللهم الكوني، كأنه يعينه هو، وحده، وليس غيرة، ولكنه فجأة ينحرف، فيرسم تجاعيد على الوجه، والقلب، بذكاء مفرط، لا تكاد تحس بدبيب ازميله، وهو يجعد خدك الناعم، وجبهتك الأبية، وكيانك، ثم يدفرك برفق في قبر ترابي، أو كيفما يختار، كما اختار ضحايا تاتينك في قعر البحر، ثم يدفنهم، ويمضي، لا يلوي على شئ، سوى أطفال أخر، يسوقهم كما ساقك، بلا حول لهم، أو قوة، شأنك انك، نعتها الجاحظ، بأنها "أرحام تدفع، وقبور تبلع"، وتمضي القافلة الأبدية، ..

    كأنه يسخر منك، في البدء، يجعل عقلك روخا، تحب الحلوى، والألعاب، وتقسم بأن ركوب الدراجة، أو امتلاكها هي أعظم مافي الكون، ثم يجري بك لحقل آخر، ومقام عشق آخر، فترى البنات الجميلات، ذوات النهود الكواعب، هن ملاذ التأمل، ومسرح اللحاظ، ثم يخذك برفق، تكاد لا تحس به، لمشهد آخر، فتحس بأن التأمل، والتفكر والضلال الخلاق في إدارك البيئة، هو أس الخلق، وسبب هذ السعي الخفي لنهر الزمان، ولكن سرعان ما تحفر معاوله، اللامرئية أيضا، كيانك، وتدفنك في حقول الذكرى، وقد نصبت لغز الموت، حجابا بينك، وبين الأحياء على الأرض، كما يتراءى للحواس، ولكن تحس، في قعر ذاتك، بمكر ما، وبلغز عصي، لو تفرغ الذهن، والقلب لحل عقدته، لكفاة شرفا، واختيالا..

    وأمام هذا النهر المتدفق للوقت، وقد اتخذ المكان، هو الأخر لغز، وخاصة بعد الثورات الفيزيائية والكميائية عن جوهر المادة، وبأنها مجرد طاقة تتذبذب في أثير، وهي أقرب للموجات من الجسيمات، صار مسرح الفكر أكثر غموضا، والجهل، ضربة لازب، على بني أدم، والحيوات، كلها..

    النقطة السوداء في الكون، تجذب نحوها حتى الضوء، ينكسر، ويتلوى ويدخل احشائها الغامضة، والضوء يفر من الجاذبية الارضية، ويسخر من جبروتها، فهي تشد الجبال، وتحس بالهوان امام ضوء لطيف، شفيف، كأرواح الشعراء، كالأمومة المطلقة..

    يظل الخيال، دوما في صراعه الأبدي مع الماثل، ساخرا، غامزا، يرى بعينيه الذكية العيوب، والتقصير والبلادة، حتى جناح الفراشة الجميل، لا ينال رضى الخيال، أو غزله، بل حتى الثورات الفكرية، والمنجز العلمي، يظل قاصرا، بليدا، متحجرا امام عيون الخيال الطفولية العبقرية!!..

    وبقدر ما يسخر الخيال من شكل المدن، والنظم الاجتماعية، يسخر من ألوان الطيف، وقدرات الإنسان، ولوحات غوغان، ورواية الحب في زمن الكوليرا، وحين يطلع على البيان الماركسي، وأطروحات ماركس الذكي يمد الخيال شفتيه، كأن ماخفي أعظم، هكذا دوما هو، يرى بعين التقصير، بحثا عن كمال مطلق..

    عيون الخيال ترى المستقبل، تراه كما يرى المرء كفه، وترى الغد البعيد، كما لو أنه حاضر، لذا تظل مغرورة، ساخرة، من حاضر، يتسكع، ويتعثر، ويقتل الانسان أخيه الإنسان، ويوفر في البنك، وينسى أخوته في الإنسانية...

    الخيال دوما يسكن الغد، والحاضر يجري نحوه، فيتعثر، و


    الكتابة تقسر على التواضع

    الكتابة هي التواضع، ليس إلا...

    إن اردت أن تتعلم التواضع الحقيقي، وتكتشف خواء نفسك، ومحدودية وعيك، فأكتب..

    بلى، فأكتب..
    ضع امامك ورقة بيضاء، كي تكتب، (أعظم قصة، وأذكى مقال في الدنى، هكذا تيهم نفسنا المغرورة، باعتداد طفولي، توحي النفس للنفس، أنك الأعلى.. هكذا تسوس لك نفسك، في كل خاطرة، ..

    ولكن حين تفرش الورقة امامك، كسجاد ابيض، لصلاة الكتابة..
    ستحس بأنك لاتحفظ سورة، ولا تعرف قبله، ولا تملك أدنى خشوع..
    تطير الإلوهية الكامنة فيك..

