نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
|
 ألشنًاقْ- قصة جديده
|
ألشناق
قصة قصيرة بقلم أبو ألقاسم قور
تدلى ألرجلُ ألضخم على حبل المشنقة برغبة موت جامحة بعد أن ازلتُ الترباس بهدو وخبره محدثا صوتا رِِتْْ. كان موته جميلا ، لذيذا ، مات بانتعاش فأغاظنى أمره . كان ذلك عند الساعة ألسادسة صباحا. بعد ذلك مباشرة تم تجهيز الرجل الثانى ، سمعته يصرخ بهلع أمى ..أبى ...يا ناس ألحقونى ..أنا بريئ. نظرت اليه من كوة صغيره اسمها كوة ألشناق، كان شابا وسيما ، بشعر أسود مجعد أضفت عليه أهوال انتظار الاعدام نوعا من اللانظام فبدى أشبه بغجرى مترع بنبيذ قديم أو حزين جميل مثل أندروماك وهى تقاوم مغتصبيها.انهارت أرجله فجرًه السجانان جرا الى منصة المشنقة ..أحسست بسعادة غامره ، هذا ألنوع تسرنى حالته فميتته تأكد قوتى كشناق مبدع ...ليس كل الناس بمقدورهم أن يكونوا شناقين. تأكدت من اكتمال ترتيبات لف الحبل حول عظم ألرقبة ، وغطاء الرأس ، كان يصرخ صراخا غسل عنى استفذاذ ميتة ضحيتى الاولى..كنت أنظر اليه وانا أنقط فرحا وأتلمظ تلمظ حيوان مفترس أدرك تمكنه من فريسته..ثم أزلت ترباس المشنقة بهدوء ، تدلى بسرعه وهو يقول غيغ ثم مات الى الأبد...عدت الى منزلى منشرح الفؤاد فتناولت وجبة الغداء . اذ لابد من النوم ألعميق استعدادا ليوم غدٍ ....لا زال هناك عدد هائل من ألمنتظرين ، وانا شناقهم ألوحيد...سأشنقهم جميعا حتى ألموت
جاء صباح غد متفل بدعاش الموت المستطاب ، أحسست ببرودة فى أعصابى وأنا أتذكر ميتة الرجل ألضخم يوم أمس. كان تافها فى موته مثل فارس رعديد.دخلت غرفتى ، وانا أنظر الى المشنقة من كوتى ، وهى منتصبة كطود أشم .ما أجملك وأنت تقطعين الرقاب وتفصلين الرؤوس عن الرقاب وتقطعين الطايوق.كان حبلها المتهدل مثل خصلة فتاة غانجة تدلت بانتظام وجمال فارع ألقوام. ما أجملك أيتها الحبيبة الأزلية...كيف يكون حالى ، وأنا أحبك حتى صوت ألشهقة الاولى لضحيتى ألسرمدية.....ثم جاء صوت وجلبة من الزنزانة الاولى ..انه صوت تعودتُ عليه ، أحبه ويحبنى ، موسيقى بداية ألعرض... اذ فى الغالب ما تقاوم الضحية جلادها ، هذا أمر منطقى ، لابد من المقاومة وألصراخ ..نظرت عبر الكوة ..كانت الضحية أشبه بأنثى ، أشبه برجل ، كان يقول سجمى وكر على ، لكن فى ثوب المشنوق و تحت المقاصل يستوى الاناث والذكران ...لا مفر
تحت المقاصل يستوى الاناث والذكران ...قيل لى بعد فترة أن الضحية كان لواطيا ، وقوادا شهيرا أرتكب جريمة قتل فيها امراة فى التسعين من عمرها ، أدركت أن موته حلال اليوم فالموت شنقا سبب تافه لعدم ألحياة لكنه مفيد فى مثل هذه الحالة...لكن بالنسبة لى يستوى كل شيئ ..ثم فُتح باب الزنزانة الثانية ..يا للهول ، ماذا أرى ؟ انه هو .. ألرجل الوسيم بالبنطال الجينز ، والتى شيرت ، يحمل مرآة ، وهو يسرح شعره بهدوء ، ويمشى بتؤدة وكبرياء وشموخ نحو ألمشنقة الحبيبة . كان ينظر الى المرآة ويعدل فى قميصه كأنه مقدم على حفل عُرس .. ثار ألدم فى عروقى ، وبدى لى قويا ولكأن ألمشنقة قد انهارت وتراجعت...لكن المقاصل تنصب تباعا.. صعد ألرجل الوسيم مثل رئيس أوربى شاب يتم استقباله بمطار قطر عربى مقهور، ثم لفً حبل المشنقة حول عنقه بهدوء وهو يبتسم لجلاديه ، شيئ مرعب ، بدى حبل المشنقة أشبه بقطعة حرير حتى خشيت عليه من التخنث المقصلى....ومن المقاصل نوع من التخنث. أزال غطاء الرأس لكن قاومه الجلادون حتى تمكنوا من الباسه له ...لكنه لم ينس أن يبصق عليهم ، بصاقا قويا ، مثل طلقة ، انطلق ألبصاق من فمه مثل تلك البصقة التى علمها البطل لمحبوبته على سطح ( التايتنك) انها بصقة أمريكية.....عندما أزلت الترباس مات ألرجل باسما .....