    وتحس بأنك أفقر خلق الله، فكرا، ولغة، ومجاز..

    بل هي تشكك حتى في فحولتك، وخصوبة التعبير فيك..

    تبدو، الكتابة، أكتشاف حميم، للجهل، والقدرة على التعبير، تختبرك الورقة البيضاء، والتي ترقد امامك، عذراء، عارية، تشتهي فحولة، وخصوبة الإلهام، ونشوة التعبير،، وميلاد فكرة، وخلود إبداع، بين حمى سطورها..

    وأنت سويعات واقف، نادم، حزين، كطفل في حصة التسميع، أمام الناظر، وذهنه لا يحفظ بيت، بل حرف من القصيدة، ومع هذا رفع اصبعه عاليا، أكثر من الفصل كله، حين قال الناظر "الحافظ منو"...

    لا أدعاء، هاهي امامك، جرب، إن كان في جرابك صيد غث، أو سمين..

    لا حياة لمن تنادي...

    وتهمس في اذنك أين الخواطر؟، أين الكلام الخطير الذي كنت تود قوله، أين غرورك الطفولي بالتأليف؟، أين قنبلتك الذرية الجاهزة، أين رعدي، وأمطاري، كلها فرت ساعة المواجهة، لانها لم تكن سوى سراب بقيعه، حسبته ماء، بل بحرا، بل محيطا، بغروري، أيها الدعي الكاذب، إيها الكاتب، الموهوم،..

    وتحس بهوان عظيم، هكذا أنت؟ نمر من ورق، وليس نمر حقيقي، منقط ككرة القدم ويزأر، حتى ترتجف منه أغصان الاشجار أين الطحين، من جعجعتك الطويلة،
    وحينها يحس العقل بالهوان، ويشرع في إثبات الذات، ويسطر، ويكتب، وينحت..

    ههههه، أهذه....
    تصيح فيك الورقة الملوثة بسطور كواذب، "تمخض الفيل، فولد فأرا"،
    هذه السطور التي لوثت بها قلب الورقة الابيض، ليتك قلت، لا أدري، وتلك إجابة، بل أصدق إجابة لكائن إنساني دعي... ومخاتل، وملتبس، لا يدرك كنهه، ناهيك عن الآخرين..

    ماهذه الكتابة المزجاة... ياملك الحمل الكاذب، لن تلد امرأتك، ولو شبح طفل، بل غثاء، لن تبالي النفوس به..

    اعترف بتقصيرك، وعجزك، كن شجاع؟ كن شجاع ياصديقي، وأبحث عن عمل آخر،... كل الطرق تقود لروما، لا شأن في الحياة ليس له مغزى، ومعنى، فلا تتمسك بهواية لم تقد في جلبتك... دعها، كن شجاعا في اتخاذ القرار، وشجاعه في تقبله..

    وأصبر..

    لا شك تذكر قصة القطة السوداء، في الغرفة المظلمة، والتي يبحث عنها الاطفال، وهي أصلا ليست موجودة بالغرفة... ومع هذا، أعينهم العمياء تبحث مع أيديهم، والتي تتدلى، كأيدي كحراس المرمى، لالتقاط كرة أرضية، بحثا عنها بين الكراسي، وتحت الاسرة، كي ترتمي عليها، وتمسكها، أيديهم العمياء..

    ما اتعس تشبيهك بالقطة اللاموجودة، وأنت تبحث في قعر ذهنك، عن خاطره، لاوجود لها، كالقطة السوداء، ..

    وحين يصل الهوان، والنكاية حدها، ولأننا لا نحب المواجهة، ومعرفة حقيقتنا، مواجهة عذرية الورقة لصفاء ذهني من أي فكرة، فمزقت الورقة، قطعة صغيرة، صغيرة، ورميتها في الهواء، وفجأة هبط والوحي علي... أشعلته قطع الورق الصغيرة، وهي تحلق كسرب حمام ابيض، حمام فر فجأة من رشقة حصى طفل، تلك الومض، أشعلتني فجأة، وترسم الورقة بموتها، باستشهادها، وتضحية من أجلي، كأنها تقولي "موتي هو فتح عين بصيرتك..

    لقد ومض الخاطر في ذهنك..
    خاطر اسرع من البرق..
    كي تقبضه..
    بأي أرجل سوف تركض، وتقبضه، ثم تغرسه في حقل الورقة البيضاء امامك..

    ما اتعسك ايها الكاتب...
    أما من بديل لفعل الكتابة...
    الكتابة فعل ياسيدي، أشق من عبور الصحراء..

    ظل الخاطر يرقص ويحلق امام الكاتب، طير جميل، ولكنه ماكر وسريع، فكيف تصطاده بحروفك الممزقة، بشبكة عرجاء، عجوز، أو بسهم مرتخي وتره، ... وأيدي خائرة، وعيون ضعيفة..

    لن يطال خاطره، أعتى مجاز، وأعظم كناية..

    ما أتعس الكاتب...
    أنه حتى لا يستطيع أن يعبر عن لوامع فكرة، وبواغت خطراته، كم أرثى لك، هاهو يضع رأسه المثقل على يده، مهموما مثل النفري، يحس بهوان عبارته، تجاه فكرته، معزيا نفسه، كالنفري "إذا اتسعت الفكرة، ضاقت العبارة)... مهزوما، ومحموما بالنقص..

    فجأة تستسلم اللغة، تسعفه الذاكرة بأسلوبه، وببعض كلمات تصلح للشرح، والإشارة فقط، وليس الاحتواء...

    المعاني لا إناء لها، على الأطلاق...
    المعاني تعاش وتحس...

    الجسد هو الذي يقرأ المعاني، كما يقرأ اللذة الجنسية، والقبلة، والامومة، والدهش والخوف...

    اللغة كائن مريض ياسيدي، كائن مريض..

    ثم يأتي التناص، ذلك الغول اللعين، المدسوس، بوعي، أو لاوعي، فيك، ويقول لك... بلسان عربي مبين..

    كتابتك وقع حافر على حافر..
    أنت لست أصيل، بل مقلد، فاشل..
    وفي أحسن الأحوال، مقلد ذكي...

    وتصاب بالفتور... وتصيح دواخلي، بيدي، لا بيد عمرو..
    ولكن لا شعورك، يكذبك، بل أنت مقلد، وسارق، ومدلس، ومزيف، وكاذب....

    أيتها الكتابة، أركع لك، وأعترف امامك بجهلي، وادعائي، أتركيني وشأني...

    ويا للعجب، لن تتركك، فالكتابة قدر، بل غريزة، كالجوع، والجنس، والموت...

    (لو تخليت عنه، ما خلاك)...

    كيف أكتب..؟؟ وكيف أكون أصيلا؟.. يا لقدرك ياسيزيف، وياحلاج، وفاطمة، وياسعد..

    الكتابة مواجهة... مع الذات، حديث الذات للذات، (والبغش نفسو بليد)، كذبت نفسي وصدقتك..




    هكذا الكتابة، شي لا إرادي... لا وعي، تنفثه الروح، وتحس بأنك تريد أن تكتب.. ولكن ماهو، شكله، لونه، طبيعته، فالغيب أعلم..
    ولذا يظل الكاتب، هو القارئ الاول للنص، أول قارئي للنص هو الكاتب نفسه، لأن الكتابة هي انثيال لاشعوري، للشعور، للورقة أو النت، او الوتر، أو اللوحة، بكل شكول التعبير الانساني..


    فيما تكتب؟
    ومن هم أبطالك..
    هل عرفت نفسك... في البدء.. كي تسعي بغرور لرسم ذوات أخرى... ألا تذكر حكاية حبوبتك، تحت ضوء القمر، في قريتك البسيطة، عن قصة الرجل الذي قرر كتابة اسماء الاولياء الصالحين، ومناقبهم، فنام ليلته على هذه النية الطاهرة، وفي الصبح، وهو يسعى لصلاة الفجر... قالت لت له جارته المسنة، المغمورة..
    قول واحد..
    قال متعجبا: شنو..
    قالت ليهو، قول واحد، مش ياولدي نويت كتابة سير ومناقب الأولياء يالمبروك..
    .
    وحينها، نفض الرجل "المبروك" يديه، من كتابة سيرهم، لأنه في البدء لا يعرفهم، ولا يعرف سيمائهم، وإلا لأدرك بأن جارته شمس روح، لا تدركها سوى عين البصيرة..
    فكيف تكتب عن آفاق تجلها..
    حين قد ترواغ، وتميل للتعقيد، وليس لشي "بل لعدم الرؤية لديك"..
    أو تميل للاسلوب الشعري، في خلق صور معقدة، متضاربة، ولكن الشعر يدرك بالحدس، ولن تنطلي، على أبسط قارئ حيلك، فالكضب حبلو قصير..

    أذن الكتابة اسلوب من اساليب التسليك، تسليك الكاتب، وإهانته، وكشف محدوديته، ومحدودية قدراته..
    بل أحيانا لا تجد ما تعبر عنه عن أبسط الانفعالات، وتحس بهوانك.. وفقر مخيلتك، واسلوبك، ولغتك، وما فضل إلا تقول "كرامة لله يامحسنين"، ولكن كرامتك، ستمطرك بالسياط، لا .. لا..