عدت الى منزلى ..لم أكن سعيدا ، لا زلت أحسُ ببصقة الشاب ذى البنطال الجينز وال تى شيرت. كان فارسا حقيرا ، كاد أن يهزمنى ويفض عجرفة حبيبتى ألمشنقة...لكن لا زال الشنق مستمرا ..سفلة أبرياء سأشنقكم جميعا....كيف سيكون حال العالم اذا لم يتم شنق كل هؤلاء ....ثم بدأت أستسلم الى النوم ، فاذا بى داخل الغرفة أنظر من ألثقب ، فتحت باب الزنزانة ...يا للهول ، ماذا أرى ...نعم ماهذا ، أرى نفسى أخرج مقتاد وأنا أجر أرجلى ، وثم بدأت اصيح ، وأرفس رفسا شديدا ، وحبل المشنقة يتدلى أمام وجهى ..ثم صرخت صرخة مفزعة صحوت على اثرها ..وأنا أتصبب عرقا ..كابوس
يوم غد كان شيئ عجيب حدث فى السجن العريق ألجميل. لم تكن المشنقة تنتصب بشموخ وبهاء كالعادة ، بل تم استبدالها مقصلة ، أشبه بمقصلة الفرنسية أيام ما قبل ألثورة.ساطور ضخم تحته قطة حديد كبيره بها ذقنية تسمى ألنطع بالعربية.علمت انه قد تم استبدال المشنقة التقليدية بالمقصل ، والسبب هو عدم اكتراث المشنوقين بالمشنقة الكلاسيكية ذات الحبل المتهدل....حيث تعود الناس على الشنق....لقد تعود الناس كل شيئ حتى الشنق ذاته بات أمرا عاديا ، لأن الانسان كائن يمكنه أن يتعود كل شيئ حتى الموت . بل ردد البعض حكاية قصيدة عُثر عليها فى جيب أحد المشنوقين ألثوريين يقول فيها
أيتها الحبال الغلاظ
كونى حبالا للمشانق ،
كونى شرفا فى كل زقاق
لذلك تم استبدالها بهذه المقصلة الحديدية .بعدها ببضعة أشهر تم ارسالى الى دولة المقاصل الحديدة ، فتدربت على قطع الرؤووس وفصلها عن ألرقاب بهذه المقصلة الحديثة. كنت انتظر بأحر من الجمر كى أعود واقوم بتأصيلها فى سجنى العتيق .فمن المعروف حتى المقاصل لا يكون طعمها شبقا الا عندما يكون الجلاد أصيلا وكذ المجلود...
عند عودتى ، وجدتهم استبدلوا أسم وظيفتى من شنًاق الى قصًاب !! لم يعجبنى الاسم الجديد ، لأن الاول مرتبط ارتباطا شرطيا ومتماهيا مع طبيعة الحكم التى تنص على ) ألشنق حتى الموت) ..فمهنتى هى أن أشنق المحكوم عليه بالشنق حتى الموت .... لكن أليوم أنا قصاب ...فقط قصًاب ...تناقض بين المهنة واسمها ...أبديت تزمرا ، لكنى لم أكن أعلم ان مهنتى ليس بها أدب التزمر أو الاعتراض فتم ايداعى وحبسى فى ذات الزانزانة ......هكذا كنت أول من جربوا فيه المقصلة ألجديدة، حيث تم فصل رأسى عن بقية جسدى وأنا اقول حوًلهْ!!