    ولكني، كنت عاق لحكاية حبوبتي، رغم العجائز اللائين يشرن لي، "قول واحدة، واثنين، ومائة"، وأنا امر بهن مرور الكرام..

    ثم تبدو حميمة لا شعورية، بينك وبين التعبير، بيدها لا بيدك، شئ لا شعوري، ينساب من قراره نفسك، لذهنك، لأناملك، كي يعبر عن نفسه من خلالك، وتبدو الحميمية..
    تبدو، الكتابة هنا، وما أكثر أوجهها، ومقاماتها، كأنها تحسس الحميمية بداخلنا، أهي حية؟..
    تبدو كفتاة، تزين خدها بخجل العشق،وليس بالاصباغ..
    هل الغريزة قبل أن تلتوي، وهي السؤال لم ألتوت، وهي الإجابة "لست أدري"، بتواضع عظيم، واعتراف بالإخفاق، والخطيئة..
    هي اعتراف، صادق أمام كاهن السطور، بما في الصدور..

    أهيه موجودة، أ لاتزال تتنفس، وقلبها ينبض، رغم إهمالنا لها، الواعي، وغير الواعي، ألم تموت بسيف الخوف، وحربة الروتين اليومي، ألم نزل أطفال، هكذا تبدو لي الكتابة، أي كتابة، سوى كانت رسالة مسج، أو كتاب، أو قصيدة، أو مقال، أو حكاية، كأنها اعتراف بفشل التربية، والمناهج في أسعادنا، وكأنها عودة للنبع الأول، والعلاقة الحميمة مع النفس، والزهور، والنسيم، والابتسام.. وهل ستتعرف علينا، أم تنكرنا...

    تلك هي، كما يبدو لي، جزء من هوية الكتابة، لأنها، في ابسط تجلياتها، علاقة بين كاتب ونص، ثم علاقة بين كاتب وقارئ... قارئ بعيد، بعيد، وقريب، لونه، ومعتقده، وطبقته، لا تهم في القراءة، فهي أكبر من لبوس الهوية الحسية، إنها تلك الحميمة الراكدة، والراكضة في عش الطفولة، ومن منا لم يمر بالطفولة، وقفز فوقها ليصبح شابا، او جدا...


    وحينا نكتب بعاطفة، والعاطفة خداعة، نكتب ونكتب، ونكتب، نملأ صفحات، وتمشي تنام، وانت موعد نفسك بالنصر المبين، وتنام ملء جفونك، ويسهر القوم جراها ويختصوا..

    وتمشي الشغل، وانت مستعجل لقراية تحفتك الاصيلة..
    وترجع من الشغل، وتسرع لقراءة التحفة..

    ماهذا؟.. ماهذا الدفن الليلي، كراع برة وكراع جوه، ماهذه الافكار الشتراء، والصورة الكاذبة، والعاطفة الفجة...

    وهنا تبرز عدة مشكلة، مشكلة انك عاطفتك قد تكون صادقة،ولكن لغتك لم تسعفك لتوصيلها للسطور، أو كنت مخمور بعاطفة، وللعاطفة هوس، مثل هوس كرة القدم، يخرج العقل عن وقاره، وتضرب، وترشق صديقك في الفريق المجاور.. بكل صلافة، وجهل، وحيوانية..

    للكتابة هوس مثل هذا، وأكتر، تسوله النفس للنفس..

    ثم تمزق اوراقك، سهرك كله، تمزقه، كما مزقت كتب ابن رشد، والغزالي، ولكن تلك لقيمتها، وأنت لرعونتها..
    من منا؟؟؟... أذن هي عودة لمعرفة هل أسماك النيل الازرق

    ثم خطوة أخرى في التواضع، فقد يعجبك نص كتبته، "والانسان معيار كل شئ"، كما يقول اجدادك اليونان، فتأخذ النص، وتضمه لصدرك كشئ عزيز، ثم تعطيه، لأخيك الأكبر، أو صديقك، منتظرا التصفيق.. فيأخذه اخوك، أربعه سطور، فقط، ثم يحشره تحت المخده، وكبريائك معه..

    أو تعطيه لصديق، ويوعدك بإبداء الرأي، ثم تمرأربعة أشهر، وهو يتحدث معك في كل شئ، من الكرة، وحتى آخر النكات، ماعدا "مقالك العظيم"..

    ثم مغامرة النشر..
    والتخوف منه... فأغلب الأدراج مليئة بالكتب، والمقالات، ولكنها خائفة من كشف حقيقتها، في أول تجربة لها مع قراءة لا ترحم، ونقاد عتاه، معترفين، "يرون النملة السوداء في الظلمة السوداء"،

    فتخاف، من النشر، وكشف حقيقتك،
    بل قد تنشر، وتسول لك نفسك بأنك أكبر من النقاد، وتعزي نفسك بكافكا، وسرفاتنس، وبأن النقد لم يحتفي بهم، إلا لاحقا، وبأنك بطل العصر،...

    وحتى لو مدح كتابك، تعود نفسك، وتقول لك هامسة:
    (ديل بجاملوك)...
    لأنك ترى كتاب كثر، نصف موهبين، ولكن النقد نصبهم شيوخ وشيخات للكتابة... لشئ في نفس يعقوب، ان لا تعرفه، "قرابة/صلة/ مصلحة،عشق، غزل موراب)..

    الوسواس لا يتوقف، ولا يفارق الكاتب، وحتى ولو نجح، بأن الحظ حالفه، وخدمه... فهناك عباقرة مدفونين..

    وللحق مرات، اكون راكب بص عادي، بص الحلة، واسم حكاوي، وطريقة للسرد، أود معها ان امزق كل كتاباتي، أقول له، ياخي حكاويك دي، هي الحكايات الحقيقية، بس أكتبها.. وينظر لك الحكاء الشعبي، الموهوب... والذي لا يعرف قيمته، وقيمة ما يحكي، كالماس تحت أقدام الخنازير....

    قت شنو يالمبروك، أكتبها، ههههها، ويواصل حديثه، في حكي عظيم، تبتلعه افواه الصمت، ويضيع التدوين...

    الكتابة، تعلم التواضع، وربي،قمز نفسك، لنفسك، تمخض الفيل، وولد فأرا، لن تتركك على الأطلاق !!...


    مساء الجمعة
    12 يونيو 2009م

    الكتابة تقهرك على التواضع، في جوهرها...

    حين تجلس للكتابة، تجد لا شئ، تجد دواخلك رثة، جافة، لا قوت، بل مجرد إدعاء، أين قدراتك؟ حمل كاذب، ماهذا الشح..

    وكيف تعبر عن نفسك "وماهي في البدء؟!!..، وهذه معضلة كبيرة حيث يكرس الانسان كخادم للمجتع، في وظائف معينة، وينسى جوهره، وتأتي المناهج، والتربية، لتشل موهبة كامنة، في سويداء القلب، تحس بأنها فيك، وبأنها جوهرك، ولكن كيف تعثر عليها، كيف تحقق نفسك، وذاتك، فهي براقك الحقيقي، لسدرة منتهى ذاتك الكاملة، ولكنها دنست بالتعليم، بالمناهج، وبالوظائف الصماء، حتى ضمرت، ونعست، ونامت بداخلك، كيف تنقر الباب بشدة، كي تصحو، وكيف تغذيها برفق وتأني، كي تستعيد نضارتها، كيف...

    إي انسان يحس بهذه الطاقة المؤودة بداخله، بل الآية قد تأول هكذا في قتل الانثى بداخلنا، ليست الانثى نيقض الذكورة، ولكنها الطاقة الخلاقة، العاطفة الحقيقية، التي تعيد اواصرك مع كل شئ، بلى كل شئ..

    الكتابة هي تلك الجلسة مع النفس... بعد غياب طويل في سفر المعيشة، والتعاليم، والواجبات، هي جلسة خفيفة، صادقة مع "الآنا"..

    وتفاجأة بشح الأنا..
    وأذن اين المدد... هل تستعيره من الآخرين، بل تجد أي موضوع قد طرق من قبلك، أم عرفت الدار بعد توهم، نفس معاناة عنترة، وابي العلاء...

    ولكن "الذاتية"، التي تلوح لك، بين طوايا نفسك، تلك الفطرة فيك...
    (سيرك منك، وصولك إليك)،..

    ولكن قد يكون الرسم طريقك، وليس الكتابة، قد تكون الخدمة، قد تكون، هل اخترت الطريق الصحيح، "طاغور تعلم الرسم بعد الستين، وهو على مشارف السبعين"، كي يعبر عن جانب فيه غايب، لا تعبر عنه الحروف، بل الألوان..

    تعبير الحياة عن الحياة..
    ومتى اكتشف حقيقتي، توني مريسون، كتبت متأخرة، ابي تمام، بعد الخمسين، كأن ذلك الشي يلح عليك، من "المهد، وإلى اللحد".. لابد من "أنا"، وأن طال السفر،..

    تحس بأنك تريد أن تكتب، تختلي بنفسك مثل دجاجة دايرة تبيض، ثم تعاني مخاض كل الحيوانات، تحس برحم النملة، وبطلق الفراشات، وبألم الولادة لدى الشعراء، بل أكثر، وأكثر، تحس بتعدد غريب، بك، وبالكتابة، وبالأخرين، وبأشياء كثيرة تنهصر في نار معاناتك الشخصية، (تلاقينا نحن، ما نحن)، ووجهك محتشد بكل الانفعالات، وصور كثيرة تتزاحم في العقل، وبغته، يندفق من قعر ذاتك دفق، يطفئ كل النيرات التي اشتعلت في جوارحك، وهنا، تكون متعة الكتابة، متعة لا أرادية، تحس بأنك تمسك بيدك كلمة العشق، وكلمة الخيال، وكلمة الذاكرة، كلها تداعب دواخلك، كما يداعب النسيم خد فتاة، أو رشاقة غصن، فيتمايل من نشوة لدونته، وهنا يتجسد معنى الانسياب، وبأن البئر المعطلة بداخلك قد كحلت، وتدفق حليبها وخمرها وشعورها، نهر هادئ يتدفق من تلك البحيرة الغائصة بداخلك، وتتدفق في سهول جوارحك، وذهنك وكيانك كله، حتى تعود لا أنت، ولا هي، بل متفرج ثمل، على كل العوام، المشيدة من عالم الخيال والحلم والتذكر، كائنة أمام... بل فيك..

    حتى الموتى، وما لم يولد، تراهم،ر، قلوب الموتى والاحياء، وبأنك تتفرج، بحياد لذيذ على نفسك، وبأن هناك قناع قد زال بينك وبين كل الاشياء، وصارت الاشياء حميمية، حمييمة جدا، سكران، ووله، وثمل، وشاطح، وعاقل وحكيم، بل قد تجري بك الصبوة، كالحلاج، فتصيح سبحاني...

    ولكنها المباغته، مجرد لحظ صغير، ويمضي، كالبرق، يكون تسليمه وداعا..
    فكيف تعبر عن هذه الاحساسيس، بل أي احاسيس..
    هل اللغة قادرة..
    وهل تمثلك، وهضمك، كامل...
    وهل أرادتك، تامة، وهمتك عالية..
    وهل تصبر،..
    وتجد كل هذه المعضلات، واقع معاش، وعصي التجاوز..

    وهنا بالذات، تحس بأعظم ضاءلة في التاريخ، تحس بضاءلة نصك، وترهله، وإنه بالأمكان أن يكون أفضل، وأعمق، و"حي"، بلى وحي، كانك تطلب مقام عيسوي، مقام أن تحيل الحرف، كما أحال عيسى الطين، إلى كائن حي، أن يدخل الناس نصك، كما يدخلون البيت، ويجدون ضوضاء ولغط، وغناء، ووجوه، وأنس، نص حي، يتعرق القارئ من شمسه، وينتشي من مشهد الغروب مع ابطال النص، ويشاركهم الفرح والترح، ويحس بالتغير، وبأنه حمل حقيبته، وسافر، لبلدان داخل النص، وأدرك فوائد الشافعي، السبع، بل المليار..

    ولذا تظل، منهك، متعب، تبحث في أودية اللغة، وأودية التشبيه، وأودية التفكر والتأمل، ما يعنيك، على العثور على تلك اللغة الحية، التي تكاد تسمعها بأذنك، وانت تقرأ، وليس بعينك، كأن القراءة بكل الحواس، وليس عين تلتقط، وعقل يترجم، والنائحة الثلكى، ليست كالمستأجرة، ثم يتابعك النص، حيث تكون، تصور، أنت ماشي في الشارع ورأسك مشحون بقضايا وشؤون ناس جواك، زيك، وزي أي ناظر مدرسة مهموم بطلابه، وزي أي قاضي، أو محامي مهجس بموكله، بل أكثر من ذلك، فحياتهم بيديك، ولابد من الصدق في تصويرهم، ولابد من الحياد الذكي، بأن لا تصبغ عليهم شخصيتك، وتذوبهم فيك، وهذه الحرب الضروس مشتعلة فيك طوال الليل، وقد يتوقف الإلهام، ذات الإلهام الذي يتوقف عن الانبياء، ما ودعك ربك وما قلى، وللحق في التوحيد الحقيقي، أي كلمة تلفظ، من العقل القديم، الكامن فينا..

    والنص قد يبدو بفكرة، أو صورة، ولكن هل هي صادقة، وهنا تحتاج لأعمال العقل، والقلب معا، لتشيد هذا النص، والإخلاص له، مهما كان تفاهة الثيمة التي يتصورها الناس، بل أنت افلاطوني المحبة، لها، تكن لها الشوق، وتغازلها، وتستطب روحها، كي تبوح لها، وقد لا...

    قد يكون بطلك، كيس، أو حصى، أو معزة، المهم تحث بقلبها، برقتها، بخوفها، كأنها تشتكي لك أنت بالذات، (لتاريخ العرفان الانساني الكثير من الشكاوي من الكائنتات اللامرئية، والجامدة، شكوى الحمامة لياقوت العرش، وشكوى النخلة للنبي، وسكون موج البحر المضطرب لكلام المسيح)، فالكتابة هي تسلق جبل الروح، كي ترى المشهد امامك، كما يراه الاطفال الحقيقين: متكامل، متناسق، والكل احياء...

    وقد يتخذ النص مجرى آخر، والله أعلم... فعوالم النص، لها جزء، كجبل الجليد، غائص في اللاشعور، وانت آخر من يعمل، رغم انك تقود السفينة، وبيدك المشراع، والدفة، ولكن البحر تحتك، واتجاه الرياح، بل غريزة الخوف فيك، ليست منك، بل معطى وعبء وراثي، ولغز؟....

    ثم وانت تكتب قد تواجه ألغاز، زي الموت؟.. زي الحب؟.. زي الفلسفة..؟ وتعود جاهلا، خاملا، وتحس بعقلك فااااااارغ، وتهان، إهانه يعلم بها كل من يود الكتابة، وتأمل حاله ومآله..

    وفي النهاية الكتابة هي نشر غسيلك، على حبل بل سلك عمود الكهرباء امام الناس... كي يعرفوا مقدار جهلك، وتأزمك، وعشقك، وكل شئ عنك، بصورة مورابة، ليس إلا...

    وتظل تسهر الليالي، كعرايس يسوع في رؤيا يوحنا، هل يأتي؟ وقد لا يأتي، ولكن السهر في حد ذاته، ثمرة عظيمة، وإرادة، تحس بها النفس..

    ومما تعلمة الكتابة، ونتعلمه من تواضع حتمي، وهوان داخلي.....

    هي تلك الصورة، التي يتوقعها الناس فيك، بما رسمته انت، عنك، بصورة مباشرة، او متوارية، ثم تقف امام ما كتبت؟ـ وتتعجب من صورة الأسد داخل مرآة كتابتك، وتجفل منه؟ تولي الأدبار، وتعرف بأنك دون ما قلت، وتحس بذلك الهوان، الهوان الخلاق، الصادق، للكتابة، كأسلوب فطري، لتسليك الذات، وكشف أغوارها.... وبأنك عادي جدا، جدا، بس خلقت هالة كذابة حولك، وهو تحس بحميمية تجاه الجميع، كي تتأسى بهم، أو يشاركوك هزيمتك الداخلية العميقة..

    أو تبحث عن منهاج، يحررك من الخوف، بكل شكوله، وهيهات..

    وللحق كأننا نعوض شئ ما بداخلنا، او نبحث عن عوالم مفترضة، أو بطل نكونه، وهنا تحس بأنك قزم امام ما تكتب، كأن ما تكتبه، هو ما تريد أن تكونه، وهيهات..

    وقد تكون الكتابة هدم لبنى، وتدمير لبنية خلقية، واقتصادية، ونفسيه جائرة، وهنا تميل للسخرية منها، فكل سلاحك هي الحروف، والتنظير المكتوب لهدم عالم كاذب، لذا تضحك عليه، تنكت فيه، تهزه، تخلخله بالسخرية، بالقدح المر، ومع هذا، مع محبة داخلية، كأنك تريد تغييره، وليس اغتياله، كأنك تريد علاجه، وليس استحضاره، كأنك توقظه من نومه، بخجل "صح النوم"، كي تصحو أنت في الحقيقة، من غفلة الأدعاء....

    عالم رأسمالي كاذب، ومنافق، وعوير، وساذج، ومغرور بعد ه...
    وهنا تأتي السخرية منه، والضحك عليه، كأسهل الطرق للكاتب..

    ثم هناك المداهنة، خوف الرأي العام، في تابو "الدين، السياسة، الجنس)، فالكاتب من الاستحالة ان لا يتطرق لهذا الثالوث.. فهل يواجهه، ام يواري، أم يستغل الجناس، والكناية، والتورية،... وهل حقا لديه بديل، أم يبحث عن شهرة، وما اسهل توفرها في هذا الثالوث، أم فعلا لديه جديد...

    وهل يستحمل الحكمة؟ في اسلوب التغيير الوئيد، أم الثورة... ان الله لا يعجل بعجلة احدكم..

    فتعود الكتابة وعظ، وأدعاء باطني من أجل التغيير، من الكائن، لما ينبغي ان يكون..
    ألديك جديد... أنظر لذهنك، أم مجرد خواطر فجائية، وعمل فطير...



    أن لم يكن لديه جديد، فسوف تحس بقراره نفسك، بهوان؟ وينك؟ وعامل كاتب كمان؟...

    هل عندك جديد، أم قديد، لحم شرموط بايت..
    وهنا يأتي دور البحث فيك، أو في غيرك، عن عالم مثالي، مكتمل، عن صورة من التناغم، كي تعيشها، وتكتب عنها..

    ثم فجأة يباغت السؤال الشرعي، ياخي انت الكتابة دي خادمة عندك، أم انت خادم عندها، معزول عن الناس، كثير التفكر، كثير الانشغال، زي الاطفال، ياخي احيا الحياة، بدون كتابة...

    قد تتركها، شهور، ولكنها تعاودك.. لم؟... هي غريزة.. .. تمام، قد تصوم، ولكن لابد من إشباع، ,وإلا الموت يتربص بك، شئت، أم أبيت..

    والجنس؟... هل تحرك مجرد المشاعر الغرائزية، كي تحج لك اصوات القراء ملبية، وما أسهل ذلك في مقام (الجنس، والسياسة)، أم عندك شئ؟... شئ ملموس وإضافة حقيقية... فالنفس، أمارة بالجنس والسياسة في بلدي، بل الكون اجمعين..

    ثم الدين؟؟...

    التابو الاصعب، والأعمق، والاشرش، حين تمسه الكتابة، بما توارث في العقول، والدماء التي سالت بسببه، تملأ نهر النيل..


    الكتابة اسئلة، اسئلة محرجة، ومتعبة للكاتب، أيا كان..

    ثم خلق الشخوص..
    ثم اللغة الحية،... والتي تكاد تكون فعل، بل تكاد تكون ما لغة، بل عيش في الحدث، كواقع حقيقي، وليس متخيل، يصيبك ما يصبهم، وهنا تغرق في النص، ومن الصعوبة ان تخرج لناس باسمك القديم، وشكلك، ويكون النص قدغيرك حقيقة، كما تغير الرحلات النفس، بما ترى وتغامر..

    اسئلة الكتابة،
    تجعلك صغيرا، متواضعا، امام نفسك،، بل أمام مرآة كتابتك ليس إلا..

    ويباغتك، بيت النابلسي: أعندك من ليلى حديث محرر، بإرادة يحيا الرميم، وينشر....
    فإن لا..
    فلم تكبت؟...

    ...
    مراجعة للذات، في هوان الكتابة، للكاتب، أيا كان.
                  

العنوان الكاتب Date
خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-23-09, 07:05 AM
  Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... محمد يوسف الزين07-23-09, 07:16 AM
    Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... كمال علي الزين07-23-09, 07:34 AM
      Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عمر عبد الله فضل المولى07-23-09, 07:55 AM
        Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-23-09, 09:59 AM
          Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... Mohamed Abdelgaleel07-23-09, 10:07 AM
          Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... محمد الجزولي07-23-09, 10:09 AM
            Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-23-09, 10:14 AM
              Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-23-09, 11:41 AM
                Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-23-09, 11:46 AM
                  Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-23-09, 09:14 PM
                    Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-23-09, 10:01 PM
                      Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-23-09, 10:17 PM
                        Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-24-09, 08:26 AM
                          Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... هواري نمر07-24-09, 08:35 AM
                            Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-24-09, 10:35 AM
                              Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-24-09, 04:40 PM
                                Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... الوليد محمد الامين07-24-09, 04:58 PM
                                  Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... د.نبراس07-24-09, 05:38 PM
                                    Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-25-09, 01:44 PM
                                      Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-25-09, 01:46 PM
                                        Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-25-09, 01:50 PM
                                          Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-25-09, 01:59 PM
                                            Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-25-09, 02:01 PM
                                              Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-25-09, 02:03 PM
                                                Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-25-09, 02:05 PM
                                                  Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-25-09, 02:07 PM
                                                    Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-25-09, 07:54 PM
                                                      Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-26-09, 09:36 AM
                                                        Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-28-09, 06:52 AM
                                                          Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... mutwakil toum07-28-09, 08:42 AM
                                                            Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-28-09, 11:53 AM
                                                              Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله07-29-09, 06:51 AM
                                                                Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله08-05-09, 10:37 AM
                                                                  Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... الوليد محمد الامين08-07-09, 03:27 PM
  Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... نهال كرار08-07-09, 05:50 PM
    Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... Mohamed Abdelgaleel08-16-09, 06:50 AM
      Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... كمال علي الزين08-16-09, 09:44 AM
        Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله08-19-09, 06:43 AM
          Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله08-20-09, 06:34 AM
            Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... عبدالغني كرم الله09-03-09, 08:01 PM
              Re: خواطر يومية!! (للقراءة فقط)!!... rosemen osman09-03-09, 08:14 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de