انتهت
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ألشنًاقْ- قصة جديده (Re: Abuelgassim Gor)
|
شكرا يا قور علي هذه القصة الرايعة الممتئة بالرمزية ولكنها تثير في ذهني
أوضاع حقوق الإنسان في الغرب وفي بلادنا ففي الغرب كل شيئ يتم بشفافية بل
حتي ما حدث في غواتنمو لمن سموهم أعداء محاربين لا يرقي لجلسة تحقيق واحدة مع مشتبه فيه بالجهاد لدي
سجون الأمن المصري مثلاً لذا فالأمريكان إذا ما أرادوا تهديد متهم عربي يهددوه بإرجاعه لمصر أو الأردن أو السعودية
والسجانون والشناقون كمان هناك كائنات غريبة كأنها ليست من بني البشر
الغريب أن عقوبة الإعدام نفسها ألغيت في كثير من الدول الغربية مهما كانت جريمتك
دمت أيها الكاتب المبدع حقيقة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ألشنًاقْ- قصة جديده (Re: صباح حسين طه)
|
نعم ، ربما ظن كثيرون ممن قرأوا هذا النص الذي يتنفس برئة عالم هذا اليوم ، لاسيما بعد إنهيار المجتمع الإشتراكي وصعود الرأسماليون ورياح العولمه التي أخذت وسلبت حق التعبير والإمتلاك والخصوصيات مالم تكن في أطر متعدده ، ربما ظن البعض ان الدكتور ابوالقاسم قور حامد وهو كاتب قصة من الطراز الممتاز .. ربما ظنوا مع هذه التدعيات ان الرجل يرمز !!
غير ان الواقع الفني وقراءة النص النفسي الباطن لهذه القصة توضح بجلاء ان القاص ( فانتازيا ً) واقعيا ً سحريا ً ) ساخراً من الموت وليس شخوصة وحكومات الإعدام : كما لم يؤسس في القصة إلي إي موقف آيديولوجي واضح يمكن أخذ محمول القصة عليه ,, بل هو ,, أي القاص يتبع هنا أسلوب إنطوان تشيكوف ( تشيخوف ) وهو كاتب روسي ساخر حتي من الذباب من حوله والكلاب ..
القصة عند الدكتور ابو القاسم قور هي التي تكتب نفسها ,, وهذا يضع الكاتب خارج دائرة التصنيف والترميز ..
انه واقعيا ً ساخرا ً مسكونا ً بجنون الإبداع ..
ولكن اعيب علي القاص ان نفسه كان سريعاً في الوصف .. فهو يعطيك وصفا ً لمن يريد شنقه داخل النص ( طبعا ً) بحيث يجد جملة ً فنية وتبريرا ًً يبني عليه مكرة وبنائه الفني ,, ولكن ,, سيكون أكثر إمتاعا ً؛ فيما لو أنه ذهب كثيرا ً في وصف حال المشنوقيين ..
قصة ممتازه ..
(عدل بواسطة محمد قور حامد on 08-08-2009, 07:16 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ألشنًاقْ- قصة جديده (Re: محمد قور حامد)
|
الاخ الكريم ألصحفى محمد قور
كيف حالك وحال الفارس الجديد ( أحمدالمصطفى)
| Quote: القصة عند الدكتور ابو القاسم قور هي التي تكتب نفسها ,, وهذا يضع الكاتب خارج دائرة التصنيف والترميز |
..
أخوا نا ديل حيقولوا شكارتها دلاكتها ...لكن لابدلى من أشيد برؤيتك ألنقدية ..طبع أنت كاتب صجفى محترف ...للكتابة منذ 15 عام . لكن أليوم أراجع ألتاريخ منذ أكثر من ثلاثين عام كنت أحسست ، ولمست فيك موهبة نقدية وذائقة فنية فى ألشعر و ألقصة ، وأذكر انك فزت فى احد المنافسات عن قصة بعنوان ( لصوص ألحرية ). لكنك آثرت ألقانون والعمل ألصحفى ....وهذا هواختيارك ، مثلما كان اختيارى أن أدرس ( ألمسرح وألفسلفة) بينما كان أبى رحمة ألله عليه يريدنى أن أقرأ الفقه ,أصوله ...
الاستاذ ألصحفى محمد قور
شكرا على المرور ... وهذه ألرؤية ألنقدية ....طبعا أخوناديل حيقولوا ( شاكرتها دلاكتها)...لكننى سعيد بالرؤيةالنقدية
عاصف التحايا
خاصة لأبنائى سامر والفارس الجديد احمدالمصطفى
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Abuelgassim Gor
محمد قور حامد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست